الفصل التاسع والستون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل التاسع والستون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات:

الفصل الثامن والأربعون من رواية عشق أولاد الزوات 


__________


جلست رنيم في غرفة الجلوس المضاءة بنور الشمس المتسلل من النافذة ، تشرب اليانسون ليهدئ من أعصابها قليلاً بينما تفكر أين ذهب زوجها منذ الصباح .. رغم إنها اتصلت به وطمئنها عن نفسه إلا أنها كانت متوترة خصوصاً خروجه بعد تلك الفترة من التعب الشديد .ورغم ذلك كانت تبدو هادئة ومطمئنة فهو بخير وسالم وهذا ما يهمها 


كانت ترتدي فستاناً بسيطاً يبرز بساطتها ونعومتها. فجأة، دق جرس الباب. رفعت رأسها ببطء واتجهت نحو الباب لتفتحه. فوجدت أمامها دينا بابتسامتها المزيفة.


_ازيك يا رنيم ، عاملة إيه؟ 


قالت دينا بصوتٍ ناعمٍ مصطنع


_ أهلاً يا دينا الحمدلله يا حبيبتي اتفضلي 


ردت رنيم بلطف، غير مدركة للنية الخبيثة التي تخفيها ابتسامة دينا.


جلست دينا على الأريكة بجوار رنيم، وبدأت بالحديث عن أمور الحياة اليومية، متنقلة بين المواضيع دون تركيز واضح. فجأة، التفتت نحو رنيم بنظرة مليئة بالحقد ولكن مغطاة بقناع من اللطف.


_رنيم تعرفي ؟ كنت بفكر إنك يعني لازم تهتمي شوية. بشكلك وجسمك ، اوعي تفهميني غلط والله ما قصدي بس أنا والله بحبك وانتي تستحقي كل خير عشان كدة بقولك وبلفت نظرك يمكن أنتي مش واخدة بالك ، جوزك حلو أوي يا رنيم ولازم تقفي جنبه كدة وأنتي حلوة وشكلك مناسب ليه  


شعرت رنيم بلسعة في قلبها، لكنها ابتسمت بخجل وقالت 


_ معلش مش فاهمة أوي ، ممكن تفهميني أكتر 



دينا لم تفوت الفرصة، وواصلت


_ يعني مفكرتيش تخسي شوية ؟ 


ابتسمت رنيم مجيبة بثقة _ لأ دا فواز بيحبني أوي كدة ، لو فكرت اخس بيزعل أوي وبيضايق 


_ ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبتي ، أنا بس كنت بقول هو يعني عمر جوزك ما قالك أي حاجة على شكلك ؟ يعني جاب سيرة كدة ولا كدة إن تكون حاجة مش عجباه فيكي ؟ 


رنيم وقد بدأت تشعر بالشك يتسلل إلى قلبها


 _ لا، مقالش حاجة ، بتسألي ليه ؟


هزت دينا رأسها بتظاهرٍ بالاستياء.


_ولا حاجة يا حبيبتي، بس بفكر معاكي بصوت عالي أنتي تهميني وأصل يعني الرجالة بيحبوا الست إللي تكون مهتمة بنفسها كدة .. خايفة يكون ساكت عليكي عشان عايز يجبر بخاطرك !


ابتلعت رنيم ريقها بصعوبة، محاولةً دفع الأفكار السلبية بعيداً. لكنها لم تستطع التخلص من الشعور الذي بدأ يتسلل إلى قلبها بسبب كلمات دينا المسمومة.. فواز كان متزوجا بهيام وكان يعشق اظهارها أمام الناس ، بجسدها الممشوق ووجهها المحدد بطريقة تخطف الأنفاس 


شردت رنيم قليلاً واستمرت دينا في حديثها، متنقلة بين مواضيع مختلفة، كل جملة منها تحمل في طياتها خنجرًا صغيرًا من النقد الخفي والشك. بعد فترة، شعرت رنيم بالتعب النفسي من تلك المحادثة المغلفة بالخداع، لكنها كانت مضطرة للتحمل ولم تكن تشك أبدًا أن دينا قد تقصد أن تجعلها تشعر بهذه المشاعر السيئة .


وقفت رنيم وأعدت شيئ لدينا لكي تشربه ، وكانت هذه محاولة أن تهرب من هذا الحديث وحاولت قدر المستطاع أن تتأخر حتى تستطيع سحب أنفاسها بعيداً عن ذلك الكلام الموجع .. عادت لتضع لدينا المشروب وجلست قليلاً ثم استأذنت دينا لتذهب لعملها .. 


بعد أن غادرت دينا، جلست رنيم في مكانها، تشعر بوزن كلمات ابنة عمها وكأنها صخور تسقط على قلبها. بدأت الشكوك تدور في ذهنها، متسائلة إن كانت حقاً تستحق حب زوجها وإن كانت كافية كما هي... هل حقاً ينفر منها ولكنه لا يستطيع قول ذلك حتى لا يحزنها ؟ 


لم تستغرق وقتًا كثيرًا في التفكير فرغم قوة تأثير كلمات دينا عليها إلا أنها كان لديها ما تفعله قبل أن يعود زوجها ! 



_____




عاد ذكي ليقول في اندفاع رغم خجله منها 



_ أنا مكونتش في وعيي ومكونتش قاصد 


مازالت عينيها دامعة لتواجهه _ لما بنبقى مش في وعينا بنعمل إللي إحنا عاوزينه ! أنت كنت عاوز تعمل معايا كدة !!! 


توتر أمام اتهاماتها مدافعاً عن نفسه في صدق متوسلاً إياها أن تفهم 


_ لأ ، والله العظيم لأ أنا عمري ما فكرت في أي واحدة بالشكل دا متظلمنيش ، أنا أول مرة كنت احط الهباب دا في بوقي ولولا إللي حصلي يومها أنا مكونتش قربتله ولا قربتلك أبدا 


نظرت هيام داخل عينيه .. ثم تذكرت ذلك اليوم الغريب 


كان ذكي يجلس على حطام بيته المهدوم بعدما هدته شركة زين الدين، ينظر بعينين مكسورتين إلى البقايا المتناثرة حوله. الرياح الباردة كانت تهب عبر الفجوات الكبيرة في الجدران المدمرة بينما تعلقت عيناه بمكان الورشة الذي تم نسفه ، وكأنها تعكس الفراغ الذي يشعر به في داخله. في يده زجاجة من الخمر وفي الأخرى سيجارة حشيش، يتعاطى منهما بالتناوب في محاولة يائسة لنسيان واقعه المرير... لقد حصل عليهما من أحد الصنايعية اللذين كانوا يعملون في الورشة وقد أتوا لمساندته ولأول مرة بحياته يأخذ مما يتناولوه ! .. لكنه كان منهزم ووحيد


فقد حبيبته وفقد الورشة والمنزل ! أغلى شيئان بحياته ، كم كره غادة بعد عرف أنها باعت المنزل والورشة دون حتى أن تخبره ! لقد انتهى حبها بقلبه وأصبح يشمئز لذكرها ... 


كانت هيام ، بملابسها الأنيقة وتصفيف شعرها المتقن، تمر بجوار الحطام. كانت قد سمعت عن حادثة هدم البيت وترددت للحظة قبل أن تقرر أن تلقي نظرة. لم تكن تعرف ذكي شخصياً فقد قابلته مرات قليلة ، ولكن كانت تعرفه رغم ذلك وكانت تعلم أنه رجل نادر في ذلك الزمان


عندما اقتربت من المكان، رأت ذكي جالساً على ركام بيته، مشوشاً ومهزوماً، منظرٌ كان كافياً ليكسر قلبها. اقتربت ببطء، محاولة أن لا تفاجئه، ولكن ذكي التفت نحوها فجأة، نظراته ضائعة ومشوشة.


"ذكي؟" نادت عليه بصوت ناعم، مليء بالتعاطف. 


رفع ذكي رأسه ببطء، وعندما رآها، بدا وكأنه يرى ملاكاً وسط الفوضى. جمالها الساطع وهدوءها كانا بمثابة نقطة ضوء في ظلامه العميق. ببطء، ونهض بصعوبة من مكانه، متعثرًا قليلاً بسبب تأثير المخدر.


_هيام...؟ بتعملي إيه هنا ؟


قال بصوت متهدج.


_عرفت إللي حصل من فوزي ، جيت أشوف لو محتاج مساعدة ، أنا عارفة إنك رفضت كل حاجة من فوزي بس لو سمحت أقبل مساعدتي ..  


قالت بلطف، مقتربة منه بحذر.


نظر ذكي إلى عينيها الجميلتين، وبدون وعي واضح، مد يده ليلمس وجهها. كان يشعر وكأنها أخر جزء جميل في حياته المتهاوية. 


_ انتِ... جميلة جداً، يا هيام 


قال بنبرة هادئة وحزينة.


رغم تفاجئها من جرئته إلا أنها ابتسمت له بحزن، ففي هذه اللحظة قد تخلت عن رُقيها وعن مكانتها وكانت فقط هيام الإنسانة التي تعطف وتحب بصدق ..فلقد فقد ذلك الرجل كل شيئ بالحياة ، وصبره وتحمله قد علماها الكثير وجعلها تثق به دون حتى أن تتعامل معه كثيرا !


تماسكت محاولة أن تعيد إليه بعض الهدوء. 


_ذكي، أنت لازم تمشي من هنا ، المكان دا مبقاش ينفع تقعد فيه خلاص 


تأملها ذكي في إعجاب شديد وقد بدى كالغارق فيها و بدلاً من الرد، وقف مترنحًا و اقترب منها ببطء أكثر، وبدون تفكير واضح، وضع شفتيه على شفتيها في قبلة مليئة بالألم واليأس، كانت تحوي كل مشاعره المتراكمة من الحزن والخسارة..  


تفاجأت هيام وأصابتها الصدمة الشديدة التي جعلت جسدها يتيبس فلم يخطر على بالها أن تتعرض لهذا الموقف ومعه هو بالذات! ، رغم صدمتها إلا أنها شعرت بمدى معاناته وألمه في تلك اللحظة. دفعته برفق رغم الخجل الذي احتل كيانها والغضب أيضا من جرئته لكنها نظرت إلى عينيه قائلة


_ ذكي، أنت محتاج مساعدة .. سيبني اساعدك 


كانت تلك اللحظة نقطة تحول في حياة ذكي، إذ أدرك مدى تدهوره وحاجته إلى الدعم. هيام، بجمالها ورقتها، كانت الأمل الذي لم يكن يتوقعه في وسط الظلام. 


اتصلت هيام بفوزي بعدما رأت ذكي يغلق عينيه ويترك نفسه للسقوط على الأرض مرة أخرى .. لتطلب من فوزي المساعدة والذي بالأساس كان في طريقه لذكي ليأخذه لأحد منازله .. ولم يتأخر إلا وكان عندهم يساعده ... 


بعدما تذكرت هيام ما حدث وجدت ذكي يكمل في قوة 


_ اسمعي يا هيام هانم أنا مش ادكوا ، بشمهندس فوزي لولا إنه متمسك بيا واننا صحاب أنا كان زماني روحت في أي أبعد مكان بعيد عنكوا ، ابعدي عني ومتعمليليش مشاكل أنا خلاص عرفت إن أنا مش أدكوا وبالذات جوزك !  


تشرست عينيها وارتفع صوتها نافية 


_ متقولش جوزي دا طليقي وكلب وحيوان ، كان متجوز عليا الخدامة الزبالة في السر 


ارتسمت السخرية المريرة على وجه ذكي ما إن نعتت العاملة بهذه الصفات ليقول في غُلب 


_ اديكي قولتيها يا هانم ، خدامة زبالة ، أنا زيها بالظبط ، خدام ! وبالنسبالك خدام زبالة! 


اقتربت منه خطوة ناظرة داخل عينيه بينما تراه يتهرب منها ومن قبلتها وكأنها أكبر خطأ ارتكبه في حياته 


_ مكونتش أعرف إنك ندل وحقير كدة .. 


هتف ذكي ساخراً_ متحسسنيش إنها فارقة معاكي أوي أنس بوستك يعني 


_ كان لازم تاخد ألف زيه على وشك أول ما قربت مني يا حيوان !  


ضربته هيام على وجهه بقوة ما إن تلفز بتلك الجملة الدنيئة التي جرحت قلبها وأهانتها .. ثم تركته مغادرة ... لم يكن مصدومًا لما فعلت بل كان آسفًا لما قال ... فيبدوا أنها قد فهمته بشكل خاطئ وأنه قد تعدى حدوده وكان يجب عليه الاعتذار لأنه من أخطئ وليس المجادلة والنقاش الذي فتحه ليدافع به عن فعلته المشينة ... 





______


كان هذا المشوار هو ما نوت أن تذهب إليه واستغلت غياب فواز لتقوم به .. وقفت أمام ذلك المبنى الشاهق تراجع نفسها ، هل تتقدم أم لا! .. 


طلبت مقابلة رئيس الشركة ما إن سألوها عن هويتها ، قام أحد أفراد الأمن بإحدى المكالمات ثم سمح لها بالدخول 


دخلت رنيم مبنى الشركة بخطوات مترددة، تحمل في قلبها خليطًا من الأمل والخوف. وصلت إلى مكتب زين الدين، والد زوجها، وقلبها ينبض بعنف. عندما فتح لها الباب، كان يجلس خلف مكتبه الفخم، ينظر إليها بنظرة باردة خالية من أي تعاطف فما إن علم بقدومها سمح لهم بإدخالها فكان مترقبًا لتلك المقابلة .


قالت بصوت مهتز _صباح الخير ياعمي


لم يرد التحية، بل نظر إليها بازدراء واضح


_ عاوزة إيه ؟


تجمعت الشجاعة في قلبها، فقالت متوسلة 


_جيت أكلمك في موضوع يخص فواز ، أرجوك، رجعه الشغل ، هو بيحبك وبيحترمك ، بس بيحبني أنا كمان أرجوك، اديلنا فرصة ، اديله هو بالذات فرصة إنه يعيش سعيد وفرحان مش متشتت ومش عارف يعيش ولازم يخسر حاجة عشان يكسب التانية "


ضحك زين بسخرية، متكئًا على كرسيه الجلدي. 


_فرصة؟ وليه أضيع وقتي مع شخص اختار يرتبط بواحدة زيك ؟ 


صمت لحظة بينما غرقت هي في الإهانة ثم أكمل في قسوة واحتقار 


_ أنتِ متستحقيش حتى تقفي على عتبة بيتنا ، بصي لنفسك ، فقيرة ، تعليمك ضعيف ، عيلتك ملهاش قيمة ، إزاي بتقارني نفسك بينا ولا تبقي عاوزة تتجوزي واحد من أسيادك 


تألقت عينا رنيم بالدموع، لكنها أبت أن تسقط ، تعلم أنها فرصته الذهبية ليهينها ، لكنها ستتحمل من أجله 


_أنا عارفة إني مش من طبقتكم وإني متعلمتش زي ما انتوا اتعلم ولا كان عندي نفس الفرص ، بس أنا بحب فواز من قلبي وبصدق وكان نفسي أكون جزء من عيلتكوا !


نظر إليها باحتقار، كأنها أدنى من أن تظل في نفس الغرفة معه


_أنتِ مفكرة الحب لواحده كفاية دا لو كنتي أصلا بتحبيه بجد ؟ أنتي متستاهليش فواز وهو قرب يفهم دا كويس.. وقرب يفهم انه يستحق أحسن منك بكتير وانك متليقيش بيه وعبء عليه !


كانت الكلمات كالسكاكين تقطع في روحها. حاولت أن تبقى قوية، ولكنها شعرت بالانهيار يقترب. 


_بس فواز اختارني، وأحنا فرحانين ومبسوطين مع بعض، ليه مش قادر تشوف دا ؟


وقف زين الدين بغضب، موجهًا إصبعه نحوها بتوبيخ 


_ فرحانين ؟ وازاي هيكون فرحان معاكي ؟ أنتِ معندكيش أي حاجة ممكن تضيفله في حياته غير. إنك هتديله سمعة سيئة من شكلك وطبقتك ، وأنا عمري ما هسيبه يدمر مستقبله. 


لم تستطع رنيم أن تحتمل المزيد، وبدأت دموعها تنهمر بصمت على وجنتيها. قالت بصوت مكسور، 


_أنا آسفة إني مزعلاك أوي كدة وأنا حتى معرفش السبب ، كل إللي أنا عوزاه إني أقف جمب جوزي ومخليهوش يتخلى عن شغله وأحلامه علشن بس يفضل معايا! 


شعرت رنيم بأن الكلمات تخرج بصعوبة من فمها، وكأنها تحمل أثقالًا لا تحتملها.


_ بس والله أنا بحب فواز وبعمل كل حاجة عشان استحق حبه واستحقه إن يكون في حياتي 


ضحك زين الدين بسخرية 


_ بتحبيه؟ حبك مالوش قيمة ، ابني يستحق أفضل منك بكتير. يستحق ست متعلمة، من عائلة مرموقة، جميلة ومكانتها عالية . مش بنت زبالة متعرفش تتكلم حتى كلمتين على بعض !


كانت كل كلمة تنزل على رنيم كضربة موجعة، تشعر بالإهانة والخزي يغمرانها. لكنها حاولت التماسك من اجل فواز ... من أجل ذلك الذي تخلى عن كل شيئ لأجلها، ستحاول لأجله لآخر لحظة ، لكن الدموع رغم ذلك بدأت تتجمع في عينيها بينما تتابع توسلها 


_أرجوك ، سبني اثبتلك إني أقدر أشرف عيلتكوا أدام الناس وإن جوزي يكون فخور بيا ..."


"تثبتي ؟ إزاي هتثبتي حاجة مش قادرة تغيريها ؟ شكلكِ، أصلكِ، تعليمكِ، كل حاجة فيكي مش مناسبة مع عيلتنا ، أحسنلك تسيبي فواز وترجعي تعيشي في حارتك ، المكان إللي بتنتمي ليه ! 


لم تعد رنيم قادرة على منع دموعها من الانهمار. كانت تشعر بالاختناق من كلمات حماها القاسية، ومن الفكرة المتكررة بأنها ليست جيدة بما فيه الكفاية. همست بصوت مكسور


_ حرام عليك ، انت كدة بتدمر اتنين متجوزين وبيحبوا بعض 


نظر جابر إليها بنظرة باردة، قائلاً بنبرة نهائية


_ قولتلك الحب لواحده مش كفاية ، مش في عالمنا على الأقل ، خدي نصيحتي وعرضي وامشي قبل ما تخسري كل حاجة بطريقة مش هتعجبك ابدا 


ثم اقترب منها بضع خطوات مؤكداً على كلماته ثانية 

بينما لم يظهر أي تعاطف


_ لو بتحبيه بجد .. يبقى تسيبيه ! سيبيه يعيش حياة سعيدة يستحقها مع حد من مستواه ويليق بيه وهيحسن صورته أدام الناس ويعمله برستيج ، أنتي مجرد عائق في طريقه ! 


لم تستطع رنيم تماسك نفسها وجلست منهارة على الأريكة الموجودة في المكتب . شعرت بأن عالمها ينهار حولها، وأن الحلم الذي حاولت بناءه مع فواز يتلاشى أمام عينيها. كانت تعرف أن مواجهة زين الدين ليست بالأمر السهل جلست هناك، تحاول استجماع شتات نفسها، وهي تدرك أن الطريق أمامها مليء بالتحديات والألم. 


بكت رنيم بحرقة، وتشعر بعمق الإهانة والخذلان. حاولت أن تلملم نفسها، ولكن كلماته كانت كالصخر الذي يحطم كل أمل في قلبها. وقفت رنيم ما إن رأته لم يهتز له جفن لبكائها ونحبيها وبقى ينظر لها في قسوة... 


نظرت له نظرة ترجي أخيرة لم يستجيب لها فاستدارت لتغادر، وهي تعلم أن محاولتها لإقناع زين الدين كانت عقيمة.


بينما كانت تسير خارج المكتب، شعرت بثقل العالم على كتفيها. كان قلبها مثقلًا بالحزن والخوف على مستقبلها ومستقبل فواز وحتى تعبه الذي ضاع هبائًا . عرفت أن هذه المعركة لن تكون سهلة، ولكنها كانت مصممة على الاستمرار، لأن حبها لفواز كان يستحق كل هذا العناء. ..


لم تجني أي شيئ سوى الكسرة والمذلة والإهانة ، فزين الدين قد عايرها بكل شيئ في حياتها حتى شكلها ! زين الدين قد قتلها بكلماته ! لقد كان يعيد الكلمات مراراً وتكراراً كأنه يريد بكل قوته اثبات لها وبكل الطرق أنها لا تناسب إبنه وليس لها مكانه بحياته ولا وسط عائلتهم .. 



_______


في صباح اليوم تأخر الأولاد على المدرسة ووجد فايز الباب يدق ليفتح الباب ويجد ياسين أمام بابه يقف في خجل من تواجده منذ الصباح أمام باب أبيه وزوجة أبيه ليقول 


_ بابي .. مامي مش موجودة ! 


كان فايز مازال ناعسًا لكن ما إن سمع قاله طفله حتى خرج بسرعة من الغرفة ليبحث عن ريم ويجد أطفاله يحاولون ارتداء ملابس المدرسة ولكن بلا جدوى فهناك أشياء لا يستطيعون ضبطها دون أمهم خصوصًا الطعام .. 


ليتذكر فايز فجأة أنه قد ترك ريم ليلة البارحة في المرسم ! ليتوجه ناحينه بسرعة ويفتح ليرى ريم نائمة على الأريكة في شكل قد أوقف كل شعره في جسده ! 


 وجدها نائمة على الأريكة بعمق، بعد أن قضت الليل تبكي بسببه وبسبب غيرتها عليه. كانت ترتدي فستاناً قصيراً ورائعاً، يظهر نعومتها وجمالها رغم الحزن الذي يسكن ملامح وجهها.


وقف هناك للحظة، يتأملها. شعر بإثارة لم يشعر بها منذ وقت طويل. لقد مر وقت طويل دون أن يلمسها بسبب الخلافات المستمرة بينهما. اقترب منها ببطء، يحاول أن يوقظها بلطف.


_ريم، حبيبتي، اصحي 


همس بصوت دافئ.


فتحت عينيها ببطء قم استوعبت وضعها واعتدلت تشد الفستان فوقها وكم ازعجته تلك الحركة فهي تخفي عليه ما لا يجب إخفاءه وكأنه ليس زوجها ، نظرت إليه بنظرة مليئة بالحزن والجفاء


_ عايز إيه ؟ 


 قالت بنبرة باردة.


تنهد متغافلاً عما فعلت وقال


_الولاد عاوزينك تساعديهم في استعدادهم للمدرسة 


نهضت من مكانها، وعينها لا تزال تحمل آثار الدموع. 


_ حاضر جاية 


بدأت في إعداد الإفطار لأطفالها، مهتمة بكل تفصيلة، تصنع الطعام بحب واهتمام. الأجواء كانت مشحونة بينهما، لكنه كان يشعر بالشوق والندم. كان يرغب في أن يكون جزءاً من هذا المشهد العائلي، أن يأكل من الطعام الذي تعده بحب، لكنه يعلم أن الأمور لم تعد كما كانت.


بعدما انتهت من إعداد الإفطار للأطفال، نظرت إليه ببرود وقالت بينما رأته يحاول الإقتراب من الطعام 


_ فطارك عند مراتك أنت مطلبتش أعملك حاجة 


تقابلت عينيهم في ألم وعتاب وبرود .. فقسوته ومشاعره المتحجرة هي السبب في كل ما وصلا إليه 


_ ومراته هتعمله أحلى فطار يا حبيبتي 


قالتها غادة في قوة بينما ترفع حاجبها في تحدي لتنظر لها ريم بلا مبالاة ثم تركته واقفاً في المطبخ، يشعر بالفراغ والحسرة. توجه إلى زوجته الجديدة التي اعدت له الطعام بالقعل .. حيث وجده إفطاراً عشوائياً، غير مناسب لحالته الصحية. بدأ يأكل ببطء، يشعر بالتعب والإرهاق من الأكل غير الملائم.


جلس وحده، يشاهد أطفاله يتناولون الإفطار الذي أعدته ريم بحب واهتمام. شعر بالحسرة والندم. تمنى لو كان بإمكانه العودة إلى الوراء، أن يعيد الزمن إلى حيث كان يأكل مع أطفاله وزوجته الأولى، قبل أن تتعقد الأمور وتصبح حياتهم مشحونة بالتوتر والخلافات.



لكن لحظة ! هو سعيد بزوجته الثانية ، هو يحب غادة وسعيد بها وبما تقدمه من أجله 


____



_ مالك يا فايز .. 


بعد مدة قليلة وما إن أنهى طعامه زذهب لغرفتهم حتى شعرت به يحاول أن يأخذ نفسه بصعوبة وهناك احمرار في وجهه ظاهراً فسألت في قلق ليجيب عليها السؤال بسؤال آخر 


_ انتي حاطة في البيض فلفل أسود !!؟


أجابت غادة _ اه دا بيبقى حلو معاه أوي 


ذُعر فايز صارخًا _ نادي لريم بسرعة 


تفاجئت غادة من هلعه فوضح فايز في خوف 


_ قوليلها فايز اتحسس 


💯لشراء الروايات💯 

موجودة رواية الخادمة الصغيرة الجزء الأول كاملة عبارة عن تقريبا ١٤٠ فصل على الموقع

الرواية سعرها ٧٠ جنية مصري يتم تحويلهم من خلال فودافون كاش 

وسعر رواية عشق أولاد الزوات ٧٠ جنية مصري الرواية عبارة عن تقريبا ١٥٠ فصل على الموقع 

التحويل من خلال فودافون كاش على الرقم دا 

01098656097

يرجى متابعتنا على جروب التلجرام اسم القناة rakafalef ابحثوا عنها على التلجرام وانضموا للجروب 💖 




_______________

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.