الفصل السادس والستون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السادس والستون من رواية عشق أولاد الزوات 


____


تأمل فايز اللوحات المعلقة بعناية على الجدران ، وتلك الستائر الخفيفة المنتشرة بشكل جعله يتمنى لو يراها في ليل شتاء عاصف تهفهف أو مبتلة بقطرات المطر ..  وهذا البيانو العتيق التي ورثته ريم عن جدتهم وهذا الجيتار الخاص به من أيام الكلية.... 


وعدة أرفرف تحمل صناديق ذهبية نحاسية  وأخرى مصنوعة من الفضة ، وصناديق أخرى خشبية مشغولة يدويًا بشكل خطف انفاسه ، جعله يريد أن يتعمق في تفاصيل هذه الورشة التي تشابهت مع صاحبتها في الجمال النادر والتفرد والأصالة ..  


_ ممكن أشوفهم ؟ 


سأل فايز ، فخلعت ريم الحذاء الغير مريح ثم سارت حافية ناحية الحمام الصغير الملحق بالمرسم ...


فتأملها فايز خطواتها الفنية بينما تخبره 


_ خد راحتك هغسل وشي وراجعة 


سعادة بالغة تملئ قلبه ، كم يشعر بالإنتماء لها ولكل ما يتعلق بها .. نظر داخل الصناديق ليرى أشياء كثيرة متعلقة به .. حتى اللوحات المغطاه عندما كشفها وجد صور كثيرة له ، بينما هو نائم أو شارد أو حتى تلك الملامح التي يتمتع بها ، رسمتها ريم بريشتها المرهفة التي رسمته ببصيرة قلبها وليس ببصرها فظهر أجمل وأروع متمتعًا بسحر لا يتمتع به في الواقع ! .. 


خرجت ريم من الحمام بعدها غسلت وجهها وقدميها ومازالت ترتدي الفستان الذي كان عليها طوال الليلة .. والذي بدى رائعاً وفي غاية الجمال بدون الحجاب وظهر جماله وتفصيله لجسدها بشكل أكبر 


_ كل دي حجات ليا ؟


رأته يقف أمام فنها مبهورًا ويمسك أحد الصناديق لتتنهد ريم قبل أن تجيب 


_ طبيعي أنت جوزي ، ولا عاوزني احتفظ بحجات راجل تاني ؟


_ ريم ! بلاش كدة 


احتدت نظراته لتقترب منه ريم قائلة هي الأخرى بقوة 


_ وبلاش اسألتك إللي ملهاش معنى يا فايز


خاضا حرب أعين تلاحمت فيها أفكارهما .. فهو بأسلوبه الإعتباطي يريدها أن تعبر دائمًا عن مشاعرها حتى يحدى باهتمامها دائما ويرضي غروره وكأنه لا يعلم بل متأكد مسبقًا من شدة حبها وتعلقها به واهتمامها بكل تفاصيله ... 


هدأت هذه الحرب بعدما جلس فايز على أريكتها المريحة في ثقة  قائلاً


_ تعالي وريني كل حاجة  ... شكلك مخبية حجات أكتر 


المرة السابقة قد أرته ريم ما في كوخها المتواجد في وسطح بيتهم .. والآن يريد أن يرى المذيد ويتفاجئ بما تحتفظ به عنه .. 


سحبت ريم نفسا عميقاً ثم جلست جانبه وبدأت في عرض عدة صور له ... صور لم يتخيل أنه قد يراها عندها أو قد يراها من الأساس!


صور له وهو في الجامعة وصور أثناء ثفرهم بينما كانوا صغاراً لبلاد مختلفة وأخرى لم يعلم حتى أنها اخذتها .. بل الكثير أخذته له دون علمه ليثدم فايز من عدد الصناديق الذي وضعت فيهم صور ومتعلقات له هو وأطفاله .. ليعلم أنه عالمها بالكامل وأن الحياة بالنسبة لها كانت عبارة عنه ومن بعدها أولاده لأنهم منه ! .. شعر فايز بنغزة في قلبه بينما يراها وهي تريه تلك الأشياء وتشرحله مناسبة كل صورة تقريباً .. هل كانت تستحق كل هذه الجروح التي كيلها لها؟ هل كانت تستحق كل هذا الألم! ..


بينما أعطته حياتها ومشاعرها واهتمامها لم يأبه هو بها ولو للحظة ! هو حتى لا يمتلك أي صور لها ... 


مسكت إحدى الصور تريها له بينما كان يرتدي ملابس ناسبت السنة التي ارتداها بها لتريه كم كان شغوفًا بالأزياء والملابس لتقول 


_ استايلك كان عاجب البنات كلها 


ابتسم لها سائلاً _ انتي كنتي مركزة بقى


اعطته نظرة جانبية بينما تجيب ببساطة 


_ فايز .. كل الناس كانت واخده بالها أد إيه أنت شيك وشكلك حلو مش أنا بس


همهم بخفة _ صريحة أوي 


ردت في غموض _ طول عمري ، أنت إللي مكونتش واخد بالك


عيناه التقت بعينيها لأول مرة بتلك النظرة العميقة التي حملت بين طياتها كل الكلمات غير المنطوقة. رأى في نظراتها اهتمامًا لم يدركه من قبل، حبًا صادقًا يتجلى في كل حركة وكل نفس. تلك العيون الواسعة كانت تتبعه أينما ذهب، تملأ كل زاوية من حياته باهتمام ورعاية. 


أشاحت ريم بعينها عنه .. لا تريد أن تغرق أكثر من ذلك فيه ، وبدأ الإثنان في فتح صندوق آخر وجد فيه فايز نفسه بينما كان في الثانوية ليداري وجهه من الخجل من ذلك المظهر هاتفًا


_ إيه الفضايح دي 


كان يرتدي إحدى نظارات والدته النسائية المسحوبة من الجانبين مع القبعة العريضة الخاصة بها لتضحك ريم ويبتسم هو لاعنًا نفسه لتقول ريم 


_ مش زي فضيحتي أنا لما عملت وشم


أصابته الدهشة وانفتحت عينيه سائلاً 


_ انتي عندك وشم يا ريم ؟!


إلى هذا الحد لم يكن مهتم ! ... تغيرت ملامحها للحزن في ثوانٍ معدودة ليلاحظ فايز ما تفوه به ليعلم كم هو أحمق لمعاملتها بهذا الشكل المزري في حياته .... 


_ كل العيلة كانت عارفة يا فايز ! .. 


قالتها في حزن وإحباط شديدين .. توقفت الكلمات في حلقه فماذا سيقول وبماذا سيبرر أنه لا يعلم أن زوجته تمتلك علامة مميزة بجسدها !... 


ابتلعت ريم غصتها ثم أكملت مع ابتسامة تحكي عن جنون مراهقتها 


_ قبل الحجاب كنت مجنونة أوي واتهورت وروحت عملته ، قاله أنه مؤقت وبعد كام سنة هيتمسح لواحده بس عرفت بعدها إن مفيش حاجة اسمها وشم مؤقت 


رغم شعوره بالتقصير إلا أنه شعر بالفضول .. فسأل بصوتٍ منخفض كمن يحدث نفسه ويعاتبها 


_ فين الوشم دا ؟! وإزاي مخدتش بالي منه ؟


أجابته بصوتها الهامس الحزين _ انت مبتاخدش بالك من حجات كتير أوي ، العادي بتاعك يعني


_ هو فين ؟


نظر داخل عينيها في قوة لا تقبل المقاومة لتردد ريم 


_ هو مين ؟


اقترب منها للغاية حتى دب في جسدها التوتر 

يسأل ويبحث عن ضالته كالمجنون


_ الوشم


رددت بصوتٍ ثقيل _ فايز


فناداها هامسًا _ ريم .. 


في تلك اللحظة، ألقى الصورة جانبًا، واقترب منها ببطء. نظراته لم تفارق عينيها، وكأنهما يعيدان اكتشاف بعضهما البعض من جديد. كانت لحظة صامتة، لكن الكلمات كانت تتحدث في صمتها، وأرواحهم تواصلت بلغة عميقة لا تحتاج إلى ترجمة ...


_ اللهم صلي على النبي عيني عليكي يا ضرتي انتي وجوزي باردة


حتى قطعتها زوجته الأخرى بدفعها للباب بعنف وهدرها بتلك الكلمات الغليظة ! 


_ إيه يا حبيبتي شوفتكوا لقيتكوا بتتسحبوا ،  قولت خير كفى الله الشر ! 


ابتعد فايز عن ريم في توتر وكم ألم ريم ذلك ، ودخول غادة كان سبب في إفاقتها من أعماق عيناه التي سحرتها .. ارتيم فوق ملامحها الجمود بعدما أعادها صوت زوجة زوجها الثانية إلى الواقع بينما تكمل وتقول غادة بلهجة آمرة 


_ فايز ، تعالى عيزاك 


أخيراً رد عليها فايز _ اطلعي يا غادة وأنا جايلك دلوقتي 


لكنها اقتربت منه قائلة في إصرار بينما توزع نظراتها بينه وبين ريم 


_ لأ بقولك دلوقتي !! مانت طول الليل برا 


اقتربت غادة من مكان جلوس فايز لتميل عليه أمام ريم بينما تهمس له بصوتٍ مسموع 


_ لو مجتش متبقاش تزعل مني لما أبعد عنك واتقمص .. 


_ غادة ! 


حاول أن يوقفها عما تقول لكنها اعتدلت وقالت في غرور 


_ يلا يا فايز 


شعر فايز بالتهديد فلو نفذت غادة ما قالته سيمر بأوقات صعبة وسيخسر جمالها وودها .. 


وقف فايز في حرج من ذلك الموقف السخيف الذي أنهى تلك الليلة العظيمة مستأذنًا في أسف 


_ بعد اذنك يا ريم . .. 


لم تجاوبه ريم وقد انتظر منها ولو نظرة لكنها كانت تنظر للفراغ ، ترى أخرى تتحكم في زوجها ، بل فايز ليس بزوج عادي ، فايز هو حياة ريم .. هو كل تفاصيل حياة ريم .. 


في ذلك اليوم لم ترجع ريم للمنزل وقضت الليلة في المرسم .. 


_______________

💯لشراء الروايات💯 

موجودة رواية الخادمة الصغيرة الجزء الأول كاملة عبارة عن تقريبا ١٤٠ فصل على الموقع

الرواية سعرها ٧٠ جنية مصري يتم تحويلهم من خلال فودافون كاش 

وسعر رواية عشق أولاد الزوات ٧٠ جنية مصري الرواية عبارة عن تقريبا ١٥٠ فصل على الموقع 

التحويل من خلال فودافون كاش على الرقم دا 

01098656097

يرجى متابعتنا على جروب التلجرام اسم القناة rakafalef ابحثوا عنها على التلجرام وانضموا للجروب 💖 



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.