الفصل السابع عشر من رواية نيران الغيرة
تبسمت كى لا يلاحظ أحد شئ، نهضت بحجه الذهاب إلى المطبخ و داخلت غرفتها و مسحت وجهها و بداخلها تسب حمد و تلعن طبعه الحاد.
بالخارج وضعت أم شبل و من معها الطعام، كانت مائده فاخره تعددت الأطباق و الاصناف أمامهم، جلسوا جميعكم بنفس الغرفه، ولكن الرجال بجانب و النساء بعدهم بقليل و بجوارهم الاطفال بما أنهم أسره واحده ولا يوجد بينهم رجل غريب.
بينما يأكل الجميع في صمت مستمتعين بمذاق الطعام الجميل، قطع ذلك الصمت وحيد وهو يروي لأبيه بأنه قد ذهب إلى النائب لكي يحضر ترخيص تخص معمل الألبان و لكن لم يجده.
الحج محمد بضيق:
_لا حول ولا قوه الا بالله، طب والعمل إيه دلوقت، بقالنا شهر على الحال ده لو كفا الله الشر نزلت حمله هنلبس غرامه ده غير أن هيتعملنا محضر.
قال الحج عماره:
_مش أنتَ لواحدك كل الناس بتشتكى منه، ده خلاص شبع، أرتاح فى القعده فى مصر و سايب الناس هنا يضربوا دماغهم في الحيط.
أضاف العمده عبد الكريم:
_ والله معاك حق ياعمى، انا جالى شكوه كتير وكل ما أروح للمأمور عشان يساعد يقوم يقولى مش تخصصى انتو ليكم نأيب و لما أكلم حضرت النائب بسلامته بيزعل و يقول جرا إيه يا عمده هو مفيش صبر أنا كمان عندى شغل ومش فاضى.
سند:
_و لما هو مش فاضى بيرشح نفسه ليه، إحنا غلطنا لما سيبنا العضويه تطلع برا العيله طول عمر عيلة الباسل شيله هم أهل البلد و بتخدمهم لما يكون حد عاوز حاجه من الحكومه، نيجى إحنا نتنازل لولاد أبو سته عن المجلس و ياريتهم نافعين لا داحنا اللى شايلين بردوه لا وكمان مصلحنا متعطله انا مديله ورق من تلت شهور يجبلنا موافقه من المحافظ عليه يقوم يركنه في درج مكتبه وادى وش الضيف.
وحيد:
_ورقك ممكن يكون ترخيص بيت ولا حته أرض دى سهله، إنما إحنا عاوزين تصريح لمعمل يعنى فلوس داخله خارجه وناس ياما بتاكل من وراه لو اتقفل كفى الله الشر ناس كتير هتقعد عوطليه، فعلاً النائب ده مبقاش نافع.
سند:
_لا هو ولا حد تانى، إحنا نرشح حد من عندنا و ترجعلنا العضويه و منها نفيد الناس زى زمان و نستفيد بدل العطله دى.
تبسم الحج محمد بإعجاب بالفكره :
_انتَ صح يا سند بس مين فاضى للمجلس، إذا كان العمده مش راضى.
ضحك عبد الكريم:
_لا أنا كفايه العمديه دي بلوه لوحدها، المجلس عاوز حد يسافر حد عنده وقت يحضر اجتماعات ويكون له هوى للمنصب ده.
تبسم سند بحماس:
_انا عاوز أرشح نفسى و اهو أنا أوله من غيرى.
وحيد:
_و اللهى فكره اتكل على الله وأنا هلف معاك البلد كلها والبلاد اللى حوالينا كمان.
عبد الكريم:
_متشلش هم أهل البلد، اعتبر أصواتهم بتاعتك، سيبهم عليا.
الحج محمد:
_يلا يا سيدى أبدا بقى بتجهيزات الحمله و الأهم البرنامج الانتخابى اللى هتقدمه لناس اللى هيحطوا أصوتها.
أزداد حماس سند، وقعت عينيه على زوجته رآها تبتسم و قد تركت الطعام و تعلقت عينيها به.
قطع فرحته تلك والده حين قال:
_سند مين اللى يرشح نفسه لا ده مهبل مش هيعرف يتكلم فى المجلس، اللى تحت القبه كلهم بهوات و متعلمين غير بتوع الأحزاب دول تقال أوى، المجلس عاوز واحد لافف وداير متعلم و الأهم معه فلوس يصرف ع الدعايه، اشى دبح موشى و توزيعها ع الناس غير الفلوس والذى منه هى الناس هتسيب اشغالها وتروح تحط صوتها لله فى لله، المجلس ده عاوز واحد زى حمد.
نطق حمد أخيراً قال بتعجب شديد:
_أنا أترشح للمجلس؟
لم يفكر بها حتى هو فقط يستمع لهم فهو غير مهتم بكل هذا حرك عماره رأسه بايجاب وقال بتأكيد:
_اقل منها يعنى ولا إيه يا محمد، بذمتك مش شكله نائب فى المجلس.
ضحك الحج محمد:
_والله معاك حق استنا كده، لا هو مش لايق بس ده اتولد عشان يبقى ده منصبه، اتوكل يا حمد و حلال عليك كرسى النائب مبروك .
تبسم حمد:
_الله يبارك فيك يا حج، خلاص بدل انتو شايفين كده أنا معنديش مانع، هترشح الدوره الجايه أن شاء الله هي هتبقى امتا؟
عبد الكريم:
_هسالك المأمور وهنجهز الورق على طول وأول ما يفتح باب التقديم أنا بنفسى هاجى معاك، مبروك مقدماً يا سيدة النائب.
حمد بابتسامة:
_الله يبارك فيك يا حضرت العمده.
أنتبه الجميع لجانب النساء، بسبب صوت زغاريد بدور التى ملأت المنزل، لمعت عيون هنوات بدموع ولكنها اخفتها و تبسمت وباركت لحمد مثل البقيه.
أما سند فلم يتفوه بكلمه فقط يتابع بصمت و صدره يعلو و يهبط بغضب شديد، لقد فعل والده اليوم مايفوق قدرت تحمله رمق حمد بحقد و كره لأول مره بحياته شعر بكل ذالك الكره والبغت تجاه أحد.
همس بداخله، وعينيه على حمد:
_الحركه دى مش هتعدى بالساهل، حتى دى استخسرتوها فيا حكمتوا عليا أعيش العمر كله أقل واحد فيكم، اللى عمله أبويا مش جديد عليه بس لا يا أنا يا انتم.....رأيكم و تفاعل حمااااس
تحياتى/ #برنسيسN #نرمين_السعيد
#نيران_الغيرة #عشق_و_إمتلاك
#جروب_روايات_بقلم_برنسيسN