الفصل الرابع عشر من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الرابع عشر من رواية عشق أولاد الزوات 

__

كانت غادة تجلس مع ذكي في الورشة يتحدثان في بعض الأمور ويحتسيان الشاي بعدما صالحت غادة ذكي

وجدت أختها تنزل وتتجه إليهم لتسألها في عدم رضى

_ إيه نزلك دلوقتي مش عليكي امتحان بكرة

ردت ريهام بصوتها الرقيق _ زهقت من القعدة لواحدي .

طالعاها ذكي وغادة وقد بدى بالفعل على ملامح وجه ريهام الإرهاق من المذاكرة لتهز أختها رأسها قائلة

_ طب اطلعي هاتي كتبك وحاجتك وانزلي اقعدي اتهوي حبة وانتي بتذاكري

صعدت ريهام للأعلى لتجلب كتبها وما هي إلا لحظات حتى وجدوا سيارة فارهه تقف أمام الورشة لينزل منها رجل يعرفانه جيدًا

اغتاظ ذكي ما إن رٱه وكاد أن يتوجه نحوه لكن غادة منعته بينما تتأمل الواقف هناك يستند على سيارته وكأنه ينتظرها

_ استنى يا ذكي

انفعل ذكي واشتدت عروق وجهه _ استنى يا ذكي إيه فكراني بقرون

لتنهره هي الأخرى بنظرتها _ ما قولنا أستنى يا ذكي واشرب الشاي قبل ما يبرد

وقف ذكي بالغصب ينتظرها فهو لا يريد أن يفتعل المشاكل لها ، توجهت غادة بخطواتها الثقيلة نحو ذلك الواقف

ما إن اقتربت منه حتى اعتدل في وقفته قائلاً بصوته الراقي الهادئ

_ ازيك !

رفعت غادة حاجبها الأيسر ثم تنهدت ولم ترد على ما قال وباغتته بقولها

_ مش شايفة سبب لوجودك يا فايز بيه

رغم توتر فايز من تلك الخطوة إلا أنه تشجع قائلاً

_ أنا جاي عشان أشوفك

رددت بثبات _ يعني إيه ؟!

أقترب خطوة أخرى ناظرًا داخل عينيها مكررًا كلماته

_ يعني جاي أشوفك ..

ضغطت على أسنانها ومثلت عدم الفهم لتسأله مرة أخرى في ثبات

_ يعني إيه ؟!

اقترب خطوة كاملة منها لتنظر لقامته المديدة أمامها وتنبهر لوهلة قبل أن يقول وهو ينظر داخل عينيها

_ نتكلم شوية مع بعض في شوية حجات

تابع ذكي الموقف من بعيد ليرى ذلك الفايز يقترب من غادة بطريقة غريبة لتشتعل الغيرة في قلبه ويسير بتجاهم في سرعة وعنف ليقف بينهما وينظر لفايز هاتفًا في غلظة

_ فيه حاجة ؟!

رفع فايز رأسه ووضع يده في جيبه في تكبر وزهو

_ أنا بكلمها هي

بينما هاتفه يرن وهو غير منتبه له ويتبادل النظرات مع غادة متجاهلاً هاتفه وذكي ، ليسخر ذكي في حدة

_ رد على تليفونك يا باشا لتكون المدام ولا عيل من عيالك جراله حاجة

لم يستطع فايز الرد عليه وشعر بالحرج الشديد بسبب ذكره لأمر زواجه وأولاده أمام غادة لتنظر له غادة في ترقب ونظرة غامضة

رن الهاتف مرة أخرى ليخرجه من موقفه الحرج .. أخرج الهاتف وفتحه ثم تحدث قائلاً

_ حاضر .. لحظة

ضغط على زر الكتم ثم نظر لذكي قبل أن يرحل بسيارته في احتقار

_ انت اتفه من إن فايز باشا يرد عليك

نظر له ذكي في شراسة وكاد أن يرد عليه لتمسك غادة زراعه تمنعه عنه وعينيها لم تتزحزح من عين فايز الذي نظر للمستها لزراع ذكي واحمر وجهه من الغضب والغيرة ليرحل مسرعًا قبل أن يرتكب جريمة

بعد عشرة دقائق وبعد نزول ريهام بكتبها وهدوء الوضع قليلا ، استمعوا لأصوات على الطريق تقترب وكأن هناك زلزال

توجهوا جريًا خارج الزرشة ليروا ما يحدث وهنا تفاجئوا ما إن وجدوا ثلاث هادامات وكراكاتين وأربع شاحنات ضخمة وونشين يقتربون منهم .

انفتحت اعينهم في ذعر شديد ورعب ما إن وجدوا العربات تقترب ناحيتهم وهنا شعروا أن الحرب أُشعلت عليهم

وقفت العربات أمام منزلهم بخطوات بسيطة ليصرخ بهم ذكي _ أنتوا مين؟!

غادة التي دب الرعب اوصالها لكنها ظلت ثابتة وصلبة وريهام أختها اختبئت ورائها ما إن استمعت لذلك الصوت الغليظ يأمرهم

_ اخلو المكان بسرعة وإلا هنهد البيت فوق راسكوا

_ طب أبقى هوب ناحيتها وأنا اخلي عضمك من لحمك 

تلك الجملة هتف بها ذكي بأعلى ما عنده وصوت المحركات يشوش على صوته

لم يستمع له الرجل واشعل المحركات ليقترب منهم ومازال ذكي يقف صلبًا مكانه لم يتحرك حتى لو دهسه الرجل لتقترب غادة في شجاعة صارخة في قهر دارته في قوتها الواهية بينما تفرد زراعيها

_ لو عاوز تهد افرمني تحت العجل الأول

هنا تدخلت ريهام ووقفت خلف أختها ومازالت خائفة قائلة وهي على مشارف البكاء

_ هي البلد سايبة البلد دي فيها حكومة

جرى ذكي ناحية الهدامة الأولى ليحاول أن يصعد بها ويضرب من فيها لكن الرجل حركها ليقع ذكي بعد معافرة على ظهره ويتألم بقوة لتذهب له ريهام ترى ما فيه وما حدث له

وهنا تجري غادة كالمجنونة تحاول ايقافهم من التقدم ، لم يكن باليد حيلة سوى أنها ظلت تضربهم بالحجارة حتى أنها كسرت زجاج أول هدامة وظلت تصرخ بهم وتسبهم علهم يرحلوا حتى وقع حجابها من فوق رأسها وامتلئت بالتراب

اغتاظ الرجل منها ومن أفعالها ليشعل المحرك مرة أخرى متقدما بالهدامة صارخًا فيها

_ انتي إللي حكمتي على نفسك

صرخت غادة في شراسة وعنف وهي تجذب حجر كبير آخر وترميه عليهم

_ يا ولاد الكلب ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا يا بُعدا

ما إن وجدت الرجل يتقدم تجاهها ويدهسها بالفعل حتى وقفت أمامه تستموت حرفيا على بيتها وورشتها وعينيها ينطلق منها التحدي والشرار

_ مش هتهد بيتي وشقى عمري ، عدي عليا أنا الأول ادهسني

الرجل من غيظه وتحديها له تقدم ناحيتها لكنه توقف ما إن رأي سيارة مرسيدي تقف أمامه في سرعة وكأن سائقها أحد السائقين المحترفين

نزل من سيارته السوداء ونظر لها ليجدها تتنفس في صعود وهبوط في وتيرة سريعة ويدها تنزف من أثر الحجارة والأدوات التي كانت ترميها عليهم وتقف بمنتهى الشجاعة والبسالة تحارب على ما تملك 

_ ابعد يا جدع بدل ما ادوسك

هنا انتبه فايز للواقع وصرخ بالرجال أمامه

_ أنت بتعمل إيه انت وهو 

لم يأبه الرجل به ليقول فايز في تكبر وصوت حاد وعالي

_ أنا فايز بيه زين الدين صاحب الشركة إللي بتشتغل لصالحها

ساد الصمت في المكان قليلاً وغادة تنظر إليه وكأنه منقذها وريهام مازالت تحاول أن تعدل من وضع ذكي الذي تأثر بالوقعة بقوة فهو لم يتعافى إلى الآن ولا يستطيع الوقوف كل ما يفعله هو المشاهدة بينما ينام أرضًا

قال الرجل بعد تفكير طال فمن المستحيل أن يكون هذا فايز

_ دا شكله بيهجص كملوا يا رجالة

هنا أخرج فايز بطاقته التعريفية ورفعها أمامهم ليراها الرجل من الأعلى

_ ادي بطاقتي يا حيوان

لم يستطع أن يراها ولكنه نزل من فوق الهدامة ليتأكد بنفسه فجدية ذلك الرجل أخافته

وقف فايز رافعًا الرأس وتوجهت غادة نحوه لتقف خلفه كأنها تحتمي به

ابتلع الرجل ريقه ما إن تأكد من هويته فأمره فايز بعينيه الرمادية المرعبة

_ تخلي المكان وتمشي حالا وإلا هخرب بيتك منك ليه

حاول الرجل أن يشرح له موقفه  _ ياباشا دي أوامر ساعة الباشا الكبير ، ااذا كان على الكلمتين إللي قولتهم أنا آسف متأخذنيش  إللي ما يعرفك يجهلك

بسبب أن فايز لا يتعامل إلا مع الشخصيات الهامة وبسبب موقعه الحساس لم يكن يختلط بالعمال بطريقة مباشرة ولو لمرة واحدة فهو على عكس فواز الذي يعرفه كل كبير وصغير في الشركة ، فايز لا يعرفون عنه سوى إسمه تقريبًا

تقترب منه فايز مكشرًا عن أنيابه _ لو ممشتش دلوقتي أنا هخلي ساعة الباشا الكبير يقطع عيشك انت وإللي معاك من أي شغل

توسله الرجل _ ياباشا سماح المرة دي دا أكل عيشنا

اقترب منه فايز ممسكًا إياه بعنف من ملابسه

_ كنت هتدوسها يا كلب وتقولي سماح

_ ياباشا وحياة عيالي كان تهديد ،  الباشا الكبير مأكد عليا من غير شوشرة ولا حد يتعور حتى

نهره فايز بنبرة قاسية آمرًا إياه _ تخرس خالص وتحط عينك في الأرض وتعتذرلها ولسة حسابك معايا بعدين

وقف الرجل في خوف أمامها مرردًا في طاعة

_ أنا آسف يا ست الناس ، أبوس إيدك سامحيني

كادت أن تنفتح عيني غادة من الدهشة والصدمة ، كيف لهذا الرجل الذي كان من دقيقه واحدة يهددها بالموت أسفل عجل هدامته أن يقف الآن واضعًا رأسه في الأرض وينظر إليها بمنتهى الخوف ويتراجها أن تسامحه

نظر لها فايز بطرف عينيه سائلاً إياها بعدما وجدها طولت في الرد

_ قبلتي الاعتذار ؟!

فاقت غادة من تفكيرها ثم نظرت للرجل وقالت في إشمئزاز واحتقار

_ ماهو أصل العيب مش عليه هو كلب المأمور ،  خليه يغور

ردد فايز كلماتها بنبرة واثقة وقوية _ غور ، وإياك أسمع إنك هوبت هنا تاني ،  مبقاش فايز باشا لو مخليتك تشحت في الإشارات

وما إن رحلوا الرجال بأدواتهم حتى جرى فايز ناحية ذكي ثم حمله وصعد به لغرفته في الأعلى بينما ريهام تبكي وغادة تقف كالصنم لا يظهر عليها أي تأثير وكأن الصدمة لم تفارقها

شعر بالحرج الشديد بينما يرى في عيونهم نظرات التأنيب والنفور فهو لا يزال واحد من تلك العائلة التي تحاول تدميرهم  ليقرر الانسحاب معتذرًا في خجل مما حدث وبدر من أبيه

_ أنا آسف يا جماعة .... أنا بجد آسف على إللي حصل 

توجه لسيارته يحمد ربه أنه لمح شعار شركتهم على العربات وخمن أنهم بالطبع متوجهين ناحية منزل وورشة غادة ليغير مساره ويرجع إلى البيت ثانية وبداخله أمل ألا يكون والده وأخيه فواز وصل بهم المستوى أن يأخذا الأرض غصبًا عن أصحابها ...

_ كل دا عشان الفلوس !! .. تعمل كدة في بنتين لواحدهم في الدنيا وتقهرهم علشان إيه يا بابا 

ذلك كان صوت فايز الغاضب الذي ضرب على المكتب بقبضتيه بقوة وحدة بالغة رغم رِتم صوته الهادئ لكن عينيه كانت تخرج الشرر وبنفس الوقت يحاول ألا يكون همجيًا مع والده

تدخل فواز ولم تعجبه طريقة أخيه فحذره بعينيه

_ فايز .. كلم بابا بأدب

نظر له في دهشة من مساندته لأبيه حتى في الخطأ

_ أنت موافق يا فواز على إللي هو بيعمله بدل ما تمنعه أنا بجد مش مصدقك 

رفع فواز حاجبه واحتد صوته _ فايز خلي بالك من كلامك

وجه فايز حديثه لوالده _ بابا حضرتك فاهم كنت هتعمل ايه

رفع والده رأسه في كِبر بينما يكمل إبنه منفعلاً

_ حضرتك طول عمرك عارف ربنا وبتراعيه وعمرك ما عملت حاجة منافية للقانون

هز والده رأسه في نفور منه لينظر لإبنه الأكبر قائلاً

_ فهمه يا فواز ورد عليه أنا مش مصدق إن أبني واقف ادامي بيعلي صوته عليا 

قال فواز _المشروع دا هيدخلنا العالمية يا فايز ..

ضرب فايز بقبضتيه على المكتب هاتفًا

_ واضمنلك أنه هيدخلنا جهنم بعدها

فقد فواز أعصابه ليشرح له ببعض الغضب

_ هو إحنا هناخد أرضهم من غير فلوس .. إحنا هنديهلم أضعاف سعر الأرض وهنعوضهم

هز فايز رأسه بعدم اقتناع _ دا إسمه احتلال  مش تعويض ..

ارتفع صوت أخيه الأكبر أكثر رادفًا في غرور

_ وهو إللي بيحتل أرض حد بيديله مكانها أرض تانية ادها مرتين .. ولا هيبنيوله بيت وورشة أحسن من إلمزبلة إللي كان عايش فيها .. وفوق دا كله يحطله ملايين في حسابه يصرف منها هو وولاده العمر كله 

هدأ صوت فايز قليلاً عله يستعطف أبيه أو أخيه ويوصل لهم وجهة نظره بالأمر

_ قهر وظلم ولوي دراع يا فواز .. صدقني لو عملتوا كدة احنا هنتهد وربنا مش هيباركلنا في أي حاجة بعد كدة والمشروع دا هيخسر

لم يعد يحتمل أبيه سماع صوته الذي بات مزعجًا لأذنيه ليهتف بفواز

_ طلعه برا يا فواز .. طلعه

تحرك فواز لأخيه ممسكًا زراعه ويخرجه للخارج بينما يرجو فايز أبيه

_ لو سمحت يا بابا أرجوك .. اسمعني 

هنا انقلب هدوء المكان إلى عاصفة قوية ما إن استمعوا لصوت الشجار مع السكرتيرة بالخارج وذلك الصوت الغاضب يهتف ويجلجل بالمكان

_ سيبيني يا لمامة أدخل لشيخ المنصر إللي مشغلك

انفتحت عيني فايز بذعر ما إن رٱها أمامه بشراستها المعهودة تضع حجابها على رأسها في إهمال وتتقدم من أبيه في همجية بينما السكرتيرة تحاول منعها عن ذلك

_ أنت هنا يا راجل يا عديم النخوة منك ليه

ثار فواز في حدة _اخرسي يا حقيرة وغوري اطلعي برا

اقترب منها فايز يحاول أن يهدئها لكن المعركة بينها وبين فواز كانت مازالت في بدايتها لتردد

_ أطلع برا يا ناقص يا دون

هنا جن جنونه ليهتف في شراسة مقتربًا منها محاولاً التعدي عليها  _ ناقص ودون مين يا روح امك ، انتي نسيتي نفسك يابت بتعلي صوتك على سيدك ايش حال مكانش مكانك صفيحة الزبالة

انصدم والده من ألفاظ إبنه وكل ما همه هو كيف أنفعل فواز وقال تلك الكلمات ليهتف فيه

_ ألفاظك يا فواااز ... هتنزل لمستواهاا

وقف فايز بسرعة بينهما حتى لا يتهور أخيه ويمسها لكن غادة لم تنتبه لما تفعل واقتربت للغاية من فايز وانساها الغضب وقفتها بل وخصرها الذي وقع بين زراعي فايز بينما يحاول الفصل بينها وبين أخيه وهي في عالم آخر تصرخ هازئة

_ مستوى .. حوش حوش يا بو مستوى

حاول فايز تهدئتها _ خلاص .. خلاص يا غادة كفاية لحد كدة

ضربته بكوعها ببطنه والغضب مسيطر على كل كيانها_ أوعى سيبني أما أرد عليه واوريه مقامه

رفع فواز رأسه وقد ظهر ذلك الجزء البلطجي بشخصيته _ اخرسي يابت بدل ما اديكي تلت تقلام على وشك اخرسك أنا بطريقتي _ثم نظر للأمن الذي حضر _ خدوها ارموها في أقرب صفيحة زبالة

نظر فايز للأمن وفي ثانية كان يقبض على زراع غادة يحميها منهم ومحذرًا إياهم

_ مكانك انت وهو

نظر له أبيه بلا مبالاه فهو يعلم مبادئ فايز الغريبةويرى الأمر طبيعيًا كون إبنه يدافع عن امرأة لكنه مزعج ، أما فواز فكان ينظر له ولهيئته بل وتخطبط ملامحه بإستغراب شديد فهو يعرف أخيه جيدًا ، ويعلم أنه لم ينفعل هكذا لسنوات عديدة مرت ، بالطبع هناك شئ يربطه بتلك المرأة

لم يتراجع الأمن ووقفوا مكانهم فعلم فايز أنهم يريدون الأمر من أخيه الكبير ليطلب من فواز بعينيه العميقة وصوته الهادئ

_ فواز .. لو سمحت !

فهم فواز ما يريد أخاه ولم تذهب تلك النظرة الغامضة من عينيه ..

ما إن رأت غادة هذا المشهد وذلك الجبروت المتمثل بفواز والذي يأمر ويحكم كما يريد بل وأبيهم الذي لم يهتز له جفن وكل ما همه أن يحافظ على إبنه من تلفظ أي الفاظ نابية

رغمًا عنها تأثرت ملامحها ونظرت لهم بعدما أنزلت يد فايز من على زراعها ثم هتفت في حُرقة

_ أنتوا زبالةةةة .. إحنا صحيح ناس فقرا بس بشرفنا وبنراعي ربنا مش زيكوااا ، إحنا انضف منكوا بكتير أوي

لم يحتمل فايز تلك الإهانات التي تلقيها في وجه أبيه وأخيه الأكبر رغم أنها محقة ليهتف بها يحذرها

_ غادة .. !!

نظرت له وهنا لأول مرة رأى في عينيها الدموع ليشدها من زراعها تحت نظرات أبيه الغير مبالية والمتكبرة وتحت نظرات فواز الغامضة ، فواز تأكد أن أخيه يرغب بتلك الفتاة وأقلقه هذا الأمر كثيرًا فريم جوهرة العائلة وجميعهم يعلمون هذا الأمر ، إن ضاعت منه ريم فسيضيع كل شيئ ، بل وفواز أيضا لن يسمح بأن يجرح أخيه إبنة خالته الراقية والرقيقة والتي يكن لها حب أخوي شديد واحترام غير مسبوق

_____

__

جلست في سيارته تبكي بقوة ولم يعد باستطاعتها تمثيل القوة أكثر من ذلك فقد ملت العيش متصنعة البرود والثبات كل هذه السنوات

لم يحتمل قلبه رؤيتها تبكي لكنه بذات الوقت كان يشعر بشعور جياش وحنون وهو يراها في سيارته تبكي أمامه بصوتها الأنثوي الرقيق كالإبنة الصغيرة التي تبكي أمام والدها

كاد أن يربت على ظهرها لكنه تراجع فلا يصح ثم طلب منها بصوته الهامس المتأثر بحالها

_ خلاص اهدي لو سمحتي ..

نظرت له بعينيها ااحمراء المقهورة ليصح غير الصحيح ويربت على شعرها في حنان

_ اهدي .. أرجوكِ يا غادة

نزلت دموعها بكثرة صارخة غير عابئة لملامسته لها وهي في ذلك الحال

_ كل حاجة كدة .. قهر وظلم ، عشان ملناش سند في الدنيا يحصل لينا كل دة

مال جانب رأسه مشفقًا عليها ويديه مازالت تربت على شعرها

_ أنا عمري ما شوفت يوم حلو في حياتي .. عمري ما عشت لحظة فرحانة ، لازم اعيش زي الرجالة وإلا هتاكل

نظرت له في شراسة بين دموعها لتصرخ به فجأة

_ انت طبعا مفكر إني مجرمة صح !!؟

كاد أن يتحدث لينفي ما تقول بسرعة لكنها باغتته بالقول

_ طب انت عارف أنا سوابق ليه ؟!

تعلق عيناه بها وانزل يده من شعرها وتحفزت كل حواسه للاستماع والإنصات لها لتبدأ في هي قص عليه حكايتها

_ أبويا كان متجوز اتنين ، أمي وواحدة تانية ورتنا الويل وكانت سبب في كل إللي حصلي

استرسلت تحكي له كل شيئ .. تحكي له الأشياء التي تخشى أن تُحدث بها نفسه

أخبرته عن زواج والدها بينما هي كانت الإبنه للأم الضعيفة المنهزمة والمقهورة بواسطة ضرتها الأخرى ...

حكت له عن العذاب الذي تعرضت له أمها وان زوجة أبيها كانت تضرب والدتها أمامها ووالدها لم يكن يفعل أي شيئ ، حكت له أنها كانت تُضرب وتُعنف ولم تِعش طفولة طبيعية ولا سوية وكله بسبب تلك المرأة البغيضة التي أذاقتها هي وأمها معاني القهر ...

لم يكن يعلم أن هناك من يعاني في هذه الحياة إلى هذا الحد لتحمر عيناه تأثرًا وحزنًا عليها وعلى المأساه التي عاشت بها بينما مسحت دموعها مكملة

_ فضلنا متحملين وساكتين ، هنعمل ايه ولا هنروح فين ملناش بيت غير بيت أبونا حتى لو بيت أبونا دا فيه التعب والشقى كله وبنجوع وبنتهان فيه بس أهو كان أربع حيطان يسترونا عن الشارع

تابعها في أسى بينما تغمغم ودموعها قد توقفت للحظات

_ امي ماتت بدري بدري وسابتلي أختي الصغيرة متعلقة في رقبتي ووصتني عليها عشان عارفة إن أبويا مش هيعملنا حاجة وفضلت أنا كمان متحملة لحد ما دخلت بيتنا في يوم وعقلي طار لما شوفتها وهي بتضرب أختي جامد وهي تحت رجليها بتصرخ عاوزة حد ينجدها

تنفست في اسى مكملة_ مقدرتش أتحمل اشوفها وهي عاوزة تطلع اختي الصغيرة من المدرسة زي ما عملت معايا ومش كدة بس دا عاوزة تجوزها وهي لسة في تانية اعدادي

احتدت ملامحها في شراسة _محستش بنفسي غير وأنا شايلة السكينة وحطاها في نص ضهرها

تذكرت تفاصيل ذلك الحادث عندما قطعت لها الحبل الشوكي بالسكين لتفقد زوجة أبيها القدرة على الحركة وتصاب بالشلل الرباعي

ضمها فايز لحضنه بسرعة ليدفنها بين زراعيه ولم يعد قلبه يحتمل أن يراها في هذا الحال وتلك القصة التي حكتها له مزقت قلبه ، يتخيل أنها كانت طفلة مظلومة لم ترى في حياتها غير المعاناة والتعنيف

صرخت وهي بين يديه وهي تتذكر تلك الأيام المُرة _ضربتها يا فايز وعجزت

ربت على ظهرها لا يريد أن يتحدث ويقاطعها بل يريدها أن تحكي له كل شيئ

هدأت بعد بكاء مرير بين يديه وجفت دموعها ومازلت رأسها على صدرها بينما تكمل في صوت مائل للهدوء

_وأنا دخلت السجن وأنا لسة عيلة ومغلطش ، الست دي ياما عملت فينا ومووت امي بحسرتها، قعدت في السجن حبة بس أبويا ولأول مرة في حياته دافع عني وقال اللي شافه لأنه كان موجود ساعة الضرب بعد ما ذكي باس رجله عشان ييجي يخرجني ، وطلعت بعدها دفاع عن النفس وبعدها كلهم ماتوا وسابوا الأرض والورشة ليا أنا واختي ذكي

هنا رفع ذقنها بيدبه يسألها في غيرة شديدة عن ذلك الرجل الذي يغضبه كثيراً من أول مرة رٱه فيها

_مين ذكي دا يا غادة ، يقربلكوا إيه

أجابت في ابتسامة متحسرة متذكرة قصته

_ ذكي دا عيل كانت هي بتعطف عليه ولمته من الشارع ، بس واد طيب أوي وشقيان ... لولاه كان زماني عفنت في السجن

لم يهمه مما قالت سوى أن يسأل في لهفة

_ يعني مش بتحبيه ؟

_ طبعا بحبه

ثم نظرت داخل عينيه وبصوتٍ هامس صححت

_ بس مش الحب إللي في دماغك !

ابتسم لها وبدأ يداعب خصلات شعرها وقد أرضاه ردها مستمتعًا بموكوسها بين يديه

فجأة رمشت غادة عدة مرات وكأنها لتوها انتبهت أنها بين يديه وهو يعبث بخصلات شعرها لتبتعد فورًا قائلة

_ أنا آسفة محستش بنفسي !

______________

نهاية الفصل الرابع عشر 😻

شكلها ولعت ولا إيه فايز ماله 😂😂😂😂🔥🔥

دا بينه هيعملها ولا اييييييه


____________


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.