الفصل المائة من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
_____
كانت الشمس قد بدأت تغرب، ملونة السماء بظلال برتقالية ذهبية
بعد عدة ساعات .. ذهب الأطفال للنوم واقترب فايز من ريم ، التي كانت تقف في الشرفة، تحدق في الأفق بعينيها الممتلئتين بالحزن والشك. كان يعرف أن هناك الكثير من الأمور التي يجب أن يعوضها، لكنه أراد أن يجعل هذه الليلة مختلفة.
فايز بصوت ناعم
_ريم ، عاوز أخدك لمكان النهاردة
ردت ريم
_ انت عارف انه مش هينفع
اعترض فايز في رفق
_ أرجوكِ يا ريم
ريم نظرت إليه، ورغم أن قلبها كان مثقلًا بالغضب والحزن، لم تستطع منع نفسها من الشعور بالفضول.
_فين المكان ده يا فايز ؟
ابتسم لها فايز ابتسامة صغيرة تحمل وعودًا بكثير من الحب.
_ هتعرفي لما نوصل. لكن صدقيني، هتكون ليلة ما تتنسيش.
شعر بسعادة بالغة لأنها وافقت أن تذهب معه لكنها عادت لتقول
_ أنا موافقتش أنا بسأل بس
ليتذمر فايز متوسلاً
_ بالله عليكي يا ريم بقى
ترفعت عنه ريم ثم قالت
_ ماشي ، بس مش هنتأخر عشان الولاد وعشان أنا مش عاوزة أبقى معاك في أي مكان
وتركته وذهبت والابتسامه العريضة فوق وجهه رغم الكلام الذي أتبعته بالموافقة لكنه كان سعيد على أي حال
بعد قليل، وجدت ريم نفسها على الشاطئ .. وهناك يخت كبير يرسي بجانبه .. نظرت له ريم وتأملته ليمد فايز يده لها قائلا
_ يلا
نظرت له في حيرة ثم سألت
_ اليخت دا لينا ؟
هز فايز رأسه مجيبِا ..
_ ليكي !
شعرت ريم بالصدمة حتى أن فايز قد جذب يدها وساعدها على طلوعه وبدأ يبحر بهدوء وسط مياه البحر الهادئة. كانت الرياح تلعب بخصلات شعرها وهنا ريم استوعبت جملته .. لتعود وتسأل
_ هو أنت بتقول إيه؟
قال فايز بحب
_ اليخت دا ليكي يا ريم ، هدية مني ليكي ، معرفش ليه عمري ما فكرت أهديكي حاجة بتحبيها أوي كدة
نظرت ريم لليخت تتأمله وهي مازالت متفاجئة مما فعله فايز ! .. قال فايز
_ كنت عاوز أكتب عليه إسمك وأغيرلك ديكوره بحاجة بتحبيها بس بصراحة ملحقتش، أنا حتى لسة موثقتش ورقه
عادت لتنظر له ليقترب منها قليلاً وقال
_ مقدرتش أأجل فرحتك ياريم .. يارب تكوني فرحتي !
رغم كل شيء، لم تستطع منع نفسها من الاستمتاع بهذه اللحظة، لكن قلبها كان لا يزال يذكرها بكل الألم الذي مرت به بسببه.
فايز وقف بجانبها، نظر إليها بنظرة مليئة بالتأمل، ثم أشار نحو الأفق.
_بصي هناك يا ريم.
رفعت ريم عينيها ورأت أولى المفرقعات النارية تنفجر في السماء. ألوان زاهية من الأحمر، الأزرق، والأخضر تملأ السماء بأشكال رائعة، ثم تتابع العرض بشكل متسارع، حتى تحولت السماء فوق الجزيرة إلى لوحة فنية متوهجة. المفرقعات كانت تضيء المكان بشكل مدهش، حتى أن الجزيرة بأكملها كانت تشاهد هذا العرض الباهر.
ريم لم تستطع إخفاء دهشتها وفرحتها بالمشهد الرائع أمامها. كانت هذه اللحظة ساحرة لدرجة أنها نسيت كل ما حولها، فقط ركزت على السماء التي كانت تتألق بكل الألوان الممكنة. لكن بينما كانت تتأمل في هذا الجمال، عادت الذكريات الحزينة إلى ذهنها.
نظرت إلى فايز، ورأت في عينيه نفس الندم الذي كانت تحمله في قلبها.
_فايز، أنت عارف إن ده مش كفاية...
فايز اقترب منها، وضع يده على كتفها بلطف، وقال بصوت مليء بالإخلاص
_عارف يا ريم، بس أنا بحاول. بحاول أرجعلك، وأصلح اللي كسرته. مش هيكون سهل، وأنا مش هتوقع منك تسامحيني في لحظة. لكن الليلة دي... عايزها تكون بداية جديدة لينا.
ريم شعرت بموجة من المشاعر المتضاربة تجتاحها. كانت تريد أن تغضب، أن تصرخ، أن تذكره بكل ما فعله. لكن في نفس الوقت، شعرت بأن هذا العرض، وهذه اللفتة الكبيرة، كانت محاولة حقيقية منه لاستعادة حبها وثقتها.
المفرقعات النارية كانت لا تزال تضيء السماء، ومع كل انفجار، شعرت ريم بشيء يتغير في داخلها. ببطء، بدأت الحواجز التي بنتها حول قلبها تتلاشى. نظرت إلى فايز مرة أخرى، هذه المرة بعينين مليئتين بالتساؤل والمسامحة.
_فايز... أنا مش عارفة أقولك إيه. بس أنا...
انتظرها فايز أن تكمل كلامها بفارغ الصبر لتعود وتقول بنبرة مترددة ومحتارة لكنها لم تكن حزينة بل سعيدة بما قدمه لها
_ أنا فعلآ مش عارفة المفروض أعمل إيه دلوقتي، بس حاسة ان ، ان ممكن .. لكن مش دلوقتي ، مش هقدر أصفالك وترجع زي ما كنت علطول
ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة أعطته الأمل
فايز ابتسم، ابتسامة كانت مليئة بالأمل والحب....واقترب منها قليلاً ومسك يديها وقربها من شفتيه ليقبلهم في رقة قائلاً
_ أنا مش هقولك إني مش مستعجل
نظرت له ليكمل _ أنا هموت وتسامحيني ، بس أنا مش بعمل دا عشان أوصل لحاجة ياريم .. أنا عاوزة أوصل لقلبك .. زي ما كنت واصله زمان
ابتسمت ريم في رقة ليقول فايز بينما يقترب منها أكثر
_ ممكن حضن بقى ؟
ضيقت عينيها تنظر له ليبتسم في تلاعب قائلاً
_ حضن بس والله مش حاجة تانية
ثم تابع اقترابه وهي متصنمة مكانها ليقول ما ان اقترب للغاية
_ أنا هحضن على فكرة مش عاوز أتفاجى بقلم على وشي
ضحكت ريم بخفة لتكون تلك إشارة خضراء له بالإقتراب ...
عندما احتضن فايز ريم، شعر بقلبه ينبض بقوة. كان هذا العناق مليئًا بمشاعر مختلطة؛ الحب العميق، الندم على كل لحظة فقدها دونها، والرغبة في تعويضها عن كل ألم تسبب فيه. كان حضنًا دافئًا، وكأنه يحاول أن يحيط بها ليحميها من كل ما أذى مشاعرها في الماضي. لحظة عناقها جعلته يدرك كم كان يفتقدها، كم كان يحتاج إلى قربها ليشعر بأن الحياة لا تزال لها طعم ومعنى.
أما ريم، عندما شعرت بذراعي فايز تلفان حولها، تسللت مشاعر مختلطة إلى قلبها أيضًا. كان هذا الحضن بمثابة لحظة انتظرتها طويلًا، لحظة اشتياق وانفراج بعد كل الآلام التي مرت بها. كانت تفتقد دفء ذراعيه، هذا الأمان الذي شعرت به سابقًا، قبل أن تتراكم بينهما المسافات والمشاكل. شعرت بأن قلبها ينبض بقوة، وكأن هذا العناق قد أزال عنها ثقلًا كبيرًا، ومع ذلك كانت تحمل في داخلها بعض التردد والخوف من أن تعود الأمور لما كانت عليه.
في تلك اللحظة، لم يكن هناك كلمات تُقال؛ فقط مشاعر تنساب بينهما، مشاعر حب مختلط بالحنين، والرغبة في استعادة ما كانا عليه.
انفصل العناق الذي ترك كلا منهما بكيان مبعثر ليقول فايز
_ فيه حاجة تانية كمان
_إيه هي ؟
سألت ريم بصوت رقيق لينظر لها فايز ويبتسم ثم مد يده لها حتى يريها المفاجأة الأخرى
نهاية الفصل والرواية موجودة للبيع ومعاها رواية صغيرة هدية عبارة عن 11 فصول إضافية وحلقات خاصة للأبطال مش هتتنشر في العام وهتتنشر للمشتركين فقط .. سعر الرواية ٥٠ جنية بدل ٧٠ جنية كلمونا على تلجرام او وتساب او فيسبوك وحتى انستجرام والحقوا اشتروها عشان فيه مميزات تانية كتير هتتقدم للمشتركين .. رقم التواصل