الفصل الخامس عشر من رواية نيران الغيرة

 الفصل الخامس عشر من رواية نيران الغيرة 


البارت_الثالث عشر

#نيران_الغيرة (عشق و إمتلاك) 

#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)

جاء في الحديث الذي رواه سعد بن أبي وقاص عن الرسول صلى الله عليه وسلم :[سعادةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ، وشقاوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ فمِن سعادةِ ابنِ آدمَ : الزوجةُ الصالحةُ، و المَركَبُ الصالِحُ، و المَسكَنُ الواسعُ، و شقوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ : المَسكَنُ السوءُ، و المرأةُ السوءُ، و المَركَبُ السوءُ]. 

_______________ #نيران_الغيرة

                        "قلوب هائمه"

            

ارتجفت بين يديه، تبسم حمد وجعلها تنظر له، ضمه وجهها بين كفيه، تحدث بصوت حنون وقال:

_خايفه من إيه، يلا عشان تغيرى الفستان، هنصلى وبعدها نتعشى، فى كلام عاوز اقولهولك، ده لو حبيبتى تسمح.


تبسمت، واخفضت بصرها بخجل، أمسك يدها وسار بها نحو غرفتهم، فتح الغرفه وداخل وهي خلفه، التفته لها وبدون مقدمات ضمها.


انتفضت وقالت بخوف:

_إيه يا حمد، مش قولت هنصلى الأول، وأن عندك كلام، أبعد يلا.


ضحك حمد، أبتعد وهو يقول:

_ايوه قولت، بس ده حضن.


أبتعدت عنه عدت خطوات، وقعت عينيه على فتحت فستانها، و التى تصل إلى ما قبل الركبه بقليل، تحدث وهو يشير لها بعينه على ساقها :

_إيه ده، أنا ازاى  مااخدتش بالي منها؟!


مدت يدها المرتجفه، واغلقتها وقالت:

_عادى، أخرج عشان أعرف أغير.


حرك رأسه برفض، وقال:

_لا مش خارج، غيرى قدامى، أنا جوزك مش حد غريب.


تلونت وجنتيها بحمرة الخجل، وقالت:

_لا اتكسف، لو سمحت أخرج مش هكمل دقيقتين، عشانى متعندش في دى.


أقترب منها وقال:

_طب أسعدك، وأفتحلك سوسته الفستان، مش هتعرف تفتحيها لوحدك.


أبتعدت عنه، وقالت:

_لا هعرف، الفستان فى زراير من قدام، يلا أخرج.


عبس بضيق، ولكن لم يجادلها، وخرج يجلس على أحدا مقاعد طاولة الطعام ينتظرها، أغلقت آمنه الباب ، تحركت سريعاً نحو خزانه الملابس، أخرجت بيجامة من الحرير الأبيض، ثم أخرجت عباءه منزليه وحجاب لترتديهم اثناء الصلاه، وضعتهم فوق الفراش وبدأت بفتح ازرار فستانها، وعيونها لم تفارق باب الغرفه، انتهت من ارتداء ثيابها، ذهبت، وفتحت الباب، وهي تقول:

_أنا خلاص خلصت.


ذهب إليها وهو مبتسم، ما أن وصل إليها، حتى تحركت سريعاً، متوجهها إلى المرحاض، دخل هو الآخر وبدلها ثيابه بأخرى منزليه، وكانت عباره عن سِرْوَالٌ قطني باللون الرمادي، وَسَتْرَهٌ قطنيه أيضاً، ولكن باللون الابيض، وقف أمام المراه، والتقطه زجاجه العطر الخاصه به، ورشه بعد منها، ثم تبسم وهو ينظر لنعكاس صورته بالمراه، وتحرك للخارج يبحث عنها.


وجدها في المطبخ، تقوم بتجهيز الطعام، تبسم وهو يتكئ بجذعه على الباب ويقول:

_مش قولتك هنصلي الأول؟


التفتت له وقالت بصوت مرتعش بسبب ارتباكها وخوفها:

_أيوه ما أنا اتوضيت، وقلت أسخن الأكل، على ما تغير هدومك وتتوضى.


حرك رأسه بتفهم، ثم توجه نحوها، مد يده وأمسك رأسها، قربها منه وقبلها. "قبله رأسها"


تركها حمد، وتحرك نحو المرحاض، توضأ هو الآخر، ثم خرج وجدها قد قامت بوضع سجاده له ليصلي عليها،  وسجاده لها خلفه، وقف فوق سجادته، وهو ينزل أكمام الكنزة، واعتدل في وقفته، ثم بدأ يصلي بها دقائق وانتهوا، بدأ بالدعاء، وهي تؤمن خلفه بصوت منخفض، التفت لها بعد أن انتهى، أمسك يديها بين يديه واغلق كفه عليها، وقال:

_من النهارده ده بيتك وأنا جوزك، أي حاجه تخصك تخصني، واللي يخصني يخص، مافيش تالت بينا، زعلتك تقولي ماتشيليش في نفسك منى، لو قصرت وأكيد هيكون بدون قصد، تلفتي انتباهي، اللي في نفسك تقوليه تقوليه من غير تردد، واللي تعوزيه تشاورى عليه بس وهيكون عندك في التو والحظه، مدام في امكانى وعلى قد ما قدرتي عمري ما هابخل عليكى في أى حاجه، لا بمالي لأن لكى حق فيه، ولا بمشاعري لأنها كلها لكى، ومش عايز منك اكتر من اللي أنا هاقدمهولك، الصراحه، ثم الصراحه، ثم الصراحه، أي حاجه غير الصراحه، مش هاقبلها منك، أنا مابحبش النكد، ولا العند، ولا الصوت العالي احذري منهم، لأن التلات حاجات دول قادرين يطفشوني من البيت ويخلوكى ما تشوفيش وشي،ها قولتى إيه يا امونه؟


ضحكت آمنه ولم ترد، فسألها بتعحب:

_بتضحكى على إيه؟!


نظرت له وهي مبتسمه :

_هو بعد امونه دي هاقدر أقول حاجه، اطمئن أنا من كتر صراحتي بيقولوا عليا دبش، و لو ع النكد والعند والصوت العالي، فدي حاجات بايدك أنت مش بيدي انا، أنا عن نفسي هاحاول.


ضحك حمد:

_اطمئني انا مش هازعلك ابداً ولا هاعصبك أنا مسالم والله، قوليلى يا ست البنات عندك حاجه عايزه تقوليها، عايزين نبدأ حياتنا من الأول بالرضا والتفاهم، انتِ راضيه يا آمنه، لو في قلبك حاجه ناحيتي قوليها.


قالت بصوت هادى خجول:

_اطمن، أنا ما حدش غصبني عليك أنا مراتك دلوقت بمزاجى مش غصب،  وأنا راضيه والله اكتر من كده وأقل من كده صدقني هتلاقيني راضيه، انا طلبي الوحيد منك تفضل كده دائماً عايزه أشوف الحب في عينيك دائماً عايزاك حنين على طول.


حرك راسه بايجاب وقال:

_اطمئني يا آمنه نظرتي وحبي لكى عمره ما هيتغير ،وان شاء الله مع الايام وحسن عشرتك وطاعتك ليا في اللي أقوله سواء اللي قولته دلوقت أو اللي لسه هاقوله مع الايام حبي لكى هيزيد اضعاف مضاعفه، وبالنسبه للحنيه فانتى هتشوفي بنفسك.


حركت راسها بايجاب وقالت:

_ربنا يقدرني، واكون ليك الزوجه اللي اتمنيتها.


تبسم بحب وهو يقبل كف يدها:

_انا ما اتمنيتش زوجه غيرك وان شاء الله هتكوني خير الزوجه، والام الصالحه.


ارتبكت آمنه، فاهمه حمد سبب ارتبكها، ونظراتها فقال مسرعاً:

أهدي، مش عايزك ترتبكى، أنا مانسيتش وعدى لكى، عمرى ماهجبرك على حاجه.


تنهدت براحه وقالت:

_طب يلا عشان نأكل، دقيقتين والأكل هيكون عندك.


نهضت، وذهبت إلى المطبخ وقف هو الآخر، والتقط السجادتين واعادهم إلى مكانهم، ثم لحق بها تعجبت حين رأته وسألت:

_بتعمل إيه هنا؟


أقترب واخذ الاطباق من يدها، وقال بمرح:

_هاساعد مراتي حبيبتي، إيه في مانع؟


تبسمت، وعادت لما كانت تفعل، أخذ الاطباق وخرج، وضعهم على الطاوله، لحقت به وهي تحمل باقي الطعام، جلس وجلست هي أيضاً فقال:

_انت هتقعدي تاكلي بالعبايه والطرحه، أنا جوزك والله جوزك، اجيبلك القسيمه من جوه تشوفيها علشان تصدقي.


ضحكت، نهضت متوجها إلى غرفتهم لحظات وعادت،  رآها بتلك البيجامة الحرير البيضاء، وشعرها البني منسدل بحريه على ظهرها، لاحظه أحمر الشفاه التى قامت بوضعه، مع رسم عينيها بالحكل الأسود، تبسم بهيام، اقتربت وجلست أمامه، بدأ يأكل وهو يحاول إلا يرفع عينيه إليها كى لا تعود لخجلها.


لم ياكلوا إلا القليل، نهضت قبله وقالت: 

_اعملك شاى؟


وقف وقال:

_لا مش عاوز، متتعبيش نفسك.


جاء ليحمل أحد الاطباق، منعته وهي تقول:

_لا عنك أنا هشيلهم، روح أغسل إيدك وانا هجبلك عصير، و اطمن ده مفيهوش تعب لأنه جاهز جوه.


حرك رأسه بموافقه، تحرك نحو المرحاض، جمعت الاطباق ونظفت الطاوله سريعاً جمعت الاطباق وقامت بتنظيفهم، ثم ملأت كوبين بعصير البرتقال.


ذهبت تبحث عنه، وجدته داخل غرفتهم، داخلت وقامت بوضع الصنيه، اعطته كوب أخذه وشكرها، تبسمت واخذات الآخر، وتوجهت للجانب الآخر للفراش وجلست أمامه.


حمد يتناول عصيره وعيونه عليها، لم يستطع منع نفسه من التمعن فى النظر لها، أنهى الكوب وقام بوضعه على الصنيه، ظل ينتظر أن تنهى كوبها مرت دقائق طويله نفذ صبره فقال:

_هتفضلى تشربى فيها لصبح؟


حاولت إخفاء توترها:

_لو مضيقاك أخرج برا واسيبك تنام.


رفع حاجبه بستنكار:

_يا سلام، لا مش مضايق خلصى برحتك.


بدأت تتناول رشفه تلو الآخرى ببطئ شديد، مده يده وأخذ الكوب منها ورفعه إلى فمه، وشربه دفعه واحده ثم وضعه بجوار كوبه، أقترب منها وطوق خصرها بزراعه، وعينيه تنظر إلى عينيها:

_لسه مش مصدق أنك معايا، معقول حبيبتى معايا، حلم الأيام و الليالى بقى حقيقه، مش هقف ارقبك من بعيد تانى، مش هقف وراء الشجر عشان أسرق نظره ليكى من غير ما تشوفينى، ريحان اشتكى من تحت رأسك ورأسى وهو بيجرى كل شروق شمس عشان ألحق أشوفك وانتِ طالعه باللبن.


نظرت له بدهشه:

_معقول! 


قرب وجهه من وجهها وحركه بنعم:

_اممم معقول أوى، اللى مش معقول هو رغيك وتضيعك للوقت، بحبك يا آمنه.


ضم شفاتيها، وكانت بعدها رحلتهم الأولى، إلى عالم عشقه وهوسه بها وها هو قد إمتلاكها أخيراً، أصبحت عشقه ملك له، وبدأت قصة عشقهم المتبادل من تلك الليله، لقد تسرب عشقه إلى قلبها، مع كل همسة عشق، ولمسة تملك منه، كان قلبها ينبض له لتعلن عن بدأ مرحله جديده بقصتهم، قصة عشق حمد وآمنه.

________________ #عشق_و_إمتلاك

ارتفعت أصوات المكبرات الخاصه بالمسجد، بالاذن لصلاة الفجر، استيقظ حمد نهض ليصلى رغم أنه لم ينم إلا ساعات قليله، نظره إلى آمنه وجدها نائمه فلم يرد أن يزعجها، تحرك للخرج دون أن يصدر أى صوت.


توضأ وصلاه ركعتين، جلس يسبح الله، ويحمده على كل ما وهبه له واخص بالحمد على آمنه، فُتح باب الغرفه وجرجت آمنه، قالت بصوت ناعس:

_الشيخ أقام الصلاه ولا لسه.


نظره لها حمد، وتبسم:

_لا لسه، الحقى اتوضى، انا كنت هنزل أصلى فى الجامع بس مدام صحينى هصلى معاكى.


تبسمت وتحركت نحو المرحاض، دقائق وخرجت، متوجها إلى غرفتها، ارتدت عباءه فضفاضة ولفت حجابها، ثم خرجت وبيدها سجادة الصلاه.


أقام الشيخ بالمسجد الصلاه، وقف حمد، وصلاه بها، انتهوا ودعوا الله، كان هو يدعى و هى تأمن خلفه التفته وقال:

_لو نفسك فى حاجه خاصه بيكى ادعى بيها.


تبسمت آمنه وقالت:

_يديمك فى حياتى، جوزى وسندى سبب فرحتى، بس أنا زعلانه منك.


التفته لها بكامل جسده و جلس مقابل لها وسألها بقلق:

_ليه، زعلتك فى إيه، طب انتى كويسه، فيكى إيه يا آمنه قولى ما لك؟؟؟


فهمت قصده فخجلت وقالت مسرعه:

_لا فهمتنى غلط أنا كويسه اطمن، أنا زعلانه عشان مصحتنيش أصلى الفجر، أنا بقالى اذيد من ١٢ سنه مفوتش فجر، إلا لو فى سبب يمنعنى، و بردو كنت بقوم أساعد امى تتوضأ وكنت اقعد جمبها أسبح و استغفر، تيجى أنت النهارده تسيبنى أنام، لو أنا اللى صحيت وسيبتك مكنتش هتزعل؟


حرك حمد رأسه بنعم:

_معاكى حق، كنت هزعل وهلومك، بس أنا شوفتك نايمه وعارف أن مخدتيش كفايتك فمحبتش....


قطعته آمنه:

_لا حب عادى.


ضحك وأمسك يدها وهو يقول:

_لا من ناحية الحب فاطمنى أنا بحبك اوى اوى، انا عاشق مهوس بيكى يا أم عيون سود.


سحبت يدها من يده بخجل، ونهضت:

_اعملك حاجه تاكلها أو تشربها.


وقف وقال:

_أنا جعان نوم، لو جعانه كولى انتِ.


انحنت والتقطت السجاداتين، وقالت وهي تعتدل في وقفتها:

_أنا زيك، عازوه أنام.


لف زراعه حول كاتفها، وسارو معاً إلى غرفة النوم، صعد إلى الفراش وهى ذهبت  ونزعت عباءتها و الحجاب وانضمت له، سحبها لتلتصق به وضع رأسه على كاتفها، تبسمت ومدت يدها تداعب خصلاته السوداء الكثيفه، طوق حمد خصرها بيده.


قالت آمنه:

_اوعى تبعد عنى يا حمد، مش بعد ماتعلقنى بيك تسيبنى أنا بعد ربنا مليش غيرك أنتَ وخالتى.


شدد فى ضمته لها و قال:

_مقدرش أبعد، وأبعد ليه وأنا مصدقت أنك بقيتى ليا وبعد تعب وحرمان أخيراً لقيت الراحه والسعاده، أنا ملقتش نفسي الا معاكى، مفيش بعد طول ما انتِ مرحبه بيا جمبك هفضل معاكى فرحان بيكى وبقربك، أنا بحبك ومستحيل أبعد عن حبى، مستحيل اسيب جنة قلبى، حطيها حلقه فى ودنك مفيش حد عاقل هيلاقى راحته فى مكان و هيبعد عنه ، البُعد دايماً أِجتِناب للأذى، وأنتِ أطيب وارق من أنك تازينى، وأنا مش مجنون عشان اسيب عشقى دانا دوخت السبع دوخات عشانك، نامى ياعشق حمد نامى واطمنى يا حبيبتى.


أغمض عينه، أغمضت عينها هى الآخر وعلى وجهها إبتسامة رضا وسعاده، بداخلها تحمد الله وتدعو أن يديم الله المحبه والسعاده عليها، لحظات وذهبوا فى نوم عميق وهما مطمئنين بقرب بعضها قلوبهم ترقص من السعاده، وتنبض بالحب.

_______________ #بقلمى_برنسيسN

مر أسبوع على الزواج السعيد، يوماً بعد يوم تتعلق آمنه بحمد أكثر، وهو يغرقها بحديثه الملئ بالحب والغزل، ويروى لها عن حبها الذى اسرى قلبه ومعاناته قبل زواجه منها، وهو يحاول إجبار نفسه على نسيانها وفشله فى فعلها، فكلما رآها أو حتى سمع عنه شئ، ينبض قلبه بحبها الذى يزيداد رغماً عنه ويهرول إلى حيث ريحان ليأخذه إليها، وكله شوق،  ولهفه، لكى يلبى نداء قلبه برؤايتها، رؤية حبيبته التى سرقت قلبه وعقله وأصبح مهوس بعينها السوداء وابتسامتها الصافيه.


يجلس حمد بالشرفه و ينظر لقطرات المطر وهي تتساقط على زريعة شرفتهم، داخلت آمنه وبيدها صنية، عليها فنجان من القهوه لزوجها وسحلب لها المشروب الرسمى لدى الشعب المصرى بموسم الشتاء البارد.


وضعت الصنيه، وذهبت وشغلت الراديو، الموضوع على رف خشبى بزاوية الشرفه، ليعلوا صوت كوكب الشرق السيده أم كلثوم، وهي تغنى أنت الحب.


جلست بالمقعد المقابل لحمد، مده يده و قرب معقدها من مقعده.


لمعت عينيها بحزن، فهم سبب حزنها مده زراعه ولفه حول كاتفها، مالت برأسها على كاتفه، قبل رأسها بحنو وقال:

_مستعجله على النكد ليه، لسه بايت معاكى ليله كمان.


نظرت له و قالت بعيون لمعه بالبكاء:

_متغبش عليا، أنا مبقتش أقدر استغنا عنك، خايفه أقعد هنا لواحدى.


تبسم حمد:

_لا أفهم، انتِ عاوزانى مغبش حب ومشاعر من الحلوه، ولا خوف عشان هتقعدى لوحدك.


تبسمت و اعتدلت فى جلستها:

_انتَ ليه بتقصد تكسفنى؟


ضحك حمد:

_فكرينى لما اجى المره الجايه أخد القسيمه واروح اشتريلى برواز على مقاسها، وربنا لابروزهالك.


ضحكت آمنه، ومالت لتتوسد كاتفه، مدت يدها لتتشابك أصابعها مع أصابعه:

_ايوه بحبك يا حمد، مع أن مبقلناش مع بعض غير أيام بس حبيتك، حبيت طيبتك، حبيت حنيتك، حبيت صوتك، وعيونك وأنت بتبص لعيونى، حبيتك وذادت غلاوتك عندى لما وفيت بوعدك وماجبرتنيش على حاجه، حبيتك وأنت أحن حبيب وأحلى راجل شافته عينى.


نظرت له تتأمل وجهها الوسيم وابتسامته التى عشقتها، نعم أحبته وعشقت تفاصيله، آمنه رغم قوه شخصيتها إلى أنها أنثى بمشاعر بكر ، لم تحب ولم ترا حب مثل حب حمد، رق له قلبها رق لحب حلال، الحب لا يحتاج وقت لنقع به، إنما يحتاج عاشق مثل حمد، وأنثى تستطيع تقدير ذالك العشق مثل آمنه، لتصبح قلوبهم هائمه ببعضهما .


رفع حمد يدها إلى قلبه، وضمها بين كفيه، وتبسم وهو يغنى مع الست أم كلثوم:

_يا ما قلوب هايمه حواليك

تتمنى تسعد يوم برضاك

وأنا اللى قلبى ملك ايديك

تنعم وتحرم زي هواك

الليل عليا طال بين السهر والنوح

اسمع لوم العزال

اضحك وانا المجروح

وعمري ما اشكى من حبك

مهما غرامك لوعنى

لكن أغير م اللى يحبك ويصون هواك أكتر مني

اول عنيه ما جت فى عنيك عرفت طريق الشوق بينا


قطعهته آمنه وقالت:

_وقلبى لما سألته عليك

قاللى دى نار حبك جنه

صدقت قلبى فى اللى قالولي

لكن غرامك حيرنى وليل بعادك سهرنى


رفع حمد يديه وبكفيه ضم وجهها:

_تجرى دموعى وأنت هاجرنى

ولا ناسينى ولا فاكرني

وعمرى ما اشكى من حبك مهما غرامك لوعنى

لكن أغير م اللى يحبك ويصون هواك أكتر منى


القت نفسها بين يديه، وهي تضمه تحدثت بصوت باكى:

_متسبنيش يا حمد، عشان خاطرى أقعد يومين كمان.


ضمها ونهض وهي بين يديه، أغلق الراديو ودخلوا إلى شقتهم، ربت حمد على ظهرها:

_خلاص يا آمنه، هما تلت أيام ورجعلك، والله أنا زعلان أكتر منك بس غصب عنى.


نظرت له وهي تمسح دموعها:

_خلاص مش زعلانه، بس أنت قولت تلت أيام عارف لو زادوا يوم واحد، هتلاقيني فوق رأسك.


ضحك وضمها:

_العيل اللى يرجع فى كلامه، اعمليها وملكيش دعوه بحاجه، أنا اتجوزتك بعيد عنهم خوف عليكى مش خوف من أى حد، إنما دلوقتي انتِ مراتى.


تحدثت آمنه بسخريه:

_خلاص عرفت وربنا حفظتها، أقولك روح ادفعلهم فلوس فى الراديو وخاليهم يشغلوها زي أغاني الست، معرفش ليه الست اللى بتسمعهانى دايماً، أنا بحب عبد الحليم.


وعلى حِين غِرَّة طوق خصرها باحدا زراعيه وقربها إليه، تحدث و هو يقرب وجهها منها:

_تانى عبد الحليم تانى، شكلك محرمتيش أنا هتوبك تقولى بحب عبد الحليم دى تانى، هتوبك تقولى بحب على أى راجل غيرى من الأساس.


ابتلعت ما فى جوفها برتباك:

_تانى يا حمد، مش قولنا تخف غيرتك دى، عارف لو عملت اللى عملته أولت امبارح والله لصوت والم عليك الناس.


ضحك حمد وقام بحملها رغماً عنها، وهو يقول:

_طلبتيها، ونولتيها يا هوى قلبى.


صاحت به بغضب:

_حمد نزلنى وربنا هصوت، حمد نزلنـــى.


داخل الغرفه، القها فوق الغراش بعنف، تألمت من خصرها بدلال غير مقصود، ضحك وقال:

_طب والله انتِ بتتلككى.


نهضت سريعاً، ركضا للجانب الآخر وهبطت عن الفراش:

_أنا اللى بتلكك ولا انتَ، عملك إيه العندليب يا أبن الباسل عشان تكره كده؟


حمد بعناد:

_مش هريحك واقولك اللى عاوزه تسمعيه ومفيش عندليب تانى.


ركض ليمسك بها، ركضت وهي تضحك، ضحك على ضحكتها وركضهم مثل الصغار.


آمنه بدلال:

_توبه اها اها توبه أن قولت بحبه تانى توبه.


ضحك حمد وقال:

_بتغنيله  توبه وبتقولى مش بتحبيه، عموماً هعديها المهم قولتى أنك مش هتقولى بتحبيه.


ضحكت و هى تسرع بالركض للخارج وتقول:

_مين ضحك عليك وقالك كده ،بحبه طبعاً، يلا أجرى ورايه عجبتنى اللعبه دى.


ظل مكانه يضحك بصوت مرتفع، لدرجه أنه شعر بألم في قلبه ومعدته من كثرت الضحك، وقفت بجوار الباب تضحك هى الأخرى، فتح زراعيه لها وقال:

_تعالى فى حضنى يا مجنونه، أنا عارف هسيب الحب والشقاوه دى ازاي؟


ركضت إليه وضمته، طوق خصرها بزراعيه وبدأ يدور بها، وهى تضحك وشعرها البنى يداعب وجه عاشقها الذي يشاركها الضحك والجنون، جنون قلوبهم الهائمه، من كثرت حبهم، وسعادتهم 


يتيبع #ملكه_الرومانسية #برنسيسN #نيران_الغيرة #عشق_و_إمتلاك  #نرمين_السعيد

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.