الفصل الرابع والثلاثين من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الرابع والثلاثين من رواية عشق أولاد الزوات


أنهت صلاة الفجر ثم خرجت للنفاذة ونظرت للسماء الواسعة لتشعر بالأمان والسلام ثم أغلقت عينيها ورفعت يديها تدعوا الله

تخرج من بين شفتيها الصغيرة همسات وهمهمات تشرح فيها لخالقها أسرار وخفايا لا يعلمها إلا هو  ، ثم انتهت مبتسمة لفضاء ربها ودخلت غرفتها بروحٍ صافية تجددت طاقتها بحسن ذكرها

ورغم أنها تعلم أن الرب خارج النافذة هو الله ، والرب داخل غرفتها هو الله لكنها لا تنفك عن فعل تلك العادة التي تتسبب في رفع روحانية لحظاتها  ..

حيث النافذة في الهواء الطلق أمام مدى بصر ليس له نهاية في الأفق العالية ورغم أنها خرافة وشيئ بعيد عن المنطق ، إلا أنها دائمًا ما تشعر أن هذا هو المكان المناسب لتدعوا الله بما يخجل في صدرها ولا تستطيع من ثقله وغلظته أن تخرجه فتخاف ألا يتحمل غيرها بشاعة الألم عندما يعلم حقيقة المشاعر الجحيمية التي تشعر بها ...

لذا كان ولا زال بدعاءٍ بينها وبين الله .. ينتهي كل الهم ويذهب الغم وينشرح صدرها وتمتص الألم من دأب ذِكرها وتلاوة قرءانها

وهكذا كانت ولا زالت " ريم" ، تستمد هدوئها النفسي وتصالحها وانسجامها الشديد مع نفسها  بل وانضباط انفعالاتها وثبات حالتها النفسية من حسن علاقتها مع الله سبحانه وتعالى

  بالنسبة للجميع هناك فروق كثيرة بين الحي والميت ... أما بعيني ريم فالفرق بين الحي والميت لا يتعدى حدود الصلاة والذكر .. ففي البعد عن صلاته وذكره تكمن مقبرة الروح و بذكره تحي القلوب وخصوصًا قلبها هي الذي أضحت لا تشعر به عندما تتذكر أن زوجها يقبع في أحضان أخرى ، وليست أي أخري ، بل هي زوجة ثانية يجب عليه أن يعدل ويساوي بينهما وتشاركه معها بأريحية .. النصف بالنصف !,

أحيانًا تغلق عينيها وتتسائل " ماذا فعلتِ بنفسك يا ريم ؟" لكن الإجابة تأتيها فورًا مغلقة بوجه الشيطان والأفكار السامة التي انتشرت في المجتمع عن التعدد ألف باب من نار .. ماذا فعلت ؟ لقد طبقت شرع الله فخير لزوجي أن يأتيني بزوجة ثانية بدل أن يأتيني بذنب الزنى والبغي ... خير لإمرأة مسلمة مثلي أن تأتيني زوجة مكرمة لها حقوق عوضًا أن تأتيني مجرد عشيقة ليس لها محل من الإعراب في أي شيئ فيصبح بذلك كيان المرأه مُهان وحقوقها مهدورة ...  لم أوافق إكرامًا لشخص غادة نفسها فأنا لست بطيبة إلى هذا الحد حتى أحب ضرتي ، لكن إكرامًا لوجه الله تعالى وتعاليمه وخوفًا على زوجي من الغوص في الفتن ، ولأنه زرع حبًا في قلبي لفايز يمنعني من الفرار حتى إن أردت

لتتردد الإجابة النهائية بعد تفكيرها في بعض الأسباب واحتفظت بالبعض الأخر داخل عقلها "ولهذا وافقت !"... فما كان الحل ؟!

توقفت ريم عن التفكير ولا تنكر أن وجدانها مازال يتشوش ويتخبط عند التدقيق في أمر زواج زوجها فايز فالموضوع متعب ومرهق وإن تعمقت في عقلها ستموت كمدًا من الغيرة والغيظ فلا ينسيكم صمتها وهدوئها في التعامل مع تلك الأحداث أن هذه ريم نفسها التي لا تحتمل أن يتلفظ أحد بحروف إسم زوجها أو يذكر شيئًا فيه ..

شلحت عنها وشاح الصلاة الساتر والفضفاض والتي تشتري منه ألوان عديدة بتصاميم جميلة ومبهرة فريم لديها قناعة شخصية خاصة بها وهي أنها تستحي أن تقابل الناس بأبهى طلة وتأتي عند الصلاة ترتدي أي حجاب وأي شيئ ساتر للجسد وهكذا انتهى الأمر ، بل تحب أن تقف بين يدي الله بملابس نظيفة وجميلة ولا تقل غلوًا عن ملابسها التي تقابل بها سائر الخلق ، رغم أن هذا الأمر لا يفكر فيه الكثيرين فالأهم أن يكون عقلك وتركيزك منصب على الصلاة والخشوع بالطبع هو الأهم ، لكن تلك التفصيلة التفتت لها ريم فإنها تعبد رب جميل يحب الجمال والنظافة سواء أكانت داخلية أم خارجية ، وهي تحب الله فلماذا لا تفعل ما يحب ؟ .... 

ارتدت منامة بيتية من الحرير سوداء بأكمام طويلة وخرجت من غرفتها في منزل والدتها ثم ذهبت لتلقي نظرة على أبنائها لتجدهم نائمين في سلام رغم أنها تجعلهم يستفيقون معظم الوقت لأداء فريضة صلاة الفجر حتى يعتادوا على الأمر عندما يكبرون  لكنها اليوم أرادت أن تختلي بنفسها مع ربها تناجيه وحدها قليلاً

غير أن لديهم منذ عودتهم من رحلتهم مع المدرسة إرتفاع في درجة الحرارة وبعض الإضطرابات الصحية ولأن عقولهم مازالت صغيرة لا تستوعب ولا تفهم الكثير إن أيقظتهم في ساعة الفجر وهم بهذا التعب والإرهاق من الممكن أن يروا الصلاة ثُقلاً عليهم ومن بعد ذلك تترسب داخلهم تلك الفكرة أن الصلاة عبئًا

حاشاها أن تكون كذلك فوالله إنها الراحة من كل عبئ والشفاء من كل مرض والسعادة والمخرج من كل حزنٍ وضيق  ، لكن صغارها يبلغوا فقط خمس سنوات وهي تسير معهم خطوة خطوة في تعليمهم تعاليم الإسلام وتعلم أن عقولهم مازالت صغيرة للغاية لتفهم الكثير من الأشياء في ذلك الدين القيِّم ...

أغلقت عليهم الغرفة دون أن تزعجهم فقد شردت فيهم وفي ملامحهم طويلاً لكنها معذورة فالأطفال الثلاثة نسخة ثانية عن أبيهم حتى الفتاة الصغيرة ، لم يأخذوا من ريم  سوى بعض اللين في الملامح والفتاة أخذت شفتي أمها لكن الباقي كله يشبه فايز وعائلته ...  

أخذتها قدميها لغرفة أختها الكبرى لتدق عليها الباب مرة ثم مرة وقبل الثالثة أذنت لها أختها بالدخول لتفتح ريم الباب في رفقٍ لتجدها لتوها قد انتهت من الصلاة هي الأخرى

رغم تحرر هيام في الكثير من الأشياء منها الملابس والتي لا تنفك ريم عن نصحها بأن تتركها وتبتعد عنها ، لكن هيام لم تترك يومًا صلاة ولم ترافق يومًا رجل ، لكن مظهرها يعطي عنها صورة خاطئة للغاية ورغم عيوبها التي من أبرزها التكبر إلا أنها لم تكن أبدًا مثلما يظنون بها ..

ولهذا ريم كانت دائمًا تخبرها بأن تزين وتميز نفسها بالحجاب فهو تميز وترفُع وذيادة رُقي خص الله به نساء المسلمين وحدهن ليكون لهن كالتاج الذي تُكللن به الملكات وبذلك تصبح كل مسلمة أميرة عند صغرها وملكة حين بلوغها ومستورة فوق الأرض وتحت الأرض يوم موتها .. فأي تكريم هذا الذي تتركه الفتيات أمثال هيام وينفضوا عنه مستصيغين غيره من الملابس الخليعة الفاضحة التي لا تذيدهم إلا رخصًا وتجعلهم كعرائس العرض في المحلات والتي للأسف بلا أي قيمة !

جلست بجانبها ريم في صمت ولم يخفى عنها أن أختها كانت تبكي فعينيها منتفخة وحمراء لتسألها في رقةٍ كالهمس

_ انتي كويسة ؟

رفعت هيام رأسها وتجاوب

_ أنا كويسة يا ريم

أمالت ريم رأسها لليمين قليلاً ثم همست في عتاب _ عدا أسبوع وانتي رافضة تخرجي من أوضتك تقعدي معانا

رفضت هيام تلميح أختها في غرور لم ترى أنه كان مهزوزًا

_ عادي ملهاش علاقة بالزعل وبعدين كدة كدة أنا وفواز مكانش بنا حُب

ثم بدأ صوتها يميل للبكاء قليلاً رغم أنها ترفع رأسها عاليًا بشكل مبالغ فيه حتى تبقي أنفها شامخًا

_ أنا كل زعلي علشان الفضيحة ، لما الناس تعرف إن جوز هيام هانم الصحاح سابها عشان خدامة ... هو إللي خسرني

يبدو أنها انهارت عندما أرادت تمثيل التماسك وسقطت دموع عينيها وهي تضغط على شفتيها محاولة لآخر لحظة أن تبقى ثابتة

امتدت يدي ريم الصغيرة ورقيقة من وجنتي أختها تمحوا دموعها في رقة _ وبتعيطي ليه دلوقتي ؟ متأكدة إنك مكونتيش بتحبيه

هنا انهارت هيام تفيض بما في جوفها بعدما ارتمت بين زراعي أختها  _ مش قادرة أصدق أنه مقدرش يحبني ، دا حتى مدانيش فرصة أحبه أنا ، وكل دا عشان إيه ، عشان رنيم !!! دي عاملة زي الكورة ، بقى دي أحلى مني أنا ، يفضلها عليا أنا ، دا اتعمى في عينيه واتجنن خلاص

اشتدت ريم بكفيها على جسد أختها تحتضنها في تضامن وتأثر شديد ثم ابتسمت في مرارة تتذكر حالها بينما تفكر في وضعها مع فايز وكيف أنه أحب غادة وفضلها عليها ورغم عِلم ريم أن الجمال الخارجي ليس كل شيئ لكنها أيضًا تُدرك الفرق بينها وبين غادة فريم جميلة للغاية أو يمكننا القول جمالها مختلف ومرغوب بحبات النمش الرقيقة المتناثرة فوق بشرتها الناعمة وتلك العينان الزرقاء وملامحها الصغيرة للغاية وشعرها القصير الناعم_ الذي يكرهه فايز لحبه للشعر الطويل_ التي تغطيه هي بحجاب مهندم فتصبح ملكة تسير على الأرض .. ومع ذلك تزوج عليها فايز بل وأخبرها أنه لا يشعر بالحياة إلا مع غادة .

أكملت هيام مستذكرة أحداث ذلك اليوم _ عارفة فواز دا كان بيقولها إيه ؟ كان بيقولها انها ملكه وبتاعته من يوم ما اتولدت وانه مش هيسيبها غير على جثته ، لما سمعته مصدقتوش ولولا إني شيفاه وهو بيتكلم كنت قولت دا صوت حد تاني أكيد مش فواز ..

خرجت من حضن أختها ثم ارتفع صوتها تتسائل كالمجنونة _ فواز جاب الإحساس والمشاعر دول منين ، عارفة يا ريم فواز دا بارد جدًا في كل حاجة ، كل حاجة بيعملها معايا بارد فيها حتى ابتسامته عمرها ما كانت قلبه ، من صدمتي لما سمعته بيتكلم بالطريقة دي أنا حفظت كل كلمة قلهالها ، علشان لما اجي أزعل عليه افتكر قسوته عليا وأنه حرمني من المشاعر دي طول فترة جوازنا

مرة أخرى أغمضت ريم عينيها وحسرتها تذداد فيبدو أن الإخوة متشابهان ، فايز مثل فواز كلاهما باردين مع الأختين هيام وريم ! ولكن مع الأخريات يصبحن أكثر شغفًا وحيوية وتدب بهما المشاعر ويتحمسا للحب كالمراهقين

ربتت ريم على زراعيها ولم تُرد أن تذيد عليها الحزن بأن تقول كلماتٍ متأثرة تشرح بها فيها عن مدى شعورها بها وكيف أنها تتحمل ما لا تتحمله أنثى غيرها ، ريم لم تفعل ذلك فالإكثار من إظهار العاطفة والتضامن أمام شخص منهار يُجمل الحزن في عينيه للأسف ويجعله يتأثر أكثر ويذداد ألمه وغرقه في الهم ويجعل الحزن أكثر رومانسية وإثارة مما يدفعه للتمسك به فترة أطول عوضًا عن مقاومته ..

_ متفكريش كتير عشان متتقهريش أكتر .. كل صعب هيعدي وبكرة تفتكري وتضحكي

رفعت هيام رأسها مرة أخرى وقد عادت نزعتها الكاذبة تراودها فسخرت

_ أتقهر ؟! أنا مش مجروحة للدرجة إللي أنتي متخيلاها يا ريم

ثم نظرت داخل عيني أختها هامسة في ألم استشفته ما إن نظرت لها وكأنها اخترقت روحها بثاقبتيها

_ الحب بس هو إللي بيجرح للدرجة إللي شيفاها في عينيكي ومخبياها عن الكل ، الحب بس هو إللي بيجرح للدرجادي ..

ابتلعت ريم ريقها ثم اشاحت بعينيها عن خاصتي هيام ونظرت أرضًا لترفع لها أختها وجهها بينما تمسك ذقنها الصغير

_ اتطلقي من فايز يا ريم هو ميستاهلكيش

لا تريد أن تتحدث في هذا الأمر مع أحد لذا أرادت تغيير الموضوع

_ سيبك مني أنا وفايز دلوقتي أنا بكلمك عن حالك انتي

اصطكت هيام على أسنانها ولا يعجبها حالة أختها لتقرر أن تقسوا عليها وتريها ما لا يسرها سائلة

_ لسة ممسكتيش تليفونك ؟

نفت ريم _ لسة

ريم تضع هاتفها في الخزانة ولا تستعمله أبدًا منذ أسبوع رغم أنه ليس مغلق لكنها في حالة أرادت بها أن تحاول جمع شتات نفسها وتبتعد عن الملهيات لذا وضعته بعيدًا عنها سامحة لنفسها أن تعيش في هدوء قليلاً 

لتعاود هيام السؤال _ يعني مفتحتيش فيسبوك اليومين دول ؟

لتنفي ريم _ لأ ليه  ؟

تراجعت هيام عما كانت تريد أن تفعل فرغم أنها أرادت أن تجعل أختها تستفيق من أوهامها إلا أن الأمر سيكون قاسي للغاية لذا أعرضت عن الفكرة قائلة

_ خلاص بلاش ياريم تعرفي ليه .. مش حاجة مهمة

وكان هذا بعد فوات الأوان فبعد ذلك عاندت ريم وتمت إثارة فضولها أكثر ثم سحبت هاتف أختها من على الفراش حتى فتحت موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك وتبدأ في التصفح والتنقل بين منشورات الصفحة الرئيسية  ثم بحثت فجأة عن صفحة فايز زوجها فهي خمنت أن ما لا تريد أختها لها أن تراه سيجرحها ، وبما أنه سيجرحها إذًا فهو عند فايز ..

اهتز الهاتف مع رعشة يديها التي احتلتها ما إن رأت آخر شيئ منشور عنده لكنها سرعان ما سيطرت على انفعالات جسدها حتى لا يفضحها ..

توقفت عينيها تقرء الكلمات التي كتبها فوق تلك الصورة حيث كان منشور طويل مليئ بالكلمات مرفق معه صورة لفايز وزوجته الجديدة وهي تقبل وجنته وتضم نفسها إليه ..

شعرت بهبوط شديد في سائر جسدها حتى أنها منعت نفسها من التمدد على الفراش بصعوبة

كلماتٍ يشرح فيها مدى حبه لزوجته الجديدة غادة وأخرى يتغزل فيها بها ، فايز الذي كان يحييها تحية الصباح " صباح الخير " بصعوبة ، يكتب مدحًا وشعرًا وغزلاً لامرأة أخرى .. بل ويتبادل معها القبل ، رغم أنها من الخد إلا أنها حرقت قلبها كمدًا ...

انتهت من القراءة ثم تنهيدة عالية أطلقتها بملامح وجه لم تقدر هيام على تحديد ماهيتها 

طال الصمت بين تيه وترقب ثم سحبت ريم نفس آخر وهتفت

_ حقها وحقه يا هيام

لم تكن تتوقع هيام هذا الرد لتنفتح عينيها في دهشة بينما تكمل ريم بشيئ من المنطق

_ يعني زي ما هو زمان لما اتجوزنا نزل وقال إنه اتجوز .. هي كمان حقها يقول إنه اتجوزها ويعترف بيها أدام الناس

صاحت هيام معترضة _ لأ طبعا مش حقهم إيه الجنان دا يا ريم

لم تتطرق ريم للحديث عما حدث بينها وبين زوجها حتى الآن ليفيض بهيام الكيل وقد بدأت تقف مرة أخرى على قدميها بعد ضربة فواز لها وأول ما أغضبها هو صمت أختها على أفعال زوجها لتصرخ فيها بحدة

  _ هو أنتي بتحبي تنجرحي ! بتحبي تعيطي وتعيشي دور المظلومة والضحية ... خلي عندك كرامة وشجاعة واتطلقي

تعلقت عيني ريم بها بينمى تُكيل لها أختها القسوة والحدة ، لكنها لم تكن تدري أنها الحقيقة ، والحقيقة دائمًا موجعة وصعبة

أكملت هيام بعدما وقفت من شدة الغضب تُذكرها بأفعال زوجها الشنيعة معها _ فايز مبيحبكيش ولا هيحبك ، فايز عمره ما عمل حاجة عشانك ولا هيعمل ، فايز يوم فرحكم لما نزل post يقول فيه أنه اتجوز .. نزل صورة فوقها قلب وبس أنا وانتي فاكرينها كويس وانتي من وقتها رضيتي بالقليل وعودتيه إنك دايما ترضي بالقليل! .. أما هي كاتبلها مقال فوق الصورة وشكلها شايفة شغلها كويس معاه

اقتربت من ريم في عنف وسحبت منها الهاتف ومازالت ريم تنظر للأمام في تصلب ظاهر فكبرت هيام الصورة وقربتها من عيني أختها حتى تراها بوضوح ثم هتفت

_ شوفتي فرحتهم ببعض في الصورة ؟! .. كأنهم اتنين عيال لسة مكملين العشرين ، وهو ولا كأنه كان العروسة إللي بنت بنوت وأول مرة ليها وفرحانة ..

دخلت أمهم الغرفة على صوت هيام العالي والمرتفع فاستمعت لآخر كلماتها فنهرتها عما تفعل عندما رأت وجه ريم الشاحب

_ هيام متكلميش أختك كدة

_ ماهي لازم تتوجع وتتجرح عشان تفوق

صرخت بها هيام ولم تستمع لأحد وأفرغت شحناتها الغاضبة المخزنة داخلها تجاه تلك العائلة ، بل وحزنها على أختها جعلها لا تستطيع التوقف ، تريدها أن تستيقظ مما هي فيه وترى حياتها التي أوقفتها لسنوات عدة مسخرة نفسها لفايز وخدمته 

وقفت أمها غير معترضة على كلمات إبنتها الكبرى فهي تتمنى لو استطاعت قول هذه الكلمات لريم لكن اعتراضها كان على الطريقة ، فطريقتها حادة وقاسية ذيادة عن اللازم

_ اصحي بقى يا ريم ، فوقي من وهم فايز إللي انتي معيشة نفسك فيه طول عمرك ، سيبيه ! حبي واتحبي وعيشي عمرك إللي ضاع نصه في حلمك بيه والنص التاني تحت رجليه هو وولاده

انهت كلامها وكاد صوتها أن يذهب من شدة الصراخ وارتعش جسدها من هياجها العصبي الذي كان يذداد مع اذدياد صمت أختها

ساد الصمت لمرة ثانية وملامح الترقب احتلت وجه كل من نرمين وهيام ينتظرون ردة فعلها على ما تلقت

نظرت ريم للأرض ثم رفعت عينيها لأختها وملامحها كأنها لم تتأثر أو أصبحت جامدة على ما يبدو وهتفت بهدوئها المعتاد

_ انتي مش بتحبي فواز ولا عندك منه ولاد ومع ذلك كنتي مستعدة وموافقة تكملي حياتك معاه لو طلق رنيم وأنا متأكدة إنه لو مكانش طلقك كان زمانك لسة مراته ومطلبتيش الطلاق حتى ورنيم لسة على ذمته

اهتزت هيام بوقفتها قليلاً مضيقة عينيها وقد كشفتها أختها أمام نفسها ثم وقفت ريم بعدما تبادلت معهما النظرات الباردة و أكملت  في حزم  موجهه كلامها لهما هما الإثنين رغم أنها كانت تخاطب هيام وحدها

_كل حاجة بنعملها بيكون ليها سبب زي مانتي كان ليكي سبب قوي من علاقتك بفواز ، أنا سكوتي على فايز وتحملي لحد دلوقتي ليه سبب .. ومش مضطرة أبررلك أي حاجة أنا بعملها وأي قرار أنا باخده في حياتي 

ثم تركتهم وخرجت من الغرفة تاركة أمها تضرب كف فوق الآخر وهيام تغلي من الداخل ورغبتها في اهانة كل فرد من أفراد تلك العائلة ورد لهم الصاع صاعين على ما فعلوه بها وأختها تتفاقم داخلها ...

_____


واللي عاوز الرواية كاملة ناقصها كام فصل بس لسة بننشر فيهم

يقدر يشتريها ب٥٠ جنية من خلال فودافون كاش على الرقم إللي هديهوله بعد ما يتواصل معايا على الانستجرام ووقتها هديله لينك قناة تليجرام هنزل عليها الرواية للمشتركين ال vip إللي الرواية عندهم فاضلها تكة وتخلص 😌🔥

نهاية الفصل الرابع والثلاثون

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.