الفصل العاشر من رواية عشق أولاد الزوات
________________
دخلت هيام الغرفة لتجد فواز مازال متمددًا على الفراش لتقول
_ الشغالة برة عاوزة تدخل تنضف
ليرد رافضًا بينما يرتدي عويناته الخاصة بالقراءة ويقرء أحد المجلات الإنجليزية
_ لأ في ورق مهم سايبه هنا
لتسأل في حيرة بينما تقترب من المرٱه وترتدي قِرطيها
_ مودتيوش المكتب ليه
ليرد في برود ولم يكلف نفسه عناء النظر عليها
_ عاوز ابص عليه هنا في الاوضة في مانع
هزت رأسها بلا مبالاه بينما تضع أحمر الشفاه ذا اللون الكشميري وتضع فوقه الملمع
_ لأ مفيش .. هخلي الخدامة تنادي رنيم تنضف هي بقى
ثم اتجهت نحو غرفة تبديل الملابس لتجذب حقيبتها فسألها
_ رايحة فين ؟!
اقتربت منه ثم قبلته قبلة سريعة من شفتيه قائلة في دلال
_ خارجة مع أصحابي يا بيبي
لم يهتز لقبلتها وسأل تلقائيًا _ أصحابك دول فيهم راجل ؟!
احتدت نظراتها فما باله يزعجها منذ الصباح
_ فواز أنت عارف إني طول عمري معنديش أصحاب رجالة فمسمحلكش
أغمض عينيه غير راضيًا عما تلفظ لتقف وتتركه قائلة في جمود
_ مش هتأخر ..
هيام متحررة في الملابس ومثلهم لا تختلط مع الأقل منها بل وأيضًا تظن بهم السوء وتعتقد إعتقاد واهي بأنهم لا يرتقون لمستواها .. لكنها لم ترافق الرجال يومًا ولم تتخذ أي رجل طوال حياتها كصديق حتى .. ليست ذلك النوع من النساء الذي يتباهي بجماله لمجرد أن الرجالة يبدون إِعجابهم بها بل كانت غير مبالية لهم ولا تحب نظراتهم القذرة .. وبنفس الوقت كانت تهتم بنظرة بنات جنسها فهي تريد أن تصبح الأفضل والأرقى والأكثر أناقة بينهن .. وهذا نوعًا ما طبيعي وكل فتاة لديها ذلك الحِس لكنه انقلب لهوس عند هيام ... لذا نادرًا ما تخطئ مع الآخرين وتعاملها لا تشوبه شائبة طالما أنها تتعامل مع من مثلها في الطبقة ... لذلك كانت زوجة مثالية لفواز أمام الناس ..
__
دخلت رنيم الغرفة ووقفت بمنتصفها تتأملها ثم نظرت للفراش تطالعه في حزن وحسرة تتخيل ما يحدث عليه كل ليلة ، هنا ينام حبيبها وزوجته بينما هي غير مسموح لها بالمبيت عليه ولو لساعة واحدة ...
لحظة ! لقد تذكرت شيئًا جعلها رغم حزنها ترفع رأسها في انتصار ..
الليلة التي سبقت زواج فواز من هيام .. فليلة توديع عزوبيته كانت تحت رعايتها هي !
تذكرت ذلك اليوم بتفاصيله .. تذكرت حينما وقف أمام غرفتها يدق بابها وذهب عقلها لتلك اللحظات
_ رنيم ...
وقف أمام غرفتها كالضائع ، هو يعلم حالها الآن فما إن ذهبت عائلته إلى" هيام" العروس المنتظرة حتى دخلت غرفتها واختفت ليترك أصدقائه واخوته ويستغل الفرصة راجعًا إلى البيت يدق على بابها هاتفًا بها
_ رنيم افتحي
فتحت الباب وظهرت أمامه عينيها محمرة وعلى ما يبدو أن الصغيرة كانت تبكي
_ خلاص هتتجوزها وتسيبني
وضع يده على خدها قائلاً في حنان وقلبه يؤلمه من رؤية حزنها
_ مين قالك إني هسيبك
مدت شفتيها في يأس للأمام كالطفلة
_ كدة عشان الإتفاق إللي بنا خلص وأنا خلاص كبرت وبقى عندي واحد وعشرين سنة ... وانت أهو هتتجوزها بكرة
رفع شعرها الذي غطى على وجهها وهي تتكلم ليسألها وقلبه يريد سماع إجابة منها واضحة
_ وممكن أعرف انتي متضايقة كدة ليه يا رنيم ؟!
توترت وتراجعت لن تخبره أبدًا أنها تحبه .. لن تعترف له بلسانها بذلك لتتهته قائلة اي سبب واهي
_ كدده هتتجوز هيام الرخمة دي وبدل ما كانت بتيجي البيت زيارات هتقعد بقى على قلبي
ابتسم نصف ابتسامة حنونة ممتزجة ببعض الحزن وهو يستمع لذلك السبب الساذج الذي اختلقته توًا من رأسها الطفولي الصغير
بينما تكمل هي وهي تتنفس ، ذلك النفس المميز الذي تأخذه من انفها حتى تمنع سيلان أنفها وعينيها معًا ، فتحمر على إثر ذلك النفس أذنيها وأرنبة انفها لتبدو له كملكة جمال عارية تناجيه ليقترب
_ معادش حاجة مهمة دلوقتي .. أنت فرحك بكرة خلاص _ ثم نظرت أرضًا قائلة في قلة حيلة _ أصلا ماليش حق إني أتدخل ولا أتكلم
وضع يده تحت ذقنها ليتأمل عينيها الحمراوتين والدموع منحبستين فيهما ، غرق للحظات لا يعرف بدايتها لكنه انهاها بقوله العميق والذي بدى كأنه فكر فيه كثيرًا
_ لأ فيه حاجة مهمة ..
احتارت نظراتها لقوله ليمسك كفها الصغير بين كفه ويسحبها خلفه في حماس قائلاً
_ تعالي
بعد الشير ورائه كالتائهه وجدت نفسها أمام عتبة غرفته ليفتحها بالمفتاح الذي كان بجيبه .. لتنظر له وقلبها يدق .. تلك هي الغرفة التي سيتزوج بها والتي لم يدخلها أحد سواه هو وعروسه حتى هي لم تدخلها يومًا ..لتطلب بعينيها الإذن منه بالدخول وسمح هو برمشه من جفنيه ..
تقدمت ببطئ وتأملت الغرفة بعينين حزينة وكم تمنت لو كانت هذه غرفتهم وغدًا عُرسها على فواز
بعد دقيقتين من التدقيق في كل تفصيلة بعش زوجيته قالت بصوت منكسِر
_ حلوة الأوضة ... بس دا مش ذوقك .. دا ذوقها هي صح
لم يرد عليها وظل واقفًا خلفها بلا حراك لترد على نفسها في همسٍ متحسر
_ أكيد ذوقها ماهي العروسة ..
تنهدت واختنق صوتها من البكاء المكتوم داخله لكنها قالت وقد نزلت دموعها فعلاً
_ مبروك يا عريس
استمعت للمفتاح يدور بالباب ليُغلق فالتفت فورًا قائلة
_ بتقفل الباب ليه ؟!
لم يرد عليها واقترب منها لتقف مكانها كأنها تنتظره رغم أنها لا تريد ذلك .. لكن فواز كان دائمًا الرغبة الأقوى في كل الرغبات التي أمتلكتها
برقةٍ جذبها لتتوسط صدره وربت على شعرها
_ متعيطيش
حاوطت خصره بزراعيها ودفنت انفها في المنطقة التي تقع أسفل الصدر مباشرة قائلة بصوتٍ مكتوم
_ أنا مش بعيط
أغمض عينيه مبتسمًا على حركاتها وتصرفاتها التي جنتته وعد لها داخله لثلاثة .. واحد .. إثنان .. ثلاثة
انفجرت في البكاء ما إن انتهى من العد متوسلة إياه وهي تبكي في إنهيار وصوتٍ مرتفع وكفيها يقبضا على قميصه وعينيها تناظر عينيه ومازلت ملتصقة به
_ عشان خاطري متتجوزهاش ..
لا يعلم أيبتسم على هيئتها الرائعة أم يبكي لأجلها .. لم يسعه سوى أن يهز رأسه هامسًا
_ مش هينفع
لترد عليه في لهفة وعينيها تدور حول عينيه تبحث فيهما عن أي شيئ يعطيها الأمل أنه لن يتزوج
_ مش هينفع ليه يا فواز .. مش هينفع ليه ...
ماذا يقول .. هو لا يمتلك ردًا على ما تسأل لتغضب هي وتنفض يديها عن قميصه وتبتعد عنه صارخة به
_ طب يارب تموت قبل ما تتجوزها
جذبها من خصرها ليتصدم صدرها بجسده لتفتح فمها في شغف وهي تختبر تلك المشاعر معه لأول مرة .. ليست أول مرة يحتضنها بها لكنها أول مرة تكون بتلك المشاعر
مرر إصبعه على وجهه ثم نزل به لشفتيها لتنزل معه لأسفل ما إن شدها بإصبعه هامسًا بعتاب
_ عوزاني اموت ؟!
هزت رأسها في بطئ وقد بدت كالمسحورة ومازال فمها مفتوح .. وقد بدت بشرية كالملاك أغراها بشري كالشيطان
_ لأ مش انت ، هي إللي تموت !
مرر إصبعه مرة أخرى على شفتيها مستمتعًا بخضوعها وتسليمها الكلي له .. بحركة تلقائية كادت أن تطبق على أصبعه بين شفتيها .. لتجننه تلك الحركة وينقض عليها يقبلها بشراهه وتصبح أول قبلة تلتقي فيها شفتيهما معًا .. بدأت بالشفاه ثم الأسنان .. ثم حملها ورماها على الفراش قائلاً
_ انتي أول واحدة هلمسها في حياتي ، محدش هينام على السرير دا قبلك
تلوت أسفله لا تعلم ماذا تريد لكنها تشعر أنها بحاجته لتشده من خصلات شعره هاتفه به كالطفلة التي قاربت على فقدان نفسها
_ فوز !!
وفي لحظة خاطفة امتلكها ... لتصبح أول ليلة لهما معًا .. أول ليلة في حياة فواز مع إمرأة وأول ليلة لرنيم مع رجل .. وأول ليلة ينام بها إثنان على الفراش !
مرت أكثر من ثلاث ساعات بين زراعيها لم يتركها لحظه يبثها حنانه وشوقه وصبره عليها كل تلك السنوات ..
وما إن ترك شفتيها لحظة حتى قالت في هيام
_ بحبك يا فواز
أطبق على شفتيها في عنف ما إن قالتها .. أخيرًا اعترفت له .. عندما كانت صغيرة كانت لا تنفك عن قولها ولكن ما إن كبرت حتى حرمته من سماعها ليبدأ في الشك بحبها له
لكن تلك الليلة أراحت قلبه وجسده واعترافها جعله لا يريد شيئ بالدنيا سوى أن يبقى بين زراعيها للأبد
رغم مشاعره الجياشة ولهفته عليها أجابها
_ متأخرة أوي
لتبتلع ريقها محاولة بشتى الطرق إقناعه ألا يتزوج
_ بس أنا قولتها .. قولتها يا فواز .. متتجوزش بقى
أسند رأسه على رأسها يهدئها بصوته الخلاب
_ شش اهدي ..
تلك الصغيرة تحسب أن الأمور بتلك السهولة .. لا يستطيع التراجع الآن فزفافه على إبنة خالته غدًا !
نظر داخل عينيها بعمق بينما يضع رأسه على رأسها
_ عاوزك تعرفي إني لو اتجوزت ألف واحدة هتفضلي انتي البنت الوحيدة إللي أثرت فيا .. لأ غلط
دفن رأسه في رقبتها مقبلاً إياها قبلة مغرية مدغدغًا مشاعره بحالتها الجديدة
_ الست الوحيدة
ضمته إلى صدرها بقوة لتهتف في تملك تمامًا كما كانت تفعل في سن الخامسة
_ أنا مش عوزاك تتجوز ألف واحدة أنا عوزاك ليا لواحدي
قبلها هناك متأوهًا ثم قال وكل خليه به تصرخ برغبته الساحقة فيها التي لا تنتهي حتى بعدما دمغها بإسمه
_ أنا فعلا ليكي لواحدك
رفع رأسه عن صدرها قائلاً بصدق _ أنا معاها هكون جسم بس
ثم قبل شفتيها قبلة رقيقة مكملاً _ بس روحي معاكي انتي
أغمضت عينيها مستسلمة له يفعل بها ما يشاء فلا سطوة على نفسها أمامه ...
اقترب من اذنها جاذبًا إياها بين أسنانه في تروي ومتعة شديدة
_ وبعد إللي حصل بنا
أظلمت عينيه واحتد صوته رغبتًا _ جسمي خلاص بقى ملكك
ثم أخذها مرةً أخرى ضاربًا بكلام الناس وبعاداتهم وتقاليدهم عرض الحائط .. فاليذهب العالم كله إلا الجحيم فدائًا للحظه واحدة في حضنها ..
ومنذ ذلك اليوم .. وهي ملكه .. تحت طوعه وإمرته .. ليس كرهًا أو غصبًا .. بل عشقًا ومحبتًا وهيامًا به
______
صوت انغلاق باب الحمام أخرجها من شرودها في ذكريات أول ليلة لهما معًا ، لتراه أمامها بمنشفة يجفف بها جسده وشعره ومنشفه أخرى يداري بها أسفله ..
لتبتلع ريقها ولتوها اكتشفت مدى اشتياقها له فقد مر شهر على آخر لقاء بينهما ومن ذلك النهار الذي فاتح فيه فوزي والده بالزواج وهي تتحاشاه ولا تتحدث معه ...
رآها متنصمة تدقق في كل تفاصيله حيث كانت كالغارقة به .. اعجبته النظرات وأصابت غروره بمقتل ليسألها في خبث
_ واقفة عندك بتعملي إيه ؟!
توترت قليلاً لا بل كثيرًا مجيبه_ فواز بيه .. آسفة معرفش إنك هنا
تريد أن يتم بينهما الأمر رسميًا ! لها ذلك لذا أمرها بجمود _ جهزيلي هدوم على ما انشف شعري
هزت رأسها في طاعة ثم سألته_ حاضر .. هدوم بيت ولا خروج
توجه أمام المرآة وامسك مجفف الشعر بينما يتحدث بلا مبالا
_ لأ أنا مش هخرج من الأوضة النهاردة
هزت رأسها مرة أخرى وقبل أن تذهب نظر داخل عينيها من خلال صورتها المعكوسة في المرٱة
_ مسألتيش ليه يعني ؟!
رفعت رأسها قائلة _ ميهمنيش
ثم تركته ودخلت .. فابتسم على صغيرته فلتتكبر عليه قليلاً لا بأس .. نظر لنفسه في المرٱه ليترك مجفف الشعر ويبتسم في خبث فقد انتوى لها ولن تخرج اليوم من غرفته ..
شهقت ما إن وجدته يلتصق بها من الخلف
_ انت بتعمل ايه !!؟
مثل البراءة بينما يحتك بها وصدره العريض رغم رطوبته إلا أنه يرسل إليها حرارة ومشاعر ساخنة
_ بختار معاكي !
شعرت بما يفعل ونزلت نقاط المياة المتعلقة بشعره على رقبتها لتبتلع ريقها منادية إياه
_ فواز !!
تنفس جانب أذنها هامسًا بحميمية شديدة
_ هممم
مرة أخرى ابتلعت ريقها ورمشت بعينيها عدة مرات قبل أن ترجوه
_ ابعد
أدخل زراعيه من تحت كتفيها ليصطنع البحث عن ملابس بينما يداه تتخبط بمناطق أخرى في جسدها قاصدًا بالطبع أن يداعبها بطريقته .. تململت بالوقفة ليتجاهل حركاتها مصطنعًا التضايق بعدما مسك بجامة حمراء سادة
_ مبحبش الأحمر !
خافت أن تلتف له حتى لا يذداد الأمر سوءً فلو فعلت ستصبح مواجهه لجسده العاري ولعينيه صاحبة السهام القاتلة التي تخترق قلبها بلا إستئذان ..
طلبت منه بصوت أشبه بالتوسل _ طيب .. شيل ايدك بس وأنا هجبلك إللي أنت عاوزه
تحدث وشفتيه تلامس وتمر على طول رقبتها دون أن يقبلها ، سائلً في خبث
_ عارفة إللي بحبه وإللي أنا عاوزه
_ والله العظيم عرفاه بس شيل ايدك
فجأة وجدت يداه تجرأت عليها ووضعها على مفاتنها لتشهق عاليًا
_ هييه فواااااز
تجاهل ندائها سائلاً بينما يعبث بها
_ حاطة إيه على شعرك النهاردة
تمسكت بأرفف خزينة الملابس من أمامها حتى لا تسقط من شدة تأثيره عليها
_ مش حاطة حاجة
رفع يده التي كانت تعبث بجسدها ثم وضعها على أنفه شاممًا إياها
_ صدرك ريحته البرفيوم إللي بحبه
ابتلعت ريقها في خجل ، فهي لا تضع إلا العطر الذي يحبه وترش منه على جسدها بسخاء لكنها حاولت حفظ ماء وجهها لتعانده كالأطفال
_ بس مش حطاه عشانك
أتتها ضحكته القصيرة المستمتعة لتعلم أنه عرف أنها تكذب ... ثم مال على رقبتها أكثر وقبلها هامسًا بصوته المثير
_ وحشتيني ....
اشتعلت غيرتها قائلة _ وكل مرة بتعوزها فيها بتقولها كدة
ضمها إليه بشراسة أكبر ثم اعترف لها بصدق
_ أنا مبطقش اقرب منها أصلا
لتعترض كالطفلة _ آه منا عارفة بأمارة المكتب وهي قاعدة على رجلك يا كداب
_ مبتنسيش أبدًا .. وبعدين دي هي إللي جات
لتضربه بكوعها بعنف في خصره _ ماشي ابعد بقى
أمسك خصره متصنع الألم ومستفزًا إياها _ إيدك تقلت أوي وتخنتي موت
لتضربه مرة أخرى عدة ضربات بينما يضحك هو
_ ماشي امشي بقى .. تعرف تمشي وتسكت
لم تتوقف ضحكاته معجبًا بكل ردود أفعالها
_ يلهوي على القمر وهو متعصب
التفت له متدلله عليه _ اوعى أنا زعلانة منك
أسند زراعيه على الخزانة من خلفها ليحاصرها ويقول
_ مقدرش على زعلك ، انتي بقالك شهر حرماني منك
رفعت اصبعها في وجهه قائلة
_ أنا متخنتش يا فواز
قضم اصبعها بين أسنانه غامزًا إياها .
_ متنخنتيش يا قلبي
ابتلعت ريقها واشتعلت رغبته به لتحاول للمرة الأخيرة أن تمنعه عنها رغم أن روحها تريد أن تسحب جسدها وتذهب ركضًا إليه
_ بقولك زعلانة منك
_ وأنا هصالحك حالا
ثم حملها على حين غره والتقف شفتيها بين شفتيه لتحاوط هي فورًا عنقه بزراعيها وتبداله قبلاته في شوق ولهفة
أنزلها على الفراش ببطئ ولم يقطع قبلته لها لكنه أبطئ من وتيرة تقبيله حتى يتثنى له إرضاء غروره برؤية لهفتها عليه
ولم تكذب هي إحساسه وقبلته كالمجنونة لا تريد أن تترك شفتيه ولو للحظة واحدة .. يغلبها الشوق لحبيبها ليسألها في إثارة ورغبة
_ وحشتك أوي كدة ؟!
لتبتلع ريقها قائلة بسرعة _ وحشتني أوي أوي يا فواز
ثم عاودت تقبيله مرة أخرى وملامسه ظهره العريض وخربشته بأظافرها
_ استني !
حاول أن يتملص منها لكنه لم يقدر فرجليها تحاوطا جسده لكنه استطاع في النهاية أن يوقفها عن تقبيله لتتنفس بسرعة مستفسرة عن توقفه في ضجر
_ إيه يا فواااز ؟!
وقف من مكانه ناظرًا لتلك اللوحة المغرية الماكثة أمامه ثم أمرها
_ قومي _ نظرت له مستغربة ليعيد عليها الأمر_ قومي يا رنيم
وقفت بلا كلام وقد شعرت أن هناك خطبًا ما بالتأكيد سيحزنها .. وضعت يديها على قلبها لا تريد أن تحزن مرة أخرى. يكفيها ما تمر به يوميًا من غيرة وبكاء وهموم لا تنتهي
ذهب فواز لحجرة تبديل الملابس ليغيب دقيقة ثم خرج بيديه مفرشًا أبيض وبدأ في فرش لتشعر بالإهانة ، هل هو لا يريدها أن تلمس حوائجه وفراشه
سألت في حزن _ إيه دا ؟
ليجيبها إجابة صادمة بينما كان مبتسمًا بوجهه الذي لا يشرق سوى معها
_ المفرش إللي قضينا أول ليلة لينا عليه
فتحت عينيها واغمضتها عدة مرات غير مستوعبة لما يقول .. ثم طالعت المفرش مرة أخرى ..هي نفسها لا تتذكره لكنه على النقيض يحتفظ به كذكرى لأول مرة لهما معًا
لتسأل في لجلجة وقلبها يدق بسرعة من السعادة والصدمة بنفس الوقت _ هو لسة .. لسة عندك
نظر داخل لؤلؤتيها قائلاً بعشقٍ خالص حتى لكل ما جمعهما يومًا سويًا
_ مخبيه في صندوق مفتاحه معايا أنا بس
طالعت المفرش بعينين يفيض منها الحب والتأثر ثم جرت عليه تحتضنه بقوة وعينيها تجمع بها الدمع _ بحبك أوي يا فواز
_____
_ الله تجنن تجنن !!
قالتها وهي تتذوق حبات الفراولة الكبيرة الطازجة التي جلبها لها فواز قبل أن يدخلا ليستحما سويًا بعدما انتهيا من جولاتهما العديدة ...
نظر لها فواز مبتسمًا على هيئتها اللذيذة في البرنص الأبيض الخاص به وتحمل بين يديها طبق كبير شفاف مليىئ بالفراولة ليقول بينما تأكل هي في نهم
_ بالهنا والشفا يا بطتي
ضحكت برقة ثم مدت له يدها أمام فمه بحبة فراولة قائلة
_ خد دوق كدة ..
غمزها مغازلاً _ أنا من ساعة ما دوقت الفرولاية إللي ادامي دي وأنا مكلتش فراولة
رفرف قلبها من كلماته الجميلة لتقترب منه قبلته من خده في رقة و قالت في خجل
_ علشان خاطري يا زيزو دوقها من إيدي
ابتسم لها ومد فمه ليديها ثم قضمها لتبتسم له سائلة في حماس
_ حلوة ؟!
جذب يدها لشفتيه يقبلها _ علشان من إيدك بس
ضحكت ووضعت عينيها في الطبق قائلة _ أصلا أنت إللي معلمني أحب الحجات دي
تصنع عدم المعرفة ممثلاً الإندهاش_ أنا !؟
لتذكره قائلة _ آه فاكر زمان .. كل شوية شوكولاتة وحلويات وفراولة شوكولاتة وحلويات وفراولة لحد ما بقيت زي ..
وضعت يدها على فمها في خجل فقد كانت ستقول لتوها على نفسها أنها " سمينة " ...
أراد مداعبتها ومشاغبتها سائلاً
_ بقيتي زي إيه
نظرت للجهه الأخرى هاربة من سؤاله
_ مبقتش زي حاجة
نظر لجسدها الممتلئ المغري ثم تلمس فخذها الظاهر من تحت برنصه قائلاً في رغبة
_ لحد ما بقيتي زي الفرولاية المقلبظة إللي بتاكليها دي
ضحكت بعدما ارتفعت يديه لتدغدغ فخذها
_ ههههههههه فواز الله
ليرد عليها في شغف _ أصلا فواز بيحب جسمك وهو مليان كدة
ابتسمت بإتساع _ بجد ؟!!
وضع يده على بطنها ثم هتف متلاعبًا بعينيه المغرية
_ ربنا يباركلنا في الحلويات دي
ثم مال عليها يقبلها .. وقبلة وراء قبله .. وجد نفسه يغيب معها مرةً أخرى .
بعد فترة من الزمن جلست أمامه على الفراش تعطيه ظهرها حتى يغلق لها قطعتها الداخلية العلوية .. وما إن انتهى حتى قبلها من منتصف ظهرها ثم حعلها تلتف له لتقول
_ بحبك ..
ضحك مداعبًا أنفه بأنفها _ كل خمس دقايق تقوليلي بحبك
لتقبله برقة متدلله عليه أكثر_ وما بين كل بوسة وبوسة كمان بحبك
ليرفع حاجبه مطالبًا بقبلة أشد _ أنا سمعت بحبك بس محستش بالبوسة
هنا مالت عليه وسحبت شفتيه في قبله طويله وسلم لها هو نفسه ليسرح معها في عالم الحب .. وما إن ابتعدت حتى قال
_ رجعتلي الحياة التاني !
ضحكت على كلماته وضربته على كتفه فتعلم أن ذلك المشاغب يداعبها لتقول بينما تضيق عينيها في لطافة
_ يا نصااب
ثم وقفت لترتدي بقية ملابسها بينما يقول وصوته مليئ بمشاعر الإنتشاء والرضا .. فإجتماعه بها قد أعاد له الحياة حقًا وليس كلمة تُقال
_ خدي النهاردة إجازة ..
نظرت له في إرهاق مجيبه _ أصلا مش قادرة عاوزة ادخل اترمي على السرير مقمش من عليه
وقف أمامها ببرنصه الأبيض ثم داعب أنفها بيديه غامزًا إياها بوقاحة
_ أنا اتغابيت أوي كدة
عضت شفتيها ونظبت للاسفل وصوتها بالكاد يصل لأذنيه
_ بصراحة أنت في الحجات دي بتقل عليا أوي ..
قبل مقدمة رأسها في عشق _ عشان بحب قربك بس ...
وجدها تنظر له بحزن ليسألها عن السبب بعيناه لتجيبه
_ أول ما جيت من السفر كنت بارد معايا أوي وأول ما خلصنا طلعت وعاملتني وحش كأني واحدة جايبها من الشارع
ليتها لم تذكره بذلك اليوم ليهتاج عليها قائلاً _ هو انتي غبية للدرجادي
تعلقت عينيه به في قلق من غضبه لتجده يقول
_ ما طبعا كنت متعصب منك يا رنيم ومن لبسك إللي لقيتك بيه
رمت نفسها في حضنه واعدة إياه _ مش هزعلك تاني أبدًا
حاوط خصرها بيديه ثم قال في تسلط _ غصب عنك مش بإختيارك
هزت رأسها وكتمت نفسها بصدره مطاوعة إياه
_ صح غصب عني ..
_ فواز !!
لتتوقف الدماء بعروقهما ما إن استمعا لذلك الصوت ...
____________