الفصل الثاني والستون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثاني والستون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات:

رجع فواز ورنيم للمنزل في المنطقة مرة أخرى وكان على وجه فواز علامات عدم الرضا والضيق الشديدين ، ارتدى نظارات كبيرة سوداء لا يريد حتى أن يظهر وجهه لاحد ويتمنى لو اختفى قبل أن يأتي إلى هنا 


قابلتهم دينا أعلى السلم عند وصول الأسنسير لترحب بهما في مبالغة  


_ حمدلله على سلامتك يا غالية كنتي فين ؟


ردت رنيم بابتسامة بسيطة وهي تضمها 


_ ازيك يا دينا . الحمدلله كويسة 


تخطاهم فواز ولم ينتظر تلك السلامات الواهي ودخل للمنزل وأغلق الباب في عنف لتلاحظ دينا التوتر بينهما  


استأذنت منها رنيم ودقت الباب ففتح لها وأغلق الباب مرة أخرى بعنف في وجه دينا ! 


دخلا المنزل ولم يتحدثا ، ولكن فواز لم يترك فرصة لم يعبر فيها عن ضيقه حتى أنه بدأ في هبد الأشياء والتأفف بصوت مرتفع .. 


خرحت رنيم من المطبخ ليقول فواز هذه المرة بضيق شديد وغيظ من برودها 


_ ارتاحتي .. ادينا جينا 


نظرت له بلا إهتمام ثم عادت مرة أخرى للمطبخ .. ليلعنها في سره ، يريد أن يعود لبيت أبيه بأي طريقة ، أشتاق لتلك الهيبة والهالة التي كانت تلاحقه أينما ذهب ، لقد أصبح بلا قيمة في حارة حقيرة بالنسبة له بل وهناك من يطارده هو وزوجته ولا يستطيع حتى أن يقتله ليشفي غليله منه ! 


فجأة استمع لصوت صراخ يأتي من المطبخ لينهض فوراً ويرى رنيم وقع على يدها قطرات ثقيلة من الزيت متفرقة على طول الساعد وهي تقف لا تستطيع تحمل الألم


_ رنيم في أي


قالت بين بكائها _ الزيت وقع عليا 


أصابه الفزع وقال بسرعة _ يلا البسي هنروح للدكتور بسرعة 


لم تستطع التحرك فهناك قطرات بالفعل سقطت على قدمها ليحملها سريعاً من شدة خوفه عليها وتألمها الظاهر بقوة على وجهها 


البسها ملابسهة وهو يحاول تهدئتها وبحث عن أي مرطب ليضعه على جسدها وبالفعل وضع واحد بلا رائحة ، لا يعلم ما فائدته لكنه لم يجد مرهم للحروق ويجب أن يستخدم كل الوسائل التي من الممكن أن تنقذ الموقف إلى أن يصلا للطبيب 


وصلا لأقرب عيادة بالمنطقة واخبرهم الطبيب 


_ حروق من الدرجة التالتة والتانية ! 


وضع لها الكريمات الموضعية واعطاها المسكنات فاقترب منها فواز ينظر داخل عينيها في ألم وقد جفت دموعها لكن إحمرار عينيها مازال واضحًا .. 


خرجا من عند الطبيب وقد كتب لهما العديد من المراهم والمسكنات .. فرنيم بطبيعتها لا تحتمل الألم 


_ مش كنتي تاخدي بالك يا حبيبتي


قالها فواز معاتبًا وهو يتلمس وجهها بينما يسيرا في الشارع حتى يصلا للمكان الذي ركن به فواز سيارته الذي أخذها من فوزي


_ كنت سرحانة ومخدتش بالي ..


ردت في همس وألم ليقول في رقة وحزن على الأذى الذي يقدمه لها دائمًا 


_ أنا السبب في سرحانك دا صح .. أنا إللي مزعلك أوي كدة ! 


نظرت للأسفل ولم ترد .. ليبتلع مرارة الشعور ثم فتح لها باب السيارة وساعدها على الدخول دون أن تأذي قدمها 


_ بتوجعك ؟ 


تألمت ما إن لامس حرق قدمها جوانب السيارة ليسألها فترد في حزن كالطفلة


_ أوي 


رفع يدها ليقبلها وهو يطالع عينيها 


_ معلش يا حبيبتي .. المسكن والمراهم هتهدي الموضوع دلوقتي .. 


نظرت داخل عينيه ، لا تعلم أهو منقذها وحبيبها أم هو مصدر ألمها الوحيد ! لكنها لم تستطع مقاومته على أي حال وقد عزمت على أنها لن تتركه مهما حدث .. لن تترك أي أحد يفرق بينهما .. حتى ذلك الطفل الذي قال أنه لا يريده ، ستنجبه له ! 


____


جلب فواز من الصيدلية كل ما كتبه الطبيب وذهب لمحل الحلويات القريب من المنزل ليشتري لها الكيك الذي تفضله بل واشتري لها بعض الزهور التي تباع من الأطفال في الشوارع فهذا ما استطاع الحصول عليه في هذا الوقت من الليل وفي طريق العودة لمنزلهم 


تفاجئت رنيم به وهو يدخل السيارة معه هذه الأشياء لتشعر بالسعادة الكبير وابتسمت بتلقائية ناسية كل ما سمعته منه هو ووالده ومتذكرو فقط ذلك الحنون أمامها


فاقترب يقبل رأسها ويرتب فوق رأسها في عطف 


_ ألف سلامة عليكي يا حبيبتي ، إن شاء الله أنا وانتي لأ


ابتسمت على كلماته ثم انقبض قلبها بعدما أكمل فقالت بسرعة 


_ بعد الشر عليك يا حبيبتي يارب متتوجعش أبدا .. 


أخذها في حضنه وضمها لصدره محافظًا على عدم إيلامها ... 


فجأة وجدها تبكي فوق صدره حتى شعر بدموعها تلمس ساعده ليسأل في رقة وخوف 


_ ليه الدموع دي يا حبيبتي ، الحرق بيوجعك تاني؟


قالت في حزن وهي تتمسك بقميصه كأنها تشعر أن الوداع قد أقترب وتحذره بل تتوسله 


_ أوعى تسيبني يا فواز ، أنا ماليش غيرك ، مس هعرف أتنفس وأنت بعيد عني


ضغط على زراعها السليم وأغمض عينيها ، ليس لديها في هذه الحياة أي أحد غيره وهو خير من يعلم ... تلك الصغيرة المسكينة التي يعشقها ، رغم الذل الذي تجرعه بسببها لكنه لا يستطيع أن يكرهها أو يفكر في الإبتعاد ، روحه معلقه بها ولا يعلم كيف سيتحمل كل هذا الألم ! 


عادا للمنزل ودخلت رنيم لتبدل ملابسها ليلحقها فواز ويبدأ في خلع ملابسه هو الآخر ، نظر لها وقد واجهت صعوبة في خلع بعض القطع بسبب أطرافها المجروحة .. تأملها .. رغم أنه يشفق عليها لكنه لا يستطيع مقاومتها وهي بهذا الشكل 


_ تحبي أساعدك ؟


قالها وقد شعر بشيئ غريب ، اشتاق لها .. لكنه يعلم أنها ليس بحال جيد .. 


_ ماشي


أعطته الضوء الأخضر بعينيها التي تعلقت بعينيه وصدره الذي جرده من قميصه .. ليقترب منها ثم بدأ في مساعدتها فارتعش جسدها بين يديه ، لكنها اوقفت لمساته وانفاسه المضطربة بقولها 


_استنى .. 


سأل بعدما غامت عيناه _ ايه ؟


_ هدخل الحمام بسرعة


_ متتأخريش 


ثم قبل شفتيها لتغمض عينيها مسحورة للحظات وغادرت سريعاً حتى لا تضيع وقت .. 


ما إن دخلت الحمام حتى اخرجت إحدى الحبوب الموجودة في كابينة الإستحمام وكأنها قد خبأتها سابقًا هناك 


أخذت الحبة بسرعة وشربت ماء من الحنفية العادية غير مبالية بأي شيئ سوى أن تبتلع الحبة .. 


خرحت رنيم وما إن مدت قدمها خارج الحمام حتى قبض على خصرها يجذبها لحضنه .. مراعيًا أماكن وجعها وحرقها ، ورغم أن حالتها الصحية لا تسمح لكنهما لم يستطيعا أن يبتعدا عن بعضهما أكثر من ذلك ...


بعد وقت قد غفت رنيم فوق صدره وبقى هو يداعب خصلاتها بعدما دهن لها المراهم مرة أخرى.. 


قبل رأسها قبلة ليس لها صوت بل لها وقع من الحنان والشفقة ما جعل جروحها تشفى في لحظات .. 


رفع يدها قبلها ، رغم إنها ناىمة لكنه أراد أن يقبل كل شيئ فيها 


تنهد وهو يطالعها ، ذلك الشغف الذي يشعر به بينما هي بين زراعيه ، لا يستطيع حتى أن يتخطى جمال اللحظة .. يشعر أنه مسحور وواقع في دوامة لا يستطيع ولا يريد الخروج منها .. 


رن هاتفه ليقلق فمن الذي سيهاتفه في هذا الوقت المتأخر .. رفع الهاتف ليجده والده ..  تنهد فماذا سيخبره ! 


أغمض عينيه  ومازال الهاتف يرن .. يا الله ، كلا الإختيارين سيجرحان قلبه وسيأذوه لكن عليه الإختيار ! 


_ فكرت ؟ 


ما إن فتح الهاتف حتى أتاه صوت ولاده يسأله بصيغة مباشرة ليتردد فواز قليلاً ، ثم قال 


_ بابا .. رنيم ملهاش غيري ! 


ليأتيه رد والده فوراً_ وفايز مالوش غير مكانك ! 


_ يعني إيه !! بابا ! 


صدم مما سمع ليهتف في ذعر ! هل سيفعل والده ما قاله !! .. توتر جسده بعدما كان مرتخي ومرتاح .. ظل تلك الليلة مستيقظ يفكر في كل ما سيحدث .. وما إن أشرقت الشمس حتى وقف يبدل ملابسه وذهب فوراً للشركة


وقف أمام الشركة ليهم بالدخول باندفاع لكنه فجأة وجد يد الأمن يتم مدها أمامه لينظر لهم في تفاجئ ثم أمر 


_ أوعى يابني أنت وهو 


هتف أحد الحراس 


_ ممنوع يا فواز بيه 



لم يتماسك فواز نفسه ولاول مرة مد يده على أحد العاملين بينما يشده من سترته الأمنية شاتمًا إياه 


_ أنت اتجننت يالا 


رد الحارس بتهذب وبقية أفراد الأمن يشاهدون لا يتدخلون فالتدخل في هذا الأمر خطير فمع تحذيرات زين الدين بعدم دخول ابنه إلا ان فواز سيدهم ولا يستطيعون أن يتعدوا عليه 


_ يا فندم ممنوع دي تعليمات زين بيه ، ممنوع تدخل الشركة ! 


اهتز فواز وتراجع خطوتين للخلف لا يصدق .. نظر للشركة الواسعة ، ذلك المبنى الشاهق الذي تعب لبنائه مع والده سنوات عدة ..غير مسموح له بدخوله بعد الآن!

___________

💯لشراء الروايات💯 

موجودة رواية الخادمة الصغيرة الجزء الأول كاملة عبارة عن تقريبا ١٤٠ فصل على الموقع

الرواية سعرها ٥٠ جنية مصري يتم تحويلهم من خلال فودافون كاش 

وسعر رواية عشق أولاد الزوات ٥٠جنية مصري الرواية عبارة عن تقريبا ١٥٠ فصل على الموقع 

التحويل من خلال فودافون كاش على الرقم دا 

01098656097


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.