الفصل الثالث والثلاثون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
مساء الخير والجمال .. بارت أحداثه ضرب نار صريخ أطفال 😂😂😂😂♥️
____
بعد مرور أسبوع على سفر فايز كان غارقًا في نهر العسل يرتشف منه ولا يظمأ ولم تحرمه غادة زوجته من إعطائه جميع حقوقه بلا أي تقصير ولو كان قليلاً بل كانت تبالغ في تدليله وامتاعه حتى تنسيه النساء من قبلها وتجعله لا يرى غير فتنتها وإثارتها وأنوثتها
_ مالك يا روحي سرحان في إيه
مالت غادة على كتفه من الخلف تقاطع شروده في الهاتف
_ هاه
تفاجئ فايز فرفعت حاجبها في دهشة قائلة _ هاه كمان ! مالك يا زيزو ؟!
التوتر كان ظاهرًا بوضوح على ملامحه بينما يقول _ ولادي وحشوني وبكلم ريم عشان أوصلهم بس هي مش بترد
ضيقت عينيها سائلة _ كلمت خالتك ؟
هز رأسه في احباط_ طنط نرمين هي كمان مش بترد !
اعتدلت غادة لتجلس جانبه ثم رفعت حاجبها هاتفة _ واضحة يا حبيبي زي قرص الشمس مش محتاجة
نظر لها فايز مستغربًا لتوضح له في غيظ ظنًا منها أن ريم تقصدت فعل ذلك لتفسد عليها سفرتها
_ الهانم بتلعب لعبة قديمة أوي ، تقعد أنت قلبك واكلك على عيالك وهي قافلة تليفونها عشان تضايقك وتعكر مزاجك وتبوظلنا السفرية
شرد فايز بحديثها يفكر فيه قليلاً لكنه سرعان ما نفى كلامها قائلاً
_ معتقدش إن ريم تعمل كدة
سخرت غادة بحدة _ ومتعملش كدة ليه مش غيرانة وتلاقيها قاعدة تاكل في نفسها
رفع فايز رأسه في غرور مؤكدًا _ ريم فعلا بتغير عليا أوي
ثم سرعان ما تراجع عن أفكاره فمعرفته بريم تجعله يثق بأنها لا تفعل مثل تلك الأشياء
_بس حتى لو غيرانة أكيد مش هتدخل الولاد في حاجة زي كدة ...
تنهدت غادة ثم اقتربت منه متدللة عليه _والله يا زيزو يا حبيبي أنت قلبك طيب أوي وعلى نياتك متعرفش حاجة عن كيد الستات
ثم تغلظت نبرتها مكملة_ إللي زي مراتك الاولانية دي الحقد والغيرة بيجروا في دمها اسألني أنا دا أنا عرفتها من أول نظرة
شيئ داخله لم يعجبه كلام غادة السيئ عن ريم لكنه سرعان ما تجاهل الأمر وهتف بلا مبالاة فكل ما يهمه هو أولاده
_ كل دا مهيمنيش ، أنا بقالي اسبوعين مشوفتش الولاد وواحشني أوي ، عمري ما غبت عنهم في حياتي حتى السفر باخدهم فيه
حديثه كان صادقًا في حزن لتصطك غادة على أسنانها في غيظ مرددة _ منها لله إللي كانت السبب وحرمتك منهم
ثم اقتربت منه تربت على كتفه مردفة في دهاء _ استهدى بالله يا روحي ومتخلهاش تنجح في إللي هي عاوزة تعمله ، كلم أخوك فوزي خليه يروحلهم ويطمنك عليهم بنفسه ولا الحوجة ليها
هتف فايز وقد وجد ضالته بين كلماتها _ أيوة صح إزاي مجاش في بالي ..
لكن وجهه انقلب مرة أخرى فجأة وقد لاح في خاطره أن ريم لأول مرة لا ترد عليه ولم تستجب له ..
تنهدت غادة في آسف مبتزل ثم تمتمت بتأثر زائف _ مانت يا حبة عيني ملهوف على ولادك ومش مركز ، بس أنا بقى مراتك حبيبتك وموجودة عشان اسكرلك المُر واحللك مشاكلك
اتسعت ابتسامة فايز يتأملها في هيام ثم جذب كف يدها بين يديه ورفعه لفمه يقبله في رقة بالغة وعينين شاكرة
_ شكرًا يا حبيبتي ربنا ميحرمنيش منك
ضحكت غادة بخفة وقد خُيل لها أنها انتصرت على خطط ريم الخبيثة
_ عيب عليك دا أنا غادة بردو
قبلها فايز مرة أخرى ولكن تلك المرة قبلة كانت على أطراف أصابعها استمرت لوقت أطول عقبها تدليله لها
_ أجمل دودو
ارتجف جسدها إثر لمسته وحديثه لتردف وهي تتأمله كالمغيبة
_ أحلى دودو بسمعها في حياتي
أزال فايز المسافة بينهما ليقترب منها للغاية ويضمها عليه هاتفًا وثاقبتيه داخل عينيها
_ وحشتيني أوي
رغم أنها زوجته منذ أسبوع الا أنها مازالت تخجل منه بقدر كبير لتلتهب وجنتيها وتهرب بعينيها عن عيناه التي تسحرها
_ بطل بقى بتكسفني أوي
_ مش هبطل أبدًا
كان هذا همسه الأخير قبل أن يأخذها على فراشهما من خلفها ويغيبا معًا ورغم غيامة رغبته عليه إلا أن عقله كان يفكر ، هل فعلاً الغيرة ما دفعت ريم لتفعل ذلك ؟! بالطبع ستغار عليه فهو لا يمكن تخطيه بهذه السهولة ... رغم أنها لم تتأثر ولم تظهر له شيئ بل ولم تحدثه ولا مرة ولم تجادله حتى في أمر زواجه ... لكنها بالتأكيد تمثل عليه الصمود ومن داخلها الغيرة تنهشها .
انتهى فايز وشعور الانتشاء والسعادة يسيطر عليه ثم جذب غادة لحضنه والتي بدورها عانقته كالغريقة مُسلمة نفسها كُليًا له وتكاد تقسم أن كل لحظة تمر عليها مع فايز تعشقه فيها ألف مرة ، حتى فايز الذي يشعر بمشاعر صاخبة ومهلكة من شدة لذتها ولأول مرة يعيش تلك الإثارة بحياته ليقسم هو الآخر أنه لم يتزوج من قبل فعلى ما يبدو أن غادة أنسته ريم ولياليها ...
_ بسم الله الرحمن الرحيم
بإنبهار قالتها تلك الفتاة التي وقفت متصنمة تطالع ذلك الرجل شديد الفتنة الذي اصطدمت به أثناء تقدمها سريعًا للمصعد لتهبط وتتجه لعملها بعدما عادت ليلة أمس متأخرة من سفرتها من رحلة نظمها موظفوا الموارد البشرية ...
لم يرد عليها فقط نظر لها بفتور وتقدم لداخل المصعد لتصعد هي معه ويتجها للأسفل وطال الصمت حتى قطعته هي معتذرة على اصطدامها الطائش به
_ أنا آسفة مخدتش بالي
ثم صمتت متمتمة داخلها _ والنبي لو كان واحد غيرك كنت خلعت إللي في رجلي ونسلته على دماغه ، بس حظك إنك موز ، إيه يا واد الجمدان داا
لاحظ تأمل تلك المرأة الغريب له بل وتفحصها لجسده في تركيز شديد ليهز رأسه كإجابة على اعتذارها ولم يرى الرد ضروريًا فوقفت هي على جمر تنتظر أن يتحدث أو يقول أي شيئ حتى تحاوره وتفتح معه حديث آخر ولأول مرة ترى رجل بتلك الهيئة الفخمة والمثيرة أمامها لتقرر أنها هي من ستبدأ في الحوار لتسأل
_هو أنت ساكن جديد هنا ؟
طال صمته كأنه لم يرد الإجابة ووقفت هي تترقب رده ليجيب بالنهاية
_أيوة
ابتسمت ابتسامة واسعة وكأن أحدهم أعترف لها بالحب وصوته الثقيل الهادئ ذو النبرة المثيرة الجرولية بفطرته أثارت القشعريرة بجسدها لتشعر أنها أُصيبت بماس كهربائي لكن لذيذ
مرة أخرى أستغرب نظراتها له .. هو ليس بغبي لكي لا يعلم أن تلك النظرات نظرات إعجاب فهو معتاد عليها لكن تلك البلهاء تتفحصه بجرءة شديدة ولا تجد في الأمر حرج رغم أنها ترتدي الحجاب ليلعن داخله فهو لا يكره بحياته بقدر النساء اللواتي يرتدين الحجاب ويشوهن صورته بأفعالهن ... حسبها قد صمتت لكنه استمع لصوتها يردد بإبتسامة متكلفة
_قولت كدة بردو أصل أول مرة أشوفك هنا
توقف المصعد ليخرح فورًا منه ويترك البناية بأكملها لتتحىك هي ببطئ تتابع حركته ثم أغمضت عينيها تشتم رائحة عطره ومن بعدها ابتلعت ريقها تتغزل به في رقة شديدة وجديدة عليها
_ غزاال .. لأ غزال إيه دا أسد ... هو في رجالة كدة .. امال إللي بنشوفهم في الشارع دول ايه.. قرود ..
_ بتكلمي نفسك يا دينا
انتفضت على صوت أنثوي يتعجب لها بيننا وقفت تتغزل بذلك الرجل الذي رأته في المصعد لتنظر لها هاتفة في هيام
_ يلهوي يابت شوفتي الدكر دا
تأففت حسناء قائلة_ ما تلمي نفسك بقى الله
ثم صمتت قليلاً واكملت في خبث _ أنتي عارفة دا يبقى مين
تمسكت بها دينا في لهفة _ الحقيني بسرعة وقولي مين ..
أجابت الآخرى في حسرة _ دا جوز رنيم بنت عمك ياختي
_ نعم رنيم بنت عمي مين ؟!!!
استهزءت حسناء _ فقدتي الذاكرة صح !!
شهقت عاليًا مستنكرة _ بقى رنيم لما قالوا اتجوزت .. اتجوزت البطل دا !!!
ابتسمت حسناء في حقد _ آه ياختي حظوظ بقى
_ وايه رماهم علينا ؟
_ معرفش بس بقالهم أسبوع هنا
...
ارتفع صوت دينا تجذب حسناء من بلوزتها تدفعها هنا وهناك _ أسبوع بحاله ومتقوليليش !! .. روحتي شوفتي بنت عمك يابت ولا لسة ؟
أنقذت حسناء نفسها من براثن دينا ثم قالت في غباء _ أمك راحت بس أنا عندي شغل ومروحتش وبعدين ومن امتى وأحنا بنا وِد
هنا زاغت عيني دينا في خبث شديد كأنها فكرت ورتبت خطة ما في رأسها ثم استفاقت من شرودها ووبخت أختها .
_ اخس عليكي بت دون معندكيش أخلاق ، يلا نطلعلها نطل عليها ..
لتستغرب الأخرى فدينا كانت متوجهه للعمل ما بالها تريد الصعود مرة اخرى
_ انتي مش كان وراكي شغل ؟!
هتفت في نفاق وحب أبعد ما يكون عن الحب الصادق_ يتأجل .. حبيبتي يا بنت عمي والله وحشاني
فإن كان هذا الرجل زوج رنيم .. فلابد أن يجعلوا علاقتهم مع رنيم على وثاق قوي وشديد ...
____________________________
وبعدين بقى في دينا اللي ظهرتلنا دي