الفصل مائة وواحد من رواية عشق أولاد الزوات ١٠١
عشق أولاد الذوات:
* الفصل التاسع والسبعون **
_______
كان الليل يلف اليخت بظلاله الهادئة، والبحر من حولهما يمتد بلا نهاية ، عاكسًا ضوء القمر الهادئ على أمواجه. كان المكان خاليًا من أي شيء سوى صوت الأمواج المتهادية ونسيم البحر العليل. كان فايز وريم واقفين على سطح اليخت، حيث كانت أنوار المنازل بعيدة، تترك لهما هذا العالم الصغير الذي يبدو كأنه خُلق فقط لهما.
فايز نظر إلى ريم بعينين مليئتين بالتأمل، ثم مد يده ليمسك بيدها بلطف، قائلاً بصوت هادئ
_تعالي...
ريم التفتت إليه بنظرة مترددة، صوتها مليء بالدهشة والتساؤل
_فايز!
ابتسم فايز بملامح تحمل في طياتها دفء وصدق، ثم أشار إلى عدة الرسم التي كانت موضوعة على الطاولة بجانبهما.
_أنا جبتك عشان تفضلي ترسمي طول الليل.
كان اليخت جديدًا، اشتراه فايز خصيصًا لها، ليكون ملاذًا خاصًا بهما. وقد اختار تلك الليلة ليهديها ليس فقط اليخت، بل أيضًا عدة الرسم التي كانت تحلم بها دومًا. كل شيء كان معدًا ليعطيها المساحة التي تحتاجها، لتستعيد شغفها الذي كاد يضيع في زحمة المسؤوليات... في زحمة المشاكل والكوارث والأيام الصعبة التي مرت بها .. كل شيىء كان جديد .. كل شيئ كان لها .. كل شيئ أهداه لها فايز ..
ريم نظرت إلى عدة الرسم بدهشة، ثم عادت بنظرتها إليه، غير مصدقة ما تسمعه
ليقول فايز _ مش دا كان حلم من أحلامك ؟
عادت ذاكرتها لتتذكر عندما كانت تجلس على الكرسي الخشبي وتعبث بأصابعها في شعرها، بينما كانت تنظر إلى السماء المرصعة بالنجوم. كانت تحدث فايز بحماس عن حلم لطالما راودها.
ريم بابتسامة حالمة، وعيناها تلمعان
_ فايز، تعرف إني من وأنا صغيرة كان نفسي أروح البحر وأقعد أرسم ؟ كنت دايمًا بتخيل نفسي واقفة على الشط والقمر ضوءه منعكس على الموج، وأنا ماسكة الفرشة بتاعتي وأرسمه بكل تفاصيله وسط الماية والهوا
كانت عيناها تلمعان بالشغف، وكانت تتحدث وكأنها ترى المشهد أمامها بكل وضوح، تشعر بكل تفاصيله. كانت تلك اللحظة تحمل في قلبها الكثير من الأحلام والرغبات التي لم تُحقق بعد.
لكن فايز كان مشغولًا كالعادة عنها وهذه المرة في تصفح هاتفه ، وكان يجيبها بنبرة غير مهتمة، لا تدرك عمق مشاعرها
_آه... فكرة حلوة، بس مش مهم تعملي كده دلوقتي. الرسم ده مجرد هواية، مش كده؟
ريم ابتسمت بخفة، لكنها شعرت بوخزة في قلبها من رده. كانت تأمل أن يجد في كلامها نفس السحر الذي تشعر به، لكنها أدركت أنه لم يكن يشاركها هذا الشغف. حاولت أن تتجاهل شعورها بالخيبة، وأكملت بحماس متزايد
_ بس يا فايز، تخيل المشهد! القمر فوق البحر، والضوء اللي بيعكسه على الموج... ده مش مجرد رسم، ده حلم، حاجة ممكن تملى قلبي بالسعادة لو اتحققت
كانت تتحدث وكأنها تحثه أن يأخذها إلى البحر ليحقق لها أمنيتها لكن فايز، بدون أن يرفع عينيه عن الهاتف، قال
_ مش مهم ياريم المهم دلوقتي شغل البيت والولاد داخلين على مرحلة مهمة أوي والمسؤوليات بتذيد فخلي بالك
شعرت ريم أن حماسها بدأ يخبو أمام برود رده، وكأنها كانت تتحدث إلى جدار. كانت تتمنى لو أنه فهم كيف أن الرسم كان جزءًا كبيرًا من حياتها، وكيف أن هذه الأحلام البسيطة كانت تعني لها الكثير.
لكنها اكتفت بالصمت، وأملت في نفسها أن يأتي يوم يفهم فيه فايز ما كان يعنيه هذا الشغف بالنسبة لها. لم تكن تعلم أن هذه اللحظة ستظل عالقة في ذاكرتها، تنتظر اللحظة التي يعيد فيها فايز إحياء هذا الحلم بطريقة لم تتوقعها أبدًا.
في تلك الليلة، عادت ريم إلى السرير بصمت، وقلبها يحمل بعض الخيبة، لكنها أيضًا تحملت الأمل بأن يأتي يوم يتغير فيه هذا الموقف. ولم يكن في خيالها أنها ستجد يومًا ما فايز يستمع حقًا إلى ما كانت تحلم به، ويحقق لها حلمها بطريقة تفوق كل توقعاتها.
وها قد أتى اليوم .. فايز لم يأتي بها للبحر فقط .. بل أشترى لها يختًا تستطيع لف العالم به .. اشترى لها أدوات رسم جديدة مبهرة ومتتعددة تخولها لفتح محل لبيع مستلزمات الرسم .. ويذكرها بحلمها ويحققه لها بأفضل طريقة كما أملت في الماضي
أومأ فايز برأسه وهو يرى الدموع تتجمع في عينيها ليدرك كم ألمها قديمًا ليقول بصوت عميق يملؤه الحب والحنين
_أنا فاكر على فكرة... ريم، أنا مش بنسى الحاجات اللي بتحبيها.. حتى لو كنت زمان معنديش دم وحمار
كانت تلك اللحظة محملة بمشاعر مختلطة، مشاعر أمل ومحبة تمتزج مع الحزن والندم. ريم شعرت بدموعها تتجمع في عينيها، ليس فقط بسبب هذه اللفتة الجميلة، ولكن أيضًا لأنها أدركت كم كانت تفتقد هذه اللحظات التي يشعر فيها شخص ما بما تحتاج إليه دون أن تطلب.
بصوت مهتز ولكن عميق من القلب، قالت ريم تسخر من نفسها بعدما بكت من الفرحة ، شعرت أنها تشفق على نفسها التي لأول مرة يفعل لها أحد شيئ تحبه ويهتم بها
_مش قادرة أصدق إني مستغربة وأنا بعرف دلوقتي إنك عارف حاجة عني ومهتم بحاجات بحبها.
اقترب منها فايز أكثر، ورفع يده ليزيل الدمعة التي هربت من عينها بينما تكمل
_ أنا حالتي وحشة أوي ، اكتشفت إني ضعيفة وقللت من نفسي كتير.
نظر فايز إليها بحنان عميق، وكان من الواضح كم تألم لرؤية هذا الضعف في عينيها.
_ أنتي أقوى واحدة في الدنيا ، كفاية مسؤولية ولادنا اللي عمرك ما قصرتي فيها... حتى مسؤوليتي اللي مكونتش أستاهل إنك تشيليها
كانت كلماته تلمس أعمق جروحها، جروحها التي حاولت دائمًا أن تخفيها بقوة مزيفة، وتبدو صلبة أمام الجميع. لكن مع فايز، كانت تعلم أنها تستطيع أن تكون حقيقية، أن تكون نفسها بكل مشاعرها وأوجاعها.
فايز، بنبرة أكثر هدوءًا وتأنيبًا لنفسه، أضاف
_ أنا إللي ضعيف وغبي وقليل أوي قدامك... بطلي عياط أرجوكِ.
حاولت ريم أن تتمالك دموعها، لكن كلماته زادت من اندفاعها. كان هذا ما تحتاجه، ليس فقط أن تُسمع، بل أن تُفهم، أن يُعترف بمشاعرها ومكانتها في حياتهم.
ثم، في محاولة لتخفيف الجو وإعادة الابتسامة إلى وجهها، قال فايز بابتسامة
_مش هترسمي القمر بقى وهو بيعكس ضوءه على موج البحر؟
ابتسمت ريم بعدما شاغبها بتكراره لكلماتها ثم نظرت إلى القمر، ثم إلى فايز، وابتسامة صغيرة بدأت تتسلل إلى وجهها. كانت تعرف أن هذا الحضن، هذه اللحظة، كانت بداية جديدة لهما. لحظة من الأمل، حيث لم يعد هناك مجال للخوف أو الشك. أخذت بيده، وجلست بجواره، مستعدة لاستعادة شغفها القديم، والرسم تحت ضوء القمر، مع الرجل الذي كان دائمًا جزءًا من أحلامها.
قال فايز مبتسمًا
_ مش عارف إزاي قمر هيرسم قمر بصراحة
قضمت شفتيها في خجل وشعور بالأنوثة اجتاحها بينما يغازلها زوجها .. ذلك الوسيم الذي لم تستطيع التوقف عن عشقه ولو للحظة
_ أنتي حلوة أوي يا ريم ..
وضع اصبعه فوق شفتيه ليرتجفا تحت وقع لمسته بينما يتأملهم قائلاً
_ ياريت كنت بعرف أرسم كنت رسمتك أنا
همست _ كنت هترسمني إزاي ؟
ابتلع فايز ماء حلقه وغزت التخيلات رأسه ليقول بصوتٍ أجش
_ في كل الأوضاع
راى تغيرات تعبيرات وجهها ليشعر أنه تواقح معها ليقول سريعا
_ أنا ا
_ ممكن أعلمك
قالتها ريم بنظرة خجولة .. ليشعر فايز بشيئ من الغرابة لتكمل ريم تؤكد على كلامها
_ أعلمك الرسم
اقتربت منه ريم ومازال عقل فايز يدور ، هل تقصد ما فهم .. هل ريم الخجولة تعرض عليه أنتعلمه الرسم ! الرسم الخاص به .. الفن الذي يبرع في تنفيذه ؟
_ عاوز تتعلمه ؟
مالت برأسها قليلاً وقضمت شفتيها لترتفع أنفاسه في هياجٍ ظاهر .. هل تطلب ريم ؟ .. أجاب فايز
_ عاوز ..
ذادت اقترابها منه وهمست أمام شفتيه بينما تحتضن لحيته بيديها الناعمة .. لترتفع أنفاسها الساخنة ما إن لمسته .. اشتاقت له . .. اشتاقت للحيته الطويلة التي حلقها من أجل أخرى .. اشتاقت لأن يكون لها .. بين يديها . أن تلمسه وتلمس كل تفاصيله. .
ضم فايز خصرها بقوة فألصقها به لتقول ريم بينما تتحدث أمام شفتيه في دلال وإغواء
_ عاوز أوي.. ؟
أجاب فايز بينما يمتص شفتيه
_ عاوز أوي أوي...
ثم أخذها فايز في قبلة همجية بعدما فتحت له الطريق
.. ولم تتحدث ريم بعدها .. لم تفعل شيئ .. فقد فعل فايز كل شيئ .. أخذ الفرصة التي تمناها منذ أشعر .. على متن اليخت في نصف البحر ورغم ذلك لم يستطع الهواء البارد إطفاء لهب اشتياقه ولهفته على تلك المغوية التي سلمته القيادة .. لكن هذه المرة بشروطها هي .
_
كانت ريهام تجلس على طرف السرير في غرفة نومها.. وجهها فوقه ملامح الصدمة الشديدة .. لم تتخيل أن يأتي اليوم الذي تشهد فيه هذا الخبر !
_
وبكدة فايز وريم اتصالحوا😘😭❤️
فاضل إللي منهم لله .. تفتكروا ريهام حصلها ايه . ولا تكون غادة عملتلها حاجة صدمتها😡
نهاية الفصل والرواية موجودة للبيع ومعاها رواية صغيرة هدية عبارة عن 11 فصول إضافية وحلقات خاصة للأبطال مش هتتنشر في العام وهتتنشر للمشتركين فقط .. سعر الرواية ٥٠ جنية بدل ٧٠ جنية كلمونا على تلجرام او وتساب او فيسبوك وحتى انستجرام والحقوا اشتروها عشان فيه مميزات تانية كتير هتتقدم للمشتركين .. رقم التواصل