الفصل الثالث والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثالث والسبعون من رواية عشق أولاد الزوات 


عاوزين تعليقات حلوة زيكوا💖💖💖 

______


"ازيك يا محمود."


تلقى محمود رسالة من رقم رنيم على الوتساب ... 


انفرجت أساريره ورد عليها بسرعة وكأنه كان ينتظر رسالتها طويلاً


"رنيم! وحشتيني أوي."


أجابت 


"أنت كمان."


رغم أنه فهم ما قالت لكنه طلب توضيحًا


"أنا كمان إيه؟"


أجابت: "أنت كمان وحشتني."


شعر محمود بفيض من المشاعر وكتب


"حرام عليكي تعملي فيا كدة. أنتي ايه سحرالي؟"


توقف محمود لحظة، ثم كتب : "امتى يا رنيم ... امتى هتطلقي منه."


عرف محمود أن الإجابة لن تكون سهلة، فردت رنيم بتردد


"مش هينفع دلوقتي يا محمود. أنت عارف إن لو اتطلقت منه هبان إني مش جدعة وموقفتش معاه في محنته."


شعر محمود بالغضب والحزن وكتب بحزم: "اتطلقي انتي بس وسيبيه، بعد إللي انتي حكيتهولي عنه أنا بقيت بكرهه أوي."


" معلش يا محمود استحمل أنا إللي ظلمت نفسي لما اتجوزت واحد مش من توبي ولا شبهي ، طيب هقفل دلوقتي وهكلمك بعدين أحسن فواز بيرن " 


انتهت المحادثة هنا  ، و كان هو يتمنى لو يستطيع فعل المزيد لمساعدتها.. يفعل المذيد ليحصل عليها ، يفعل المذيد ليكون معها ويخلصها من ذلك الرجل الظالم .. 


دخلت رنيم حاملة واجب للضيافة لدينا ابنة عمها .. 


لتجدها متوترة ووجهها أحمر لتسأل رنيم في لطف 


_ مالك يا دينا؟! 


ردت دينا _ مفيش بس...بقالي كام يوم بشتغل كتير فمخنوقة شوية 


ابتسمت رنيم قائلة _ معلش يا دينا ربنا يكون في عونك يا حبيبتي ، اتفضلي العصير


ابتسمت دينا بصعوبة ثم شرعت في تناول العصير تحت ضغط كبير .. حامده الله أنه لم يتم كشفها على آخر لحظة فلم تشعر بخطوات رنيم بينما تخرج من المطبخ وتتوجه إليها ...  


_ فين تليفوني ، مشوفتيهوش يا دينا ! 


أصفر وجه دينا وذهبت منه الروح لتنظر إلى ريم في ذعر قائلة في توتر 


_ مش عارفه والله.. آه لأ استني 


ثم مثلت أنها وجدت شيئ ومدت يدها بجانبها لتجد الهاتف قائلة 


  _ دا كان واقع على الأرض ومسكته ونسيت أحطه على الطرابيزة 


أمسكت رنيم الهاتف لتتنهد دينا في تعب 


_ معلش دماغي مش فيا 


ابتسمت رنيم قائلة في تعاطف 


_ أنا حاسة بيكي أنا لما كنت بشتغل كنت باجي آخر النهار حيلي مهدود 


ابتسمت دينا بصعوبة ثم قالت في إرهاق 


_ طب بعد اذنك بقى يا رنيم يا حبيبتي أنا يادوبك أروح أنام 


ثم وقفت قائلة _ الحمد لله إنك بخير وإني اتطمنت عليكي 


وقفت معها رنيم لتودعها طالبة منها 


_ تعالي بكرة تاني يا دينا 


ردت دينا في وهن _ والله ياختي  ببقى عاوزة أجي بس بخاف اضايقك


لتجيب رنيم في ترحاب _ لأ مش هتضايقيني خالص ، أنتي عارفة وضعي في البيت هتونسيني 


ربتت دينا فوق يدها مبتسمة _ حاضر يا حبيبتي يلا مع السلامه لو عوزتي حاجة كلميني 


ودعتا بعضهما لتدخل دينا بيتها وتغلق رنيم بابها وما إن اختلت دينا بنفسها حتى هتفت في قلق بالغ  


_ ياترى أنا كنت مسحت المحادثة ولا لأ .. ؟


ثم وضعت يدها على قلبها تحاول ايقاف دقاته السريعة لكنها لم تفلح وشرعت في عصر ذاكرتها لتجيب على تساؤلها .. 


___


جلس بشقته الجديدة التي سكن بها بعد ما حدث للمنزل والورشة ، فتحها بعد ذلك اليوم الشاق وتلك الصدمات التي مر بها بدأً بمعرفته بطلاق ريهام نهاية بتلك المواجهه الحامية مع هيام وضربها له ! ... 


تنهد ذكي فاردًا جسده فوق الأريكة الجلدية في منتصف الصالة المريحة ... لينظر يطالع السقف في سكون ، متذكرًا أول مرة قابل بها هيام بعد الحادثة .. 


دخلت هيام المعرض الخاص بفوزي ، لم تجد فوزي به وكادت أن ترحل لكنها وجدت ذلك الرجل حبيب اللعينة غادة كما أسمته يدخل من الباب الزجاجي الكبير لتتوجه نحوه في غضب مهاجمة إياه 


_ أنت بتعمل إيه هنا ؟! 


توقف أمامها يستوعب ذلك الموقف ، وبالطبع قد تعرف عليها فهي من ضربته أول مرة في الحادث وفي المرة الثانية كادت أيضا أن تقتله 


شرع ذكي في الإجابة ليدخل فجأة فوزي لاهثًا كمن كان يجري ليهتف في أسف 


_  معلش يا ذكي اتأخرت عليك 


ثم انتبه لوجود هيام ليقول 


_ ازيك يا هيام 


نظرت له شرزا ثم عادت تسأل ذكيي في حدة 


_ أنت شغال مع فوزي ؟ 


ليستغرب فوزي مستفسراً 


_ أنتوا تعرفوا بعض ؟


تبادلا الإثنان النظرات بلا إجابة ليطلب فوزي 


_ ما تردوا  مالكوا 


تنحنح ذكي مجيبًا _ أيوة ن


لتقاطعه هيام بتعالي 


_ ولا أعرفه ولا يعرفني ، أنا إللي خبطته بالعربية ! 


ثم التفتت لفوزي مؤنبة في حدة _ أنت إزاي تشغل الأشكال دي عندك يا فوزي .. أنت عارف دا مين وعملوا في أختي إيه ؟ 


سمعها ذكي ليرد _ أشكال إيه إللي بتتكلمي عنها يا مدام !


وقف أمامه في تحدي _ أشكالك انت الشرشوحة التانية 


ليقابلها ذلك التحدي هاتفًا 


_  الأشكال دي إللي مرضتش تعمل فيكي محضر وتحبسك ، لو أنا شكلي مش عاجبك فانتي رد سجون 


_ ذكي !


توسعت عيني فوزي هاتفًا بتحذير لترد هيام مندفعة فقد جن جنونها بعد جملته 


_ رد سجون يا حقير 


_ هيام !


قالها فوزي في تفاجئ من تطاولها عليه لكن ذكي لم يصمت وقال 


_ حقير ! أنا مش هرد عليكي احتراما لبشمهندس فوزي ، بس كل واحد بيشوف الناس على حسب طبعه 


ثم ذهب وتركها هي وفوزي وكل جزء به غاصب لكنه أحترم فوزي ولم يرد إهانتها في وجوده ، 


أما فوزي وقف أمامها قائلاً _ هيام أنتي ذودتيها أوي ، وغلطتي فيه ودا موظف من موظفيني ومسمحلكيش تتعدي حدودك معاه أو مع غيره 


أجابت يهام بسؤال متحفز _ يعني إيه يا فوزي  ؟


_ يعني لازم تعتذريله 


لتنفتح عينيها غير مصدقة ما يقول 


_ دا بيقولي كان زمانك رد سجون !! 


تنهد فوزي ساحبًا نفسًا عميقاً قائلاً 


_ أنتي إللي غلطي فيه الأول ، ذكي محترم وشغال معايا ولحد دلوقتي مشوفتش منه أي حاجة وحشة


_ وانا بقى اللي مش محترمة 


_ أنا مقولتش كدة بس أنتي الغلطانة  


_ أنت واخواتك كلكوا واحد يا فوزي


شعرت بالظلم بينما يهاجمها من كل جانب ويريدها أن تعترف أنها الظالمة ، تنفس فوزي ثم قال في هدوء 


_ لأ يا ريهام ، أنا ماليش دعوة باللي بينك وبين فواز ... انتي بنت خالتي يعني أختي وانتي عارفة معزتك عندي 


لم ترضى على ما قال ونظرت للجهه الأخرى قبل أن يكمل فوزي 


_ أنا بقول الحق وإللي شوفته حصل ادامي فلو سمحتي متصغرينيش وروحي اعتذري 


ظبت الأرض بقدمها وتركته وغادرت ليتأفف منها ومن أفعاله التي دائماً ما اتسمت بالكبر والغرور والعناد وعدم الإعتراف بالخطأ ... 


خرجت هيام غاضبة رافضة الإعتراف بالخطأ والذهاب للإعتذار .. لتجد ذكي يقف أمام سيارتها محتارا لتذهب نحوه هاتفة في غضب 


_ بتعمل إيه في عربيت 


_ هاتي المفتاح 


_ أوعى من وشي يا حيوان أنت 


سبته هيام ورفضت ما قالت متوجهه بتكبر نحو سيارتها ليشدها ذكي من زراعها في عنف لترتطم به ... 


في تلك اللحظة الفارقة ، التقت عيناهما لأول مرة، وكان في نظراتهما عالم كامل من المشاعر المتناقضة. عيناها اتسعتا بدهشة وخجل .. ماهذه العينان الغريبتان ! ،  تلمع فيهما بريق الأسئلة والأحاسيس الجديدة. كانت عيناه تتحدثان بلغة جعلتها تتأمل بلا كلل ، إنه ذلك الشخص الذي شتمته من ثواني معدودة تقف على مسافة قريبة للغاية منه تتأمل ملامحه وعيناه


لم تستطع هيام التراجع أو إبعاد نظرها، كأنما كانت مغناطيساً يجذبها نحو عمق روحه. شفتاها تفتحتا قليلاً في محاولة لكتم الأنفاس المتسارعة، بينما نبضات قلبها تعلو كطبول الحرب. وكأنها لأول مرة تختبر هذا الشعور ولأول مرة تنظر في عينين رجل ، لكن هذه المرة نظرة العيون جعلتها كأنها تنظر داخل روحه 


أما هو فذلك الغاضب الثائر إثر اعتدائها اللفظي عليه ، تحول تماما ليتأمل هذه العيون الرائعة .. ليشعر أنه تائه والعالم من حولهما اختفى، ليبقى فقط هما، في لحظة تجمع بين الخيال والواقع، بين الحلم والحقيقة.


أفلت ذكي نفسه عنها بصعوبة لتقف هي متصنمة فهتف بها 


_ هاتي المفتاح العربية هتولع 


لم تستوعب ما قال ليشد حقيبتها من على زراعها يفتحها بسرعة وعنف وفتح السيارة ثم فتح الكبوت الخاص بها لكن من الجانب وقد كان محقاً فما إن فتحه بصعوبة من الجانب حتى وجد الدخان يتصاعد منه .. لو كان بقى لكان احترق من سخونته وكثافته ... 


صدمت هيام مما رأت وهنا بدات تلاحظ ذكي يتحرك ليصلح العطل الموجود بالسيارة 


بعدما فتح غطاء المحرك بحذر، حيث تصاعد البخار من الداخل مما أكد له أن المحرك قد بدأ في السخونة الزائدة.


بخطوات واثقة، اتجه نحو أحد الصناديق الموجودة في المعرض ليجلب عدته وأخرج قفازات لحماية يديه من الحرارة العالية، بالإضافة إلى خرطوم يندفع منه ماء شديد البرودة . وضع القفازات ثم فتح غطاء المبرد ببطء، مفرغًا الضغط بشكل تدريجي لتجنب الانفجار المفاجئ. عندما هدأ البخار قليلاً، بدأ بإضافة الماء ببطء إلى المبرد، مما ساعد في تبريد المحرك تدريجياً.


تأكد أيضاً من أن مروحة التبريد تعمل بشكل صحيح، وفحص أنابيب المياه للتأكد من عدم وجود تسريبات أو انكسارات. بعد أن أكمل ملء المبرد بالماء، أغلق الغطاء بإحكام وأعاد تشغيل المحرك، ملاحظاً انخفاض مؤشر الحرارة تدريجياً إلى المستوى الطبيعي. انتظر لفترة للتأكد من أن المحرك استقر بشكل كامل 

.


ثم قال _ تقدري تستعمليها دلوقتي! 


كانت هيام مصدومة مما حدث ومما رأت فكان من الممكن أن تحترق داخل السيارة لولا ملاحظته لتلك الكارثة ومنعها بمهارة عالية ! ... 


ابتلعت ماء حلقها ما إن رأته يفتح لها باب السيارة قائلاً


_ متقلقيش ، اتحلت 


شعرت أنه يطمئنها فملامحها كانت مرتسمة فوقها الرعب والخوف ولأول مرة كانت تتعرض لذلك الموقف 


بخطوات متصلبة اتجهت لتركب سيارتها لتجده يعود ليصيح 


_ أنتي إزاي حاطة برفان في العربية في الحر دا ؟


ثم دخل السيارة ليحمل العطر ثم رماه بسرعة من يده من شدة سخونة الزجاجة 


_دي بتغلي افرضي كانت انفجرت جوا العربية 


ردت هيام في خوف بصوتٍ منخفض 


_ مخدتش بالي.. الحمد لله.. الحمدلله


لاحظ توترتها وشعر بالشفقة عليها ، رغم إنها أهانته إلا أن رؤيتها تجلس على كرسي سيارتها بالكاد تلتقط أنفاسها جعلته يشعر بالعطف والقلق عليها


بضع دقائق مرت وهي تلتقط أنفاسها وجلب لها مياة باردة ثم وقف بجانب السيارة .. ساد الصمت حتى قطعته بسؤالها 


_ أنت شغال هنا في الصيانة ؟ 


وضح في اقتضاب _ خدمة ما بعد البيع .. 


_ بلية يعني 


تلك المشاغبة عادت ! ليضبط أعصابه مصححًا  


_ لأ أنا مهندس 


هزت كتفها ببساطة _ مش مهندس ميكانيكا في مصر ، يعني بلية !  


تنهد مجيبًا _ بلية بلية أهو شغل حلال مش عيب بردو 


_ أنا آسفة ! 


نظر لها متفاجئًا ! هل إبنة الزوات تعتذر ؟ كادت أن تصيبه صدمه فحتى عندما خبطته بسيارتها لم تعتذر بل ألقت كل اللوم عليه...


نظر لها ذكي ثم قال 


_ مشكلتكوا انكوا شايفين الناس كلها أقل منكوا ، وبتحسبوا الغنى بالفلوس ، الغنى غنى النفس والأخلاق ، الفلوس سهلة بس الأخلاق صعبة أوي وانتي معندكيش أخلاق 


اتسعت عينيها ما إن سمعت لباقي كلمته لتهدر في عنف خارجة من السيارة لتقف أمامه تواجهه 


_ أنا معنديش أخلاق يا قليل الأدب 


ليرد هو بقوة _ تشتمي واحد وتهينيه وتقوليلي عندك أخلاق ، ودي مش أول مرة تشتميني في المستشفى كمان شتمتيني 


رفعت اصبعها في وجهه تؤنبه _ إياك تتكلم عن إللي حصل في المستشفى أنت إللي كنت هتجيبلي مصيبة وانت إللي اغمل عليك أدام عربيتي ، عربيتي أنا بالذات ، مش عاوزني أشك فيك 


هز رأسه نافيًا وملامحه كلها غضب 


_ لأ طبعا مينفعش تشكي فيا 


تحفزت هيام بشدة _ ومينفعش ليه  هو أنا أعرفك ، كل إللي أعرفه عنك إنك قريب خطافة الرجالة إللي إسمها غادة والتانية إللي كل خلافات البيت  جات من أول ما فوزي قرر يتجوزها 


قاطعها ذكي مستسلمًا يريد الهرب منها وانهاء ذلك الحوار فلا يوجد أي فائدة منها ستظل كما هي متكبرة ولئيمة 


_ بس .. بس خلاص ، أنا ولا عايز منك اعتذار ولا أي حاجة أنا هدعي أقول يارب منتجمعش تاني في أي مكان ...  


لتقول هي الأخرى في غرور _ يارب ، واترحم من أشكالك دي 


انتهى ذكي من تذكر ما حدث بينهما في أول مقابلة خارج المشفى .. تنهد بينما يتمدد على الأريكة .. تلك الفتاة الغريبة .. الجميلة والساحرة !  


مشاعر عديدة يشعر بها تجاهها ، يتفاجئ حتى من نفسه بسببها فكيف وهو كان يحب غادة وكاد أن يموت حزنًا من أجلها.. 


يعلم أن حبه لها ذهب وقد تخطى الأمر ، فقد تزوجت ورفضته ، لم تكن مشكلته الكبرى أنها رفضته بل ما جعله يمقتها هو طريقتها في الرفض ، تلك الطريقة التي أهانته وقللت منه .. لقد بكى من أجلها أكثر من شهر متواصل منعزل بالكاد يذهب لفوزي ليراه أو يضبط عمله معه وهاهو بعد مدة انتظم في العمل وتخطى غادة .. ولكن أبهذه السهولة يبدأ في الشعور بالإعجاب والتأثر بأخرى ؟ .. تذكر مرة أخرى تلك الهمسات التي همست بها له في ذلك اليوم حيث كان وحيداً ولم يجد بجانبه أي أحد سواها ! .. رغم إنها تكاد تكون غريبة كلياً عليه إلا أن الله قد أكثر صُدفهما بشكلٍ عجيب .. 


وليست أي امرأه بل هي الغرور والتكبر في حد ذاته ! تسير على الأرض مختالة بنفسها لا يهمها أحد ، إبنة الذوات كما أسماها وتلك الهانم ... طليقة رئيس العائلة ! ، ذلك الرجل المتكبر الآخر.. لم يرى في تغطرسه وغموضه ، يتذكر موقفه عندما حدثت مشاحنة بينهم عندما اجتمع الإخوة الثلاثة أمام الورشة ، يتذكر يوم أتى ليخطب ريهام لأخيه .. ذلك المخيف ! رغم أنه تعامل معه في العمل لكنه مع ذلك مازال غامضًا بالنسبة له .. 


نفض ذكي الأفكار عن رأسه في عنف ، كأنه يؤنب نفسه بتفكيره بهذا الشكل ، إنها طليقة فواز ، فواز زين الدين ، لن يضع نفسه في مقارنة مع أولاد زين الدين مرة أخرى فقد هزمه فايز من قبل وقلبه لن يتحمل هزيمة أخرى خصوصاً أن هيام هانم بالطبع لن تقبل به ولا بمشاعره ... مقت ذكي نفسه مرة أخرى على تفكيره فعلى أي مشاعر يتحدث ، يبدو أن عطفها عليه وقبلته لها .. جعلته ينحرف بتفكيره لزوايا محرمة .. 


_


كان فايز يجلس في غرفة المعيشة، منهمكًا في قراءة رسالة على هاتفه. فجأة، تجمدت ملامحه وانقبض قلبه عندما  رسالة من رقم مجهول ، ليقرء ما فيها .. احتقن وجهه فهناك حقيقة لم يكن يعلم بوجودها قد ظهرت أمامه! رسالة  كشفت الحقيقة المؤلمة. كانت الرسالة تحتوي على تفاصيل مفجعة عن زوجته غادة، وكيف أنها قامت بخداع أختها وتدمير زواجها. 


ثم فتح فايز ذلك الملف الذي أُرفق بتلك الرسالة ، ليجده عبارة عن تحاليل معملية ، ما إن فتحها فايز حتى تفاجئ من النتائج التي تثبت أنه قد تعرض لتناول عقار مُنوم بنسبة كبيرة كانت ممكن أن تؤدي لموته وانهياره ! 


" مراتك مش زي ما أنت فاكر " 


تلك الرسالة الأخيرة التي قرأها بعدما تفحص ما صدمه وجعل لسانه يعلق في حلقه .. 


هل من الممكن أنها فعلت ذلك ! ... هل وضعت له عقار مخدر وكذبت على أختها وأخبرته أن والده قد أجبرها على الزواج به وأجبر فوزي على الزواج من ريهام من أجل قطعة أرض هزيلة وصغيرة !


وجد فايز نفسه يرفع هاتفه الذي يحمله ويطلب رقم أخيه الصغير 


بعد عدة لحظات انفتح الخط ليسأل فايز سؤال مباشر وعينيه مسلطة للفراغ 


_ أنت مطلق ريهام ؟ 


سكت فوزي على الجانب الآخر وتلفظ بعدة كلمات لم تفيد فايو ليعود ويسأل في حدة 


_ أنت مطلق ريهام يا فوزي ؟ ومن امتى؟ 


أجاب فوزي بإجابة جعلت فايز يرتعد فوق كرسيه ... شعر أنه سينهار ليعود ويسأل بصوت متحشرج 


_ بسبب غادة ؟ 


توقف فوزي عن الحديث مرة أخرى ، فقد شعر بضياع أخيه ... ليقول اخيرا 


_ أيوة يا فايز ، بسبب غادة ! 


سقط قلب فايز من صدره ليعود فوزي هذه المرة هاتفًا 


_ وقولتلك قبل كدة إني مطلق ريهام بعد ما رجعت من شهر العسل .. معرفش إزاي أنت مش فاكر ؟


وهنا تذكر فايز ذلك التحليل وتلك الأشعة التي أخبرته أن تأثير تلك الكمية الكبيرة من العقار المخدر جعلت جسده مضطربا والموصلات العصبية تختل ليعلم فايز في تلك اللحظة أنه قد نسى ما قاله فوزي بسبب تأثير المنوم . 


نعم ! لا أحد له مصلحة في تفويته لأول يوم مع أطفاله غيرها هي ! لم يكن مع سواها ، لم يأكل أو يشرب من يد سواها ! لقد آمنها على حياته ولكنها كانت ستقتله بدافع الأنانية وبدوافع أخرى لا يعلمها !


أغلق الخط في وجه أخيه 

ونهض فايز من مكانه بسرعة، يمسك هاتفه بيد مرتجفة، وتوجه نحو غرفة النوم حيث كانت غادة تجلس على السرير، تشاهد التلفاز الذي أصرت على أن يكون في الغرفة أمام الفراش بالتحديد على عكس رغية فايز لكنه انصاع لها لكي يرضيها 


 نظر إليها بعينين مليئتين بالغضب والاشمئزاز. 


_ غادة ، إللي شوفته دا صح؟ انتي حاولتي تقتليني ودمرتي حياة أختك !؟


_________________________


للإشتراك في الرواية اطلبوها من تلجرام أو من خلال انستجرام 💖

******نهاية الفصل********


____________________

3 تعليقات

  1. فايز رايح يفوق بعد اى
  2. الواحد بقا يستنى تنزلى الروايه♥♥♥♥
  3. ♥♥♥♥♥
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.