الفصل الثالث والستون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثالث والستون من رواية عشق أولاد الزوات 


___


_ تعليماتكوا بتاخدوها مني أنا


قالها فواز بعدما استجمع قوته ليجيبه الحارس


_ يا فندم مش هينفع


لم يسمح له بالإكمال ليندفع بالغصب والعنف لداخل الشركة وحاولوا منعه بشتى الطرق لكن لم يتجرأ أحد على المساس به


اشتعلت الضجة في المكان بينما كان زين يتمشى في الأرجاء يلاحظ كعادته عمل الموظفين لينادي عليه والده


_ فواز


نظر له فواز وتوقفت الضجة تحت ذهول الموظفين مما يحدث ليرد بنبرة كأنه قد رأى المنقذ


_ بابا ..


توجه لوالده الذي دخل المكتب حتى يححم تلك الفضائح ويستطيعان التحدث وبينما هو يريد الإقتراب منه وجد وجه قاسي وصوت حازم قائلاً


_ أوعى ، جاي ليه ؟


ما إن سمع تلك النبرة ليعلم أن والده قد أختار القسوة وأن يذله ليرد لأول مرة في قوة


_ جاي أخد حقي واقعد مكاني غصب عن أي حد في الشركة دي


نظر له زين نظرة ذات مغزى رافعًا رأسه للأعلى ، لكن أتاه الرد المباشر


_ مش هتنازل عن حق من حقوقي عشان أخد حق تاني


وبنفس الأسلوب كأنه يرى نسخة عنيدة منه أمامه


_ يبقى مالكش مكان هنا


احمرت عينيه وصمت ولم يجد كلمات يعبر بها عما شعر به في تلك اللحظة ... أنفاسه اهتاجت ولم يعرف كيف يعبر عما تريد قوله بالكلمات ...


_ فواز


نظر لمن دخل يناديه في ترحاب وابتسامة بوجوده ليلتف له ناظرًا بقرف واشمئزاز مهاجمًا


_ فايز باشا .. شرفت يا كلب


_ فواز


اغمض فايو عينيه في ضيق ليسخر فواز


_ إيه مش عاجبك طريقتي معاك ، بقيت الكل في الكل طبعا دلوقتي


أقترب منه فايز _ اهدى عشان أفهمك


لكنه نفض يده عنه صارخًا بصوته الجهور


_ تفهمني إيه ، خدت مكاني وفرحت بيه وعندك تلت عيال واتنين ستات في بيتك ، ناقصك إيه عشان تاخد مكاني يا فايز وامك وابوك مدلعينك مبيرفوضلكش طلب


ثم شده من تلابيبه بعنف ولأول مرة يتعرض فواز لأحد من اخوته لتتسع عيني زين الدين ويرفع إحدى السماعات بينما فواز يصرخ بفايز الذي تغيرت معالم وجهه لا يستطيع بما يجيب


_ بس أنت ندل وزبالة ، عندك ست في البيت عمرها ما سابتك تلبس حتى هدومك لواحدك ، كان لازم أعرف إنك مبتشبعش لما روحت اتجوزت عليها ، بس عمري ما اتخيلت إنك تبيع أخوك


لم يرد فايز وشعر بالخجل الشديد من نفسه والحزن على قهر وعجز أخيه وتلك الكلمات التي قالها هو محق تماماً بها فمن استطاع أن يخون زوجة كريم يستطيع أن يخون أي أحد


_ أنا عمري أذيتك عشان تعمل فيا كدة !!


سأله فواز في قهر ليرد فايز بصوت حزين وعينين صادقة


_ أنا معملتش أي حاجة والله أنت فاهم غلط ، أنا مخدتش منك أي حاجة بابا هو


كان قد طلب زين الدين الأمن ليأتوا وتوقف فايز عن الحديث ما إن وجد فواز أخيه يحاصره عناصر الأمن فجأة وهو محاصر بينهم


_ طلعوه برا


هتف فواز كالمجنون _ أطلع من شركتي يا زين بيه ! بتطردني من المكان إللي بنيته


لكن عينين زين الدين لم تحنو عليه ولو للحظة بينما يعود ليقول


_ أطلع برا ، انتوا واقفين بتعملوا إيه ، ارموه برا


اقترب فايز الذي كان مذهول من أفعال أبيه ليخلص أخيه من أيديهم


_ بابا أنت بتعمل إيه


لينظر لفايز هو الآخر بقسوة _ لو حد اتدخل ارموه معاه


لكنه لم يستسلم وذهب ليخرج أخيه من بينهم بينما ينهرهم


_ أوعى يابني شيل إيدك دي


دفعته يد فواز عنه ، ليهتف فايز في توسل أن يستمع إليه ولو للحظة


_ فواز


نظر فواز لزين الدين ثم قال _ أنا هخرج لواحدي يا زين باشا ، هقول للباشا حاجة بس


ثم اقترب من فايز .. أخيه الذي أحبه ودلله كثيرا، يكبره بخمس سنوات كاملة كانت كفيلة بجعله يعتني به طوال الوقت ، لا يصدق أنه فعل فيه هذا وأخذ منه منصبه وقبل به .. قال فواز بعيون حزينة كلها خذلان


_ أنت مالكش أخ إسمه فواز .. أفرح بمنصبك إللي أنا بنيته بطفح الدم !


ثم خرج بنفسه تحت نظرات فايز المصدومة الذي شعر لتوه أنه قد خسر أخيه الأكبر وكان سبب في ذله وقهره


بعد لحظات نظر فايز صاحب الوجه المحتقن لأبيه الذي لم يهتز له جفن


_ مبسوطة دلوقتي!!


لم يرد زين ليهز فايز رأيه غير مصدق قسوة أبيه


_ أنا هقدم أستقالتي ، مش جاي الشغل تاني


.. افرح بيه يا زين باشا


هدر به زين في حدة _ فايز أتكلم كويس


_ فايز مش عاوز يتكلم أصلا


ثم رمى الملفات التي كانت بيده على الأرض وخرج دون أن يغلق الباب وكل جزء به مختنق لا يعلم أن يذهب فمع أنه لديه زوجتين وأطفال وبيت طويل عريض إلا أنه شعر أنه سيموت كمدًا من شدة الضغط والحزن ولن يجد من يقف بجانبه ليحكي له عما فيه


___


نزلت رنيم الصيدلية لتشتري إحدى الأشياء


_ عندك الحقنة دي ؟


ردت الفتاة التي كانت تقف في الصيدلية بينما تقرأ الإسم


_ آه ثواني هجيبهالك


جلبتها ثم أعطتها لرنيم قائلة


_ اتفضلي بس لازم تتحفظ في التلاجة حتى لو هتستعمليها النهاردة


هزت رنيم رأسها وأخذت الإبرة ثم خرجت من الصيدلية لتصطدم فجأة بفتاه نحيلة


_ أنا آسفة


قالتها رنيم للفتاة لتقف هي مذهولة ومتصنمة أمامها لتستغرب النظرة لكنها لم تأبه بها وغادرت في حين أن الفتاة مازالت مكانها لم تتحرك ولو لخطوة !


ما إن صعدت رنيم المنزل ووضعت الإبرة بمكان آمن بالثلاجة حتى وجدت الباب يدق


فتوجهت له تسأل


_ مين ؟


لم تجد رد لتعود وتسأل ليأتيها الرد هذه المرة


_ أنا يا رنيم


انسجبت الدناء من عروقها ما إن سمعت صوته وصمتت تماماً ليعود الآخر ويقول


_ ردي عليا الجيران بدل ما الجيران تسمعني


ابتلعت ريقها وأصابها الرعب لتتجه فوراً للباب وتفتحه قليلاً لتطل منه بنصف عينها تسأل في حدة


_ عاوز إيه ؟!


وقع قلبه أثيرًا لتلك العينين ليردد


_ بسم الله ما شاء الله .. عاوز أشوفك بس


نظرت له في عنف وضيق من وقاحته ثم همت لتغلق الباب لكنه منعه بيده قائلاً في لهفة


_ استني بس


قاطعته في حدة ولم تسمح له أن يكمل


_ أنا واحدة متجوزة وجوزي برا البيت وإللي بتعمله دا غلط ومش أصول يا محمود


لم يستوعب ولا كلمة واحدة مما قالت بل وجد نفسه يذوب من نطقها لإسمه


_ أول مرة تناديني بإسمي من زمان أوي


أحمر وجهها من الغضب وأغلقت الباب بقوة ليقف محمود مغمضًا عينيه يحفظ ملامحها ورائحتها داخله .. هل كان بهذا القرب معها ويفصلهما مجرد باب هزيل من الخشب ! .


ابتسم محمود ابتسامة بلهاء وهم ليركب المصعد لكنه وجد ذلك الكريه يخرج منه ليقابله وما إن لمحه حتة هدر به في عنف


_ كنت بتعمل إيه هنا ؟


لا ينكر محمود أن ذلك الرجل يمتلك عينين شرستين تتحداه كرجل مثله أن يصبح نِدًا له ويتحداه ليأخذ ما يمتلكه وما يريده ..


رد محمود بسخرية _ هو الباشا ميعرفش إن العمارة دي بتاعتي !


أصابت فواز الصدمة ليقترب منه سائلاً


_ بتاعتك إزاي ؟


ابتسم محمود مجيبًا بنبرة ذات مغزى


_ اسأل ست البنات وهي هتقولك


لكنه لم يتوقع فعله فواز الذي قبض على عنقه ودفعه للباب ليحاوطه وتتنفر عروق محمود من رقبته بينما جحظت عيني فواز لا تنوي إلا على الشر متوعدًا


_ أقسم بالله هقتلك


لكن محمود حاول بقوة أن ينزع نفسه منه ليرد عليه تهديده بقوة _ وأنا كمان هقتلك


_ فواز !


خرجت رنيم ما ان استمعت للضيج لتجري ناحية فواز تناديه وتشده من يديه ليتعلق محمود بها وقد انسدلت خصلاتها فوق كتفيها لتتعلق عينيه بها وتلتهب عيني الأخر ليجرها من يدها ويدخلها المنزل


___


عاد فايز إلى المنزل مبكرًا ، بخطوات ثقيلة وهمجية، بدلته الرمادية متهدله في يده كأنها شهادة لليوم الشاق الذي مرّ به. وجهه يعكس الإرهاق والغضب بعدما حدث مع أخيه ووالده



ما إن دخل المنزل حتى وجد ريم تنزل من أعلى الشلم ترتدي فستانًا أنيقًا مع حجاب محتشم ويبدو أنها تستعد لخروجها



تجلى الذهول في وجهه بشكل كبير والغضب يلتف حوله كسلسلة غير مرئية



لاحظت ريم هيئته المبعثرة ووقوفه الغريب بينما ينظر إليها ، فاقتربت منه متسائلة



_ مالك يا فايز ؟



_ أنتي رايحة فين ؟



باغتها بسؤاله لتعتدل مجيبة _ خارجة .



_ خارجة فين يعني؟



اقتربت خطواته أكثر منها واذدادت نبرته لتصمت ريم عن الإجابة ليذداد غضبه هادرًا بها



_ اخلصي انطقي



حذرته _ فايز



لكنه لم يأبه مكملاً _ فايز إيه ، راحة فين يا ريم ؟



تبادلا النظرات الغاضبة ، متحفزين لبعضهما ، لا تستطيع أن تستوعب أن تلك الشخصية الهمجية اصبحت شخصية فايز الجديدة ، قطع ذلك الجو الشاحن رنين هاتفها لتخرجه من حقيبتها وتجيب بينما لم تزيح عينيها من فوقه



_ الو يا هنى .. أنا جاية دلوقتي



ثم خطت خطواتها متجاهلة إياه ليقبض على معصمها في عنف هادرًا



_ جاية فين أنتي مش شيفاني أدامك ، مفيش خروج



نظرت ليده التي قبضت على معصمها في عنف شديد وارتفع حاجبيها مذهولة من عنفه الذي تحول إلى جسدي ! ..



_ فايز ، حمدلله على السلامة يا حبيبي



قطع تلك اللحظة الصادمة تدخل غادة التي ارتمت بحضن زوجها وبادلها هو بشوق مبالغ فيه بعدما ترك يد ريم ...



_ الله يسلمك ياروحي



نظرت لهما بلا مبالاة ثم همت لتغادر لكنه ابتعد عن غادة وأمر ريم



_ استني عندك



سحيت نفس عميق قبل أن تلتف قائلة _ أنت مش قولتلي قبل كدة روحي المكان إللي تحبيه من غير ما تسألي



ترك زوجته الثانية مقتربًا منها مضيقا عينيه حتى كادت أن تنفر عروقه مستنكرًا



_ أنا قولت كدة !!! أنتي عارفة إني بتجنن لما تخرجي من غير اذني



أتاه ردها باردًا _ والله فكر مع نفسك وافتكر ومتأخرنيش



اشتعلت عينيه لتقترب منه غادة متحدثة بنبرتها الساخرة الخبيثة 


_ ما تسيبها يا حبيبي تلاقي عندها معاد مهم مع أصحابها ، إلا بقى لو أصحابك فيهم رجالة ، لأ مالكيش حق بصراحة



هنا أضاءت شعلة أخرى داخل عقله ليقترب منها هادرًا في عنف 


_ خارجة مع مين يا ريم ؟!



_ مالكش دعوة


ألقت ريم كلمتها الأخيرة التي أودعت فيها مشاعر القرف والإشمئزاز منه ومن حاله الذي وصل إليه ثم تركتهم وخرجت ، بينما فايز ظل واقفًا مكانه مصدومًا من أفعالها لتتمسك غادة بيديه قائلة 



_ سيبها ياروحي ، منها لله دايما حارقة دمك هي وعيالها



لفظ يدها بعنف_ اوعي



_ الله فايز أنا عملت ايه؟



بعينيه الغاضبة حدثها _ منستش إللي عملتيه



تبدلت ملامحها لأخرى حزينة واقتربت منه أكثر متحدثة في أسف


_ أنا اعتذرتلهم يا حبيبي والله ، أنا آسفة مش هعمل كدة تاني



أشاح بوجهه عنها فأكملت _ غيرتي عليك يا روحي قتلتني ، أعمل إيه بس



_ فايز



_ فايز !!


تركها فايز وخرج فوراً وكادت أن تلحقه لكنها وجدت أختها ورائها تمنعها بقولها 


_ كفاية بقى ، أنتي مش مكسوفة من نفسك


نظرت لها غادة بقسوة _ واتكسف ليه ومن إيه يا حبيبتي دا جوزي 


كانت ملامح ريهام متعبة ومتألمة فما زال ما حدث بها يؤرقها لكنها نزلت لتشتم بعض الهواء من الحديقة وبطريقها رأت ما حدث .. هزت رأسها رافضة واقع أختها المرير 


_ انتي مش أختي إللي أنا عرفاها 


_ فيه إيه يا ريهام .. حرام عليك هو أنا مش من حقي إني أعيش! 


هدرت بها غادة في ألم ، لكن ريهام لم تأبه بها .. كانت في عالم آخر من الوحدة والحزن فقد مرت بحدث مفزع ولم تجد أختها جانبها ، أختها التي هي سبب في طلاقها ودمار حياتها ودمار حياة زوجة أخرى بريىة ومخلصة 


_ ريهام  


نادى فوزي عليها ما إن دخل المنزل ووجدها تقف على أرجل مرتعشة 


اقترب منها سائلاً متجاهلاً أختها _ إيه إللي نزلك وانتي تعبانة ؟


هنا لاحظت غادة أخيرا تعبها لتهتف في قلق 


_ تعبانة مالك فيكي إيه ؟


ابتعدت ريهام في اشمئزاز عنها والتصقت بزوجها راجية 


_ عايزة اشم شوية هوا ... خدني من هنا لو سمحت 


نظر فوزي لغادة بكره فتراجعت للوراء خطوات وأصابها الخوف والحزن من ذلك النفور الذي أصبحت تتلقاه من الجميع حتى أختها... 


_ طيب اسبقيني على العربية هجيبلك شال من فوق ونازل 


قالها فوزي بهدوء لريهام لتهز رأسها وتستلم منه مفاتيح سيارته وتذهب كما طلب منها 


_ فوزيي 


نادت غادة على فوزي بصوتٍ متألم من رفض أختها لها وبعدها عنها ليصدمها فوزي برده العدائي 



_ أنا مبكرهش في حياتي أدك .. اوعي تحاولي تكلميني أو تقربي من ريهام تاني 


_ ريهام دي أختي 


هتفت بها في قهر ليرد هو بدون شفقة 


_ أنتي دمرتي حياة اختك ودمرتي حياتي


اعتدلت غادة وردت بقوة _ لو كان حبكوا قوي كنتوا لقيتوا حل متحطوش فشلكوا عليا 


هز رأسه بلا فائدة قائلاً _ أنتي بجد مريضة !


ثم تركها وغادر ليحضر لريهام شيئًا آخر ترتديه فوق ملابسها بينما ظلت غادة واقفة مكانها تتألم في صمت تتسائل ما الخطأ الذي فعلته حتى يقسوا عليها الجميع ... 



_


دخل فوزي السيارة ليجدها تسند رأسها على الزجاج من جانبها .. أعطاها شال طويل ليجدها لا تتفاعل معه ليضعه عليها برفق 


نظر ليجد جميع الأنوار مضاءة وأحد الحرس قريب من السيارة ليعلم أن ريهام قد خافت أن تظل وحدها في الظلام .. فطلب إضاءة جميع الأضواء .. مازالت الحادثة ترعبها وأصبح الظلام فوبيا جديدة لها 

ندم لطلبه منها أن تذهب قبله لكنه فرح بأنها استطاعت أن تتعامل .. 


أخذها فوزي في قيادة ليلية هادئة .. حرص أن يتنقل بين الأحياء المضيئة المشجرة .. ذات المساحات الخضراء المنتشرة .. رفعت قدميها لحضنها ففهم فوزي أنها تريد الراحة والتأمل والصمت فأمال لها الكرسي حتى رجع قليلاً للوراء فأصبحت في وضع مريح أكثر.. فتحت نافذة السيارة قليلًا، لتسمح للهواء البارد بالدخول، فتلفح نسيمات الهواء وجهها برفق 


نظرت ريهام إلى الأفق البعيد، حيث تلتقي السماء بالأرض في خط غامض، وبدأت الأفكار تتدفق في ذهنها كالأمواج المتلاطمة. شعرت بحزن عميق يسكن في صدرها. كان قلبها مثقلًا بالأحلام الضائعة ، عيناها اللتان تراقبان المشهد من خلف الزجاج، عكستا حزنها الداخلي، وبدت كأنها ترى الحياة من زاوية أخرى، زاوية تحمل في طياتها الشوق والألم .. 


الشوق لذلك الجالس بجانبها والألم لفراقه ! كيف نفارق شخصًا رغم أنه لا زال معنا .. لتدرك أن المسافة بينهما تبعتد أكثر فأكثر ، تشعر أنه لم يحاول كفاية من أجلها ... 


_ عايزة أكل في مطعم حلو 


سمعها تتلفظ بتلك الكلمات ليوزع نظره بينها وبين الطريق ثم قال  


_ حاضر 


لا تعلم لماذا طلبت ذاك الطلب ، لكنها شعرت أنها تريد قضاء وقتًا معه كشي يخصه ويخصها ، أرادت أن تثبت لنفسها شيئًا اعتقدته سابقًا وأرادت عليه دليل حتى تؤكد صحته .. وهذا ما حدث بالفعل ما إن توقف فوزي أمام مطعم فاخر لتدمع عينيها فجأة ثم قالت 


_ بس لبسي وحش ، ولابسة حجاب ، أكيد مش هيرضوا يدخلوني مكان حلو وغالي زي دا 


أتاها رده قويًا مستنكرًا_ انتي بتقولي ايه ، أنتِ مراة فوزي زين الدين


غرور أولاد زين الدين خرج أخيرًا على لسانه .. كم جرحها اعتباره لها بلا قيمة إلا بإسمه ! 


نظرت له بعينيها التي لمع فيها الأسى ليلحق كلامه بنبرة آسفة 


_ على الأقل أدامهم 


نظرت له في حسرة مرددة 


_ يعني هيدخلوني عشان أنا مراتك ادامهم ، قيمتي في الحياة كلها إني اسمي اتربط بإسمك !  


الآن فهم ما دار بعقلها ليدرك خطأه لينظر داخل عينيها ويخفض صوته 


_ لأ.. هما أصلا ميطولوش إن رجلك تخطي عندهم ، انتِ شرف كبير أوي يا ريهام محدش يقدر ينوله 


ابتسمت ساخرة بنبرة حزينة _ كلام بتضحك عليا بيه .. ليه يا فوزي !


تاه في دوامة أفكارها المعقدة ليتسائل 


_ ليه إيه ؟ 


أشاحت بوجهها وعادت لوضعيتها المعتادة ونظرت خارج الزجاجة طالبة 


_ أنا عاوزة أرجع البيت ! 


كعادتها ! لا تستطيع إدارة حوار ناجح وكامل معه .. لا تخبره عن كل ما يجول في خاطرها ، تتراجع دائما من نصف الطريق .. 


لم يجادل .. لم يطلب منها الإيضاح ولا حتى الإكمال .. أدار السيارة وعاد للمنزل كما طلبت دون التفوه بكلمة واحدة . 

_____________

💯لشراء الروايات💯 

موجودة رواية الخادمة الصغيرة الجزء الأول كاملة عبارة عن تقريبا ١٤٠ فصل على الموقع

الرواية سعرها ٧٠ جنية مصري يتم تحويلهم من خلال فودافون كاش 

وسعر رواية عشق أولاد الزوات ٧٠ جنية مصري الرواية عبارة عن تقريبا ١٥٠ فصل على الموقع 

التحويل من خلال فودافون كاش على الرقم دا 

01098656097



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.