الفصل الخامس والثلاثون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
ثلاثة أيام كاملة مرت وزوجها خارج المنزل مختفي حيث لا تعلم ..
هل يحق لها أن تقول زوجها ؟ ، فكما أنها لا تعلم مكانه فهي لا تعلم مكانها في حياته فقد رمى عليها يمين الطلاق ثم خرج ولم تراه من بعدها حتى يومنا هذا لتمر ثلاثة أيام أخبر فيها أهله أنه سيذهب في رحلة سفر خاصة بالعمل ضرورية ومفاجئة ، لكنها تعلم أنه يكذب والأمر ليس كذلك .
ها هي تقعد لا تعلم لها رأس من قدم والسبب في ءلك لا تنكر أنه كان اندفاعها فعندما تذكرت فعلتها أيقنت أنها أهانته وأهانت رجولته ، لكنها قالت لا فلماذا لم يمتثل لرغبتها ويبتعد ... ونست تمامًا أنها من أول يوم زواج منعت فيه زوجها عنها لعنتها الملائكة حتى اليوم الذي تطلقت فيه .
خرجت من أفكارها حينما تفاجئت بالباب يفتح وفوزي يدخل عليها وللعجب كان متأنقًا بشعر مرتب ولحية مهذبة وملابس غاية في الأناقة وكعادته لا يمنعه الحزن من الظهور في أبهى طلة سواء من ناحية التناسق أو من ناحية النظافة فهو يؤمن أن لا عذر للمظهر القبيح الغير نظيف ومرتب ... وها هو رغم حزنه الشديد يطبق ما يؤمن به .
بينما هي تجلس تكاد تكون مشعثة الشعر وباهتة اللون ومكشرة الملامح ، نزف قلبها دمًا فكيف لها أن تتطلق من هذا الوسيم فجميع من يراه يحبه ويعشقه ولو رأوه صديقاتها لتمنوه لهم وحقدوا عليها حتى ماتت من شدة الحسد .. لكن للأسف القصة الجميلة دائما لا تكتمل لآخرها وها هي قد بدأت تشعر بالندم من الآن
تجاهلها في بداية الأمر وهي الأخرى لم تتلفظ بكلمه لكن بعد دقيقتين من تحركه بالغرفة يبحث عن أشياء تخصه حتى خلع جاكت بدلته بعدما أخرج منه ورقة معينة هاتفًا بها في هدوء
_ امضي عليها
نظرت للأوراق الرقيقة بإستغراب ثم سرعان ما إن انصدمت ما إن عرفت ماهيتها ، إنها أوراق الطلاق ! ... أفبهذه السرعة يريد التخلص منها ، هل أعجبته أخرى ويريد التزوج منها وطردها هي من حياته دون أية مستحقات ، عند تلك الفكرة هتفت تهاجمه وتتهمه بتلميحاتها ونبرتها بل ونظراتها التي لا تحتاج لكلام يفسر معناها
_ ومستحقاتي وحقوقي منك مين هيجيبها ؟.. ولا أنت بقى شوفت حاجة تانية أحلى فقولت أهو أخلص من إللي عندي في البيت وبعدين أبدأ على نضافة ..
لم يرد عليها وتابع تنقله في الغرفة بكل سلاسة يخرج الأدوات والأشياء التي يريدها ويتعامل كأنها غير مرئية وهو لا يراها
لتغتاظ ريهام منه ومن تجاهله لها وتقرر هي رد له الصاع ثاعين فقالت مستفزة إياه وهي مدركة خير الإدراك أن كلماتها ستؤثر فيه
_بس نصيحه بقى يا فوزي المرة دي متتجوزهاش غصب ومتجبرهاش على حاجة وهي مش طيقاك
_ ياريت تلزمي حدودك وتحافظي على الاحترام في التعامل ...
كان رده حازمًا رافضًا لأسلوبها الفذ الذي اتبعته منذ أن تزوجته في حديثها معه
انفتحت عينيها غير مصدقة حديثه ، هل يقصد بذلك أنها غير محترمة !! وهل تثبت له الآن نظرية أخيه الأكبر في أنها أقل منهم في المستوى المادي لذلك أقل لباقة واحترام
أكمل فوزي _ بالنسبة للمستحقات .. انتي كمان المفروض تديني فلوس ومستحقات
هاجمته بلا تفكير_ نعم دا في شرع مين دا ؟!
أجابها_ شرع ربنا .
احتارت نظراتها لتجده يجذب كرسي من الفرو خاص بالمرآه ليضعه أمام الفراش ويهدأ قليلاً قبل أن يردد وهو ينظر داخل عينيها
_ بسم الله الرحمن الرحيم " وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ " صدق الله العظيم
لم يجوب عقلها إلا أنها اكتشفت لتوها أن فوزي يحفظ القرءان بل ويعلم في أصول الشرع والفقه ما لا تعلمه هي .. رغم أنه لا يظهر عليه أي شيئ من هذا .. خرجت من شرودها بينما تسمعه يوضح لها الأمر
_ يعني المفروض أنا أخد نص الدهب إللي جبتهولك لأنه أختك اشترطت إنه يكون جزء من المهر مش هدية زي منا كنت عاوز ، ونص المهر المقدم والمؤخر
بإحتقار نظرت له رغم أنه يتحدث في الحقوق التي سبقته هي في الحديث عنها لكنها كانت تريد استفزازه وجس نبضه لتعرف رغبته في الزواج من أخرى ، ولكنها تفاجئت به يطالب هو أيضًا بحقوقه لم تكن تظن أن أهم ما عنده هو المال ولكن مرة أخرى فاجئها فوزي حينما تلى على مسامعها آيات الله
_" إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
تداخلت أفكارها ببعضها بعدما أردكت معنى ما يقول ليؤكد لها ما تفكر فيه قائلاً بسماحة نفس
_و أنا هختار إني أعفو يا ريهام .. لأنه أقرب للتقوى
تشعر أنها تريد البكاء الآن لماذا يتلاعب بمشاعرها بتلك القسوة، يخبرها أنه له حقوق ومن الممكن أخذها حتى تحتقره ثم يعود ليقر انه سيعفو وسيترك لها كل شيئ ليرسل لها رسائل مخفية مغزاها أنه إذا أراد فعل شيئ فهو حر وقادر على فعله على عكسها هي لتنفعل في قهر هاتفة به لتثبت له أنها ليست أقل منه كرمًا وسماحة بل ومالاً
_ هو أنت لواحدك إللي تقي يعني ، أنا إللي مش عاوزة منك حاجة وهعفو
أغمض عينيه و كم يريد ضمها الآن بين زراعيه ليمحو تلك الكسرة في عينيها ، لكن لم يعد مسموحًا له بذلك وهي من سطرت آخر خطواتهما سويًا
همس لها يعاتبها بطريقة مبطنة في حديثه ويذكرها أن أختها هي السبب في كل ماهم فيه
_ ودا هيكون رأي أختك بردو لما تعرف إننا
اتطلقنا ؟
مسحت دمعتها التي سقطت على وجنتها بسرعة صارخة به صرخة خرجت بصوتٍ مبحوح قطع قلبه
_ مالكش دعوة بأختي
أراد أن يقترب منها ليجعلها تهدأ لكنه صمت جاعلاً الوقت يتكفل بتلك المهمة ..
بعد خمسة دقائق من الصمت الطويل القاتم كانت قد توقفت دموعها وهدأت قليلاً ورجعت لمشكلة أخرى ، كيف ستعود لوسطها وهي مطلقة بعد أيام قليلة فقط من زواجها ، بل وكيف ستواجه زملائها بالجماعة اللذين علموا أنها تزوجت فوزي زين الدين أشهر تاجر سيارات في مصر بل والوحيد بفضل حضوله على الجنسية الكندية من يستطيع إدخال انواع معينة من السيارات مع الإعفاء من تكلفة الجمارك ... وبالطبع لم يصل لكل هذا فقط بمحهوده الشخصي فهو مازال صغير للغاية على كل ما وصل إليه لكن أبيه وعلاقاته كانت تلعب الدور الأساسي في نجاحه وشهرته ،. لكن بالنهاية لو لم يكن فوزي لديه الخبرة والجهد لم يكن ليحافظ على سمعة أبيه في الوسط .
سألت في حيرة _ أنا هروح فين .. هرجع بيتنا بعد أربع أيام جواز بس !
أجابها بعدما تنهد _ مفيش غير كدة وبعدين على حد علمي محدش يعرفكوا أساسًا
لتعاود مهاجمته _ وعِدتي فين ؟
_ هو انتي متعرفيش ؟
صمتت تستمع له بينما يكمل _ احنا كمان حسب الشرع ملناش عدة .. لنفس سبب المهر
صُدمت فأول مرة بحياتها تكتشف هذا الأمر وتنتبه له فهو لم يمسها وبذلك هي ليس لديها عدة ، نظرت للأرض في حسرة ولم تتوقع في كوابيسها حتى أن تطلق في أول أيام زواجها وترجع لبيتها كما خرجت منه
شعر بما تشعر لكنه قرر عدم إظهار التعاطف بينما يقول
_ بس أنا هعتبر إننا لينا عدة ونقدر نعيش مع بعض تلت شهور ، وبعد التلت شهور دول نقول إننا متفقناش وعاوزين نتطلق وتقدري تمشي بعدها ، الطلاق بعد تلت شهور جواز أحسن من الطلاق بعد أربع أيام
برودته معها وحسرتها على فقدانه فبدأت لتوها ترى كما هو شم بينما يساعدها لكنها الانثى الماكرة بداخلها جعلتها تسأل لتثير غيرته
_ واتجوز عادي من تاني يوم لو عايزة ؟
سخر وقد آلمه قلبه أنها تريد أن تتخلص منه في أسرع وقت
_ تتجوزي من تاني يوم لو عايزة
اغتاظت أكثر من هدوءه ورده الجامد ولم تصل لمبتغاها لتخمن أنه قد كرهها لتبدأ تشعر بالندم على ما فعلت به
وقف أخيرًا يملي عليها آخر قراراته _ ياريت تلبسي الحجاب والعباية علطول طول منا موجود في الأوضة وأنا طلبت كنبة أونلاين بتتفرد تبقى سرير عشان أنام عليها
اعترضت وتذمرت كالأطفال بينما تريد أن توصل له فكرة أنها لا تطيقه أبدًا _ مش عاوزة أقعد معاك في نفس الأوضة
هزء من نفسه داخله فبينما هو يعرض عليها المساعدة ويريد الحفاظ عليها هي لا تتقبل حتى تواجده معها .. تستمر بالإهانة بلا توقف لكنه تماسك فهو رجل ذا عقلٍ واعٍ يعلم ما تريد هي الوصول له لكنه لا سطوة له على قلبه ... أكمل كلامه بعدما سحب نفس طويلاً وريهام تجلس على الفراش وطوله الفارع لا يذيدها إلا حزنًا وذلك النفس الطويل الذي يأخذه بين الحين والآخر يجرحها لأنها تعلم أنه يتألم لكن عقلها لا يريد التصديق إلا ما أخبرتها به أختها الكبيرة
_ متقلقيش مني هحط بنا ساتر وهخرج قبل ما تصحي وهاجي بعد ما هتنامي ومعظم الوقت هقول إني مسافر أو عندي شغل كتير
تنهد مرة أخرى وسأل_ معترضة على حاجة قولتها ؟!
صمتت ولم تتتحدث فقد عداه العيب كما يقولون
حسبته سيخرج بينما توجه للباب بعدما عرف من صمتها أنها موافقة على ما قال لكنه فاجئها برفعة رأسه في شموخ زثقة رغم أنه حرفيًا يعتذر منها لكنه قصد ذلك حتى لا تفكر أنه يشعر بالإهانة أو أنها كسرت عينه برفضها له
_ أنا آسف إني اتعرضتلك وقربت منك غصب عنك .. أنا عمري ما كان دا تفكيري ولا الحاجة دي أهم حاجة عندي ..
ثم سخر فهاهو يعتذر لمن كانت زوجته أنه تقرب منها
_ بس تقولي ايه بقى الشيطان وزني أقرب من مراتي !
ثم مد يده لها بالاوراق والقلم .. أمسك قلمه ونسخة أوراقه ومضى بسرعة شديدة استغربتها ريهام حتى نظرت دمعة منها على خدها .. لو يعلم كم أنها تحبه لكنه خذلها ولم يكن في النهاية إلا كشباب طبقته المدللين اللذين يريدون كل شيئ مهما كانت الوسيلة
مضت على الأوراق هي الأخرى ومع كل حرف كان يقع قلب فوزي من شدة الحزن ... لقد انتهى كل شيئ !
ساد الصمت مرة أخرى وقلبها الآن ينهار وهو الآخر يردد داخلها .. لقد انتهى كل شيئ !
مرر لها طرجة لتغطي بها شعرها فتقلتها منه كالتائهه ثم سألته في همسٍ حزين
_ هي أختي فين .. أنا عايزة أروح لغادة
أتاها رده ساخرًا في مرارة _ غادة وفايز بيقضوا شهر العسل
توقفت الدماء بعروقها وبهت وجهها أكثر حتى تشنجت عروقها ، وهتفت في صدمة شديدة
_ شهر العسل !!!
رغم حزنه على صدمتها إلا أنه تشفى بها بينما يقول
_ إيه الغريب مش عرسان ؟
بالتأكيد يكذب عليها ... بالتأكيد أخيه هو من غصبها على ذلك ، اعتدلت من الفراش تهتف بفوزي كأنه عدوها
_ أكيد أخوك جابرها تروح معاه ، زمانها مقهورة ومنهارة
ضحك فوزي ساخرًا ثم أخرج هاتفه لتنظر ريهام له في ترقب منتظرة خطوته التالية والتي كانت أنه فتح صفحة أخيه ليقترب منها ثم يريها تلك الصورة التي كانت بها غادة تقبل خد فايز والضحكة تملئ وجهها هي وزوجها الذي حاوط خصرها يضمها لحضنه
_ هي فعلا منهارة ، بس في حضنه
قالها فوزي في تشفي بينما يرى الحسرة والصدمة مرتسمة على وجه طليقته ، يريدها أن تعلم أن أختها كاذبة ، أختها التي دمرت حياتها تعيش هي الآن حياة رغيدة مع زوجها كأي عروس بينما هي تطلقت من اليوم الرابع !
_ مهددها ..
هذا ما استطاعت إخراجه بينما انعقد لسانها وتوقف عقلها عن التفكير لينفعل عليها فوزي بعدما أجبرته بغبائها أن يتخلى عن هدوءه
_ فوقي بقى يا ريهام .. لسة مفهمتيش
يبدو أن عقلها رفض أن يصدق كل ما يقال لتهتف فيه ومازالت على موقفها
_ افهم إيه .. افهم إن أنتوا عصابة ومجرمين مش عيلة وبشر طبيعين زي الخلق ... وصلت بأخوك البجاحة لكدة
همَّ يرد عليها لكن هاتفه أوقفه برنينه ليفتحه حيث كان مازال بين يديه ورفعه قائلاً بينما نظراته النارية لا تتركها
_ أيوة يا فايز ..
شهقت مقتربة من فوزي حتى التصقت به من لهفتها دون أن تدري
_ أسأله عن أختي ، عاوزة أكلمها
أغمض فوزي عينيه ورغم كل ما حدث بينهما إلا أنها ما إن تمسكت بزراعه في لهفة تطلب منه شيئ حتى عاد شعوره بقوامته عليها وانتمائها له يسيطر عليه من جديد ومنع نفسه من ضمها بصعوبة
خرج فوزي من خيالاته الرومانسية وغضب من تهكم أخيه المغرور على الجانب الآخر بينما يخبره أن ريم لا ترد على الهاتف ليرد في سخرية لاذعة
_ وانت عايزها ترد عليك كمان بعد إللي عملته فيها
كانت غادة تجلس بين أحضان فايز على الفراش يغطيهما مفرش من الحرير وتداعب له لحيته بينما ينفذ ما أخبرته به ...
لكنها استمعت لكلمات فوزي لتشعر بالإهانة والغضب وهنا ربت فايز على زراعها العاري ثم قبل رأسها في حنان خوفًا على مشاعرها من الألم ليسمع فوزي صوت القبلة ثم صوت همسات يقول فيها فايز برقة لزوجته
_ معلش يا روحي
لتجيبه غادة في دلال وحزن صادق _ فهمهم إني مراتك وحبيبتك يا زيزو
استمع فوزي لما يحدث وتلك الهمهمات الحميمية تأتيه من الهاتف ليشعر أنه يحدث شخصًا آخر غير فايز الذي يعرفه .. ماذا حدث لأخيه ليتحول هكذا !! ... مهلا ً هل أصبح أخيه زيزو !؟ .. اللعنة !
امتثل فايز لكلمات غادة ثم أخبر أخيه في حزم
_ فوزي بقولك تاني أنا متجوز في الحلال متخليش انحيازك لريم ينسيك دا واتقبل الفكرة واحترم غادة لأنها مراتي
صمت فوزي لحظات فالظاهر أن فايز يحب غادة ولا يتوهم فهو يدافع عنها ويسمع كلامها ... أغلق عينيه قليلاً ثم قال في نفسه
_ وايه المشكلة لما يكون بيحبها ؟ واحدة لقى معاها الحب واتجوزها ، إيه الغلط اللي عمله ؟!..
لكنه يعلم أن الخطأ الوحيد هو أن فايز لديه عائلة كاملة .. فكيف سيتطيع أن يعدل بينهما ؟! .. ثم عادت الأفكار في رأسه مرة أخرى تخبره أن غادة ليست أي زوجة ثانية ، بل هي شخصية مؤذية وأكبر مثال على ذلك أنها كانت السبب في تدمير حياته وحياة أختها ، فماذا سيتوقع أن تفعل مع ريم ، بالطبع لن تتوانى في تدميرها من أجل الوصول لمصلحتها وتحقيق أهدافها ...
بعد ذلك طلب منه فايز أن يذهب لمنزل خالته حتى يتثنى له التحدث مع الأولاد ليرد فوزي موافقًا فمهما كان غاضب من أخيه لكنه يعلم مدى حبه وتعلقه بأطفاله
_ حاضر هنزل أروحلهم .. ساعة وهتكون بتكلمهم إن شاء الله
ثم أغلق الخط لتسأل ريهام في غضب
_ مخلتنيش أكلم أختي اتطمن عليها ليه .. أكيد ضاربها أو مزعلها
ردد فوزي في حسرة ممزوجة بالسخرية
_ ضاربها ! دا مقطعها من البوس
لم تفهم ريهام شيئًا ولم يعطيها الفرصة لتسأل وتركها وخرج لتجلس هي على الفراش والحيرة تتآكلها .. ثم شدت هاتفها وفتحت صفحة فايز لترى المنشور موجود بالفعل وسعادة أختها لا تبدو لها أنها مزيفة بل حقيقية للغاية ...
ثم بدأت في قراءة الكلام الموجود فوقها وما صدمها هو هذا الحب الشديد الذي يوجهه فايز لأختها ، هل من المعقول أنه قد أجبرها على الزواج !
_______________________