الفصل التاسع والتسعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل التاسع والتسعون من رواية عشق أولاد الزوات 



عشق أولاد الذوات

في مكتب فواز الواسع ، كانت الشمس تغيب ببطء من النافذة الكبيرة خلفه ، مما يضفي على الجو طابعًا دراميًا ... لم يعد أحد في الشركة في هذا الوقت المتأخر سواه والحرس .. وفجأة رنيم اقتحمت المكتب بقوة، عيناها تلمعان بالغضب ، بينما فواز كان يقف خلف مكتبه يمسك بيده كوب القهوة ، وكأنه ينتظر هذه اللحظة منذ زمن.

رنيم بصوت حاد وممتلئ بالتحدي

_ أنت مفكر نفسك فوق القانون يا فواز؟! مش هسكت للي عملته وهسجنك، ومش هيكون عندي أي رحمة!

نظر لها في سخرية ثم هم ليضغط على أحد الأشياء المعنية بغلق الباب لتصرخ فيه رنيم في خوف وصدرها يرتفع وينخفض في رعب من التواجد معه في مكان مغلق وحدهما

_ متقفلش الباب 

شعر فواز بالغضب الشديد داخله من خوفها الظاهر من تواجدها معه .. عادت رنيم لتقول 

_ أنت مجرم مأمنش لنفسي معاك ومكانك الطبيعي السجن والفضيحة بين كل الناس 

فواز، بنبرة هادئة وعيونه تثبتت على عيونها بينما بدأ يلعب بكروته ليؤثر فيها 

_ جربّي يا رنيم. أنتِ نسيتي مين أنا؟ نسيتي إنك كنتِ بتحبيني؟ إنك كنتِ مستعدة تعملي أي حاجة عشاني؟ دلوقتي جايه تهدديني بالسجن؟ 

لم تصدقه .. هل هو في عقله ام أنه فقده فعن أي حب يتحدث وهي الآن مكسورة تريد قتله على ما فعل بها 

قفزت رنيم في وجهه تقترب منه بخطوات سريعة

_ الحب؟! الحب اللي كنت مفكرة إنه حيحميك مني؟ انت خلاص مش فواز اللي عرفته، الشخص اللي كنت أظن إن قلبي يعرفه، انتهى. دلوقتي، أنا اللي هاقرر مصيرك.

تلك الجمل الكبيرة ذات الوقع الفخم على أذنيه جعلت فواز يترك كوب القهوة على المكتب ببطء، عينيه تعكس خليط من الغضب والشوق، يقترب منها بخطوات بطيئة، يكاد يلمس وجهها بأنفاسه

_فهمتِ كل حاجة غلط يارنيم وأنا مكونتش فاكر إن دا بالنسبالك إغتصاب لأن انتي عارفة كويس احنا كنا بنبقى مع بعض إزاي . بس واضح إنك مصممة على العداوة. 

ثم ذاد اقترابه ورق صوته قائلاً 

_ وما فيش حد غيرك قادر يهزمني ، لكن اللي بينا مش مجرد عداوة. أنتِ عارفة ده

استغربت رنيم طريقته ، ما باله يتقرب منها .. فكرت لثواني حتى استوعبت أنه يريد التأثير فيها حتى يبدد إرادتها في زجه بالسجن 

رفعت حاجبيها بتحدٍ، لينظر فواز في عينيها وينجح في رؤية تردد صغير في عينيها بينما تخبره 

_العواطف دي مكانها زمان يا فواز. دلوقتي اللي بيننا عدالة. وأنت فاهمني غلط لو فكرت إن اللي كان بيننا واللي ضيعته ودمرته  ممكن يحميك من حقي.

_ أنت بالنسبالي مجرم، بالنسبالي انسان مفيش في قلبه رحمة ولا في عندك ذرة رجولة 

فواز يمسك بذراعها فجأة، يجذبها نحوه بقوة، يتلامس وجهيهما تقريبا

_ وأنتِ تبقي فاهمة غلط لو فكرتي إني هسيبك تعملي اللي عايزاه. 

_ صح .. ده مش حب، ده حرب، وأنا عمري ما خسرت في أي حرب دخلتها وخصوصا أدام واحدة خاينة زيك 

رنيم تحاول أن تتملص من قبضته، لكنها تشعر بحرارة جسده قربها، هناك لحظة من الصمت المحمّل بالتوتر، تحدق فيه بعينيها وكأنها تبحث عن ذلك الرجل الذي أحبته يومًا، ولكن ما تراه الآن هو غريب يعرف كيف يتحكم في مشاعرها.

رنيم، بصوت مبحوح ومليء بالعواطف المكبوتة 

_حتى لو حرب يا فواز ، أنا مش هخسر. مش هسمح لك تكسرني تاني.

خفف فواز من قبضته، يمرر يده برفق على شعرها وكأنه يودعها قبل المعركة ، ارتشعت يديه ومعها صوته .. فهذه الخلصات اشتاق ليمسها ولو لثانية 

_وأنا مش هسمح لك تسجنيني من غير ما أرد عليكي . خليكي مستعدة، الحرب لسه ما بدأتش.

رنيم تبتعد عنه بسرعة، عينها تمتلئ بالدموع التي تحاول السيطرة عليها، لكنها ترد بصوت ثابت 

_ كدة كدة كلنا خسرنا .. مفيش نهاية سعيدة لأي حد مننا 

تخرج من المكتب، تترك خلفها فواز ينظر إلى الباب المغلق بتعبير مليء بالقلق والغضب، وهو يدرك أن ما بينهم أكبر بكثير من مجرد سوء تفاهم. إنها معركة مصيرية لا يعرف كيف ستنتهي.

_______

* نهاية الفصل السابع والسبعون*

* الفصل الثامن والسبعون**

________

_ هاجر 

نادت إسعاد على هاجر لتأتي تلك الرقيقة وتقف أمامها مجيبة في تهذب 

_ نعم يا ماما 

_ روحي شوفي محمود صحى ولا لأ كان قايلي أصحيه عشان عنده معاد مهم أوي 

قالت إسعاد فبهت وجه هاحر وتذكرت الطريقة الفظة التي يعاملها بها محمود دومًا ، فرددت هاجر داخلها 

_ ما بلاش أنا  . لو روحت أكيد هيزعقلي 

لكنها لم ترفض بل هزت رأسها بالموافقة فقط مع ابتسامة اغتصبتها فوق وجهها 

في الصباح الباكر، كانت الشمس بالكاد تطل بأشعتها على الأفق وتخترق شرفات المنزل المفتوحة لتستقبل حضن الشمس 

هاجر، الشابة ذات الثمانية عشر عامًا، وقفت مترددة أمام باب غرفة محمود. كانت تعلم أن الاستيقاظ مبكرًا لم يكن من عاداته في الفترة الأخيرة ،  وكانت تعرف أن أي محاولة لإيقاظه قد تنتهي بمواجهة لا ترغب بها. لكنها كانت مجبرة على ذلك، فقد كان لديه موعد مهم اليوم، ووالدته طلبت منها إيقاظه.

تنفست بعمق، وحاولت أن تحشد شجاعتها. ثم مدت يدها ببطء وطرقت على الباب بلطف.

هاجر بصوت خافت

_ ابيه محمود...

لم يجيب لتضقم شفتيها ومازالت تميل على الباب ثم عادت تنادي عليه 

_ ابيه محمود، اصحى.

لم يكن هناك رد من الداخل، مما جعلها تشعر بتوتر أكبر. طرقت مرة أخرى، هذه المرة بقليل من القوة.

هاجر بصوت أعلى قليلًا 

_ أبيه محمود، اصحى! عندك معاد مهم هيفوتك !

فجأة، سمعت خطوات ثقيلة تتحرك داخل الغرفة، ثم فتح الباب بقوة لدرجة جعلتها ترتد خطوة إلى الخلف. وقف محمود أمامها، عابس الوجه وعينيه نصف مفتوحتين من النوم.

محمود بنبرة قاسية

_ بتخبطي على الباب جامد كدة ليه ؟

هاجر بلعت ريقها وشعرت بالحرج، لكنها حاولت الرد بثبات

_ ماما قالتلي أصحيك. عندك حاجة مهمة 

محمود أطلق تنهيدة عميقة وأدار عينيه بتعب، وكأنه يلومها على الاستيقاظ في هذا الوقت المبكر.

_مش كان ممكن تستني شوية؟ ولا هو لازم تطلعي عين أمي كل مرة كدة 

هاجر شعرت بالغضب يتصاعد في صدرها، لكنها حاولت التحكم في أعصابها.. ففي النهاية هي لن تستطيع الرد بسوء في وجهه أبدًا 

_أنا بس بعمل اللي طلبته مني ماما. مش أنا اللي عايزة أزعجك.

محمود بنبرة حادة تنتابه دائما عندما يراها 

_طيب ، روحي دلوقتي .. مش عايز أسمع صوتك ولا اشوف وشك 

شعرت هاجر بطعنة في قلبها من قسوته، لكنها لم ترد، وأدارت ظهرها بسرعة وخرجت من أمامه. كانت تعلم أن هذا النوع من المواجهات كان يحدث كثيرًا، لكنها لم تستطع أبدًا التعود على الطريقة التي كان يعاملها بها. كل مرة كانت تتركها تشعر بالضعف، ولكنها في نفس الوقت كانت تعزز إصرارها على ألا تدعه يؤثر عليها. 

بينما كانت تبتعد عن الباب، شعرت بدموع تحاول الاندفاع إلى عينيها، لكنها أسرعت في مسحها قبل أن يراها أحد. كانت تعلم أنها أقوى مما يظن محمود، ولم تكن تنوي أن تدع قسوته تحطمها. 

وفي نفس الوقت تذكرت تلك المرات التي عاملها فيها بحب وشفقة .. ثم عندما أخذها رجال فواز وكان سيضحي بنفسه من أجلها.. لتبتسم في سخرية .. إنه يكرهها وما حدث كان بدافع الشهامة لا أكثر ..
نهاية الفصل والرواية موجودة للبيع ومعاها رواية صغيرة هدية عبارة عن 11 فصول إضافية  وحلقات خاصة للأبطال مش هتتنشر في العام وهتتنشر للمشتركين فقط .. سعر الرواية ٥٠ جنية بدل ٧٠ جنية كلمونا على تلجرام او وتساب او فيسبوك وحتى انستجرام والحقوا اشتروها عشان فيه مميزات تانية كتير هتتقدم للمشتركين .. رقم التواصل 01098656097


تعليقان (2)

  1. 😘😘
  2. 🌸🌸
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.