الفصل التاسع والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
____
_ صباح الخير يا كتاكيت؟
قالتها غادة ما إن دخلت ووقفت أمامهم بينما كانوا يتناولوا الحليب فنظر لها الأطفال في برود
ورد عمر في ضيق _ إحنا مش كتاكيت
ابتلعت رد الصبي المشاغب حتى لا تفتعل مشكله معه وقالت في لطف مع ابتسامة ارتسمت على وجهها
_ أنت عمر صح؟
ردت رقيه بملامح مشمئزة _ مالكيش دعوة
ليلحقها ياسين قائلاً_ وانتي مالك !!
نظرت لوقاحة الأطفال لتفتح عينيها في غضب متخلية عن اللطف قائلة بينما توزع نظراتها بينهم
_ أنتوا أمكوا مربتكوش كويس ولا إيه
عاد ياسين ليقول بقوة _ اتكلمي باحترام عن مامي
رددت في سخرية _ مامي !!
ثم اعتدلت وطالعتهم بنفس النظرة الغاضبة التي ينظرون إليها بها ، لتقول في نظرة تحدي
_ طب أسمع يا كتكوت أنت وهو وهي .. أنا مراة ابوكوا وليا هنا زي أمكوا إللي معرفتش تربيكوا بالظبط
برودة الأطفال وثباتهم أمامها استفزها أكثر لتشعر أنها محاوطة بالعديد بينما تقف هي وحدها ! لتقول في تشفي
_ وبالعكس دا أنا ليا أكتر كمان عشان أبوكوا ، فايز حبيبي بيحبني أنا وأنا حب حياته مش أمكوا ، وبكرة هجيبله عيال بنات وولاد يملوا البيت دا كله ، وهربيهم أحسن منكوا وهيحبهم أكتر منكوا عشان هيبقوا عيال جميلة من الست إللي بيحبها مش عيال غتته من الست الغتته !
ثم تركت الأطفال ورحلت شاعرة بالإنتصار بعدما رأت وجوههم المشتتة والخائفة مما قالت ..
____
دخل فايز المطبخ ليجد أطفاله وحدهم أمامهم أكواب اللبن لم يلمسوها ، شعر بالقليل من الحرج لأنه سيواجههم بعد معرفتهم بأمر زواجه لكنه سحب نفس عميق وشجع نفسه للتقدم
_ مشربتوش اللبن ليه؟
قالها مع ابتسامة لينظر له الأطفال بحزن ، ليعلم كم الأذى الذي سببه لهم ليحمر وجهه من الخجل لكنه لا يريد أن يستسلم فهم أن يتحدث ليشرح لهم موقفه
_ اتجوزت على مامي
سبقته رقية بجملتها التقريرية المتألمة ليبتلع ماء حلقه ثم قال
_انا معملتش حاجة حرام
لكن عُمر هاجمه باندفاع _ أنت اتخليت عننا ، بتحبها أكتر من مامي وهتحب ولادك منها أكتر مننا صح !
وأكملت رقية في قهر وحزن _ بقيت بتكرهنا خلاص ومش بتحبنا وهترمينا لما تجيب نونو تانيين
ليصاب بالصدمة والذهول مما سمع ، دموع في عيون أطفاله وأصوات بريئة مقهورة وكلمات قاسية وكبيرة كيف أخرجوها من أفواههم الصغيرة ، بالطبع قد سموعها من شخص ما وهو يعلم هذا الشخص جيدًا ليقول بانفعال
_ ماما هي إللي قالتلكم الكلام دااا؟!
لم يجيبوا ليهتف بيهم في غضب
_ ما تردوا
هاف عمر ورقية منه لكن ياسين طالع والده في جمود ثم قال
_ مامي مقالتش حاجة ، بطل تظلمها
انفتحت عينيه من وقاحتهم معه ليردد
_ بظلمها ! طيب ، يلا كل واحد يشيل شنطته ويطلع يستنى الباص ، مش هوصلكم المدرسة
ليعود ياسين قائلاً _ يعني كلامنا صح فعلاً
لم يتحركوا ليصرخ بهم في غضب _ يلا أنت وهي مش عاوز أسمع كلمة
وقف الأطفال وحملوا أشيائهم وخرجوا في حزن شديد بينما هو يغلي من الغضب ثم بسرعة توطه لها ، يعلم أنها السبب وراء كل ما حدث
____
توجه لغرفتها ليجدها قادمة صوبه ليشدها بعنف من زراعها وتأوهت من الألم بينما يخبرها بغضب
_ متدخليش الولاد بناا ، عاوزة تكرهيهم فيااا يا ريم ، هو دا إللي شوف بنفسك !!
سألت في استغراب ومازال زراعها علاقًا بين يديه
_ في إيه يا فايز أنت شوفت منهم حاجة وحشة ؟
تركها ثم قال هازئًا _ أديني شوفت بنفسي الأفكار السلبية إللي بتزرعيها في دماغهم من ناحيتي
قالت بينما تدلك زراعها المتألم
_ إيه الكلام دا !!
_ طبعا مستغربة بعد ما كرهتي ولادي فيا وخليتيني أزعقلهم عشان يكرهوني أكتر وابقى أنا الشيطان ادامهم
صوته المرتفع وطريقته العنيفة والغاضبة وتلك الإتهامات القاسية جعلتها تنظر له كأنها لا تعرفه لتشعر بالألم في قلبها كبير خاصتًا حينما أقترب منها مهددًا
_ صلحي إللي أنتي بوظتيه ، زي ما قولتي إني بكرههم قوليلهم إني بحبهم وإلا هوريكي وش أنتي مش عاوزة تشوفيه
_ هما فين ؟!..
ردت بجملة واحدة لينظر لها في غيظ ولم يرد لتعود وتسأل
_ الولاد فين يا فايز ؟
_ برا مستنيين الباص
تركته بسؤعة ليتجه خلفها قائلا _ هتهربي فين يا ريم
خرجت ريم لأطفالها لتجدهم في الحديقة ينتظرون قدوم اتوبيس المدرسة لتقول لياسين
_ ياسين هات أخواتك وتعالى بسرعة ، مفيش مدرسة النهاردة
ولكن قبل أن يدخلوا وجدوا فايز خلفهم لتلتف ريم وتسأل ياسين أمام والده
_ أنت قولت إيه لبابي ؟
لم يرد ياسين لتقول لعمر
_ رد أنت يا عمر .. مين خلاكم تقولوا الكلام دا !!
وقف فايز خلفها ينتظر ردهم ليقول عمر بنظرات خائفة من والده
_ طنط غادة هي إللي قالتلنا حجات وحشة
وأضافت رقيه _ حاجات وحشة أوي وقالتلتنا bad words !
صُدم فايز ولكن ريم قد توقعت ذلك لتنظر له هازئة ومستحقرة ليشعر فايز بالحمق والغباء لتعود ريم وتسأل أطفالها
_ قالت إيه ؟
أخبرهم الأطفال بما حدث وبكل كلمة قالتها غادة وبكت رقية لتضمها ريم وتخبرهم أنها معهم وأن ما قالته تلك المرأة لن يحدث أبدًا ، أما فايو فقد جن جنونه وشعر أنه يكاد يفقد عقله ليتوجه بسرعة للداخل وصعد لغرفته ليجد غادة تقابله بالأحضان ليبعدها عنه في عنف قائلاً
_ إيه إللي انتي قولتيه لولادي دا
ردت _ قولت إيه يا أخويا كفى الله الشر
فقد صبره ليشدها بعنف من جيدها لتتأوه في المنتدى قبل أن يقول
_ بتقوليلهم كلام وحش زي دا ليه ؟!!
لم تصدق أن فايز الهادئ هو هذا الرجل أمامها فحاولت نزع نفسها منه بينما تحاول أن تدافع عن نفسها
_ أنت بتصدق العيال الصغيرة وتكدبني أنا
لكنه قال في شدة _ اسمعي يا غادة أنا ولادي مبيكدبوش ومش عيال صغيرة .. أنا ولادي أذكية جدا ودماغهم أكبر من سنهم بكتير
نزعت نفسها منه ورفعت صوتها كما يفعل
_ خلاص يا فايز صدقهم وكدبني أنا ... وتلاقيهم متفقين مع أمهم
_ يتفقوا مع مين ! هو أنتي مفكرة ريم تافهه للدرجادي ولا وحشة عشان تكره ولادها فيا !!
نظرت له بتلك العينين التي تحمل أحقاد دفينه داخلها
_ ماهي غيراني عليك مني وطبعا هتتجنن عشان أنت بتحبني أنا واتجوزتني عليها
_ لو بتكرهني أنا وانتي فهي عمرها ما هتخاطر بنفسية ولادنا وتقولهم الكلام دا عني وتعلمهم bad words كمان يا غادة
وقفت غير مستوعبة الكلمات الإنجليزية التي نطق بها ليرتفع صوته أكثر غاضبًا نادمًا على ما أوقع نفسه فيه معها
_ كلام وحش ، شتايم !!! بتعلمي ولادي شتايم
لتقول بسرعة قبل أن تفكر
_ دا أنا قولتلهم يا غتتين!!
انفتحت عينيه على إثر كلمتها مرددًا
_ غتتين!!!
ندمت على ما تلفظت به بتهور _ لأ مقولتش دا هما فهموا غلط و
ابتعد عنها مصدومًا من أخلاقها ومما فعلت بأطفاله ليقول في أسى
_ خلاص ، بجد خلاص مش عاوز أسمع حاجة منك تاني خالص
نظرت له غادة وشعرت أنها تخسره ولم يمر حتى قرابة الشهرين على زواجهما لترجوه
_ فايز اسمع مني بس بالله عليك زي ما سمعتهم
تركها ولم يعطي لتوسلها بال ، لتقف هي تكاد أن تموت غيظًا وحزنًا فعلاقتها بزوجها ستنهار بسبب هؤلاء الأطفال أو التي اعتقدتهم أطفال
لتقول بينما ترمي ما على الكمود في غضب
_ طلعتوا حرابيئ زي أمكوا ، وأنا إللي فكرتكوا هتخافوا وتكشوا ، أقسم بالله لاوريكوا دا انتوا مش عيال !!
لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك
أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef
أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories