الفصل السادس والأربعون من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل السادس والأربعون من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الذوات: الفصل السادس والأربعون
_ أقبل طلب الصداقة ..

رسالة أتته على الخاص ففتحها ليجدها تلك الفتاة التي كان بحدثها منذ ليلتين في الشرفة ليقبل طلب الصداقة بعد ساعة من إرسال رسالتها ... حتى لا تختال بنفسها وتحسب أنه ملهوف عليها ...

بعد دقائق من قبوله طلب الصداقة  جائته إحدى الرسائل على تطبيق الماسنجر ليفتحها ويجد إحدى  الرسائل التي أرسلتها تقول

_ صورك على الفيسبوك تهبل على فكرة ..

شبح ابتسامة ظهر على شفتيه بينما يرسل لها ردًا واثقًا من كلمة واحدة

_ عارف .

ابتسمت دينا بإعجاب شديد على الجهه الأخرى قبل أن تعود لتقول

_ لقيتك قافل التعليقات على كل البوستات قولت ابعتلك هنا ، مانت جوز أختي بردو ولازم نشجعك

ثم ارسلت له عدة ملصقات ضاحكة وكأنها ألقت نكتة لكنه شعر بالضيق عند تذكره السبب الذي أغلق من أجله جميع التعليقات على صفحته الشخصية ... فهو لم يستطع مواجهة العالم بعد إعلان زواجه من الخادمة...

لكن استوقفه سؤالاً آخر فصفحته الشخصية من الصعب جدا الوصول إليها ...

‏ _ لقيتي الصفحة إزاي ؟

جائه ردها وكأنها كانت منتظرة السؤال وحضرت له الإجابة سابقًا

_ رنيم كانت قالتلنا عليها عشان نتعرف عليك ونبقى عيلة كلنا مع بعض كدة ..وانت عارف أحلى حاجة في الدنيا هي العيلة ولمة العيلة

استشعر خبث حديثها وتلاعبها بالكلمات ليبتسم ويبدو أنه سيخوض لعبة مسلية للغاية ! ... ويبدو أيضًا أنه بدأ يتناسى أمر زوجته

كانت رنيم قادمة من خلفه تراقب ابتساماته التي ظهرت بينما ينظر للهاتف لتشعر بشيئ غير طبيعي يحدث فتقدمت نحوه هاتفة 

_ كل يوم تنزل وتغيب عليا

لم تجد ردًا ومازال مشغولاً بهاتفه مستغرقًا بتلك المحادثه والغريب أنه لم يعطي لرنيم أي اهتمام

توترت ملامحها ورفعت نفسها قليلا علها ترى ما يفعل لكنها كانت حركة ساذجة وواهية فهي تجلس على الأريكة التي بمقابله وبينهما مسافة ..

بدأت أعصابها تهتاج بينما تسأل_ زهقان من قعدتي ؟

رد بهدوءه المميت _ زهقان من قعدة البيت

لم يرفع عينه من فوق الهاتف حتى !! .. هدرت به بينما تأهبت للعراك معه

_ لأ أنت زهقان مني

لم يبالي وهذا ما جعلها تفقد عقلها تهتف في غيظ شديد بينما تفرك وتتحرق من الغيرة

_ طبعًا الأول كان عندك اتنين تزهق من دي تروح تترمي في حضن دي إنما دلوقتي طبعا زهقان

رفع عينيه في ملل _ بلاش كلام غبي

هدرت به وقد جنت من استهزاءه بها

_ مش غبي دي الحقيقة وكلمني زي ما بكلمك أنت عمرك كا استخفيت ولا استهزءت بهيام زي ما بتعمل معايا كدة

ومرة أخرى لما يعطي لها بالاً  لتهدر

_ انت مش مالي عينك واحدة بس يا فواز وعاوز اكتر واكتر ..

لم يروق له الحديث لذا لم يتحرك قيد أنمله لكن الأمر لم يكن ذاته عند رنيم التي اتجهت نحوه بسرعة وعلى حين غفلة صرخت به وقد فاض كيلها 

_ هات الزفت دا

التقفت منه الهاتف لتنظر به لتجده مغلق فرمته على الأرض في عنف ليحمر وجه فواز غضبًا ورغم رعبها من هيئته إلا أنها أخرجت شكوكها في جرأة

_  بتكلم مين كل شوية على التليفون  ، رسايل إيه اللي بتبعتها لحد وأحنا الناس كلها مخصماناا

صرخت فيه وجهًا لوجه ليتحفز فواز هو الآخر سائلاً بمغزى

_ والناس كلها مخصمانا ليه مسألتيش نفسك

يدور ويدور ثم يعود ليعايرها بأصلحها .. هذا هو فواز!!  ... آلمها ما قاله لترد عليه في حقد

_ عشان إبن الباشا اتجوز بنت الخدامة .. إللي متسواش أي حاجة أدام إسمه وإسم عيلته

لم يرد وقد شعر أنه أخطئ لكن بعد فوات الأوان فرنيم قد فقدت أعصابها وودعت هدوءها واستكملت في الصراخ

_ شكلك فوقت .. كان لازم أعرف انك مش بيهمك غير متعتك ... الشهوة بتعمي قلبك عن أي حاجة وأنا وانت عارفين دا

لم يأتها رد وهي من توقعت أن يجن جنونه ويحرق الأخضر واليابس ، لكنها تجده يلملم علبة سجائره وتلك الولاعة الذي أخذ يحملهما أينما ذهب في حرية فلم يعد هناك ما يخيفه

لتحاول رنيم منعه بينما تقف أمام وجهه _ إيه زعلان من الحق ليه يا باشا

لم يعطها بالاً ومازالت تلك الجملة التي قالتها عنه تتردد على مسامعه رافضة أن تستقبل أذنه جملة غيرها ...

اهتجات بشدة وصرخت فيه تشده من قميصه بعنف

_  أنا بكلمك رد عليا  أنا مش كلبة

دفعها لتسقط على الأريكة وقد أعمله الغضب الشديد لكنها اندفعت خلفه بينما توكه هو للباب يفتحه ويخرج

_ أنت نازل فين دلوقتي

جرت خلفه حتى السلم لتجده نزل من الاسنسير بسرعة لتصرخ وقد بدى أنها تناست وضعها وأنها هنا ليست بالقصر حيث لن يسمع شجارهما أحد...

_ فواز رد عليا .. رد علياااا

نزلت دموعها بينما لم يعطي لها أي بال ونزل وتركها تصرخ وتهبهب كالكلاب تمامًا .. بكت أعلى عتبة السلم لتجد باب الشقة امجاورة يُفتح وتخرج دينا تجري عليها تحاول سندها

_ ياختي عيني عليكي باردة يا حبيبتي ء قومي ايه اللي مقعدك كدة

تلك الممثلة التي هي أصلا سبب قوي من أسباب شجار رنبم مع فواز .. فهي الفتاة التي كان يكلمها فواز ببنما انصرف بانتباهه عن زوجته وتركها تتحدث حتى جن جنونها من برودته معها ..

شهقت رنيم والدموع لا تتوقف عن الهطول من عينيها ولا نستطيع تجميع كلمة واحدة

_ فواز .. فواز يا دينا نزل .. نزل و .. وهو وانا اتخانقنا و

_ اهدي بس يا حبيبتي اهدي وارتاحي الأول ...  بسم الله الرحمن الرحيم

ثم أخذت دينا بيدها لمنزلها وأغلقت الباب بينما تتحسر حالها ولكنها من الداخل سعيدة للغاية بهذا الإنجاز الذي أحرزته فقد تشاجرا بينما كانت تتحدث مع زوجها هذا يعني أن رنيم تغار بشدة  وتشك بزوجها وهذا يعني أنه له علاقات سابقة  لذا ستكون مهمة إبعاد رنيم و الإستحواذ على فواز أسهل بكثير مما تصورت ...

بعد قليل كانت رنيم تجلس وقد بدى عليها الهدوء عكس ما كانت عليه منذ قليل وأعدت لها دينا كأس من عصير الليمون ثم جلست بعدما حضرت لها الشاي وأخذت ترتشف منه بينما تقول

_ والله يا أختي سمعتك بتتخانقوا من كام يوم بس قولت متدخليش يابت بين اتنين متجوزين خليكي في حالك وأنا أكره ما على قلبي أحضر مناخيري في حاجة ماليش فيها

كانت تستطيع أن تعرف بطريقتها الخاصة في الحديث كل ما تريد ... ردت رنيم بعدما ارتشفت من العصير برفق ثم شردت بشخصية زوجها قائلة

_ فواز طول عمره قاسي في ردة فعله حتى وهو ساكت ، بيبقى عاوز يألمني وينتقم مني لأني ضايقته وزعلته ، أنا متعودة منه على كدة

كانت دينا تتلهف لتعرف أي شيئ ولو حتى بسيط عن فواز وما قالته رنيم اكتشفته هي من نظرة واحدة فقط في وجهه لتعرف أنه رجل صعب الطباع ولديه من الشراسة ما يكفي لإخضاع أي امرأة ..

_ بس انتي بينك زعلتيه أوي

قالتها دينا مترقبة لترد رنيم ساخرة بمرارة

_ عادي ، إحنا طول عمرنا بنتخانق

تذكرت تلك المرات التي ابتعد عنها فيها لتردف

_ فواز دا كان بيخاصمني بالشهور

مصمصت دينا شفتيها بينما تكتشف صفات فواز من زوجته

_ يلهوي دا قلبه قاسي أوي زي ما قولتي 

_ ياترى هو فين دلوقتي ..

تسائلت رنيم بصوت ٍ عالي وحزين لترفع دينا كوب الشاي على فمها ثم أخذت القليل وأنزلته مجيبة

_ قاعد على القهوة

سألت في لهفة_ عرفتي منين

ردت ببياطة_ ياختي القهوة تحت البيت بصي من الشباك تشوفيه

جرت رنيم للشرفة ثم دققت النظر لأسفل لتجد أنه حقًا فواز يجلس على أحد الطاولات الصغيرة وبجانبه الأرجيلة لتشهق دينا

_ هييه الحقي دا بقاله ييجي ساعة بيشرب شيشة

لترد رنيم في خجل وعينيها متعلقة به

_ أيوة هو ... هو بيشربها للأسف

تأملته دينا هي الأخرى لتردف رنيم بينما تراه يضم زراعيه حول نفسه من حين لآخر باحثًا عن الدفئ وقد نزل بقميص المنزل الأنيق لكنه خفيف

_ قاعد في البرد كدة لواحده

نظرت لها دينا في ترقب لتقول رنيم في حنان وهي تتذكر ما عاشه

_ صعبان عليا أوي أنا قسيت عليه بالكلام وهو مش مستحمل ... دا باباه طرده عشاني وفواز مش زي بقيت أخواته مش سهل أنه يروح يقول لابوه عاوز اتجوز رنيم فيجوزهاله

طالعتها دينا لتكمل رنيم شاردة_ فواز خسر فلوسه وتعبه وشقاه سنين وخسر أهله في لحظة علشاني أنا ، أنا اكتر إنسانة دارية بحاله وعارفه وضعه وأنه معذور ، أنا تضيحتي قليلة أدام تضيحته هو عشاني ، طبيعي يكون زعلان ومشاعره متلخبطة.

_ عارفة يا دينا ، فواز دا باشا ، كلمته أمر على الكل الكبير والصغير ، زين باشا أبوه كان سايب في ايده إدارة كل حاجة حتى إدارة البيت ، لو حد عاوز حاجه لازم يروح لفواز ولو حد عاوزو موافقة على أي حاجة لازم فواز ، ولا الحفلات والجمعيات بتاعتهم .. فواز دا كان سيد الناس كلها

التمعت عيني دينا من شدة الانبهار بهذا الرجل الذي يعبر عن كيان شاهق لا يُهزم واستمتعت لرنيم تقول

_ مهما قولتلك مش هعرف اوصفلك هو كان عايش إزاي ... ودلوقتي قاعد على القهوة ! فواز عمره ما قعد على القهوة يا دينا

تكلمت بحسرة وقد عاد لها عقلها ، دائمًا ما كانت ترى تضحيتها هي فقط لكنها لم تدقق في ةضعه الصعب إلا وهي تراه في هذه الحالة المخزية

_ أنا السبب... أنا جيت عليه مع الدنيا بدل ما أقف جنبه واستحمله في الوقت دا

نظرت دينا لفواز الجالس بالأسفل ثم نظرت لرنيم ممثلة التعاطف قائلة

_ يعني بعد إللي قولتيه دا كله عليه الراجل طلع معذور  ... و آه بصراحة انتي جيتي عليه خالص ملكيش حق يا رنيم

_ أنا نزلاله ...

هدرت بها رنيم بإنفعال ولم تكد دينا تستوعب ما قالته حتى وجدتها تهرب لتنزل الاسفل بينما كانت تناديها بلا جدوي

_ نازلة فين تعالي هنا

سبقتها رنيم بالأسانسير لتنادي الأخرى

_ رنيم ...

ثم بسرعة شديدة نزلت ورائها على السلم لتلحق بها ففضولها قتلها حتى تعرف ما سيحدث بينهما ...

جلس شاردًا يدخن .. يدخن هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى ، يلتهم الدخان مع التبغ والآن الأرجيلة أصبحت ملجىء جديد له

_ أنا أول مرة أشوفك هنا ..

انتبه أخيرا لذلك الرجل الذي سحب كرسي دون إستئذان وجلس جانبه

استغرب فواز الأمر ونظر له مضيقًا ما بين عينيه ليضحك الرجل بخفة قائلاً

_ معلش أصل الحارة هنا كلها عارفة بعضيها وأنا بقالي شهر شايفك طالع نازل وعرفت إنك نسيب الحاج أيمن الله يرحمه

رفع فواز حاجبه ولهجة ذلك الشاب لم تعجبه ليقول

_ دا أنت شكلك مركز معايا أوي

اعتدل الشاب وقال بثقة _ لأ ماهم عيال أخوه بييجولي المحل وحكولي كل حاجة

نظر له فواز نظرة تقيمية ثم سأله_  و أنت تطلع مين بقى ؟

نبرة فواز الساخرة لم تعجب ذلك الشاب لكنه نظر له بثقة هاتفًا

_ أنا صاحب القهوة والطابونة إللي على أول الشارع .. المعلم محمود النجار

لم يجد إلا الجمود على  وجهه بينما يقول _ طب خليك في حالك يا محمود

لم يسعد رد فواز محمود أبدًا بل انتشرت تلك النظرة الكارهه على وجهه ، ءلك اللعين المتكبر والمختال بنفسه يراها أعلى من الجميع ..

لكن افكار محمود وقفت بينما نزلت  تلك الحورية بفستان طويل ورغم أنه لا يظهر منها شيئ إلا أنه كان لا يناسب الشارع أبدًا وما إن رآها فواز حتى دفع الأرجيلة أرضًا لتسقط وتتحطم وينطلق إليها يجرها من يدها بعنف وينظر حوله ليرى نظرات الرجال متعلقة بها تكاد تأكلها ليهدر بها في عنف شديد بينما يداريها بجسده

_ ايه إللي نزلك باللبس دا

أجابت في لهفة وحنان _ قلقت عليك مهانش عليا اسيبك زعلان مني

تصنم محمود بينما يري أمامه قطعة_ مهلبية_ كما أسماها داخل عقله الذي فكر فيها بطريقة جريئة للغاية ثم رد على فواز الذي أخبره منذ قليل أن يبقى في حاله ولا يتدخل ، فرد بنبرة ذات مغزى بينما يتأمل رنيم التي بدأ فواز في سحبها ليدخلها المنزل 

_ حالي هو حالك يا فواز باشا

شهقت رنيم ما إن رأت ذلك الشخص .. لم تحسب حسابه عندما قررت العودة لمنزل أبيها القديم ! ... أما زوجها فقد احتكت جدران فكه ببعضها في غضبٍ فمعنى كلمات ذلك الغبي تظهر للأصم وكور قبضته قبل أن يلتف لكن رنيم تمسكت في زراعه بخوف متوسلة إياه أن يهدأ ويتغاضى عن سخافات ذلك الرجل

_ يلا يا فواز سيبك منه

ردد محمود متجاهلاً كل من حوله هاتفًا بترحيب ونظرات تلمع من شدة الشغف

_ نورتي مطرحك من تاني يا ست البنات  .. الحارة كات مشتقالك والنعمة

لم يحتمل فواز كلمة أخرى فرفع ساقه في حركة مباغتة لترتطم بمنطقة أسفل الحزام لدى محمود الذي تأوه ألمًا وكاد أن يسقط لكن فواز أمسكه من شعره ورفعه إليه ثم نظر في عينيه في تكبر واشمئزاز منه قائلاً

_ أصل شوارع رخيص فعلاً !

شهقت دينا واضعة يديها على فمها فلأول مرة تجد رجل يستطيع أن يغلب محمود أو يتجرأ عليه ، ذلك الفواز ليس بالهين أبدًا ، فنظافة مظهره رغم أنها تدل أنه مرفه ومرتاح بحياته ، إلا أن بداخله وحشًا لا يستطيع أحد السيطرة عليه إذا خرج ...

التمت الناس على محمود حتى تدافع عنه لكن فواز ضرب احدهم ليبتده  وبعدها ضرب محمود بالرأس فسقط أرضًا والذي توقع أن فواز مجرد رجل مرفه ولديه المال الوافر و_ فرفور_ لكنه لا يعلم أن ذلك الرجل هو والرياضة وجهان لعملة واحدة ولم يذيده المال إلا قوة جسديه ومعنوية فاستطاع أن يمارس ألعاب القتال فلا يقدر عليه أحد من البشر ..

ذادت توسلات رنيم له أن يتوقف بينما بوجهٍ مرعب كان يتوجه مرة أخرى لمحمود لكن رنيم توسلته باكية

_  كفاية يا فواز الناس بتتفرج ، علشان خاطري تعالى نطلع بيتنا وكفاية فضايح

جذبها بعنف شديد من زراعها وصعد بها للأعلى بينما انشغلت الناس بالإطمئنان على محمود ولم يبالغوا في التدخل فهما رأوا كيف نظر محمود لزوجة فواز ويعلمون أن لديه الحق فيما فعله ...

كان باب المنزل مفتوح فدفع فواز رنيم بعنف داخله حتى سقطت على الارض بقوة وهو هبد الباب حتى كاد أن يخلعه من مكانه وهجم عليها يحملها من الأرض من خصلات شعرها التي شعرت أنها ستنزف دمًا من قسوته

_ انتي تعرفيه !!؟؟؟

سؤال غاضب كالجحيم سأله إياها بينما هي من شدة ألم رأسها ...

صرخة أصمت أذنها بينما لا يجدها ترد ويهز جسدها كله بقبضته على خصلات شعرها وتحريكها يمينًا ويسارًا بعنف ...

_ انطقي تعرفيه

صرخت رنيم من شدة الألم _ آه آه... ايدك شعري هيتقلع.

يا الله لقد فقد عقله ، لأول مرة بحياتها تراه هكذا ، لم تختبر غيرة فواز عليها من قبل ، إنه يغار عليها بطريقة وحشية

رفع وجهها له صارخًا بها وندرة ذلك اللعين لها لا ترحمه بل تذيد قلبه اشتعالاً

_ بقولك انطقي

اجابته باكية من الرعب _  ماليش دعوة بيه والله

أدمعت رنيم من شدة الألم وتوسلته أن يتركها

_ آه فواز  ..  بالله عليك سيبني

رماها بعيدًا عنه ثم ضرب بقدمه الطاولة لتنكسر وينتشر صوته بالعمارة كلها

_ قصده إيه إبن الكلب دا

وقفت ترجف من شدة الخوف ، أنها ترى وحشًا لم تتعرف عليه من قبل

_ براحة هقولك .. هقولك والله بس عشان خاطري اهدى أنا خايفة منك أوي

اقترب منها فاندفعت تجري منه ختى التصقت بالحائط ليحاصرها هناك محذرًا إياها من الكذب

_حوري يا رنيم .. أنا عاوزك تحوري وتكدبي وهخلي ليلتك طين 

ابتلعت رنيم ريقها في خوف ثم بدأت تحكي له كل شيئ ...

والدتها قد أخذتها بينما كانت صغيرة وذهبت بها لتعيش في مكان دفن أبيها حتى تتقبل العزاء وفي تلك الفترة أعجب محمود برنيم للغاية وعرفت والدتها أن أهلها يريدون أن يزوجوها لمحمود غصبًا ... لكن عندما رفضت والدتها بسبب صغر سن رنيم كانت إجابتهم أن قتلها أو زواجها وعليها أن تختار .. كان عمها جبروتًا وطاغية يكره أبيها ويحقد عليه ولا يريد منه إلا موته ! وما إن مات أخاه حتى أراد أن يسيطر على بيته وماله ..  ومن هنا هربت والدة رنيم بها وذهبت لتعقد إتفاقًا مع فواز .. أن يتزوج ابنتها حتى يحميها من بطش هذه العائلة ويحمي إرثها فوالدتها كانت تعلم حب ابنتها لفواز وأن فواز بالطبع لن يطمع بإرثها فهو لا يحتاج للمال ،  ورغم رفضها لهذه العلاقة إلا أنها لم تجد بُدًا من عرض الزواج عليه فهو الوحيد الذي كانت تثق به وبأنه سيحمي ابنتها .. وليفاجئها أنه وافق فورًا ليتزوج رنيم وقَبِل حمايتها ...حيث بعث رجاله ليجلبوا عم رنيم له حيث هدده وتجادل معه وأعطاه المال الذي يكفيه حتى يكف عن مضايقة والدة رنيم .. واتفق معه على إنفاق مبلغ مالي كل شهر حتى يصمت ولا يخبر أحد بزواجهما ففواز كان يرتعب من فكرة اكتشاف أبيه زواجه ! ... وكتب الكتاب على رنيم وأعلنه للحارة كلها ولأفراد عائلتها جميعًا لكنه لم يذهب هناك ولم يعرف أي فرد من أفراد عائلته هو أنه تزوج ...

هدر فواز غاضبًا بعدما انتهت رنيم من قص عليه الحقيقة

_كل الزفت الكلام دا أنا عارفة .. أمك مقالتليش ليه إن كان فيه واحد عاوز يتجوزك

فركت يديها بخوف منه _ مكانش مهم يعني يا فواز .. هو المهم بس إنهم كانوا عاوزين ياخدوا ورثي وانت حمتني منهم 

صرخ بها حتى انتفضت خوفًا _ مش مهم إزاي .. كان بينكوا حاجة ؟!

نفت سريعًا _ لأ طبعا .. أنا كان عندي ١٥ سنة ومشوفتوش في حياتي ولا مرة غير لما جينا ناخد العزاء  ، دا أنا كنت عيلة

قابلها رده القاسي _ وماله دا العيال بتاعة إعدادي بترتبط

عاتبته بحزن _ فواز عيب كدة أنت بتغلط فيا ، أنت عارف إني عمري ما حبيت غيرك

أدرك ما قاله لكنه لا يستطيع أن يأخذ أنفاسه بانتظام فكيف سيستطيع أن يفكر فيما يقول

استمع لصوت رنيم الرقيق والحزين تقول_ يعني أنا لما كبرت وبقيت آنسه ، بعدت عن الراجل الوحيد إللي بحبه في حياتي ، وراجع  تقولي كان بينك وبين واحد أنا أصلا معرفش غير شكله إيه ؟ .. هو أنا كان بيني وبين إللي بحبه أصلا إيه عشان أكلم راجل تاني ؟

صمت وبالفعل اقتنع بما قالته .. فهو خير من يعرفها ويعرف أنها شريفة لم تختلط برجل غيره في حياتها وحتى أنها منعت نفسها عنه عندما كبرت ولما يعودا إلا وبينهما عقد زواج شرعي ... لكن غيرته العمياء عليها أعمته

تابعت صمته لتهمس له في صدق _ والله أكتر من إللي قولتهولك مفيش

لم ينتبه إلا لهذه المسألة .. ذلك القذر معجب بزوجته وكان يريد أن يتزوجها منذ أن كانت صغيرة ...

هتف فواز بعيون ينطلق منها الشرر وكان يريد أن يتأكد للمرة الأخيرة مما يفكر فيه

_ يعني الواد دا عينه منك ؟ ...

من شدة رعبها منه أهزت رأسها عدة مرات مجيبة

_ أيوة

دفعها بعيدًا عنه في عنف شديد ونظرات عالية الحدة بينما يأمرها بغلظة

_ غوري لمي هدومك هنمشي من هنا

كادت أن تتعثر وتوقفت الكلمات بحلقها من قسوته لكنها تحلت بالشجاعة واعتدلت في وقفتها سائلة

_ هنروح فين

أمرها _ مالكيش دعوة اسمعي وخلاص

وقفت أمامه تستجمع قوتها وترفض _ مش همشي يا فواز

_ إيه عاوزة تقعدي معاه في نفس المكان ..

كسر قلبها باتهاماته لكنها تعلم أنه يريد استفزازها فقط لتعاتبه

_  لأ عشان كلامك دا مالوش غير معنى واحد

صمتت ثم قالت في خذي _ إنك بتشك فيا ....

________________

إللي عاوز يشتري الرواية كاملة الا فصول قليلة وميضطرش يستناها يبعتلنا على الانستجرام على حساب
Rakafalefstories  
أو على التلجرام لما تدخلوا قناة إسمها
Rakafalef

أو تدخلوا على صفحة الفيسبوك

3 تعليقات

  1. جميلة تسلم ايدك حبيبتي 🌹🌹
  2. فواز لو بيحب رنيم فعلا مش حيخونها و رنيم ضعفها مستفز
  3. الرواية هتكمل غبتوا كتير اوي
الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.