الفصل الرابع والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الرابع والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات 



سأل بصوت مرتفع وغاضب، ملوحًا بهاتفه.. وعينيه دامعة .. ليس بريق  بل نيران تعكس اشتعال قلبه من الألم 


غادة رفعت بصرها من التلفاز، مفاجأة بنبرة صوته الحادة ولكن ملامح وجهها كشفت عن إدراكها لما كان يتحدث عنه... لكنها قررت الإنكار فلو عرف ما حدث بالفعل فسيكرهها للأبد .. احتقن وجهها وأصبح لونه اسود وارتحف جسدها لكنها رغم ذلك اقتربت منه سائلة بصوتٍ مهزوز لم تستطع ضبطه 


_ كلام إيه يا فايز ، بتزعقلي كدة ليه ؟


لم يستطع إلا أن يرفع الهاتف في وجهها على ما قد تم إرساله له ف همت هي مقتربة منه ترى ما يلوح به في الهاتف لتقول


_ الكلام دا كدب ... أنت إزاي تصدق عني كدة مين بعتلك الكلام دا ..


_ بطلي كدب بقى ، أنا كلمت فوزي وقالي إنه فعلاً طلق ريهام !  طلقها بسببك !!  والتحليل إللي موجود دا بيثبت إني خدت مواد كانت سبب في نومي أكتر من أربعة وعشرين ساعة وكانت هتتسبب في قتلي وأثرت على ذاكرتي وتركيزي .. 


تفاجئت بتلك المعلومات الخطيرة لتنفتح عينيها في ذعر وخوف ، شعرت أن روحها ستفارق جسدها وهو يواجهها بأفعالها الكارثية 


لم تستطع الهروب ما إن هاجمها وحاصرها بالحقيقة .. لتحاول أن تنظم أنفاسها التي سرقت منها .. تتشبث بأمل قوة تأثيرها عليه 


_ فايز،  أنا هشرحلك متفهمش الموضوع غلط 


قاطعتها فايز، غير قادر على كتم غضبه.


_تشرحي ؟! تشرحي إيه ؟  إزاي هتشرحيلي إنك دمرتي حياة اختك وضيعتي عليا أهم يوم في حياتي وكنتي هتقتليني ، عايشة ومتحملة نفسك إزاي بعد إللي عملتيه ؟


كانت ملامح وجه غادة تتحول إلى مزيج من الدفاع والندم، لكنها لم تجد الكلمات المناسبة لتبرير أفعالها وقد عرف فايز الحقيقة ، لكنها تحدثت في ندم حقيقي 


_ أنا غلط يا فايز . كنت مفكرة إن أنا كدة مش هخسرها ، مكانش قصدي إني أعمل كدة أنا... والله العظيم مكانش قصدي دي أختي الوحيدة .. وغيرتي عليك هي السبب ، غيرت إنك تحبهم وتنجذب ليهم أكتر مني ، كل دا عشان بحبك أوي 


تنهد فايز بمرارة، ولم يعد يرى في غادة تلك المرأة التي أحبها وتزوجها... لقد رأى فيها شيئًا آخر ، شيئًا أشد قبحا يظهر مدى أنانيتها .. مدى ضيق أُفقها ومحدودية تفكيرها 


_ متخسيرهاش ! يعني أنتي متخسريهاش بس فوزي يخسرها وهي تخسره .. تدمير جوازها دا بالنسبالك مش خسارة ؟!   أنتِ مش مدركة مدى السوء إللي وصلتيله والكارثة إللي عملتيها ، أنتي كنتي سبب في طلاق اتنين حاربوا عشان يوثلوا لبعض ، استغليتي ثقتها فيكي ! أنتي غدرتي بيها وخونتيها 


ثم عاد ليشير لنفسه في ألم _ وخونتيني أنا كمان ، كلت وشربت من إيدك والنتيجة إنك تحطيلي حاجة فيهم ، إزاي قدرتي تعملي فيا كدة ! أنا جوزك وحبيبك وهي أختك وحبيبتك 


بدأت غادة في البكاء نادمة ومتحسرة على ما فعلت وحزينة لأنها تتعرض لغضب فايز عليها الذي تراه لأول مرة بتلك القوة بينما هو يكمل قائلاً 


_ أنا عمري ما كنت اتخيل إني ممكن أعيش مع حد يعمل عمايل حقيرة زي دي ! أنا كان ممكن أموت واختك اتطلقت واخويا عاش في حزن لشهور وكله بسببك !



تغيرت مشاعر فايز تجاه غادة بشكل جذري في تلك اللحظة . الشخص الذي اعتقد أنه يعرفه أصبح غريبًا عنه تمامًا. 


_ كنت مفكر إني اتجوزت واحدة جدعة وقلبها طيب وشايلة المسؤولية ، شخص ممكن أثق فيه وأعيش معاه إللي اتحرمت منه وكان نفسي أعيشه ، بس أثبتِ لي أنكِ عكس كدة تمامًا...


كان الألم والحزن يسيطران على صوته وهو يتحدث في ألم بعدما أكتشف أنه مخدوع فيها 


_ أتمنى إني مكونتش اتجوزتك ابدا ، كل لحظة قضيتها معاكي زي الكدبة ، هثق فيكي إزاي بعد كدة ؟ إزاي هبص في وشك بعد ما عملتي كل دا .. 


شعرت غادة بالذنب والخزي، وبدأت الدموع تنهمر من عينيها. لكنها كانت تعرف في أعماقها أن لا شيء يمكن أن يصلح ما فعلته. 


_فايز، أرجوك، اديني فرصة اشرحلك .


هز فايز رأسه ببطء، وعيناه تحملان مزيجًا من الحزن والغضب.


فرصة؟ اديلك فرصة إزاي بعد كل دا .. دا أنا سامحتك لما زعلتي ولادي ! كنت حمار وغبي وسامحتك وصعبتي عليا ازعلك في أول شهور جواز ... وانتي من أول يوم ، من أول ليلة وانتي أذيتي ودمرتي حياة أقرب ناس ليكي وبعد أقل من شهر من جوازنا خدرتيني ! أثق فيكي إزاي بعد إللي عملتيه ؟ اديكي فرصة إزاي وأنا مبقتش طايق حتى أبص في وشك !!


ترك فايز الغرفة دون أن يلقي نظرة أخرى على غادة، التي بقيت جالسة على السرير، تغرق في دموعها وندمها. بينما كان فايز يسير بعيدًا، شعر بأن العالم كله ينهار من حوله، متسائلًا كيف سيعيد بناء حياته بعد هذا الاكتشاف المروع... 


غادة المخادعة .. التي ظن أنه قد وجد ضالته فيها ، ظن أنه يستطيع أن يعود لفايز القديم بحيويته وشبابه وحياته المليئة بالتناغم والتجارب ، لكنها أثبتت له أنها أسوء تجربة في حياته .. 


شعر بالإختناق ، أراد البكاء ، ذلك الرجل ، الأب والزوج لإمرأتين أراد البكاء بشدة .. شعر أن قلبه الذي تعلق بها تحطم ..


سقطت دموع منه دون إرادته بينما يسير بسرعة ناحية جراج السيارات .. ليخرج سيارته ويتجول بها نحو المجهول ، يريد البكاء وحيدًا .. شعر في تلك اللحظة أنه حارب من أجل رخيص وقد فقد كل غالي .. شعر أنه قد تمت خيانته من العالم بأثره ، وأول مَن خانه كان اختياره .. 


_____


وقف فايز أمام باب شقة أخيه الأكبر، فواز مترددًا. وجد نفسه يريد أن يذهب له ، يريد أن يجلس مع أخيه الكبير ، كان يشعر بالضعف والانكسار، ولم يكن يعلم كيف سيتلقى فواز زيارته غير المتوقعة خصوصاً بعد المشاحنات التي حدثت بينهما آخر مرة . بعدما ضغط على الجرس، سمع صوت خطوات ثقيلة تقترب من الباب، ومن ثم انفتح الباب ليكشف عن وجه خالد المليء بالصرامة.. 


توقف الزمن للحظة وهما يتبادلان النظرات. تفاجئ فواز من وجود فايز وشعر بالقلق بينما يتأمل هيئته المزرية والتي قد ظهر عليه أنه قد خرج بملابس البيت .. 


كانت عينا فواز تحملان غضبًا مكبوتًا وعتابًا واضحًا، بينما كانت عينا فايز مليئتين بالحزن واليأس.


_ عايز ايه يا فايز ؟ 


سأل فواز بصوت جاف، محاولًا إخفاء قلقه.


_ فواز ... محتاج مساعدتك


 قال فايز بصوت مكسور.


تجمد فواز في مكانه، وهو يحاول فهم الموقف.


_ جاي هنا ليه ؟ أنت نسيت إللي حصل 


أطرق فايز برأسه، وقال بصوت خافت: 


_ عارف إننا متخانقين وان الوضع بنا مش كويس ، بس أنا في ورطة يا فواز ، مراتي ، اكتشفت إنها مش الشخص إللي كنت مفكره 


تهكم فواز سائلاً _ أنهي واحدة فيهم ! 


رد فايز بسرعة _ غادة طبعاً 


ثقة فايز في براءة ريم وأنها فوق مستوى الشبهات جعلت فواز يبتسم بطريقة غامضة فهو يرى أخاه الآن تلك الغيامة تنزاح من فوق عينيه ويرى الحقيقة كاملة ليقول فواز 

بعدما تغيرت ملامحه قليلًا، وعاد يسأله بهدوء


_ قصدك إيه ؟ 


أخذ فايز نفسًا عميقًا وحاول السيطرة على دموعه ثم قال 


 _ حطتلي منوم ، واكتشفت إنها خدعتني طول الفترة إللي فاتت ، واكتشفت إنها السبب في خراب حياة فوزي وريهام . حاسس إني ندمان أوي يا فواز ، حاسس إني ندمان إني اتجوزتها واخترتها .. وانا أهو أدامك بقولك إنك كنت صح لما حذرتني منها ومستني منك دعمك ونصيحتك ليا لأن الصدمة كبيرة عليا ! 




صمت فواز للحظة، متأملًا كلمات أخيه الأصغر. كان هناك جزء منه يرغب في معاتبته، ولكن جزءًا آخر كان يشعر بالتعاطف مع حالته المزرية. تنهد بعمق، ثم قال


_ تعالى أدخل، خلينا نتكلم جوا 


دخل فايز إلى الشقة، وقد شعر ببعض الراحة لوجوده في مكان آمن. جلسا على الأريكة في غرفة المعيشة


 خرجت رنيم من غرفة النوم أخيرًا مرتدية عباءة منزلية فضفاضة ووقفت أمام فايز ليقول ببعض الخجل 


_ ازيك يا رنيم ، أسف إني ازعجتكم في وقت دا وجيت من غير معاد 


ردت رنيم بعدما تبادلت النظرات مع فواز الذي كان وجهه يحكل تعابير لا تُفسر 


_ أهلا بيك يا فايز ... هجيبلكم حاجة تشربوها ! 


ثم انطلقت للمطبخ بعد شعورها بجو من التوتر يسري في المكان لتترك الأخوين يتحدثا على إنفراد 


تنهد فايز واعتدل في جلسته ليجد عيني أخيه الثاقبتين متقربتين لما سيحكي .. ليتنهد ثم بدأ في قص كل ما حدث منذ بداية زواجه بغادة 


أخذ فواز يستمع إلى تفاصيل معاناة أخيه الصغير. وبينما كان فايز يروي قصته، بدأت الحواجز بينهما تتلاشى، وعاد الشعور بالأخوة يتسلل إلى قلبيهما... 


هتف فواز في غيظ وغضب 


_ بنت ال


ضغط فايز عينيه وهو يستمع لذلك اللفظ النابي الذي خرج من بين شفتي أخيه الأكبر ليقول 


_ فواز هي مهما كانت مراتي متشتمهاش كد


قاطعه فواز بعنف _ أنت تخرس خالص بدل ما أهزقك أنت كمان


صُدم فايز من لهجة فواز التي أصبحت سوقية للغاية وتلك الطريقة التي يحدثه بها لأول مرة لكنه لم يستطع الإعتراض فما حكاه لفواز يطعل أي حد يفقد عقله 


_ فايز ، أنا متعصب أوي ، متعصب ولولا إللي أبوك عمله أنا أقسم بالله ما كنت خليت بنت الخدامة دي تقعد يوم واحد في بيتنا ! 


رغم اعتراض فايز على مصطلحات فواز لكنه لم يستطع الدفاع أو التبرير فما فعلته غادة فعل شنيع لا يستطيع غفرانه أبدًا 


_ أنا مش عارف أتصرف ، مبقتش طايقها ومش عارف أغفرلها ولا استوعب إللي هي عملته من بشاعته وفي نفس الوقت مش قادر أطلقها .. حاسس إني هظلمها لو عملت كدة ! وأرض أبوك والاتفاق وخايف أوي من حجات ومشاكل كتير 


قال فايز في حيرة شديدة ووجهه مهموم ومضغوط ليقول فواز بعينين قوية 


_ بص ، أنا كنت متضايق منك ، روحت اتجوزت واحدة مش مستواك شحاتة وزبالة وسبت ريم بنت خالتك الجميلة المثقفة إللي أي حد يتمناها ، وبعد إللي حكيته أنا متضايق دلوقتي أكتر ، بس أنت أخويا وأنا عمري ما هتخلى عنك 


نظر له فايز في أمل ثم ربت فواز على كتفه قائلاً في حنان أخوي 


_ عمري ما هسيبك لواحدك يا فايز ، وبالذات في الوقت إللي أنت محتاجني فيه .. متقلقش هنلاقي حل 



أشرق وجه فايز ببصيص من الأمل، وشعر بأن عبءًا كبيرًا قد أزيح عن كاهله وأنه ليس وحيداً وسيجد حل ليقول في امتنان


_ شكرًا يا فواز ، انت مش متخيل أنا كنت محتاج حد جمبي إزاي ، مكونتش هعرف هعمل إيه من غيرك


ثم ضمه فايز ليشعر فواز بالإرتياح الشديد في لأول مرة منذ زمن يضم فايز بين زراعيه ، ليضغط على جسده يريد اعتصاره ومشاعر عشقه له ظهرت وتبدد كل ضيق من ضمة واحدة ليقول فواز بجانب أذن أخيه كأنه يوصل له رسالة قوية ومؤكدة 


_ دا إللي الأخوات بيعملوه لبعض ، إحنا هنا مع بعض ولبعض ، مهما كانت الظروف ومهما كان بنا خلافات ، أنا عمري ما هسيبك لواحدك يا حبيبي


لم يرد فايز بالكلمات بل كان رده بتشبثه الذي أصبح عنيفاً بأخيه وتلك الدمعة التي سقط فوق كتف فواز .. ليشعر الآخر بالضيق الشديد فهو يعلم بمرض فايز وأنه لديه رهاب ومشاكل تجاه عدة أشياء ودائمًا ما كانت دموعه قريبه ليشعر بقلبه يتقطع من أجله وينتوي الشر لتلك التي أوصلت أخيه الصغير لهذه الحالة .... 


دخلت رنيم عليهما ليعتدل الإخوة أخيراً ليضبط فايز ملابسه ويمسح وجهه الذي أحمر لتشعر رنيم بالخجل لدخولها في مثل هذه اللحظة .. أمسكت صينية فوقها كوبين من عصير الليمون 


نظر فايز للكوب بعدم ثقة ليقول فواز


_ أهدى واشرب العصير 


 

هز فايز رأسه ثم تناول ذلك العصير البارد المنعش الذي نقذه من هبوط حاد كان على وشك الوقوع فيه ... 


بعد وقت من الحديث بين فايز وفواز استعادة فيه علاقتهما وهون فواز على أخيه الأصغر حزنه ورسم البسمة على وجهه ، ذهب فايز ليودعه فواز إلى الشارع وبينما هو يودع فايز حتى وجد محمود أمامه يجلس على أحد كراسي القهوة يضع ساق فوق الأخرى يضع بوز الشيشة بين شفتيه ناطقًا في خبث 


_ عامل إيه يا باشا ؟ 


لم يرد فواز وبقى ينظر له يريد أن يعلم إلى أين يريد أن يصل محمود ليقول الآخر في غموض 


_ متردش ، كدة كدة هتمشي من هنا قريب قفاك يقمر عيش ! 


ثم ارتفعت ضحكات محمود في صخب أثار ريبة فواز .. كان سيذهب ليؤدبه على ما قال لكن هل سيؤدبه على شيئ لم يفهم مغزاه! .. فمعنى كلمات محمود لم يفهمها فواز لكن ما فهمه وجال بخاطره أن الموضوع يتعلق برنيم وأنه سيرحل ويترك رنيم ! .. 


شعر فواز أن هذه مضايقة تافهه هو في غنى في خوض مشاجرة من أجلها خصوصاً وأن بسبب مشاجرتهم نظرات سكان المنطقة إليهم كلها غرابة وتعجب لكنهما تأقلما ولم يهمهما أي أحد ... 


صعد فواز لشقته وفتح التلفاز وبقى يشاهده في الخارج لفترة ثم لاحظ غياب رنيم .. شعر بالإشتياق إليها ولجلوسها معه وبسبب شجاراتهما المتكررة في الفترة الأخيرة لم يحظيا بالسعادة لفترة طويلة ، وقف فواز من مكانه وقرر الذهاب إليها..  


كانت الغرفة مضاءة بضوء خافت ينبعث من مصباح الطاولة، يضفي على الجدران ظلًا هادئًا. جلس فواز على طرف السرير بجانب زوجته رنيم، التي كانت مستلقية وظهرها متوجه نحوه. حاول أن يقترب منها بحذر، يضع يده على كتفها برفق.


_رنيم، انتي كويسة ؟ 


سأل بصوت منخفض، محاولًا فهم سبب برودها .


رنيم استدارت ببطء، عيناها تحملان مزيجًا من التعب والإصرار. 


_ فواز ، من فضلك، متقربش مني النهاردة 


 قالتها بصوت هادئ ولكنه ثابت.


تفاجأ فواز من طلبها، وحاول البحث عن سبب في عينيها. 


_ ليه يا رنيم ، أنا عملت حاجه ضايقتك ؟


أخذت رنيم نفسًا عميقًا، ثم قالت بنبرة هادئة ولكنها حاسمة


_ لا، مش بسببك. أنا بس حاسة بتعب كبير وعايزة ارتاح دلوقتي 


ظهرت ملامح القلق على وجه فواز ، لكنه حاول كتم شكوكه. 


_ ماشي ،طالما عايزة ترتاحي هسيبك ترتاحي يا رنيم 


ثم تركها لتغرق في أفكارها، بينما جلس في زاوية الغرفة، يتأمل وضعهما ويحاول فهم ما يجري. كانت الأسئلة تدور في ذهنه بلا توقف. 



وللمفاجئة الكبرى .. قد تلقى فواز قبل بضعة أيام رسائل مجهولة المصدر عبر هاتفه، تُشير إلى أن رنيم تخونه مع محمود، ابن منطقتها. لم يكن يصدق في البداية، لكن الشك بدأ يتسلل إلى قلبه خصوصاً وهي تستمر في الابتعاد عنه ومنعه اليوم من الإقتراب منها ونظرات وكلام محمود السام والمريب ... وبعد ما سمعه من فايز واكتشافه خيانة غادة له من خلال رسائل مجهولة ، اذدادت ريبته مما يحدث كما اذداد شكه في رنيم فكما اكتشف فايز حقيقة غادة البشعة يمكن أن يكتشف هو حقيقة رنيم !! انفتحت عينيه في خوف وانقبض قلبه ، فلن تصبح رنيم مثل غادة أبدًا .. لكنه سيجن من التفكير وهو يسأل نفسه 


"لماذا ترفض اقترابي منها؟ هل هناك شيء تخفيه عني؟ هل يمكن أن تكون تلك الرسائل حقيقية؟ 


كانت الشكوك تنمو بداخله مثل النار التي تلتهم كل شيء في طريقها.


تذكر الرسائل التي تلقاها التي تحمل الكلمات المشحونة بالسموم، الاتهامات التي لا يمكنه تجاهلها. هل يمكن أن يكون محمود جزءًا من حياتها بهذا الشكل؟ لم يستطع التخلص من هذه الأفكار المظلمة.


جلس فواز هناك مكانه يطالع ظهرها المتوجه نحوه ، يفكر في كل لحظة قضاها مع رنيم. كانت مخلصة ومحبة دائمًا، لكن ماذا لو كانت تخفي عنه شيئًا؟ كان يشعر بأنه عالق بين حب حياته والشك الذي يمزق قلبه.


قرر في النهاية أن يواجه الموقف بحذر.. ليقف من مكانه ويجلس على الفراش مرة أخرى مربتًا على كتف رنيم حتى تفيق قائلاً 


_ رنيم، لو فيه حاجة مضيقاكي قوليلي عليها وأحنا نتكلم فيها .. أنا هنا عشانك 


 قالها بصوت هادئ لكنه كان مليئًا بالقلق والشك.


رنيم نظرت إليه لفترة وجيزة، ثم أغلقت عينيها واستدارت مرة أخرى،


_ أنا بس محتاجة ارتاح .. ممكن يا فواز تسيبني أنام بقى وتقفل أي موضوع تاني ؟


تفاجئ فواز من برودها وحدتها ورفضها القاطع لمحاولاتها حتى لإصلاح الأمر .. 


خرج من الغرفة بعدما شعر أنه غير مرحب به فيها و لم يستطع النوم تلك الليلة، يجلس في غرفة النعيشة ، تتصارع الأفكار في رأسه. هل كانت تلك الرسائل مجرد خدعة؟ أم أن هناك شيئًا أكبر يتجاوز فهمه؟ كانت الليلة طويلة، مليئة بالأفكار والشكوك التي لم يجد لها إجابة.


 غرق في تلك الليلة المظلمة، كان الهدوء يلف المنزل بينما جلس هو شاردا في أفكاره. كانت الرسائل الغامضة التي تلقاها خلال الأيام القليلة الماضية تزدحم في ذهنه، تثير شكوكه وتزيد من حيرته. كلمات الاتهام والصور المريبة لمحمود بينما يقف مع رنيم في الحارة ، يرى إبن منطقة زوجته يقف مع زوجته رنيم، كانت تُراود تلك الصور خياله بلا هوادة.


لم يستطع فواز تحمل الضغط أكثر، فخرج إلى البلكونة باحثًا عن بعض الهواء النقي. كان الجو باردًا قليلاً، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتهدئة عاصفة الأفكار في رأسه. أشعل سيجارة بيد مرتجفة، متأملًا الدخان الذي يتصاعد ببطء ويتلاشى في الهواء. 


بينما كان ينفث الدخان، كانت الأفكار تتسابق في عقله. "هل يمكن أن تكون رنيم تخونني؟ هل هناك شيء بينهما لم ألاحظه؟" تردد صدى هذه الأسئلة في ذهنه دون توقف. تذكر كل لحظة قضياها معًا، كل ضحكة وكل همسة، لكن تلك الرسائل جعلت كل شيء يبدو وكأنه مجرد وهم.


استند فواز إلى حاجز البلكونة، ناظرًا إلى الأفق البعيد حيث تتلألأ أضواء المدينة. "كيف يمكنني مواجهة رنيم؟ هل أظهر لها الرسائل وأطلب تفسيرًا؟ لكن ماذا لو كانت مجرد أكاذيب؟" كان يعرف أن المواجهة قد تكون مخاطرة كبيرة، لكنه أيضًا لم يكن يستطيع العيش مع هذه الشكوك المستمرة.


أخذ نفسًا عميقًا من سيجارته، ثم نفثه بقوة وكأنما يحاول طرد الأفكار السلبية من ذهنه. لكنه لم يكن يستطيع تجاهل الدلائل التي أمامه، الصور والكلمات التي تم إرسالها له كانت حقيقية جدًا لدرجة لا يمكنه تجاهلها.


تذكر صوت رنيم وهي تطلب منه ألا يقترب منها . كانت تبدو متعبة، لكنها كانت دائمًا صادقة ومحبة. هل يمكن أن تكون هذه الرسائل مجرد محاولة لتدمير علاقتهما؟ لكن من يمكن أن يكون لديه دافع لفعل ذلك؟ فكر في أبيه فهو يريد إنهاء هذه العلاقة تحت أي ظرف ومهما كلفه الثمن .. ولكن من شدة حيرته لم يقدر على الوصول لحواب نهائي لكل تلك التساؤولات


أطفأ فواز سيجارته بحركة حادة، ثم عاد إلى الداخل. كان يعرف أن عليه أن يتخذ قرارًا قريبًا، لكن لم يكن يعرف كيف أو ماذا يفعل. كانت هذه الليلة واحدة من تلك الليالي التي لا تأتي معها النوم بسهولة، حيث تظل الأفكار تدور في رأسه بلا هوادة، تبحث عن إجابة لا يعرف إن كانت موجودة. 



لكن ما يعرفه أنه إن ثبتت خيانة رنيم له .. سيقتلها في ذات اللحظة . 


_____


عاد فايز للمنزل .. لم يكن الوقت متأخرا للغاية لكنها اجازه نهاية الأسبوع لذلك الجميع مستيقظ والقاهرة مذدحمة ولا توجد ساعة متأخرة ... ترجل من سيارته في المرأب لكنه لم يرد أن يدخل البيت لعدم رغبته في مواجهة غادة ! 


توجه للحديقة ، ساقته قدميه للمرسم وكأنه يريد أن يهرب هناك .. ذلك المرسم أو الورشة ، العالم الخاص بريم .. العالم الذي تحبه ريم ويحبه هو .. 


وجد الأضواء تخرج منه وصوت داليدا يصدح بإحدى الأغاني المطعمة بالألحان الفرنسية ...  


وتلك الرائعة الجميلة التي عبئت المكان رسمت ابتسامة تلقائية فوق وجهه وأنسته كل أحزانه .. 


دخل فايز إلى المرسم الذي تحبه ريم ، حيث تجد الراحة والسكينة هناك ... وجد الباب مفتوح وكان أحدهم كان هنا وذهب وتركه مفتوح.. وقف على بابه ليشاهدها ! نعم من حسن حظه أنها موجودة ! ..


 تقف منهمكة في صنع قطعة حُلي فريدة من الفضة. كان ضوء القمر ستسلل عبر النافذة الكبيرة، يلقي بضيه على طاولة العمل الخشبية التي تزدان بأدواتها العديدة.


كانت ريم منهمكة في العمل، ترتدي نظارات مكبرة، وتحمل بين يديها قطعة فضية لامعة. كانت تستخدم الملقط الرفيع لتثبيت القطعة بينما تقوم بنقش تفاصيل دقيقة باستخدام الإزميل الصغير. إلى جانبها كانت توجد أدوات أخرى مثل المطرقة الصغيرة ، والمنشار اليدوي، والمبرد، وأدوات التلميع التي كانت تُشع بريقًا مع كل حركة.


رآها وهي تستخدم القالب لتشكيل الفضة، وتنظر بعين فنية إلى التفاصيل الدقيقة التي كانت تضفيها بمهارة لا تضاهى. كان قلبه ينبض بإعجاب وحب عميق، وكأن كل لحظة تمر هي لوحة فنية بحد ذاتها


وقف فايز عند الباب للحظة، مبهورًا بما تراه عيناه. كانت ريم تضيء الغرفة بجمالها وتركيزها، وكأنها تملك سحرًا خاصًا في أصابعها. اقترب منها ببطء، خائفًا من أن يزعج هذا الجو السحري الذي خلقته.


_ريم، انتي بتصنعي الجمال 


قالها بصوت خافت منبهر ، فابتسمت له دون أن ترفع رأسها عن العمل ولم تكن متفاجأة بوجوده لتردف 


_تعرف يا فايز .. كل ما حسيت إني متضايقة ألاقي نفسي هنا ، وسط أدوات الرسم والبيانو والفضة .. بتاخدني لعالم تاني ، عالم بعيد عن كل همومنا 


كل ما تنطق به يبث فيه السلام والراحة والطمأنينه .. ما إن أنهت كلامها حتى انشغلت تماماً فيما تفعل ليدخل فايز إلى المرسم بحذر، محاولًا أن يقترب من ريم وهي تعمل على قطعة جديدة من الفضة. كانت ملامحها متجهمة قليلاً بسبب التركيز الشديد، لكنها بدت جميلة بشكل لا يوصف تحت ضوء المصباح الذي يضيء الطاولة.


اقترب منها بهدوء، محاولًا أن يلف ذراعيه حولها من الخلف. لكنها، دون أن تلتفت، أمسكت بمشعل اللحام ورفعته في الهواء، موجهةً اللهب الصغير نحوه بتحدٍ، وابتسامة مشاكسة ترتسم على شفتيها.


_ فايز ، متقربش أكتر، الشغل محتاج تركيز 


تراجع فايز بسرعة، رافعًا يديه بتسليم أمام ذلك اللهب ، لكنه لم يستطع منع نفسه من الضحك.


_ ماشي ماشي أنا بستسلم ، أنا كنت عاوز اساعدك بس 


تلك النبرة الخبيثة والنظرة المتلاعبة جعلت ريم تنظر إليه أخيرًا بعينيها اللامعتين، وأطفأت المشعل ساخرة 


_ عارفا عارفة ، بس مساعدتك أنت بالذات ممكن تعمل فوضى 


ابتسم فايز فبادلته الابتسام واقترب مرة أخرى، ببطء هذه المرة، وبدون أن يلمسها، جلس بجانبها وراقبها وهي تعمل. 


_ خلاص مش هضايقك ، هتفرج بس ، عايز اشوف فنانة حقيقية فريدة من نوعها وهي بتعمل شغل كله رقة 



داعبت تلك الكلمات صدرها ، لأول مرة يجاملها ويغازلها بهذه الطريقة.. ظهرت معالم الثقة فوق وجه فايز بينما يرى تأثير كلماته عليها 


فابتسمت ريم بخبث، ثم عادت إلى عملها وكأن شيئًا لم يكن. 


_ تمام ، يبقى بص واتعلم ، وخليك محافظ على المسافة الآمنة 


شعر بالإحباط .. يشعر أنه من الصعب أن يجذبها بمجرد كلمات فهي تعطيه الأمل ثم تسحبه منه وكأنه لم يفعل أي شيئ .. لكت على أي حال ، قد قرر فايز التخلي عن ألاعيبه ، يريد أن يسترخي ويهدأ فقط 


فجلس بجانبها بهدوء، مستمتعًا بمشاهدتها وهي تمارس شغفها. كانت تستخدم الملقط الرفيع لتحكم القطعة الفضية وتوجه موقد اللحام بحرفية عالية، تذيب الفضة وتشكلها كما تريد. كانت نظراته تتبع حركاتها، مستمتعًا بكل تفصيل صغير.


_ أد إيه الفضة معدن جميل أوي ، والشغل عليه ممتع ، بحس إن دا ملاذي يا فايز 


تحدثت ريم في رقة ليهز رأسه موافقًا وقد شعر بالسعادة العارمة لسامحها له أن يشاركها شغفها وعيناه تلمعان بإعجاب. 


_وأنا كمان اكتشفت إني بلاقي نفسي هنا ، جنبك يا ريم !


تحركت ريم ببطء نحو قطعة أخرى، وأعادت تشغيل المشعل.


_ لو عاوز تفضل هنا ، يبقى لازم تتعلم إزاي تتعامل مع الفضة وتعرف قيمة المعدن دا كويس ، تحب تتعلم .. إيه رأيك تجرب ؟


تلك الكلمات شعر بها أنها لا تقصد فتردد فايز للحظة، ثم مد يده بحذر.


_ أكيد ، وريني إزاي 


أمسكت ريم بيده لينتفض جسده ، ووجهته بلطف نحو القطعة الفضية، بدأ يشعر بالدفء والراحة


بعدما ساعدته في فعل قطعة تركته ليجرب وحده فتنهد وأخذ إحدى الأدوات، مقلدًا حركاتها بحذر. بدأت ريم تشرح له بهدوء كيفية استخدام كل أداة، وعيناه تتبعان حركاتها بإعجاب وحب. كانا يعملان معًا في انسجام تام، وكأنهما يرقصان على نغمات موسيقى هادئة لا يسمعها سوى قلبيهما.


بينما كانا يعملان في تناغم تام، دخل أطفالهم الثلاثة إلى الغرفة، يجلبون معهم دفءً إضافيًا. ياسين، الأكبر، بفضوله المعتاد، اقترب ليشاهد ما يصنعه والداه. عمر المشاغب ، في وسطهم، بدأ يسأل عن كل أداة وكل خطوة، في حين كانت رقية الصغيرة تقف مبتسمة، ترسم بإصبعها الصغير أشكالًا في الهواء.  انضموا إليهما بضحكاتهم وبراءتهم، كل واحد منهم يحمل أداة صغيرة يحاول بها أن يقلد والديه. تحولت الغرفة إلى خليط من الحب والفرح، ينساب بين أرجائها كضوء الشمس في الصباح.


نسيت العائلة كل ما مروا به من أحزان، ووجدوا في هذا الجو الهادئ ملاذًا من كل ضيق. كانت لحظة واحدة من الصفاء تكفي لمحو ذكريات الألم، لتترك فقط النور والبهجة والحب يملأ قلوبهم.


في ذلك المرسم، بين أدوات تشكيل الحُلي والأيدي التي تعمل بتناغم، ولدت من جديد ذكريات جميلة ستبقى محفورة في قلوبهم إلى الأبد.


ولأول مرة منذ وقت يجتمع فايز مع أطفاله و أمهم بذلك الشكل المتناغم الدافئ والمفرح ... 


بعد ساعات طويلة قد نام الأطفال


بعد ساعات طويلة قد نام الأطفال وبقى فايز وريم وحدهما يتناولان إحدى المشروبات الساخنة .. 


تتأمل ريم القمر وستائر النجوم من خارج الشباك بينما فايز يتأملها هي 


_ القمر حلو أوي النهاردة 


قالتها ريم ليشعر فايز أن أنغام صوتها الهادئ تخطفه لعالم آخر لتسبل عينيه وكأنه يراها لأول مرة قائلاً 


_ انتِ أحلى بكتير 


نظرت له ريم .. احمر أنفها ولمعت عينيها ليبتسم لها فايز في هيام لتستشعر ذلك فيه ... اقترب منها فايز هاتفً أمام عينيها 


_ انتِ أحلى من أي حاجة في الدنيا.. 


تهاوت دقات قلبها وشعرت بالدوار ليضع يده على صدغها يستشعر نعومته ويتلمس تلك النمشات المتناثرة وكأن بالفعل وجهها كسماء تزينها النجوم وعينيها كقمرين مضويين يشعلان فيه مشاعر لم يختبرها من قبل 

 


_ الوقت أتأخر أوي 


ابتعدت عنه ريم على آخر لحظة ولم تسمح له بفعل ما خطط له .. أصبح فايز يتم رفضه مرات لا تحصى ليتوتر لكنه هذه المرة بدى مصر لتقول ريم 


_ الولاد هينماوا هنا النهاردة 


قعص حاجبيه _ هيناموا فين ؟


لتقول في بساطة مخبئة توترها 


_ الكنبة بتتفرد سرير .. 


احمرت عينين فايز ، لا يريد أن يفارق عائلته الصغيرة ، عائلته الحقيقية الجميلة ، مهما حدث لا يريد أن يرحل ليقول على عكس عادته أن يفرض نفسه على أحد 


_ هو مينفعش أنا كمان أبات هنا ...


_ مالكش مكان يا فايز .. 


رغم براءة ملامحها الا أن ردودها كانت صادمة لكنه بدى مصرا بينما يقول في وهن ويتوسلها للبقاء معها 


 _ حتى لو على الأرض يا ريم !


نبرة التوسل ونظرة الرجاء في عينيه ، جعلت قلبها يرجف داخل صدرها لكنها مع ذلك نظرت داخل عينيه قائلة 


_ تصبح على خير يا فايز ... 


 طالت النظرة لتخفضها ريم ولم تستطع التحمل أكثر ، ليقف هو من دون كلمة أخرى خارجاً من الورشة .. 


_____


لم يذهب فايز لغرفته مع غادة بل دخل لغرفته مع ريم ! .. تلك الغرفة التي أدرك قيمتها الآن.. بعد ما يقرب من أربعة أشهر مفارقًا لها .. 


دخل فايز الغرفة متأملاً ألوانها ونظافتها ورائحتها .. أغمض عينيه ليستشعر الأمان والسكينة ليجد فجأة من يقتحم عليه الغرفة هاتفًا


_ فايز 


كانت غادة ليتهجم وجهه ويعطيها ظهره ولم يستطع مخاطبتها ولا النظر إليها حتى .. لكنها كانت مصرة إصرار غريب جعله ينصدم من وقاحتها وأنها لا تخجل لعدما كشفت حقيقتها 



_ أنت لازم ترد عليا 


لم ينظر لها لكنه هتف في اشمئزاز 


_ مش متحمل إني أسمع صوتك 


_ أنا حاسة إني حامل !


ألقت جملتها في ثبات لتتشنج كل خلية في جسده ويتوقف الزمن به وترتفع حرارة رأسه ! .. شعر لوهلة أن روحه خفيفة وستطير منه ..  


التف لها كالمفزوع مرددًا 


_ حامل !.. 


_ أنا مش حاسة 


ثم تقدمت له باختبار الحمل واضعه إياه أمام عينيه قائلة 


_ أنا عملت إختبار الحمل وطلعت فعلاً حامل ! .. 


وقع جسد فايز على الفراش من الصدمة مذعورا لتتفاجئ غادة من ردة فعله واقتربت منه تميل عليه مردفة في قلق 


_ مالك يا فايز وشك أصفر زي الليمونة كدة ليه أنت مش فرحان ولا إيه 


لم ينظر إليها وكان عقاه في عالم آخر لتبتسم غادة في أسف قائلة بينما تقترب منه 


_ أنسى كل حاجة يا فايز ، ربنا بعتلنا العيل دا عشان يدينا فرصة تانية مع بعض 


نظر لها فايز كالتائه لتمسك هي وجهه تضمه إليها هامسة 


_ ابني وابنك يا فايز 


ثم مالت عليه لتقبله ومن شدة هوانه تمدد جسده بالكامل على الفراش وهي معه وفي تلك اللحظة انفتح باب الغرفة ... 


كانت ريم ! فزعت من المنظر وانفتحت عينيها على آخرهما اعتدل فايز وغادة بسرعة وما إن وجدها حتى شعر بالدمار الشامل لحياته وقبل أن يقول أي كلمة كان جسد ريم يتهاوى أرضًا .... 



____


نهاية فصل ولا أروع 🤡

✨✨✨✨نهاية الفصل  والطويل جدا ✨✨✨

مستنية آرائكم الجميلة عن الأحداث 🤍↗️

واللي عاوز الرواية يكلمنا على تلجرام

تعليقان (2)

  1. ♥♥♥♥من اجمل الروايات اللى قريتها
  2. تحف
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.