الفصل السابع والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السابع والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات


ادخلوا قناة تلجرام اسمها rakafalef  ❤️ 

___


دخل فواز إلى المنزل بعدما رأى تلك الرسائل ، يقنع نفسه أنه سيكذب كل ما قد رُسل له .. فمن سابع المستحيلات أن تخونه رنيم ، رغم ما سمع عنها ورأى... لكنها قد تربت على يديه ، أول رجل بحياتها .. تلك البريئة التي حملها مراراً حينما كانت طفلة لن تخونه أبدًا 


طلع السلالم ولم ينتظر المصعد ، جرى رغم شعوره بالإرهاق والخوف 


وصل للمنزل ليقف أمامه ضربات قلبه من عنفها يسمعها ... اغمض عينيه ثم قرر أن يفتح الباب ، التقط المفاتيح بأيدي مرتعشة ثم فتح الباب ومشى  و شعور غريب جعله يتباطأ في خطاه.


توجه فواز نحو غرفة النوم، وكلما اقترب، ازداد إحساسه بالقلق. فتح الباب بهدوء، وكانت الصدمة أكبر مما كان يتوقع. وجد زوجته، ليلى، ترتدي قميص نوم أحمر وأمامها محمود يضمها لصدره . للحظة، تجمد الزمن، لم يعد يسمع سوى دقات قلبه المتسارعة، وكأنها طلقات مدفع تهوي على قلبه المنكسر.


شعر فواز بألم حاد يعتصر قلبه، كأن نصل خيانة مزقت أوصاله. شعر بالهواء يصبح ثقيلاً، وكأن كل ذرة من الأوكسجين تحولت إلى رصاص يخنقه. لم يكن فقط الألم الجسدي، بل كان أعظم من ذلك، ألم الروح التي تعرضت لخيانة من كانت تمثل الأمان والسكن.


استمر في الوقوف هناك، عيناه مثبّتتان على المشهد أمامه. صورة زوجته مع رجل آخر لم تكن مجرد خيانة جسدية، بل كانت انهياراً لكل الذكريات الجميلة التي بنوها معاً، لكل اللحظات التي شاركاها في الحب والضحك. تحطمت الثقة التي كانت أساس علاقتهم، وتحولت إلى شظايا تتناثر في كل زاوية من زوايا قلبه.


وعلى عكس ما قد جال في خاطره سابقًا عندما اشدت عليه الشكوك أنه سيقتلها إن اكتشف خيانتها له لكن ها هو الآن يقف ويشعر بالعجز، بضعف لا يستطيع وصفه، وكأنه فقد القدرة على الحركة أو التفكير. تجمدت مشاعره في لحظة من الغضب والحزن والخيانة. كانت تلك اللحظة بمثابة مرآة عاكسة لكل الشكوك التي لم يعطها أهمية، لكل العلامات التي تجاهلها.


تحرك فواز ببطء خارج الغرفة ، وكأنه يجر أقدامه المثقلة بجبال من الألم. كانت الدنيا تدور من حوله ، تفقد معناها وألوانها، تصبح رمادية باردة. تمنى لو كانت كابوسًا، ولكن الحقيقة المرة كانت أمامه، لا يمكن الهروب منها... لقد تخلى عن كل شيئ هاربًا إليها لكنها اختارت غيره ، لقد خانته !


تلك الخيانة لم تكن مجرد فعل عابر، بل كانت جرحًا عميقًا سيبقى أثره في قلبه وروحه، جرحًا سيحتاج إلى وقت طويل حتى يلتئم، إن كان سيلتئم يومًا. وبهذا الألم ، خرج فواز من المنزل، تاركًا خلفه كل شيء ، حتى قلبه الذي تحطم أمام عينيه.... 




_


دخل فايز بخطوات سريعة غاضبة إلى المنزل متوجهًا لمكتب والده ليقف أمامه هادرًا به 


_ أنت إزاي تعمل كدة ! إزاي تعمل فيا كدة 


كان زين يجلس يتحدث في الهاتف في عمق وعلى وجهه ملامح السعادة والفرحة لكن دخول فايز الثائر على مكتبه جعله ينظر له ثم قال بنبرة مرتاحة 


_ أنت اللي عملت في نفسك كدة لما اتجوزت واحدة مش من مقامك 


ذهلت ملامح فايز من برودة أبيه ليكمل زين فيخبث


رابط قناة تلجرام بينزل عليها الفصول بدري👈 جروب تلجرام


_  كنت عارف إنك مش هتستحملها يومين على بعض ،  كان لازم أضمن حقوقي


هتف فايز في حرقة 


_ وحقوقي أنا ! حقوق إبنك يا زين باشا 


ليرفع زين الدين حاجبه مجيبًا في ثبات 


_  وحقوق ريم ؟ مراتك ! إللي جالها انهيار عصبي بسببك ، وحقوق ولادك إللي نفسيتهم تعبت واتأثرت بسبب جوازك .. كانت فين الحقوق دي قبل ما تفكر في حقك في الجواز وتنسي إن فيه ناس تانية متعلقة بيك وليها حقوق عندك 


انفجعت ملامح فايز ، إنه لا يرى في عيني أبيه الشفقة على حاله وعلى انهياره وأنه يقف أمامه باكيًا كل جزء في جسده يرتجف .. لم يشفق عليه رغم علمه أنه على وشك خسارة حياته كلها .. بل أكمل زين الدين في تأنيب


_ لما لقيتك نسيت حقوق إللي حواليك ، أقرب الناس ليك ، الناس إللي أنت مسؤول عنهم ومتعلقين في رقبتك .. حقك فيا مهمنيش يا فايز !  


ثم احتدت ملامحه قائلاً _ أنا عايزك تتوجع .. تجرب الحزن والألم إللي عيشتهم لمراتك 


كاد فايز أن يمزق شعره من موقف والده وتلك الكلمات التي طعنه بها ليصرخ به 


_ عامل نفسك حقاني وعندك ضمير وأنت أصلا اللي وافقت على الجواز وكانت صفقة بالنسبالك ! 


أرجع زين الدين جسده على كرسيه مفسرًا بإرتياح مهينًا فايز 


_ كدة كدة كنت هتتجوزها بإذني أو من غيره لأنك عيل صغير مبيبطلش عياط غير لما ياخد إللي هو عاوزه .. أنا استغليت الفرصة بس ، ليه تتجوزها من غير مكاسب لما ممكن تتجوزها بمكاسب كتير جدا .. على الأقل استفاد من وجود واحدة حقيرة معايا في نفس البيت !


ثم قال في حزم _ أنا مش هساعدك .. ومتستناش مني إني أساعدك ... 


وقف زين الدين من مكانه ليتوجه ناحية فايز قائلاً بنبرة مهينة 


_ وخصوصاً إنك إبن غبي .. مش عارف حتى نفسك ! 


نظر له فايز مستمعا للقادم ليقول زين الدين في ثقة


_ ما أهو أصل واحد زيك عاش حياته متجوز واحدة زي ريم .. مش هيستحمل يعيش مع واحدة زي غادة ساعتين !


ثم ذهبت نبرته المستهزءة وحل مكانها نبرة غاضبة 


_ أنت عارف أنا كنت الأيام إللي فاتت دي بعمل إيه أنا وأمك .. بنقعد مع ولادك ! نهتم بيهم ، فصلنا نفسنا عن مشاكلك أنت وأخواتك ، لأنكوا بغبائكوا وتهوركوا متستاهلوش إننا نساعدكوا خصوصا وأنتوا في السن دا ولسة مش فاهمين أي حاجة! 


فجأة شد فايز من قميصه و لأول مرة يعامله بهذا الشكل يصرخ به بينما فايز تنزل دموعه في صمت لا يستطيع الدفاع عن نفسه بينما يهتف أبيه في حرقة 


_ أنت عارف ولادك زعلانين ومكسورين بسببك أد إيه ! عارف ياسين وعمر عيطوا أد إيه .. أنت عارف إنك سببت لرقية بنتك صدمة هتعيش بيها طول العمر ! بنتك إللي حافظنا عليها كلنا ، إلا أبوها! إلا أنت يا فايز ! 


خرجت حشرجة بكاء من فم فايز لم يستطع السيطرة عليها لكن لم يبالي به زين الدين بينما يكمل نهره


_ طب أنت تعرف إن ريم لما راحولها مرضتش تشوفهم .. مشوفتش شكل ولادك وهما بيترموا في حضني ويعيطوا وكله 

بسببك !


رماه زين من بين يديه كالقمامة لينظر فايز للأرض ثم أرفق زين الدين كلامه في النهاية بنبرة متشفية 


 _ دي مشكلتك يا فايز .. شوف هتحلها إزاي .. خليك مسؤول لأول مرة في حياتك .. شيل شيلتك إللي طول عمرك حد تاني شايلها غيرك ! وبغبائك ضيعت الحد دا ، شوف هترجعها إزاي ، وصدقني أنا عاوزها تسيبك للأبد ، لأنك متستاهلهاش ! 


انصدم فايز من لهجة أبيه ومما أخبره به ، لقد كان في دوامة .. يلاحق غادة وريم معا ، ويلاحق أحلامه وطموحه في العمل ، تراجعت صحته بسبب الأكل والنوم الغير صحيين ، وأصبح غير منظم وطاقته دائماً مهدورة وقليلة ، لم يهتم بأطفاله كما يجب طوال الأشهر الفائتة .. لم يهتم لأي شيئ يخصهم ! ..حتى أن الفصل الدراسي الأول كاد أن ينتهي وهو لا يعلم أي شيئ عن دراستهم !  .. 


رغم قسوة كلام والده ورد فعله الشامت به ، إلا أن كل ما قاله كان صحيح وكل ما قاله لم يذده إلا ندم وحسرة .. 


خرج فايز من مكتب والده يجر أذيال الخيبة ، يحمل فوق كتفيه هموم أخرى رماها زين الدين فوق كاهله .. 


ما إن خرج فايز حتى واجه والدته .. ما إن رآها حتى شرف في احتضانها ليحصل منها على أي دعم فهو سينهار لا محالة 


لكنها فاجئته بكفٍ ثقيل وقع فوق وجهه ! 


لأول مرة يتم الإعتداء عليه في حياته كلها ، وأول مرة تكون من والدته! 


وقفت أمامه بعيون حادة تسأله 


_ عملت إيه في مراتك يخليها تنهار ، عملت إيه فيها يخليها ترفض تشوفني ! أنا إللي بتعتبرني زي أمها ، وترفض تشوف ولادها إللي كرست حياتها ليهم وليك! 


مازال فايز تحت تأثير الصدمة من ضربها له في هذا العمر لتهز رأسها عدة مرات في تقزز 


_ عمري ما كنت أتخيل إن ابني يكون بالشر دا ! 


سقطت دمعة منها آسفة على ما وصلت له أخلاق وسلوك ابنها 


_ يا خسارة تربيتي وتعبي عليك ... جملة عمري ما كنت أتمنى أقولها لولد من ولادي ، بس أنت خيبت كل أملي فيك ، طلعت وحش أوي ، أوحش بكتير من أبوك ! 


كلامها كان حقيقي، كلام الجميع صحيح ، لكن رغم ذلك أراد فايز أن يتمسك بأي شيئ يمكنه الدفاع به عن نفسه 


_ ماما أنا 


_ مالكش أي عين إنك تتكلم أو تدافع عن نفسك ، مالكش أي عين ... 


قاطعته فوزية في قسوة ، ثم تركته وغادرت ولم تسمح له بفرصة ليحكي لها ما حدث ويبرر موقفه ، هو ليس الفاعل ! لا هو الفاعل لكنه لم يقصد ، لم يكن يعلم أن غادة ستقترب منه وتقبله على فراش ريم .. لم يكن يعلم بل كان ينوي تطليقها وتركها .. لكن هاهو على مشارف ترك ريم وتطليقها 


ليصيبه الذعر وتنفتح عينيه في رعب ، لا يستطيع التخلي عنها أبدًا ، لقد جرب العيش بدونها ، لقد اختبر غيابها عن حياته ، كان يحسب أن كونه لن ينقصه شيئ بدونها.. لكنه اكتشف أنه من دونها كون لا تشرق فيه الشمس !


ركب فايز سيارته لتراه غادة تريد أن تلحقه لكنه لم يترك لها فرصة ولم يجيب ندائها .. فهو لو رآها سيتهور ويخرج بها كل غضبه وسينتقم منها لأنها السبب ولأنها كانت خبيثة للغاية ربطته بها بولد وعقد !


وصل فايز لمنزل خالته نرمين ، يريد أن يرى ريم ضاربًا بتحذيراتهم بعدم القدوم أو محاولة رؤيتها الحائط 


اندفع نحو الباب يدقه في عنف وسرعة ، ليس لديه الصبر ، يريد أن يراها ، يريد أن يصلح الموقف ، يريد الدفاع عن نفسه والإعتذار عن كل شيئ 



كانت عينيه حمراوتين ، فقد بكى طوال ساعات كطفلِ فقد أمه أمام عينيه ...


انفتح الباب أخيرا بعد مدة طويلة لتطل من خلفه هيام متحفزة بوجهِ عابث ليقول فايز بلهفة 


_ عايز أشوف ريم 


هزت راسها غير مستوعبة جرئته لتقول 


_ أنت بني آدم بجح .. بني آدم معندكش دم ولا أخلاق ولا تربية 


رغم أنها اعتدت عليه لفظيا إلا أنه لم يبالي وليس له حق الرد لتكمل هي بينما ترى في عيناه الإصرار على طلبه



_ لو جيت هنا تاني هبلغ عنك البوليس وأقول إنك بتتهجم على بيتنا !


لكنه توسلها _ هيام ، أرجوكِ دخليني .. أرجوكِ أنا لازم أدخل أشوف ريم ضروري


_هيام ! 


استمع فايز لصوت رجل يأتي من خلفه لينظر له ويتفاجئ به ! .. إنه ذكي ! ذكي الذي لا ينساه أبدا 


_ أنت! .. بتعمل إيه هنا ؟


رد ذكي بينما يقف أمام هيام التي تشبثت عيناها به واستنجدت بإسمه ليقف حائلاً بينها وبين فايز 


_ وأنت مالك ؟


ثم أعطى له ظهره ليدخل ليجن جنون فايز ويمسكه من زراعه ليبعده عن الباب 


_ داخل فين أقف هنا كلمني 


ثم هدر في هيام _ هتدخلي راجل غريب البيت يا هيام ! 


رمى ذكي يده ونفضها بعيداً عنه 


_ شيل إيدك دي ، ومتكلمهاش ، كلمني أنا 


لكن فايز احتقره ولم يجيبه مكملا ً هدره في هيام 


_ أنتي هتدخلي الواد دا جوا وهتسيبيني  أنا برا


لكمة قوية تلقاها فايز بجانب أنفه لينزف على إثرها فوراً بينما يخبره ذكي بصوتٍ عميق 


_ اسمي بشمهندس ذكي ! 


فرحت هيام للغاية وارتفعت الابتسامة فوق وجهها بينما ترى ذكي يتصدى لها هي وأختها ويهين ذلك الفايز الذي سقط على الارض واختل توازنه من قوة الضربة لتمسك زراعه قائلة في تفشي 


_ خلاص يا ذكي ، دا مش هيستحمل منك ضربة كمان!


نظر لها ذكي في شيئ من الغموض بينما يرى يدها متعلقة بكتفه .. وتلك الجملة التي قالتها والسعادة المرتسمة فوق وجهها .. لأول مرة يستمع كلمات مديح من امرأة ! 


شدته هيام من يده ثم دخل معها للمنزل .. وهو شارد بها ، شارد بما تفعله به ومعه ..لقد سيطرت عليه بالكامل .. !


اعتدل فايز من على الأرض يهتز بينما يحاول أن يحافظ على توازنه 


_افتحي الباب يا هيام .. 


ثم بدأ بالضرب على الباب في عدم ثبات متألمًا وقد شعر أن ضغطه ليس على ما يرام وأن الدنيا تدور من حوله 


كاد ذكي أن يخرج له ليوبخه فهو عرف من هيام ما حدث وكم أراد أن يقتله لفعلته تلك في زوجته البريئة لكن هيام منعته


_ لأ متطلعش .. هو شوية وهيهبط لواحده وهيمشي 


نظر لها ذكي في استغراب لتكمل موضحه 


_ أصل فايز دا كدة .. خلقه ضيق وحمقي على الفاضي وهو أصلا ولا بيعرف يعمل أي حاجة 


نظر لها ذكي نظرة غريبة وكأنه يراها لأول مرة لتسأل 


_ بتبصلي كدة ليه ؟


تحدث مندهشًا _ معقولة لهجتك اتغيرت بسببي ! 


فهمت ما يرمي إليه فكلماتها وغضبها الأيام الخيرة قد حولوها من هيام هانم لأخرى لا تعرفها لكنها قالت حتى لا يغتر في نفسه 


_ لأ مش بسببك .. الأيام إللي عشناها الفترة إللي فاتت هي السبب 


هز رأسه في تفهم ، لتشعر أنها انتقصت من حقه قليلاً .. 


أعطى لها ذكي ما أحضره لريم وما طلبته هي للمنزل لتشكره هيام 


_ شكراً إنك جيت ، مكونتش أقدر أتحرك برا البيت وهي في الحالة دي


أردف ذكي في تعاطف _ ألف سلامة عليها ، أنا زعلان أوي عشانها


لتقترب منه هيام في غضب _ غادة الزفتة إللي أنت عمال تدافع عنها ومش عاوز تزعلها هي السبب 


نفى ذكي _ أنا مبدافعش عنها ، ومش خايف على زعلها .. أنا مش عاوز أبقى وحش زيها ! 


ثم أكمل_ مش عاوز أبقى شخص مش عارفه زي منا مبقتش عارفها دلوقتي . 


لكن هيام لم تقتنع بل قالت _ يا سلام يعني مش عشان غادة


_ أيوة عادي على فكرة أنا نسيتها مش مهتم بأي حاجة تعملها ومش مزعلني غير أختك بس ! 


ضغطت على شفتيها في عنف كأنها تكتم شيئاً ما داخلها ليسألها ذكي مستغربًا من حالها وغضبها المفاجئ عليه


_ في إيه يا هيام .. مالك ! 


انفجرت هيام بعينين تتوهجان ببريق لأول مرة يظهر في عينيها بينما تقول 


_ عجباك المسترجلة إللي عاملة فيها سبع رجالة في بعض ، بس كلكوا كدة ذوقكم وحش ! 


مهاجمتها إياه بهذا الشكل أذهلته ! وجالت بخاطره فكره حتى خياله رفض تصديقها فمن المستحيل أن تكون هيام تغار عليه لكنه رغم ذلك قال بصوتِ امتزج بالعاطفة ونبرة أوثلت معاني ذات مغزى 


_ عندك حق ، أنا ذوقي كان وحش لما كنت معجب بيها ، بس دلوقتي مبقاش وحش ! 


ابتلعت هيام ريقها ثم سألت_ ليه مبقاش وحش !؟ 


لم يجيبها لتشعر بالتوتر ثم سألت مرة أخرى بصوت مهزوز 


_ أنت معجب بحد تاني ؟


لقد اذداد شعوره بأنها تغار عليه ، لا يمكن أن تكون تلك النظرات وذلك الخوف لا يدلان على شيئ .. أراد التحدث لكن صوت من الأعلى ارتفع ينادي


_ هيام .. تعالي بسرعة 


لم تهتز هيام وظلت واقفة منتظرة منه إجابة ليقول بثبات 


_ اطلعي لأمك 


لتنتقده قائلة _ إسمها أمك ! إسمها مامتك .. مامي 


اقترب منها ... ذلك الصوت الرقيق والملامح الرائعة ونظراتها المشاغبة وغرورها الذي بات يعشقه .. جعلته يهتف بصوتِ منخفض وعيناه لم تترك عينيها 


_ اطلعي لمامي يا عسل ! 


ولم تكن تتخيل هيام أنها ستخجل بسبب كلمة عادية تقليدية " عسل " .. لكنها جرت من أمامه ، هاربة من عينيه التي تتخطى حدودها ، تشعر أنها شابة مراهقة أمامه .. إحساس لم تجربه حتى وهي بين زراعين طليقها ..


وقف ذكي يتأملها ويبتسم ، ثم راح يتجول بعينيه في أركان ذلك البيت الفخم الواسع.. ليتلاعب بشعره فجأة وقد ذكره المنزل بالفرق بينهما .. أنه يذكره بمقامه ومقامها ، ويخبره أن تلك العواطف التي بداخله نحوها ليس لها مستقبل...


_____


دخلت فوزية الغرفة دون استئذان على غادة التي كانت تجلس فوق فراشها تفكر فيما حدث وما ستفعله في المستقبل لتسألها فوزية بصوت متهجم 


_ إيه إللي حصل يا غادة ؟ 


رفعت غادة حاجبها مستغربة تلك الطريقة لتقول 


_  الله يسلمك يا حماتي أنا كويسة الحمدلله.. 


أغمضت فوزية عينيها من تلك البغيضة لتقف غادة مقتربة من فوزية قائلة 


_ من ساعة ما جيت البيت دا ولسانك مخاطبش لساني ، و جاية دلوقتي تفتحي معايا كلام عشان ريم ! منا كمان مراة ابنك 


لتذيد فوزية اقترابهم قائلة بقوة 


_ لو أنتي مراة ابني فدا غصب عني  ، وعمري ما هحبك وعمرك ما هتبقي زي ريم ! .. 


ما قالته فوزية كان مهين ومذل لدرجة أن غادة صمتت تمام ولم تستطيع الرد ، لتكمل فوزية تضغط عليها أكثر 


_ أنا متأكدة إن ريم في الحالة دي بسببك ، أنا ابني غلط بس هو مش شرير أوي كدة .. أكيد أنتي السبب وورا كل الشر دا ! 


رمشت غادة عدة مرات وهي تشعر بالذل والمهانة ... ابتلعت ما في حلقها وشعرت أنها تريد البكاء ، أنها وحيدة تواجه عدم تقبل تلك العائلة لها .. 


همت فوزية للخروج لتقول غادة 


_ أنا حامل يا حماتي .. 


لتضغط فوزية على أسنانها لاعنة ذلك الخبر المؤسف الذي سمعته .. لكنها التفت لها قائلة في مقت واشمئزاز 


_ هكرهه زي ما بكرهك وبكره أمثالك ! 


ثم خرجت فوزية تاركة غادة غارقة في هول من الصدمة والذهول ... فلأول مرة تكتشف مدى عمق الكراهية التي يحملها هذا البيت لها ! 


___



دخل فوزي وريهام لمنزلهم .. منزل دافئ ملحق بحمام سباحة وحديقة جميلة صغيرة خطفت قلب ريهام ما إن دخلت من البوابة 


كانت في قمة الخجل بينما يغلق فوزي الباب ليبقى هو وهي وحدهما ولأول مرة في هذا البيت .. 


تفاجئت ريهام بسفرة دائرية فوقها شموع وورود وأنواع من الحلويات وكيك كبير لونه أبيض خطف نظرها ... 


_ بحبك يا ريهام 


قالها فوزي وهو يراها سعيدة لتبادله نفس المشاعر



_ أنا كمان بحبك يا فوزي 


أمسك يدها ليسيرا نحو الكيك لتتفاجئ ريهام بالورود تحت أقدامها لتتسع عينيها في انبهار وتنظر له في دهشة وابتسامة عالية ليقابلها إياها بابتسامة واسعة وترتفع ضحكاتهم في فرحة غريبة تحيط بهما .. 


جلسا على السفرة بعدما سحب لها كرسيها 

تحدثا في أشياء عديدة رقيقة وقصيرة بينما تقطع ريهام الكيك بمساعدة فوزي.. الذي شاغبها ليجعل صدغيها يتوهجان من الخجل 


ناولها قطعة كيك لتأكلها وفعلت هي المثل معه ... وبعد لحدات تعلقت عينيه بشفتيها مرددًا 


_ فيه حتة كيك على شفايفك ، هموت وأمسحها 


ابتسمت في خجل ونظرت للأرض ثم تجرأت بينما تنظر له على استحياء قائلة 


_ امسحها 



لم تكد تكمل الكلمة حتى شرف في مسح تلك القطعة التي تعلقت في حانب شفتيها ... 


حملها فوزي في رقة ثم دخل بهما الغرفة الرئيسية ، غرفة نومهما الجميلة .. 


أنزل فوزي ريهام ليقف محتضنًا أيها من الخلف يقبل شعرها في ألفة بينما هي منبهرة مما ترى وكيف أن الغرفة مزينة بشكل مبهج والفراش مكتوب فوقه أسمائهما بالورود الحمراء لتخرج منها ضحكات خفيفة سعيدة للغاية وتلتف له تتعلق برقبته قائلة 


_ كل دا عشاني


تنهد فوزي ثم قال _ مفيش حاجه تكفي حبي ليكي يا ريهام .. 


ضمته ريهام إليها بقوة شديدة .. ثم دمعت عينيها .. ذلك الحب الذي يعطيها إياه بلا حساب.. يعوضها عن كل ما عاشته ، تلك الرومانسيه الرائعة التي تهواها .. تجعلها تريد أن تبقى معه لأخر عمرها 


شعرت بها يضمها .. لكن بشكلٍ آخر ، لم يشعرها ذلك بالضيق أبدا فهي تعلم كم صبر ليصل لهذه اللحظة 


بدأ فوزي في فك حجابها .. سقط الحجاب تحت قدميه ليشعر كم أن هذه الحركة مثيرة للغاية فهو الرجل الوحيد على الأرض المسموح له بقهر الحجاب بنزعه من فوق رأس زوجته والاستمتاع بها بدونه ! .. شعر فوزي أنه يغير من ذلك الشال الذي يحتضن وجهها وشعرها ، حتى أنه يريد بشده كلما رآها أن يأخذها لغرفتهما لينزعه ويحتضن هو بيديه شعرها وبشفيته وجهها ... 


_ بحبك ! 


قالها فوزي بأعين قاتمة ونفس حار ساخن .. لتستلم له ريهام .. سامحه له بتقبيلها بينما يفك ازرار قميصه .. 


شعرت بالخجل ليقترب منها هامسًا 


_ متخافيش يا روحي ، مش هضايقك 


لتجيبه ريهام بهمسٍ _ مش خايفة وأنا معاك 


لم يتمالك فوزي نفسه بعد تلك الجملة ليحملها ويمددها فوق الفراش.. 


وبعد عدة قبلات أهلها بها .. بدأ هاتفه في الرنين ..ليتجاهله ثم يأخذ قبلة أخرى .. ليعود الهاتف ويرتفع رنينه ويعود فوزي ليتجاهله ويشتم رائحة ريهام التي غابت في عالم آخر وهي تجرب هذا التقارب لأول مرة بحياتها .. مع حبيب روحها وزوجها .. 


استمر الهاتف في الرنين حتى انتشل فوزي من عالمه ليعتدل غصبًا عنه هاتفًا في غضب وتوتر شديدين بعدما قاطعه ذلك الهاتف البغيض عن أهم لحظة بحياته .. لحظة انتظرها كثيراً 


_ مش مكتوبالي ، مش مكتوبالي أنا عارف 


ثم فتح الهاتف وقبل أن يسب فايز بسبب مقاطعته لما كان يفعله جاءه صوت فايز متأثرًا يرجوه


_ فوزي .. تعالى دلوقتي عند بيت خالتك 


لم يستطع فوزي تمالك نفسه وانصب على فايز بالتساؤولات وبداخله رعب ليسأل 


_ ليه في إيه يا فايز خالتو كويسة ؟؟


لكن فايز هز رأسه ببكاء على الجانب الآخر متوسلاً 


_ تعالى دلوقتي يا فوزي ، عشان خاطري تعالى دلوقتي 


اعتدل فوزي تماماً وهو يسمع نحيب أخيه ليقول في قلق بالغ 


_ فايز أنت بتعيط ليه ، جايلك يا حبيبي.. جايلك حالاً 


ثم أغلق الهاتف ووقف عن الفراش يدور حول نفسه من الحيرة والقلق ثم التقط قميصه يرتديه مرة أخرى بينما يخبر ريهام التي انكمشت فوق الفراش تداري نفسها من الخجل 



_ معلش يا روحي ، بس ، فايز شكله حالته وحشة أوي 


هزت ريهام رأسها في موافقة ووجهها ممتقع بالأحمر ليقترب منها فوزي بعدما انتهى من ارتداء ملابسه قائلاً 



_ أنا مش عارف في إيه ممكن أتأخر فهقفل الباب من برا ، لو عوزتي أي حاجة كلميني هحاول أحل كل حاجة وأي حاجة عشان أجيلك بسرعة 


جمله الرائعة .. لهفته عليها ، رومانسيته التي ليس لها نهاية جعلتها تغرق في عينيه بلا رد ليهم فوزي في هذه النظرة ليهتف 


_ ريهام 


بلل شفتيه وهو يطالعها وتلك الرغبة تختاله وبشده لكنه يجب ألا يرعبها أو يضغط عليها أكثر من ذلك فتجاهل غرائزه قائلاً بينما يربت على كتفها 


_ خلي بالك على نفسك الشوية دول 


هزت رأسها موافقة ثم هم ليرحل لكنه عاد بسرعة يجلس فوق الفراش منادياً إياها مرة أخرى في تردد 


_ ريهام 


هذه المرة جائه ردها الناعم الهامس


_ نعم يا حبيبي 


 _ لأ أنا عايز بوسة مش قادر 


تلك الطريقة التي أجابت بعا سحرته ليفقد سيطرته على نفسه ويقترب منها بسرعة يخطف قبلة قوية سريعة وكأنها محرمة .. وكأنه يأخذها بسرعة وعنف خشية أن يراه أحد ... انفصل عنها بينما يسحب أنفاسه بعنف وهي أمامه بعيون خجلة ليميل على رأسها يقبله قائلاً في حب كأنه سيودعها لسفر بعيد 


_ مع السلامة يا روح قلبي 


ردت عليه في حب_ مع السلامة يا روحي 


ليهمس في هيام وعينيه لم تنفصل عن عينيها 


_ بعشقكك ... 


ثم مال ليقترب مرة أخرى كأنها مغناطيس يجذبه لكنها منعته برفق قائلة في قلق 


_ اتأخرت على أخوك ، أنا قلقانة عليه أنا كمان 


هتف فوزي في ضيق وشوق _ أعمل إيه مانتي وحشاني من دلوقتي 


ابتسمت في رقة ثم قالت _ أنت كمان يا روحي ، بس يلا عشان أخوك شكله عنده مشكلة كبيرة !


بادلها الابتسام ثم ودعها وهذه المرة لم يرجع لها رغم أنه أراد وبقوة ألا يتحرك من جانبها للأبد ... 


___


كل الطرقات في وجهه قد أغلقت .. لم يجد نفسه إلا أمام بوابة بيتهم ...


أوقفه الحرس من الدخول ، لم يتفاجئ من فعلتهم ولم يستطع إخراج كلمة واحدة 


أمسك فرد الأمن هاتفه يطلب من رئيسه الرد .. 


_ زين باشا ، فواز باشا هنا 


ليتأيه الجواب بثبات _ دخلوه ! 



سمح له الحرس بالدخول فقد كان زين الدين محذرهم من أنه لو أتى أن يمنعوه .. 


سار بخطوات بطيئة بعينين فارغة ووجه شاحب وكتفين متهدلين .. 


ما إن دخل المنزل حتى رأى أمه في وجهه التي رأته من نافذة غرفتها ولم تصدق عينيها أن قدم ابنها الكبير تطئ البيت مرة أخرى بعد أشهر 


جرت عليه بعيون باكية تقبله عدة قبلات فقد قطعها شوقها إليه 


_ فواز .. حبيبي وحشتني يا نور عيني وحشتني أوي.. حرام عليك.. حرام عليك تبعد كل دا عني 


بعد تلك اللهفة لم تجد منه رد فعل بل ظل واقفًا كالصنم .. لتنفصل عنه وترى وجهه .. وجه متجمد وعيون ترى فيها أشباحًا لتسأل في حيرة شديدة اختلطت بمشاعر القلق والحزن 


_ مالك يا فواز .. إيه الحالة إللي أنت فيها دي يا حبيبي 


لم يرد فواز ولم ينظر داخل عينيها ولم يرمش حتى .. لتهزه هذه المرة في فزع من هيئته التي أرعبتها فقد بدى كمن يحتضر


_ مبتردش عليا ليه .. 


نوهنا تحركت عيني فواز .. فقد نظر فواز بعيدًا ليجد أباه يترأس قمة الدرج .. يرتدي بدلة وكأنه كان في استقباله بزي رسمي ، يضع يده في جيبه فبعث الحدة والثقة في نفسه .. 


تأمله فواز .. بأعين ميتة ، وقابلته عيني أبيه بعيون غامضة قوية ليبدأ بينهما حوار بالأعين  بل حرب زين الدين يضرب فيها بقوة بينما فواز ضعيفًا هزيلاً كأنه مهزوم من العالم أجمع ....


لتنظر لهما فوزية تحاول فهم تلك الكلمات المنطوقة بالأعين ، لتنظر لزين الدين الذي نقل نظر من على فواز لها .. لتدقق النظر به ثم شهقت واضعة يدها على فمها .. لقد علمت بالضبط ما حدث ! .. لقد فهمت ! 


فواز هنا في المنزل .. لم يمنعه أبيه ولم يمنعها من الإقتراب منه .. لتعلم دون شك أن فواز قد ترك رنيم إلى الأبد ! 


_____

الرواية موجودة إللي عاوز يشتريها يتواصل معانا وسعر الرواية ٧٠ جنية واللي هيشتري الروايتين عشق أولاد الزوات والخادمة الصغيرة هياخدهم ب ١٠٠ جنية بدلا من ١٤٠ جنية ودا طول أسبوع الدراسة الأول بمناسبة عودة المدارس ❤️❤️ 

فوزي مش مكتوبله يدخل دنيا 🤡 

فايز لا تعليق 

فواز ... مش عارفه اقول ايه.. حد عنده رد؟ 

وزين الدين وفوزية .. ظهروا من جديد. 

نهاية الفصل الطويل جدا .. محتاجة رأيكم الجميل ♥️

تفتكروا فواز .. ممكن يعمل حاجه في رنيم .. أو لما يفوق من صدمته .. تفتكروا هيتصرف إزاي ؟!


تعليق واحد

  1. حاسة ان زين الدين ورا كل اللي بيحصل لفواز وهو سبب في خيانة رنيم مع اتفاقة بدينا
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.