الفصل الستون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الستون من رواية عشق أولاد الزوات 



عشق أولاد الذوات:

الفصل الثالث والأربعين 


___



_ ريم .. أنا آسف .. 


ذهب فايز خلف ريم ليجدها في الغرفة وقد جمعت بالفعل ملابسها هي وأطفالها ، لم يعرف كيف بهذه السرعة ملئت الحقائب لكن ما حدث قد جعله يتوقف لدقائق غير مستوعب ما يحدث وجرى عليها يعتذر 


_ آسف عشان شكيت فيكي ... بس صدقيني يا ريم أنا عارفك كويس 


لم ترد عليه وتابعت لملمة ملابسها عازمة على الرحيل ليسأل كأنه يريد أن يكذب عيناه 


_ إيه الشنط دي ؟


للمرة الثانية لم يجد رد ليبدأ هو في افراغ ما تضعه في غضب بينما يهتف 


_ مش هتمشي من هنا 


شدت منه الملابس وتحدثت أخيراً


_ بعد اذنك أبعد


لكنه مسك يدها واقترب منها يندر في عينيها يستجديها أن تظل 


_ مش هبعد يا ريم .. رايحة فين ؟


لكنها ردت بقوة _ مش هقعد أنا وولادي هنا تاني معاها


ابتلع ماء حلقه لا يعلم ماذا يقول لكنه وجد لسانه يهتف 


_ على فكرة غادة أكيد مش قاصدة هي طيبة جدا وأنا هخليها تعتذرلكوا 


أحمر وجهها أكثر فمازال يدافع عن تلك الحمقاء المريضة حتى دون أن يدري لتردد في غضب 


_ قاصدة ولا مش قاصدة أنا مش هستنى لحد ما تخليهم مرضى نفسيين بغبائها وأسلوبها


ثم اعطته ظهرها تجمع باقي الملابس والحوائج ليهز رأسه ثم هتف في غضب 


_ آه ، خديها حجة عشان تمشي لأنك مش عاوزة تشوفينا مع بعض !


أغلقت الشنطة بينما تقول بلا مبالاة فلا فائدة من الحديث معه 


_ افهم إللي تفهمه مش فارقلي 


_ ريم .. 


ضربت كتفه بكتفها قبل أن تذهب في عنف ولأول مرة بحياتهما يوصل بهما الحد إلى هذا الكم من الغضب والحزن ! 


ناداها لكنها لم ترد وخرجت لتركي عربتها ويضع أحد العاملين بالمنزل الحقائب في السيارة ويقف هو لا يعلم كيف يتصرف فلأول مرة بحياته يقع في هذا الموقف ولا يريد أن يمنعها بالغصب فتكفيه نظرة أطفاله له  وكله بسبب تلك الزوجة الجديدة! 


____


وقفت رنيم في الحمام تمشط شعرها بعدما أنتهت من استحمامها .. عينين شاردة ووجه شاحب لا تقوى على الابتسام 


لتتذكر تلك الليلة التي أتت بها إلى هذا المنزل معه .. دخل وقتها ولم يعيرها أي انتباه بل وحتى لم يسألها عن حالها بعد ما فعل بها ولم يعتذر 


ولكن كل هذا كان لا بأس به فهي معتادة على معاملته الجافة معها معظم الوقت ، ما ذاد الطين بله حينما دق الباب فذهبت لترى من الطارق لتجده والده ! زين الدين بشحمه ولحمه يقف أمامها .. لم تكن تتخيل أن اليوم سيأتي ويعترف بها ويذهب لزيارتهم 


ارتجفت واحمر وجهها واستوعبت هول الموقف وشرفت في الترحيب به لتجده يزيحها بأطراف أصابعه ويدخل المنزل دون كلمة ! 


_ نورت يا عم


أوقفها قائلاً _ متكمليش ، فين ابني ؟


ابتلعت ريقها ولمعت عينيها وقد شعرت بالإهانة لتقول في توتر 


_ بياخد شاور 


_ اطلعي ناديله قوليله زين الدين باشا عاوزك .. يلا انجري أنتي هتبصيلي لسة 


عضت شفتيها تحاول أن تتحكم في انفعالاتها فهو مازال يعمالها رنيم الخادمة ولا يعترف بها كزوجة لإبنه الأكبر بعد ... توجهت رنيم بسرعة للطابق العلوي تريد أن تهرب من أمام ذلك الجبروت الذي لم يرحمها بتعامله الفظ وقسوته معها 


فتحت باب الغرفة واسندت ظهرها عليها تحاول أن تأخذ أنفاسها 


_ مالك في إيه ؟


شهقت مرعوبة من جملته فلم تدرك أنه هنا ، نظرت له لتجده يجفف جسده بالمنشفة بينما يطالعها باستغراب من حالتها وبعينين ضيقتين 


ابتلعت ريقها ثم قالت


_ عم .. ا .ببا .. اقصد زين الدين باشا تحت ! 


نظر لتوترها ورعبها ليعلم أن والده بالطبع قد ازعجها خصوصاً أنها ترددت كثيراً في إختيار لقب مناسب له ! .. هو الآخر توتر فهو يهاب والده ويحسب له ألف حساب ، لكنه في كل الأحوال والده بالنهاية 


كان يرتدي بنطال قطني ثم ألحقه بهودي لونه رمادي وتوجه لها قائلاً 


_ البسي حاجة كويسة وانزلي .. 


نظرت لما ترتدي لتجد نفسها ترتدي جلباب بيتي فضفاض .. 


لم تستطع الرد فأزاحها في ملل وفتح الباب ونزل ليقابل والده 


هل يخجل منها زوجها هو الآخر! هذا ما فكرت به بينما توجهت لتختار شيئ مهندم لترتديه وتنزل للأسفل .. 


نزل فواز ليجد والده يجلس في شموخ فوق الأريكة العصرية ليقف فواز بعيدًا ينظر له ثم اقترب منه فقابله والده بحضن ! 


تفاجىء من هذه الضمة لكنه بادله بسرعة فقد اشتاق لأن يكون بين زراعي والده ! هل فعلاً والده يحضنه ويمده بحنانه الآن! 


طالت الضمة وزين الدين قد شعر أن روجه عادت له وابنه الكبير وفلذة كبده بين يديه يضعه على صدره بهذا القرب .. 


فصلا العناق أخيرًا ليضم وجهه قائلاً   


_ عامل إيه دلوقتي ؟


هز فواز رأسه _ الحمدلله


قد شعر أنه رجع ليكون الولد المميز مرة أخرى وكم أنعش قلبه وروحه هذا الشعور 


جلسا على الأريكة ليقول زين الدين متوعدًا 


_ الكلب دا لو مسكته هربيه 


ليرد فواز _ أنا بعرف أتعامل معاه 


فقال زين الدين هازئًا _ كله من معارف الست الهانم إللي ماسكلي فيها 


ليبادله فواز السخرية _ كنت عاوزني أمسك في هيام يعني ؟


لكن والده رد هذه المرة بجدية وعيون لا تمزح


_ لأ عاوزك ترجع تمسك كل حاجة من تاني ، أنا مقدرش أعيش من غيرك لحظة يا فواز  


ابتسم فواز بألم قبل أن يقول معاتبًا 


_ مش قولت لفايز إن هو إللي هيشيل كل حاجة


رفع رأسه في شموخ ثم أجاب في قوة _ قولت كدة عشان تتحرك وتيجي تدافع عن حقك وتاخده من بق الأسد نفسه  


تعلقت عيني فواز به وقد بدأ يفهم خطط والده لكن فجأة قطع تفكيره وحديثهم دحول رنيم تمشي على استحياء ..


وصلت للكرسي وهمت إن تجلس وقبل أن يلمس جسدها المقعد هب فيها زين الدين آمرًا 


_ روحي اعمليلنا أي حاجة نشربها 


نظرت له في توتر ثم نظرت لفواز لتجده صامت بل حتى من تعبيرات وجهه لا يرى فيما يحدث أي إهانة لها ، مشت رنيم بسرعة ولم تظل واقفة تشاهد خيبتها المتجسدة أمامها به ، ما إن رحلت حتى أستكملا حديثهما ليقول فواز 


_ أنا عاوز أرجع ، شغلي وحشني 


لمعت عيون زين الدين ووضع يده على ركبة إبنه قائلاً 


_ ومحدش هيقدر يظبط شغلك غيرك ، بس لما ترجع .. هترجع من غيرها


صمت فواز وتراجع الحماس بعينيه ليسأل والده في تبرم 


_سكت ليه ؟


ابتلع ريقه ونظر للجانب الآخر قائلاً 


_مقدرش .. 


ابتسم ساخرًا _ متقدرش ! متقدرش على بعاد الجاموسة دي !!


نظر له فواز في ضيق ليتابع ولاده بلا رحمة


_ هي دي الخدامة إللي غوتك وجرتك وراها ، ياريتها حلوة دي شكلها يقرف والطمع باين في عينيها 


احتدت معالم وجهه نافيًا حديث والده 


_ رنيم مش كدة !


_ كدة وستين كدة كمان 



لكن قسوة زين الدين كانت أقوى بينما يؤكد على ما يقول ، ثم عاد لينظر داخل عينيه مكملاً في إصرار وعارضًا على إبنه عرض مغري 


_ أسمع ، عاوز ترجع وتكتب كل حاجة تعبت فيها باسمك وتتصرف فيها تصرف تام بإرادتك وعاوزني أنا وعيلتنا معاك ، يبقى البت دي مش معاك ! إحنا وهي مش هنتحط في كفة واحدة لو على جثتي 


توتر فواز وقد أغراه ما قاله له .. لكنه قال 


_بابا أنا بح


_ كداب ، مبتحبهاش ، مجرد تمرد ورغبة وبس ، أنا كان ممكن أقولك أقعد معاها كام يوم كمان ، بس خايف تحمل 


ردد فواز وكأنه قد استوعب حجم ما قاله والده 


_ تحمل !!


ردد زين الدين بعينين نارية 


_ آه يا فواز ، تحمل وتخلف من خدامة 


شرد فواز ليكمل والده في تشفي 


_ يبقى فوزي معاه دكتورة ، وفايز معاه ريم هانم ، وأنت معاك الخدامة إللي مفيش ضيف موقعش عليها العصير ! 


شعر بتأثر ابنه ليعود ويذيد الجرعة 


_ ابنك هيبقى إبن خدامة ... 


أرعبته الفكرة وجعلت جسده يتشنج وعقله يشرد ثم نفى بسرعة


 _ لأ يا بابا إحنا أصلا عمرنا ما فكرنا في الخلفة 


قال والده بانتصار _ أنا عاوزك تفكر ، بس مش منها .. من واحدة تفتخر بيها ، أختار أم لابنك


كاد أن يسيطر عليه والده لكنه تخيل حياته بدونها ليقول بقوة وألم 


_ مش هقدر يا بابا .. أنا حاولت ، أنا بحبها أوي حضرتك عمرك ما هتتخيل أنا بحبها إزاي .. 


ظهرت معالم الغضب على وجه زين الدين


_ يعني مش هترجع معايا 


رد في تردد _ عاوز أرجع ، بس حضرتك بتقول لازم


رجع زين الدين بظهره للخلف ، قد أتى اليوم حتى يرجع ابنه الكبير إلى أحضانه لكنه لم يحسب حساب أنه سيكون متمسك بهذه الخادمة إلى هذا الحد حتى بعدما اغراه بكل تلك المغريات ... 


مرت دقيقة صمت حتى قطعها هو عارضًا عرضًا آخر 


_ ماشي ، خليها معاك 


انفرجت أسارير فواز ولم يكد يصدق حتى أكمل والده 


_ بس رجع هيام .. رجع هيام لعصمتك تاني وخلف منها ، ولو نفسك في البت دي أوي كدة يبقى ترجع تاني في السر ، تاخدلها شقة في أي زبالة تقعدها فيها ولما تبقى عاوزها تروحلها !



بالطبع لن يوافق والده عليها أن تكون في العلن أمام معارفهم وأقاربهم .. ليسخر من ذلك العرض داخله لكنه فجأة تذكر حديث دينا عنها ، وعن علاقتها بمحمود ، وتلك الكلمات المسمومة التي قالها له والده حعلته يرتعب من الداخل ويتخيل مستقبله معها كخادمة في أعين الجميع ! ستلد له طفل يعايروه الناس أنه إبن الخادمة التي خدمتهم جميعًا في يوم من الأيام !  



قاطع زين الدين شروده بينما يقف ويغلق زر حلته 


_ فكر كويس ورد عليا ، أمك مستنياني في البيت وعاوزة تشوفك ، متخليهاش تستنى كتير 


قال فواز في لهفة بعدما وقف ليودع والده 


_ سلملي عليها وقولها إنها وحشتني أوي 


أعاد زين الدين جملته ضاغطًا على كل حروفها 


_ متخليش أمك تستنى كتير !



ثم خرج من غرفة الإستقبال وترك فواز خلفه بعدما طلب منه عدم مرافقته وأن يجلس مع نفسه ويراجع ما طرحه عليه لتوه .. 


ما إن خرج زين الدين حتى وجد رنيم تقف عينيها تكاد تنفجر من البكاء وأنفها ينزف من شدة الضغط والحزن ! .. 


لم يشفق عليها ولم يعتذر حتى عما قاله والذي هو أصبح متأكد أنها سمعته كله بالحرف .. لكن عوضًا عن ذلك أقترب منها بعينين متلاعبة قائلاً في تشفي 


_ أنا كنت عارف إنك هتقفي ، طبع الخدامين كدة .. تلميع الأوكر ! 



نظرت له في قهر ومازالت تنزف من أنفها أمامه لكنه لم يعطها أي بال ولم يحاول حتى مساعدتها واقترب أكثر قائلاً


_ بس لو طلبتي منه الطلاق ، مش هخليكي خدامة ، هديكي فلوس تخليكي هانم ... هقصر عليكي المسافة .. فكري والحقي وافقي على الطلاق قبل ما هو يوافق على العرض إللي قدمتهوله 


لم يخرج منها حرف فقط بكاء صامت ونفس مكتوم يخرج ويدخل بصعوبة ليبتسم ويضحك بخفة قبل أن يقول 


_ بس خلي بالك لو وافق قبلك مالكيش عندي حاجه عشان مترجعيش تقولي زين باشا ضحك عليا !


ثم ضحك وتركها خلفه تقطر دمًا على الأرض! 



استفاقت رنيم من تلك الذكرى الأليمة التي حدثت ليلة أمس ، لترى نفسها في المرآة وتكتشف أنها تنزف مرة أخرى لكنها لم تكن واعية وقد غرقت في ذكريات الليلة الماضية ! 


لم يتحدث معها فواز ولم يبتسم حتى في وجهها ولم ينتبه لأي شيئ حدث ولم يخاطب لسانه لسانها ولو لمرة ! 


هل ستصبح حياتها دائمًا هكذا ... أليمة وتعيسة ! هل سبتخلى عنها زوجها ! تتوقع أنه سيتخلى عنها فنبرته وحماسه للعودة لعمله ولعائلته جعلتها ترتعب أنه سبتركها ويرميها 


بل وما جعل قلبها يؤلمها بذيادة هو عندما نفى أنه يريد أن يصبح لديه طفل منها 

.. إنه لا يريد أن تصبح هي أم لطفله ! بل هو وأبيه يفكران في هيام ! .. وبالطبع سيجدوا طريقة لتصبح حلال له مرة أخرى ! 


انفجرت بالبكاء وكسرت مرآة الحمام .. ثم أخذت قطعة زجاج مكسورة .. لا تستطيع تحمل المذيد من الضغط والألم .. لا تستطيع تحمل ذلك الظلم والذل والمهانة ، إنها وحدها في الحياة لم يحبها أحد ولم يحترمها أحد .. حتى الوحيد الذي أحبته قبل أن تهان وتعذب بكل الطرق .. 


أغمضت عينيها بينما تضع الزجاج على معصمها .. لا سبيل للعودة !


____


بعدما ذهبت ريم لم يستطع فايز المكوث في المنزل دون أطفاله وزوجته .. فهما عائلته الصغيرة  ومع علمه أنهم مجروحين بسببه قد اذداد شعوره سوءًا .. لم تمر ساعتين حتى وجد نفسه يأخذ سيارته ويذهب عازمًا على مصالحتهم واحضارهم معه 


شعر بالدوخة بينما يقود السيارة لكنه لم يعير صحته أي اهتمام وتابع طريقه ، بعد مدة وصل لبيت خالته وتوجه بسرعة يدق الباب ويضرب الجرس 


وقف فايز قليلاً أمامه حتى فتحت له خالته الباب وكتفت يديها فوق صدرها ... إنها تحبه بل فايز كان مدللها وكان المفضل لديها من بين كل اخوته وهيئته المبعثرة تلك جعلتها تشفق عليه قليلاً رغم غيظها منه وأنها تريد نتف ريشه ! 


_ نعم يا أستاذ عاوز إيه ؟


قال فايز يحاول أن يجعلها تعطف عليه 


_ خالتوا دخليني بعد اذنك !


_ لأ مش هدخلك خليك واقف كدة برا على الباب 


قالتها في تشفي ليقترب منها بسرعة ويسحب يدها يقبلها قائلاً 


_ عشان خاطري .. 


سحبت يدها منه وقالت بينما ترفع حاجبها 


_ مالكش خاطر عندي زي ما عملت فيا وفي بنتي كدة ومكانش لينا خاطر عندك 


تأفف ونظر حوله ثم قال _ أنا آسف ، مش عاوز ادخل وانتي مش راضية .. ممكن تدخليني أنا أصلا مش قادرة أقف بجد ! 


قالها بصدق والتعب ظاهر على وجهه وجسده لتقول بصوت حاولت ألا يظهر حنونًا حتى لا يعتبر أنها سامحته 


_ أدخل.. عشان الولاد بس 


وافسحت له الطريق ليمر من جانبها ولكنه فاجئها بقبله رقيقة على وجنتها قائلاً بصوته الرائع 


_ شكراً يا خالتوا ! 


أخفت نرمين ابتسامتها بصعوبة ، فهي تعشق فايز وتعشق أسلوبه وتفاصيله ولم تكن تتوقع أن يفعل في ريم هذا الأمر القاسي ! 


توجه للداخل ليبحث بعينه عن ريم ليجدها أمامه تقف في المطبخ ببجامة بيت محتشمة ولكنها رقيقة ليقف أمامها وفجأة وجدها ترفع عينها في ذعر فقد شعرت به واشتمت رائحته الجميلة رغم أنه مازال بعيدًا عنها ! 


_ جاي ليه ؟

سألت بقسوة ما إن اقترب من مكان وقوفها ليرد بتعب 


_ جيت ارجعك انتي والولاد .. لو سمحتي ارجعوا أنا آسف بجد !  


رفعت رأسها في تأهب .. إنها لن تسامحه على فعلته مهما فعل ! .. وهو يعلم ذلك بالفعل فرغم حنانها إلا إنها عنيدة للغاية ورغم ندرة ظهور ذلك العند إلا إنه عندما يظره يرهق بل ويهلك من أمامه ..  


_ عاوز أصالح الولاد .. 


تركته ريم وخرجت فهو سخيف ومتكبر ومغرور يرى أن العالم كله يجب أن يسير وفق قراراته هو 


_ ريم استني و


ناداها لكنه فجأة توقف ثم تأوه 


_ آه


نظرت له لتجده يحاول أن يستند على الحائط جانبه لتنادي عليه 


_ فايز !!


رفع رأسه لها في صعوبة لتجري عليه سائلة في خوف 


_ بتمثل ولا بتتكلم بجد 


لم تجد منه وفجأة وجدت عنقه يتعرق وجبهته لتنادي على أمها بسرعة حتى تسنده معها وتطلب له الطبيب ! .. 


كشف عليه الطبيب ليجد أنه مرهق للغاية والضغط مرتفع ومازال الدواء الذي أخذه منذ أيام يؤثر به ويرهق جسده وكله بسبب غادة اللعينة ! 


نام فايز في فراش ريم .. وذهب في نوم عميق لم يذق طعمه منذ ما يقارب الشهرين .. 


بينما ريم وأطفاله جسلوا جانبه .. صالحت ريم أطفاله عليه بينما هو نائم وقد خافوا عليه أولاده وسامحوه وبطريقة ريم جعلتهم يقبلون يديه في حب داعين الله أن يشفيه لهم وأن يخرجه من كربه .. 


ذهب الأطفال بسبب تأخر الوقت ، أصبحت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ومازال فايز نائمًا في راحة غريبة حتى أنه لم يتحرك ولو مرة واحدة ! 


لم تتعحب ريم فقد كان ظاهرًا عليه التعب بقوة .. لا تدري أتشفق عليه أو تنتقم لكرامتها وللوضع الحقير الذي وضعهم به ! 


تنهدت ودخلت ريم الحمام لتنعم بحمام دافئ وتزيح أثر اليوم الصعب عن جسدها تاركة فايز مفترش الفراش بلا حركة وفي سلام تام .. ولكن ما ان خرجت حتى تفاجئت به فوق فراشها ! 

لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك

 أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef

  أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories 


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.