الفصل الواحد والستون من رواية الخادمة الصغيرة

 الفصل الواحد والستون من رواية الخادمة الصغيرة 




___

_ أنت عرفت الكلام دا منين ! ... 

سألت انجي بتوتر كبير ولجلجة في الكلام ووشها بقى مفضوح وكل تخطيطها إنها تخلص من حسين وتاخد منه الفلوس راح على الأرض! 


بصلها بخيبة أمل كبيرة أنه مش هاممها غير شكلها وبس ومش هاممها جرحه وهنا حتى العشرة إللي بينهم هانت على قلبه وحس انها متستاهلش منه أي شفقة  

بصلها حسين وجاوب بقوة 


_ مش مهم عرفته إزاي ، المهم إنك تمضي على الورق إللي ادامك دا .. 

انجي فجأة راحت لحسين بسرعة وشدته من قميصه وباسته بقوة كبيرة في شفايفه !!! .. 

وكأنها بالشكل دا عاوزة ترجعه عن قراره مثلاً في إنها تغريه أو تفكره إن مشاعره وجسمه ملكها ! .. لكن حسين دفعها عنه وبصلها باحتقار وصرخت انوثتها المجروحة تدافع عنها 

_ أنت متقدرش تعيش من غيري 

لكنه المرة دي بصلها بقوة وابتسامة

 _ غلطانة .. غلطانة يا انجي .. أنا أقدر أعيش من غيرك .. أنا أقدر أصنع حياة تانية ناجحة .. 

سخرت منه _ بعد فوات الأوان .... 

لكنه قال بأمل _ لأ أنا لسة صغير متحاوليش تكرهيني في نفسي .. أنا مش ضحية زيك ، أنا غلطان وندمان و أنا أقدر ابدأ من جديد 

بصتله في ذهول من كلامه المفاجئ ليها وهو بيكمل وبيقول الحقيقة إللي فضلت جواه سنين 

_ خليكي أنتي عايشة ضحية طول العمر .. أنا لسة صغير ، لسة عندي حياة ، وعندي إبن ضيعته من ايدي بأفعالي وأفعالك ! ... عندي فرصة إني أعيش حياة حلوة بحلم بيها طول عمري وسمحتلك إنك تدفينها ، أنا السبب ، أنا المسؤول بضعفي وهواني وسبتك تعملي كل دا .. خلاص يا انجي ، امضي عشان دي النهاية .... 

_ مش همضي ! 

رفضت بقوة فقالها حسين ... 

_ أنا اتجوزت يا انجي ...  

جملة قالها خلتها تفتح عينيها على آخر ما فيها ، مكانتش تعرف إن عينها ممكن تتسع بالشكل دا في يوم .....انجي كل رد فعلها إنها قالت ببطئ

_ اتجوزت ! يعني إيه 

رد بقوة ومصعبتش عليه لحظة 

_ ليكي حق تنسي معنى الجواز ..

_ اتجوزت الخدامةةة !!!!!!! 

قالتها بهدوء واستدراك للموقف وبعدين صرخت بقوة وهي بتقول 

_ اتجوزت الخدامة عليا أنا!! على انجي هانم

قال حسين

_ زي ما توقعت بالظبط ، أهم حاجة عندك انجي هانم !  

انجي سكتت , مستنية حسين يكمل ويقول اي حاجة لكنه مكملش , مبررش ، وكانت علامة كبيرة ان خلاص ، فعلا كل شيئ انتهي ومهما حاولت تعمل فهو راح من ايديها وحتى مش عاوز يبرر ولا يظهر مين زالم ومين مظلوم ، هو اكتفى من علاقتهم وعاوز يخلص منها من غير وجع دماغ 

 قربت منه انجي بعيون حمرا وقالت بصوت كله حزم وتوعد 


_ أنا مش همضي ، انا بعمل كل حاجة بمزاجي وكنت ممشياك انت نفسك بمزاجي وطلاقي انا اللي هحدده_
 
 ابتسم حسين ببساطة رغم انها اهانته بكلامها لكنه قال
 

_ وانتي طالق يا انجي ! طالق ، طالق   
 
 سكتت انجي والمرة دي اتجمعت الدموع في عيونها وملامح الانكسار ظهرت عليها ! 

_ انا راجل حر وبقولك ان انتي طالق . 

حس حسين بالنصر وهو شايفها بعد طول العمر مهزومة وسابها ومشي بتغرور وثقة وحس انه اخيرا رجل حر ، هو محررهاش ، هو حرر نفسه 

_____


_ نضفي كويس ياختي ولا نسيتي أصلك 

كانت مراة أبو رضا بتذل رضا إللي كانت مشغولة في التنضيف من ساعة ما راحت عند بيت أبوها! ..

رغم إن البيت إللي هما فيه دا أصلا بفلوس مهرها لكنهم أول ما شافوها حسوا بالهم والغم .... 

كان عدى أسبوع ومحدش حتى سألها عاملة ايه حتى اخواتها مكانش ليهم أي دور في حياتها ومكانوش بيكنو اي مشاعر ليها 
رضا كانت تعبانة جدا وهي بتسيق والتعب مش مخليهم يشفقوا عليها بالعكس خلوها تتوكل بكل اشغال البيت والا هتنرد برا وابوها مكانش في البيت كان مسافر البندر يجيب حجات للأرض اللي هي بردو من فلوس مهر رضا 

لكن النهاردة مختلف في التعب لان رضا حاسة انها دايخة وهبطانة واطرافها في رعشة خفيفة ومرهقة جدا  

لكنها فسرتها انها من شدة البكاء على اللي حصلها وعلى خيانة جلال ليها وعلى كل الم عاشته على ايده ، مرارة الخيانة مخلياها بتمشي بصعوبة وثقل وكل ما تفتكر الصور اللي شافتها وتفتكر احداث اللي عملها ممعاها جلال وانه ازاي اتهمها بالباطل وكامن قربلها دون ارادتها وبكل عنف كانها حيوانة بل الحيواانات اضل   

كانت بتمسح الأرض وهي بتعيط وترجع القماشة تمشي على دموعها فتمسح بيها الأرض 
 
معقول جلال حبيبها عمل فيها كدة ! 
كانت عارفة ظروف نشأته وتربيته والآلام اللي مر بيها وعاشها لكن الخيانة ملهاش مبرر وصعبة وقاسيه وعنفه وقلة احترامه ليها كل دا كسر ضهرها من التعب والأسى 

حاولت تتحمل وتختلقله أي عذر لكن على اد ما حبته على اد ما انجحرحت من خيانته 
واللي نهى على كل قوتها هو انه حتى مجاش صالحها ولا جه يدور عليها !

دا اللي خلاها تستلم لمراة ابوها بالشكل المهين دا 

حست ان مفيش أي حاجة تانية تستاهل انها تكون قوية او تتحمل عشانها 

 وفي وسط حزنها وأفكارها جتلها مراة ابوها

_ انتي يا مدعوئه اني مش بنادي عليكي 

واضح انها كانت بتنادي بس رضا مسمعتهاش ، مسحت رضا دموعها وقالتلها 

_ نعم 

_ في واحد عاوزك برا 

انتفض قلبها وقالت بلهفة وبسرعة 

_ جلال ! 

سخرت مراة ابوها 

_ لا ياختي هو اللي يخلص منك بردو يرجعلك تاني برجله 

 اتقلب وش رضا للحزن الشديد تاني وكملت مراة ابوها بحقد 

_ واحد تاني اسمه مازن ، افتكرته لما شوفته دا صاحب جلال مش كدة 


مردتش رضا لكنها استغربت جدا حضوره خصوصا بعد اللي حصل بينهم اخر مرة ووشها احمر واتكسفت فبصتلها مراة ابوها بخبث شديد
 
_ اه ، دا الموضوع شكله كبير 

وبعدين كملت ب إهانة 

_ أموت واعرف بتجيبي الرجالة دي منين ، بس امك مكانتش سهلة هتطلعي لمين غيرها يعني ! 




هنا شاطت رضا ولأول مرة ترد عليها 

_ مجبيش سيرة أمي يا ولية انتي 

ردت مراة أبوها بتجريح وسخرية _ انتي ليكي عين تردي اشحال مكانش البية اشتراكي ولعب بيكي شوية ورماكي لينا تاني زي التهمة ، اهه ياني منك عمري ما هعرف اخلص منك ابداا 

بصتلها رضا بكره شديد والانكسار في عينيها وعدلت حجابها عليها وطلعت لمازن اللي كان مستنيها في المندرة بتاعتهم او غرفة استقبال الضيوف 


اول ما دخلت مازن وقف وقلبه دق وكل جسمه ضربته رعشة شوق كان هيقتله لو مكانش شافها ، وعيونه كلها حزن بعد ما عرف اللي حصلها من انجي واللي حكت لأمه 

كانت باصة في الأرض ومكسوفة جدا 

فضلوا دقيقة ساكتين لحد ما قرر يتكلم هو وقال 

 _ مش هتقوليلي اهلا طيب ، مش هترحبي بيا 

_ ماليش عين 

يادوب صوتها وصلوا فابتسم برقة وبعدين سأل 

- مالكش عين ليه انتي مش عاملة عملة 

سكتت وايديها اتشبكوا ببعض في توتر شديد وخجل اشد


_ ممكن نقعد نتكلم سوا شويةة ؟ 

_ اتفضل 

قبلت عرض مازن اللطيف وقعدوا سوا ومبادرتش هي بالكلام لكن مازن اتكلم وقال 

 _ انتي مالكيش ذنب في اللي حصل اخر مرة ، جلال هو المسؤول الوحيد عن كل حاجة حصلتلك ، خاين بيشككك في كل اللي حواليه ، واهو طلع خاين وكداب ، انا معرفش هان عليه ازاي يعمل كده في صلحب عمره وفي مراته 


 خد نفس عميق بعد ما خلص اللي قاله وكأنه كان بيحارب انه يقوله ومرتبه من مدة طويلة وجاهد نفسه عشان يقوله 

_ انت عرفت اللي حصل ازاي 

تفاجئت من معرفته عن كل حاجة حصلت بينها وبينها جلال 

_ عرفت من ماما يا رضا ، طنط انجي كلمتها وحكتلها ، مش مكسوفة من عمايل ابنها لا دي مصرة انه من حقه يعمل كل اللي ييجي في باله ومش حتة ورقة وعقد هما اللي هيمنعوه 

_بعد اذنك يا دكتور مازن دي حاجة شخصية محبش اتكلم فيها 

رغم كسرة قلبها وكسرة نفسها أدام مازن لكنها كانت حازمة انها متتكلمش في حاجة شخصية زي دي مع حد غريب ولا حتى حد قريب 

 اتضايق مازن من رفضها الحديث معاه واتعصب انها مازالت عاوزة تحمي جلال بعد كل اللي عمله فيها 

_ يعني هتفضلي شايلة الهم دا وساكته ؟، لازم تحكي وتعبري عن اللي بتحسي بيه بأي شكل ، انا معاكي يا رضا اديلي فرصة اكون معاكي واقف جمبك 

_ تقف جمبي ليه يا مازن اني مخصكش في حاجة 

صوتها كان حاد ومتعصب جدا المرة دي ودا خلى مازن يفوق لنفسه شوية ويحاول يحجم مشاعره تجاهها ،ورق صوته مرة تانية وهو مستمر في محاولته استمالتها 

_ مش احنا اخر مرة اتفقنا ااني اكون اخ ليكي واسمعك واساعدك 

ردت بقوة وعينها في عينه

_ اني متفقتش مع حد على اي حاجة 

بصلها بحزن كبير وكان نفسه يساعدها ، بعد دقيقة من الصمت حس ان مفيش كلام يقدر يقوله تاني 

وقف من مكانه ادامها ومكانش عاوز يسمع اي كلام منها بيدافع عن جلال او علاقتها بيه وعلشان كدة قرر ينهي الكلام ويمشي 

مازال وجهها متخشب وتعابيره قاسية ورافض اي تدخل في حياتها من جهة اي حد 

قربلها مازن وهو بيخطي من جمبها وقال وعيونه فيها غضب غريب رغم انه بيحاول يقنع نفسه انا بنت مزلومة وانه عاوز يساعدها وينقذها من بين انياب صاحبه التعلب ، لكنه لقى نفسه بيقولها 

_ لو جلال كان بيحبك مكانش سابك كل دا لواحدك ومسألش ولا مرة عليكي ، فكري كويس يا رضا ، متوقفيش حياتك على واحد ميستاهلش دمعة منك ، انتي مش شايشفة نفسك عاملة ازاي ، وشك كله هم وكأنك كبرتي ألف سنة ، حرام عليكي نفسك 

بصت رضا في الارض ومقدرتش ترد فكمل مازن 

_ لو كنتي بتعنيله حاجة ولا كنتي غالية عنده ، مكانش رماكي دة 

ردت رضا بقهر ودموعها بتنزل منخها بعد ما فشلت في السيطرة عليها 

_ جلال مرامنيش ، اني اللي مشيت 

ضحك بسخرية وذهول من غباءها 

_ مرامكيش ! خانك وتقوليلي مرامكيش ! ، بعدين حتى لو مشيتي من نفسك ، ميجيش يدور عليكي ويقول مراتي اللي خونتها زعلت مني والازم اصالحها عشان اعرف اضحك ىعليها تاني بعدين

كلامه كان ساخر لكنه جرح قلبها جدا وكشفلها الحقيقة اللي هي اصلا عرفاها لكنها كانت بتكاير دايما ومش عاوزة تعترف بيها 
 خرج مازن اما هي فضلت تعيط وكانه جه يكمل عليها الهم والحزن اللي خهي عيشاه ويفكرها بخيانة جلال وانه مجاش يكلمها ولا سال عنها ، وسابها للمذلة والمهانة 

___________

 حسين بعد طلاقه لانجي رجع بيته منتصر ومبكاش ولا أتأثر زي ما كان مفكر وبيتخيل 
بالعكس كان فرحان وحس انه حر 

وقف العربية وخرج منها ورفع ايديه للسما وغمض عيونه في وش الشمس اللي كانت بتغرب

 وبيستنشق لأول مرة الهوا براحة شديدة وكأنه كان ميت ورجع للحياة 


الابتسامة مفارقتش وشه ، افتكر تاني وهو بيرمي عليها اليمين وحس بفخر ونفشة صدر كبيرة ولاول مرة يحس انه عمل حاجة صح وخد قرار من دماغه من غير ما اي مخلوق ياثر على قرراته وخصوصا انجي اللي اول 
قرار خده من غيرها كان قرار طلاقه منها 

بعد وقت من الوقوف لواحده بيشكر ربنا وبياخد نفسه بعد العلاقة السامة اللي كان فيها وهو حاسس انه اخيرا انتصر 

دخل البيت لقاه مضلم لأن الشمس كانت خلاص بتغرب والنور مش واصل كويس للبيت من جوا 
 
بدأ ينادي على كريمة وعلي لكن محدش رد عليه ، بدون مقدمات قلبه كان هيقف من الخوف ووالصدمة ونادى للحرس واللي اكدوله انها مخرجتش وراح شاف الكاميرات اللي جابها مؤخرا وحطها في البيت وبردو ملقاش اي حاجة فقال أحد الحراس 

-والله يا حسين بيه احنا عينينا مش بتغفل عنهم ابدا ، بس يا بيه محدش فينا بيدخل البيت مش يمكن يكونو جوا ، هو انت دورت كوزيس يا بيه في البيت ؟ 

حسين رجع لعقله تاني وبدأ يهدى ويفكر بعقل وانهم فعلا ممكن يكونوا في البيت بس هو مدورش كويس ومن خوفه زي المرة اللي فاتت انها تكون هربت منه ! 

ساب الحرس بسرعة وراح زي الممجنون يدور في البيت وكله امل انه يلاقيهم لكن قلبه كان مقبوض بطريقة غريبة ليه وكان فيه مصيبة حصلت هو مش عارفها 






___----__--__-_

📍✨✨✨✨✨✨نهاية الفصل  ✨✨✨✨✨✨✨

تعليقان (2)

  1. تسلم ايدك
  2. فين الفصل الثاني والستون والفصل الثالث والستون
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.