الفصل السادس من رواية انحنى من أجل الحب

 الفصل السادس من رواية انحنى من أجل الحب 

اقترب ذلك الصغير البالغ من العُمر عشر سنوات من ابيه الذي كان يحمل فتى على كتفه .

اشار ذاك الذي اتم العقد من عمره قائلاً بنبرة طفوليه مستغربه_مين دا يابابا؟!

اقترب الاب من ابنه يربت على رأسه فى حنان وحب قائلاً بإبتسامه _دا ياحبيبي يبقي فارس ... اخوك الصغير يا مصطفى! 

.....

اخذ يتذكر تلك الاحداث القديمة التى لم ولن ينساها ابداً طوال حياته

كان يقف على صخرة يتجرع الكحول بشراسة وشرود وهو يطالع المدينه من فوق تلك الصخرة العالية 

تمتم بشرود وصوت خفيض يحمل لذعة سخرية

" اخوك الصغير يا مصطفى!...لعنة حياتى كلها..."

رن هاتفه فى تلك اللحظه قبل ان يرمى زجاجة النبيذ الفاخرة بأقوى ما فيه 

اجاب بإقتضاب_ ايوة يارامى"

رد الاخر بتوبيخ وصوت عالى_ اى ياعم فى اى..بتصل بيك من الصبح وانت مبتردش..قافل تليفونك طول النهار وكمان لا فى البيت ولا فى الشركة و،،

قاطعه ببرود اشتطاط له رامى_ "بطل رغى ووطى صوتك عشان عندى صداع"

زفر رامى الهواء من رئتيه يحاول بقدر الإمكان ان يمسك اعصابه _ " طب انت فين دلوقتى؟!"

بنفس بروده اجاب_ ميخصكش!

صاح هائجاً ولم يعد قادر على السيطرة على نفسه أكثر من ذلك_ يعنى اى ميخصنيش ،، مصطفى..مصطففى !!!

كان قد اقفل مصطفى الهاتف بوجهه دون الاستماع الى باقي الكلام ..نظر مرة اخرى بشرود ومعالم وجهه متهجمه لا يوجد بها اى دليل على الحياة...يكفيه ما فيه ويكفيه حزنه الشديد وألمه 

يكفيه ما رأى طوال حياته ... يكفيه ماضيه المُر والسيئ " 

ولكن لا...رغم المه فأنفه مرفوع ،شامخ،قوى لا يُهزم ابداً ... لطالما كان مصطفى العمرى رمز للثبات والقوة... 

"مثل الجبل لا يهزه الريح "
تشوشت الصور برأسه ... بكاء ، حزن ،فرح ، صوت ضحكات رنانه وصاخبه و بيت كبير، لم يكن مليئ بالسعادة ولكنه كان دافئ
عائلة موحده ،لم تكن وثيقة الترابط ولكنها كانت مستقرة

تنهد وزفر الهواء برئتيه فى يأس وحزن 

القى نظرة اخرى على السماء ... يناظرها بعيون جفت دموعها وقلب كُسر الف مرة"

انتهى من تأمله ثم توجه الى سيارته بخطى ثقيله ومتباطئه ..!!!

.....

_ فارس!

نطقتها رحمه عندما رأت فارس تقريباً غافى أمام احدى الغرف فى الردهه 

اقتربت منه تفيقه بلهفه وحنان 

_ فارس ياحبيبي... فارس

تأوه فى غفوته واول ماقال : 

_ شمسي..

نطقت بإستغراب_ ايه اللى مقعدك هنا يابنى 

لما يأبه للداده رحمه واعتدل بفزع بعدما تذكر حزن وغضب شمسه منه

التفت الى رحمه قائلاً_ شمس يادادة(التفت ناحية الباب واخذ يتوسل وهو يضرب على الباب حتى تفتح)... شمممس 
شمسى حبيبتي افتحى الباب بعد اذنك....شمسى والنبي عشان خاطرى افتحى الباب....شمسسس... انا اسف ياشمس...انا اسف اوى انى زعلتك وجرحتك بالطريقة دى انا بحبك .. انتى عارفة انى عمرى ما اجرحك ابدا...عشان خاطرى افتحيلى الباب

كانت تحاول رحمه ايقافه عن ما يفعل فقد ظهر كالمنهار حرفياً ... 

شدته من زراعه وقالت بحده وصوت عالى_ فوق بقي يافارس...مراتك مش هنااا...شمس خرجت من زمان!! .....اى...هتفضل ضعيف كده لحد امتى بقي... دى حتى مبصتش عليك ولا عبرتك وانت واقف هنا تترجى خيالها انه يسامحك ..فوق!!

انهت كلامها بصرخه غاضبه منه .. كانت تصرخ عليه من اجله...من اجل افاقته ... 

نظر لها فارس كالمصدوم...فتلك كانت اول مرة تعامله به رحمه هكذا " 

سرعان ما علمت فداحة فعلتها...فكان دائما ما يقول لها فارس 

"اوعى يادادة تظلمينى فى يوم او تقسي عليا...لو الدنيا كلها جات عليا اوعى انتى تخذلينى وتيجى عليا!"

قالت بحزن بالغ وحنان وهى تحاول الاعتذار منه_ فارس حبيبي انا..ان انا انا مقصدش ازعلك او ازعقلك ابدا بس .. بس مهانش عليا اشوفك بالحاله دى واسكت اكتر من كده... انا اسفه يابنى...حقك عليا يافارس 

تجمعت الدموع بعيون رحمه فى حزن عليه عندما تركها ولم يرد على حديثها!

سار بين الردهات ببطئ لا يعرف اين يذهب....

لمٓ دائماً يجرحه اكثر الناس قرباً الى قلبه؟!

ضعيف!!...حتى رحمه التى حدثته الصباح الفائت انه اقوى الرجال وازينهم...قالت انه ..ضعيف!

فهل حقاً هو ضعيف؟!
هل حقا تركته زوجته وذهبت؟! ... هل حقاً لم تبالى به؟! .. 

كان يمشي كالمغيب يترنح بين الحوائط غارق فى افكاره".. 

بداخله حزن جم له بداية ولا نهاية "

لقد مر بيوم عصيب .. انه يريد الراحة...اراد الانعزال" 

دخل غرفته واخذ حمام ساخن يريح اعصابه ثم ختمه بالماء البارد لينعشه ويجدد نشاطه...

ارتدى ثيابه وهو على نفس حالة الشرود

... توجه الى سريره وجلس عليه .. يناظر الفراغ امامه ومنكبيه مهدولين مما يدل على مدى حزنه واحباطه

يفكر ويفكر دون توقف واضطراب عقله يؤلمه اما انكسار قلبه فأقسم ان يعذبه حتى يزهق روحه"

غرق فى افكاره واستفرد به انفصامه فتحدثت العاطفه والمنطق فى حوار يتكرر دائما فور اختلائه بنفسه"

_" بس انا بردو زعلتها... ايوة زعلتها وقسيت عليها وهى قلبها رقيق وميتحملش قسوتى دى!

كان لازم ابقي احن من كده معاها...

_"تبقي احن من كده معاها؟!! ههههه هو فى اخيب من اللى انت فيه دا ... 

دى بتمسح بكرامتك الأرض ومبتعملكش اى حساب...اقل مثال مثلا انها خرجت من شوية من غير ماتقولك ولا حتى تعبرك ولا كأنك جوز جذمة مش جوزها!

_" لا لا انت بتقول اى ... اى القسوة والظلم اللى فيك دول ... لا هى متعودة ان ... ان هى مبتاخدش اذنى . لا لا هى 

_ " ايووة...اديك قولتها اهو...متعودة انها متاخدش اذنك ..يعنى متعملكش حساب

_ "انا قصدى انها مبتاخدش اذنى..اننا واحد يعنى .. يعنى مش لازم تقولى وانا واثق فيها اكتر من نفسي وهى . ..هى ..،،،

_" بقولك اى...بطل حجج فاضية ،

طب تقدر تقولى هى كل يوم تهزئك ليه؟!
كل يوم تقولك انك مش راجل وضعيف وانت بتنسي وبتعدى!
كل دقيقه اهانه ونظرة نقص واستقلال بيك"
خناقة الضهر دى كانت على اى يعنى 
انت مغلطش ولا عملت حاجه غلط...انت سمعت كلامها وروحت تطلب من اخوك اللى هو بردو ماسح بكرامتك الارض!

والله يابنى انت المكنسه بتشفق عليك!

_ انا مش ضعيف وانت عارف كده كويس !... 
افهمنى بقي لمرة واحده... شمس مراتى! 
هى مش بس مراتى لا هى.. هى حياتى وعمرى وبنتى وامى واختى ودنيتى كلها! 
مبتحملش اقسي عليها...مبتحملش ازعق فى وشها... هى لما بتقول اى حاجه وحشه فى حقي ،ببقي عارف انها من ورا قلبها ... شمس بتحبنى وبتموت فيا! 

ومصطفى اخويا الكبير..عارف يعنى اى أخويا الكبير؟!.. يعنى دا فى مقام ابويا الله يرحمه ... دا احترامه من احترام ابويا....كان ابويا دايما يقولى ..

تذكر حديث والده" مالكش غير اخوك يافارس...مصطفى اخوك دا مكانى ... محتاجك جنبه زى مانت محتاجه جنبك بالظبط...اوعوا تتخلوا عن بعض ابدا يابنى ... " 

هو .. هو مصطفى ساعات بيبقي قاسي بس، بس هو كمان معذور..دا شايل الشغل كله على ضهره وبيتعب اوى ... وبعدين .. بعدين مش يمكن انا اللى عمل حجات تعصبه وانا مش واخد بالى !؟

_" لا ياراجل... تصدق فعلا ؟! ... دى حاجه حلوة اوى والله... 
عزيزى فارس احب اقولك ان اخلاقك دى متنفعش فى الزمن دا! ... 

احترم اللى يحترمك يافارس...حب اللى يحبك!!.. اللى يبلعلك الظلط ابلعله الظلط!! 
اللى يتحملك اتحمله"
اللى يهينك مرة هينه الف مرة وخرجه من حياتك بدون رجعه!
انت مش ضعيف...انت فعلا مش ضعيف...انت بس موجود بين شوية وحوش مش بنى ادمين
بينهشوا ويقسوا وياكلوا فى بعض
اللى يسامح عندهم ويعفوا ويرحم يبقي ضعيف وخايب ميعرفوش ان دا عز القوة!

طالما هادى وحنين ووفى تبقي خواف وجبان ومش راجل ميعرفوش ان دا عنوان الرجوله الصح !

وفى نهاية النشرة المسائية ياعم فارس...احب اقولك: واكب العصر...واكب العصر ياصديقي وادى جامد"

_ " ادى جامد؟!!! 

_" لا بقولك اى متنتقدش الفاظى...على فكرة انا وانت واحد...بس انت البسكوته وانا ال

_" انت الايه؟!

_" انا المنطق يافارس" ... وعليك انك تختار... 

_" وانا اخترت!

_" بشرنى !؟

_" انا هفضل زى منا..متحاولش تضللنى وتخلينى اقسي على اقرب الناس ليا...شمس ومصطفى دمهم بيجرى فى عروقى ! اوعى تحاول تكرهنى فيهم ابداً

وهنا... وكان قد حسم فارس امره 

اختفى صوت المنطق وفازت العاطفه بإمتياز...

صاح فارس بصوت مرتفع نسبياً

" هما بيحبونى ... واكيد العيب فيا وانا هصلحه!"

" حقاً الانسان عدو نفسه...امضي قدما نحو حفرة نهايتك صديقي" 

ولكن لِم  لا تكون نقطة لبداية اخرى أكثر إشراقا؟!"

_______

_ ها..هى فين؟! ... ابعتلى عنوان ال night club فى location 

______ 

فى مكان آخر أقسمت الشياطين علي دوام الإقامة به  ، موسيقي صاخبه وعالية جدا واجسام تهتز هنا وهناك بين ايادى رخيصه 

تتمايل بجسدها ... 
ترقص وحدها ولكنها جذبت انظار جميع من حولها 

كانت كالضائعه...ترقص بغير هدي وعقلها مشغول وتائه من اثر الخمر وأيضاً
من اثر المها وحياتها التى لاتعرف لها اى هدف على الاطلاق... حياة مدمرة وزوج ضعيف ولكنها تح,,, 

وقبل ان تكتمل افكارها وجدت من يضع يده على خصرها ويشدها على صدره بقوه من ظهرها 

شهقت فى تفاجأ فى حين همس ذاك الغريب فى اذنها 

_ لو كنت اعرف انك بتعرفى ترقصي كده مكونتش سيبتك لفارس!

بلعت ريقها بخوف وقالت وهى موسعه عينيها _مص .. مصطفى!!!
________

_ردى بقي ياشمسي؟! 

كان فارس يدق الغرفه ذهابا وإياباً يكاد يجن من عدم رد شمس عليه ... حاول الاتصال بها كثرا ولكن لا رد 

كاد ان يجن وهو لايعرف مكانها وقد وصلت الساعه لما بعد الواحده ليلا ولم تأتى بعد 

فجأه جاءه اتصال ففتح بلهفه وسرعه علها تكون شمسه 

ولكنه تفاجأ بذلك الصوت الغريب والكلام الاغرب الذي اوقف عقله

قال الغريب بخبث_ الخيانه صعبه اوى ... بس لما تبقي من اقرب اتنين ليك...بتبقي قاتله...اخوك ومراتك فى حضن بعض دلوقتى ولو مش مصدق...تقدر تروح تشوف بنفسك" 

،ظل فارس صامت لا يعى شيئ ولا يفهم اى شيئ 

قال بلهفه وصراخ _ الو ... الووو مين معايياااا ... انطق قول مين معايا 

ولكن كان قد أغلق ذاك الغريب الخط فى وجهه وتركه حائر وسيجن من ما سمع 

وفى ثوانى كان قد ارسلت رساله لفارس بها موقع تواجد اخيه وزوجته

تطلع فارس امامه وتوقف نبضه لثانية 

ولكن فجأه تحولت عيناه للون الاحمر ووجه ظهر عليه الغضب الساحق 

ثم ،،،،

_______

ڤوت وفولو بقي يلاااا هنا  😍😍 هو. دا الفوت 👈 ⭐

_جيش رواية أنحنى من اجل الحب 😍



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.