الفصل السابع والسبعون من رواية الخادمة الصغيرة

 الفصل السابع والسبعون من رواية الخادمة الصغيرة 


الخادمة الصغيرة:

كعادته ، بيرجع متأخر وبيطوح وسكران وبيعاني عشان يعرف يحط المفتاح في الكالون ! 


فتح الباب أخيرا ودخل بيتهم ولقى إللي بتستقبله قاعدة على الكرسي بتاعها ولابسة نضارة 


_ هتفضل تتسرمح وترجعلي سكران زي الصيع ؟ 


جملتها المعتادة .. ضحك عليها وبعدين قال 


_ وأنا ورايا حاجة 


ولكنه فجأة لقاها بترمي في وشه سطل ماية متلجة ! 


شهق بقوة وعنف من المفاجأة ومن برودة الماية !! 


ورمتله شريط حبوب في وشه بقرف وقالت 


_ فوق وتعالى على أوضتي!


وقف مصدوم من حركتها لكنه ميقدرش يعمل حاجة ، هيعمل إيه في أمه يعني ؟؟ طبعا مش هيقدر يعمل حاجه


خد الحبوب وبص لقى كباية لبن على السفرة فشربها هي كمان ، أمه مجهزاله كل حاجة رغم عجزها ورغم تعبها ! 


بعد نص ساعة كان فاق فعلاً خصوصا انه دخل خد شاور وغير هدومه ... وراح لاوضة أمه خبط فأذنت ليه بالدخول ودخل وقعد ادامها على كرسي أدام الكرسي المتحرك إللي هي قاعدة عليه 


أول ما قعد قالت 


_ أنت مفكر يابني إن الشباب إنك تعمل الحرام وتعصي ربنا ! لأ يابني غلطان ، الشباب إنك تستغل صحتك إللي ربنا رازقك بيه في إنك تعبده وتشتغل وتتعلم عشان تفيد نفسك وتفيد خلق الله ، مش تضيعها على الحرام والمعاصي ! 


بص في الأرض ومعرفش يرد عليها ولكنه من جواه كان زهقان من كلامها إللي بتردده كتير وكان عاوز المحاضرة تخلص بسرعة عشان يروح ينام .. عرفت إللي بيفكر فيه من علامات وشه وجسمه فتنهدت بعجز وحزن .. وسألت بصوت قريب للحنان 


 _ ليه يابني سايب كل أحوالك وعاوز تضيع نفسك ؟ 


رسم ابتسامة باردة على وشه وهو بيقول 


_ مش سايب حاجة ، أنا كويس أهو يا ماما 


سألت تاني لأنها عارفة إنه بيكدب على نفسه 


_ مسافرتش لدراستك يا رامز ؟ 


زفر رامز نفسه بزهق وحاول يهدى ويكلم امه كويس وقال 


_ أنا قولتلك إني خدت gab year 


كملت كلامها في وهن _وليه تاخدها وتوقف مستقبلك ، يابني إحنا مش معانا فلوس تسندك بعدين ولولا ورثنا من أبوك مكونتش عرفت تروح ولا تيجي  


بصلها بضيق وقال ببعض الغضب _ مش لازم كل شوية تفكريني إني فقير ! أنا عارف كويس أوي إني فقير ومعنديش حاجة 


لكنها ردت بحكمة _ إحنا مش فقرة يا رامز ولا عمرنا كلنا فقرة ، أنت متعرفش الفقرة عايشين إزاي


وكان رده بسخرية حادة _ وانتي متعرفيش الأغنية عايشين إزاي ! 


قالت باستغراب _ ما أنت معاك أصحابك أهو محدش فيهم أحسن منك وبيساعدوك وبيقفوا جمبك 


لكنه قام من مكانه وحط ايده على شعره وقال بغل وحقد 


_ هه أنتي عارفة جلال ولا مازم عايشين إزاي!! طب أنتي عارفة جلال دا بالذات بيعمل إيه ؟؟ دا بيلبس ساعة تمنها يشتريني أنا وأنتي 


بصتله باحتقار _ اخس عليك تبص لحاجة صاحبك إللي عمره ما سابك لواحدك ودايما بيساعدك 


اتنرفز رامز جدااااا من كلام أمه وزعق 


_ محدش قاله يساعدني ، جلال دا يا حبيبتي واحد زبالة أهم حاجة عنده مزاجه وبس ولا بيحب حد ولا حد بيحبه ، ولا أمه ولا أبوه ، بس الفرق إن أبوه عمله مستقبل وحياة ... لكن أنا أبويا كان إيه ؟! نفعني ب إيه حبه ؟


وكمل بحقد كبير وصوته مرتفع وقاسي 


_ ليه هو مات ومعملش أي حاجة لمستقبلي عشان لما أكبر مبقاش أقل من حد ، سابني في الفقر مع أم عاجزة مريضة


_ آه!!!


طلع تأوه من أمه فجأة وهنا بص رامز لمصدر الصوت وانتبه أخيرا إن وهو بيتكلم وبيزعق أمه كانت حاطة ايدها على قلبها وكلامه بينزل زي السيوف بيقطع فيها !!! 


_ ماما ماما في ايه 


زنزل رمز على ركبه أدام أمه وهو بيحاول يعمل أي حاجة تنقذها لكنها صرخت من الألم وهو جسمه لكه اترعش وقام بسرعة مشعارف يعمل إيه ولا يتصرف إزاي حاول يشربها ماية بس منفعش ومعرفتش 


فاتصل بسرعة بالإسعاف أخيراً وهو بيعيط ادامها عشان متغمضش عينها وتتماسك عشانه !! 


جات الإسعاف وراحوا بيها المستشفى وهو معاهم وبيعيط ... 


فضل مستني الدكتور وهو قاعد عمال يلف ويدور حوالين نفسه ، رامز أبوه متوفي ومفيش في حياته غير أمه وبس وهي أغلى حاجة في الدنيا بالنسبة أصلا هي الحياة بالنسبة ليه ! ورغم كل عيوبه إلا إنه كان عاشق متيم بأمه ومتعلق بيها لأقصى درجة ومش بيفوت يوم إلا لما يكلمها ورغم إنه بيغلط وبيعصبها وبيضايقها كتير لكنه مالوش غيرها ... 


_ محتاجة عملية ضروري ! 


دي الجملة إللي قالها الدكتور لرامز ! ... رامز اتصدم من خطورة الحالة وراح للحسابات إللي طلبوا منه مبلغ ضخم مش معاه دلوقتي ومش هيقدر يحصل عليه وحالة أمه مستعجلة ! 


فضل يفكر كتير يلجئ لمين وفي النهاية ملقهاش غيره ! 


رفع سماعة التليفون واتصل بيه ، أول مرة وتاني مرة مفيش رد ، حس إنه هيفقد الأمل! لكنه مكانش عنده أي حل تاني حتى لو اضطر يبوس رجلين جلال عشان يسامحه على إللي عمله معاه ويساعده هيعملها بدون تردد .. 


_ ألو مين ؟ 


جه الرد أخيرا بصوت جلال فهتف رامز بلهفة 


_ جلال الحقني ! 


وبعد ساعات قليلة كان جلال في القاهرة ! ... دافع فلوس العملية ومحضر فلوس ذيادة مع رامز كمان !


رامز كان واقف مكسوف وأمه كانت خرجت من العملية ومستنيها تفوق وهو رغم إن جلال ساعده إلا إنهم متكلموش في أي حاجة في إللي بينهم واتكلموا في الأزمة وبس ... 


جلال كان واقف ساند ضهره على الحيطة وبيشرب قهوة ... قرب منه رامز وقال 


_ شكراً يا جلال ..  


بصله جلال وقال بابتسامة بسيطه


_ لو احتجت حاجه كلمني علطول ، أنا كنت بحب طنط أوي .. ربنا يقومها بالسلامة


رامز بص لجلال وأول مرة يحس إن ليه أخ أو حد يسنده ! وسأل نفسه ليه خد جلال كعدو مع إن كان ممكن يكسبه كصديق واخ جميل ! لكن نقص رامز خلاه يتكبر على جلال وخلاه يكرهه ويبص للي عنده ، بس بعد موقف جلال مع رامز وإنه أنقذه في الأزمة دي ووقف معاه من غير حتى ما يناقشه أو يعايره إنه غلط في حقه .. حس إن جلال جدع جدا والمفروض يكون صاحبه وحبيبه مش عدوه ! 


قال جلال _ أنا طلبت أكل ليك زمانه جاي ف استلمه من الأمن لأني داخل الحمام 


اتفاجئ من عطف ولطف جلال واهتمامه بيه ! وحاول رامز يجمع كلام والخجل احتله بسبب أنه عمره ما عمل حاجة حلوة في حق جلال بالعكس كان بيسعى في خراب وتدمير حياته ، لكنه مش هيسمح إن جلال حياته تتدمر أبدا بعد ما أنقذ حياته وحياة أمه! .. 


مسك جلال من ايده وقال


_ أنا آسف يا جلال ع


لكن جلال قال ببساطة 


_ مش وقته الكلام دا ، ركز مع أمك واهتم بيها . 


بلع رامز ريقه وهو عاوز يقول على المهم ، السر إللي هو عارفه والخطر إللي هيدمر جلال ... 


_ جلال .. عامل إيه مع مراتك؟ 


ضيق جلال عيونه وبان عليه الانزعاج فقال رامز بسرعة 


_  أنا مش قصدي والله أي حاجة وحشة 


سكت جلال يستنى يسمع رامز إللي كان متوتر وخايف يتكلم .. ولكنه جمع كلامه أخيرا وقال 


_ أنا بس عاوز .. عاوز أحذرك من حاجة ! 


_ حاجة إيه قول 


قال جلال وحس إن في حاجة مهمة فعلاً وإلا مكانش رامز أتكلم فيها في الموقف الصعب دا لكن فجأة جه صوت الممرضة عالي وهي بتجري عليهم وبتسأل 


_ مين ابن الحالة إللي في ٢٠١ 


هتف رامز بلهفه بعد ما قلبه اتخطف 


_ أنا!!


_ تعالى بسرعة مامتك عاوزة تشوفك !!


راح رامز بسرعة لأمه وهو وشه أحمر وجسمه بيترعش وحس إن فيه حاجة خطر مش مجرد إن أمه فاقت ! 


أول ما دخل لقاها فايقه وبصه ناحيته فراحلها بحرص رغم انه نفسه يجري عليها ولكن عشان عمليتها !!. 


_ماما !!


هتف والدموع بتنزل على وشه ... فحاولت أمه تتكلم بصعوبة وقالت وابتسامتها الصافية الجميلة على وشها 


_ حبيبي ... 


جري رامز في حضنها رغم تعبها وتحذير الدكاترة من الكلام أو الحركة لكنها كانت حاسة .. كانت حاسة إنه آخر حضن ! 


قالت من بين ألمها وأهاتها _ اوعدني ، اودعني إنك، إنك تتقي الله يابني وترجعله 


هز راسه بالموافقة ولسة في حضنها وحس بنفسها بدأ يتقل وصوتها بيختفي وهي بتردد 


_ أرجع لربنا يا رامز .. أرجع لربنا يابني ! 


حس إنها ارتخت .. اصوات الأجهزة اتغير وبقى أبشع صوت ممكن إنسان يسمعه في حياته !! ... 



عقله فهم ولكن قلبه ولسانه رفضوا يصدقوا وقال بعد ما دخل في حالة هستيريا


_ هرجعله وأنتي معايا وهنروح نحج زي ما كنتي عاوزة مع بعض ، هنرجعله أنا وانتي يا حبيبتي 


مسك ايديها وهي مغمضة عيونها _ أنا بحبك أوي يا ماما ، ماليش غيرك في الدنيا دي ، متسيبنيش عشان خاطري 


ايديها ساكته بين ايديه ... الجهاز عمال يصفر وهو حس ... اخيرا حس .. إنها ماتت وفارقته ! 



 هتف بحزن يتوسلها  


_ أنا آسف ، أنا إبن وحش ، مش الإبن إللي كنتي بتحلمي بيه وعوزاه يكون سند ليكي ، بس والله أنا ولا أسوى حاجة من غيرك   ، أول ما تقومي من هنا هكون كويس ! هعمل كل حاجة تعجبك عشان ترضي عني ، هاخد بالي من دراستي ومش هقصر وهتقي الله ومش هعمل حاجات حرام تاني 


وبص لفوق وهو بيصرخ وبيدعي ربنا 


_ يارب أنا مش هعمل حاجه حرام تاني بس رجعهالي .. 


دخلوا الممرضين أخيرا ولقوا رامز بيحاول يقوم أمه من السرير وحاولوا يمنعوه لكنه زقهم 


_ ماما !!! قومي معاياا 


وقاومهم وشتمهم فدخل جلال شاف رامز في حالة إنهيار تامة ومحدش قادر يسيطر عليه .. 


_ خلاص يا رامز خلاص ادعيلها 


جلال مكانش عارف هو جاب الكلام دا منين ولا جاب الحنية دي منين لكنه وفي عز الموقف رد على نفسه وقال إنه اتعلمها من رضا مراته !! 


صرخ رامز في وش جلال 


_ أمي يا جلال !! أمي!!!! 


_ الله يرحمها .. الله يرحمها ! 


مسكه جلال من وشه بيحاول يهديه ويمسكه عشان ميعملش حاجة في نفسه ورامز جسمه همد تماماً وبقى يطلع منه عياط بس بصوت عالي 


_ اهدى.. اهدى .. الله يرحمها 


وحضنه جلال ورامز بيعيط في حضنه بانهيار ، جلال كان حاسس بشفقة كبيرة على رامز رغم الخلافات إللي بينهم لكنه كان عارف كويس جدا إن رامز مالوش غير أمه في الدنيا دي ... 


جلال لجئ لأبوه عشان يعملوا عزا ودفنة لأم رامز لأنهم عايشين في القاهرة بس أبو رامز أصله من البلد إللي منها جلال ..


وتمت الدفنة وخلص العزا ورامز دخل بيتهم وقفل الباب وطلب إن محدش يتواصل معاه وإنه هيبقى كويس وحاول جلال إنه يقف معاه وبساعده بس رامز رفض بقوة ...  


ووقف حسين جمب جلال لحد اخر لحظة في كل الأحداث إللي حصلت رغم إنه كان المفروض يسافر عشان شغل البلد بس تخلى عن كل حاجة أول ما جلال احتاجله ..


حسين حاول يتكلم أو يفتح كلام مع جلال لكن جلال كان بيصده في كل لحظة 


_ جلال .. ممكن نتكلم ؟ 


_ لا مش ممكن .


دا كان الرد إللي بيحصل عليه في كل مرة بيحاول يتكلم معاه فيها ولكنه قرر مييأسش ويحاول يرجع علاقته ب إبنه تاني . 


___


نهاية الفصل 💗


تعليق واحد

  1. جلال صعبان عليا جدا نفسي ينصلح حاله
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.