الفصل التاسع والأربعون من رواية عشق أولاد الزوات
كم الدلال الذي أخذه من ريم وهي تهتم به وجالسة جانبه جعله ينطق! نعم فحرفيا فايز الآن يجلس وأمامه غادة يحاول إقناعها بصعوبة أن تذهب للمنزل فلا يتوجب عليها المكوث بمنزل ريم ووالدتها بحكم وضعها كضرة لها ..
يخرج صوته بصعوبة وعينيه مسبلة لا يستطيع فتحهما بشكلٍ صحيح من شدة التعب
_ انتي هتقعدي فين يا غادة بس ؟
لكنها كالصخر لم تقتنع بينما تضرب قبضة يدها اليمني بكف يدها الأيسر _ هقعد معاك لحد ما اخدك من ايدك ونروح ... رجلي على رجلك يا فايز
كانت كالحرباءة بينما تتحدث وترفع حاجبها ليقول فايز يحاول أن يفهمها أن هذا ليس بيتهم
_ ياحبيبتي دا مش بيتنا ...
ابتلع ريقه بصعوبة وتنفس ثم قال _ دا بيت ريم
لم تستطع السيطرة على نفسها بينما تقول ولم تراعي حتى كلماتها الجارحة
_ يعني هروح البيت من شهر العسل لواحدي .. مش كفاية رقدتك دي ؟؟
هتفتها بانفعال غير مقدرة لوضعه الصحي وكل ما همها هو غيرتها وأنها لا تريد تركه هنا لريم
_ ما تقوم يا فايز يعني إحنا هنروح البيت مشي دول هما خطوتين بس إللي هتمشيهم وهنسدك ياروح قلبي لحد الباب
تنفس بصعوبة بينما يقول بإرهاق شديد _ أنا مش قادر اتكلم حتى ..
هاجمته _ مش قادر إيه مانت بتتكلم وزي الفل أهو قوم بقى بلاش دلع
وهنا دخلت ريم التي ذهبت لتحضر الدواء واستمعت لما تقوله تلك المختلة لتستنكر ريم قولها قائلة
_ فايز من شوية حياته كانت في خطر وانتي من كل عقلك بتطلبي منه يقوم ويعمل مجهود ذيادة
لم تتحمل كلمة منها لتهدر بها _ بقولك إيه متدخليش بنا ولا إللي بنتكلم فيه وسبنالك العقل ياختي ، ما تقول حاجة يا فايز
لم يكن فايز لديه القدرة على المجادلة معها كما أنه لم يعجبه تصرفها وطالعتها ريم بضيق وانزعاج من أسلوبها الهمجي والانفعالي وصوتها المرتفع الذي لا يتوافق مع معايير الأنوثة وفطرة المرأة الرقيقة ..
تغاضت عنها ريم ووجهت عينيها لزوجها ثم وضعت يدها على ظهره تساعده على الاعتدال قليلاً وجلست بجانبه على الفراش هامسة له في هدوء واهتمام داعب روحه
_ فايز .. الدوا
مدت غادة شفتيها للأمام ثم حركتهما يمينًا ويسارًا متهكمة بل مستهزءة بينما تهمس لنفسها
_ يا كُهنه يا كُهنه ..
ابتلع فايز منها الدواء بهدوء افتقده للغاية لكن الحبة تركت أثرًا كالعقلم في حلقه لتتغير معالم وجهه كمن يريد أن يستفرغ محدثًا ريم في ضيق
_ هو مُر كدة ليه ؟
شبح ابتسامة ظهر على شفتيها بينما يتذمر كالأطفال لكنها ردت عليه في حنان معاملة إياه كالأطفال أيضًا
_ هجيبلك عصير دلوقتي
هز رأسه وقد أخذ الأمر بجدية شديدة لتنظر لهما غادة لا تستطيع تفسير ما تراه .. أنها أول مرة تستصدم بريم وفايز مع بعضهما في موقف وبعد ما رأت ، باتت تشعر أنها لا تعلم أي شيئ عن شخصية فايز وتأكد لها أنها مهما فعلا لن تستطيع أن تهتم بفايز مثلما تفعل ضرتها ..
وهذا ما جعل عينيها تلتهبان حقدًا ويذيدها إصرارًا على أنها لابد أن تزيح ريم من طريقها وتنسيه إياها ...
بعد وقت استطاع فايز التحدث بشكل سليم نوعًا ما وقد بدأ يظهر تأثير الحبة بينما يطلب من ريم
_ ريم ... ممكن تخلي السواق يوصل غادة للبيت ، عشان قلقان عليها تروح لوحدها
ابتسمت غادة بإنتصار ومسكت يد زوجها أمام ريم التي نظرت لفايز نظرة جمود شديد لا تصدق أنه يطلب منها هذا الأمر !! ألا يخجل من نفسه ! إنها هنا تداويه وتهتم لأمره وهو يخبرها بكل دم بارد أن تجعل الساائق الخاص بهم يرسل زوجته لأنه يخاف عليها !!! اللعنة عليك يا فايز الفاسد .. لا يطمر فيه شيئًا ، إنها تداويه وبعدما يبدأ في استعادة صحته يهتم لأمر ضرتها ! ...
رغم حنق ريم إلا أنها لم تقل شيئًا حتى لا تعطي غادة ما تريده وتراها وهي غاضبة والغيرة تأكلها ، ولكن لم يكن الشيئ نفسه عند نرمين والدتها التي دخلت من الباب تصرخ بفايز
_ كمان عاوز السواق بتاعنا يوصل السنيورة بتاعتك .. أنا مشوفتش في بجاحتك
_ ماما
تفاجئت ريم وحاولت تحذيرها حتى لا تخطئ
لكن أمها لم تبال ولم تعطي للحرج مكان بينما توبخهم جميعًا
_ بلا ماما بلا زفت أنتي هتجنيني ، قاعد ادامك جوزك إللي غدر بيكي واتجوز عليكي وراميكي ورامي ولادك لا وجايبلك صرتك تقعد معاكي كمان في بيتك !! .. عوزاني أسكت زيك ؟! لأ أنا مش هسكت زيك يا ريم
مسكت غادة يد فايز وألجمتها الصدمة لم تستطع التحدث وخافت من انفعال خالة فايز الشديد لكنها حاولت أن تتشبث به وتطلب منه المساعدة لكن قد فات الأوان وتجهت لغادة وحملتها من زراعها متوجهه بها ناحية الباب للخروج
_ قومي يا حبيبتي أظن مش لازم نقول إنك مش مرغوب بيكي خالص في بيتنا
حاول فايز إيقافها وهو يرى زوجته تتوسله أن ينقذها من بين براثن حمااته
_ يا خالتو اسمعيني ..
نظرت له في شراسة رافعة اصبعها أمام وجهه
_ أنت تخرس خالص دا انت لولا انك تعبان أنا كنت رميتك أنت نفسك برا زي ما عملت مع أخوك التاني ..
ريم تشاهد الأمر مندهشة من تصرف والدتها أما فايز فشعر بالحرج الشديد بينما تحدثه هكذا أمام زوجاته ليقول محاولاً حفظ ماء وجهه
_ مسمحلكيش تكلميني بالأسلوب داا
لكنه لم يتوقع جرءتها بينما ترد عليه وقد طفح الكيل من تحمله وتحمل تلك الضرة سارقة الرجال
_ هوش مش عاوزة أسمع نفس ومتنساش نفسك أنا خالتك إللي كنت بتعملها عليا وأنت صغير .. عاوز تعمل راجل ، أعمل راجل على مراتاتك الاتنين بس أنا لأ يابن فوزية ويانا يا أنت يا فايز ..
غادة التي اشتعلت اوصالها هتفت أخيرا _ انتي بتعملي فيا أيه أنا قاعدة مع جوزي ، شيلي ايدك من عليا وزي ما جوزي قال تنفذوا وإلا هقعد معاه وغصب عنكم
تخلت نرمين عن وقارها مجيبة _ غصب عن مين !!! هههه يللا يلا دا انتي يابت كنتي بتشتغلي صبي مكانيكي في ورشة ، أمور السهوكة دي مبتمشيش عليا ، اطلعي غوري اركبي أي ميكروباص روحي بيه
نظرت غادة لفايز في قهر وقد شعرت بالذل والإهانة الشديدة لكنها تفاجئت بصمت فايز الذي لم تقدر حالته المتعبة وفوق ذلك تريده أن يقف معها ضد خالته ... أصلا فايز كان مصاب بالتفاجئ بخالته ونظر أرضًا فقد قصفت جبهته وأحرجته بشدة أمام زوجاته وهو الذي لا يقبل أن يتعدى أحد حدوده معه .. لكنها خالته بمثابة والدته ولقد أخطئ بحقها ليلة زواجه بغادة وهو لن يكررها ثانية بالتأكيد ... وللعجب ابتسمت ريم لما قالته والدتها وكادت أن تضحك خاصتًا ونرمين تلقي بغادة للخارج لكنها وتودعها بكلمات شرسة في ظل صمت فايز الذي لم يجرؤ على المدافعة على غادة حتى بالكلام! ..
_____
_ طيب مروحتش ليه ؟
قالتها ريم لفايز وهي تراه يخرج من الحمام ... مما يعني أنه يستطيع المشي وكان من الممكن أن ذهب مع غادة للبيت
.
تفاجئ فايز من سؤالها ونبرتها المتهمة وشعر أنه غير مرغوب فيه في غرفتها بل وفي المنزل كله ليقول
_ انتي باردة معايا كدة ليه يا ريم .. دا أنا كنت بموت
بنبرة هادئة حملت ألف معنى نظرت داخل عينيه دون أن تهتز
_ على رأي غادة .. مانت كويس أهو ، ممشيتش ليه
ثبت عينيه في عينيها وتعمق .. نظرات بها من الوله ما لم تختبره مع ريم من قبل بينما بصوته الرجولي الهادئ يسأل في خبث
_ وانتي عوزاني أمشي... ؟
_ وهتقعد تعمل إيه ؟
سؤالها الجامد والخالي من المشاعر صدمها ليفغر فاه مرددًا بإندهاش
_أنا بقالي شهر غايب عنك يا ريم
ابتسمت في سخرية _ حتى وانت موجود كنت بتغيب عني شهور مش شهر واحد
ثم أعطته ظهرها بلا مبالاة و توجهت لغرفة تبديل الملابس تخرج لها غيارًا جديدًا ، تبعها فايز ووقف على باب الغرفة يهتف بخبث عله ينتزع غروره الرجولي بغيرتها عليه
_ لكن المرة دي غير ... أنا كنت في شهر عسل
مرة أخرى لم تعطه أي اهتمام ولم تنظر له حتى مكملة إختيار الملابس .. يكاد يفقد عقله لأنها لا تغار ولم تشتاق له !! ألم بعد له تأثير عليها !!!, سأل نفسه كالمهووس لتخرج أفكاره من عقله قائلاً
_ كل مرة كنت برجع فيها من الشغل ، من لهفتك عليا كنت بحس إني غايب بقالي سنين .. عمرك ما كنتي كدة معايا
التفت له ثم قالت بجدية بعيدة عن اللوع والكذب
_ أنت قولتها يا فايز ... أنت كنت في شهر عسلك ، مستني مني أعاملك إزاي ؟
اقترب منها بخطوات بطيئة هاتفًا بصوته المنخفض الهادئ الممزوج بسعادة نتيجة لقولها
_ يعني غيرانة .. غيرانة عليا ياريم
نظرت له ريم ساخرة ! لأول مرة بحياة فايز يتقرب منها ويعاملها بهذه الطريقة! .. لقد استعاد فايز شبابه الذي تناساه من شدة الروتين والهدوء القامع الذي كان يعيش فيه ..
رفعت عينيها له بثقة ثم ردت بذكاء مُخرجة نفسها بسلاسة من إجابة سؤاله
_ ياريت لما تروح تنام بدري علشان تقدر توصل الولاد بكرة المدرسة
هل طردته ريم لتوها !!؟ ... قبل أن تأتيه الإجابة كانت تغلق باب الحمام ورائها ليتسمر هو مكانه دظ. لقد شعر فايز أن غروره تحطم بالكامل من جملتين ونظرة منها !! ..
جلس على الفراش يفكر ومتعجبًا من موقفها ليخرجه من شروده رنيم الهاتف برقم غير معروف ليأأخذه فضوله ويفتح الخط وهنا استمع لصوت رجل آخر على الهاتف يطلب منه أن يعطيه ريم .. ريم من دون حتى أي لقب اخر ! ...
وهنا وكأن أحدًا رمى عود ثقاب في خزان برميل فظهرت ابتسامة متوعدة على محياه قائلاً
_ شكلك حبيتي غيابي أوي
وهذا هو الهدوء ما قبل العاصفة فصوته المرتفع والغاضب زلزل البيت بأكمله وهو يدق عليها باب الحمام بعنف شديد متناسيًا تعبه وكل ألمه وكل ما على لسانه
_ من امتى وانتي بتكلمي رجالة يا ريم !!!
______________
إللي عاوز يشتري الرواية يتواصل معانا على صفحة الاسنتجرام اللي اسمها rakafalefstories
أو من التلجرام ابحثوا على قناة اسمها rakafalef وتابعونا على الفيسبوك😍