الفصل الثامن رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثامن رواية عشق أولاد الزوات 


نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم

الرواية على جروب التليجرام بالنظام المدفوع خلاص آخرها قرب ا ، وبجد الرواية هتوحشني أوي أوي أوي 😭😭💔❤️

متنسوش تعملوا فوت يا جماعة بجد الفوت قليل جدا والبارت دا طويل أوي ٦٥٠٠ كلمةة.. لو مجابش إن شاء الله ٣٠٠ فوت مش هنزل بارتات طويلة أبدا لأني أصلا مش بحبها ومش اسلوبي بس أنتوا بتحبوها فبتجبر انزلها ماهو حكم القوي ع الضعيف بقى😑 فوروني الدعم بدل الترييحة دي 🤒

💢💢💢البارت الثامن💢💢💢💢

_ يعني حضرتك متنازل عن المحضر

هز فايز رأسه ليجيب على سؤال الضابط

_ أيوة يا فندم

حاول فايز تحريك كتفه المصاب ليعدل من مكانه قليلا ً حتى يرتاح أكثر ، فالجرح بدأ يؤلمه رغم المخدر الذي وضعه له الطبيب بينما يقطب جرحه الذي لم يكن خطيرًا .. 

تذكر ما قاله له الضابط عن أن المدعوة " غادة يحي عبدالحي " لديها سابقة في عالم الجريمة وليست أول مرة تتعرض بها لأحد وقد علم أيضًا أنها دخلت السجن في عمر الاخمسة عشر وقضت به عامين كاملين .. كانت من أطفال الأحداث وقتها !

لم يستطع أن يمنع نفسه ويسأل

_ حضرتك متأكد إن ليها سابقة قبل كدة ..

أجابه الضابط _ طبعا يا فايز بيه ..

تلك السابقة فسرت له عنفها ونظراتها الشرسة وتهورها بل إجادتها في حمل السلاح إيضًا فقد رفعته عليه مرتين وبواحدة منهم كادت أن تقتله !

خرج من المكتب بعدما أدلى بأقواله وتنازل عن المحضر .. فليس لديه أي نيه في أذيتها وإن كان قد هددها يومًا فهذا من أجل أخاه الأصغر وليس طلبًا لعداوتها هي أو غيرها ..

ما إن ظهر حتى جرت عليه ريم وبكت على جانب صدره الآخر بينما هو وقف مكانه وعلى ملامحه التفهم لحال زوجته ..

مصمصت شفتيها ما إن رأت ذلك المنظهر ورفعت حاجبها منتقدة ما يحدث أمامها ثم تنهدت رامية عليهما الكلام

_ شوف البِدع

ضيق فايز عينيه يطالعها فقد استمع لما قالت تلك المتسلطة ..

بكت ريم وبصوتها الناعم المنخفض سألته _ أنا كنت مرعوبة عليك يا حبيبي ..  أنت كويس

ما إن طالعت جرحه حتى نزلت دموعها أكثر ليحاول تهدئتها

_ خلاص يا ريم أنا كويس

ثم نظر لتلك التي جلست ترفع حاجبها وتصف ما ترى على أنه " كُهن حريم"  وتصطنع أنها لم تكن تختلس النظر إليهما

شيئ شيطاني بعقله أخبره أن يحاول ضم ريم له ولو حتى بيد واحدة حتى يرى ردة فعل غادة .. فعل ذلك قائلاً بصوتٍ حنون

_حبيبتي خلاص عشان خاطري اهدي أنا كويس

يتحدث وهو عينه تقريبا على الثانية وهي الأخرى تنظر له من وقت لآخر متصنعة عدم الاهتمام لكن وجهها الأحمر أخبره انها لا يروق لها ما ترى

ربت على ظهر ريم ثم أخبرها_ روحي البيت وانا هخلص مع المحامي

تشبثت به ونظرت داخل عينيه وشفتيها الطرئتين يطلبان منه في همسٍ ألا يدعها تتركه وتذهب

_ مش هقدر اسيبك .. سيبني معاك يا فايز أنا روحي محتاجة تفضل جمبك .

تنهدت غادة في صوت ٍ عالي ولولا أن الكلبشان في يديها لكانت ضربت كف فوق الآخر ثم همست هازئة  ..

_ أما كُهن حريم بصحيح

تجاهلتها ريم تمامًا فهي حتى لا تريد النظر إلي تلك المخلوقة المجرمة بينما حبس فايز إبتسامته المستمتعة داخله ثم قال لريم

_ ريم بجد أنا تعبان ممكن متتعبنيش أكتر

نظرت له مطولاً ثم هزت رأسها موافقة فأخر ما تريد هو أن تذيد عليه ألمه

وضع يده على ظهرها يحثها على الذهاب مع أختها هيام التي كانت تقف متابعة الموقف وتنظر لتلك الغادة في كره واشمئزاز

_ يلا يا حبيبتي

خبأت رأسها في صدره مرة أخرى هاتفة في رقة ورفض _ مش قادرة ابصلها معرفش إزاي أنت هتتنازل

تنبهت غادة لما يُقال أمامها ليتحدث فايز

_ دا سوء تفاهم يرضيكي ست تدخل السجن عشان سوء تفاهم

كانت غادة جالسة والعسكري بجانبها والكلبشات بيديها ومع ذلك وصل إليها صوت ريم الذي طبيعته تقترب من الهمس

_ دي ضربتك بالسكينة ، دي جريمة مش سوء تفاهم .. لو كل حد خدناه بالعواطف كدة البلد كلها هتبقى سوء تفاهم  !

لن تنتهي ريم من منطقيتها الآن !! هكذا حدث نفسه قبل أن يقول في ضجر

_ ريم وبعدين أنا تعبان والله مش قادر

مسحت دموعها منهية الموضوع _ خلاص يا فايز .. بس أرجوك متتأخرش أرجوك

هز رأسه موافقًا _ حاضر يا ريم

من ثم أخذتها أختها هيام إلى السيارة في الخارج

وهنا أتى صوت الصول

_ غادة يحي عبدالحي

نظرت داخل عيني فايز ثم أجابت

_ أفندم

وبعدها دخلت لمكتب الضابط مع العسكري لتمضي على المحضر ويغلقوه .

جلس ينتظرها خارج القسم يستند على سيارته من خلفه ..

ما إن رأته حتى تلاقت أعينهما ووقفت مكانها ودون أن تدري ذهبت نظراتها للجرح ودق قلبها في ألم ثم اندهشت من نفسها ومن مشاعرها تجاهه .. فذلك اللقاء الرابع بينهما ! .. ذلك الرجل يؤثر بها بشكلٍ غريب

توجهت نحوه ثم وقفت أمامه وسألته في جمود وبلا مقدمات

_ اتنازلت ليه ؟

بطريقته الهادئة والذكية رفع رأسه واجاب

_ مفتكرش في حد عاوز يتسجن

تاهت في صوته للحظة .. لم تسمع بحياتها رجل يمتلك ذلك الصوت ولا تلك النبرة الآخذه .. عادت للواقع فور ما إن قال بنظرات ذات مغزى

_ ولا صحيح إيه إللي فيها .. ماهي مش أول مرة

احتدت عينيها تلقائيًا ما إن عايرها مقتربه منه وبعنفها المعتاد قذفت كلماتها في وجهه

_ جاك قطع لسانك لو كملت

تحولت ملامحه للشراسة والعدوانية بطريقة اخافت داخلها ليجذبها من زراعه وينظر داخل عينيها وقد بدا أنه بالفعل فقد صبره عليها وعلى طول لسانها

_ اسمعي يابت انتي أنا لصبري حدود ولولا إنك ست أنا كان هيبقالي معاكي تصرف تاني

ذلك الحقد الدفين في عينيها تجاهه وكرهها الواضح لضعفها أمامه جعله يهتف بها بصوتٍ قاسي حتى لا تنظر له تلك النظرة ال .. المثيرة !

_ متبصليش كدة

استندت بظهرها على السيارة ما إن تركها لتنظر أمامها بلا حديث ثم فجأة شقت السكون

_ أنت إللي خلتني أعمل كدة !

تهكم قائلاً _ خليتك عاوزة تقتليني

لتهاجمه بكلماتها _ مش خليت العميد يروح أختي من كليتها

تفاجئ مما سمع لينكر فورًا

_ أكيد معملتش كدة !!

_ امال مين إللي عمل ، دا أنت بلسانك قولت انك هتعمل كدة

ليس فايز ذلك الشخص المؤذي بالمرة .. لم ولن يكن أبدا ليدافع عن نفسه

_ قولت بس معملتش !

مصمصت شفتيها هازئة _ كلامنجي بس يعني

بنظرات ذات مغزى وبمعنى وقح قال

_ لأ مش بتاع كلام بس

لتصحح له رافعة حاجبها مغيظة إياه

_ اسمها كلامنجي

سخر منها قائلاً_ انتي بتتكلمي براحة وبرود كأنك محاولتيش تقتليني من شوية

ابتسمت بلا رد ونظرت للفراغ ليهدء قليلاً ويقول

_ عمومًا فوزي فاتح بابا وفواز أخويا بموضوع جوازه من أختك ، وهما رفضوا

هنا اندفعت قائلة_ يبقى ابوك واخوك هما السبب

لينظر له غير راضيًا عن تصرفاته

_ متتسرعيش وتظلميهم .. مش يمكن اختك عملت حاجة غلط

رفع اصبعها في وجهه ولم تحتمل كلمة واحدة سيئة عن أختها الصغيرة

_ اسمع يا جدع أنت أنا اختي متربية ميطلعش منها العيبة

_ وأنا لو كنت عاوز أأذيكي كنت حبستك جوا وسيبتك تعفني في السجن .. بس أنا معملتش كدة .. فاكيد مش هروح أعمل حاجة تافهه زي إللي اتهمتيني بيها وضربتيني عشانها ..

صمتت ودار كلامه بعقلها ووجدته منطقيًا فهو كان بيديه أن يبحسها بل ويستغل سلطتها ويجعلها تمكث لبقية حياتها بالسجن لكنه لم يفعل ... اقتنعت بما قال ولكن ما إن لفظ بصوته الهادئ

_ اختك هترجع كليتها

حتى هبت فيه مرة أخرى فاقدة تعقلها _ شوفت اديك وقعت بلسانك وانت إللي فصلتها

أغمض عينيه ثم قال في ملل وضجر

_ أنا رأيي أنه كفاية بقى

من شدة غضبه أوجعه كتفه ليعض على شفتيه كاتمًا ألمه لكن تعابير وجهه أخبرتها أنه ليس بخير لتهتف تلقائيًا

_ أنا آسفة .. بتوجعك صح ؟!

تفاجئ مما فعلت لكنه لم يُرد أن يظهر ذلك وتمتم ساخرًا

_ هتوجعني ليه يعني هو أنا واخد سكينة في كتفي ولا حاجة

نظرت له في حزن رغم سخريته منها... فمهما كانت وقحة ومهما كانت شرسة في استرداد حقها إلا أنها عندما شعرت بظلمها له لم تستطع إلا الاعتذار

_ أنا آسفة أوي _ثم صمتت وقد خجلت من ذكره لسابقتها فقالت في حزن  _ أنا مش مجرمة زي ما انت فاكر 

تعلقت نظراته به من شدة صدمته .. صوتها رقيق وهادئ وحنون وتعتذر له أيضا ..سيصاب بأزمة حتمًا

سألت في خجل من نظراته _ ايه مالك !

ابتسم بخفه قائلاً _ رابع مرة أشوفك فيها .. وأول مرة احس انك عندك دم

هنا رفعت حاجبها واشرق وجهها فب فخر

_ لأ ميغركش الشكل والأسلوب دا أنا أمو الإحساس كله

طالع كتفه المصاب ضاحكًا _ واضح .. !!

خبت وجهها بكفيها ثم نظرت للجهه الأخرى محاولة حبس ضحكتها عليه .. لا تعلم ماذا فعل بها ذلك الرجل في ثلاثة أيام فقط ! ..

ابتسم وهو يعلم أنها الآن تضحك في سرها عليه ثم قال في همس

_ تعالي

انتفضت وفتحت عينيها في ذعر _ اجي فين  !!!؟

هز رأسه ساخرًا من تفكيرها الوقح _ أكيد تعالي اوصلك يعني

طالعت كتفه هازئه _ هتوصلني بكتفك دا !

نظر لها وانتبه الان أنه لا يستطيع القيادة لتنقذه من تفكيره قائلة

_ هات المفاتيح أنا إللي هسوق

أعجبته جرأتها لكنه أحب أن يشاغبها فسألها في شك

_ بتعرفي ؟!

طالعته في إستصغار وتكبر _ هه عيب عليك دا أنا اسطا مكانيكي أد الدنيا .. معذور متعرفش قدراتي لسة

ثم فتحت السيارة وجلست مكان السائق لكنه تصنم مكانه يتأمل الفراغ من خلفها .. ثم ابتسم في ذهول .. هل تلك المرأة طبيعية ؟! .. تأمل حالهما طويلاً .. لقد كانت منذ عدة ساعات متهمة في قضية شروع في قتل .. شروع في قتله هو والآن هو ذهب ليجلس جانبها ليوصلها لمنزلها .. هذا الموقف الأكثر جنونًا وعشوائية في حياته !

ركبا السيارة وتحركا وبينما هي تقود سألت في حيرة

_ بس مين هيروحك ؟!

رد ببساطة _ ابقي روحيني

لتعود وتسأل_ ومين هيروحني ؟!

مرة أخرى أجابها ببساطة _ أنا !

لم تستطع كتم ضحكتها تلك المرة ونظرت له نظرات غامضة وبمعاني ذات مغزى قالت

_ انت شكلك مش سهل وهتتعبنا معاك !

طالعها ولم يخفض نظره عنها لتبقى بقية الطريق خجلة غير قادرة على رفع نظرها فيه ... وحالة غريبة تسيطر على كلاً منهما .. لأول مرة قلب العذراء يدق لرجل ولأول مرة قلب فايز يشعر بالحياة .. يشعر كأنه سعيد .. يشعر أنه يعيش عشرينات عمره بل سنوات مراهقته من جديد .

وصلا لمكان بيتها وما إن نزلا منها حتى وجدا فوزي يجلس يحتسي الشاي  وأمامه ريهام تحدثه على إستحياء في جلسة أمام البيت على ضوء القمر الخافت وأنوار الورشة الهادئة

_ فايز !

_ فوزي !!

تفاجئ فوزي من وجود أخيه الكبير هنا في ذلك الوقت ومع غادة ليتفاجئ أيضا فايز برؤية فوزي جالسًا بتلك الطريقة !

مسكت غادة كتف أختها تهزها في عنف _ كان بيعمل ايه معاكي يابت انطقي !!!؟

في حين سأل فوزي أخيه في دهشة _ بتعمل إيه هنا يا فايز وايه إللي في كتفك دا

ردت ريهام على اختها في خوف من غضبها

_ مكانش بيعمل حاجة يا غادة والله ذكي كان هنا حالا والجرح شد عليه ودخل ياخد الدوا 

ورد فايز على أخيه قائلاً_ مفيش حادثة بسيطة هقولك عنها بعدين

شدت غادة اختها لتدخلها للداخل بينما تتوعدها .. فأهم ما عند غادة هو شرفها وشرف أختها .. رغم أنها منذ قليل عاشت لحظات مع فايز سلبت عقلها .. لكن ذلك حدث مرة واحدة على مدار حياتها .

_ ادامي يا مقصوفة الرقبة دا أنا هقطع خبرك

منعها فوزي بعدما انطلق شرار غضبه بعدما رأى ما يحدث _ شيلي ايدك من عليها

التفت له غادة مهددة إياهم _ بقولكوا ايه إحنا فيها وأقسم بالله اخش فيكوا السجن بقى المرادي جراا ايه ياخويا منك ليه لموا الدور

ثم توجهت للداخل واتجه ورائها فوزي لكن فايز مسك زراعه يمنعه في هدوء وهو يتأمل تصرفات غادة وبراءة ريهام .. فعلى ما يبدو أن تلك الفتاتين لا يمتلكا أغلى من الشرف ليبتسم داخله وتتغير نظرته لهما

_ استنى يا فوزي .. خلاص

هب فوزي من مكانه زاجرًا إياه _ خلاص ايه_ثم ثار على غادة_ بقولك نزلي إيدك

التي وقفت مرة أخرى رافعة حاجبها في تحدي ..

_ دي أختي الصغيرة يا بشمهندس ، مالكش فيه

رفع رأسه في تعالي وثقة _ ومراتي ... بإعتبار ما سيكون يعني

شعرت أنها كالطفلة الصغيرة التي تغار على لعبتها .. فريهام أختها الصغيرة هي مل حياتها وكل ما لها وتغار عليها من ذلك الرجل ..

لتغتاظ من ثقته وجرءته قائلة

_ جايب الثقة دي كلها منين

ليهز رأسه يغيظها أكثر وقد بدا كالطفل هو الآخر

_ مالكيش فيه

عضت شفتيها من الداخل لتندفع قائلة_ كدة ، طب وديني ما أنت طايل منها شعره ، أختي وأنا حرة فيها

نظر لها فوزي في عنف واقترب منها حابسًا غضبه وريهام مختبئة خلف غادة غير قادرة على التدخل بينما أختها تقف متأهبة هكذا

أما فايز فكان يستند بجسده على سيارته رافعًا زراعه المصاب ويبتسم في هدوء كأنه يشاهد فيلمًا ما .. فكم يبدوان كالأطفال أمامه !

وضعت رنيم الإبرة في المحلول .. فهي تعرف كيف تعتني بالمرضى جيدًا بسبب الكورسات المكثفة في الإسعافات الأولية والتدريبات التي أخذتها للتعامل مع المرضى وغرز الحقن وغيرها من طرق التمريض ... 

تنهدت " فوزية" في تعب وإبرة المحلول منغرزة في ظهر كفها الذي بانت عليه التجاعيد .. 

نظرت جانبها لتقول في أسى

_ شوفت ولادي يا نرمين

نظرت لها أختها " نرمين" والدة هيام وريم في حزنٍ شديد على حالها وعلى دموعها التس تسقط على خديها في وهن

_ خلاص يا فوزية علشان خاطري من غير دموع

أكملت فوزية في حسرة  _ ولادي تعبوني يا نرمين ، خلاص مش قادرة

لتربت أختها على يديها _ بعيد الشر عنك يا حبيبتي كل حاجة هتتحل

هزت رأسها في يأس _ هتتحل إزاي ، فايز هيرجع عن التنازل ، ولا فوزي هيسيب البنت إللي عاوز يتجوزها

لم تعرف ماذا تقول أختها أو بماذا ترد عليه فكل ما هي فيه طبيعي ..

انقهر قلب فوزية قائلة _ المجرمين ؛ أكيد استغلوهم واستغلوا طبيتهم _ ثم قالت في لهفة _أنا مخلفتش غيري فواز .. هو الوحيد إللي عمره ما زعلني ولا عمل حاجة غلط  .. كلمولي فواز حالا

اقتربت منها أختها خاىفة على صحتها النفسية تحاول تهدئتها وإقصائها عما تفعل

_ اهدي وريحي أعصابك كل حاجة هتتحل ، فواز جاي في الطريق هيام اتصلت بيه

لتنزل دموعها ولم تتوقف لحظة ودعت الله _ يارب انقذني أنا وولادي من البنات دول .. يارب

أما رنيم .. فضحكت داخلها في سخرية .. هه تلك العائلة التي تحتقر كل ماهو أقل منها في المكانه  .. بالطبع كما فعلوا مع الفتاة التي يريد أن يتزوجها فوزي .. سيفعلوا معها نفس الشيئ إذا عرفوا بعلاقتها مع فواز ..

ضحكت في سخرية داخلها مرة أخرى .. فواز لا يخطئ صحيح !؟ يا صدمة أمه عندما تعلم أن فواز لا يحب سوى خادمة ولا يمرح إلا مع التي تهتم بكل شؤونهم وتخدمهم هم وضيوفهم ..

تذكرت أحداث ليلة أمس عندما جائها في منتصف الليل يخبرها أن تفتح له الباب بالقوة

حينها حاول فتح الباب بالمفتاح الذي يمتلكه .. لكنه لم يستطع فقد كانت تحسب حساب هذا الأمر ووضعت مفتاحها من الجهه المقابلة حتى لا يقدر مفتاحه على الدخول

وقفت رنيم ووقفت خلف الباب مباشرة خائفة منه ومن دخوله

استمعت لشتيمته من خلف الباب بعدما فشل في فتح الباب لينادي عليها في غضب مكتوم وهو يدق على الباب بدقاته الرتيبة المعهودة التي يتميز بها

_ رنيم !

دق قلبها في عنف لكنها لم ترد ليعود ويطلب منها

_ رنيم افتحي الباب

لم تستجيب له لينفعل ويأمرها في نفاذ صبر

_ رنيم مش وقت دلع افتحي الباب عارف إنك صاحية

كادت أن تقع من طولها من الخوف فصوته كان قاسيًا ومتوعدًا .. ألا يكفيه ما قاله في حق أبناء مهنتها واستصغاره لهم ..

لتتشجع فجأة وترفع صوتها عاليًا قائلة

_ عاوز حاجة يا فواز بيه

همس فيها بعنف وخاف أن يستمع إليهما أحد

_ شش وطي صوتك

لترفع حاجبها وقد تمنكت منها الشجاعة ما إن رأت خوفه

_ اوطي صوتي ليه هو حضرتك عاوز حاجة عيب لاسمح الله

عض شفتيه وعبف لعبتها .. تبًا لها ولغبائها لقد أتى ليصالحها

فتح العلبة التي كانت بيديه وطالع الخاتم الذي اشتراه لها والذي كان على رمز ال " مالانهاية " .. ليرمي العلبة في جيبه ويهددها تهديد كلاميًا لا يعني به شيئًا سوى إرهابها وإخافتها

_ أنا هندمك على اللي بتعمليه دلوقتي .. افتحي الباب لأخر مرة بقولك

صمت ثواني عديدة دون أن يلقى رد بينما هي قلبها قد استعاد ثقته من جديد

لتسمعه يلعن قائلاً ويهددها مرة أخرى وتلك المرة بطريقة أعنف

_ رنيمم .. مترجعيش تزعلي من إللي هعمله

ماذا سيفعل أكثر مما فعله .. هل كانت عامية إلى تلك الدرجة حتى لا ترى مساوئه ..

لا تضحكي على نفسك يا رنيم فأنت لن تستطيعي التخلص منه مهما حدث .. لقد سكن قلبك وسرق عقلك وامتلك جسدك .. إن وافقتي أم لا .. قبلتي أم لا .. لم يعد يهم .. لقد أسرك وانتهى الأمر .

الغضب كاد أن يأكل مخه بعدما عرف ماحدث في غيابه وتوجه فورا  لبيت تلك القذرة التي ضربت أخيه .. أخيه الذي تنازل على القضية ! .. احتدت معالمه ونوى اسوء النوايا .. لن يكون فواز إذا لم يبيتها الليلة في الحبس

ما إن اقترب من المكان حتى وجد سيارة أخيه فايز امامه وما إن تقدم أكثر حتى وجد فوزي وفايز الاثنين معًا كذلك الفتاتين .. كادت النيران أن تخرج من أذنيه وذلك المسهد نهش قلبه .. ماذا يفعل أخويه هنا !

فرمل سيارته لتصدر صوتًا عاليًا انتبه إليه ءكي الذي كان في الأعلى يغير على جرح ظهره ويأخذ دواءه .. ليسرع في لف الشاش واغلاق الجرح حتى يتثنى له أن يهبط ويرى ما يحدث في الأسفل

_ فواز !

لفظا بها الاخين في صدمة ما إن وجداه مختالاً في مشيته يقترب منهما بينما غادت طالعته من الأعلى لأسفل في تساؤل عن هويته ولكن ما إن سمعت الاسم حتى علمت أنه الأخ الأكبر لتلك العائلة ومن مظهره يبدو أنه حقود غاضب وناقم  .. .

_الله الله الله .. دا يا  أهلاً بالرجالة

قالها مرحبًا بنبرة سوداء لا تنم على أي ترحيب

ثم اقترب من فايز ونظر لجرحه في سخرية هاتفًا _ حمدلله على السلامة يا فايز باشا يا ناصر الولايا

طالعه فايز بضيق رافضًا ما يقول لكنه يعرف حالة أخيه الآن وبالطبع يبدو عليه أنه علم بشأن التنازل !

اقترب فواز من فوزي قائلاً _ ازيك يا حنين

طالعه فوزي في ترقب لحركته التالية فعلى ما يبدو أن فواز لا يمزح بل هو يخبئ تحت قشرته نيرات مشتغلة ستحقرهم جميعًا

ارتفعت رأسه عاليًا وطالع صاحبة العبائة السوداء وبالطبع يعلم هويتها ليأمرها ببرود

_ خدي يابت

رفعت حاجبها ولم يخفى عنها نظراته الشرسة مثل الأسود لكنها لم تتراجع واستصغرته

_ انت مين يا شاطر

هنا وجدت صوتًا كالسوط ينزل على مسامعها ليضربها ويؤلمها بشدة

_ اتعدلي يابت متتعوجيش عليا دا أنا فواز

لم تتوقع أن تخرج منه تلك الكلمات فقد حسبته راقيًا مثل أخويه لكن الحقيقة أن فواز كان عكس ذلك تمامًا رغم أنه يظهر أنه ملك الكمال والمثالية ..

اقترب منها ناظرًا مسيطرًا على حواسها بسطوته  وهاتفًا في شر  _ إذا كان المحروس اتنازل عن القضية .. فنا بقى لبستك قضية تانية من كام دقيقة .. ذعر مواطنين ياروح أمك

_ أنت بتقول ايه يا فواز

هتف بها فايز بعدما انفتحت عينيه رافضًا لما يقول أخيه و غير مصدقًا لما سمع وفوزي فتح فمه لا يعلم عن ماذا يتحدثان وكل ما شغل باله أن فواز قد رفع قضية على غادة  وسيسجن أخت زوجته المستقبلية

تصنمت غادة مكانها فهي تعلم ما فعلت جيدًا لكن أختها ريهام والتي لم تكن تعلم هي الاخري بما حدث تشجعت قائلة

_ وانت مفكر ان واحد زيك يقدر يعملنا حاجة

طالعها فواز من أسفل لأعلى بعدم رضا واحتقار ثم وجه كلامه إلى فوزي

_ هي دي إللي أنت عاوز تتجوزها .. يا زين ما اخترت

ثم اقترب منها ينظر داخل عينيها مطولاً  _ تاخدي كام وتخلعي من الحوار وتشيليه من دماغك

اندفع فوزي يلفه من زراعه لينظر في غضب

_ اتكلم معايا أنا

ليسخر فواز بعدما قبض أخيه على زراعه في عنف

_ مد إيدك عليا يا فوزي باشا مستني إيه

ضغط فوزي على أسنانه يحاول أن يتحلى بالصبر وألا يفعل شيئ لا يُحمد عقباه

هنا قالت غادة متكبرة على ذلك المغرور _ لا جرينا ولا اتمحلسلنا لحد أخوك إللي بييجي يبوس الأيادي .. شوفوا نفسكوا الأول وابقى تعالى افرد جناحاتك

لم تبارح عيني فواز أخيه وكأنه يثبت له أن تلك العائلة أقل بكثير من المستوى المطلوب ليقول

_ لأ ونعم النسب يا بشمهندس فوزي .. ولا أقولك يسطا احسن

وبحركة خاطفة جذب غادة من حجابها ليخرج شعرها منه ويصرخ بها في عنف بعدما استفزته واخرجت شياطينه بما قالت

_ ادامي علقسم ياروح امك

جرى لايز وفوزي عليه يحاولا أن يخلصاها وهي تتأوه وتتلوى محاولة الفكاك من قبضته

لم يحتمل فايز أكثر ليزجره في عنف ولأول مرة يعتدي على أخيه بالكلمات

_ فواز انت اتجننت على الآخر سيبها

ابعدهما عنه غير مهتمًا لمحاولاتهما المستميتة

_ أبعد منك ليه

ضربته ريهام على ظهره بأداه حادة ساتمة إياه في كره

_  ابعد يا كلب 

الإهانة القوية التي وجهتها له وتلك الضربة عنيفة جعلته يلتف لها قائلاً

_ نام معاكي صح  !؟

شهقت ونزلت دمعته ما إن نطق بمصيبته واندفعت غادة إليه لتضربه لكنه دفعها بعيدًا بينما تسبه وتشتمه في غل

_ نام مع مين يابن الكلب يا زبالة

تجاهلها ثم نظر لأخيه وهتف كالمجنون

_ نمت معاها عشان كدة عاوز تتجوزها  ..

فُجع فوزي واحمرت عينيه واغلى رأسه ... وبلا مقدمات كان كفه يسقط على وجه أخيه الكبير ليتوقف حينها الزمن بهما !

ثم ضربه مرة أخرى وهنا فايز تدخل وبدأ جرحه في النزف مرة أخرى بينما يحاول الإحاله بين أخويه ليصرخ فوزي وهو يعافر لكي يصل لفواز ويضربه لمرات أخرى عديدة

_ اوعى يا فايززز اوعىىىى

خرج فايز عن شعوره صارخًا _ بس بقى بس خلاص

_ انت سامع بيقول ايه !!

وقف فواز مكانه لا يحرك ساكنًا وريهام وضعت يدها على فمها بينما غادة تتابع الموقف بتشفي وكان قد حضر ذكي ليفاجئ مما يرى

توقف عقل فواز عن التفكير وانتهى به الأمر محمر الأعين  .. فاغر الفاه لا يصدق أن أخيه الذي يصغره بعشر سنوات كاملة .. قد ضربه !

طوال حياتهما لم يتعاركا ولو لمرةٍ واحدة ولم يتطاول أي من الإخوة على الآخر وخاصتًا على فواز فهو الكبير .. ثلاثة إخوة يحبون بعضهم بشدة ولا يفرقهم شيئ لكنهم اليوم عايرا بعضهم بل وتشاجرا وتطاول الأخ الأصغر على أخيه ليضربه على وجهه في إهانة قصوى أوقفت فواز كالصنم وسحبت منه روحه وحفرت ذلك الموقف في عقله ولن ينساه أبد الدهر ..

لم يجد فواز مأوى من الفرار .. رحل مسرعًا ومازالت عيناه مظلمة من الحزن والغضب والقهر الذي سدده له أخيه ، وقف فوزي هو الآخر مصدومًا وقد استوعب ما فعل لتجتمع الدموع بعينيه وفايز يصرخ به

_ انت ضربت أخوك الكبير يا فوزي !!  أنت فاهم أنت عملت ايه .. فوق ..

ثم نظر للمكان وأصحابه في احتقار شديد فهم سبب فيما حدث بينهم لأول مرة  ثم سحب أخيه الصغير المصدوم من زراعه هاتفًا به بإذدراء

_ يلا نمشي من هنا

وذهبا وضغط فايز على نفسه حتى يستطيع أن يقود لأن فوزي بجانبه في عالم آخر غير مستوعب أنه ضرب أخيه الكبير !

__________

لم يكن حاله اسوء من اليوم وهو يرى صغيره يهينه ويضربه .. يشعر بالعجز الشديد وأن ظهره تحطم ..

إلى مَن يذهب الآن .. لقد رفضته رنيم عدة مرات خلال هذان اليومين .. إلى مَن يشكي كسرته ووجع قلبه ..

توجه لغرفته ونظر للفراش ليجد زوجته تتحرك على الفراش كا إن استمعت صوت إغلاق الباب

توجه ناحيتها وكانت الأضواء خافتة وسيل من الدماء متجمد جانب أنفه من أثر ضربة أخيه  .. تمنى لو تلاحظ ليتثنى له أن يحكي لها لكنها قالت ومازال النعاس يلاحقها

_ إيه يا حبيبي مش نايم ليه ؟!

يعلم أنها تنام مبكرًا حتى تحافظ على بشرتها وصحتها لكنه تأمل أن تسأله عن حاله .. وما إن يابت حتى تعقد لسانه واكتشف أنه لن يستطيع إخبار أي أحد بما فيه ... عدا تلك الشيطانة الصغيرة المغوية رنيم ! .. لكنه يعلم أنها لن تسامحه على ما قاله

لم تدقق هيام بوجهه كثيرًا فلم ترى جرحه ولكنها قالت

_ عندك حق متعرفش تنام

ثم تنهدت قائلة _ بصراحة إللي عمله فوزي مصيبة ، دا غير المصيبة الأكبر إللي عملها فايز .. مش قادرة اتخيل دا حصل إزاي

تغيرت معالم وجهها للذعر ما إن تخيلت أن هناك خادمة ستتساوى بها لتقول

_ اوعى تسمح إن إللي في دماغ فوزي يتنفذ يا فواز ويجيب خدامه أختها سوابق تشيل إسم العيلة وتتساوى بينا

لم ينظر لها لكنه سخر داخله .. سخر منها لأنها لم تهتم إلا بمنع فوزي من الزواج من خادمة .. وسخر من نفسه لأنه أختار أن يتزوج إمرأة لا تهتم سوى بالشكليات والمظاهر ...

رد عليها تلك المرة والكلمات تخرج بصعوبة وكأن لسانه ثقيل بسبب تأثير ما حدث

_ لما ابقى أموت يبقى يعملها

ربتت على زراعه ثم تثائبت _ بعيد الشر عنك

ضحك في مرارة وملامحه باردة وهو يراها تعتدل لتنام على جانبها وإلى الآن لم تلحظ جرحه بل قالت بلا مبالاة

_ أيوة كدة طمنت قلبي .. تصبح على خير

______

ريم كانت تسير في الغرفة ذهابًا وإيابًا في قلق منتظرة فايز أن يأتي والساعة قاربت من منتصف الليل ..

انفتح الباب لتجري عليه وما إن وجدته حتى ارتمت عليه في لهفة محافظة على ألا تقترب من جهته المصابة

بادلها العناق بزراع واحد حتى لا يحرجها لكنه لم يكن يريد شيئ سوى أن يغلق عينيه وينام ورغم قلقها الشديد وحزنها الأشد عليه .. لم يكن يبالي !

خرجت من حضنه واضعة كفها على وجهه سائلة إياه في عتاب حنون

_ كل دا تأخير يا فايز

انزل يدها عن وجهه كاذبًا  _ معلش يا ريم كنت بخلص شوية حجات

ضيقت عينيها سائلة في غرابة _ تخلص شوية حجات وانت كدة بالمنظر دا !

شعر أنه في مأزق ليتحدث في نفاذ صبر مصطنعًا الغضب حتى لا تفتح معه مواضيع أخرى وتلاحقه بأسئلتها

_خلاص بقى يا ريم متزهقنيش

بعينيه الخبيثة ترقب ما ستقول ليجدها تغلق الموضوع فورًا حتى لا تتعبه وهو يعلم ذلك لذا دائمًا ما بستغل تلك النقطة بها

_ حاضر .. ممكن تاخد دواك وترتاح بقى

هز رأسه موافقًا ثم سأل عن أولاده أخيرًا

_ فين الولاد

لتجيب في هدوء _ مع جدهم .. أنت عارف ماما تعبانة في الاوضة إللي تحت وبابا طلبهم معاه فوق عشان مش قادر ينزل السلم 

اغمض عينيه في أسى ثم هتف _ معرفش كل دا حصل إزاي

اقتربت منه من الخلف وضمته إليها ثم مالت على رقبته تقبله قائلة في همس

_ إن شاء الله خير وهتعدي المهم انت ارتاح كمان

ثم نزلت دمعه منها على رقبته بعدما تذكرت ما حدث له _كنت مرعوبة عليك .. عارفة اني زهقتك بس كله من خوفي عليك

هز رأسه راسمًا الإهتمام _ عارف ياريم ..

توجها للنوم وهي لم تغفل عنه لحظة بل تنتظر المعاد القادم للدواء ..

كان عقله منشغل لكنه أجبر نفسه على أن يغمض عينيه يحاول أن يستدعي النوم لجفنيه بعد أحداث ذلك اليوم الطويل ..

يشعر بالحزن .. يشعر بأنه حقير .. نظر لريم وجدها تتأمله في عشقٍ خالص لا يستحقه .. يريد أن يضرب قلبه .. لم انجذبت لغادة .. لِمَ تشعر بالموت مع ريم مع إنها تفعل كل ما بوسعها لتحييك

أغمض عينيه مرة أخرى وعقله يخبره أن لا عليه .. هو لم يحب ريم ولا يعش حياته كما تمنى دوما .. ليترك نفسه يقطتف من شهد الحياة ما يرغب وما يريد ..

وماذا عن ريم ؟! .. لقد تحملت الكثير ولن تمانع إذا تحملت أكثر ...

ما إن أغلقت هيام عينها وذهبت في النوم .. حتى نزل بسرعة من الغرفة .. لم يتحمل أن يبقى هكذا بلا أن يراها ويشتكي لها .. يشعر أن داخله محطم يريد مصلحًا له وهو يعلم من هو ذاك الشخص .. حتى وإن وصل الأمر لتوسلها لن يتوانى عن ذلك

حاول فتح بابها ليجد المفتاح في الجهه الأخرى .. أغمض عينيه ثم تماسك قليلاً ونادها بصوته الثقيل

_ رنيم .. افتحي الباب

استمعت له وامتنعت عن الرد حيث كانت متكورة على الفراش تكبت نفسها وشوقها إليه .. تريد أن تحرمه منها ولو قليلاً حتى يأخذ خطوة معها

دق الباب مرة أخرى ونادى عليها

_ رنيم ...

ارتفع صدرها وانخفض في وتيرة سريعة فصوته اشتاقت له ولرائحته وقربه لكنها تماسكت

وضع عينيه أرضًا في ألم ..لن تخرج له ولن يتعافى جرحه ..

تزحزح صوته ناحية التوسل والرجاء وقد غص حلقه بالدموع التي يجاهد ليحبسها

_ رنيم ... أرجوك ِ !

ثم سكت الصوت .. فتحت عينيها وألم صوته نال منها ومن قلبها .. فكان يظهر عليه الإرهاق والتعب الشديدين لتقف مسرعة ناحية الباب وتهتف في لهفة حاولت مداراتها

_ مالك يا فواز ..؟!

استند برأسه على بابها في ضعف لا يظهره إلا على عتبتها

_ أنا تعبان !

ابتلعت ريقها .. هل هذه خطة منه حتى يجعلها تفتح أم أنه يتألم ، حاولت تجميع قوتها وبصوتها المتوتر طلبت منه

_ فواز امشي روح نام الوقت أتأخر

احتد صوته هنا وضرب على بابها في عنف

_ مش همشي غير لما تفتحي

اغمضت عينيها وعضت شفتيها لتسيطر على عاطفتها الجياشة نحوه ونحو صوته الحزين لتقول في شيئ من الحزم

_ وأنا مش هفتح!

ليجيبها بصوته المُصر والحازم

_ وأنا مش همشي !

تنهدت طويلاً .. لا مفر منه الليلة .. فتحت الباب ووقفت مربعة زراعيها أمام صدرها ورسمت على وجهها ملامح التحفز والجمود

_ نعم

شهقت وفكت تربيعة يديها ووضعتها على فمها ما إن رأت تلك الدماء الموجودة على وجهه وسقطت دمعتًا منها دون إرادتها حينما قال في وهن وحسرة

_ فوزي رفع ايده عليا !

ضمته بسرعة في حضنها ولم تقل ولو كلمة واحدة  .. فهي تعلم أنه لا يحتاج إلا حضن حنون يشعره بالأمان ويخفف عنه

كانت ضمة قوية وقاسية بادلها إياها في تمسك شديد بها ودفن رأسه في عنقها يحاول أن ينسى وأن يتخطى ما حدث

شعرت بكفيه يقبضا على خصرها وعلمت أنه يجاهد ألا يبكي وأن ينهار لتعبث في شعره كالأم الحنون مقوية صوتها حتى تجعله يتماسك

_ خلاص .. خلاص يا حبيبي عشان خاطري

ليجيبها بصوته التائه المتعب الذي ظهر وكأنه خرج غصبًا

_ حاسس إني .. إني في حلم !

شعرت رنيم بشيئ لزج على كفها لترفعه فوراً إلى وجهها وتتفاجئ بالدماء !

صرخت فنظر لها جاهلاً عما وجدت ليرى كفها ويرى الدماء المتناثرة وهنا شعر بألم حاد في ظهره لم يكن يكتشفه إلا الآن

أدخلته بسرعة وأجلسته على فراشها ثم سألته ودموعها نزلت على خدها

_ مين عمل فيك كدة .. فوزي هو إللي ضربك بالشكل دا

_ لأ .. فوزي مضربنيش هنا

_ آمال ايه دا يا فوااااز ايه دا

تذكر ضربة ريهام له على ظهره والتي على إثرها نزف ظهره ولكنه لم يشعر فألم روحه كان أقوى

لم تجد رنيم منه رد لتقترب من جسده وتشلح عنه ملابسه بسرعة ثم نظرت لفنلته البيضاء لتجدها من منطقة الظهر حمراء من دماء لتبكي أكثر وتنزع إياها عنظهره .. ثم ذهبت لحمامها الصغير وجذبت علبة الاسعافات الأولية وبدأت في تطهير جرحه

_ اقتربت منه ومالت برأسها عليه ثم قبلت مكان الجرح وهي تنظفه له وقد توقفت دموعها ما إن رأته بسيطًا وسطحيًا

أغمض عينيه واستشعر السلام بقربها وبقبلتها على ظهرها شعر أنه ملك العالم واستعاد هدوءه الضائع ..

كانت تلصق لاصقة طبية على جرحه بينما سمعت صوته الهادئ يقول فجأة يشاركها تفكيره

_ تفتكري يكون نام معاها عشان كدة بيعمل كل ده !

ضيقت عينيها ناهرة إياه عن ظنه بالفتاة وبأخيه

_  إزاي بتغلط في شرفها بسهولة كدة حرام عليك

احتارت عينيه ومازلت هي في الخلف تتعامل مع الجرح وتمسح الدماء من على ظهرها

ثم أكملت وكأنها تذكره بأخلاق أخيه التي نساها

_ وبعدين لو إحنا منعرفش أخلاقها زي ما بتقول فاحنا عارفين أخلاق فوزي كويس استحالة يعمل كدة 

تأفف فب غضب قائلاً

_ هتجنن إيه إللي فيها يخليه يعمل كل دا عشانها

_ بيحبها ..

قالتها في بساطة وصدمته بمغزاها وتوقف الكلام وصمتت رنيم طويلاً .. رغم أن فوزي ضربه وأهانه إلا أن شيئًا داخلها جعلها تفرح لأن فوزي بعينيها قد نصر  الحب وعزز حبيبته بينما حبيبها الذي تطيب له جروحه لا ينفك عن فتح جروح جديدة كل يوم في قلبها

لكنها السبب ! هي من تنازلت لأجل الحب لكنها كانت تأمل أن تتغير الأحوال يومًا وصبرت ، حتى اتت قصة فوزي لتثبت لها أنها اخطأت بحق نفسها عندما رخصت نفسها بطريقةٍ ما له

لتسأل في أسى ساخرة _ غريبة الكلمة عليك صح

ثم أخذت نفسًا طويلاً واعتدلت لتجلس أمامه قائلة في حسرة فهي محرومة من ذلك الحب

_ بيحبها يا فواز

نظر داخل عينيها وشعر بما تشعر ليحاول أن يخفف عنها

_ رنيم .. الكلام إللي أنا قولته

اوقفته عن الحديث في حزم _ لو سمحت اخرج أنا خلصت .

لم تعد تستطع سماع المذيد .. لم يعد لديها بال ولا حتى صبر .  فليذهب ويختفي الآن ..

كم هي محظوظة تلك الفتاة التي يحبها أخيه ... فلقد أحبها رجلا شجاعًا لا يخاف أحد ولا يعبئ سوى بحبه وعشقه وقلبه .. لكنها تزوجت الولد الذهبي للعائلة .. رجل لا يجب أن تشوبه شائبة .. حتى إن كانت إنسانة و حبيبه   .. لكنها خادمة ! ..

_____

في صباح اليوم التالي لم يحدث جديد غير صراعات فايز وأبيه بسبب تنازله عن القضية ووالدتهم ما إن تحسنت حتى تراجعت مرة أخرى بعدما حضرت ذلك الشجار الذي دار بين أبنها الأوسط وأبيه

فايز هادئًا يحترم والده ولم يخطئ به ولم يرفع حتى صوته فيه .. لكن الأمر برمته لم يكن سوى شجارًا فوالده كان في أوج غضبه

ريم تتابع الموقف بطريقةٍ أخرى .. ترى توتر زوجها وتلجلجه في الحديث على غير عادته ..لتتأمله .. ماذا تخفي يا فايز فليست تلك طبيعتك

أما هيام فكانت سعيدة .. فطوال أن هناك مشاكل يعني أن تلك الفتاة لن تتزوج فوزي أبدًا وهذا ما يريحها فهي لن تقبل أن تدخل عائلتهم خادمة ..

______

في الليل كانت الأمور قد هدأت قليلا في ذلك البيت الذي لم يكن يرى سوى الصمت والهدوء والراحة ..

جلس فواز في الحديقة الخلفية يدخن سجائره في الخفاء .. فلا أحد يعلم بأمر تدخينه فوالده يمنعهم منها وإن علم سيغضب وسيفقد هو وقتها ثقة أبيه به واحترامه له

فهم عائلة ملتزمة نوعًا ما ولا يقبلوا بالأفعال الهوجاء ونادرًا ما يرتكبوا المحرمات أو يفعلوا الأشياء المشينة بالأخلاق ، لكن عيبهم الأساسي والبارز هو إحتقارهم بل بالمعنى الأصح نظرتهم الخاطئة وخوفهم من كل ماهو أقل منهم .. فهم عاشوا ونشئوا وتعاملوا على مر السنين أنهم الأسياد ولا يجب أن يخرج منهم ولو خطأ واحد .. نسبهم اشرف الأنساب وأخلاقهم وأسلوبهم هما الأفضل... ويكمن تميزهم في حفاظهم على رُقي نسلهم وتجميل صورتهم أمام الناس .. لذا الخطأ عندهم كان حسابه عظيم

وفواز لم يعجبه الأمر .. لم يكن يروق له .. لكنه بحكم النشأة تعود على أن ينظر له الناس كسيد وقور مهاب وله هيبة .. ولكن من داخله كان جامحًا يحبس شياطين تريد الخروج ورغبات تريد أن تنفجر ليستطيع أن يعيش بعدها كما يشاء .. وقد كان .. فأصبح في النهار صورة مشرفة وقدوة ومثل أعلى لشباب وسطه ويعجب به كل من رٱه .. وفي الليل رجل .. مجرد رجل يخطئ ويصيب متحررًا من النزعة المثالية التي تقلق مضجعه وتؤرق نومه وضاربًا بكلام الناس وعاداتهم عرض الحائط ... عاش حياته شخصين منفصلين داخل شخص واحد .. ليعش يومًا سيد يحتقر من هم أقل منه ولا يقبل حتى أن يختلط بهم، ويومًا كفواز الشاب الطبيعي الذي يحب ويعشق الخادمة الصغيرة التي تربت معه وتقريبا ولدت على يديه

____

رأي فواز أخيه يأتي من بعيد فأطفئ السجائر ورماها بعيدًا عنه في مكان مخفي .. ورفع كوب القهوة حتى يغير رائحة فمه من الدخان

أقترب فوزي في بطئ ونظر لأخيه الذي اشاح نظره عنه لا يريد رؤيته أو لمحه حتى ...

وضع رأسه في الأرض ولم يستطع مسامحة نفسه على ما فعله بأخيه

جلس أمامه قائلاً بصوتٍ آسف ومعتذر

_ أنا أهو ادامك يا فواز ،أعمل إللي تحبه فيا  أنا موافق

لم يلتف له فواز ومازال ينظر لجهه اخرى والحزن ينهش قلبه ولم يقبل إلى الآن حقيقة ضرب أخيه له

_ فواز متعذبنيش ورد عليا

لم يجد فوزي بُد من النزول على الأرض أمام قدمي أخيه مسلمًا نفسه له راجيًا إياه أن يسامحه

_ أهو يا فواز أنا تحت رجلك .. ومستعد ابوسها عشان تسامحني

لم ينظر له فواز رغم وجع قلبه على حالة أخيه ليقول فوزي

_ أنا عمري ما انسى انك أخويا الكبير اللي عشت طول عمري في حماه وتحت دراعه ، بس انت إللي ظنيت فيا وفيها ظن سوء

حاول إستعطافه بنبرته المتأثرة الصادقة

_ تتخيل إن أخوك ممكن يعمل حاجة زي دي .. إحنا مبنشربش يا فواز .. تفتكر إني هروح أعمل الحاجة دي في الحرام

لم يتفاعل مرة أخرى وملامحه بارد ومتجمدة ليتابع الآخر وقد تجمعت الدموع في عينيه

_ أخوك الصغير يا فواز وغلط غلطة عمره لما اتجرأ عليك ... عشان خاطري سامحني والله العظيم أنا معرفتش أنام ..

نزلت دموعه على وجهه ولم يسيطر عليها متوسلاً أخيه مرةّ أخرى والندم ينهش قلبه

_ فواز عشان خاطري أنا آسف بصلي ورد عليا

جذبه فواز من الأرض ثم ضمه بقوة لزراعيه كما كان يفعل وهو صغيرًا عندما كان يبكي أو يحزنه شيئ .. بداله فوزي العناق بقوة أكبر وأشد ودموعه نزلت على جسد أخيه يعتذر له في همس بينما فواز يقول بصوت متأثر

_ عارف حسيت بإيه لما رفعت إيدك عليا

لم يرد فوزي ليتابع فواز بقهر _ حسيت إني انكسرت

ضمه فوزي بقوة أكثر ثم ردد أسفه مرارًا  وتكرارًا

_ أنا آسف والله العظيم آسف ..

استمر العناق طويلاً وقد قبل فواز اعتذار أخيه وصفوا ما بينهما وجفت دومع فوزي واعتدل في جلسته ثم أعاد طلبه على أخيه بعدما ارتاحت نفسه بعد مصالحة أخيه له

_ ممكن تقنع بابا تخليه ييجي معايا اخطبها

هز فواز رأسه متاففًا _ بعد كل دا ولسة عاوزها .. اخوك اتضرب في كتفه وانت رفعت ايدك عليا وماما وبابا تعبانين ومش قادرين يقوموا ..  متعلمتش يا فوزي

ليقول فوزي _ اتعلم من إيه هو أنا طالب حاجة غلط .. أنا عاوز اتجوز على سنة الله ورسوله

لينظر له فواز بقوة _ وأنا أول واحد هقفلك

كاد أن يجن فوزي بينما يسأله _ بتعمل كدة ليه يا فواز .. يا أخي بقولك بحبها وعاوز اتجوزها انت مفتاح أبوك والوحيد إللي بيقدر يأثر عليه ، انت الوحيد اللي هتساعدني

لم يتزحزح فواز عن رأيه_ ابقى أعمل فرحك يوم جنازتي

_ ليه كل دا نفسي أفهم !!,

_ انت مديت إيدك عليا يا فوزي .. على أخوك الكبير

_ غلطان وأنا عارف بس لو حد غلط في شرف هيام ادامك هتعمل ايه .. هتسيبه

صمت فواز قليلاً وتخيل شيئًا آخر .. ماذا لو تعدى أحد على رنيم ؟ بسيطة سيقتله !

ليرد في تحفز _ لأ مش هسيبه بس هيام مراتي مش واحدة معرفش اخلاقها عاملة إزاي

غضبت عيني فوزي من كلمات أخيه الجارحة مدافعًا عن ريهام

_ وريهام كمان هتبقى مراتي وأنا بحبها وعارف اخلاقها وعارف أنها أحسن بنت في الدنيا

ليزجره فواز قائلاً _ لنفسك بقى مش لينا .. انت مش عايش لواحدك في الدنيا ، بص حواليك والعائلات القريبة مننا ، إللي بيسافر يتجوز اوروبية عشان يعلى ويفتخر بيها أكتر ، وإللي بيتجوز سيدة مجتمع تشرفه ادام الناس ، محدش بيحط راسه في الطين زيك كدة .. تخيل حد يعرف أصل مراتك .. دي هتبقى فضيحة

انفغر فاه فوزي مما يسمع ومن طريقة أخيه المههوسة بالمناظر والمجاملات بينما يكمل فواز وهو يضغط على كلمة تخرج منه كأنه في سباق مع أحد

_ الناس كلها بتنافسنا .. عاوزين يشوفوا لعيلتنا ولو غلطة واحدة بس .. ولاد فايز إللي لسة عندهم خمس سنين الناس بتركز معاهم وفي كل حركاتهم ... دا لو حد عرف إن رنيم هي إللي بتهتم بيهم هتبقى فضيحة !! . ما بالك أنت بنسب إللي انت عاوز تتجوزها ولا ياعيني على أختها السوابق _,ربت على كتف أخيه قائلاً _ أعقل يا فوزي ومتشمتش الناس فينا ومتحنيش ضهر أبوك

سخر فوزي وجلس يطالع أخيه كأنه يراه لأول مرة ثم قال

_ كلامك كله عن الناس ونظرتهم وتفكيرهم .. طب والحب يا فواز مالوش قيمة عندك

ليندفع فواز ضاربًا على قلبه _ الحب دا اكتم عليه جوا قلبك وموت بيه ، أقولك .. اتجوزها في السر .. أنا مش ممانع

ليردد فوزي في دهشة _ في السر !؟..

لم يرد فواز ونظرته العنيفة لم تختفي من عيناه ليههزء فوزي قائلاً

_صحيح ما لازم يكون في السر ، امال فواز بيه هيحافظ على الصورة المثالية للعيلة الأرقى والأعظم في البلد إزاي .. لما نتجوز خدامة في العلن ؟! لأ طبعا أكيد في السر !

ثم وقف وتغيرت نبرته لأخرى غاضبة عنيفة _ الغلط هو الحاجة الوحيدة إللي بتتعمل في السر والعار هو الحاجة الوحيدة إللي بنخبيها ، وحبي لريهام مش عار عليا ولا على عيلتنا واسمنا ، وجوازي ليها هيكون اكبر صح أعمله في حياتي .. جوازي منها أدام الناس كلهم مش في السر يا كبير يا عاقل

نظر له فواز غير مقتنع بالتراهات التي يقولها أخيه الذي أكمل في صدق

_حبي ليها أرقى بكتير من أنه يفضل ورا الشمس عمره ما يشوف النور

تلك الجملة ضربت قلب فواز ..  لأنه يعلم أنه يعيش في السر مع حبه وعشقه !

اقترب فوزي من أخيه قائلاً بأسف _ أنا دلوقتي اتاكدت إنك عمرك ما حبيت يا فواز ...

ثم تركه وذهب بعدما علم أخيه الكبير درسًا لن يسناه ...

____

قادته قدميه بعد كلمات أخيه ليذهب إلى حيث تمكث لكنه يعلم أنها سترفض مثل المرات الفائتة ..

توجه نحو أمه ليطمأن عليها وما إن دخل حتى وجدها ..

تنام مثل الملائكة .. رأسها على حافة الفراش وجسدها على كرسي .. تعتني بأمه وتسهر عليها في حين أن هيام نائمة حتى تحافظ على صحتها وريم لا تبارح زوجها ووالده في غرفة أخرى لا يستطيع أن ينزل السلم حتى ليطمئن على زوجته ... الأمر كان صدمة بالنسبة إليهم 

اقترب منها وجلس على الفراش أمامها ووضع يده في شعرها يتلمسه في هدوء .. يفقد تريسه ورزانته أمامها .. لا يستطيع مقاومتها أو الصمود .. هي جيش قوي إن وقف ضده خسر أمامه .. وإن تحالف معها واجه العالم أجمع وانتصر عليه

تململت في نومها وهو يتابعها ك الأب الذي يُنيم طفلته ثم رفعت رأسها وما إن وجدته حتى همست بصوتٍ يغلب عليه النوم

_ فوز

ابتسم مجيبًا إياها في حنين وقد تذكرها وهي صغيرة بينما لم تكن تناديه سوى هكذا .. ثم تذكر أخيه الذي قال له أنه لم يحب .. هه بل هم من لم يحبوا فحب فواز لرنيم قد تخطى جميع الحدود ..

أجابها في حب بصوته الجميل _ أيوة .. فوز

نظرت له بعينين نصف مفتحوتين ثم تمتمت بصوتٍ ناعس يملؤه الدلال الفطري

_ زعلانة منك

ليرد في صدق وهو يتلمس خدها الممتلئ

_ مش قادر على الدنيا وانتي زعلانة مني

مدت شفتيها للأمام سائلة إياه _ بتحبني ؟!

نظر عميقًا في عينيها ثم قال _ معرفش !

اغلقت جفنيها ثم عادت للنوم كما كانت ويبدو أنها كانت  صحوة لمدة ثواني معدودة أثناء النوم .. لم يهتم كثيرًا لنومها وسرح في ملامحها قائلاً في همس

_ معرفش حب ولا  تملك .. ويمكن هوس بيكي _ احتارت عينيه ثم قال _ إللي أعرفه إن إللي بيحب مبيأذيش ، بس أنا بأذيكي  ! _ تتهد في خيبة أمل فهو لا يعرف كيف يعبر عما بداخله ليقول بقلة حيلة_  مش عارف  !

اقترب بشفتيه من خدها ليتنفسه في شغف وعشق يُميزه الأعمى قبل أن يهمس بحنان داخل أذنها

_ هو كل إللي أعرفه إني مبقدرش اتنفس وانتي بعيد ..

قبل خدها قبلة صغيرة للغاية وهادئة ومتسامحه .. متسامحه مع حقيقته ومع حقيقتها ..

ثم ابتسم في حزن قائلاً_ طب عارفة لو بإيدي ، أخبيكي في قلبي عن عيون الناس واحميكي من نفسي وشيطاني  ، بس مش بإيدي يا رنيم ..

ثم نزل عليها بوابل من القبلات على رأسها وشعرها بمنتهى الرقة والهدوء كأنها زجاج هش يخاف عليه أن يتأذي .. تلك الطفلة ملكت روحه .. وبقى عليه أن يمتلك هو نفسه ليتحرر من تلك العقد التي تربى عليها .. وقتها فقط .. سيعيش حياة هانئة بجوار من يعشق .

________________

أقسم بالله بارت يبيله ياخذ عشرة على عشرة ونجمة و٦٥٠٠ كلمة  ⭐ 😌🦋🦋🪄

ودي مش شُكرانيه لأجلي لأ دي شُكرانية لأجل الكلمتين إللي قالهم الولا فوزي 🤝👏

لأ ولا ايه بس دا برنس البرانيس وشهم الشهمين كلهم 😂 معرفش ايه الهطل دا المهم انه جامد جامد يعني 😘❤️

فواز .. عبارة عن صراع بين حاجتين .. العشق .. والرغبة القاتلة في تحقيق الصورة المثالية في كل حاجة .. عنده وسواس قهري تاعبه ومحيره ياقلب أمه .. ودا مش من فراغ .. دا ليه أسباب هنعرفها بعدين 🪄🤝

فايز بقى .. رجل هادئ بطبع هادئ حب ياخد واحدة بطبع هادئ فعاشوا حياة هادئة .. لكنها مش حياة سعيدة .. بسبب مين ؟! وايه هيحصل ؟! .. هنعرف البارتات الجاية 😉

ملحوظة كدة ع الماشي "شخصيات الرواية من الواقع .. كل شخصيات الرواية من الواقع وأكاد اجذم إن كل واحد فينا صادفه على الأقل شخصتين من الرواية في حياته "🤷🧐


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.