الفصل السادس عشر من رواية نيران الغيرة

الفصل السادس عشر من رواية نيران الغيرة  



  البارت_الرابع عشر

#نيران_الغيرة (عشق و إمتلاك) 

#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)

قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضاه ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف ).

___________________#بقلمى_برنسيسN

                             "الشدة والرحمة"


لا شيء أجمل من إشراقةِ صباحٍ هادئ، يقول لك فيه من يُحبك صباح الخير، فيغدو الصباح صباح الخير والحب والأمل والهدوء والنشوة وكل الأشياء الجميلة، استيقظت آمنه على صوت حمد، وهو يقول:

_آمنه، امونه، آمنه أنا ماشى.


فتحت عيونها، تبسم وقال:

_صباح الخير.


نظرت له بحزن شديد، وقالت بصوت متحشرج:

_صباح النور، خلاص هتمشى، طب خاليك نفطر سوا.


تنهد بضيق لأجلها وقال:

_معلش يا حبيبتى، أنا اتكلمت معاكى امبارح واتفقنا، خلاص بقى اضحكى.


ابتسمت رغماً عنها كى ترضيه ، ضم وجهها وقبل جبينها، وكعاده ذلك الوسيم دائماً مبتسم، نظرت له وكادت أن تقول شئ، ولكن الطرقات على باب شقتهم قطعتها، نهض حمد وخرج ليفتح لطارق، كان الطارق حارس قد جاء لياخذه إلى القريه كما اتفقوا، أخبره حمد أن ينتظره بالاسفل، هبط حارس وجلس داخل السياره ينتظره، عاد العاشق إلى محبوبته، وجدها تحضر حقيبته، التى أخبرها أمس أنه سيعود بها إلى القريه.


التفتت له وقالت:

_خالى بالك من نفسك، ومتغبش عليا.


أقترب وضمها وهمس لها:

_اطمنى مهما حصل مش هقدر أغيب عنك، يومين وهكون عندك .


حركت رأسها بايجاب وضمته، شدد فى ضمها طوق خصرها باحدا زراعيه، ويده الأخرى تربت على شعرها وظهرها بحنان شديد.


بعد وقت قصير غادر حمد، أرادت أن تخرج خلفه، ولكنه منعها وحذرها من الخروج دون أذنه، عادت لداخل وأغلقت بابها، تركت العنان للخوف ليسكن قلبها، بجانب الغيرة وهي تتخيل وجوده مع زوجته الأولى شعرت بضيق شديد، ذهبت ترتب غرفتهم كى تلهى نفسها عن التفكير بتلك الوساوس، بدأت بتحميس نفسها وتكرر أن حمد يحبها ولن يتخلى عنها.


داخل غرفة سند، تقف هنوات وسند أمامها، رفع يده يمسك كاتفها بعنف ويقول:

_أنا جبت أخرى منك، انتِ بتعملى كده ليه؟


هنوات ببكاء:

_أنتَ اللى بتعمل كده ليه، أختك عندها أم شبل بتساعدها يبقى أروح أنا ليه عشان اطبخ واكنس قبل رجوع جوزها، أنا مالى هو أنا الخدامه التانيه بتاعتها.


سند بمحايله:

_هي طلبتك بعشم عشان معتبراكى أختها، فيها إيه لو روحتى لأختك الحامل تسعديها وكمان متصغرنيش قدام اختى.


سحبت زراعها من يده:

_لا مش راحه يا سند هي عندها أخت، تبعت لبدر تروحلها أنا مش خدامه لحد، كفايه عليا شغل دارى.


ضغط أسنانه ببعضهم بغضب:

_اعمليلك قفله يا هنوات قولتلك قالتلى وأنا وافقت، إيه مشكلتك دانتى مش هتكملى ساعة زمن؟


هنوات بجمود:

_أنا قولت اللى عندى ومش هتحرك من بيتى عاوز تساعد أختك ومتصغرش نفسك، يبقى تروح تشوف واحده تساعدها وادفعلها أجرتها من جيبك، سهله اهى إنما أنا بيتى وعيالى أوله بيا.


دفعها بعنف لتفقد توازنها وتقع، ارتطم رأسها باحدا أعمدة الفراش الحديدى، وأصيبت و تفاجات بنزيف دم يغرق جانب وجهها، صرخت بزعر تستغيث به.


هنوات ببكاء وخوف:

_سند ، راسى اتفتحت ياسند، شايف الدم.


رمقها بنظرات غاضبه،ثم تحرك للخارج تركها خلفه تبكى، انهارت أكثر وهي تراه يرحل وهي تستغيث به، شعرت بدوار، والنزيف يزداد لا يتوقف، تحاملت على نفسها وخرجت متوجها إلى المطبخ التقطت علبة تحتوى على القهوه المطحونه، غسلت جرحها وفتحت العبه وبدأت تملأ كفها وتضعه على الجرح بكميات كبيره ويديها ترتجف بخوف.


توقف نزيف رأسها، خرجت وعادت إلى غرفتها لتبدل ثيابها، صعدت إلى فراشها جلست تنظر إلى صورة زواجهم المعلقه على الحائط ودموعها لا تتوقف.

____________#بقلمى_برنسيسN

بمنزل حمد، أم شبل تجلس بجوار بدور ويتحدثن معاً، طرق أحدهم الباب ذهبت أم شبل وفتحت، وجدته سند ومعه امرأه.


سند بحده:

_وقفه كده ليه، ابعدى من طريقى.


ابتعدت أم شبل، داخل سند وخلفه المراه، داخل حيث تجلس أخته وجلس بجوارها، وقال بضيق واضح:

_جبتلك اللى تساعدكم، هنوات وقعت رأسها اتفتح ومقدرتش تيجى.


تطلعت له بدور بصمت، لحظات وقالت:

_خديها يام شبل، حمد كلها ساعه ويوصل عاوزه كل حاجه تخلص، كفايه اننا متعطلين بقالنا ساعه بنستنى هنوات هانم.


تحركت أم شبل وخلفها المراه التى أحضرها سند، جاء لينهض اجلسته وقالت:

_بص بقى يا سند، أنا فوت لمراتك كتير اجى دار أبويا تلطعنى ساعه على ما تخرجلى ومصدرلى الوش الخشب، وكل ده بسببك كل ده علشان مهنش عليا تتمرمط أنتَ وعيالك وابويا، كل ده عشان كنت بجيب أم شبل واجى اخدمك أنتَ وعيالك وبطنى قدامى مهتمتش لنفسى وللعيل اللى فى بطنى و مخوفتش على نفسى أد ماخوفت عليك.


سند بحرج:

_ معلش يا بدور حقك عليا أنا.


بكت بدور:

_ حق إيه بس ياخويا، انا عماله اقول يا بت فوتى معلش علشان اخوكى، أنا بتحملها عشان مخربش عليك، بص ياخويا لو علاقتنا هتزعل مراتك منك وتعملك مشاكل بلاها آه ما أنا مش هتحمل أنها تنكد عليك بسببى، اقولك حتى الدار عندكم مش هدخلها تانى.


سند بنفعال:

_بس يا بدور، مش عاوزك تقولى كده تانى انتِ سمعه.


شهقت بدور من بين بكائها وقالت:

_لا هقول، وآه مش هروح هناك تانى هبقى أقول لابويا يجيلى هنا، ماهى خلاص بقت دارها واحنا بنيجى حمل عليها ضيوف تقال على قلبها، أنا مش زعلانه منك أنا بس صعبان عليا نفسي، بقى أنا علشان بحب أخويا و ولاده يكون ده رد مراتك، دى المفروض تشكرنى أنى محوجتكش لحد أعمل إيه بس طيبة قلبى هي السبب، نهايته من اليوم مش هعتب دارنا، قصدى داركم و أنتَ بلاش تيجيلى و بيتك يتخرب بسببى.


ذاد نحيبها، وبكائها أكثر وهي تقول:

_اقولك اعتبرنى موت، أنسى أن ليك أخت إسمها بدور، وأنا لو حصل إيه مش هدخل فى حياتك تانى قول لهنوات ارتاحى اختى هتقطعنى عشان ترضيكى، ربنا ياخدنى ياخى علشان هي ترتاح مش عارفه هي بتكرهنى كده ليه، أنا عملتلها إيه بس؟


ضم سند أخته، وبكفه بدأ يربت على ظهرها، غضبه تجاه هنوات يزداد:

_متدعيش على نفسك تانى، والدار دار ابوكى واخوكى، انتِ تيجى وقت ماتحبى وهي لو مش عاجبها تغور فى داهيه، متقهريش نفسك وانتِ حامل أنا مش هخصر اختى علشان واحده، تمشى وتيجى مكانها ست ستها .


مسحت بدور دموعها:

_ربنا يخاليك ليا ويجبر بخاطرك، بُص أنت تتغدى معايا النهارده، أنا خلاص مش زعلانه، بس أوعى تزعلها أو تقولها حاجه هي طبعها كده حقوده وغلاويه ربنا يهديها.


سند بضيق:

_او ياخدها، أنا تعبت مش كفايه ابويا اللى خنقها عليا لا تجيلى الست هنوات تقرفنى أكتر مانا قرفان.


تبسمت بدور:

_ معلش ربنا يهديها، قولى لو محتاج حاجه، اجبلك فلوس؟


وقف سند:

_تسلمى ياختى معايا الحمد لله، يلا فوتك بعافيه هبقى اجيلك بعد الظهر يكون جوزك أرتاح.


وقفت بدور:

_طيب هستناك، وأنا بكره هستأذن حمد واجى أشوف هنوات ماهى بنت عمى ومرات أخويا وأم ولاده، لو أنا هونت عليها هي متهونش.


حرك سند رأسه بايجاب وغادر، تبسمت بدور وجلست مكانها تنظر للفراغ بغموض.

_____________#بقلمى_برنسيسN

لم يكن وداع آمنه وحمد الوداع الوحيد، حسن أيضاً يستعد للعوده لعمله، دخلت روح وجلست فوق الفراش تنظر له وهو يستعد لرحيل، التفته لها وتنهد بحزن، نظره أمامه والتقطه معطفه ثم ذهب إليها.


نهضت من جلستها، تبسم وهو يمسك يديها:

_خالى بالك من نفسك، ومن الواد حمد، ومن وحيد الصغير.


رفع كفه يتحسس مكان طفله، تبسمت روح و رفعت كفها الرقيق ووضعته على يده وقالت:

_اطمن إحنا هنكون بخير، لازم تحضر معايا الولاده يا حسن، أنت وعدتنى.


حرك رأسه بتأكيد:

_اطمنى أنا هرتب امورى هناك على ميعاد ولادتك، ده كان السبب التانى اللى خلانى اخدك لدكتوره.


ضمته بحب وبكت رغماً عنها وهي تقول:

_هتوحشنى يا حسن، هتوحشنى أوى.


جعلها تنظر له، ضم وجهها ومسح دموعها :

_مش عاوز أشوف دموعك، عاوز ابتسامه حلوه، أنا رايح شغلى عادى مش رايح أموت.


شهقت بلهفه وخوف ورفعت يدها تضعها على فمه:

_ايه اللى بتقوله ده، بقى ده كلام تقوله؟!


ضحك حسن:

_ما لك يا روح، مش كل حاجه تخديها على أعصابك، حبيبك جن هروح وأرجع صاغ سليم.


لم تعطى روح رد الفعل الذى توقعه، لم تبتسم ظلت على حالها تنظر له بقلق وخوف، لم يكن منه إلا أن ضمها إليه يحاول طمانتها.


بعد وقت غادر حسن، وقفت بنافذة غرفتها تنظر إلى السياره التى أتت لتاخذه إلى مكان عمله، تحمل صغيرهم حمد الذى يبكى وينادى على والده ليعود.


حمد الصغير:

_ابويا أرجع، طب خدى معاك، اما أنا عاوز أبويا.


هبطت دموع روح، جلست على أقرب مقعد تضم حمد بزراعها ويدها الأخرى على معدتها، تحاول تحمل الألم الذى أتاها فجأه، خشيت أن تتألم أمام حمد وهو بتلك الحاله فيخاف ويقلق عليها، فهو مثل والده حنون ويهتم بها مثله تماماً.

_____________ #بقلمى_برنسيسN

وصل حمد منزله، ركض نحوه أطفاله، القاء الحقائب التى معه، و جلس على ركبتيه، و فتح لهم زراعيه، ليلقى الأربعة بأنفسهم بين يديه، ضحك حمد على شجار محمود و طه على من يضم والدهم اولاً.


حمل طه و محمود  وسار بهم لأقرب اريكه و جلس، لحق بهم محمد و أحمد، جلسه الأربعة بجوار والدهم، همت إليهم بدور و هي بابهى زينه، نظره لها حمد و تبسم كى لا يلفت انتباهه لشئ.


بدور:

_نورت بيتك يابو محمد.


جلست جوار محمد أبنها، التفته لها حمد وقال:

_البيت منور باللى فيه، حد من البهوات اتشقى فى غيابى؟


حركت رأسها بنفى:

_لا اطمن، محدش فيهم عمل حاجه، طول فترة غيابك مشين زى الألف، من المدرسه لبيت جدهم يكتبوا واجبهم و يسمعوا اللى حفظوه، و قبل المغرب وحيد أخوك بيجيبهم.


حرك رأسه بايجاب:

_طب كويس ربنا يهديكم، انتى عامله إيه؟


تبسمت بتساع:

_بخير ياخويا طول مانت بخير، ماهو انت طول ماحسك فى الدنيا أنا هبقى بخير، اخلى أم شبل تسخنلك ميه تستحمى ولا هتدخل ترتاح من تعب السفر.


حمد:

_ لا أنا بس جعان مفطرتش، هاكل و هروح ابص ع الشغل وأشوف ستى و ابويا.


وقفت بدور:

_على ما تغير هدومك هقولهم يجهزو الأكل.


تعجب حمد وقال:

_هتقوللهم، هما مين؟!


بدور :

_ام شبل وواحده تانيه جبهالى سند اخويا تساعدنا، أصلى بجهز لعزومه، بمناسبه المحلج الجديد داركم و دارنا وعبد الكريم و بدور و العيال بقالنا زمان ماجمعناش، ولا إيه رايك؟


وقف حمد ورد بلا مبالاه:

_عادى، اعملى اللى انتِ عاوزه.


تحرك نحو الحقائب، أعطى لكل إبن هديته ثم داخل إلى غرفته، شعرت بدور بالضيق كانت تنتظر أن يقدم لها هديه مثل المره السابقه، و لكن لم يحدث اختفت ابتسامتها و حلت مكانها تكشيره و نظرات ضيق واضحه، حتى أم شبل سألتها عن سبب ضيقها، انفعلت عليها و صرخت بوجهها كى تعد الطعام دون حديث معها.

________________#بقلمى_برنسيسN

حضر سند إلى منزل أخته، تناول معاهم الغداء، أخبرته بدور بأنهم مدعوين عندهم غداً، حاول أن يعتذر ولكنها لم تقبل، واستغلت حضور حمد لضغط عليه، تعجب حمد من اهتمامها باخيها و بأمر العزيمه عموماً، بدور بخيله جداً لم تقم بتحضير عزيمه من قبل، دائماً هو من يخبرها بعد أن يقوم بدعوة أهله كى لا ترفض، ورغم ذالك لم يعلق و تركها تفعل ماتشاء.


مره اليوم عاد سند إلى منزله بالمساء، لم يتحدث مع هنوات، أخبر والده بالعزيمه أمامها فقط، رحب عماره بالذهاب، التفته هنوات وقال:

_ابقى عبى شوية رز فى شكاره و معها علبة سمن عشان ناخدهم وأحنا رايحين؟


نظرت له هنوات بستنكار:

_ايه ده ياعمى، هتدخل عليهم بشوية رز وعلبة سمنه هي دى زياره تروح بيها؟


صمت عماره قليلاً يفكر، ثم قال:

_اومال هناخد إيه، أصلاً ملهمش لازمه هو حمد محتاج ده عنده شئ وشويات.


لم تتعجب هنوات من بخله:

_انتَ حر، بس أنا تعبانه ومش هقدر اجى معاكم.


جاء عماره ليرد، قطعه سند حين قال:

_عنك ماروحتى أنا هاخد عيالى معايا.


ردت هنوات بضيق:

_لا عيالى مش رايحين روح أنت وابوك مش اختك عزماك، روح ومتشغلش بالك بينا.


سند بنفعال:

_انتِ مين علشان أشغل بالى بيكى.


صاح عماره بغضب:

_اتلم ياسند، وانتِ كمان اعمليلك وقفه، انتو إيه مبتشبعوش نقار عيب احترموا وجودى.


تحدثت هنوات ببكاء:

_انتَ مش شايف عمايل إبنك؟


تنهد عماره:

_خلاص ياهنوات متعمللكيش مشكله، عمتك عزمنا عندها يبقى كله هيروح، وياريت متفضحوناش قدام الناس مش ناقص سواد وش من تحت رأسكم، مش يبقى محمد قاعد وسط ولاده وفارد قلوعه بيهم وأنا بختى مايل فى ابنى ومراته.


سند بنرفزه:

_الله و أنا عملت إيه يابا، بقى بعد كل اللى بعمله ده ومش عاجب، بيعمل إيه حمد و لا وحيد و لا حتى حسن أحسن منى؟


عماره بضيق:

_انتَ هتساوى نفسك بيهم، دول رجاله عدله، كل يوم أبوهم بيعلا على قفاهم، الارض بتزيد و مشاريع اشى محلج قطن لا معمل لمنتجات اللبن واسم محمد الباسل عليها وبتلف كل البلاد اللى حولينا، ده غير الفلوس اللى فى البنك، ده محصول أرضهم أد أرضنا مرتين.


سند بقهر:

_وأنا داخلى إيه فى كل ده، دى أرزق هدخل كمان فى رزق ربنا.


اشاح عماره برأسه ولم يرد، نهض سند وغارد، ظلت هنوات تنظر لاثره، لأول مره لا تتعاطف معه، فاقت من شردوها على صوت حماها حين قال:

_هبعتلك شويه برتقال وسفندى تاخديهم معاكى، وبلاش الرز و السمنه.


لم تعلق فقط حركت رأسها بياس، نهضت و هي تحمل أطباق الطعام الفارغه و بداخلها تلعن ذاك الميزان، فلولا تمسك أبيها والعائله به ما كانت اليوم هنا تعيش الفقر رغم تيسر حال حماها.


عند سند يجلس مع أصدقائه ولكن ياخذ جانب بمفرده بعيداً عنهم، أقترب منه أحدهم و قال:

_مالك ياصحبى، مين معكر مزاجك؟


نظره له سند وقال:

_ابعد عنى يا شوقى أنا مش فيقلك.


ضحك شوقى وباقى أصدقائهم، قال أحدهم بسخريه:

_جرا إيه يا سند مالك مش طايق كلمه من حد، اللى يسمعك يقول علينا ليك فلوس ومش راضين ندهالك؟


نهره شوقى:

_جمال أسكت ميصحش كده.


وقف سند:

_سيبه يا شوقى.


نكس سند رأسه يتذكر ذاك اليوم حين أخذوه أصدقائه معهم إلى المحافظه و لم يكن معه مال ليقوم بعزيمتهم كما فعلوا، عرض عليه جمال أن يقرضه مبلغ على أن يعيده حين يعود، و لكن لم يستطيع فوالده لا يعطيه فوق حاجته هو و أطفاله قرش واحد.


نظره سند لجمال وقال:

_ أنا امتا مرضتش ارجعلك فلوسك ياجمال، أنا بس طلبت منك تصبر عليا شويه.


جمال بضيق:

_لحد امتا الشويه اللى مبيخلصوش دول، اديلك أسبوعين وزياده و كل ما أكلمك تزعل و تقولى أصبر كمان شويه، هو أنت ترفه عن حالك وتبسط وأنا اللى أشيل الطين.


سند بنرفزه من حديث جمال:

_كان حد ضربك على ايدك قولتلك يومها مش عاوز و أنتَ اللى اصريت.


جمال بنفعال:

_يعنى ده جزائى اللى قولت تبسط معانا، خلاص أنا غلطان و أى مكان هنروحه تانى مش هقولك، اللى عندكوا مش شويه على كلامك ده كل واحد من اللى قعدين دول معندهوش ربع اللى عندك، فك الكيس و ادينى فلوسى بيتى و عيالى أوله بيها.


أخرج شوقى محفظه النقود و اعطاء جمال المبلغ الذى اقرضه لسند و أخذه و غادرو.


أثناء سيرهم قال شوقى:

_لحد امتا يا صحبى هتفضل تحت رحمة ابوك، لازم تلحق نفسك يا سند، ابوك متبت ع الفلوس بسببه عيل ميسواش زى جمال قعد يشترى و يبيع فيك قدام الرجاله.


تنهد سند بقلة حيله:

_و أنا بايدى إيه أعمله و معملتوش، كل حاجه فى ايد أبويا مانت عارفه و عارف طبعه.


شوقى :

_مش كل جاحه أنت تقدر تقلبلك قرشين من وراه شغل مخك أنت بتسافر تجيب كل لوازم الشغل و بتتفق مع التجار، كل حاجه فى إيدك بس انتَ اللى عندك ضمير زياده.


ضحك سند:

_أنتَ أهبل يا شوقى هسرق ابويا، عاوزنى استغفله و الحاجه أم خمسه أقوله بعشره صح؟


شوقى بتبرير:

_مش استغفال بطل غباوه، شغل مخك شويه و مش لازم تطمع و تاخد النص بنص كفايه الربع هو مش هيدور وراك، أسمع منى الحق حوش حاجه لزمن اعملك مشروع بعيد عنه، قريبك كل واحد عنده أرض وبيوت و أنتَ يامولاى كما خلقتنى زيك زى الأجير و أقل حبتين أمن نفسك و ولادك، أسمع منى أنا كلامى ده لمصلحتك أبوك همه يكنز فلوس، هتفضل مستنى موته عشان تعيش و يبقالك ملك باسمك و في الآخر هيقولوا ورث عن ابوه، إنما تعب سند و حق و مرمطه سند اللى زود العشر فدادين لخمسين و أكتر و البيت اتنين ولا ليك حاجه و اخواتك البنات و رجالتهم هياخدو تعبك ع الجاهز صح ولا أنا غلطان.


لم يرد سند و لكن حديث شوقى أخذ حيز كبير من عقله و بدأ يفكر بكل كلمه، متى سيكون حر من تحكم والده الذى حرمه من كل شيء يحبه، حتى التعليم رفض أن يكمل كى لا يدفع ثمن الكتب و الاقامه بالمدينه عكس باقى أعمامه جميهم علموا أبنائهم و تركوا لهم مطلق الحريه ليكون لهم عمل خاص بهم وهو كما هو أجير عند والده، ويا ليته يقدر تعبه لكنه لا يكف عن التقليل منه، حتى بحضور زوجته لم يكف عن مقارنته بأبناء عمومته و القول أنهم أفضل منه.

______________#برنسيسN

مرت الليله بطيئ على حمد، حاول بقدر الإمكان أن يكون طبيعياً حتى لا تلاحظ بدور أي شىء، ولكنه لا يعلم أنها لا تهتم به ولا بما يخفيه حالياً، كل تركيزها على عزيمة الغد.


جاء الصباح، استيقظ حمد فزع حين لم يجد آمنه بجواره و الغرفه هذه ليست غرفتهم، سريعاً ما أدرك أنه بمنزله مع زوجته الأولى و أطفاله، تنهد بثق وهو يفكر ويسأل نفسه كيف حالها الآن، بتأكيد حزينه فلقد عادت لواحدتها، لولا غيرته و خوفه عليها لكان سمح لها بالذهاب إلى مريم والبقاء معها طيلة اليوم و تعود لشقتهم بالمساء، نهض و هو يذكر الله كى يهدا نفسه.


داخل المطبخ، تقف بدور مع أم شبل وتلك المراه التى حضرت بالأمس.


أم شبل:

_اقعدى انتِ من فجرى ربنا وقفه كده.


حركت بدور رأسها برفض:

_لا متشغليش بالك بيا، خلصوا المحشى وأنا هطلع أشوف اللى فى الفرن.


سمعت صوت حمد ينادى عليها تنفست بضيق:

_هو ده وقتك.


خرجت إليه نظرت السيده لام شبل وقالت:

_هي دايماً كده روحها في مناخرها؟


تبسمت ام شبل:

_و اكتر انتِ مشوفتيش حاجه.


لوت السيده فامها:

_اعوذ بالله، وأنتِ إيه اللى يخليكي تتحملها دانا يومين و نفسى أقوم أخد بعضى و امشى.


تنهدت أم شبل: 

_أكل العيش ياضنايا، أنا خلفت جوز بنات، اتحملت المر من ابوهم و اهله عشان خلفتى بنات، ال ياختى عندهم الابعديه اللى عاوزين الوريث ليها، مرت السنين وجالى الواد على شوقه قولت بس هو ده العوض، بس عوض إيه اتعلقت بحبال دايبه، الواد ميتخبرش عن أبوه المهم بعد شقى سنين ربنا رحمنى من شغل الأرض و يصلح حاله الحج حمد جابنى أشتغل هنا، أصل أنا عندى السكر و الغيبوبه جاتلى و أنا شغاله فى أرضه يفديه و يحفضه هو اللى لحقنى و نقلنى على الوحده الصحيه، و من يومها وأنا معاهم هنا، ساعدنى فى جوازة البنات و شاف للحيله شغل بس مفلحش، فرميت طوبته و بقيت عايشه هنا ماهو هروح لمين، الواد طول الليل سهران مع المقطيع صحابه و طول النهار نايم فقولت على إيه الراحه و الجايه ادينى قعده بأكل واشرب وفى نص اليوم باخد من الموجود وأروح اصحيه يأكل ويرجع ينام، الست بدور بردو طيبه هي عصبيه شويتين و ايدها ناشفه، القرش مبيهنش عليها بس جوزها طيب و ايده فرطه، وهي أحسن من غيرها وأنا خلاص اتعودت عليها، والله بقيت أحبها زى بناتى ماحنا بقينا عشره من عمر سى النبى حرسه محمد ابنهم.


تبسمت السيده:

_الله يديكى الصحه ويهديلك إبنك و يحنن قلب بدور أم بوز عليا و تدبنى غدا للعيال.


ضحكت أم شبل، وقالت:

_أنا هديكى اللى يكفيكى هي النهارده مش هتسأل على حاجه.


انتهى إعداد الوليمه التى أعدت بعنايه فائقه، واطمئنت بدور على كل شىء بنفسها و لم تغادر المطبخ إلا بعد أن تأكدت أن كل شىء على مايرام و كما خططت له تماماً وأن الغداء يليق بالمدعوين.


و لم يمر إلا وقت قليل وبدأ المدعوين في الحضور، وفي هذه الاثناء كانت قد استعدت لاستقبلهم، وها هي تقف أمام المرآه بكامل زينتها تنظر إلى انعكاس صورتها في زهو و تفاخر.


وما إن سمعت طرقات على الباب حتى توجهت إليه و فتحته، خرجت حين علمت أن الضيوف بدأوا بالقدوم.


كانت أول الحاضرين، أختها التوأم بدر، ومعها صغارها قاسم و عدنان، رحبت بها وجلسوا يتحدثن، بينما داخل الصغيرين إلى غرفة أبناء خالتهم للعب معهم، وقت قليل وجاءت روح، وتقوى، وصغارهم.


نهضت بدر وضمت تقوى ثم روح وقالت:

_و ربنا ليكى وحشه.


روح بمحبه:

_و انتِ كمان، عامله إيه يا ابله بدر.


جلست بدر واجلستها، وهى تقول:

_ الحمد لله فى نعمه، ها أخبار المحروس الصغير إيه؟


روح :

_الحمد لله بخير خلاص كلها أسابيع.


ربتت بدر علي ظهرها بحنو:

_ربنا يجبر خاطرك و تقومى بحجرك مليان أن شاء الله.


أمن خلفها روح و تقوى و بدور التى تأكل تقوى بعينيها، فهى يوماً عن يوم يزداد جمالها، عكس روح ملامحها مرهقه و حزينه، لاحظت تقوى نظرات بدور فتبسمت بمكر وازالت الشال الذى كان يغطيها، التفتت لبدور:

_حمد إبن عمى هنا ولا الدار أمان.


ضحكت بدر و روح أيضاً، أما بدور فرمقتها ببرود، وقالت:

_لا حمد لسه مرجعش من الغيط بس زمانه على وصول.


نزعت تقوى حجابها لينسدل شعرها الاسود الناعم، ثم خلعت عباءتها الفضفاضه و جلست بدلال بتلك العباءئه المنزليه القصيره و التى تلتصق بجسدها، كانت فتنى من الجمال والدلال كما يقول عنها وحيد، جميله بشكل مهلك لقلب أى رجل قد تقع عينه عليها مصدر سريع لاشعال الغيرة فى قلب أى امرأه تقارن نفسها بها.


بدر بابتسامة:

_ بسم الله ماشاءالله، الله أكبر عليكى يا تقوى يوم عن يوم بتحلوى، الله يقويه وحيد إبن عمى.


ضحكت تقوى بدلال و تحدثت متصنعه الخجل:

_يوه يا ابله بدر كسفتينى، هتعملى زى وحيد اوحش نفسي يعنى؟


ضحكت روح:

_القرده فى عين وحوحها غزال، اسكتى يا ابله بدر أصل تتفرعن علينا أكتر ماهي متفرعنه.


شهقت تقوى:

_شوف البيت، بقى أنا بتفرعن عليكى، ماشى يا روح لما نروح بس صبرك عليا.


روح بسخريه:

_لا خوفت، اتلهى دانتى و لا تعرفى تازى زرزوره.


ضحكت تقوى:

_و اللهى معاكى حق، أنى قلبى رهيف.


ضحكت بدر:

_الله يهديكم دانتو مسخره، قعدتكم ميتشبعش منها.


طرق الباب للمره الثالثه، نهضت بدور بحماس، فهذه المره بتأكد حضرت من تنتظرها.


ذهبت و فتحت لطارق، وجدت من تنتظرها وكانت هنوات ومعها أبنائها.


رحبت بها و ادخلتها عند الباقيه، بعد تبادل السلام جلست هنوات.


تبسمت بدور وقالت:

_بقالك زمان مدخلتيش بيتى.


هنوات بضيق:

_معلش ياعمه مشاغل، و بعدين انتى كل أسبوع عندنا.


رفعت بدور حاجبها بستنكار:

_عندكوا ده إيه، قصدك فى بيت ابويا.


حمحمت بدر :

_بدور ما لك اهدى شويه ماهو بيتها هى مغلطتش البيت بيتها و بيت جوزها و عيالها ربنا يطرحلنا فيهم البركه، داحنا بنخرج على حس ابويا وحسهم، ولولا مقابلة هنوات واحترامها و ذوقها.


تبسمت هنوات:

_تسلمي ياعمه ربنا يجبر بخاطرك، بس بردو عمتى بدور معها حق البيت بيتكم قبل منى ولو مشتلتكمش الأرض اشيلكم أنا فوق راسى.


تبسمت بدور بمكر و اقتربت منها رفعت يديها وضمت رأس هنوات بعنف متعمد:

_ورينى ياختى رأسك اللى هتستحمل تشيل كل ده.


صرخت هنوات بألم، فزعت لاجلها بدر و روح و تقوى، اما بدور فعادت مكانها بعد أن تأكدت من حديث أخيها و أنها أصيبت برأسها تكاد تجذم أن سبب ذاك الجرح شيجار مع سند.


بدر بلهفه:

_ما لك يا هنوات؟


تقوى:

_فيكى إيه يا بنت عمى انتِ تعبانه؟


روح:

_ردى يا هنوات، طمينينا فيكى إيه؟


تحدثت هنوات وهي تبكى:

_مفيش اطمنوا، أنا بس راسى متعوره أصلى اتخبط وانا بجيب حاجه من تحت السرير.


جلست جوارها بدر وأمامهم تقوى و روح، بدور تشاهد بعيون شامته بهنوات .


طرق الباب،وقفت بدور وقالت:

_تلاقيه حمد جايب الفاكهه.


نهضت تقوى سريعاً،وارتدات ثيابها، ذهبت بدور وفتحت كان الطارق وحيد ومعه جدته و والدته، داخلوا نهضت تقوى واخذات مكان حماتها و ساعدت الجده على الدخول، التفته وحيد إلى بدور وقال:

_حمد رجع من الغيط؟


بدور:

_لا بس زمانه على وصول تعاله استناه جوه فى المضيفه.


رفض وحيد:

_لا أنا هروح مشوار، هتعوزى حاجه ياستى؟


تبسمت الجده:

_عاوزاك طيب يا حبيبى.


نظره إلى والدته فتبسمت وحركت رأسها بلا، أما تقوى فارسلت له قبله، فضحك بحرج وخرج، نهرتها حماتها بنظره حاده فتبسمت وقالت:

_اصله قمر ياما طالع لأمه حليوه.


ضحكت الحاجه شربات، ضمتها تقوى و كأنها طفله تتعلق بوالدتها.


بعد مغادرت وحيد، جاءت أم شبل وقدمت الضيافه، كانت عباره عن عصير و شكولاته و مكسرات من التى أحضرها حمد معه من المدينه.


بعد وقت قليل حضر الرجال، اقترب حمد من بدور.


حمد بهمس:

_ايه اللى فى وشك ده انتِ راحه فرح.


ارتبكت بدور خافت أن يخجلها أمامهم وهنا ستتشفى بها هنوات قالت كاذبه:

_ إيه ده هو باين، أنا سألت هنوات مرات أخويا لما جاءت قالت خفيف خالص.


حمد بحده:

_خفيف كل ده وخفيف، قومى امسحِ وشك و حسابنا بعدين.


تبسمت كى لا يلاحظ أحد شئ، نهضت بحجه الذهاب إلى المطبخ و داخلت غرفتها و مسحت وجهها 

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.