الفصل الخامس والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الخامس والخمسون من رواية عشق أولاد الزوات 

________


فتح الباب وهي كانت بانتظاره متأهبه لمحاسبته على غيابه كل هذه الفترة عن المنزل 


_ كنت فين و


لكنها تفاجئت بها يجرها من شعرها صارخًا بها 


_ أنا مش سألتك قبل كدة وقولتي مفيش بينك وبينه حاجة ؟!!! 


أصابها الزعر والألم وسألت 


_ بيني وبين مين ؟!!


_ محمود يا روح أمك هتعملي نفسك مش عارفه ، لأ بقولك إيه هتحوري هفشخك 


_ قولتلك قبل كدة مفيش بيني وبينه أي حاجة 


هز رأسها بعنف بين يديه لتصرخ من الألم وهو أيضًا كان الغضب عاميًا عينه 


_كدابة


بكت بصوتٍ عالي قائلة 


_ فواز أنت بتشككك في شرفي تاني !


كادت أن تنهار ليتركها أخيرًا يحاول أن ينظم أنفاسه التي حرقها ذاك القذر بكلماته الوقحة والتي تبدو أكثر وقاجة وبروزًا كلما مر الوقت 


تركها ولم يستطع أن يقف أمامها وهي في هذه الحاله فهو رغم بكائها يريد أن يعاقبها على ما حدث ولا يستطيع التفكير أنها بريئه فبراثنه تريد أن تحرق الأخضر واليابس 


فتح البا وخ متوجهًا لمحمود ليجد في وجهه دينا تقول بسرعة في قلق 


_ وحياة أغلى حاجة عندك متضيعش نفسك عشان واحد زيه 


اهتاج فواز وقال 


_ انتي بتتصنتي علينا ! 


لترد في رعب 


_ والمصحف الشريف أبدًا دا أنا كنت جاية أقعد مع رنيم حبه سمعت الكلام 


_ وعرفتي ازاي إنه على محمود ؟ 


شكك بكلامها لتقول 


_ أصل انتوا كنتوا اتخانقتوا قبل كدة يعني مرتين في الشارع ورنيم بصراحة كانت حكيالي عنه 


نفرت عروقه من عنقه بينما يسأل 


_ حكيالك عنه إزاي يعني 


قالت دينا 


_ إن يعني هو بيحبها وكدة وهو بصراحة كان بيحبها أوي وكان عاوز يتجوزها زمان وهي كانت موافقة عليه بس فجأه كدة اختفت هي وأمها ومنعرفش بقى حصل ايه 


شدها فواز من يدها لتضرب دينا في صدره قائلاً 


_ وإيه تاني قالته ؟ 


توترت من هذا الوضع حتى أنه شدها لركن بحانب السلم فكانت معه وحده في مساحه صغيرة تكاد أن تلامسه 


قالت وهي تحاول تنظيم أنفاسها 


_ والله هو دا اللي أنا عرفاه ، بس هما كانوا بيحبوا بعض زمان انما دلوقتي الشهادة لله مقالتليش عليه أي حاجة دي غلبانة 


احتدت عينيه وارتفعت انفاسه ، هل طانت على علاقة بمحمود وكانت مستعدة للزواج منه ولكن ما ان وافق فواز على الزواج منه وافقت لأنه أغنى وأفضل !


هل تزوجته من أجل المال كما قال والده لكنها في الحقيقة تحب محمود ! الان يفهم سبب تمسك محمود الكبير بها ولما مازال لديه أمل في الخصول عليها رغم أنها متزوجة وعلى ذمة رجل أخر 


قٌبض قلبه ما إن رسم في باله هذا السيناريو ليصمت وتهرب الدماء من وجهه لتقلق دينا وتسأل 


_ انت كويس ، رد عليا متخوفنيش عليك 


نظر لها كالتائه لتستغل ضعفه وتضع يدها في جرءه شديدة على وجهها بينما تقول في رقة 


_ مش بقدر أشوفك زعلان وتعبان كدة 


ثم اقتربت منه تريد اغراءه وتستغل تلك اللحظة وما إن ظنت أنها قرييبة من شفتيه حتى دفعها مبتعدًا عنها 


وأخذ السلالم دون المصعد فوضعت دينا يدها على قلبها قائلة 


_ يابنت المحظوظة يا نريم ! بقى القمر دا معاكي انتي يا فشلة ! 


ثم دقت الباب على رنيم لترفض الفتح فهتفت من وراءه 


_ افتحي يا رنيم انا دينا 


مسحت رنيم دموعها ووقفت لتفتح فقالت دينا مزورة التفاجئ


_ مالك بتعيطي ليه ؟ 


انفتحت رنيم في البكاء ثانية بينما تقول وهي ترمي بنفسها بحضن دينا 


_ فواز بيشك فيا ! 


تلقتها دينا قائلة 


_ يا حبيبتي قطع لسانه وقطع لسان أي حد يقول عليكي أي كلمة 


ثد دخلتا المنزل وحضرت لها دينا الليوم ووضعته أمامها قائلة 


_ اشربي اللمون واهدي واحكيلي اللي حصل وان شاء الله اساعدك 


قالت رنيم برقتها المعتاده 


_ معلش تعتبك معايا 


_ لا يا حبيبتي تعبك راحة ، يلا احكيلي وبلاها عياط وانا هلاقيلك الحل 


صدقت رنيم دينا وتعاطفها معها بل واعتبرتها كأخت وصديقة مقربة لها بدأت في قص عليها كل الحكاية منذ البداية ودينا تنصت وتجمع معلومات لا يعلم غير الله كيف ستستخدمها !


_______


ما إن نزل فواز حتى وجد سيارة أخيه تسد الشارع ونزل منها فوزي جاريًا نحوه 


_ أنت رايح فين ؟


هاجمه فواز 


_ وانت ايه اللي جايبك ؟ 


حاول فوزي تهدئته 


_ ممكن تركب معايا وتهدى !


_ مش عاوز 


توسله فوزي 


_ أرجوك تعالى معايا انت محتاج تهدى ، لو ليا غلاوة عندك تعالى معايا ، يلا يا فواز بقى 


ذهب معه فواز على مضض وقضى وقتًا طويلاً في حكي القصة لفوزي ليعلم هوية محمود ويعلم سبب الشجار 


لكن فواز لم يذكر الجزء الذي أخبرته به دينا فهو لميتأكد منه بعد 


كان فواز قد أشعل سجارة وقد طلب له فوزي قهوة وجلسا يشرباها في السيارة وهدأ فواز بعد تلك المحادثة 


قال فوزي 


_ زي ما قولتلك ، كله هيتحل بس انتوا لازم تمشوا من المكان دا عشان كدة المشاكل هتذيد


قال فواز بعينين حمراوتين وهو شارد 


_ قولتلها وموافقتش 


استغرب فوزي 


_ مفيش سبب انها ترفض 


ابتسم فواز نصف ابتسامة بسخرية فهو اصبح يعلم لما رفضت ! بالطبع لا تستطيع أن تترك حبيب قلبها وترحل ! 


_ طيب اعرض عليها تاني واقنعها وقولها على اللي حصل وهتوافق أكيد


هز فواز رأسه ثم طلب من أخيه أن يعود به لمنزلهم ليطبق ما قاله فوزي 


نزل فواز من السيارة وبقى فيها فوزي ينتظره

ثم دخل البيت ليجد رنيم تجلس في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز غير عابئة به ولم تزح عينيها عن الشاشة ليقف أمامها صامتًا ، يريد أن يخنقها بيديه لكنه تماسك ثم قال


_ يلا عشان هنمشي من هنا 


تناولت بضع حبات من اللب ثم قالت بينما هي منشغلة بما تشاهده 


_ مش عاوزة أجي معاك في حتة 


أغضبته للغاية فذهب إليها يرفعها من زراعها  لتقف أمامه 


_ هتيجي غصب عنك وأي مكان هروحه هتيجي معايا فيه 


لكنها صرخت في وجهه تهدده 


_ مش جاية وابعد عني بدل ما أصرخ وألم عليك الناس 


استنكر فواز تلك النبرة القاسية في صوتها وطريقتها السوقية التي لم يسمعها منها من قبل ليستنكر 


_ هتلمي عليا الناس يا رنيم !!؟


لتقول في جرأة _ آه هلم عليك الناس ، زي مانت بتتهمني بحاجة كبيرة أوي ومصر إني عملتها


عض شفتيه من الداخل ثم تنهد حتى يهدأ وقال وعينيه في عينها


_ فوزي تحت مستنينا .. وأنا هدخل ألم حجاتي ، لو مش عاوزة تيجي معايا ، متدخليش . 


لم تهتز أمامه ولكن ما إن أعطاها ظهره حتى انتشر الحزن على وجهها وشعرت أنها خسرته !! لكنها فجأة وجدته يلتف لها ويشدها من زراعها عليه في عنف آمرًا 


_ دقيقة والاقيكي ورايا غصب عنك !  


ثم تركها ودخل لتبتسم وتضع يديها على وجهها فقد حسبت أنه سيرحل من دونها ... 


لملموا أشيائهم ونزلوا للأسفل ليجدوا فوزي يتحدث على الهاتف ، لكنه أغلق ما إن رآهم خلفه في المرآة


دخلوا السيارة ورحب بهم فوزي ثم أنطلق فقال لفواز 


_ أنا آسف على


_ مش وقته يا فوزي


كاد يكمل ويخبره أنه يتأسف على ما حدث في المعرض لكن فواز قاطعه لأنه لم يخبر رنيم عن تلك الحادثة ، فهم فواز الأمر من نظرات أخيه وصمت ثم سأل رنيم التي جلست بالخلف وحدها 


_ ازيك يا رنيم ؟


أجابت بإبتسامة _ الحمدلله


ابتسم باتساع ثم قال _ وحشتيني جدًا البيت وحش من غيرك 


قرص فواز فخذه لينظر له في ألم هامسًا 


_ ايه يا فواز 


ليرد في غيرة _ ايه وحشتيني دي أنت حمار 


ليبتسم فوزي ويهمس بينما ينظر للطريق تارة وأخيه تارة أخرى 


_ مكونتش أعرف إنك بتغير للدرجادي 


ليقول فواز بغضب _ سوق وأنت ساكت 


أهذان الأحمقان حسبا أن همسهما لن يصل لرنيم ! .. استغلت رنيم غيرة فواز وقالت بلطف 


_ أنت كمان وحشتني يا فوزي أوي


أحمر وجه فواز ونظر له في شراسة من المرآة فبادلته النظر بتحدي وقوة واصفر وجه قوزي فقد وقع مشكلة لكنه رد في خوف 


_ أكيد.. طبعا أحم .. 


بعد الكثير من الوقت سألت رنيم 


_ هو إحنا فين ؟


_ إحنا في zed دلوقتي 


وبعد كم دقيقة نزلا أمام إحدى الوحدات الملحقة بحديقة صغيرة والتي هي ملك لفوزي لينزل فوزي وفواز الحقائب ثم فتح فواز الباب لرنيم ودخلت ووقف يودع أخيه قائلاً 


_ شكراً يا فوزي 


قال فوزي _ نفسي أشوفك مبسوط 


هز رأسه في حزن رغم ابتسامته 


_ إن شاء الله .. 


ثم ذهب وبقى فواز مكانه يتألم .. وضع يده خلف رأسه ورفعها للأعلى .. لا يعلم ماذا سيفعل بعد ما حدث وبعد ما سمع ، لكنها بالتأكيد ستكون صدمة حياته لو اكتشف أنها تزوجته لا لأجله بل لأجل ماله ومكانته ! 


____


_


كان محمود يجلس وأمامه الشيشة الخاصة به ، جلس في شرفة واسعة لها مشربيات صممها هو خصيصا حتى تكون منفذ له ويستطيع التدخين فيها دون أن يكتم البيت وأن يرى الناس بدون أن يروه .. 


منذ البارحة وبعد ضربه لهذا المدلل وهو يجلس في بيته ليس خوفًا من مواجهة ذلك الجبان لكن حزنًا وإحباطًا فصدقوا أو لا تصدقوا ، قد جرحت كلمات زين الدين قلبه للغاية وجعلته يشعر أنه نكرة ولا شيئ !, 


يتذكر عندما ترك عينيه ترتكز في قهر على والد فواز وهو يكاد أن يموت من الخوف على ابنه وهذا هو الشعور الذي لم يجربه يومًا وقد حُرم منه فوالده كان قاسيًا لا يحب ولا يقلق عليه ، لو كان محمود مُلقى على الأرض فلن يشفق عليه أحد لكنه وجد فواز أرضًا ووجد جانبه أبوه وأخوه يكاد القلق أن يفتك بهما من أجله! 


سحب نفسًا من الشيشة ليجد أن بها خلل ما ، كاد أن يميل بجسده ليعدلها لكنه وجدها تسير أمامه فناداها 


_ خدي يابت تعالي اعدلي الحجر 


إنها ابنة عمه التي أتت من سوهاج منذ ما يقرب السبع سنوات وكانت صغيرة وقتها لكنها الآن في السنة الأخيرة من الثانوية ، لكنه يمقتها ولا يحبها لأن أباها كان سبب في موت أبيه ومنذ أن مات والداها وقد تبنتها أمه فكانت تتمنى أن تصبح لديها فتاة وتعامل هذه البنت كأنها ابنتها تماماً لكنه لا يطيقها 


عدلت الفتاة النحيفة نظاراتها الطبية فوق عينيها وقالت بصوت مهزوز 


_ أنا مبعملش الحجات دي يا أستاذ محمود 


كشر عن أنيابه بعدما سمع رفضها ليناظرها في شراسة ويأمرها بصوت مرعب 


_ تعالي يا بت اعدلي الحجر 


ابتلعت الفتاة ريقها والتي كانت تسمى ب " هاجر" وذهبت بسرعة ونزلت وعدلت له الحجر وهو يطالعها في تكبر ، لا يعلم لما يعشق إذلالها وأن يراها تحت قدمه .. 


أتت أمه وشاهدت هذا المنظر فابتسمت لكنها محت ابتسامتها ودخلت قائلة في عدم رضا 


_ أنت هتفضل قاعد كدة مبتعملش حاجة


لم يرد عليها وسحب نفس من الشيشة ليختبرها ليجدها تعمل فنفس دخانه في وجه هاجر فأعمى نظارتها فخلعتها وبدأت في الكحكحة وهو يتابع كل ما يخرج منها بدقة غريبة متاجهلاً أمه التي سألت غاضبة 


_ مالك يا محمود ؟


_ ماليش ياما


جاوب بمضض ثم أمر الفتاة 


_ غوري يابت خشي جوا 


جرت هاجر بسرعة للداخل فعاتبته أمه 


_ بتشخط في البت كدة ليه ما براحة 


_ في إيه ياما داخلة فيا شمال ع الصبح كدة 


_ عشان شايفة حالك مش معدول ومش عاجبني وغطسان من امبارح معرفش فينك 


لكنه تجاهلها ونظر أمامه وتابع تجرعه للشيشة

فقالت امه في غيظ 


 _ كل منها البت المزغودة دي ، وياريتها بنت بنوت دي متجوزة 


لكنه زفر دخانها قائلاً في ثقة 


_ هتطلق إن شاء الله


ىدت في غضب شديد 


_ مش مكسوف من نفسك وأنت عاوز تاخد واحدة من جوزها 


رمى خرطوم الشيشة أمامه وهتف في غضب 


_ بقولك إيه ياما أنتي عارفة إني عاوزها من الأول ومن قبله 


لكنها ردت بقوة _ بس هو إللي اتجوزها واهي الحمد لله مشت 


ردد في صدمة _ مشت يعني إيه ؟!


جاوبت أمه _ باليل خدوا شنطهم هي وجوزها وركبوا عربية ومشوا 


هب واقفًا من مكانه والغضب كاد أن يقتله 


_ ومقولتليش ليه ياماااا مرنتيش عليا ليه !!!!!!


لكنها هي الأخرى وقفت أمامه مخبرة إياه بصوتها الجهور عله يستفيق من تلك الأحلام المحرمة 


_ فوق أنت اتهبلت في دماغك دا واحدة وجوزها أنا مرتبكش على البجاحة دي حرام عليك يابني 


دفع الشيشة وعدتها بقدمه بينما يصرخ 


_ أنا هوريه وهوريكوا كلكوا 


وخرج بينما كانت هاجر خلف الستائر فرآها لكنها تراجعت عدة خطوات للخلف من شدة خوفها منه لكنه تخطاها وخرج من المنزل فجرت هي على والدته تحتضنها 


_ خلاص يا ماما إسعاد متزعليش نفسك 


قالت إسعاد _ يابنتي بيضيع نفسه ، حرام عليه إللي بيعمله في نفسه وفي الناس



صمتت هاجر وما جعلها تغضب هو عصبية ذاك الوغد على والدتها فهي تعتبر اسعاد أمها بل وأكثر من ذلك


لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك


 أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef


  أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories 



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.