الفصل الرابع والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات
_ مالك؟!
ترك فواز جسده بسقط منهكًا على الكرسي المقابل لاخيه فوزي الذي سأله عن حاله الغريب ليرد الآخر
_ مش مبسوط !
تنهد فوزي ثم قال
_ فواز أنا قولتلك لو أنت عاوز حتى تمسك مكاني أنا معنديش مشكلة
رد فواز بينما عيناه مبحلقة بالفراغ أمامه
_ أنا عاوز أرجع مكاني أنا يا فوزي
منذ أن جاء فواز ليعمل هنا في المعرض وهو يشعر بعدم رضا ومهما حاول أن يتأقلم لا يستطيع
توتر فوزي فيبدو أن فواز لا يعلم الأخبار الجديدة ليحاول أن يمهدها له
_ أنا عاوز أقولك حاجة بخصوص الموضوع دا
لفت نظر فواز أخيرًا لينظر له في ترقب بينما استجمع فوزي قوته وقال في ثبات
_ بابا قرر يعين فايز مكانك
توقف فواز عن النفس لحظات ولم يرمش له جفن قبل أن يسأل في جمود
_ وفايز موافق ؟
رد فوزي _ معرفش ، لسة مردش على بابا
ساد صمت مُهيب وتَّر فوزي فملامح فواز بدت كاللذي قد انقطع عنه الأكسجين ، انطلق صوت فواز أخيرًا
_ أبوك اتجنن يا فوزي
لم يجد أخيه رد ليغرق فواز في تفكيره مستذكرًا ما سمعه لتوه ثم هب واقفًا
_ أنا عملت إيه لكل دا !
نظر لفوزي هاتفًا باستنكار _ كل دا عشان اتجوزت اللي بحبها !!
لم يعد يستطيع أن يكبت غضبه لينهار صارخًا
_ انا مغلطش يا فوزي
اشتعل قلب فوزي من القلق على حالة أخيه ليحاول تهدئته قائلاً
_ أنا اكتر واحد عارف ان المشكلة عند بابا ، وللأسف مش عارف أي حل
ليشير فواز لنفسه في قهر
_ لا هو كدة بياخد حقي وبيضيع تعبي وبيظلمني ، شقيت سنين وهو غدر بيا وخد كل إللي تعبت عشانه
كادت دموعه إن تفر من عينيه لكنه قاومها بينما يهتف في غضب
_ أبوك عاوز يزلني ويسرق تعبي يا فوزي
_ فواز !
نداه فوزي الذي تصلب جسده مما رأى لكن فواز لم يهدأ صارخًا
_ بلا فواز بلا زفت أنا مش هسكتله
_ وهتعمل إيه يا رد السجون !
جاء صوت قاسي من خلفه حطم قلبه جعله يلتف مرددًا في استنكار
_ رد سجون !
كان يقف زين الدين والده في شموخ وقوة قائلاً في تشفي
_ هتبقى ! لما هيام هانم تحبسك عشان معاكش تديها حقها
تشنج جسد إبنه الأكبر من الغضب ليقترب منه قائلاً في سخط
_ بقى هيام بنت الباشا تسيبها عشان حتة خدامة
احتقن وجهه ليرد إهانة والده _ متقولش عليها كدة
لكن قابل زين الدين ذلك بالسخرية معايرًا
_ دافع كمان وأهي خسرتك كل حاجة وبقيت خدام عند أخوك الصغير
تدخل فوزي _ بابا
لكن زين الدين لا يرحم _ إيه يالا ، بتبصلي كدة ليه ما تضربني أحسن
تبادل فواز النظرات مع أبيه ، نظرات تحكي حكايات كثيرة بينهما ، حكايات خاصة لم يعرفها أحد ولم يدري عنها بشر سواهما ، فواز امتلك صفات أبيه كلها حتى عنفوانه وقوته وغضبه وعنده ! .. وكان يعلم جيدًا أنه الصورة وزين الدين هو الأصل فقد كان مدرك تمامًا أن أبيه إذا أصر على شيئ فلن يغير رأيه إلا إذا نال ما يريد حتى لو دهس قلب إبنه الأكبر في طريقه !
قطع تلك النظرات المتبادلة والحديث الصامت المتبادل صوت أحد العاملين يستأذن للدخول ليأذن له فوزي ثم يقول
_ فوزي باشا في أستاذ برا بيسأل عن فواز باشا
نظر زين الدين الذي جلس على الكرسي الرئيسي خلف المكتب من الشرف الزجاجية ليجد رجل يرتدي ملابس عادية بشارب ولحية غريبين وبمظهر جعله يردد في استهزاء
_ دي زباينك اللي جبتهلنا من المجاري اللي بقيت عايش فيها
وجه فواز نظرة نارية لأبيه لكنه تمالك أعصابه ورحل فوراً وكأنه وجد منفذ للرحيل ، تعرف فوزي على الرجل فوراً ليصحخ لوالده
_ بابا دا تبعي أنا
ما إن خرج فواز حتى اعتدل زين الدين هاتفًا في غضب
_ أسكت أنت كمان متدافعش عنه وليك حساب تاني معايا ، إزاي تشغله هنا أنت اتجننت ؟!!
احتقن وجه فوزي ليتابع زين الدين بغضب مجنون
_ تشغل فواز باشا زين الدين عندك في السيلز يا فوزي !!!
وضح فوزي موقفه بعدما تأكد من عشق أبيه لأخيه
_ يا بابا أنا قولتله ياخد مكاني لو عاوز أنا أصلا عاوز أخد أجازة وارتاح بس هو مرضاش ، هو عاوز مكانه الأصلي مش مكاني أنا !
أرجع زين الدين ظهره للوراء متشرطًا
_ لازك تفهمه إنه لو عاوز يرجع لازم يسيبها الأول ويرجع ، كل حاجة تحت رجله بس طول ماهو معاها أنا بنفسي هحطه تحت رجلي !
نظر فوزي لأبيه نظرة عتاب وحزن قائلاً
_ حرام عليك يا بابا
لكن زين الدين كان مصراً
_ يستاهل الذل اللي عايش فيه
_______
أما بالخارج ذهب فواز ليقف أمام ذاك الزائر متحفزًا
_ جاي ليه ؟
رد بثقة
_ جاي أشتري يا باشا ..
ثم ابتسم مكملاً
_ إبن منطقتي هنا لازم ننفعه
رد فواز
_ أنا مش إبن منطقتك
ليبتسم محمود مرة أخرى قائلاً
_ جوز بنت منطقتي ، حلو كدة.
رفع فوزا رأسه للأ'لى ، يا الله لو يعلم محمود كم استفزه بتلك الابتسامة اللعينة وتلك الجملة التي أراد قتله عليها
لكنه تمالك نفسه فلا ينقصه أ، يجعل أبيه يراه يتعارك كالمشردين
ليقترب من محمود هاتفًا من بين أسنانه
_ افتح الباب واطلع بسرعة .. يلا
انمحت الابتسامة من وجه محمودثم أخذ خطوة ناحية فواز الذي كان متأهباً لأي
حركة أو كلمه يقدمها له فتدفعه لقتله
_طب ما تفتح العربية الحلوة دي نجربها
فاجئه الوغد بوضع يده فجأه على احدى السيارات ثم قال
_ مرسيدس دي ؟
لم يحرك فواز حتى رمش فتمادى محمود قائلاً
_ أصل بنت الحلال إللي عليها العين حلوة أوي ، لازم تركب المرسيدس
احمر جهه وكور قبضتيه لينظر له محمود بعينين خبيثة ونية سيئة قصد بها كل كلمة
_ بدل ما هي عشان تروح السوق تتبهدل في المواصلات كدة
_ أنت قصدك على مين يابن الكلب أنت
وها هو الرزين يفقد رزانته أمام خبث الأحر ليكبله من تلابيبه في عنف مستعداً قطع لسانه الذي تلفظ بتلك الكلمات
_ نزل ايدك يا روح أمك يا متدلع بدل ما أشوهلك وشك
هنا لم يستطع فواز إلا أن ينقض عليه بالسباب والضرب القوي لكن محمود هذه المرة دافع عن نفسه بضراوة وقابله الضربات بمقابلها لترتفع أصواتهم وأصوات العاملين في المعرض ليفزع والد فواز بينما يهتف في هلع وهو يرى بِكره في عراك قاسي
_ فواز !!!
دفع محمود فواز أرضًا فجرى عليه زين الدين يتفقده في لهفة ووقف فوزي أمام مجمود في غضب بينما يهدده والده
_ أنا هوريك يا كلب ، بتمد ايدك على سيدك
ليقول محمود في غضب
_ أنا سيدي محمد ياباشا ومش انتوا بس إللي ولاد زوات ياكش بس البدل مدارياكوا
ثم قال بينما يرحل
_ لو إبنك اتعرضلي تاني أنا هزعله جامد أوي
شتمه فواز _ يابن الكلب
فقد اهتاط على إثر تلك الكلمات وحاول النهوض ليتبعه لكن فوزي منعه
_ خلاص يا فواز خلاص
هتف زين الدين بخوف وهو يرى أنف فواز بدأ ينزف
_ هات دكتور يا فوزي
ليضع فواز يده على أنفه وهو ينهض بعنف
_ مش عاوز حاجه
_ رايح فين ؟
صرخ في ظهره زين الدين والقلق يكاد يقتله على ابنه وعلى ما رأي ولا يعرف لما حدث كل هذا ، لكن فواز لم يرد ورحل فورًا ليطلب من فوزي
_ روح وراه يا فوزي متسيبش أخوك لواحده
كان أصلا فوزي قد توجه لغرفة المكتب يجلب أشيائه قبل أن يكمل أبيه الطلب
لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك
أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef
أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories
_________________