الفصل الثالث عشر من رواية نيران الغيرة
البارت_الثانى عشر
#نيران_الغيرة (عشق و إمتلاك)
#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم ((أكمَلُ المؤمنينَ إيمانًا أحسَنُهم خلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم))؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
______________#بقلم_برنسيسN
" خيراً بالنساء"
بعد البقاء أكثر من ساعتين داخل محل المجوهرات خرجوا أخيراً، جلست آمنه بجوار خالتها بالخلف، وهي تحمل الذهب الذى اشتراه لها حمد، لا تستطيع تصديق أن كل تلك العلب المليئه بالمجوهرات ملك لها، بطبع غير الذى البسه لها بنفسه، مثل عقد من ثلاث قطع متصله ببعضهم، ودبلة الزواج، وبجوارها خاتم، وباليد الأخرى خاتمين بحجم كبير وثمانية أساور.
تنهدت بضيق، لا تسطيع أن تفرح بكل هذا رغم أنه أكثر مما تمنت، ولكن ماقيمة كل ذالك بغياب والديها، كم تمنت أن تكون والدتها زبيده معها وتشاركها إختيار شبكتها، نظرت إلى سعيده التى كانت تبتسم بسعاده نابعه من محبتها، توسدت آمنه كتف خالتها، نظرت إلى ربيع وتمنت لو كان والدها غريب يجلس معهم، ويحدث زوجها كما يتحدث ربيع ويمزح مع حمد، هبطت دموعها رغماً عنها هي لا تريد ذهب ولا زفاف، ولا يهمها علم أهل البلد بزواجها، أو حتى أن كان زوجها غنى أو فقير، كل ما إرادته وجود والديها وزوج يتقى الله في معاملتها.
رأى حمد دموعها، تمعن بنظرتها لخالتها و زوجها، فهم أنها تفتقد لوالديها، نظره أمامه ولم يعلق، ولكن بداخله أقسم على أن يحاول بكل الطرق كى يعوضها عن ذالك الفقدان، ولو بالقليل فهو يعرف أن لا أحد يأخذ مكان الوالدين، هو يتيم الأم ويتفهم كل ما تمر به.
أوقف حمد السياره أمام منزل فخم، مبنى على الطراز الأوروبي، هبط وهم كذالك، جاء ربيع ل سأله عن هاوية صاحب المنزل، قطعهم خروج رجل بأواخر الاربعينيات، رحب بحمد وكأنهم أصدقاء، ثم رحب بهم ودعاهم لدخول، بمجرد دخولهم استقبلتهم سيده جميله، شابه بالثلاثنيات من العمر، ذات بشره بيضاء، وشعر أصفر قصير، وعيون زرقاء مثل أمواج البحر.
السيده:
_نورتنا حمد، دى العروسه صح؟
تبسم حمد وهو يشير إلى آمنه:
_تعالى يا آمنه، حضرتها مدام مريم اللى هتعملك فستان الفرح.
تقدمت آمنه بخطوات مرتبكه، ضمتها مريم وقالت:
_مبروك آمنه ألف مبروك، أنا كنت زميله حمد فى الكليه وفرحت كتير لما عرفت أنه لقا حبيبته أخيراً، مش عشان هو واقف بس هو حد كويس أنا عرفته أربع سنين قبل ما اخلص و أسافر، وكان حمد فيهم أخ وصديق عزيز.
انتبهت آمنه للهجتها ليست مصريه جيده وشكلها أيضاً ملامحها اوروبيه مثل ملابسها فقالت بتلقائيه:
_انتِ إزاي لسه في مصر، هو مش الريس طرد كل
اليـ/ـهود؟
ضحكت مريم وقالت:
_ماهو أنا مش يهـ/ـوديه حبيبتي، أنا مسيحيه وجئت مصر من سنين بسيطه بعد طرد اليـ/ـهود، خلصت دراسه، و اتجوزت وسافرت سنتين، ورجعت مصر من تانى واستقريت، إحنا فى حالنا ملناش فى السياسه، اتفضلوا أسفه انشغلت بالعروسه.
جلسوا جميعاً، جاءت الخادمه وقدمت الضيافه، وقفت مريم وقالت:
_قوم حمد أنتَ والعروسه، مفيش قدمنا وقت نضيعه، لازم خلال أربع أيام أكون مخلصه عشان مش تضطر تأجل.
حرك حمد رأسه بايجاب، وقف وأمسك يد آمنه لتقف، وقفت و سحبت يدها من يده بتوتر وخجل، ضحكت مريم فأحرج حمد، اقتربت من آمنه وربتت على كاتفها،تحدثت وهى تنظر لحمد:
_تعالى يا عروسه، تعالى شكلك كسوفه أوى، بس مش تقلقى يا حلوه، مريم موجوده وهتظبط كل حاجه.
تبسم لها حمد وسار أمامهم نحو غرفة المشغل الخاصه بمريم، تعجبت آمنه من علاقة حمد ومريم وشعرت بضيق، يتحرك بمنزلها وكأنه يعلمه جيداً، ذالك يعنى أنه يأتى إلى هنا كثيراً.
داخلوا المشغل، أغلقت مريم الباب ثم أشارت لامنه لكى تجلس، جلست آمنه وعيونها على حمد، الذى ظل يتجول بالغرفه ويشاهد الفساتين المعلقه باحدا الأركان، جاءت مريم وجلست بجوار آمنه و معها كُتيب يحتوي على تصاميم لفساتين الزفاف.
مريم بابتسامة لطيفه:
_حمد مش هتختار مع العروسه؟
نظره لها وحرك رأسه بنفى:
_لا خاليها على راحتها، أنا حابب أشوفه أول مره عليها.
نظرت مريم لامنه:
_ها قوليلى آمنه، فى شكل معين تحبى نعمله؟
نظرت آمنه لحمد رأته يمسك أحد الفساتين، ويتفحص تفاصيله بتركيز، همست لمريم:
_أنا عاوزه بسيط، أنا مابافهمش في الحاجات دي.
تبسمت مريم:
_هتتعلمى، لازم تتعلمى عشان جوزك، انتِ متعرفيش حمد لسه، هو راجل أنيق جداً وذوقه مميز، يمكن انتِ مشوفتيش غير الجلابيه عليه، إنما أنا أيام الجامعه شوفت حمد وهو فى منتهى الاناقه، هو جميل فى كل حاجه، وطيب انتِ بنت محظوظه أن صديقى حبك.
سألتها آمنه بتعجب:
_هو كان قريب منك عادى كده؟
فهمت مريم قصدها:
_مش زى ما انتِ متخيله، أنا بعتبره صديقى أما هو فمعرفش، ممكن يكون مش مؤمن بصدقة بنت وولد، وبيعاملنى بذوق مش حابب يكسفنى، إحنا كنا زملاء دراسه واتعرفت عليه فى القطر لما شباب ضايقوني، وفكروا زيك أنى يهـ/ـوديه، عشان شكلى وطريقة لبسى، هو دافع عنى وصدفه طلعنا زملاء، والبابا كان جاي ياخذني من المحطه، عرفته عليه وأنا وهو راجعين تاني الجامعه، صدفه تانيه كنا في نفس اليوم، يومها البابا قاله يعتبرني أخته لو ينفع ويخلي باله مني، وبس بقينا بنروح سوا وبنرجع سوا ده في الإجازات، في الكليه مش بنتكلم خالص، أنا آخر مره شوفت حمد كان من سنتين لحد ماظهر من قريب، وقالي مريم أنا هتجوز وحابب أنك تعملي فستان العروسه، أنا عارفه أنه متجوز واحده تانيه بس أكيد هو حبك عشان كده اتجوز عليها، واكيد هى مش قدرت تحافظ عليه، حمد شخص هادى مش إجتماعى، أيام الدراسه بنات كتير كانت تحبه، بس هو عمره ما كلم بنت، كل صحابنا حتى أنا كنت عايشه قصة حب، وحمد خالص مفيش هو محترم، أنا لبسى زى كده مبصليش ابداً بصه تجرحنى بالعكس، أربع سنين راحه جايا معه من القاهره واغلبها بيبقى بالليل ،مش تجاوز نهائى عيونه فى كتاب أو روايه مش بيرفعهم إلاّ مع صوت صفاره القطر أننا وصلنا، كأنه عادد وحافظ كل محطه القطر بيقف فيها.
ظلت آمنه صامته قليلاً ثم قالت:
_انتِ ليه بتحكي الحاجات دى ؟
تنهدت مريم وقالت:
_عشان شوفت في عيونك نظره خوف منه، حمد مش يخوف آمنه، حمد بيبصلك بعيون حب مش رغبه، أنا وأنتِ بنات ونفهم بعض كويس، أنا كنت زيك مفكره أن أي شاب بيحب أي بنت، أو بيتجوزها يبقى عشان عاوزها، جسم وشكل جميل وبس، لحد ما قابلت الكسندر جوزي، عرفت الحب، عرفت الأمان، عرفت يعني إيه حد يحب شخص لذاته، يحبه وعايزه معه عشان هو حابب وجوده، بيطمن معه وعلشان أنا عشت الحب وأعرفه، بقولك حمد بيحبك، أنا أعرف قانون عيلته وعارفه هو قد إيه بيحبهم وبيخاف عليهم، حمد ماخدش خطوه زي دي، إلا إذا كنتِ فعلاً مهمه عنده، اطمني آمنه أو على الأقل ادي له فرصه، أنا شايف في عيونك نظره ضياع، وتردد مش تترددي أيًا كان اللي مستنيك، كوني شجاعه، وواجهيه ماتضيعيش، أيام حلوه في احتمالات وظنون، ممكن تضيع فرصه حب مش بتيجي لناس كتير، وممكن مش تتكرر في حياتك مره تانى، فاهمه قصدي يا آمنه؟
حركت آمنه رأسها بايجاب وقالت:
_ايوه فاهمه، بس خوفي وترددي ده غصب عني، هاحاول اديله فرصه زي ما انتِ قولتى مع أنه صعب، في فروق كتير بيني وبين حمد، يمكن زي ما انتِ بتقولى هو بيحبني، ومش شايفها بس بعدين هيشوفها، لو مش الفلوس والعيله اللي هم مش عندي أصلا ً، فالتعليم أنا ماعرفش أي حاجه، أخري أكتب أسمي واقراه، لا أعرف في الكتب اللي هو بيقراها، ولا الروايات، ولا التعليم والشهاده العاليه اللي هو واخذها، ولا في اللبس والفساتين، ولا هو بيحب إيه، وما بيحبش إيه، والمفروض أعمل إيه، وماعملش إيه، المفروض أقول إيه، أو ماقولش إيه، عارفه أنا دلوقتي اتوترت من كلامك أكتر وخايفه.
ربتت مريم على يدها وقالت:
_مش تخافي انا معاكى، اليكس قال أن حمد واخدلك سكن هنا، يعنى هتكوني قريبه مني، اي وقت هتحتاجيني هاجيلك، وانتِ كمان وقت ماتحبي استاذني منه تعالي، هو مش هيمانع أنا عارفه، عاوز تتعلم أنا هاعلمك تقراي، وتكتبي تلبسي،ايه رأيك اختار معاكى فستان فرحك، وكمان هعملك المكياج في صالون واحده صاحبتي قريبه من هنا، ثقى فيا هاطلعك واحده ثانيه، شايفه الراجل اللي واقف هناك ده بيحبك،وواقف قدام الدنيا كلها عشانك، أنا هاخليه مش هيعرفك، هيفكرك برنسيسه من برنسيسات باغيس.
ضحكت آمنه وحركت رأسها موافقه فضحكت مريم وضمتها، التفته لهم حمد وقال:
_ممكن أعرف بتضحكوا على إيه؟
حركت مريم رأسها برفض:
_لا مش ممكن، خلاص آمنه بقت صديقتى ومن بكره أنا هروح معها كل مشاوير الجهاز ، وأنت خد اليكس وشوف الشقه إحنا فى حاجات كتير لازم تيجى للعروسه.
تبسم حمد:
_ لو هى عاوزه كده أنا معنديش مانع.
بعد وقت ليس بالكثير غادرو منزل مريم، ذهبوا إلى الشقه لم يكن الحاج عبد المقصود وزجته متواجدين بشقتهم
شاهدت آمنه الشقه، إعجابها زوق حمد باختيار لأثاث غرفة النوم، حتى الوان الجدران جميله وبسيطه كما تحب، أقترب منها حمد وقال:
_تحبى تروحى تختارى باقى العفش امتا، مفيش وقت أنا جهزت كل حاجه ورتبت امورى أن سبع أيام بظبط يكون كل شىء خلصان و التامن تكونى منوره بيتك.
نظرت آمنه للاسفل بخجل:
_ الوقت كده قصير أوى، قدامك حالين يا تطول المده حابتين يا تعمل أنت باقى البيت زى ما عملت الاوضه.
رفعت عينيها إليه نظر اليهما بهيام وقال:
_ لا مفيش مده هطول، و لو ع الشقه دانا أعمل ابوها وفى يوم تكون جاهزه، المهم أنك راضيه.
اخفضت بصرها:
_ اومال فين عمى ربيع وخالتى؟
ضحك على خجالها وقال:
_فى البلكونه، تعالى ندخلهم، وبالمره تشوفى شكل الشارع من فوق.
_________ #بقلمى_برنسيسN
غادرت آمنه مع ربيع وسعيده، ذهب حمد واشترى العاب لاطفاله وعقد ذهب قد حجزه مسبقاً لبدور وشال لأم شبل يناسب الأجواء الشتويه.
وصل منزله أغلق السياره، وحمل الأغراض، داخل وهو يكرر أسماء أبنائه وينادى عليهم:
_محمد، أحمد ، محمود، طه، انتو فين يا ولاد؟
خرج الأطفال من غرفتهم يركضون إليه،وضع الأغراض وضمهم.
حمد بضحك:
_كل ده حب،وحشتونى اوى يا قلب أبوكم.
قطع حديثه صوت بدور:
_راجع رايق النهاردة يعنى، خير؟
نظره لها حمد وتبسم بسخريه:
_اهلاً، مستغربه إنى مبسوط حقك، تعالى جايبلك هديه هتعجبك اوى.
تقدمت إليه وهى تحاول إخفاء لهفتها وأبتسامتها، جلست جواره، تنهد حمد بضيق، فلولا الهديه التى أخبارها عنها، لعادات إلى الغرفه مباشرتاً، إعطاء الأطفال العابهم ، ثم التقطه علبه حمراء واعطاها لها، فتحتها لمعت عيونها بفرحه نظرت له و قالت:
_حلو أوى يا حمد، أحلى هديه جبتهالى من يوم جوازنا.
تحدث وهو ينظر بعيداً عنها:
_على قد الفرحه بتكون الهديه، وأنا فرحان أوى النهارده.
اخرجت العقد وبدلت ترتديه و هى تسأله:
_طب ما تفرحنى معاك، ها قولى مبسوط ليه؟
نظره لها و تبسم:
_اصلى اتجوزت، فقولت اعدل بينك وبينها واجبلك هديه زى ما هديتها، مع أن اللى عندك كتير، بس عرفك طماعه، وتحبى الدهب اد عنيكى أن مكنش أغلى.
ضحكت بدور:
_بطل هزارك التقيل ده، قال اتجوزت قال، هو انت لو لفيت الدنيا كلها عمرك تلاقى زىى؟
ضحك حمد:
_ لا طبعاً هو انتِ ليكى زى، المهم الهديه عجبتك؟
اقتربت منه بدلال وقالت:
_اى حاجه منك حلوه، انت لسه ناوى تخرج؟
رفع حمد أحدا حاجبيه وقد استشف ما وراء سؤالها:
_على حسب لسه مش عارف، سند اخوكى رجع مراته و لا لسه غضبانه؟
صاحت بغضب:
_ ليه السيره الزفت دى، آه يا سيدى رجعها رجعت الميه فى زورها.
وقف حمد ورمقها بضيق:
_ايه الألفاظ دى، صفى قلبك شويه وحسنى ملافظك، على الأقل قدامى، انتِ عارفه أنى بضايق من الصوت العالى، والكلام الوحش على الناس، أنا رايح لعبدالكريم أشوفه عمل معاهم إيه، ادعلهم بصلاح الحال خالى الملايكه تدعيلك بالمثل.
تركها و خرج، ظلت مكانها تنظر لاثره إلى أن اختفى من أمامها، مطت شفتيها بتاهكم وذهبت مصرعي لغرفتها لترى شكل العقد على رقبتها.
بدور بمكر:
_يا قهره قلبك يا هنوات لما تشوف حمد جبلي إيه، أن ماموتك مقهوره مبقاش أنا بدور الباسل، هو أنا هانسالك كلامك مع اصحابك وناوزتكم عليا عشان أنا مش متعلمه زيك، لما نشوف انتِ يا متعلمه هتاخذي إيه، اديكى شايله الطين على دماغي والجهله اللي كنتي بتضحكي عليها، قاعده ست الستات ومتستته وجوزها مغرقها دهب، لا وحمد يقولى اتجوزت عليكى هو فى واحد بيتجوز على مراته بيجبلها دهب، ده هيموت عليا و البركه فى معاملتى ليه لو كنت تطيت رأسي و عملت زى سلفاتى الخايبين وقلت طيب وحاضر واضحك وادلع كان شافني سهله، والراجل ما يحبش الست السهله ولا الست اللي تدلع وتكون مطيعه دايماً، إنما كده مخاليه بيلف حوالين نفسه عمره ما هيقدر يبص لغيري.
ختمت حديثها وهي تضحك بتفاخر، وتنظر بإعجاب لانعكاس صورتها بالمراه وهى ترتدى هديه زوجها،أسوأ أنواع الغيرة غيرة الحقد.
_________ #بقلمى_برنسيسN
داخل وحيد غرفته، وجدا تقوى تحمل صغيرهم وتجلس به أمام المرآة و تتزين و تغني.
تقوى بدلال:
_جميل وأسمر ..جميل وأسمر
بيتمخطر. . بيتمخطر
شغل قلبى ..شغل قلبى
بكام نظره.. بكام نظره
تقول سكر.. أقول أكتر
من السكر.. ميتين مره
جميل وأسمر وطبعه عنيد
أقرب له يروح لبعيد
ويوعدنى وملوش مواعيد
ويوم ما يجينى يتأخر.
تحرك وحيد بخطوات بطيئه وحذره إلى أن وقف خلفها، ضمها فاجأه:
_جميل وأبيض، بتعملى إيه يا قشطه؟
شهقت تقوى من أثر المفاجاه:
_هاااا إيه ده يا وحيد؟
ضحك وحيد وقبل صغيره ثم نظره لها وقال:
_إيه انتِ، جرا إيه يا ست توتا هو انتِ ناقصه جمال!
التفتت له وقالت:
_متخدنيش فى دوكه، أنا مش هسيبك إلاّ لما تقولى كنت فين، أنتَ وحسن أخوك النهارده، لا و كمان برا البلد.
رفع وحيد حاجبه بتعجب:
_وانتِ عرفتى منين إنى كنت مع حسن، او إننا خرجنا برا البلد؟!
تبسمت و قالت:
_ابوك اللى قال لامك، وأمك حبيبتى أنت عارف مبتخبيش عليا حاجه خالص.
ضحك وحيد وقال:
_طول ما بدور بعيد انتو حبايب.
تبدلت ملامح تقوى وقالت بضيق:
_طب ليه السيره اللى تسد النفس دى.
أقترب و ضمها:
_خلاص ولا تزعلى نفسك مش هجيب سيرتها، أنا جعان طمنينى فى عشاء و لا هنام خفيف؟
تبسمت تقوى:
_فى طبعاً، أنا مرضتش اتعشاء من غيرك، هروح أودى الواد لامك واحضرلك الأكل.
جاءت لتخرج أمسك يدها، التفتت له فتبسم وقال:
_هاتى العشاء هنا، برا فى أبويا و امى و ستى وكلك نظر بقى.
ضحكت تقوى :
_بس كده أنت تأمر ياهندسه.
ربت على كاتفها بعنف قليلاً:
_تسلم يامعلم، ولا أقولك ياسطا توتا؟
تألمت بدلال متعمد وقالت:
_اااى اخس عليك يا وحيد خلعت كتفى.
تنهد تنهيده طويله، عينيه تتفحص نظراتها المغويه وتعبير وجهها:
_سلامه كتفك، يلا وادى الواد لامى ومتتاخريش.
خرجت و هو يتابعها بحب واشتياق، دقائق وعادات و هى تحمل صنية الطعام، كان وحيد قد بدل ثيابه، أخذ منها الطعام، قام بوضعه على الطاوله التى تتوسط الغرفه، ثم جلس وأشار لها لتذهب وتجلس بجواره، وقبل أن تجلس، سحبها لتجلس على قدمه، وطوق خسرها تبسمت ولم تعترض وبدأت باطعامه بعد عده لقيمات قالت برقه:
_إيه رأيك، عجبك الأكل النهارده؟
حرك رأسه بنعم، مده يده و تناول المعلقه واطعمها قالت بتلذذ:
_اممم حلو اوى، بجد تسلم ايديك يا بت يا توتا، عارف امى دائماً تقول، مفيش واحده من بناتى تعرف تعمل الرز المعمر زى تقى، رأيك هى عندها حق؟
تنهد و هو ينظر لشفاتيها المكنزه المصبوغه بالحمرا وقال:
_ايوه عندها حق، بس بالك انتى اللى سماكى تقوى عشان يدلعوكى بتقى ظلمك، كان لازم يسموكى فاتن.
ضحكت بصوت أكثر ميوعه وقالت:
_اشمعنا فاتن يعنى؟
ضحك بمرح:
_هو ده عاوزه ذكاء، عشان سحرتيني وفتنتيني بجمالك، و المفروض انديكى فتنتي، ولا ضحكتك يخرب بيت دى ضحكه، بقى دى ضحكه حرم مهندس أد الدنيا؟
تحركت بدلا وطوقت رقبته بيديها:
_الله هى ضحكتى جديده عليك، ما طول عمرى بضحك كده وبعدين هى مرات المهندس المفروض متضحكش؟
حرك رأسه بايجاب:
_برا اوضتها وقدام حد غير جوزها آه، إنما لجوزها تضحك براحتها.
ضحكت بدلال أكثر، فوقف وهو يحملها قبل خدها وقال:
_بحبك يا فتنتي، بعشقك يا توتا.
ردت له القبله على خده وقالت:
_قلب توتا، أنا كمان بحبك أوى أوى أوى يا وحوح.
ضحك وحيد:
_يافصيله لازم تختميها بوحوح ماله وحيد.
ضحكت وهى تقول:
_سكر ياحبيبى، عسل يا وحويحه، مرضى كده يا هندسه ما قلتش وحوح أهو.
وحيد بنظرات خبيثه:
_بتعاندينى يا تقوى، تمام يا فتنتي.
___________ بقلمى/نرمين السعيد
وجد حسن روح حزينه على غير عادتها، جعلها ترتدى ملابس محتشمه واخذها وخرجوا.
وصلوا إلى المدينه، جلسوا بإحدى المطاعم وتناولو عشائهم.
تبسمت روح وقالت:
_شكراً يا حسن، أنا فعلاً كنت محتاجه الخروجه دى.
ابتسم ورفع يده يربت على يدها بحنو وقال:
_عارف، وعارف كمان إنى مُقصر معكِ، بس والله غصب عني، أنا عارف أن دي أكتر أجازه انشغلت عنك فيها.
جاءت لتتحدث قطع حديثهم، صوت أحد الشباب بالطاوله المحاوره لهم وهو يتحدث بنفعال وصوت مرتفع جعل جميع من بالمطعم ينظرون إليه هو والفتاه التى معه:
_خلاص بقى انتِ مش عاوزه تفهمى ليه، خلصت خلاص أنا مش عاوزك.
الفتاه بقهر وزل:
_بس أنا لسه بحبك، أنا اتحديت الدنيا كلها عشانك، اتجوزتك غصب عن الكل.
الشاب بغضب:
_وأنا مش عاوز أكمل، بعد ماهربتى معايا عاوزانى اثق فيكى ،اللى عملتيه معايا ممكن تعمليه مع غيرى.
صاحت به:
_لا مسمحلكش، انا امنتلك وصدقتك وحبيتك بس أنا الغلطانه اللى فكرتك راجل، من النهارده مش عاوزه أعرفك، أنا اللى ميشرفنيش اشتال إسم واحد زيك معندوش رجوله.
سخر منها قائلاً:
_حوشى الرجوله اللى عند اهلك، انتِ وحده....
قطعه لكمه من يد أحد الشباب، تدخل حسن وبعض الرجال من عمال المطعم والزبائن لفض الاشتباك، طرد العمال الشاب خارجاً، ركضت الفتاه إلى الخارج هاربه من نظرات الناس إليها.
قال الشاب الذى دافع عنها:
_هى الدنيا خلاص اتقل خيرها.
تبسم له حسن:
_طول ما فيها اللى زيك، الدنيا لسه بخير.
تبسم له الشاب وقال:
_شكراً، بس أنا معملتش حاجه ده واجبى مكنش ينفع أقعد اتفرج و هو بيهينها حتى لو غلطانه، مش من حقه يغلط في أهلها.
حرك حسن رأسه بموافق على حديثه، عاد الشاب إلى الطاولته، وعاد حسن إلى روح و صغيره.
روح بضيق:
_البنت غلطانه، اللى بيحب واحده بيحافظ عليها، كان لازم تفهم ده من أول موجهه له مع اهلها، أنه ميستحقهاش لأنه أختار السهل ودلوقتى جاى يلعن شرفها حسبي الله ونعم الوكيل.
وافق حسن على حديثها وقال:
_صح كلامك، بس هى لسه صغيره وطايشه، زيها بنات كتير، بيخرجوا لدنيا ومعندهمش خبره عشان يقدرو يفرقوا بين الناس.
روح بضيق:
_الصح والغلط مش محتاج خبره.
حسن بابتسامة:
_محدش عارف ظروفها، بلاش نصدر أحكام وتشيل ذنبها.
روح بحب:
_معاك حق يا حبيبى، بس إيه يخاليها تصدقه.
حسن بجديه:
_قولتلك قلية خبره، يمكن محدش فاهمها أن مش كل الناس نوايها كويسه، أغلب البنات دى بتبقى حساسه زياده مع الأفلام والمسلسلات اللى بقت تدخل أغلب البيوت وكلها قصص حب، يعنى البطل بيحب البطله وبيستناها عند المدرسه أو الجامعه وعادى تخرج معه وتسمع وتسمعه كلام حب وآخر الفيلم نهايه سعيده جواز وأطفال.
روح بجدبه:
_فين أهلهم من ده، ازاي اسيب ابنى أو بنتى المراهقه لشاشه، يتعلم منعها و هى اللى تربيه، فين دورى ك أم فين الأب من ده كله، ازاى محدش بيوعى البنات دى؟
زم حسن شفتيه بأسف:
_فى أهل بيقعوا فى نفس الغلط، بيندمجوا مع الحبكه الدراميه، وبيعاملوا الناس على أنهم زيهم، مش بيراعوا فرق الزمن، وأن الجيل غير الجيل، وللاسف كل مدا للاسوا فى أطراف كتير مشتركه فى الغلط، من أول الأم اللى موعتش بنتها، لحد الام التانيه اللى مربتش ابنها وعلمته يخاف ربنا، لحد الأب اللى محتواش بنته فطلعت تدور ع الحنان برا، وأب تانى مكلفش خاطره يعلم إبنه يعنى إيه رجوله وأن كما تدين تدان.
روح بإعجاب:
_كلامك صح جداً، طب قولى لو فعلاً البنت ضحيه وكويسه ليه عمل معها كده.
حسن ببساطه:
_عشان هو اتربى على كده، هى فكرته فارس الأحلام، زى ما بتشوف فى الافلام، أن كل بطل كاريزما، ودمه خفيف، وحفظ كلمتين حب، يبقى هو ده فتى الاحلام، وهو برده عاملها بنفس المبدأ، بس بأسلوب الحياه والقواعد، اللى بنقول أن أي بنت تخون ثقه أهلها، وتخرج مع شاب، لا وكمان تتحداهم عشانه، يبقى هي كده مش محترمه.
روح بتفكير بصوت مسموع:
_يعنى من الأساس المشكله من البيت، لو أمها عرفتها الصح، وابوها احتواها، وهو أمه فهمته دينه، وابوه قرب منه وصاحبه وعلمه يتقى ربنا فى بنات الناس، مكنش ده بقى حالهم، و لا كان هيقول عليها لمؤاخذه.
ضحك حسن:
_بظبط التربيه هى الأساس، بنشوف الناس على حسب ما أهلنا علمونا من صغرنا، و بنعاملهم بنفس المبدأ.
نظرت له و تبسمت:
_أنا اتعلمت حاجه جديده النهارده.
أشار حسن إلى مقعد الفتاه بعينه وقال:
_وهى كمان اتعلمت درس جديد، التعليم مش بالساهل وبذات تعليم الحياه لازم يسيب أثر جوانا.
أمسك يدها و أكمل:
_ هتعلمى بنتك فى المستقبل تحافظ على نفسها أكيد.
حركت رأسها بتأكيد:
_ طبعاً، وهعلمها أن مش كل الناس زى ابوها واخواتها، ولازم تكون حريصه على مشاعرها، عشان تاخد راجل زيك، مع أن انت أصلاً مفيش منك يا حسن.
رفع يدها إلى فمه وقبلها:
_ولا انتِ فى زيك يا روح قلب حسن، بحبك يا عشق حسن وروحه.
اخفضت بصرها بخجل وقالت:
_انتَ اللى عشق روح يا حسن.
ضحك بصوت منخفض وقال:
_قولى عشق روح تانى كده و ياحسن الجمله كلها.
ضحكت و هى تخفى وجهها بيدها:
_انت عشق روح يا سونسن، يلا قوم عاوزه أكل بطاطه.
وقف وحمل صغيره، وقفت وحملت حقيبتها وغادر.
حسن يسير بجوار كورنيش النيل، وروح تتمسك بزراعه جلسوا على احدا المقاعد الموضوعه أمام النيل، حسن يحمل حمد الصغير النائم و يمسك يد روح بيده الأخرى، هي تنظر إلى النيل وهو ينظر لها بحب صادق وحقيقى ومتبادل من كلايهما، بدأ يردد كلامات الحب والغزل، أما روح فتركت النيل والتفتت له تتامله وقد غاصت بخيالها تستعذب كلماته.
_______ بقلمى/برنسيسN
مرت الأيام التى تلى ذالك اليوم، وأخيراً انتهى حمد من تجهيز المنزل، الذى سيجمعه بمن يحب، عشقه الأول آمنه، التى قضت أغلب أيامها، هي وخالتها بتجوال مع مريم لشراء ما يلزمها من المهر الذى أعطاه لها حمد.
جاء اليوم الموعود، استقظ حمد متأخر هذا اليوم، بسبب سهره لوقت متأخر، لقد جفاه النوم بسبب شوقه لرؤيه شمس الصباح، كانت لهفته لصباح ذلك اليوم، تختلف عن أي يوم آخر بحياته.
نهض وحضر حقيبته، داخلت بدور ورأته فسألته:
_أنتِ مسافر يا أبو محمد؟
التفته لها حمد وقال:
_أيوه، نازل مصر لواحد صحبى عنده مكتب إستيراد، عشان يستوردلنا مكن المحلج، ممكن أغيب أسبوع أو أكتر.
لوت فامها بضيق:
_ووحيد أخوك ما يروحش ليه، هو مش أبوك مشاركك بالتلت.
حرك رأسه بايجاب:
_أيوه بس ده شغلى أنا، ما عبدالكريم جوز اختك مشاركنى هو كمان، بس زيه زى وحيد وحسن ملهمش فى الحاجات دى، الفصال والعقود القانويه محتاجه حد عنده خبره، وده مش أول محلج افتحه.
تبسمت بدور:
_طب أسكت، ميحسدش المال اللى صحابه.
نظره أمامه وقال:
_ لو هتروحى مكان فى غيابى، تبقى تعرفى أبويا، هو هيبعت حد يوصلك ويجيبك، عشان العيال متتبهدلش.
لم ترد، وهو لم ينتظر أجابه، حمل حقيبته وخرج من الغرفه، ودعى أطفاله ووعدهم بإحضار ألعاب لهم ثم غادر.
كان أخويه بنتظاره داخل سيارة وحيد، وحارس داخل سيارته لا يعرف إلى أين يأخذه حمد، تحركت السيارتين.
حارس:
_مش هتقولى رايحين على فين؟
تبسم حمد:
_باركلى، النهارده فرحى أنا و آمنه.
غصن حارس حاجبيه فاسترسل بتعجب وقال:
_فرحك أنتَ وآمنه، إزاى ده وامتا خطبتها كل ده وأنتَ مخبى عليا؟!
ضحك حمد:
_وفيها إيه، دانا معرفتش اهلى اللى من دمى، عادى متكبرش الموضوع، أنا كنت هقولك بس مرضتش اشغلك.
صاح حارس بنزعاج:
_تشغلنى إيه وبتاع إيه، هو أنا مش سرك ودراعك اليمين؟
نظره له حمد بجمود:
_ايوه، بس أنا شوفت أن ده الصح، أنت إيه مشكلتك؟
نظره حارس للجانب الآخر، تنهد حمد وقال:
_متخدش على خاطرك، وبعدين أنا عرفتك أهو وواخدك تشاركنى فرحتى، خلاص يا حارس متنكدش عليا.
نظره له حارس:
_أنت نسيت كل اللى اتفقنا عليه، رميت كلامى عرض الحائط، وتقولى صاحبى وسرى.
حمد بجديه:
_انتَ فعلاً صاحبى، وسرى، ودراعى اليمين كمان ، عشان كده هعرفك بيتى، وهتشاركنى فرحتى، وهسيبك آمين على مالى، وتكون عينى فى غيابى، أى حد نازل المركز من جماعتنا طوالى تبلغنى، وبعد الفتره اللى هاغيبها دي هتكون معيا بعد كده، أنا مش هاروح لآمنه ولا هنزل المركز، الا لما تكون متأكد أن مافيش حد من العيله، ممكن يكون هناك، ويشوفني وتحصل في الأمور أمور.
رمقه حارس بضيق وقال:
_أنتَ واخدنى دلوقتي ليه، عاوزنى أشهد ع العقد؟
تبسم حمد:
_لا انا كتبت الكتاب من أسبوع، حسن ووحيد كانوا الشهود.
انفعل حارس:
_كمان، يعنى دبثت نفسك ومفيش رجوع؟
رفع حمد أحدا حاجبيه بشك:
_تقصد إيه، هو لو مكنتش كاتب الكتاب كنت هتعمل حاجه، إيه كان ممكن تقول لابويا وتبوظ الجوازه؟
حارس برتباك:
_لا، وأنا من امتا فتشتلك سر، أنا بس كنت هقولك تراجع نفسك.
نظره حمد أمامه، وتذكر تأكيد حسن عليه بألا يخبر حارس إلا قبل الزفاف بقليل، حمد ربه أنه لم يخلف وعده لأخيه عاد ينظر لحارس:
_حطها حقله فى ودانك، اللى يازى آمنه كأنه ازانى أنا، وأنا مش بسامح أى حد بيشارك فى ازيتى سامع.
تنفس حارس بعنف:
_ماخلاص بقت مراتك، اللى حصل حصل مفيهاش رجوع طولها زى عرضها، لما نشوف اخرتها إيه، واللى هيجرلنا من تحت رأس السخام الحب اللى هوسك.
لم يعلق حمد وعاد ينظر إلى الطريق.
__ بقلم/برنسيسN
دخل منزل مريم، تقف آمنه وهى ترتدى فستان زفافها الأبيض، ما أن رأتها خالتها حتى بكت، وبكت كذالك آمنه، نظرت مريم إلى صدقتها التى جاءت لتزين العروس بتعحب.
أقترب مريم من آمنه وقالت:
_ليه بتبكى آمنه، كده ست سعده حد يبكى عروسه يوم فرحها.
مسحت سعيده دموعها و هى تقول:
_سعيده وربنا سعيده، مش عارفه إيه سعده اللى مسكهالى دى؟!
ضحكوا جميعاً حتى آمنه، اقتربت الفتاه واجلست آمنه.
قالت مريم:
_امسحى دموعك آمنه، العريس على وصول لازم تخلصى قبل مايجى ويشوفك كده.
حركت آمنه رأسها بايجاب، بدأت الفتاه بالقيام بعمل على تزين العروس، ومريم تساعدها.
حل الليل، أقبلت وفود النجوم، جاءت مواكب الكواكب، تفتحت أزاهير النجوم، نورت حدائق الجو، حضر العريس بسيارته بعد أن بدل ثيابه ببدلة العروس، داخل حمد ليحضر عروسه.
استقبله ربيع وابنه عثمان، ومعهم والد مريم وزوجها اليكس، قدموا التهانى لحمد، وهو بدوره شكرهم على كل مافعلوه لأجله هو وزوجته.
ربيع بسعاده:
_ مبروك يا عريس، خالى بالك منها.
حمد بابتسامة:
_اطمن آمنه خلاص بقت مسؤليتها كامله عليا.
عثمان:
_أمانه عليك ماتزعلها، بنت خالتى أنا عارفها حمائيه حبتين وعصبيه، بس طيبه وبنت حلال والله لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زيها.
حرك حمد رأسه بموافقه:
_معاك حق، أنا فعلاً لفيت وملقتش اطمن.
هبطت مريم، ومعها آمنه بثوب الزفاف، وخلفها خالتها وصديقه مريم، وصوت زغاريدهم قد ملأت المنزل، تقدم حمد وأمسك يد آمنه وسعادها لتهبط آخر درجه، جاءت لتكشف عن وجهها رفض حمد:
_ لا مش دلوقتى.
ضحكت مريم:
_كده كده هتشوفها وانتو بتتصورو.
تبسم حمد وعيونه على عروسه:
_انا أشوفها بس راجل غيرى لا، أنا ماكد على الكسندر مفيش راجل يطلع عندها ولا يشوفها.
قالت مريم:
_ اطمن محدش شافها غيرنا، حتى جوز ست سعده مش شافها خالص، تعالوا ندخل اوضة التصوير عشان صورة الفرح.
سعيده بتعجب:
_هو المصوراتى هيجى هنا؟
التفتت لها مريم:
_ أنا اللى هصوهم زى ما بصور شغلى، العريس جاب آمنه المكان المناسب، عامل حاسبه كل شىء، أنا متاكده أنى لو مش بعرف أصور و هو عارف كان جاب مصوره ست مخصوص، تصورها فى بيتها ولو مفيش كان لف عيون المصور بشاش عشان ميشوفش مراته ويصور باحساسه.
نظرت إلى حمد وقالت:
_الله يكون معاها آمنه، غيور أنتَ حمد هتتعب البنت معاك.
ضحك ولم ينفى ما قالت،فهو يحبها ويغار عليها، لقد فعل المستحيل لتكون حبيبته معه، يحميها بعيداً عن أعين الغرباء، يحبها ويغار عليها، أجمل أنواع الغيرة غيرة الحب، وحمد لا يغار لأنه يحب فقط، فهو يعشقها حد التملك، أنها غاليته، محبوبته ذات القلب الطيب، وصاحبة العيون السوداء، التى أسرت فؤاده، وتملكت قلبه، منذ أول لقاء مباشر لهما.
آمنه تقف بهدوء، ولكن بداخلها خوف وتوتر كبيرين، لم تشعر بهذا الشعور من قبل.
دخلوا غرفة التصوير، أوقف حمد آمنه أمامه وكشف عن وجهها، تسللت الابتسامه لوجهها تدريجياً، رفع يده لكى تلامس أصابعه خدها، وبداخله يذكر الله يخشى أن يصيبها بالعين، كان يتوقع أن تكون جميله وفاتنه.
رفع وجهها لتنظر له، وتلتقى عيونه العاشقه مع عيونها السوداء التى طالما عشقها، لم يستطيع أن يقول شىء، اختفاء من رأسه كل الكلام الذى حضره مسبقاً، واى كلام يمكنه ان يصف تلك الجميله، التى تقف أمامه بثوبها الحرير، الذى أظهر منحنيات جسدها الرشيق، ما أن اذلت مريم تلك الطرحه، المصنوعه من عددت طبقات من التل الابيض، المطرز كى تخفى فستانها الحرير المجسم أسفلها، ساعدها حمد بتعديل طرحتها البيضاء التى كانت من الحرير أيضاً وعلى أطرافها تطريز
على شكل ورد.
قالت مريم:
_حط إيدك على وسطها حمد وبص على الكاميرا، وانتَ آمنه حطى أيد على رقابته وأيد على صدره، فوق قلبه تمام.
لم يتردد حمد وضمها إليه، ارتجفت بين يديه فبتسم وهمس لها:
_ما لك، متخفيش مش هاكلك دى صوره لذكره، ابتسمى يلا.
طوقت رقبته بيدها، والأخرى وضعتها فوق قلبه، رفع يده ووضعها على يدها، وهو ينظر إليها بحب، تبسمت بتوتر ممزوج بالخجل والفرحه.
أجل سعيده بقربه، سعيده بالحب الظاهر داخل عينيه لها، تذكرت الأيام التى بكت بها، واليالى الطويله التى نامت ودموعها تبلل وسادتها، قررت أن تسرق من الدنيا ولو لحظات لتسعد نفسها، كفاها ألم وبكاء، ليست السعادة أن لا تمر بالآلام، وأن لا تواجه الصعاب، بل السعادة أن تحفظ على رباطة جأشك وهدوء أعصابك، وتفاؤل قلبك وأنت تواجه الصعاب والآلام، وتنتظر عوض الله و كرمه عليك.
شدد حمد فى ضمته لها، يرى بقربها السعاده التى طالما حرم منها، إن السعادة لا يصنعها الطعام وحده، ولا الثياب الثمينة، ولا الزهو والحسد، وإنما يصنعها حب لا نهاية له.
انتهت مريم من التقاط الصور، داخلت سعيده، التقطت لها مريم صوره معهم، ثم ساعدو آمنه على ارتداء طرحتها، التى تغطيها من رأسها إلى قدمها، أخذها حمد للخارج.
فتح لها وحيد باب السياره، ساعدها حمد على الصعود، قاد حسن سيارة أخيه وبجواره حارس وبالخلف حمد مع آمنه.
أخذ وحيد ربيع وزجته وابنه معه بسيارته، لحقت بهم مريم مع زوجها بسيارتهم ومعها أبيها وصديقتها.
ما أن وصلوا، حتى تفاجات آمنه بزفة كبيره بنتظارها، ساعدتها مريم على الهبوط، أمسك حمد يدها و دخلوا المنزل وخلفهم الزفه.
أخذ وحيد حمد ليرقص معه، وأنضم لهم حسن وعثمان.
وحيد لحسن:
_ارقص ياخويا ارقص، يمكن تكون آخر راقصه، والحج محمد الباسل يكسحنا بعدها.
ضرب حسن أخيه وهو يضحك، ضم الحج عبدالمقصود حمد وبارك له، أخذت مريم العروس للأعلى، كانت الحاجه إحسان بنتظارهم، واستقبلت العروس هى ونساء الجيران بالزغاريد.
اجلست مريم آمنه، ثم كشفت عن وجهها لتراها جميع النساء، غطت الحاجه إحسان وجهها وهى تقول:
_الله أكبر، سمى ياختى منك ليها وكبرو، يا زين ماخترت ياحمد يابنى.
ضمت آمنه وقالت:
_نورتى بيتك يا حبيبتى، أنا الحاجه إحسان ومن النهارده تعتبرينى زى أمك، أى حاجه تحتاجيها أنا موجوده، يكفيكم شر العين، كبرى يا وليه منك ليها، قل اعوذ برب الفلق، قل اعوذ برب الناس، أحفظ يا رب وعديها على خير.
ذهبت إلى شقتها، دقائق وعادات، ومعها مبخره، وبدأت بتبخير آمنه، ثم المنزل أغلقت غرفة النوم، ورفضت أن يدخلها أحد، حتى مريم التى تعحبت من تصرفات تلك المرأة العجوز.
انتهت الزفه بعد ساعتين تقريباً، صعد حمد وأخواته ومعهم حارس وربيع وعثمان والحاج عبدالمقصود.
كانت النساء قد غدرو عدا المقربين، أعطت الحاجه إحسان مفتاح الغرفه ل حمد، ثم غادرت هى و زوجها.
حارس يتطلع لآمنه بضيق، لم يلاحظه غير حسن الذى بالأساس لا يتقبل وجوده.
قال الكسندر زوج مريم:
_نستاذن إحنا، مبروك يا عريس مبروك يا عروسه.
حركت آمنه رأسها دون أن ترد، تبسم حمد واوصلهم إلى الباب، نظره ربيع إلى زوجته.
قال ربيع :
_يلا يا أم عثمان، السوق اللى هيوصلنا مستنى تحت بقاله ساعه.
أقترب سعيده من آمنه، ضمتها آمنه وهمست لها:
_متخفيش عليا، هبقى كويسه أن شاء الله، أنا خلاص بقيت فى بيت جوزى.
ربتت سعيده على ظهرها بحنو:
_عارفاكى عقله، صونى جوزك، اطبعى بطبعه ريحيه وبلاش عند معه، ابدئي بالحلو، ومهما حصل امتصى غضبه يا بالسكات يا بالطاعة، جوزك بيحبك، عيشى تحت ظله، عاوزاكى تبقى ساكنه اللى يهرب من الدنيا ليه فهمه كلامى يا آمنه، عششى يا ضنايا، اسكنى قلبه وعقله، تبتى رجليكى فى بيتك، من النهارده هو أهلك وناسك، هو ابقالك منى هو سترك وغطاكى، فاهمه يا قلب أمك.
بكت آمنه:
_اطمنى، أنا من النهارده مليش غير جوزى وبيتى، بس انتِ كمان خالتى، يعنى امى متقطعيش بيا، غيبى واسالى، منين ما ظروفك تسمحلك تعالى شوفينى، متسبنيش مقطوعه ياما.
ضمتها سعيده بحب وقالت بصوت باكى:
_متخفيش يا حبيبتى، بكره بعد العصر هيجيلك، وكل أسبوع أو عشر أيام بالكتير، هبقى اجى اطمن واشوفك لو محتاجه حاجه.
عثمان بنعاس:
_يلا ياما هنتاخر كده.
ابتعدت سعيده عن آمنه، غادرت معهم والقلق ينهش قلبها، تخشى من أن تكون قد ظلمت آمنه بذالك الزواج، رغم محاولات ربيع لكى يطمانها إلى أن بداخلها قلق لا تعرف سببه.
نظره حمد لاخويه، وحارس وقال:
_ماتقعدو واقفين ليه؟
جاء حارس ليجلس، امسكه وحيد ومنعه:
_هتعمل إيه، يلا دول عرسان، ابقى اضايف بعيدين، ميصحش نتقل عليهم فى ليليه زى دى.
حارس :
_نتقل إيه ونخفف إيه، أنا تعبان من الرقص تحت، سبونى أرتاح شويه ركبى بتنقح عليا.
حسن بضيق:
_وماله ليه لا، بالمره العروسه تسخنلك حبة ميه وتحطلك فيهم ملح.
ضحك وحيد:
_لا هو يدخل يريح لصبح.
ضحك حارس:
_لا مش لدرجادى، أنا مش قليل الزوق، يلا تمشى مبروك يا عريس.
تبسم حمد:
_الله يبارك فيك يا حارس عقبالك.
قال حارس بضحك:
_مين هترضى بشايب زىى، لا قصره مبروك يا آم
قطعه حسن:
_الست آمنه مش هترد، جوزها منعها ترد علي رجاله، يلا بقى هنتاخر.
حارس بمزاح:
_خلاص نازل، ما لك النهارده مستعجل عشان ترجع لمراتك؟
لم يرد عليه حسن ونظره إلى حمد:
_لو عوزت حاجه كلمنى.
حرك حمد رأسه بموافقه، تحدث حسن دون النظر لآمنه:
_مبروك يا مرات أخويا.
ردت آمنه بصوت منخفض:
_الله يبارك فيك.
وحيد بصوت مرح و ابتسامه جميله مثل شخصيته و روحه:
_مبروك يا كبير، مبروك يا عروسة الغالى.
آمنه:
_الله يبارك فيك.
ضم حمد أخويه:
_شكراً على وقفتكم معايا.
وحيد بضحك:
_متشكرنيش، يمكن قريب اطلبك فى وقفه زي دى.
ضحك أخويه، قال حسن:
_طب لما نروح هقول لتقوى.
حمد بمزاح:
_اعملها وكلمنى وأنا هاجى أشهد أنه قال كده.
ضحك وحيد:
_ده لو رديت عليه أصلاً، يلا يابنى الراجل هيتنام و هو وقف.
حارس:
_لا خد راحتك، هزرو و باركوا مش قولت العروسه مش بتكلم رجاله.
حسن بثبات:
_ ايوه بس ده الأغراب، احنا اخوات جوزها، يعنى أخواتها، سمعه يا مرات اخويا اى وقت يزعلك...
قطعه وحيد:
_صالحيه ده الكبير، هنعمله إيه يعنى ما يقدر ع القدر اللى ربنا، يلا يا حارس.
هبط حارس و خلفه وحيد، ومن بعدهم حسن، اغلق حمد الباب.
التفته إلى آمنه و تبسم، أقترب ونزع الطرحه التى تغطيها، ضمها إليه ثم رفع يده وإزال الطرحه الحرير التى تغطى شعرها، ليرى لأول مره شعرها البنى الناعم، ينسدل على ظهرها، مثل نهر من الشكولاته.
نظره لها يتأملها دون حجاب، لمعت عينيه بسعاده وحب، مده يده يرفع وجهها لتنظر له.
حمد بصوت رجولى ملئ بالعشق والسعاده:
_حولت اتخيل شكلك هيكون ازاي النهارده، بس فوقتى كل توقعاتى، انتِ طلعتى حلوه أوى يا آمنه.
اخفضت رأسها، فجعلها تنظر له مره آخرى، رفع كف يده عن خصرها، ليلامس شعرها، قبلها، قبله طويله علي جبينها، ثم هبط بشفاتيه يقبل خدها، وانفاسه تداعب بشرتها، ارتجفت بين يديه ويتبع.
رأيكم وتحياتى ملكة الفصلان البرنسيسه.😁😂
#نيران_الغيرة #عشق_و_إمتلاك #برنسيسN
#نرمين_السعيد تفااااااااااااعل🌹
