الفصل الواحد والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الواحد والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات:

البارت الثامن والثلاثون... 

___


_ العيش دا من الطابونة اللي على أول الشارع ... 


جملة ألجمت رنيم وجمدت دمائها عيونه الحمراء بينما سألها في لهجة تحذيرية ألا تجيب بالإيجاب وألا تكذب ! شعرت أنها في مأزق شديد لتحاول إخراج صوتها مُتهتهه 


_ هو أنت عارف هي بتاعة مين ... 


اقترب منها ببطئ لتبدأ بالتراجع للخلف وقد بدأت وصلة الرعب الحقيقية 


_ والله العظيم مكونتش أعرف أنه صاحبها 


لم تتغير تعابير وجهه القاسية لتتوسله رنيم حتى يصدقها 


_ والله يا فواز مكونتش أعرف .. أنا معرفش عنه حاجة خالص .. والله مكونتش أعرف وأصلا لما روحت والله العظيم مشوفتوش وعرفت أنها بتاعته من الإسم في الآخر 


كررت الحلفان حتى يصدقها وتثبت حسن نيتها .. توقف عن التقدم ناحيتها وأعرض عنها متجهًا لغرفة النوم .. رغم ابتعاده عنها إلا أن رنيم لم تكن سعيدة فصمته قد يكون أسوء بكثير من صياحه وغضبه 


جلس فواز على الفراش وأخرج سيجارة .. تلك التي يلجئ إليها للتنفيس عن غضبه حينما يُكبت ، فحرق تبغ السجائر أهون من أن يحرق الأخضر واليابس بغضبه 


وقفت رنيم على أعتاب الباب تراقبه في خوف تريد الذهاب إليه والحديث لكن خوفها يمنعها .. تغلبت عليه ثم تقدمت له لتتصل عينها بعيناه لكنه أعرض عنها وأشغل نفسه بالتدخين .. جلست أمامه على الأرض ورق صوتها وأنخفض وهدئت وتيرته


_ عشان خاطري يا حبيبي متزعلش مني .. أنا عمري ما يملى عيني غيرك يا فواز .. بقى أنا يبقى معايا الفوز كله وأخسره ! 


نظر إليها بعدما أستشعر الصدق في حديثها لتطالع عيناه في أمل ثم مدت يدها ليده الخالية وأمسكتها في حنان علها تلتمس منه العفو بينما تسأله بإبتسامة بالكاد ظهرت على جانب شفتيها 


_ بذمتك مش أبقى غبية وعبيطة كمان ..


طال صمته لتبدأ بفقدان الأمل لكنه فاجئها حينما قال 


_ إيه الجديد مانتي عبيطة علطول 


اتسعت ابتسامتها فقد لانت ملامحه ورضى عنها .. ردت تشاغبه


_ فوز أنا أقول على نفسي عبيطة بس أنت لأ


رد مبتسمًا يلاطفها _ دا أنا إللي أقول وانتي لأ .. انتي ملكي 


ثم رفع وجهه له بيديه الإثنتين بعدما أطفئ السيجارة لتنظر له رنيم في استسلام مؤكدة 


_ أنا ملكك .. 


ملامح ابتسامة ظهرت على وجهه وكاد أن يصالحها لكنه وجد أحد يدق الباب فاتجهت رنيم في خفة لترى الطارق ... تبعها فواز ليجد امرأة كبيرة بالسن تحمل عدة حقائب سوق شعبية بها الكثير من الأطعمة والفواكه والخضروات....


_ إيه دا ؟


تسائل لتنظر رنيم للسيدة حتى تفهم هي الأخرى لترد الأخرى بوجه بشوش 


_ دا المعلم محمود باعتهم لست البنات رنيم .


_ ست البنات رنيم مين !؟


قالها فواز وبدى أنه لم يستوعب هول ما قالته واحمر وجه رنيم وانفتحت عينيها في ذعر ورحلت المرأة بينما رنيم لم تقوى على النظر خلفها حتى لا ترى ثورته 


_ باعتهملك ليه ..؟


قالها لتبدأ حبات العرق في الظهور على جبينها بينما يعاود السؤال بنبرة خطيرة وملامح دبت بها الرعب


_ مش قولتي مشوفتيهوش 


_ والله .. و


كادت أن تحلف لكنه باغته بشدها له بعنف شديد 


_ متحلفيش كدب


احمرت عينيها ولعنت محمود داخلها على فعلته تلك التي لم يرد بها إلا تشكيك زوجها بها لتعاود التوسل بأن يصدقها 


_ والله ما أعرف حاجة 


لكنه صرعها بصراخه عليها وأظافره جرحت زراعها 


_ قولت هعمل نفسي غبي وأقول مش عارفه ولا ناسية ونزلت تجيب فطار .. بس الكلب شايل السوق كله وجايبه ليكي ليه يا رنيم ..

صُدمت .. أيشك فيها ؟ 


_ فواز .. أنت مش سامع أنت بتقول إيه .. أنت بتغلط فيا 


صمت قليلاً ثم نظر حوله .. تلك الشقة البغيضة وذلك العيش الرديئ وهناك قذر يلاحق زوجته وهو مكبل الأيدي .. لا .. أيحسبونه مكبل الأيدي 


نظر لها ثم قال_ انتي فاكرة ايديا مربطين ومش هعرف أعمل حاجة عشان خسرت فلوسي .. أنا هوريكي أنا هعمل إيه 


تفاجئت من تفكيره الذي ذهب في طريق خطر عليهما لكنها انتفضت ما إن رأته يتجه للأكياس ثم يحملهم واحد تلو الآخر ويرميهم بالشارع 


ثم دخل الغرفة وسحب بسرعة دون أن ينظر فانلة بيضاء وارتدى بنطال من القطن فجرت وراءه رنيم تحاول إيقافه لكنه كان لا يرى أمامه 


_ رايح فين عشان خاطري متعملش مشاكل الناس كلها بتبصلي في الشارع زي إللي عامل عملة...كفاية فضايح 


دفعها بعنف فسقطت على الفراش ثم مال عليها يشد لها شعرها في عنف شديد ويتوعدها 


_ حسابي معاكي بعد ما أشوف الكلب التاني


ثم تركها وخرج سريعاً يضرب الأرض بقدميه من شدة الغضب ووجهه الأبيض تحول للحمار وعقله تدور به أفكار عديدة منها البشع ومنها الابشع .  


وصل أخيراً أمام الطابونة ليجد ذلك البغيض يجلس على كرسي أمامه طرابيزة من الخشب وبيده أرجيله ويضع ساق فوق الأخرى ويتابع اقتراب فواز الحاد منه بتروي وبرود بينما الناس ترقبت أن تحدث مصيبة جديدة بينهما والفتيات يتهامسن بينما يرون رجل فاتن يسير غاضبًا بفانلة داخلية أذادته جاذبية والغضب على عرضه لم ينقص إلا من عيبه 


 _ جيتلي برجلك .. إللي أنت عملته يخليني مطلعكش من هنا غير على نقالة ..


قالها محمود ضاحكًا بينما يكمل 


_ بس أنا مش هعمل كدة .. عشان ست البنات 


عالجه فواز بقبضته القوية بضربة قاسية على وجهه ثم رماه أرضاً من على الكرسي لتجتمع رجال محمود عليه وهذا الذي لم يحسب حسابه فواز فأمسكوه لسيدهم حتى يعتدل ويضربه ويرد كرامته أمام أهل الشارع لكن فواز لم يصمت ولم يهدأ بينما يقول 



_ أنت مش هتعمل كدة عشان أنت متقدرش تعمل 


اعتدل محمود وقبض على شفتيه في غيظ كأنه مأمور أن لا يمسه ولا يلحق به أي أذى لينظر فواز بعينيه بجسارة رجل يستطيع أن يفقد حياته فداءً لرجولته 


_ أنا مش هقولك لو جبت سيرة مراتي على لسانك تاني أنا هعمل فيك إيه ، أنا هخليك تشوف حياتك وهي بتطربق فوق دماغك 


وكعادة محمود لم يملك إلا كلمات ليرد بها على هذا الوحش الكاسر 


_ أنا لو مكانك وحد كان عينه من مراتي وبيتمناها وهيموت عليها زيي كدة ... كنت دفنته مكانه ، كنت مستني منك رد فعل أرجل من كدة 


رغم أنه استفز فواز بقوة إلا أن الآخر نظر لرجاله ثم قال مهيناً رجولته بقوة


 _ أنا كمان كنت مستني منك رد فعل أرجل من إنك تقف أدامي وسط ناسك ورجالتك ومتعرفش تردلي السحلة إللي سحلتهالك في نص الشارع ولا اللي عملته فيك دلوقتي .. 


ثم غمزه يصوب نحوه ضربة أخرى _بس الضرب تحت الحزام يعمل كدة وأكتر


اشتعل وجه محمود ورجاله اهتاجوا وانتظروا أمرا ً منه لسحق فواز لكنه أمرهم بأن يتركوه وهذا ما حدث رغم استغرابهم الشديد وطلبهم منه بأن يعاقبوه على ما فعل وكذلك استغرب فواز من فعلته لكن الآخر اقترب منه ثم قال 


_ حسابك تقل أوي يا بن الزوات . 


لم يفهم فواز ما قاله ونظر حوله ليجد الناس تطالع كأنه مشهد سينمائي شيق  


كاد فواز أن ينطق ويرد عليه لكنه وجد سيارة يعرفها جيداً تقترب منه ليخرج منها وجه أخيه فوزي ينادي عليه 


_فواز 


رحل فواز وترك محمود يحفر الأرض بقدميه .. يريد أن يذهب وراء فواز ويسحقه لكن شيئاً يمنعه من فعلها .. وهو قد قرر أنه سيحتمل أي شيئ من أجل أن يظفر برنيم 


_ جاي ليه ...


سأل فواز أخيه الذي ظل يطالع ذلك التجمع ويناظر ملابس أخيه وهيئته المبعثرة .. أهذا هو فواز زين الدين الذي لا يقبل أن تعتب رجله باب غرفته إلا وأن يكون بأبهى طلة 


_ هو الناس واقفة ليه كدة وايه إللي أنت عامله في نفسك دا ؟


_ فكك يا فوزي وقولي جاي ليه ؟


_ خلصت الورق ! 


سأله فوزي ليتأفف فواز فهو لم ينهي عمله ليقول فوزي ببعض الضيق


_ منا من الصبح برن عليك وأنت مبتردش


_ رنيت عليا فين مفيش حاجة وصلتني ؟ 


_ يابني برن من الصبح 


_ يمكن الشبكة بقى 


تنهد ثم قال _هروح اجيبه واجيبهولك نكمله في الطريق 


وبدأ يخطو تجاه البيت فوجد أخيه يرافقه فسأله في ضيق 


_ أنت رايح فين ؟


رد فوزي _ جاي معاك



_ استناني هنا 


فواز أوقفه بحزم ورفض أن يذهب معه فهو لا يريده أن يرى الشقة التي يعيش فيها .. استغرب فوزي لكن في النهاية استوعب الأمر ثم توجه لسيارته وأسند ظهره عليها ينتظر أخيه وتدور عينيه على تفاصيل هذه الحارة التي وللمرة الأولى بحياته يدخل مثلها

لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك


 أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef


  أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories

________________________

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.