الفصل الواحد والخمسون من رواية الخادمة الصغيرة
الخادمة الصغيرة:
عيونها برقت ولكنها احترمت الضيوف ودخلت عادي واول ما دلخت انجي وشها اتغير للتكشير الشديد وبدل ما كانت بتسقف
اصحاب انجي عيونهم اتعلقت برضا السمراء الجميلة وخصلاتها الراائعة نازلة من تحت حجابها
راحت ادامهم كلهم وقفلت الموسيقى وهي بتبص عل الرقاصة بقرف من فوق لتحت وسارة ولعت من نظراتها ورحكاتها اللي استحقرتها جدا
دخلت رضا وابتسمت في وشهم كلهم وهي بتقول
_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردت عليها زهيرة بابتسامة وترحيب هي واحد الصديقات
_ وعليكم السلام
اما صجيقة انجي التانية قربت من ودنها وسخرت من رضا
_ حتى تحيتها وأسلوبها بلدي
سمعتهم رضا ومسكتتش طبعا لانها مش من النوع اللي بيسكت خالص وقالت
_ بقى تحية الإسلام بقت قديمة وبلدي ! والله يا حامتي أنتي طيبة بس لو كنتي تظبطي كلامك شوية كنتي هتبقي زي البدر منورة والله
بصتلها انجي بكره ومعرفتش ترد وزهيرة كانت معجبة جدا بشخصية رضا اللي مش بيهمها حد ، ولكنخها تفاجئت منها وهي بتقول بصوت قوي
_ا ، اني بتأسف اني طفيت الاغاني ووقفت سهرتكوا العجيبة دي وعارفة انها ممكن تكون قلة ذوق مني بس اني مقدرتش اسكت انتوا جايبين رقاصة في بيت فريدة الصواف!
بصت لانجي وسألت
_ مين إللي قالكوا على الفكرة العكرة دي
بسرعة ردت زهيرة اللي كانت معجبة بصراحة رضا جدا ومنعهم للحرام حتى لو دا هيزعلهم كلهم
_ انجي هي إللي عملت كدة يا رضا
بصتلها انجي بتفاجئ فحطت زهيرة ايدها على بقها وحست انها تحمست ذيادة وطبعا الحماس دا معجبش انجي خالص
فبصتلها رضا وهنا اتكلمت انجي واتعدلت وحطت رجل فوق رجل وحست ان رضا خلت شكلها زي الزفت ادام اصحابها وسرقت منها الاضواء
_ شيفاكي متضايقة
ردت رضا
_ طبعا متضايقة وهقولك ليه بيني وبينك.
ردت انجي بتكبر وسارة وباقي الاصدقاء عيونهم مراقبة المبااراة الحامية بين الحمى ومراة ابنها
_ لأ قولي دلوقتي لو في أصلا حاجة تخليكي تضايقي
ردت رضا بصراتحة تامة صدمتهم كلهم
_ عشان حرام يا حماتي ..
اتدخلت سارة الرقاصة أخيراً وهي كانت منكادة منها ومن شخصيتها القوية وإنها مش بتخاف من أي حد
_ و هو من امتى الرقص حرام يا حلوة ؟
رضا مكلفتش نفسها جهد انها تبص لجسمها العريانت ولكن صوتها خلاهم كلهم يحسوا اد ايه هي قرفانة من سارة ومن وجودها
_ الرقص حرام لما يكون بيتعمل زي مانتي بتعمليه كدة والناس كلها تتفرج عليكي
ولكنها بصتلها في النهاية جوا عيوننها بنظرة ثاقبة وقالت بنبرة تحذيرية
_ وأني مش حلوة إني رضا هانم الصواف مرآة جلال بيه الصواف
الجملة دي خلت سارة تولع حرفيا منها وافتكرت جلال لما كان في حضنها وقال اسم رضا وحست اد ايه هي فعلا قوية وبدأت نتفهم هي ليه مأثرة في جلال أوي كدة
وقررت انها لاوم تحرجها وتضايقها
_ لاء دا أنتي شكلك متضايقة اووووي ، طب دي قاعدة ستات مع بعض مفيش رجالة هتشوفنا
بعدين بصتلها وقالت بابتسامة خبث
_ ولا شكلك مبتعرفيش ترقصي عشان كدة متضايقة
ضحكت انجي وقالت بنبرة شيطانية
_ وليه الحيرة ما ترقصلنا
رددت زهيرة بصدمة من معاملة انجي لرضا مراة ابنها
_ ترقص !
بصتلها انجي بثقة
_ آه عادي ، وتورينا إنها بتعرف ترقص بردو
سارة ضحكت ضحكة بسيطة عصبت رضا جدا وقالت
_ مانتي جايبة رقاصة يا حماتي ... ملهاش لزوم
_ صح .. همشيها هي وتيجي انتي
قالت سارة وهي بتشد العباية الكمفتوحة اللي كانت لبساها وبتقول
_ طب سلام انا بقى ، مع ان كان نفسي اتفرج
رضا كانت قاعدة متنرفزة جدا جدا جدا والتانية مشت وهي بتضحك و
طلعت برا وهي لسة بتحط العبايىة على جسمها وفجأه طلع في وشها جلال
موفضل
واقف متنح وهي بتبصله وتبتسم وكانت لابسة لبس الرقص وجسمها باين وجلال بص على جسمها .. مشاعر رغبة لجسمها ومشاعر قلق وتوتر لأنها في بيتهم وممكن تتقابل برضا
وهي اول ما شافته عينها نورت بنظرات كلها خبث وتحدي وشخصنتها خلاص مع رضا بعد اللي عملته معاها وبعد ما شافتها وشافت جمالها وحيويتها وشبابها الواضح في عيونها وصتها وقوتها الغريبة واتفكرت جملتها وهي بتقولها انها مراة جلال الصواف ، وعينيها هنا لمعت بالخبث وقررت انها هتجذب جلال تاني ليها
اما جوا زهيرة مقدرتش تسكت وقالت لانجي
_ انجي عيب كدة
اما صديقة نتانية قالت باستحقار
_ دي شكلها بلدي أوي جوزتيها لجلال إزاي دا وحيدك يا انجي
_ انتي ضيفة عند حماتي فمش هرد عليكي ، بس ابقي روحي خدي دروس عند زهيرة هانم
وبصت لانجي ورغم قوتها الا ان صوتها كان فيه زعل وكسرة خاطر
_ أني مراة إبنك أقعد واتضايف زيي زيهم وأحسن كمان عشان أنا صاحبة بيت
انجي ذادت العيار جدا وعابت في رضا بقوة وهي بتشتمتها
_ صاحبة بيت يا خدامة يا شحاته
هنا رضا هي كمان ارتفع صوتها ورفضت الاهانة وعيونها جحظت وفقدت السيطرة على نفسها وردت الشتيمة لانجي بشراسسة
_ بقولك إيه يا مرة يا مهفوفة انتي متكلمنيش كدة تاني اني ليا احترامي ووضعي في البيت دا ، وقلة ذوقك معايا مش هقبلها
_ رضا !!!!!
فجأة سمعت صوت قوي وحاد جاي من وراها خلى انجي اللي اتصدمت والدم جري في عروقها ترتاح وتحس انها خلاص هتاخد حقها
دخل جلال وشد رضا من ايديها بعنف وتقريبا جرها وراه وهو بيقولها
_ تعالي ...
هنا انجي بصتلها بحقد كبير وقالتلها صديقتها
_ ازاي مردتيش عليها
انجي سكتت وابتسمت بشر وكانت عارفة ان جلال هياخدلها حقها كويس ان دا كله حصل ادامه عشان تعمل مشكلة بينهم
_____
ومن سوء حظها للمرة التانية يكون حسين موجود ويشوف الرقاصة وهي طالعة ويسمع كل الحوار ولكنه من الصدمة سند على الحيطة وحس إن خلاص ، مش قادر يصلب طوله ولا يعدل نفسه ! ...
واتأكد خلاص لآخر مرة أنها عمرها ما هتتغير في يوم ولا هتكون ست كويسة .... كان حاسس إن العالم بتاعه ببنهار ، فريدة في غيبوبة وجلال بيخون رضا وانجي هي إللي واضح جدا أنها مسهلاله الموضوع كله ! ... حس إنه وحيد ومكسور وضعيف أدام نفسه ومش عارف يصلح أي حاجة .
أصحاب انجي مشوا وجلال ورضا كانوا فوق في اوضتهم أما حسين كان طلع يحاول يتماسك ويشم هوا في الجنينة شوية ... وأخيرًا دخل البيت وأول ما انجي شافته جرت عليه تحضنه ولكن حسين مبادلهاش الحضن
في الأول مكانش عاوز بس بعد شوية حضنها وضعف واشتاق إنه يحضنها فعلاً ، رغم كسرته منها ، لكن دي شكلها كدة كانت حلاوة روح ! وحسين من كتر الحب إللي كان بيحبه ليها ، كان لحد آخر نفس مستني منها أي إشارة بالخير
شدته من ايده برقة وطلعت بيه فوق لأوضتهم وحسين مسلم ليها تماماً
قعدت على السرير وقعدته جمبها وبحسنها ووشها الجميل قالت بصوت رقيق
_ مش كفاية بُعد كدة يا حسين ! ؟
مردش فرجعت سألت_ مش بترد عليا ليه ؟!
استوعبت من عيونه وكتافه المهدولة أنه عرف كل حاجة أكيد .. فغمضت عيونها وفتحتهم وهي متنرفزة
_ كل دا عشان البنت الخدامة دي !!؟
أخيراً حسين أتكلم لكن نبرته كان فيها يأس من قدرته على إصلاح أي شيئ
_ دي مراة إبنك ...
ردت انجي بقوة وغضب _ دي قليلة الأدب أنتوا كلكوا ظالمني بس جلال أكيد هياخدلي حقي منها وهيربيها عشان متردش عليا وحش كدة تاني
قال حسين وهو مش مصدق إزاي مراته مستبدة بالشكل دا
_ عاوزة تقلي منها ومتردش عليكي !
حست انجي انها لازم تهدي الرتم شوية لأنها لاحظت أخيراً إن حسين شكله استكفى من كل دا
_ ليه قلبك بقى قاسي كدة عليا يا حبيبي ..
ردد بسخرية مريرة قطعت قلبه قبل ما تطلع منه
_ حبيبك !
بصتله بابتسامة حب وهي بتميل عليه برقة
_ أيوة طبعا حبيبي ... وروحي وجوزي كمان
انتبه أخيرًا لكلامها واستمع ليها وهي بتقول بصدق
_ الأيام إللي بعدت عني فيها كنت واحشني أوي يا حسين ، بس أنت عارف انجي ، مش بالسهل تعترف ... بس أنا حاسة ، وحاسة بكل حاجة كمان !
وحضنته ... ضمها حسين لحضنه وهو مش مصدق الكلام إللي قالته والأمل رجعله تاني ودق في كل جزء في جسمه وكان هيموت من الفرحة وانجي بتكمل وتقول
_ أقنع جلال خليه يخليها تحمل بسرعة بقى لأنه آخر مرة قالي إنهم بُعاد عن بعض .. هما شكلهم هيتخانقوا النهاردة مرة كمان بسبب إللي حصل ، فحاول تخليه يفرق بين الخناق وبين الحاجة دي بالذات، عشان خاطري يا روحي يرضيك الموضوع يطول أوي كدة دا عدى شهر أهو
فجأة جسمه كله اتشنج وحس بالكهربا ضربت قلبه ووقفته عن العمل ! ... حس بعالمه المرة دي بيتدمر وبينهار منه... كان حاسس إن آخر أمل ليه في الحياة راح .. كان زي الغريق إللي متعلق بقشاية ،ودلوقتي القشاية اتكسرت وراحت !
بعد عنها وعن حضنها وهو باصصلها بدون أي تعبير ، انجي دلوقتي فعلاً خلصت كل فرصها معاه ومفيش أي حاجة ممكن تخليه يفضل معاها تاني ! أو يكن ليها أي حب أو حتى إحترام ...
وشه الباهت خلاها تتسائل عن سبب حالته وتشنج جسمه
_ مالك يا حسين ؟! !!! في إيه !؟
رد وهو متخشب وعيونه فيها دموع _ عشان مصلحتك بتقوليلي حبيبي وروحي وكلام حلو وبتضحنيني! بتعامليني كأنك شرياني أو عبد عندك ! ...
قالت بغرابة ومازالت مش فاهمة بردو إللي بيحصل
_ أنت فهمت إيه يا حسين ؟
بصلها بيأس فعيونها برقت وقلبها قالها إن النظرة دي بتعبر عن النهاية !!! حاولت تدافع عن نفسها وتلحق الموضوع وهي بتقول
_ لأ لأ أنت فهمت غلط ...
لكنه قاطعها وعيونه في عيونها بقوة
_ أنا بكرهك يا انجي ! ....
شهقت وعيونها هي كمان اتملت دموع وهو لأول مرة يقولها أنه بيكرهها ! حسين إللي مكانش بيعبرلها غير عن حب وعشق واهتمام وهيام ! دلوقتي بيقولها وعينه في عينها إنه بيكرهها !,
دموع حسين نزلت ادامها وهو ببقولها بأسى
_ أنا آسف لنفسي إني ضيعت حياتي عليكي .
كانت مصدومة وشفايفها بتترعش وقلبها هي كمان اتكسر وحست إنها خسرته خلاص مفيش تاني رجوع ! ...
قام حسين ومشي وهي هنا حست على نفسها وحست بالدنيا حواليها وقامت تجري وراه
_ حسين ... متمشيش يا حسين !!!
صراخها ارتفع وهي بتنادي عليه وتجري ورا خطواته السريعة لحد ما خرج وركب عربيته ومشي ! .... احساس في قلبها قالعا إن دي آخر مرة هيجمعهم مكان ، وآخر مرة هتحضنه وآخر مرة ليها معاه ! ... رغم خبقها وحقدها الشديد ، لكن أحساسها عمره ما خانها !
____
فضل حسين يلف بالعربية برا حدود القرية عشان يحاول يضيع وقت .... لكن بعد نص الليل أخيرا قرر إنه هيروح البيت ! ..
وأول ما وصل لحد البيت ووقف العربية بص للبحيرة من بعيد والشجر حواليها الهوا بيحركه وحسين حس إن مشاعره هي إللي بتتحرك بدل أوراق الشجر و مكانش شايف ادامه وفجأة بدأ يعيط كتير جداا في العربية ومكانش قادر ينزل منها ، حس انه وحيد وامه مش موجوده ولا حد جمبه ! وحس بالعضف أكبر ومشاعر كتير متلغبطة ! شوية يحس إنه السبب وشوية يحس انه كان ضحية لكن أكتر حاجة كان حاسس بيها ! أنه حياته اتدمرت واخر عمود فيها اتهد خلاص ...
بعد عياط كتير متكسفش أبدا أنه يخرجه على الأقل مع نفسه نزل من العربية وكان متوجه ناحية البيت بتاع البحيرة ...
أول ما نزل لقى إللي جايين يجروا عليه ومنهم راجل حارس صرخ بصوت عالي أفزع حسين وحس إن فيه مصيبة
_ ألحق يا حسين بيه ..
كان جاي من بعيد جري وهو إللي كان مسؤول برعاية علي إبن كريمة عشان كدة كان مفزوع ومتأثر وخائف أوي
_ احنا مش لاقيينها يا حسين بيه
!!!
زعق حسين وهو واقف متصلب ومش فاهم وكل إللي حاسس بيه إن فيه مشكلة كبيرة حصلت وهو مش حمل أي كوارث دلوقتي
_ هي مين دي ؟
_ الست كريمة وابنها علي ، أكن الأرض اتشقت وبلعتهم !
حسين برق واتصدم ...ودارت الأفكار في عقله ، ماذا لو جوزها اتعرضلها !!!
_
فصل مؤثر جدا ... أنا زعلانة على حسين .. حاسة إني عشت تفاصيل كتير مؤلمة زيه !
لشراء الرواية التواصل عبر رقم 01098656097 أو عن طريق رسائل الفيسبوك
أو قناة التلجرام التي اسمها rakafalef
أو من خلال انستجرام على حساب rakafalefstories
✨