الفصل السادس والتسعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السادس والتسعون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات:


_____

في قاعة الاجتماعات الفاخرة داخل الشركة ، كانت الأضواء الخافتة تعكس التوتر الذي يملأ الجو. زين الدين، بجسده المهيب ونظراته الحادة، جلس في مواجهة رنيم التي وقفت بشموخ أمامه. كانت ملامحها جامدة، عينان عميقتان تنبعث منهما قوة لا تتزعزع. لم تكن هنا لتستسلم أو تتراجع، مهما كانت التهديدات التي ستواجهها.

زين الدين، رجل لا يعرف الخوف ولا الرحمة، مال بجسده إلى الأمام، وكأنه يحاصرها بكلماته قبل أن يحاصرها بالفعل. بصوت مفعم بالقسوة والاحتقار، قال

_ أنتِ فاكرة إنك بتهددي مين؟ فاكرة إنك تقدري توقفي قدامي وتدمري ابني؟ إنتِ لسة ما شفتيش القوة الحقيقية، لكن صدقيني، هتشوفيها قريب جدًا.

رنيم لم تهتز، لم تظهر أي علامة ضعف. بالعكس، نظراتها ازدادت قسوة وسوادًا، وكأنها تواجه ظلامًا آخر. بصوت منخفض ومملوء بالتحدي، ردت عليه

_أنا هنا مش عشان أتراجع ولا عشان أخاف منك، زين الدين. فواز ارتكب جريمة، وهو لازم يتحمل مسؤولية أفعاله. سواء كنتَ موافق أو لأ، مش هتقدر تخليني أتنازل. 

_ وبعدين أنت لما تتكلم .. تتكلم بأدب خصوصا انك انت اللي طلبتنا مش احنا 

قال ذلك محمود الذي كان في ظهرها في كل خطوة لكنه تركها هي من تتحدث كما طلبت فالأمر في النهاية يرجع إليها هي 

عين زين الدين تضيّقت فرد متكبرًا 

_ وأنتاللي هتعلمني الأدب 

أجاب محمود بثقة _ أعلم أي حد الأدب 

صمت محمود وكأنه لم يكن يتوقع هذا المستوى من الجرأة. اقترب منهما ببطء، وكأن كلماته ستدفعها للتراجع

_ أنا مش بهددك يا رنيم، أنا بوعدك. لو استمريتي في القضية دي، هتندمي ندم عمره ما هينتهي. أنا ممكن أخليكِ تبقي منبوذة، مش هتلاقي حد يثق فيكِ ولا يحترمكِ. هخلي حياتك كلها تتدمر قدام عينيكِ.

رنيم اقتربت خطوة للأمام، وكأنها تتحدى الصخر نفسه

_وأنا مش بتهدد بسهولة. جرب كل اللي عندك وأظن أنت جربت قبل كدة وفشلت ،  بس خليني أقولك حاجة، مهما عملت، عمري ما هتنازل. وأنتَ عارف ليه؟ لأن الحقيقة في صفي، وأنا مش هسكت حتى لو حاولت تسكتني بكل قوة عندك.

كان في صوتها نبرة تحدي لم يستطع زين الدين تجاهلها، لكنه لم يظهر أي تردد. بل بالعكس، بدا وكأنه يزداد إصرارًا على تحطيمها. ببطء، اقترب منها حتى أصبحت أنفاسه تكاد تلامس وجهها، وقال بصوت هادئ وبارد كالثلج

_أنتِ بتحطي نفسك في مواجهة مع قوة مش قادرة تفهميها. بس اختاري الطريق اللي يريحك. أنا مش هسيبك لحد ما تشوفي كل حاجة حواليكِ بتنهار. ووقتها، هتبقي أنتِ السبب الوحيد في كل اللي هيحصل. 

رنيم لم تتراجع ولو لخطوة ومحمود وقف جانبها مثلما وقفت هي الأخرى ليدعمها حين يراها تحتاج الدعم ولكن رنيم لم تضعف إلىالآن ، بل زادت نظراتها قتامة، وكأنها تستمد من التهديد طاقة جديدة. همست بصوت ملئ بالإصرار

_أنت مش فاهمني كويس يا زين الدين. أنا مش خايفة من التدمير، ومش ههرب من المواجهة. بالعكس، هفضل أواجه لحد ما أشوف فواز بيتحمل نتيجة أفعاله. حتى لو كان التن حياتي.

تناديه زين الدين من دون ألقاب ، تلك الوقحة .. زين الدين، بعد لحظة من الصمت، أعطاها نظرة طويلة قبل أن يبتسم ابتسامة باردة مليئة بالاستياء. ثم استدار وعاد ليجلس مكانه ، تاركًا إياها تضبضب انفاسها ، لكن ليس في حالة ضعف. بالعكس، كانت رنيم أقوى من أي وقت مضى، ومستعدة للمواجهة مهما كانت العواقب.

قالت رنيم _ كلامي خلص ، وأنت معندكش حاجة مفيدة تقولها ..

ثم توجهت لتخرج بعدما اهانت زين الدين ومكانته وارتسمت ابتسامة ثقة على وجه محمود بينما يودع زين الدين وهو ينوي عليه على نية سوداء 

بينما هي تهم لتخرج  دخل فواز غرفة الاجتماعات بوجه مكسور، يختبئ خلف واجهة متجهمة تحاول إخفاء هزيمته. كان يظهر كمن تعرض لعدة ضربات قوية، والخيبة تملأ عينيه. خطواته كانت ثقيلة، وكأن كل خطوة كانت تجره إلى الأسفل أكثر.

نظرت له رنيم بنظرة قاتمة .. لأول مرة تراه بعد ما حدث وهو أيضًا تصنم أمامها .. هي تحمل نظرة من النصر الذي لا يُفهم إلا من عاناه. عينيها كانتا تتلألأان بالكراهية والانتقام، وعندما رأته، لم تستطع أن تمنع نفسها من إطلاق كلماتها الحادة.

رنيم، بوجه مشبع بالبرود والشماتة، نظرت إليه ببرود وقالت

_أخيرًا، شفتك في الحالة اللي كنتَ تستحقها. كنت دايمًا بتتخيل إنك فوق الكل ،  وإنك مش هتدفع تمن أي حاجة بتعملها غلط ، لكن دلوقتي، شوف نفسك، مكسور وحزين، بتحاول تداري هزيمتك. و أنا لسة مش هرتاح غير لما أشوفك في السجن، وتدفع تمن كل اللي عملته فيا 

فواز رفع عينيه ببطء، محاولًا إخفاء مشاعره الممزقة، لكنه لم يستطع تفادي نظرات رنيم الساخرة. كان واضحًا أن كل كلمة خرجت من فمها كانت بمثابة ضربة إضافية لجروحه.

رنيم تابعت حديثها، صوتها كان مليئًا بالقوة التي اكتسبتها من الانتصار على خصمها

_ أنا عرفت إنك مش هتتوقف عند حدك غير لما أردلك الذل أضعاف ، إنك هتحاول تبرر وتغطي على كل أفعالك علشان كدة ابوك طلبني . لكن مهما حاولتوا، الحقيقة هتظهر في النهاية. وأنا هفضل أقاتل لآخر نفس لغاية ما اشوفك في السجن وتاخد اللي تستحقه 

فواز، الذي كان يحاول جاهدًا أن يظل صامدًا، لم يكن قادرًا على إخفاء الألم الذي تحطمه نظرات رنيم. كان واضحًا أنه كان يعاني من ضغط هائل، وتلك الكلمات كانت بمثابة ملح على جرحه.

رنيم أكملت، عينيها تتوهجان بنار الانتقام ، تخبره بمكونانات صدرها ، تريد أن تتشفى فيه وان تشعره بحجمه الصغير جدا أمامها  

_أنتَ مش هتخلص مني بسهولة.

ثم استدارت لتتخطاه وتغادر  الغرفة

، تاركةً فواز مع مشاعره المتخبطة والخيبة التي كانت تلاحقه. كل كلمة من كلماتها كانت تعزف نغمة انتصار مؤلمة، تزيد من وجع الهزيمة التي عاشها... لم يصدق أنها قالت كل ذلك في وجهه وهي أيضًا تتسائل كيف وجدت هذه القوة لمواجهته والوقوف أمامه 

_ أقفي عندك 

قالها فواز لتقف رنيم التي ظنت أنها قد أنهت مهمتها 

_انتي مفكرة بالكلمتين دول إنك كسبتي 

تجاوز محمود رنيم ثم وقف أمامها ليتصدى لفواز 

_ كلمني أنا 

تلك الحركة أفلتت أعصاب فواز ليتقدم هو الآخر نحوه بعدما تشرست عينيه قائلاً

_ لما أبقى اغتصبك أبقى أكلمك أنت 

تجمعت دموعها في عينيها وأحمر وجهها من جملته القاسية .. يستهزء باغتصابه إياها بل وينطقها بسهولة 

أما محمود فرد عليه بشتيمة نابية وهب ليشتبك معه  فواز بسبه نابية بشعة .. لتتقدم بسرعة وتقف بينهما بينما زين الدين يطالع للموقف من طرف أنفه من مكانه ولم يتزحزح منه 

_ محمود ، مفيش داعي 

لم يرفع محمود عينه من عين فواز ، الإثنان سيهشمان بعضهما  لكن رنيم وضعت يدها على صدره متوسلة إياه 

_ عشان خاطري خلاص ..  القانون هياخدلي حقي ! 

نظر فواز ليدها التي وضعتها على صدر محمود وتلك النبرة القلقة عليه التي جعلته يريد أن يديرها إليه ويصفعها ويعاقبها على ما تفعل 

وهنا تدخل زين الدين ليقف بجانب إبنه قائلاً في تحدي 

_ ابني مش هيدخل الحبس دقيقة واحدة 

لتنظر له رنيم وهي لا تستوعب كيف له أن يدافع عن إبنه بعد تلك الحادثة 

_ معندكش ضمير للدرجادي

طفح كيل فواز ليتقدم نحوها ويهدر في وجهها 

_ اتعدلي يابت في الكلام لما تتكلمي مع اسيادك 

نظرت رنيم داخل عينيه ، ثم أشاحت بوجهها عنه وكأنها لم تعد تحتمل أنتنظر له مرة أخرى ليقول محمود  

_ حرامي بيتكلم ، أنت مالك أنت ومال الأسياد ، ياض أنت حرامي 

ثم قال لفواز يضغط على أعصابه أكثر 

_ أنا قولتلك إني هندمك وهقف جمبها وهعوضها

كشر فواز عن أنيابه فوضعت رنيم يديها في زراع محمود تشده برفق نحوها وهي ترى تحولات فواز القاسية لتفر هاربة منه قبل أن تحدث مصيبة 

_ يلا بينا يا محمود..

ليسخر فواز 

_ يلا يا محمود .. السرير شكله وحشها 

التفت نحوه في صدمة .. لقد أصابهافي مقتل ليقترب منها ويمسك زراعيها في عنف قائلاً وعروقه تكاد أنتنفر منه بوجهه المحمر .. لقد وصل لمرحلة الجنون .. لا يستطيع رؤيتها معه .. يريد تحطيمها .. يريد أن ينتقم منها أشد الإنتقام ليكمل في شراية واحتقار 

_ أنا عمري ما شوفت في قذارتك وبجاحتك .. انتي فاجرة  ! 

نهاية الفصل والرواية موجودة لوقت محدود جدا للبيع ومعاها11 فصول إضافية وحلقات خاصة مش هتتنشر في العام وهتتنشر للمشتركين فقط .. سعر الرواية ٥٠ جنية بدل ٧٠ جنية كلمونا على تلجرام او وتساب او فيسبوك وحتى انستجرام والحقوا اشتروها عشان فيه مميزات تانية كتير هتتقدم للمشتركين .. 

#####نهاية الفصل#####

4 تعليقات

  1. تحفهههههههه🥹😚♥️♥️♥️♥️♥️♥️
    1. انتي ااروعة
  2. لما هو مش قادر يتحمل وجودها مع محمود، أومال كان مستني منها إنها تتحمله مع هيام ليه، رغم إنه مكنش له داعي أنه يتجوزها
  3. وازاي سمح لنفسه بعدها أنه يتواصل أو يخونها حتي لو بالكلام أو التصرفات والنظرات مع دينا
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.