الفصل الرابع والعشرين من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الرابع والعشرين من رواية عشق أولاد الزوات 


عشق أولاد الزوات

بعد ساعة من بداية الفرح كانت وقتها ريهام تبحث بعينيها عن أختها لكنها لم تجدها وذلك أقلقها للغاية وسألت فوزي عن الأمر لكنها لاحظت ضيقه الناتج عن توترها لتصمت فهي لا تريده حزينًا في هذا اليوم 


ولكن فجأة انطفأت الأنوار وسرعان ما تعم الفوضى بالمكان وتمسكت ريهام بيد فوزي في خوف شديد وبدأت الصيحات ترتفع  


ثم وبلمح البصر أضاء نور قوي عند مدخل المكان المخصص للعرس لينظروا الناس لها وينصدموا مما رأوا ... 


فهذا فايز ابن العائلة المتزوج والذي لديه اطفال يتمسك بيد فتاة جميلة ترتدي فستان زفاف ابيض


في تلك الأثناء كانت ريم تتقدم بخطوات بطيئة لمرسمها ... فتحته وشردت أمام متعلقاتها ، وقفت عند الباب متصنمة بلا حركة وبملامح باهتة يُعاد إليها الحياة الآن بينما ترى أمامها لوحاتها القديمة ورسوماتها .. صدحت موسيقى الزفاف في الارجاء لترفض أن تغمض عينيها رغم الألم لأنها تعرف إن تلك الزفة الثانية هي زفة زوجها .. وزوجته الجديدة 


 بينما فايز على الجانب الآخر يتقدم بعروسه ناحية المعازيم وعائلته التي وقفوا مصعوقين بالكامل مما يروا ، والأسوء أنه قرر أنه سيدخل بغادة الفرح بزفة كبيرة واسعة ويصدم أهله بالخبر وهكذا سيمنعهم من التدخل حتى لا يتم فضحهم أمام الناس أو إحراجه فيعلم أن أهم ما لديهم هو المظاهر ... والفنيون هناك يجهزون مكان بسرعة يناسب لجلوس العروسان . 


أجلس فايز غادة في مكانها ثم جلس بجانبها وسحب يديها وقبلها أمام الناس جميعًا وأفواه الناس تكاد تصل للأرض من أثر الصدمة.. أما أمه وخالته كلا منهما وضعت يديها على قلبها بعينين دامعة وعقل مشوش لا يعلمون هل ما يروه حلم أم أنه حقيقة ... 


مدت ريم يدها نحو آلة البيانو لتضغط على كل سلمات البيانو واحدة تلو الأخرى بطريقة مستقيمة من الأول للآخر بسرعة ... ثم نظرت ليديها وترى كمية الغبار التي خلفتها تلك الحركة على يديها ، لم تبالي بالأمر وبملامح جامدة وخطوات بطيئة توجهت لأحد الأركان الموجود بها لوحة كبيرة مغطاه بأحد الأغطية ، وقفت أمامها طويلاً غارقة في أفكارها حتى قررت أن تُزيل الغطاء عنها 


ريهام وضعت يدها على فمها من الصدمة لا تستطيع أن تتخيل أن أختها قد فعلت ذلك ! ... فاقت أم فايز من صدمتها وتوجهت لإبنها تسحبه إليها سريعًا وهذا لم يتوقع فايز أبدًا وبنفس الوقت فعلت ذلك ريهام مع أختها وفوزي ذهب مع أمه يرى آخر مجون أفعال أخيه 


نظرت لللوحة تتأملها ، كم كان يافعًا خلابًا في عشريناته ، ضحكته مرتسمة على وجهه بقوة والشغف يشع من عينيه ، طوال حياته هادئًا ورزينًا لكن عينيه دائمًا ما كانت تفرز بريق مختلف ومميز وحماس شديد أيام جامعته ، كان شغوفًا وحماسيًا بكل شيئ في تلك الفترة .. إلا بها هي ! 



_ عملتي كدة ليه ؟! 


سألت ريهام أختها ودموعها تنزل من عينيها فقد عرفت ريهام ريم وأحبتها للغاية فهي إمرأة حنونة لا مثيل لها وعرفت أولاد فايز وأحبتهم فلماذا فعلت أختها ذلك ودمرت تلك العائاة الصغيرة  


لم ترد أختها وقد شعرت بغصة في حلقها فهي لم تكن تعلم أن ردة فعل ريهام ستكون مؤثرة إلى هذا الحد 


_ ليه يا غادة .. ليه 


صرخت بها ريهام لتجيب غادة بنفس قوة الصوت 


_ أبوه جبرني يا ريهام 


كاذبة بالطبع فهي من أجبرته أن يوافق على زواجها من فايز إبنه ، تأملت ملامح ريهام المندهشة لتكمل غادة في كذبتها 


_ يا يهد الورشة وياخد مننا أرضنا يا نوافق أنا وانتي نتجوز ولاده الاتنين ، انتي تتجوزي فوزي ، وأنا اتجوز فايز 


شهقت ريهام تلك المرة واذدادت دموعها هطولاً .. هل زواجها من فوزي كذبة كبيرة من أجل المال !! .. فهمت ريهام بتلك اللحظة أن فوزي فعل كل ذلك ليساعد أباه في الحصول على الأرض ..


استرسلت غادة بينما تتابع ملامح أختها _ أنا كمان اتصدمت زيك لما جالي ، منين كان بيحارب إبنه عشان عاوز يتجوزك ومنين عاوزك تتجوزيه .. 


_ عشان يضمن سكوتنا ومحدش يقول عليه حاجة ، مراتات عياله وهتحلاله الأرض ومحدش هيقوله تلت التلاتة كام ، وهددني لو رفضت أنه هيستبيع وهيأذينا في أكل عيشنا و ، وشرفنا ! 


انهمرت ريهام في بكاء مرير وبصوت مرتفع و عالمها أنهار إثر كلمات أختها لها لتقترب منها الأخرى ممسكة وجنتيها بين يديها ناظرة إليها في حب 


 _ أنا مش وحشة يا ريهام متبصليش كدة .. أنا ضحية ومكانش ينفع أبدا اسيبك تعيشي مع الراجل دا في بيت لواحدكوا ، زين الدين دا شيطان يا ربهام.. شيطان 

ثم أخذت أختها على كتفها تضمها إليها وريهام لم تستطع التوقف عن البكاء .. هل كانت سلعة  بالنسبة له وقد أقنعها بكذبه وتمثيله أنه يحبها .. إنه لا يملك قلبًا من الأساس وستريه نتيجة فعلته فهو قد لعب بالشخص الخطأ .


عشق أولاد الزوات

أما غادة فكانت تتنهد في راحة فقد استطاعت أن تتحاشى نظرات النفور من أختها لها فهي غير قادرة على مخاصمة أختها الوحيدة .. لكنها لم تكن تعلم أن ذلك سيدمر حياة أختها وأن ما قالته جعلتها تفكر أن فوزي متواطىء مع أبيه في تلك اللعبة  ورغم أنانية غادة إلا أنها لم تكن تقصد ذلك أبدًا فهي تتمنى لأختها السعادة


عشق أولاد الزوات

_ عملت كدة إزاي !!!! 


قالتها فوزية بينما تقف مذهولة ومصدومة مما فعله إبنها وأختها نرمين والدة ريم تبكي على نصيب إبنتها وعلى الفضيحة التي نالتها اليوم بعدما تزوج عليها زوجها ودخل بعروسه الجديد الحفلة في مشهد لن ينساه معارفهم على الإطلاق 


وقف فايز يناظرهم بتجبر إستمده من تشجيع غادة له في التصدي لهم وأنه لم يخطئ لتنهار والدته وتصرخ بزين الذي جلس يطالعهم بعيني باردة 


_ أنت ساكت ليه يا زين !!؟


اعتدل زين بجلسته وطالع إبنه قائلاً _ هو خلاص عمل المصيبة وفضحنا أدام الناس 


ضيقت فوزية عينيها في صدمة من ردة فعل زين الجامدة وشعرت أن هناك أمرًا ما فهي تعلم خير العلم أن زين لن يسمح ولو على مماته أن يقبل أن يتزوج أحد أبناءه من أي فتاة أقل في المستوى منهم .. لكن لشدة إصرار فوزي ولأنه توعد لوالده بأنه سيتزوج دون علمه دفعته للقبول بريهام ولكن ما الذي دفعه أن يقبل بزواج ابنه المتزوج من الأساس بأخرى !


هتفت نرمين في حزن وقلبها يؤلمها على حياة إبنتها التي كانت مستقرة ثم تحول بها الأمر


 _إزاي تعمل كدة يا فايز .. إزاي هان على قلبك تعمل كدة في بنتي 


رغم أن منظر خالته آلمه إلا أنه لم يستطع إلا أن يدافع عن نفسه 


 _ أنا معملتش حاجة حرام وريم كانت عارفة 


هتفوا إسمها في ثواني متفاوتة مندهشين من تلك الحقيقة  


_ ريم !!


ليهز رأسه مكملاً_ وهي بنفسها جات معايا تخطبها 


وضعت فوزية يدها على فمها لا تستطيع تخيل أن إبنه عرض زوجته إلى ذلك القهر لتنظر لزين وتتأمله والذي كانت قد تغيرت ملامحه الباردة لأخرى مشتعلة وهو يستمع ما فعله ابنه بمنتهى القسوة 


أما نرمين أمها قالت في أسى ودموعها انهمىت على وجنتيها في حسرة 


_ وهي فين ريم .. ! 


لم تجد عنده جواب ولم يرد عليها أحدًا منهم لتتدخل هنا هيام مستحقرة إياه  _ علشان كدة مخلتش الولاد يحضروا فرح عمهم ...عمري ما كنت اتخيل ان أنت بالذات يا فايز قلبك يبقى قاسي كدة ولا إنك تطلع واطي أوي كدة 


ثم اقتربت من والدتها وساعدتها في الخروج بينما تستند عليها ... 


رنيم خلف الباب كعادتها تستمع .. لم تكن تسترق السمع لكنها كانت تعلم أن من حقها أن تشاركهم بكل تلك الأشياء ولكن لأنها هي وفواز معًا في الخفاء فتسترق السمع وتشاركهم في أحاديثهم في الخفاء أيضًا


كان فواز يجلس في نهاية الغرفة يشاهد ما يحدث بأعين نظراتها فاترة ليس لها معنى سوى الفراغ والجمود ، كان ينظر للأرض وعقله يخبره أن كل إخوته قد فعلوا ما يريدون إلا هو لا يستطيع ولا يمتلك تلك الشجاعة ... استغرب صمت والده وخمن هل لو كنت أنا من تزوجت على هيام هل ستكون هذه نفس ردة الفعل ! 


غارقًا في أفكاره دون التحدث بينما خرج فايز وخلفه والدته التي توجهت لغرفتها لا تريد إكمال ذاك الزفاف الملعون 


لم يتبقى سوى فواز ووالده ورنيم المتخبئة جيدًا خلف الباب والصمت يغلفهم جميعًا 


_ حضرتك كنت عارف إن فايز هيتجوز على ريم 


أتى صوته من الصمت مغلفًا بالهيبة والتهذيب سائلاً أبيه الذي أجاب بعد لحظات بتقرير وهدوء


_ عارف وموافق 


كانت أذني رنيم تتبع ما يُقال وهي على وشك البكاء فهي الوحيدة التي لم تحظى بمن تحب لتستمع لزين مكملاً 


_ أخوك بيحب غادة .. مقدرش أمنعه من حاجة هتفرحه وحاول معايا كتير عشان اجوزهاله ..


شهقت غصب عنها فهنا واجهت الحقيقة المرة وهي أن فواز لم يحاول من أجلها ! لينتبه فواز لها ويعرف أنها موجودة وتسمع ما يقال كله ليغمض عينيه في أسى وهو يستشعر خطواتها المبتعدة عن الغرفة ليعلم أنها رحلت ويعلم أنها الآن تفكر في كل الأمور السيئة عنه وأنه لم يحارب من أجلها 


تنهد ثم وقف من مكانه وجلس أمام والده قائلاً بينما ينظر داخل عينيه   


_ طول عمرك بتقولي إني شبه حضرتك في كل حاجة ، أكيد حضرتك عارف إني مقتنعتش باللي قولته 


ظهر شبه إبتسامة خبيثة على فم زين الملتوي وكان يعلم أن حديثه سيمر على أي أحد إلا فواز إبنه الكبير ليقول في صراحة تامة 


_ وافقت الاتنين يتجوزوا ولادي عشان الأرض ... كام شهر وكل واحد فيهم غصب عنه هيطلق إللي متجوزها 


لم يُعجب فواز تصرف والده ولم يغمض عينيه ولم يهتاج لكنه حدثه بنبرة بها تحذير مع مراعاة إحترام والده أثناء الحوار 


_ بابا ... فوزي بيحب ريهام وميقدرش يعيش من غيرها 


ردد أبيه في تقرير_ هيعرف ينساها .. 


لينفي فواز مؤكدًا على ما يقول وقد رق صوته عِند ذِكر الحب 


_ لأ مش هيقدر .. صدقني يا بابا عمره ما هيقدر ينسى البنت إللي حبها  


رفع أباه رأسه عاليًا  _ هيعرف .. أوعى تفكر نفسك كبرت وشوفت حاجة من الدنيا ، أنت لسة صغير أوي ومتعرفش حاجات كتير


تجاهل حديث أبيه وعينيه تشع حبًا قال _ إللي أعرفه إن مفيش راجل مهما كان يقدر ينسى الست إللي ملكت قلبه وحبها وحبته ... وفوزي بعد النهاردة مش هيبقى مرتبط معاها بالمعنويات بس ، حضرتك عارف إيه إللي هيحصل بينهم ودا كمان رابط قوي جديد هينضاف لحساب علاقتهم ببعض


عشق أولاد الزوات

وكأنه يتحدث عن نفسه فهو لن يستطيع نسيان رنيم ولو نحروا عنقه وقد رأى في عيني وأفعال أخيه حُبًا صادقًا لزوجته ريهام


ولكن تلك الطريقة التي يتحدث بها لم تُعجب زين بالمرة ليرفع حاجبه وتحتد نظراته يرسل نظرات تحذير صريحة لإبنه الكبير الذي يخشى عليه من فتنة الحب 


 _ فواز ... محبتكش وانت بتتكلم عن الحب ... أنا مربتكش على الضعف والخضوع ، أنت اتربيت على القوة ، إنك تبقى سيد أي حد وأي حاجة مهما كانوا .... النبرة دي مش عجباني ومنتكلمش بيها تاني .


أغمض فواز عينيه من تأديب أبيه له ولم يجد رد مناسب ليقوله وقد شعر أنه أفصح عما داخله أمام آخر شخص سيتقبله .. 


نظر بالأرض ليضع والده زراعه على كتفه ويجعل رأسه ترتفع لينظر داخل عينيه هاتفًا بنبرة ثقيلة كأنه يوصيه بوصيةٍ ما 


_ عاوزك تعرف مكانتك كويس ، انت إبني الكبير يا فواز ، أنت إبن زي الدين الكبير ،  والوحيد إللي أثق فيه وأسلمه كل حاجة وأنا قلبي مرتاح  ، أنت بالذات فوق الكل وفوق أخواتك كمان ، عيشت طول عمرك على الأساس دا وهتفضل كدة لآخر يوم في حياتك .. إياك تنسى الكلمتين دول علشان على أد ما بحبك على أد ما زعلي منك هيكون عظيم 


رجف قلب فواز من نظرات أبيه وحديثه ليتسائل هامسًا محاولاً إخراج نفسه من ضيق الموقف _ ليه الكلام دا دلوقتي يا بابا ، عشان كام كلمة قولتهم 


ارتفع صوت أبيه وتخلل عن هدوءه واستغل قوته هاتفًا 


_ عينيك مش مريحاني يا فواز 



ثم وقف ورحل تاركًا فواز وحده يتخبط في أفكاره واذدادت الرهبة بقلبه من معرفة أبيه بعلاقته برنيم ! 


واللي عاوز الرواية كاملة ناقصها كام فصل بس لسة بننشر فيهم

يقدر يشتريها ب٥٠ جنية من خلال فودافون كاش على الرقم إللي هديهوله بعد ما يتواصل معايا على الانستجرام ووقتها هديله لينك قناة تليجرام هنزل عليها الرواية للمشتركين ال vip إللي الرواية عندهم فاضلها تكة وتخلص 😌🔥


___________________________


تابعونا على انستجرام اسم الحساب rakafalefstories

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.