الفصل السابع والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:أما في الداخل وضع فايز رقية في فراشها وقبَّل اطفاله ياسين وعمر ثم وقف وقد بدى عليه التوتر والقلق لتقترب منه ريم متحدثة بالهمس
_ مالك يا فايز ؟
رد _ خايف أوي أواجههم بكرة .
لكنها طمئنته بصوتها الرقيق _ متخافش ، مش لازم بكرة تشوفهم ، هما هيروحوا المدرسة وعلى ما يرجعوا يبقى الموضوع خف شوية .
هز رأسه مع ابتسامة بسيطة كونها بصعوبة .. ثم ظل مكانه كأنه لا يريد أن يتحرك لتقول رين بشكل مباشر
_ يلا يا فايز ، مراتك مستنياك برا
شعر بالإحراج ليردد _ أيوة صح
ثم توجه لباب ليخرج ولم تنظر ريم لتجده فجأة خلفها يهمس في أذنها بصوته الذي جعل جسدها ينتفض
_ بس انتي كمان مراتي يا ريم ! ...
وخرج تاركها خلفه تغمض عينيها وتحاول أن تتماسك ولا تذهب خلفه تخبره أنها مازالت زوجته وأنه زوجها ومن حقهما أن يجتمعا ولو لليلة بعد كل تلك الأيام !
_______
_______
كانت تقف أمام الكلية في وقت متأخر والجو ممطر ولا توجد أي مواصلات متاحة أمامها ، لتجد فجأة سيارته المرسيدس Amg Gt 63
ما إن رأته حتى تغيرت تعبيرات وجهها للضيق فمن بعد آخر مرة رفضها بها وهي لا تطيقه وتشعر أن كرامتها قد تم جرحها لتهتف به
_ إيه إللي جابك هنا ؟
فتح لها الباب من الداخل وهتف بها
_ أكيد مش هسيبك ترجعي لوحدك في الوقت دا
دخلت ريهام السيارة وملابسها كلها مبتلة ليشعر بالأسف الشديد عليها ويطالعها بضيق فوضحت سبب تأخرها
_ كان عندي عملي واتاخرت
خلع معطفه ومده لها بينما يقول
_ ربنا يقويكي ... اتفضلي
لكنها نظرت له في شراسه تريد رفضه مثلما فعل
_ فوزي .. أنت مش جوزي يعني متتماداش
اشعل السيارة وقال _ عندك حق ...
بعد ربع ساعة توقف أمام إحدى الكافيهات ليقول
_ تحبي أجيبلك حاجة معايا؟
_ شكرا
رفضت فزفر بتعب ثم نزل من السيارة وسندت هي رأسها تريد البكاء لتجده بعد دقائق يعود ومعه كوب من الشوكولا الساخنة وساندويتش من التركي المدخن والتونا قائلا في حنان بينما يمدهم لها
_ شكلك تعبانة أوي
تناولتهم منه على استحياء والدموع معلقة في عينها ، إنه حنون لدرجة كبيرة ، تتاكد كل يوم أنها تعشقه ولكن الالم في أنه رفضها وأنها مازالت لم تتأكد من مشاعره تجاهها أو أنها تكره نفسها وتشعر أنه كثير عليها لذا لا تصدق أفعاله العاشقة لها .. حتى في رفضه لها تكريمًا لها ..
سألت بعد دقائق من الصمت
_ ليه يا فوزي عملت اللعبة دي واتجوزنا بالطريقة دي
ترك قهوته ثم قال _ أنا معملتش ألعاب يا ريهام ولا كلام الأفلام الهندي دا .. وأنا مش فاهم طريقة إيه إللي بتتكلمي عنها بس أنا معرفش غير الطريقة إللي جبت فيها أخويا الكبير وجيت بيتكم اخطبك زي ما الشرع والأصول بيقولوا ...
ثم ارتفعت أنفاسه في ضيق فهو لم يكن يتخيل أن يمر بتجربة قاسية كتلك في حياته
_ لو سمحتِ كفاية تجريح فيا وفي رجولتي بالطريقة دي .. رفضتيني وأنا نفذتلك إللي انتي عوزاه وطلقتك عشان حتى لو روحي فيكي يا ريهام أنا مش ههين كرامتي
نظرت للجهه الأخرى ، لو صدقت ما يقول فمعنى ذلك أن أختها ، عائلتها الوحيدة ، لا تحبها ولا تهتم لها !
فهتف _ عمرك ما هتصدقيني
ردت هي في غضب من تلك الحيرة
_ أيوة عمري .. أنا أختي اتجوزت أخوك بالغصب وجاي مستنيني أصدقك
ليردد في سخرية بينما يعود ويقود السيارة
_ بالغصب ! .. ياريتني أنا إللي كنت اتجوزت غصب زيهم ياختي
ثم أخذها للمنزل وأنزلها وتركها وذهب هو في طريقه يلف الشوارع لا يريد رؤية أحد ولا أن يتعامل مع أحد ..
_____
_ فوزي ليه علاقة باللي حصل ولا لأ
سألتها ريهام بعنف لأختها التي قالت متجاهلة الرد
_ يابت محضنتكيش من ساعة ما جيت ، وحشتيني حرام عليكي
لكن رهام كانت مصرة على سؤالها
_ فوزي ليه علاقة ولا لأ يا غادة !!؟
تنهدت غادة .. ثم قالت
_ مالوش علاقة ، إللي حصل كان بيني وبين أبوه وفايز ، فوزي مالوش دعوة ، جوزك بيحبك
وضعت ريهام يدها على فهمها ! الصدمة لا تسعها كلمات .. لقد دمرت حياتها والآن تخبرها بهذه الحقائق ..
هزت رأسها غير مصدقة
_ إزاي عملتي كدة !
لم تكن تعلم غادة أن ريهام تطلقت من فوزي لتقول
_ عملت إيه ؟
صرخت ريهام باكية قائلة
_ جاية دلوقتي تقوليلي فوزي ما عملش حاجة! جاية. دلوقتي تقوليلي جوزك بيحبك!! بعد ما بقاش جوزي أصلا!!
انقتحت عيني غادة مذهولة هاتفة _ مبقاش جوزك إزاي ؟!!
ابتسمت ريهام في سخرية مريرة
_ آه يا حبيبة أختك ، عاملة فيها اختي وبتحبيني وأنتي دمرتي حياتي وسرقتي مني جوزي ، الراجل الوحيد إللي حبيته وحسيت معاه بالأمان جيتي انتي سرقتي كل دا مني ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخة عمري ما هسامحك في حياتي
ثم اقتربت منها هاتفة بها بعنف وغادة تبكي في صمت لم تكن تعرف أن كلماتها قد تفعل كل ذلك
_ أنا مش أختك ولا أعرفك من النهاردة ، ولو شوفتيني ولا صادفتيني في أي حتة اياكي تيجي تكلميني ، فاهمة ولا لا
_ ريهام .. ريهاام
خرجت ريهام وتركت غادة وراءها تبكي بقوة غير مصدقة ما فعلت ! لقد خربت زواج أختها وخسرتها بفعلتها تلك ... ظلت تبكي حتى فقدت القدرة على الوقوف لتقع أرضا ويدخل فايز سائلاً وهو يجري عليها بلهفة
_ مالك يا حبيبتي في إيه
_ ريهام ! ريهام يا فايز
ثم انهارت في البكاء في حضنه ويضمها هو ويحاول تهدأتها رغم عدم معرفته بأي شيىء ..
______
في وقت متأخر من الليل جلس فوزي في معرضه .. ليس هناك مكان للذهاب إياه ، بيته في ذايد فيه أخيه وفي البيت يوجد ريهام .. لذا فك أزرار قميصه وجلس على الكرسي خلف مكتبه يلهي نفسه في العمل
وجد من يدخل عليه المكتب فسأل
_ جيتي إزاي ؟
وقفت أمامه ترتعش وردت
_ أخدت العنوان من طنط فوزية
كان قد بدى عليه الإرهاق الشديد ليغلق الملف أمامه
_ أنا نص ساعة وكنت هرجع البيت الوقت أتأخر أوي إزاي تخرجي دلوقتي
نزلت دمعه منها فرفعت يدها تمحيها بعنف ليقف من مكانه مضيقًا عيناه وهو يراها في هذا الألم ليسأل
_ ريهام .. مالك ؟
لم ترد عليه بل ظلت تتأمله وعينيها قد فقدت السيطرة على الدموع ليسأل في قلق شديد
_ انتي زعلتي مني عشان جبتك من الكلية ، مش هعترض طريقك تاني والله خلاص طالما هتزعلي كدة
لم تتوقف فاقترب منها قائلاً بصوته الحنون
_ أنا كنت خايف عليكي
ارتفع صوت البكاء ليشعر أن هناك جمر فوق قلبه ليسأل
_ بتعيطي ليه ؟
قالت من بين بكاءها _ ممكن نمشي من هنا ؟
أنصت لها بينما يراها تحاول الحديث
_ نمشي من البيت بتاع عيلتك .. مش وانت جاي تخطبني قولت إنك عندك بيت في ذايد
صمت قليلاً .. ثم قال
_ أيوة بس إحنا ، إحنا متطلقين يا ريهام
بادرت بينما تقترب منه عاؤضة عليه بقوة وإرادة
_ هتتجوزني تاني !
صمت فوزي وقد بدى على وجهه رفضه للفكرة ، لترجع خطوات للخلف .. تشعر أنها تهورت وعرضت عليه نفسها للمرة الثانية وها هو يرفضها لتتراجع للخلف قائلة من بين دموعها
_ أنا آسفة أنا طلبت حاجة صعبة وأنا الغلطانة ..
اقترب منها يحاول أن يشرح لها وجهة نظره
_ لأ مش كدة يا ريهام بس ...
لكنها جرت فذهب خلفها ليجدها ركبت مع الساىق الخاص بمنزلهم ...
رجع للداخل ورأسه للاسفل وعينيه غير مصدقة لما رأته ، فقد أتت ريهام وذهبت في لمح البصر ، هل هي كانت هنا أم هيئ له؟
وضع بجسده فوق الكرسي ، لقد عرضت عليه عرضًا سخيًا .. عرضًا لم يصدق أن سيأتي يوم وتطلبه منه .. لكن الوقت غير مناسب ، فأخيه في منزله ! .. لكنه ابتهج للمرة الثانية وهو يخبر نفسه أنه سيشتري لها شقة أخرى ، شقة تختارها هي وتجهز كل ما فيها على ذوقها
وبعدما كان حزينًا ، أخيرًا استوعب أن ريهام حبيبته وعشقه قد أتت لتعرض عليه الزواج !
ارتفعت ضحكات فوزي وعبث في شعره كالمجنون ثم وقف يقفز في المكتب ... لم تنخفض ضحكاته بل كلما فكر في الأمر ارتفعت أكثر .. هل هو سيحصل أخيرًا على ما يريد ! على حبه الوحيد !
لكنه توقف فجأة وهو يسأل نفسه ، ما الذي غير رأيها بهذه السهولة ؟ فقد كانا مع بعضمها وكانت تخبره أنها لا تصدقه ولا تحبه ! ..
_______
في اليوم التالي وبينما ريهام في الجامعة جلست صديقتان لها في الكلية في الكافيتريا يتحدثان عنها
_ متأكدة إنها هي !
لتقول الأخرى _ يابنتي بقولك ركبت في عربيته وادالها الكوت بتاعه
ردت تلك الفتاة التي تدعى "أمنية"
_ أكيد بيتهيألك
لتوحيها صديقتها التي تشبه الشيطان
_ والله لأ ، ريهام وفوزي زين الدين كانوا مع بعض ، يعني عرفت إنك هتعمل collab معاه فسبقتك
لترد أمنية _ اممممم .. هي عرفت منين إني أنا هشتغل معاه بقى ؟
لتقول الفتاة _ انتي فضحتي الدنيا على الانستجرام
رفعت أمنية حاجبها فقد علمت الآن نوايا تلك الشحاذة التي تسمى بريهام والتي تمثل عليهم الشرف والمشقة في الدراسة لتردد
_ أوك ... على أساس معندهاش انستاغرام
سخرت الفتاة _ عندها كل حاجة بس هي بتحب تعمل نفسها بتاعة
ابتسمت في شر ثم سألت_ هي فين؟
لتجيب الأخرى في خبث _ في المشرحة
ضحكت أمنية قائلة _ دي جاهزة بقى !
بادلتها الأخرى الضحك وقد خططا لما سيفعلانه ..
كانت ريهام في المشرحة بعدما خرج كل الطلاب بقت هي لدقيقة واحدة إضافية تفعل شيئ ما لتجد فجأة الأبواب تغلق عليها والأنوار تُغلق لتصرخ ريهام فور ما حدث وتجري للباب بينما تتوسل أي أحد يسمعها
_ افتحوا الباب !
___
لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك
أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef
أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories