الفصل الخامس من رواية نيران الغيرة

الفصل الخامس من رواية نيران الغيرة لنرمين السعيد 


البارت_الخامس

#نيران_الغيره (عشق و إمتلاك)

#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)

أثنى المصطفى صلى الله عليه وسلم على الرفق وبالغ فيه". «من أُعْطِيَ حَظَّهُ من الرِّفْقِ فقد أُعْطِيَ حَظَّهُ من الخيرِ، ومن حُرِمَ حَظَّهُ من الرِّفْقِ فقد حُرِمَ حَظَّهُ من الخيرِ» (رواه الترمذي)

__________________ #برنسيسN

                                 "الرِّفقَ"

                             ________

داخل منزل الضيوف الخاص بالحج محمد الباسل،  يجلس هو و أبنائه الثلاثه و أحفاده.


الحج محمد يجلس و أمامه أحفاده يتلون ما حفظوا من القرآن الكريم و هو يكفئهم بالحلوه و كان أكثرهم حفظ و إيجاده دون أخطاء محمد ابن حمد الذي صفق له جده و أعمامه تشجيعاً له ف هو أتم حفظ الجزء العاشر بوقت قصير أخرج الجد ورقة نقديه عباره عن جنيه و أعطها ل محمد فرح الصبي و انحني و أمسك يد جده و قبلها،  ثم ركض إلى والده و قال بحماس و فرحه:

_شوف يابا جدي اداني جنيه.


انتبه حمد من شروده :

_ليه ؟


محمد بسعاده :

_عشان سمعتله الجزء العاشر من القرآن و متلغبطش

و لا مره أنت مكنتش سمعني؟


تبسم حمد :

_لا ازاي كنت سمعك بس شرد في الآخر شويه. 


وضع يده بجيبه أخرج عمله معدنيه بقيمة 

خمس قروش و قال:

_خد ده اصرفه و روح ادي لامك الجنيه و قولها إنه من سيدك ليك.


أخذ محمد الخمس قروش (الشلن)و ذادت سعادته :

_ربنا يخاليك ليا يابا .


القي الصبي نفسه بين أحضان والده تبسم حمد بحب وعانقه صغيره، نهض محمد و أخذ أخواته و أبناء أعمامه و توجها إلى منزل جده حيث توجد والدته مع جدته شربات و زوجات أعمامه 


ناده وحيد على محمد :

_ أمسك أيد جميله يا محمد خالي بالك حاكم دي بتمشي تقع من نفسها .


رد محمد من الخارج و قد حمل ابنة عمه ذات

الثلاث أعوام :

_ متخفش يا عمي أنا شايلها .


وقف الحج محمد : 

_ هروح اشوفهم خلصوا الغداء و لا لسه و هبعتلكم

خبر مع محمد و لا أحمد.


وقف وحيد و أوصل والده إلى الباب و ساعده بهبوط الدرج الصغير .


أقترب حسن من حمد :

_ مالك يا حمد، إيه اللي مقدرك و مخاليك قاعد 

و مخك مش معاك ؟


عاد حمد بظهره للخلف و تنهد :

_مخنوق يا حسن تعبت من التفكير ياريت العقل كان بفيشه كنت شيلتها و ارتحت شويه.


عاد إليهم وحيد و قد سمع ما قاله أخيه فقال و هو يجلس و يبتسم :

_هون على نفسك ياخويا محدش واخد منها حاجه

هم الشغل سيبه لوقت الشغل .


نظره له حمد :

_و هم البيت اسيبه في البيت طب ماهو كده مفيش راحه أنا من الشغل للبيت .


وحيد بحيره :

_و الله ما عارفه أقولك إيه، ما تسافر يومين أنزل 

مصر شوف صحابك اللي هناك .


تحدث حسن بجديه :

_ مش حل، هيفضل يهرب لحد امتا و سايب المشكله الأساسية، أنت كده عملت زي دكتور خايب راحله  مريض تعبان و جايب آخره ف بدل ما يكتبله علاج 

كتبله مسكن و كل ما المريض يشتكي يديله مسكن 

و يرتاح و يرجع يتعب ف تدي مسكن و العله مبترحش لأنك مجربتش تعالجها أنت بس بتسكنه مع أن الصح تعالج و تريحه من العذاب.


رفع وحيد يده و بدأ يتحسس ذقته بأصبعه و ينظر للفراغ بتفكير نظره إلى حسن :

_ كده مفيش غير حل واحد .


سأله حمد باهتمام :

_ اللي هو إيه لايمني عليه اخوك جايب آخره.


تبسم وحيد :

_ لا بسيطه بُص يا سيدي أنا هقوم اولع الرقيه و اعملكم شوية شاي تشربوهم و تعدلوا دماغكم 

و تفكرو في حل إيه رأيك؟


فتح حمد فمه ببلاها أما حسن ف التفته و أخذ وساده كبيره من خلفه و قذفها بوجهه وحيد بقوه ليقع من فوق الاريكه و يتألم بصوت مرتفع :

_اااه يا عمومي الفقرى، أنا غلطان إني بفكر معاكم.


ضحك حمد و حسن الذي وقف و أخذ الوساده 

ليعود و يضربه و لكن وحيد كان أسرع منه و نهض

و ركض منه و هو يقول :

_و ربنا لاقول لأمك يا حسن أنك كسرة ظهري خساره فيكم افكارى.


حسن بضحك :

_أفكار إيه يا أبو أفكار بقي ساعه بتفكر و في الآخر تقول هعملكم شاي عايز تجلطنا؟


أمسك حمد و اجلسه :

_ خلاص أقعد. 


لم يكف وحيد عن استفزاز حسن و حمد يضحك

و يحاول السيطره على حسن.

_______________ #بقلمي_برنسيسN

بعد وقت من المزاح، أرسل إليهم والدهم فذهبوا إليه

كانت العزيمه بمناسبه عودة حسن، أراد الأب جمعهم

حول مائده واحده.


داخل الثلاث شباب إلى غرفة جدتهم، الحجه شربات تجلس بجوارها و تطعمها بيدها و الحج محمد يجلس على الأريكة المقابله و يحمل حفيده الرضيع "جمال" إبن وحيد .


بالخارج تقوم كل من بدور و روح و تقوى بوضع الطعام على المائده الكبيره (طبليه بشكل مستطيل)،

لفت نظر بدور العقد الكبيره الذي يزين صدر تقوى فسألتها :

_ جيبه الكردان ده منين يا تقوى


تبسمت تقوى لتظر غمازتيها و قالت :

_وحيد اللي جايبه، إيه رأيك حلو؟


لوت بدور فامها بلامباله رغم ان العقد إعجابها ولكن شعرت بالغيره ف وحيد لا يكف عن إحضار الهدايه لتقوى بمناسبه أو دون مناسبه.


انتبهت روح لضيق تقوى من عدم رد بدور عليها

و تجاهلها ف تبسمت لتزيل الحرج عن تقوى

و قالت:  

_جميل يا تقى يعيش و يجبلك و تعيشي و تلبسي


تبسمت تقوى و قالت :

_يا رب و يقومك بسلامه و الله يا روح انتِ مفيش أطيب منك و لا مره حسيت أنك سلفتي و بحبك

زي اختى مغفره تمام.


ربتت روح على كاتفها :

_من القلب للقلب، أنا كمان بحبك (التفتت لها بدور فقالت روح سريعاً)و بحب بدور انتو الاتنين اخواتي.


بدور بضيق:

_لسه فكره لا فيكي الخير، كملوا حب في بعض و اعتبروني مش موجوده


ضحكت تقوى وقالت بتلقائية:

_ لا ياختي أنا محبش في حد غير سي البشمهندس وحوح جوزي حبيبي.


ضحكت روح :

_ يا بت اتلمي مش مرات عمي قالتلك معتيش تقولي وحوح إسمه وحيد.


تقوى بدلع :

_لا هو وحوح وحيد ده ل الناس كلها أما وحوح ده ليا

أنا و بس .


رمقتها بدور بستنكار :

_إيه الدلع الماسخ ده، عيب انتِ مبقتيش صغيره

الدلع و المياصه دي هناك في دار ابوكي إنما هنا في دار عمي محمد مبيحبوش كده زي دارنا تمام رجاله و ميعجبهمش الحال المايل.


تقوى بغصب:

_تقصدي إيه بكلامك ده يا بدور؟ 


تحدثت روح وحاولت تدارك الأمر كى لا تحدث مشاجره :

_متقصدش حاجه يلا عشان الأكل هيبرد و مرات 

عمي هتزعق.


دفعت روح تقوى للخارج ثم خرجت خلفها،

جلس الجميع حول الطاولة الحج محمد و بجواره الحجه شربات زوجته و بجواره حمد و حسن و وحيد و أمامهم زوجاتهم و الأحفاد بآخر المائده 


الحج محمد بابتسامة :

_ فعلاً المه حلوه يا ولاد ربنا ما يحرمنا من لمتنا 


الجميع بنفس الوقت: 

_يا رب.


الحجه شربات:

_لو توحيده معانا كانت فعلاً كملت المه.


تبسم حسن :

:و لا تزعلي نفسك الأسبوع الجاي نتجمع تاني بس عندي و هكلم صادق قبلها يعمل حسابه يبعت لواحده من أخواته تيجي تقعد ب أمه.


الحجه شربات ب محبه:

_تسلم و تعيش، مجتش من أبوك و لا أخوك اللي كل يوم عندها مفيش حد بيهمه زعلي و فرحي غيرك .


تقوى بعفويه :

_خلاص يا مرات عمي متزعليش هو أكيد نسى

غصب عنه صح يا وحو..


قطعت الكلمه و لم تكملها كي لا تغضب زوجة عمها فتبسمت بدور بمكر و قالت:

_قطمتي الكلام ليه، ما تكملي و تقولي كنتي

هتقوليله إيه مع أن روح قالتلك أن مرات عمي 

بتزعل لما بتقوليله يا وحوح .


ضحك الحج محمد و حمد و حسن و أحرج وحيد

و لكن لم يغضب. 


حسن بضحك:

_وحوح!طلعت وحوح؟ 


حمد بمزاح :

_ فرصتك يا حسن رد اللي عمله فيك من شويه و هات منادي يلف البلد و يقولهم أن وحيد ابن الحج محمد طلع وحوح .


ضحك وحيد و ضم رأسه بيديه:

_يا فضحتك وسط الخلق يا وحيد، هيجرسوك

يا حزين و يجيبوا منادي يقول أن الباشمهندس وحيد ابن الحج محمد الباسل و الحجه شربات طلع وحوح عجبك كده يا ست توتا ؟


الحج محمد بضحك :

_توتا و وحوح و الله ما انتو نافعين.


توترت تقوى بسبب نظرات حماتها الغاضبه فقالت :

_و الله طلعت غصب عني .


بدور بدهشه مصطنعه :

_ غصب عنك إزاي دانتي مبطلتيش تقوليها جوه 

حتي الكردان اللي في صدرك يشهد .


تبسمت تقوى لأنها فهمت غيره بدور :

_أيوه حصل بس مبقلهاش قدام أمي شربات عشان 

بتضيقها و أنا ميهنش عليا زعلها ابداً .


مدة يدها و أمسكت يد حماتها و قبلتها ف تبسمت الحجه شربات بضحكه وقالت:

_آه منك انتي بتعرفي تضحكي عليا بحبتين البكش بتوعك .


ضحكت تقوى بصوت منخفض: 

_يوه ياما انتِ كده ديماً فهماني صح .


ضحك الجميع إلا بدور، اكملوا طعامهم ثم نهض الرجال و غسلوا ايديهم و ذهبوا إلى غرفة الجده

لتناول الشاي معها.


جمعت النساء الأطباق و نظفوا المكان ثم اخذوا الشاي و الفاكهه إلى غرفة الجده .


صوت ضحكاتهم يملأ الغرفه، و لم تكف تقوى عن المزاح مع الجده و حماتها و زوجها يشاركها المزاح و يظهر مدا تفاهمهم و تشابه شخصياتهم المرحه .


لاحظ حمد ضيق بدور فقترب و همس لها :

_مالك مبتضحكيش ليه؟


تنفست بضيق و قالت من بين أسنانها:

_كفايه أنت بتضحك، قوم روحني .


وقفت، فقوقف حمد نظرت لهم الجده :

_ على فين ما تقعدو معانا كمان شويه .


جات لترد بدور قاطعها حمد خوفاً من أن تقول 

شىء يزعج جدته :

_بدور تعبانه مبقتش بتقدر تقعد كتير عشان بطنها.


ودعهم و أخذ أولاده و غادروا، أوصلها للمنزل 

و ذهب إلى أرضه.

_______________ #بقلمي_برنسيسN

مرت ثلاث أيام دون جديد، الحال كما هو حمد

أغلب وقته يباشر عمله و لا يعود للمنزل غير 

وقت الغداء ليقضي بعض الوقت مع صغاره 

ثم يعود لعمله و لا يعود إلا بوقت متأخر لتجنب الحديث مع بدور الا بحدود،  حتى آمنه منع نفسه من الذهاب لرؤيتها ك عادته فقط ذهب و قدم واجب العزاء لولدها و اكتفي ب إرسال نقود مع حارس حين علم بمرض غريب من "زوج سعيده" حينما قابله بالمسجد و سأله عنه.


داخل منزل غريب، تجلس آمنه بجوار والدها الذي يعاني من إرتفاع درجة حرارة و تقوم بعمل كمادات له،

تأملت وجهه الزبل هبطت دموعها و أمسكت يده تقابلها وتقول:

_سلامتك يابا يا رب كنت أنا و أنت لأ.


نظره لها والدها و قال بصوت مرهق:

_متدعيش على نفسك، آمنه.


ردت بالهفه:

_اامرني يابا عاوز إيه اجبلك تأكل أنت محطتش

لقمه في بوقك من امبارح.


حرك رأسه برفض:

_لا مش عاوز أكل، أنا عاوزك تخلي بالك من نفسك .


قلقت آمنه:

_أنت بتقول الكلام ده ليه يابا؟


و قبل أن يرد طرق أحدهم الباب ذهبت لترا من الطارق وجدته صالح :

_سلام عليكم، عامله إيه يا آمنه، قلبي عندك الخاله زبيده كانت غاليه ع الكل أنا زعلت عليها زي ما تكون خالتي بصحيح.


آمنه بضيق_

_خير يا صالح عاوز إيه؟


صالح بحرج :

_خير أن شاء الله أنا كنت جاي اطمن على عم غريب

و جايبله الفاكهه دي و أدويه علشان حرارته تنزل .


نظرت إلى الحقائب ثم نظرت له _

_شكراً خد فاكهتك و علاجك و روح، احنا مش محتاجين حاجه من حد و لو حصل و احتاجنا 

ف الحد ده مش هيكون أنت يا صالح .


صالح بلوم :

_ليه بس يا آمنه، أنا عارف أنك زعلانه من اللي امى عاملته بس أنا مليش ذنب.


آمنه بحده :

_ليك ذنب أو ملكش اتفضل أمشي و متجيش 

هنا تاني إحنا اللي فينا مكفينا .


جاءت خالتها سعيده :

_العواف عليكم، في إيه يا آمنه؟ 


ردت آمنه:

_مفيش يا خالتي ادخلي .


داخلت سعيده، جاء صالح ليتحدث قاطعته آمنه 

حين أغلقت باب المنزل بوجهه سمعها تتحدث 

مع خالتها: 

_انا مش عارفه ده جاي ليه مش كفايه اللي أمه

عملته عاوز مني إيه؟!


سعيده بحكمه :

_اللي عملتيه ده عيب الراجل شاريكي و باقي عليكي.


آمنه بغضب :

_و أنا مش عازوه يغور من وش أمه، انا مش ناقصه 

هم عشان ابلي نفسي ب حما زي فاطمه و صالح ده لو آخر راجل مش هوافق عليه. 


سعيده :

_ليه يا آمنه الجدع مبتعيبش محترم و متوظف و ما شاء الله طول بعرض و ألف بت تتمناه.


آمنه بنفعال:

_انا بقي مش من الألف دول و مش هتجوزه لو حصل

إيه أنا من الأساس لا عاوزه و لا بطيقه .


سعيده بغيظ :

_ليه ماله فيه إيه يتعيب لو على أمه محلوله هيجبلك دار لواحدك .


آمنه بعناد :

_بردو لا لا لا صالح لا و اقفلي ع السيره الزفت دي .


وضع صالح الأغراض أمام الباب و غادر دون أي رد فعل، فماذا يفعل لقد أغلقت جميع الطرق للوصول إليها و رغم حبه لها إلا أنه شعر بالإهانة و قرر أن ينساها.

______________ #بقلمي_برنسيسN

عاد حمد إلى منزله، بدور تجلس مع أم شبل القى التحيه  و داخل إلى غرفته وقفت أمام شبل و ذهبت إلى المطبخ لتحضر له الغداء.


خرج حمد و قال :

_ تعالي حضريلي الشنطه بتاعتي عشان مسافر. 


بدور :

_حاضر ام شبل هتحضرلك الغداء و تدخل تحضرها.


حمد بحده :

_أم شبل تحضرها ليه هي مراتي و لا انتي قومــي.


عاد لغرفه وقفت و لحقت به، جلس فوق الفراش

داخلت و أخرجت الحقيبه و نظرت له .


بدور :

_احطلك فيها إيه؟


نظره لها حمد :

_مش هتساليني رايح فين و لا هتغيب أد إيه؟ 


بدور بتعجب :

_من امتا و أنا بسالك رايح فين و لا ليه؟


تبسم بحزن:

_أيوه صح انتِ كل فين و فين لو سألتِ مره، بس ليه مبتساليش هو غيابي مبيفرقش معاكي؟


تبسمت بدور :

_لا بيفرق و أنا كنت هسالك بس و إحنا بنتغدا ها احطلك إيه؟ 


وقف حمد و أخذ الحقيبه و القاها أرضاً :

_متحطيش حاجه روحي كملي قعدتك مع أم شبل

و مش عايز أكل .


غضبت بدور :

_جرا إيه يا حمد أنت جاي و ناوي على خناقه

أنا عملتك إيه؟


صاح بنفعال :

_معملتيش و ده اللي معصبني، و لا مره حسيت أنك مهتمه بيا و لا مره سألتِ مسافر فين أو هترجع امتا و لو صدفه سألتِ يبقي علشان عاوزه حاجه اجبهالك و أنا راجع.


أخذت الحقيبه و القاتها داخل الخزانه :

_دي مبقتش عيشه كل يوم خناق و مشاكل هو في كده في الدنيا ؟!


زفر حمد بضيق و قال :

_فعلاً مفيش، حولت معاكي كتير و انتِ زي مانتِ

لا بتحاولي تتغيري و لا تفهمي أنا عاوز إيه و لا

أنا فهمك و لا عارفين نشوف حل وسط.


رفعت أحدا حاجبيها و قالت بستنكار:

_حل إيه، أنت عامل مشكله ليه ما إحنا عايشين أهو 

و تمام أنت شايف شغلك و أرضك و أنا مع العيال 

في البيت، فين المشكله بقي اللي معقداك و عايزلها حل؟


جلس حمد فوق الفراش و ظل صامت لوقت ليس بالقليل لدرجة ان بدور ذهبت و جلست بجواره و هي تنظر له بملل نفذ صبرها فقالت :

_ها و اخرتها هنقضي النهار كله كده تبُصلي و ابُصلك؟ 


رمش حمد و نظره للباب ثم نظره لها :

_هو إيه الجواز من وجهة نظرك يا بدور 


لوت فامها و تبسمت :

_إيه السوال ده يعني مش فاهمه لازمته إيه

و بتساله ليه؟


حمد بحده :

_مترديش سؤالي ب سوال و ردي عليا.


رمقته بغضب و قالت :

_الجواز راجل اللي هو أنت تشتغل و تجبلنا طالبتنا

و تأمن مستقابلنا، و ست اللي هي أنا تحمل و تولد

و تجيب العيال اللي مرزوعين في الأوضه التانيه

و اللي في بطني ده كمان. 


لم يرد أو يبدي أي ردت فعل على إجابتها عاد ل الصمت و بعد ما يقارب دقيقه قال :

_انتِ و لا مره جيتي قولتيلي أنك عايزه تحملي دايماً بعرف بعد ما تحملي و اتفاجاء أنك شيلتي الوسيله و حملتي، ده بقي تقصير مني إني مش مهتم بيكي و لا انتِ أصلا مش همك رايي و أن كنت عاوزك تحملي أو لا ؟


وقفت و هي تضرب كفيها ببعضهما :

_لا أنت النهارده فيك حاجه إيه كل الاسئلة دي وبعدين هو أنا محتاجه اخد أذنك عشان أحمل أو أنك تطلب مني أومال انت متجوزني ليه؟


وقف حمد :

_مش متجوز ارنيه تحمل و تولد و بعدين في حاجات مهمه غير اني اشتغل و اجبلكم فلوس و غير أنك تحملي و تجبيلي عيال .


وضعت يديها أمام صدرها و ابتسمت ببرد و قالت :

_زي إيه يا حمد؟ اشجيني.


تجاهل حمد برودها و سخريتها و رد على سؤالها:

_زي الحب يا بدور ،اني احبك و تحبيني و نقولها لبعض. 


ضحكت و كلما تنظر له تزداد ضحكتها جلست و قالت و هي لا تزل تضحك:

أنت واعي للي بتقوله يا حمد، هو إحنا لسه عيال 

ع الحب و الكلام الفارغ ده.


توقفت عن الضحك و قالت :

_الحب ده بتاع الفقراء اللى محلتهمش حاجه يدوها لبعض ف الواحد من دول بيفضل يدحلب للبت و يسمعها فكلام حب و غزل علشان تقف قدام أبوها

و تقول يا هو يا بلاش و بعدين مين قال إني مش بحبك ؟


جلس حمد :

_محدش قال بس انتِ كمان مقولتيش أنك بتحبيني.


اقتربت و وضعت يدها علي كاتفه و اليد الأخرى تتحرك أمام عينه و هي ممتلئة الأساور و من كثرت عددهم كان صوتهم يملأ الغرفه كلما حركت يدها وقالت: 

_إزاي محبكش و أنت جوزي أبو عيالي اللي مش حرمني من حاجه.


رمقها بتعجب:

_لو كنت واخدك فقيره يمكن كان كلامك ريحني و عجبني بس لا انتِ طول عمرك بنت عز .


تبسمت و قالت بفخر :

_طبعاً بنت عز و طالعه من بيت كله خير و روحت بيت عز و خير، بنت كابر و اتجوزت ابن عمي الاكابرى ابن كابر.


تبسم حمد بحزن :

_اممم فهمتك يا أم العيال انتِ بنت عز و اتجوزتي في بيت عز و أنا بنسبالك وسيله تزود المال و انتِ تجيلي عيال و يستمر نسل ولاد الأكابر، مش مهم الحب مش مهم أنا عاوزك و لا لا مرتاح معاكي و لا لا،  المهم أنك تقعدي وسط حريم العيله الأكابر و انتِ رأسك برأسهم طب افرضي حبيت اتجوز و حقي هتعملي إيه؟


ضحكت بدور: 

_مين هيديك بنته إحنا عيله في بعض و محدش هيوفق أن بنته تدخل على دره و في الأساس كله بالميزان و لا نسيت أن كل بت مكتوبه للي هتكون ليه و حتى لو لقيت ارمله و أهلها وفقوا، أنا بقي مش هسمحلك تعملها و تجبلي واحده تتقاسم معايا أنا و ولادي فيك و في مالك، انسي يا حمد و لو كنت عامل الحوار ده كله عشان تجوز ف على جثتي لو حصل يبقي اللي هتخدك هتاخدك بالجلابيه اللي عليك و هتتنازل عن كل ما تملك بإسم ولادي و أنسي أن ليك عيال، مش بدور بنت عماره الباسل و لا أخت سند الباسل اللي على آخر الزمن اللي تدخل عليها مره تانيه تعمل رأسها ب رأسي، أحمد ربنا أنت معاك ست ألف مين يتمنها أصل و عيله و أنت عارفه كويس و مال و جمال و ولاده كل تلت سنين بجبلك عيل يعني بفطم واحد بحمل في التاني ست كامله مكمله.


رمقها حمد بجمود و قال: 

_محدش كامل لازم فيكي حاجات ناقصه و أنا كمان

و كل البشر كده بس عارفه بعد غرورك و كبريائك 

و نظرتك السطحيه و الماديه لكل حاجه و قلة العقل اللي عندك اللي شيلته و حطيتي مكانه شوية الدهب اللي في إيدك تخاليكي في نظرى متسويش صفر في سوق الحريم، لا مش كده بس دانتِ صفر بين الناس كلها، الحب مش للي معندهمش فلوس بس لا دول لو بيحبوا و مرتاحين ف هما أغني مني ومنك، الفقير فقير إهتمام فقير حب فقير إحترام وتقدير فقير حنيه فقير خوف من ربنا، الفقير هو اللي معندوش اي حاجه غير الفلوس و بيقيم الناس بإسم العيله و الأملاك اللي عندهم زيك كده بظبط، انتِ فقيره معندكيش حاجه و معيشاني في حرمان. 


يتبع #نيران_الغيرة (عشق و إمتلاك)

بقلمي #نرمين_السعيد #برنسيسN

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.