الفصل الثامن والستون من رواية عشق أولاد الزوات
____
توتر قليلاً ما إن رأى وجه لم يتوقع رؤيته ليُعرف عن نفسه
_ أنا فايز زين الدين ، أخو فواز ، هو فواز هنا ؟
أرجعت رأسها للخلف قليلاً ولم تحيد بنظراتها عنه قائلة بتلك النبرة المتلاعبة والعيون الخبيثة
_ آه جوز رنيم بنت عمي ...
استغرب فايز نظراتها حتى أنه توتر بالإضافة لتأكده أنه دق باب المنزل الخطائ
_ هي رنيم تبقى بنت عمك، أنا آسف أنا فكرت دي شقة فواز
مازلت تتأمله من أخمص قدميه لأعلى شيئ فيه بينما تجيبه
_ آه.. أهلا وسهلاً بيك ، لأ شقتهم إللي قصادنا علطول دي
_ شكراً ، آسف على الإزعاج
اتسعت ابتسامتها من تلك الرقة وذلك الحضور .. فقالت برقة
_ العفو يا فايز ، أنا دينا !
مدت يديها له وقد عرفت عن نفسها دون أن يطلب وحتى أنها نادته بلا أي ألقاب! لم تغيب عن فايز كل تلك التفاصيل ، لكنه صدمها برده
_ مبسلمش معلش..
ثم ألحق كلماته بإبتسامة فأغلقت دينا في وجهه الباب ! ...
لم يهتم وتوجه للباب المقابل يدق فوقه لكن بلا جدوى ولم يأتيه أي رد ليعود ويضرب بابهم لتفتح له دينا تلك المرة بملامح متضايقة مكتفة يديها فوق صدرها بينما تميل جسدها على الباب
_ إيه تاني ؟
سأل في تهذب وبعض القلق
_ متعرفيش هما فين .. بخبط ومحدش رد
خرجت حسناء هذه المرة بعدما لمحته مع اختها من خلف الباب ومن شدة إعجابها به سارعت هي في الإجابة
_ تلاقيهم نايمين ، لو عاوز حاجه قول وأنا هقول لرنيم ، دي صحبتنا الأنتيم وبنت عمنا في مقام أختنا يعني
ارتاب فايز من تلك الفتيات فقال
_ شكراً جدا .. أنا هستنى شوية كمان ..
_ زي ما تحب
قالتها دينا ببرود ثم أغلقت في وجهه الباب مرة أخرى ..
_ قفلتي ليه يا دينا كنتي خلينا شوية
رددت حسناء بإحباط فقالت دينا
_ دا راجل مستفز ، متأنعرلي أوي ..
أجابت الأخرى بلا تردد_ من حقه يا حبيبتي
ثم عادت لتسأل _ هو الراجل دا متجوز ؟
فأجابت دينا بمعلومات لم تعلم حسناء من أين حصلت عليها
_ متجوز اتنين !
_ اتنين !! ... يخرابي !
لم تصدق حسناء أن هذا الوسيم لديه زوجتان وتحسرت على حظها ثم دخلت غرفة أما دينا فظهرت على وجهها ملامح غريبة لم يفهمها أحد غيرها ..
______
مل فايز الوقوف وكاد أن يرحل لكنه وجد رنيم أمامه اخيرا والتي تفاجئت بوقوفه أمام شقتهم لكن ما إن رأته حتى احتلت معالم الغضب وجهها كله لانه السبب في مرض حبيبها
_ رنيم !
قالها في لهفة ثم ابتسم سائلاً
_ ازيك يا رنيم ، مشوفتكيش من زمان أوي
ردت رنيم في برود _ نعم ..
_ بتردي عليا كدة ليه ؟
تفاجئ من جفائها فرنيم دائما ما كانت رقيقة ومرحة لكنها فاجئته أكثر بينما تقول
_ وأرد عليك إزاي يا فايز باشا ، أنا لولا إنك في الآخر وبعد كل حاجة أخو جوزي كنت طردتك !
هنا فهم الوضع وفهم أن فواز قد حكى لها ما حدث ليحاول تبرئة نفسه
_ بصي ، أيًا كان إللي فهمه فواز أو قالوا ليكي ، أنا ماليش أي ايد ، الموضوع كله أصلا بينه وبين بابا وبابا هو إللي قرر يدخلني في القرف دا
قابلته بالصد فهي لا ترى إلا جسد زوجها المنهك ونفسيته المدمرة
_ أنا ميهمنيش إذا كانت ألاعيبك أنت ولا أبوك أنا يهمني جوزي إللي حيله اتهد بسببكوا ، بسبب إنه اختار يعيش سعيد وعلى مزاجه
انتاب القلق فايز وانتبه بشنطة الدواء التي تحملها ليسأل
_ فزاز ماله ! الدوا دا ليه ؟
لكن رنيم هتفت في حرقة وبعينيها الدموع وحالة فواز تنخر في طيات قلبها
_ مالكش دعوة .. وجوزي هيفضل سيد الرجالة ورئيس الشغل وانتوا كلكوا من غيره ولا حاجة ، وفلوسي تحت أمره هدهاله كلها وهبيع دهبي وهخليه يعمل مشروع وبكرة يكبر ويبقى فوقوا كلكوا وربنا الغني عنكوا وعن فلوسكوا
تأمل دفاعها عنه بتلك الحرقة بل واستعدادها لتقديم أي شيئ من أجله ، وحبها الشديد له .. ليبتسم ابتسامة اختلطت بحزنه على وضع أخيه وزوجته
_ إحنا فعلاً كلنا من غيره ولا حاجة .. فواز هو أخويا الكبير ، تفتكري أنا عاوز أهد تعبه وأسرقه ؟ أنا أكتر واحد عارف هو تعبان أد إيه .
تلك الكلمات الرقيقة التي تلفظ بها هدأت من روعها قليلاً تجاهه.. يعلم كم هي طيبة وقلبها قلب طفلة وذلك سر حب أخيه لها .. فما إن هدأت حتى انزاحت عنها تلك التكشيرة وذلك شجعه ليسأل
_ ممكن اتطمن عليه !؟
_ لأ .. مش هينفع ..
كانت ستخبره أنه بإمكانه رؤيته لكنها رفضت ودخلت المنزل وأغلقت الباب في وجهه فلم تكن تريد أن يرى أي أحد فواز وهو في ذلك الحالة فهو سيدهم وكبيرهم ويجب أن تبقى صورته كما هي عليه وكما يستحق فواز ..
_____
نزل فايز من المبنى محبطًا وحيدًا خصوصاً بعدما علم بمرض أخيه وعدم استطاعته الاطمئنان عليه ...
_ أنت مين وبتعمل إيه هنا ؟
وجد أحد الرجال يظهر أمامه فجأة في مدخل العمارة ليجيبه فايز بعينين قاسية لتدخله في شؤونه
_ وأنت مالك ؟
سطعت ابتسامة الثقة فوق وجه محمود مستنتجًا
_ تبقى أخوه !
لم يفهم فايز عن ماذا يتحدث ليقترب منه محمود قائلاً في سخرية
_ ما تاخده معاك وأنت ماشي ، المنطقة دي مش شبهه ولا شبهكوا ، ولا أنتوا تتشرفوا بينا ولا إحنا نتشرف بيكوا ، شكلكوا عيال متنية
نظر فايز حوله .. رغم أن الكلام أغضبه واوصل له مدى الضغينة التي يحملها ذلك الشخص الغريب تجاه أخيه الأكبر إلا أنه استوعب قدره بينهم فذلك من أولاد تلك المنطقة وأصدقاءه كثيرين أما فهو فوحده تماماً في ذلك المستنقع ، فهو بمكان ليس بمكانه
حبس غضبه بصعوبة ليكمل محمود
_ ينفع يفضل مشحططها كدة .. تنزل في انصاص الليالي أدام الرجالة تشتري وتشوف طلباته وهو متلقح فوق زي خيبتها ! .. قوله يبعد عنها وعننا كلنا ..
لم يستطع فايز الإحتمال أكثر فنظر بقسوة قائلاً ..
_ بص يا .. مش مهم
لدعت السخرية قلب محمود بينما يكمل فايز في قوة وخبث
_ أنا ممكن أربيك على كل كلمة قولتها دلوقتي ... بس كفاية عليك حقدك وغلك إللي حارقينك أوي كدة من فواز باشا .
ثم غادر تاركاً وراءه ذلك الرجل يتأمل أثره في سخرية ... سخرية احتوت على غضب دفين داخلها ! .. خرج فايز ليجد أن أطفال الحارة قد جرحوا سيارته في كل مكان تقريباً بالمسامير ! ليغنض عينيه في غضب قبل أن يصعد بها ساحقًا الفرامل حتى يخرج من هذا المكان القذر بأسرع وقت ممكن ويتسائل كيف لفواز .. الأخ الكبير للعائلة ، أن يتحمل هذا المكان .
أما بالأعلى عطت رنيم الدواء لفواز وقضت رالليلة بجانبه ، مراقبة حالته ومتابعة انخفاض حرارته تدريجيًا. ومع كل دقيقة تمر، كانت تثبت لها مرة أخرى أن الحب والرعاية يمكنهما التغلب على كل الصعاب... فقد كانا منذ قليل متخاصمين وتعاركا لكن الأمور قد اختلفت كليًا ما إن شعرت بمرضه .... تفكر في شيئ خطير ، خطوة كبيرة وصعبة لكنها عزمت على أن تنفذها .
____
_ ليه هتنزلي النهاردة ؟
سأل فوزي ما إن وجدها تلملم أشيائها وترتدي ملابس للخروج لترد ريهام
_ عندي امتحان مهم لازم أروح
وجهها الشاحب وجسدها الذي ضعف خلال تلك الأيام جعله يتسائل _ بس لسة مبقتيش كويسة
ردت بصوتٍ خفيض _ لأ أنا الحمدلله كويسة ، قربت أنسى الموضوع كمان
اقترب منها يوصيها على نفسها
_ خلي بالك من نفسك ومتسيبيش تليفونك من ايدك ، أي حاجة تحصل كلميني
ثم اقترب يؤكد على كلماته _ كلميني أنا يا ريهام ، مش ذكي !
توترت وشعرت بالخجل من تصرفاتها معه لتقول
_ مكونتش ، مكونتش فكراك هتهتم وخوفت اعطلك
هز رأسه رافضًا تصديق أنها لا تفهمه إلى الآن! ..
_ مفيش تبرير للي عملتيه يا ريهام .. متحاوليش لو سمحتي انتي مبتعمليش أي حاجة غير إنك تجرحيني وبس
ثم تذكر يوم طلبت منه العودة ثم عاملته بعدها بجفاء
_ تقولي نرجع وقت ما تحبي وتسيبيني وقت ما تحبي ، كأني لعبة في ايديكي
تعلق ت عينيها به في حزن لتلك المسافات المستمرة في الإذدياد لتحاول إيجاد كلماته لكنه أنهى الموضوع بقوله
_ ركزي في امتحانك .. خلاص التلت شهور قربوا ينتهوا مفيش حاجة هتضايقك تاني ... وكمان لقيتلك بيت كويس تقعدي فيه ..
ثم تركها وغادر لتقف هي متطلعة في أثره في حزنٍ شديد ... وهي ترى الأمل الذي كانت ترجوه انتهى..
_____
ما إن وصلت الجامعة ودخلت الكلية وبينما هي جالسة فوق إحدى المقاعد تراجع بعض النقاط قاطعتها إحدى الفتيات
_ عاملة إيه النهاردة
ابتسمت ريهام ما إن رأتها هي ". أمنية " التي أخرجتها من المشرحة كما تعتقد
_ أنا الحمدلله كويسة
جلست أمنية بجانبها قائلة _ الحمدلله إنك كويسة يا حبيبتي أنا قلقت عليكي أوي
كانت نبرتها حنونة ومهتمة جعلت ريهام تتسع ابتسامتها
_ بجد شكراً من غيرك معرفش كان هيحصلي إيه
لتقول أمنية في حزن _ متقوليش كدة يا حبيبتي أنا اللي المفروض اتاسف إني مكونتش هناك من بدري ولحقتك
ردت ريهام في رضا _ دا مش ذنبك ، نصيبي بقى
ساد صمت للحظات ثم قطعته الفتاة
_ ممكن نخرج مع بعض النهاردة ؟ بصراحة أنا عاوزة أعزمك
لأول مرة تكسب صديقة في الجامعة بل وتطلب منها الخروج لتصمت غير مصدقة لتقول الفتاة
_ لو مش عاوزة عادي مش هزعل
_ لا لأ عادي .. على الأقل أشكرك على إللي عملتيه معايا
نفت ريهام بسرعة لتقول أمنية مبتسمة ب اتساع
_ تمام يبقى أشوفك بعد الامتحان
_ تمام
ثم توجها لقاعة الامتحان وتلك الفتاة تنوي لها على أشياء لن تسعد ريهام .
_____
دخل فواز المعرض الخاص بأخيه في وهن وتعب وما إن دخل حتى وجد ذكي في وجهه فقال
_ بشمهندس ذكي ..
رحب به ذكي ما إن رآه _ أهلا يا فواز باشا
قد كانت هناك بعض الخلافات بينهما لكت تواجدهما في نفس المكان عند فوزي وحرص فوزي على أن يخلق علاقة جيدة بينهما قد نجحا في أن يتقبلا بعضهما ونشات بينهما علاقة طيبة ليست عميقة لكنها لا تحتوي إلا على الاحترام المتبادل .
_ عامل إيه النهاردة ؟
سأل ذكي وهو يراه مازال مرهق وقد سمع من فوزي أن أخيه مريض ليجيب فواز بابتسامة بسيطة
_ كويس ، شكراً لسؤالك !
هنا جاء فوزي من مكتبه ما إن انتبه لوجود أخيه وضمه بين زراعيه في لهفة يتفحصه في قلق وقد علم من رنيم عندما اتصال ليطمئن على أخيه أنه مريض
_ إيه يا حبيبي أخبارك إيه أحسن ؟
_ مش أحسن أوي ، بس الحمدلله يعني.. اتخنقت من البيت حبيت أنزل .
رد فواز وآثار التعب على وجهه وجسده ليتسائل فوزي
_ وهي سابتك إزاي وأنت تعبان كدة دي مكانتش عوزانا نشوفك وأنت تعبان
_ كانت نايمة .. بقالها أيام سهرانة ومش بتنام كويس ..
ابتسم فوزي وهو يسمع من أخيه كم أن رنيم تهتم به
_ ربنا يخليهالك يا حبيبي ...
رن هاتف ذكي بينما هو معهم ليتوتر وينظر لفواز بطريقة غريبة ليغلق الهاتف ...
ليعود الهاتف للرن مرة أخرى ليقول فواز
_ ما ترد يا ذكي
_ مش حاجه مهمة
قالها في توتر شديد وهو يخفي هاتفه .. يعلم خطوة الأمر الواقع فيه لكنه لا يستطيع الهروب للأسف ، وبنفس الوقت لا يستطيع أن يخون اليد التي مدت له ، فقد كان فوزي هو الذي أعطاه فرصة جديدة للحياة والعيش بل وللعمل ولم يعامله فواز إلا بشكل سليم .. وما يحدث في حياة ذكي هذه الأيام يجعله يرتعد لأنه يرى أن الأمور لا تسير على نحو صحيح .. فهل سيبقى سره سرا أم سيذداد الموضوع حتى لا يقدر السيطرة عليه ..
_____
سألت ريهام بعدما رأت أمنية تقف أمام أحد معارض زوجها ليصيبها التوتر والخوف
_ إحنا إيه جايبنا هنا ؟
نظرت لها أمنية في غموض _ هو انتي عارفة المكان دا ؟
نفت ريهام بسرعة _ لأ مش عرفاه ..
قالت أمنية _ أنا هنا بصور إعلان لعربية ، الموضوع مش هياخد كتير
نزلت أمنية من السيارة لكن ريهام ظلت داخلها
متسمرة مكانها لتقول أمنية في خبث
_ انزلي ليه قاعدة كدة
ابتلعت ريقها في خوف ما إن رأت ذكي خارجاً من المعرض يجري بعض التعديلات على إحدى السيارات لتجيب في خوف شديد محاولة تختبئ
_ لأ هستناكي هنا
لكن أمنية أصرت وذهبت تفتح لها الباب وتشدها من يديها
_ تعالي يا ريهام بقى متزعلنيش
دخلا المعرض لتراه أمامها يتفحص إحدى السيارات بنفسه لتسحب نفس عميق وتحبسه داخل صدرها... نظر فوزي ليجدها أمامه تفاجئ وتوجه نحوها لتقطع طريقه فتاة مبتسمة تعرف نفسها عليه
_ بشمهندس فوزي صح؟
هز رأسه بينما عيناه متعلقة بريهام لتعرف أمنية عن نفسها
_ .. أنا إللي بعتلكم على ال Instagram page إني أصور ال audi r8 ب kit وتعديلات mansoury .. ودي ريهام صاحبتي !
مدت يديها لفوزي فنظر لريهام ليجدها غير مبالية بل والأدهى أنها لم تعرف صديقتها عليه .. وهنا قبض على يد أمنيها وبادلها السلام باليد لتشتعل عيني ريهام التي لم تتوقع أبدا ذلك الفعل ، فهي تعلم أن فوزي يحاول أن يتقدم في علاقته مع ربه وما تراه منه الآن لا يثبت إلا أن أمنية قد أعجبته !
لاحت ابتسامة خبيثة فوق شفتيه بينما يرى وجنتيها توهجتا من شدة الغضب فمد يده لها ليسلم لكنها نظرت له في غضب وتحفز شديد تريد قطع تلك اليد التي لمست فتاة أخرى ، طال انتظار يديها أن تحتضن يداه فقالت أمنية وقد شعرت أنها تتأكد من شكوكها وأن هاذين الإثنين بينهما شيئ غريب
_ سلمي يا ريهام
_ مبسلمش على حد غريب ..
عض شفتيه بينما يحاول أن يمسك نفسه عن أخذ حقه منا ومن استفزازها له .. لكن ما أسعده أنها تفعل كل ذلك بدافع تلك الغيرة التي يراها في عينيه ، ادعت أمنية الغباء والتفاجئ ببنما تقول
_ إيه دا ؟ حضرتك إللي كنت موجود يوم الحادثة بتاعة ريهام !
أجاب فوزي في غرور _ أيوة أنا ..
_ أمال غريب إزاي ، دا انتي كنتي في حضنه يوم الحادثة
رمتها أمنية بتلك الجملة فتعلقت عيني فوزي بها وكم أعجبته أن تلك الفتاة تضعها في الزاوية وتستفزها لتحاول ريهام تأليف أي كذبة لتداري على علاقتها به قائلة
_ هو مجرد صديق لأخويا
وهنا ظهر ذكي بعدما كان اختفى لتجري عليه وقد رأت أخيرا منقذها ومنفسها لتتوجه نحوه بخطوات أشبه بالجري بينما اتسعت ابتيامة الآخر لرؤيته لها
_ ذكي ازيك ؟
_ ريهام عاملة إيه يا حبيبتي ، بقيتي أحسن دلوقتي ؟
_ أيوة الحمدلله
اهتاجت مشاعر فوزي بينماي راها تتلهف على ذكي وانفحت عينيه في تفاجئ وهو يراه يبادلها اللهفة بلهفة ويناديها بحبيبتي
استأذن بسرعة من أمنية_ ثواني بعد اذنك
ثم ذهب لذكي بعدما رمى ريهام بنظرة قاتلة أصابتها بالذعر .... مناديًا ذكي بل آمرا في حدة
_ ذكي .. عايزك
_ راجعلك
قالها ذكي لريهام وقد استغرب غضب فوزي الغريب وما إن دخلا المكتب حتى اقترب منه فوزي بشكل أقرب للهجوم
_ متقولهاش يا حبيبتي تاني ، متضحكش في وشها بالشكل دا تاني ..
أردف ذكي بسرعة _ حقك .. حقك والله !
لم تتزحزح نظرات فوزي الغاضبة من فوق ملامحه ليحاول ذكي تهدئته ففوزي صديقه وليس رجل يعمل عنده
_ طب أنا آسف ، أنا بس متعود والله بس مش هقول كدة تاني خالص
_ مش مقبول وامشي من وشي عشان أنا عاوز أضربك في وشك إللي مبيبطلش ابتسامته المستفزة لما بيشوفها
قابله فوزي بالرفض ورغم معرفته بمشاعر ذكي الحقيقة ونواياه إلا أنه لم يستطع تقبل ذلك الأمر خصوصا أنها بالمرة الماضية استنجدت به هو .. وتجاهلته تماماً!
عاد ذكي يكرر _ خلاص والله آسف ، ولا كأني أعرفها ياباشا
ضيق عينيه في تحذير _ أما نشوف .
في هذه الأثناء بينما يهدد فوزي ذكي ويأمره بالطريقة المثلي التي يعامل بها ريهام من اليوم اقترب فواز من ريهام مبتسمًا
_ ريهام عاملة إيه ؟
توترت ريهام أمامه فعلاقتهم ليست على وثاق .. هنا تفاجئت أمنية بمعرفة فواز لريهام بل وسلامه عليها لتشعر ريهام بالتوتر والإجابة
_ الحمدلله ، ازيك يا فواز
_ كويس .. مشوفتكيش من زمان
شعرت به يحاول أن يحدثها بلطف فتذكرت اليوم التي ضربته به ... لتشعر بالإحراج لكنها قالت
_ متشفش وحش
أمنية كانت مصدومة بينما ضحك فواز على تلك الفتاة التي أساء ظنه فيها من قبل وتعدى عليها بالألفاظ وعاداها ليبتسم قائلاً
_ إيه القمر دا ، أحلى دكتورة في البلد
ابتسمت هيام وشعرت بالإحراج الشديد بينما فواز مستمتع بتلك التعابير البريىة التي تظهر عل. وجهها ليعلم أن فوزي محظوظ بتلك النقية
سحبت أمنية ريهام إلى أحد الجوانب بينما استمع فوزي لكلمات أخيه فتحدث في غضب وغيظ والغيرة لا يستطيع السيطرة عليها بينما يرى ذكي وفواز يغازلان حبيبته
_ مش دي ريهام إللي مكونتش طايقها وبينكوا حروب
ردد فواز في صدق _ أنا كنت فاهمها غلط مش أكتر
ثم اقترب منه سائلاً _ وبعدين أنت غيران ولا إيه ؟
_ أيوة غيران .. هلاقيها منك ولا من ذكي
أعترف بها في غيظ بينما يكمل في حزن _. كلكوا قادرين تقولولها كلام حلو إلا أنا !
اقترب منه فواز قائلاً في إصرار وغموض _ آخر يوم .. من بكرة هتقدر تقولها كل إللي أنت عاوزه ، أنت مش هتقول بس ، أنت هتعمل كمان !
ثم أتبعها بضحكة عابثة لينظر له فوزي في دهشة قائلاً _ أحلف بالله !
_ اتقل وهوريك ..
_ بسرعة بالله عليك .. بسرعة !!
تمسك فوزي بيده في قوة وعينيه كلها حماس بينما وعد فواز أنه لن يوفيه حقه إذا حقق ما وعده به ...
_ هو أنتي عارفة فواز زين الدين ؟
سألت أمنية فأجابت ريهام
_ أحم أيوة
_ تعرفيهم إزاي يا ريهام ؟
سألت أمنية مرة أخرى في تحفز فشعرت ريهام بالإختناق ولم تستطع أن تخبرها الحقيقة وللمرة الثانية تجد ذكي يمر بالقرب منها لتناديه قائلة
_ عامل إيه مقعدتش معاك من زمان
_ ابعدي عني الله يخليكي !
رده جعلها تشعر بالحزن لتقول بينما تذكرت أختها التي بينهما خصام والآن ذكي يحاول تجاهلها
_ في إيه يا ذكي هو أنت واخد جمب مني أنا كمان
ليبرر لها بينما ينظر حوله خشية أن يلتقطه فوزي الذي انشغل مع أخيه
_ جمب إيه بس ، جوزك غيران
انفتحت عيني أمنية _ جوزها مين ؟
أجاب ذكي _ بشمهندس فوزي
_ نعم !!!
كادت أن تخرج عينيها من محلهما بينما توجه اصبعها لهيام مستهزءه بها ومستنكرة علاقتها مع أحد الأثرياء
_ بقى أنتي متجوزة فوزي زين الدين !!
تفاجئ ذكي من وقاحتها ليقول
_ هي هبت ولا إيه ما تعدلي كلامك يا آنسة
عاملته باحتقار بينما ترى بوضوح أن ملابسه ليست مهندمة كبقيتهم وأنه مجرد عامل بسيط
_ أخرس أنت خالص مبقاش غير شحات يعلمني
استمع لصوتها المرتفع فوزي وفواز ليقترب منها فواز هادرًا بها في عنف
_ اطلعي برا بالذوق بدل ما هشدك من شعرك ألحسك بلاط المعرض
غادرت الفتاة فوراً والغضب يتطاير منها وتكاد نار غيرتها أن تحرقها
بينما اقترب فوزي من ريهام _ ريهام .. انتي كويسة
أبعدته بعنف صارخة به بعدما تمت اهانتها وإهانة ذكي بسببه وبسبب علاقتها به
_ أبعد عني ، مجاش من وراك غير قلة القيمة والإهانة ، من ساعة ما عرفتك وأنا مأذية وقلبي واجعني
تألم فوزي من قسوتها_ أنا مستاهلش منك كدة يا ريهام
لكنها هدرت به في صراخ صدم كل من فواز وذكي
_ وأنت مين أصلا عشان تستاهل مني حلو ولا وحش أنت طليقي
وكانت الصدمة الأكبر من حظ ذكي الذي لم يكن يعلم بأمر طلاقهما
فردد ذكي _ طليقك !!
لتجيبه والدموع في عينيها _ أيوة طليقي
ثم نظرت لفوزي في كره _ أحلى حاجة حصلت في الدنيا إنك طليقي
خرجت ريهام من المعرض ليمسك فواز يد أخيه يضغط عليها يحثه أن يذهب ورائها ولا يتركها وحدها ! ..
قابلتهما هيام بعدما في طريقها لترى ريهام تخرج بينما تبكي وفي طريقها قابلت فوزي هو الأخرى وقد فهمت أن هناك خطب وهو يلحق بها ...
تفاجئ فواز بدخول هيام بقوامها الرشيق الرائع وملابسها الفاتنة وتلك الرائحة التي اقتحمت أنفه
أحمر وجه ذكي ما إن رآها ومن شدة خوفه وتوتره نسى تماماً ما حدث بين ريهام وفوزي وما اكتشفه عنهما وحاول أن ينظر في أي إتجاه بعيداً عن هيام
_ مبتردش على تليفونك ليه يا بشمهندس ذكي !
لم يستطع فواز منع نفسه من السؤال في دهشة
_ أنتوا تعرفوا بعض ؟!
تجاهلته ريهام واقتربت من ذكي أكثر ونزعت نضاراتها ثم قالت في اهتمام شديد
_ ذكي .. مبتردش عليا ليه ؟
وضعته في موقف صعب للغاية بينما يقف بينها وبين زوجها السابق ليسأل على مضض
_ عاوزة ايه !؟
أجابت بصوت لا يقبل النقاش وبنظرة قد علمها ذكي جيدًا
_ تعالى عوزاك برا .. متهربش عشان هجيبك !
ثم خرجت ولم توجه ولو حرف واحد لفواز ولم تعيره أي إهتمام بينما ذكي تبادل النظرات مع فواز في قلق ثم خرج ورائها ... أما فواز فوقف مصدومًا منا رأى وهو يرى وبشكل صريح وواضح أن هناك ما يجمع بين ذكي والجميلة هيام !.. فتوتر ذكي أمامها إلى هذا الحد وتردده جعله يشعر أن هناك أمر كبير وخطير بينهما
ما إن خرج ذكي وواجهها حتى قالت بأعين دامعة
_ هربت روحت فين ؟
حاول أن يجيب في ثبات _ أنا مهربتش
لتقترب منه تضرب كتفه في عنف هاتفة بإندفاع
_ عايز تفهمني إنك لما تبوسني وتختفي وتقفل تليفونك دا مش هروب !!
_______
فصل احداثه ولا أروع 🔥😈
المشهد النهائي ... تحفة وناري .. محدش توقعهممم 💗✨
انتظروا الفصل الجاي علشان دمااار حرفياااااااا 🤡♥️