الفصل الثاني من رواية إبنة الراقصة
أهلا بجواهر الكوكب الأبيض !
النهاردة الأربعاء وهو معاد تنزيل رواية إبنة الراقصة 💖
متنسوش تعملوا تعليقات كتير وفوت كمان وتابعوا حسابي على وتباد romanticca8
الفصل الثاني من رواية إبنة الراقصة
""""""" ٢ """""""
ركزوا في كل حرف وتفصيلة في السرد يا جواهر .. لأن وصف الفصل الثاني هيتبني عليه أحداث الرواية كلها وهيفهمنا كل حاجة ❤️
___
كانت الشمس توشك على الغروب حينما توقفت العربة السوداء أمام البوابة الكبيرة المزخرفة بنقوش قديمة تشير إلى عراقة هذا المكان
كانت شوق تحدق في التفاصيل بتوتر .. تشعر بنبضات قلبها تتسارع بشكل جنوني وكأنها طير صغير وقع في قبضة صياد لا يعرف الرحمة
بجانبها وقف هارون الرجل الذي لم يكن يختلف عن المكان في هيبته وسلطته و لم يكن هارون يبلغ من العمر أربعين عامًا بعد لكن نظراته الحادة حملت حكايات لم تُروَ .
أمسك هارون بيد شوق بقوة و شدد قبضته كأنما يمنعها من أن تفلت من بين أصابعه أو أن تهرب من مصيرها الذي لا مفر منه فقد تخيلت شوق للحظة أنها ذاهبة لمنصة إعدام دون أن تعلم السبب لكن هيبة البيت وقسوة هارون دبت الرعب في قلبها
كانت أصابعه قاسية وباردة وكأنها تعبير صامت عن حسمه وثقته في نفسه .. لم تكن شوق تتوقع أن تكون في مثل هذا الموقف يومًا ، ابنة الراقصة التي عاشت حياتها بين جدران ضيقة وأصوات الحي المزعجة والرجال السكارى تجد نفسها اليوم أمام بوابة فاخرة ، حيث ينتظرها عالم مجهول بأشخاص لم ترهم من قبل .
رفع هارون نظره إلى عينيها للحظة ، تلك اللحظة التي شعرت فيها بقشعريرة تسري في جسدها .. كانت النظرة كالسيف ، حادة وصارمة ... لكنها رغم ذلك حملت في طياتها شيئًا غامضًا جعل قلبها يرتبك بخليط من الخوف والإعجاب وهي تتأمله ..
هل هذا عمها ! هل عمها يملك كل هذه الهيبة والرجولة ؟ تسائلت قبل أن تدير وجهها سريعًا لتنظر للأرض ولم تعد تحتمل قسوة نظراته ، بينما كانت يده تسحبها عبر البوابة الحديدية التي فتحت بصوت معدني كأنما تفتح أمامها أبواب قدرٍ جديد ...
داخل الساحة الكبيرة ، كانت الأنوار المتلألئة تضيء الفناء الواسع .. وأصوات خافتة تأتي من الداخل والحرس المرافقيت يغلقون أبواب السيارات من خلفهم ليبدو الموقف وكأنه موقف عظيم أو أنهم يستعدون لإستقبال مجرم ما .. كأنما الجميع ينتظر وصولها.
كان كل شيء هنا يوحي بالفخامة والرقي ، من الأعمدة الرخامية الضخمة إلى السلالم الملتفة بحرفية تُدهش الناظرين .. لكن رغم كل هذا الجمال ، كان المكان يوحي بالرهبة ... ذاد شعور الخوف حتى طغى على شوق ، جعلت عينيها تزوغ في محاولة يائسة لاستيعاب ما تراه ... كان البيت عالمًا مختلفًا تمامًا عما اعتادته ، حراسة صارمة ، ونظرات تنتظر منها أن تخطو الخطوة التالية ... لكنها كانت متيبسة
_ اتحركي
قالها هارون بصوت خفيض لكنه حازم ، وكأن الكلمة خرجت من أعماق روحه ... سرت قشعريرة أخرى في جسد شوق و لم تكن تعرف إن كان بسبب نبرته أو لأنه أول مرة ينطق بكلمة تخترق هدوء المكان ..
بخطوات مترددة تقدمت شوق ، عينها تتجنب النظر في وجهه ، خشية أن ترى في عينيه شيئًا قد يفضح ضعفها أكثر ...
خطت شوق خطوات مترددة داخل القاعة الواسعة ، التي كانت تشع بالفخامة والرونق ... كانت القاعة مزدحمة بالوجوه ، رجال ونساء بملامح قوية ووقار ينم عن نفوذ كبير العيون جميعها مسلطة عليها ، تراقب حركتها بتفحص شديد ، وكأنها قطعة نادرة تم استردادها بعد سنوات من الضياع .
كان الأمر أشبه بمسرحية مشوقة حيث كانت هي البطلة التي يترقب الجميع ظهورها.. لكنها بطلة صغيرة .. صغيرة جدا
توقفت شوق في منتصف القاعة ، شعرت أن أنفاسها تكاد تنقطع ، عيناها تزوغان بين الوجوه الكثيرة
كانت هناك نساء بملابس فاخرة وأطقم مميزة ، نظرن إليها بحذر !
كأنهن يحاولن فك شفرة وجودها هنا أما الرجال ، فقد جلسوا في المقاعد العالية ، أكتافهم عريضة ونظراتهم ثابتة ، بعضها بارد ، وبعضها يحمل دهشة واضحة.
_ شوق ؟
سأل أحد الرجال بصوت جهوري ، نظرته كانت صلبة وعينيه تحملان لمحة من الاستجواب ... شعرت شوق بارتباكها يزيد وابتلعت ريقها بصعوبة ، وحاولت أن تستجمع شتات نفسها لكن خوفها كان أقوى من قدرتها على الرد ... كان هذا عمها ماهر !
تقدم هارون بخطوات بطيئة لكنه لم يترك يدها ، وكأن يده كانت السلسلة التي تربطها بأرض الواقع. قال بنبرة هادئة لكنها تحمل وزن الجبال
_ دي شوق .. بنت أخونا !
دوى صوته في أرجاء القاعة كالرعد ، وكأن حضوره يكفي ليخمد أي همسات أو اعتراضات قد تخرج من بين الحاضرين... نظرت شوق إلى وجهه مرة أخرى ، وكان هناك ذلك الشعور الذي يربكها، خوف يمتزج بشيء لا تفهمه، إحساس بأمان غامض مع إحساس العظمة الذي يبعثه في نفوس من حوله.
تقدم رجل آخر ، كان يبدو في الخمسينات من عمره، بشعر رمادي وملامح تحمل مزيجًا من الحكمة والحدة، وقف أمامها وأخذ يتأملها بصمت. كان الجميع ينتظر كلمته ، كأن صوته هو الحكم النهائي. أخيرًا قال
_ اتأخرتي أوي يا شوق .
انتفضت الكلمات في قلبها بعدما نطقها عمها " ابراهيم " ، ما الذي يعنيه بتأخرها؟ ولماذا تشعر بأن هناك تاريخًا يُحاك أمامها لا تعرف عنه شيئًا؟ كانت تعلم شيئًا واحدًا فقط، أنها وسط عائلة لم تتخيل وجودها، وبين جدران تُحكي عن تاريخ لا تفهمه بعد.
_ تعالي
قال هارون وهو يسحبها من أمام عمها والجميع صامتين .. نساء وشباب العائلة وقفوا يشاهدون ما يحدث دون التدخل إلا امرأة واحدة صعدت خلفها عي وهارون ..
وقف بها هارون أمام الغرفة ثم نظر لها لتتراجع خطوتين للخلف بخوف قبل أن يقول
_ هتدخلي تشوفي ستك .. ام ابوكي الله يرحمه .. تحترمي نفسك وتربطي لسانك إللي عايز قطعه .. لو نطقتي بكلمة ضايقتها هحبسك في أوضة ضلمة
_ مبخافش من الضلمة !
قالت شوق التي تملص منها لسانها دون إرادتها ليدرك هارون أنه لا يتعامل مع طفلة صغيرة سيضحك عليها لتؤكد له أنه لا يتعامل مع بريئة بل مع إمرأة خبيثة !
دفعها هارون دون أن يجيبها لكنه همس وهو يقبض على كتفها بقسوة
_ هقطع جسمك حتة حتة لو زعلتيها بحرف ! وردك عليا أنا هربيكي عليه بس خلصي مع ستك ...
توتر جسدها من الخوف ليكمل في غموض يهددها بخطورة
_ ولو مطلعتيش شريفة ..هدفنك مكانك !
نظرت له بعيون لامعة بالدموع لتغرق عيناه في مائها لكنه أشاح بنفسه عنها وفتح الباب ودفعها للداخل ووقف خلفها وأغلق الباب
كان اللقاء مليئًا بمشاعر مختلطة ؛ شوق ، الفتاة ذات العيون الواسعة المليئة بالدهشة والحنين ، كانت ترتجف وهي تخطو داخل الغرفة التي حملت أصداء ماضي لم تعرفه من قبل .
الجدة كانت جالسة في زاوية الغرفة ، عيناها تحملان نظرة صارمة ، مثل سور عالٍ تخفي خلفه الألم والفقد... لم تتحدث فورًا عندما رأت شوق ، بل تأملت في تفاصيل وجهها التي كانت تحمل شيئًا من ملامح ابنها الراحل .. بل وكأنها هو .. في جماله وأنفه المستقيمة الصغيرة وشفتيه الرفيعة ... كانت نسخة منه إلا عينيها الكحيلة التي تشابهت مع عيني أمها ..أمها التي لا تنساها ولن تنسى أنها السبب وراء فقدانها لطفلها ...
مرت لحظات صمت طويلة ، ثقيلة مثل الصخور ... شوق شعرت بالتيه ، لكنها ظلت ثابتة ، تبحث في عيون جدتها عن شذرات من الحب أو العطف ... كانت الجدة تقاوم الدموع ، ترفض أن تُظهر ضعفها ، فقد تعلمت طوال سنوات عمرها أن القسوة هي درعها ضد الألم.
هارون وقف كالتمثال ولم يمل من هذا الوضع الصامت على عكس الصغيرة التي تململت في وقفتها ...
_ حلوة أوي أوي .. كأنك عروسة كبيرة مش لسة بنت عشرين !
نطقت الجدة أخيرًا بصوتها الخشن الذي يخفي رعشة من الحنين والوجع ... شوق لم تعرف كيف ترد بل وتفاجئت من مدحها ، فاكتفت بابتسامة خجولة لم تستطع منعها فروحها البسيطة تتجاوز كل المخاطر بالتسليم والتغافل
ما إن ابتسمت حتى ارتفع صدر الجدة " ماجدة" وكأنها ترى اينها عاد من موته ويبتسم .. حتى الابتسامة قد ورثتها عنه ! رغم أنها لم تراه لكنها مثله تماماً .. نطقت ماجدة
_ انتي بنت ابني .. تعالي
_ انتي ستي صح ؟
جرت عليها شوق وشعرت بجملتها وكأن التوتر كله اختفي والخوف ما ان استشعرت بالكلمات صلة قرابتها معها ليتفاجئ هارون من هذه الفتاة التي تحولت من حالة الذعر حتى شعر أنها ستبلل سروالها لأخرى تضحك بل وتجري على امرأة عرفتها للتو وتريد احتضانها ..
_ هحضنك .. بس قبلها لازم نتطمن على شرفنا
وضعت الجدة يديها لتصبح حاجز بينها وبين شوق التي شعرت بالحرج لكنه فجأة استدركت الأمر وفهمت معنى كلام جدتها وهي تقول ..
_ خدها يا هارون !
نظرت لهم وهي تشعر بالرعب وهارون يسحبها من يديها ولم يعطيها فرصة للحديث لكنها رغم ذلك قالت بصوتها ذا النغمة المنخفضة الحانية حتى في خوفها وغضبها
_ موديني فين ؟ هتعمل فيا ايه ؟
ادخلها غرفة أخرى دون أن يجيبها ووضعها فوق الفراش ووقف أمامها بلا تعبير وفجأة خلع عنه جاكيت بدلته لتنفتح عينيها في ذعر وتتراجع بقدميها للخلف !
الرواية ليها اشتراك لو حد عاوز يشترك يتواصل معانا على رقم 01098656097
نهاية الفصل .. الفصل عرفنا الجو العام للرواية .. الجو العام للشخصيات ... الجو العام للبيت.. واخر مشهد ! كارثة طبعا ❤️🔥🫡