الفصل الثالث من رواية نيران الغيرة

 الفصل الثالث من رواية نيران الغيرة لنرمين السعيد


البارت_الثالث
#نيران_الغيره (عشق و إمتلاك)
#بقلمي_نرمين_السعيد (برنسيسN)
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله.. من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أمك.. قال: ثم من؟.. قال: أبوك)) 
_____________________
عذراً أن وجدت أخطاء أثناء القراءه،الحلقه تحتاج المراجعة أكثر من مره وأنا لا ليس لدي من تساعدني في الوقت الحالي ولا استطيع المراجعه سوا مره واحده بعد الانتهاء من الكتابه و هذا سبب تأخر الحلقه استغرق يوم كتابه و يومين تعديل.

وصلوا إلى منزل العمده عبد الكريم الباسل، وما أن داخلوا مجلس العمده حتى صاح بغضب بسبب أصواتهم المرتفعه وقال:
_جرا إيه يا غفير منك ليه إيه الهيصه دي؟

أجابه الغفير الأول:
_ده غريب ال كَلَّاف اللي شغال عند الحج حمد الباسل يا حضرت العمده، خاله صالح التمرجي قاعد مع صاحبه وهجم عليه وضربه.

(لتوضيح )
كَلَّاف _ هو مَن يقوم بعلف الماشية وتربِيتها

أضاف الغفير الثاني:
_مش بس كده، ده كمان مكنش راضي يجي معانا وطول الطريق نازل شتيمه في صالح و مش راضي يقول إيه السبب!

نظره العمده إلي غريب:
_أقعد يا غريب و قولي صالح عملك إيه؟

قال صالح مدفعاً عن نفسه: 
_والله ما عملت حاجه، دانا لسه شارب معه الشاى امبارح وكنا سمنه على عسل. 

رمقه غريب بغضب: 
_يعني هو طمر فيك و لا في أهلك؟

العمده بحزم:
_قول اللى عندك يا غريب من غير ما تغلط، ع الأقل أعمل إحترام ل وجودي و أنك في مجلسي. 

نظره غريب للارض وهو يكتم غضبه، نظره العمده إلى الغفيرين وقال بأمر:
_اخرجوا انتو وابعتوا السايس بالكرته دار عمي الحج عماره الباسل يجيب الحجه أم قاسم من هناك.

خرج الغفر فور أن أنهي جملته، أشار لهم أن يجلسوا فجلس غريب عن يَمينِه وصالح عن يَسارِه، والعمده الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين يتوسط المجلس على مقعد من الخشب المطلي باللون البني المزخرف باللونين الذهبي والفضي وعلى جانبيه صفين من الارئك بطول الغرفه الكبيره والتي تتسع لأكثر من خَمسين رجلاً.

نظره العمده إلي غريب كي يتحدث، فبدأ غريب بسرد ما حدث من والدة صالح ثم أنهي حديثه قائلاً بحزن :
_يرضيك اللي حصل ده يا حضرت العمده، بأي
حق أمه تتهجم علي دارى وتضرب بنتي وتسب عرضها وتعملنا فضيحه و تجرس البت قدام الجيران، ومراتي في الدار جوه بتعيط من القهر و العجز أنها مش قدره تقوم تدافع عن بنتها. 

حرك العمده رأسه للاعلي و الاسفل مرتين بتفهم
ثم نقل نظره إلى صالح: 
_إيه ردك يا صالح علي الكلام ده، أمك بأي حق تتهجم على بنت الناس وتسوا سمعتها هي كانت ساحبتك من إيدك و قالتلك تعاله اتجوزني غصب عنك انت و أمك؟

نكس صالح رأسه بحرج من غريب والعمده الذي ضرب بعصاه علي الارض بقوه وقال: 
_رد ساكت ليه؟

وقبل أن يرد صالح داخل الحج محمد الباسل إبن عم والد العمده عبد الكريم وخلفه ابنيه حمد ووحيد. 

الحج محمد بضيق :
_سلام عليكم و رحمه الله.

رد الجالسين السلام، جلس الحج محمد و أبنائه لاحظ عبد الكريم ضيق عمه فسأله:
_مالك يا عمي مين فيكوا مزعله؟

كان يوجه تحدث إلى أبناء عمه، رد الحج محمد قائلاً :
_انت اللي مزعلني، خلص مع الناس عشان نكلم براحتنا ؟

نظره حمد إلي غريب وسأله:
_بتعمل إيه هنا يا غريب ؟

كاد أن يرد غريب، ولكن العمده سابقه وسرد ما حدث من فاطمه وما ان أنتهي حتى نظره إلى صالح وقال :
_نرجع لكلامنا، قولي يا صالح أنت بينك و بين آمنه حاجه؟ 

هناك من ينظر إلي صالح بغضب شديد وترقب لإجابته، حرك صالح رأسه بنفي ثم قال : 
_لا مفيش، آمنه متربيه والغلط عمره ما يطلع منها لا فعل ولا كلام، كل الموضوع إني كلمت أمي عليها وقولتلها إنها عجباني وإني عاوز اتجوزها وهي ...

انتفض الجميع بفزع بسبب حمد الذي صاح بصوت مرتفع دون إرادته بسبب نار الغيرة التي اشتعلت بداخله ما أن قال صالح أنها تعجبه ويريد الزوج بها وهما وقفاً وكان علي وشك الانقضاض على صالح لولا أخيه وحيد الذي وقف أمامه: 
_هى مين اللي عجباك وعايز تجوزها يا ابن الك**

سأله والده متعجباً ك حال جميع الجالسين:
_في إيه يا حمد بتشتمه ليه، الجدع مغلطش و بعدين أنت مالك، أبوها متكلمش وأنت زعقت فزعتنا؟! 

نظره إليهم حمد وندم على اندفاعه و قال مبرراً:
_إزاي مغلطش يا حج، هو كل واحد تعجبه واحده يبعت أمه تضربها وتهنها فى دارها وتفرج عليها الخلق، الواد ده أكيد قايل لأمه حاجه تانيه أنا عارف الأشكال دي كويس.

قال العمده عبد الكريم :
_أقعد ووضح كلامك يا حمد، هو مصلحته إيه في اللي حصل ده؟

جلس حمد وأخيه وحيد، تحدث حمد وهو يحاول أن يتحكم بنفسه كي لا يلاحظ أحد اندفاعه وغيرتة بسبب حبه لمن يتحدثون عنها :
مين في البلد ميعرفش طبع "رجب" وبخله بيموت ع القرش حتى أنه مش هاين عليه يجوز إبنه الوحيد اللي سنه عده الخامسه وعشرين من بدرى ومحدش هيرضا يديله بنته، أصل هيدهاله علي إيه، مين مستغني عن بنته يدخلها دارهم عشان تجوع فيها وتخدم أمه اللي طابعها العن من طبع أبوه بشويتين، طبعاً مفيش ف السبع قال أعمل الحركه دي وراح فهم أمه أن بنت غريب بتجرى وراه عشان أمه تروح تتخانق وتتهم البنت بالباطل والناس تنقل الكلام و وهو يبقي موضع إهتمام والناس تقول لابوه يجوزه، وطبعاً مفيش أحسن من بنت جيرانهم اللي رفضه الجواز عشان تخدم أمها العيانه أهو دي لا هتطلب أبيض ولا أسود دي هيستر عليها بعد الفضيحه اللي هي أصلاً من تخطيته. 

وقف صالح و هو يشير بيديه و بنفي:
_أبداً والله ما حصل، أمي موجوده وتشهد بالكلام ده واني ما قولت في حق آمنه إلاّ كل خير وأعترض أمي بس عشان آمنه داخله ع الاتنين وعشرين سنه و فاتها قطر الجواز .

صاح غريب بنفعال:
_بمزاجها واختيارها، بنتي جالها كتير طلبوها بس هي اللي بترفض تسيب أمها، أنا دلوقتي اتكدت ان كلام الحج حمد صح أنت عايز تستغل أن بنتي لسه قعده من غير جواز وفاتها قطر الجواز زي ما بتقول وعملتلها فضيحه عشان تجبرها وتجبرني أننا نوافق، بس ده بعينك والله ولو طولت نجوم السماء تبقي تطول شعره من آمنه.

صالح بحزن :
_والله أنت ظالمني يا عم غريب، انا بحب آمنه و شاريها ولو عايزه اجبلها بيت بعيد عن أبويا وامي موافق، أنا موظف حكومي وليا ذمه ماليه خاصه بيا ومش محتاج حاجه من أبويا.

أغمض حمد عينيه، وذمه شفتيه يكتم غضبه و يهدا الجزء الأيسر من صدره والذي تأجَّجتِ الغيرة بداخله. 

ذالك الأبله يستفزه وكأنه مُستغنى عن حياته، قال إنها تعجبه و يريد الزوج بها و الآن يحبها، نسي حديثه مع حارس و قراره الذي أخذه، ولا يتذكر غير حبهاالذى تمكن منه وأنه تخصه،هي حبيبته وهذا يقول أنه يحبها، لم تهدأ نيران حمد إلا حين سمع صوت غريب يقول: 
_إسم بنتي متنطقوش على لسانك، ولو هتجبلها 
مال قارون بعد الفضيحه اللي حصلت مستجيل اجوزهالك. 

نظره صالح إلى العمده برجاء:
_قوله حاجه يا حضرت العمده، أنا شاريها ورايدها في الحلال ومستعد أقف قدام الجيران كلهم واقولهم أنها أشرف بت في شارعنا وأن انا اللي عايزها حب في أخلاقها واحترامها. 

العمده عبد الكريم :
_الراجل طالب بنتك فى الحلال يا غريب وأنا بصراحه أستبعد أنه قال في حقها حاجه وحشه وإلا مكنش عرض يجبلها دار لواحدها. 

الحج محمد: 
_الجدع شارى يا غريب وعفا الله عما سلف، مهما كان وحيد أمه وحست بالغيرة لما شافته متشحتف ع البت وأن كده في واحده خدته منها.

وقف غريب: 
_بين الشارى و البايع يفتح الله، أنا مسامح فى اللي أمك عملته بس من النهارده انتو فى حالكم وإحنا في حالنا، لاسلام ولا كلام بعد اليوم وبنتي حسك عينك تتعرضلها أنا حذرتك والرجاله شاهده اني رفضت طلبك أي حاجه هتعملها هيكون تمنها عمرك، كله إلا سُمعه بنتي وشرافها، بعد أذنك يا عمده انا هروح. 

حرك العمده رأسه بايجاب، خرج غريب بعدما ألقي السلام مودعاً الحج محمد و أبنائه.

نظرات غضب وغيظ من صالح ل حمد الذي ينظر أمامه بثبات وكأنه لا يراه، استأذن صالح من العمده و غادر دون أن يلقي السلام تبسم حمد وأخذ نفس طويل و أخرجه.

أنتبه حين قال العمده :
_ها يا عمي قولي زعلان مني ليه؟

الحج محمد: 
_علشان الأرض القبليه، مش حمد طلب يشتريها وكنت خلاص وافقت؟ 

حرك العمده رأسه بإيجاب :
_حصل وده لأني كنت محتاج فلوس عشان أشترى أرض تانيه، بس محصلش نصيب وراحت لصاحب نصيبها ف قولت لحمد إني مش هبيع وده من شهور إيه جد! 

تحدث حمد : 
_اللي جد أن أبويا عايزني اتشارك معه ونفتح محلج قطن وكان فكره أني اشتريت الأرض وعمل حساباته أننا نبني عليها المحلج، ف انا حكاتله اللي انت لسه قايله ف قال تعاله نروحله ونعرض عليه تاني المحلج مكسبه مضمون وهيشغل ناس كتير و الخير هيعم . 

تبسم عبد الكريم:
_وأنا عايز ينوبني من الحب جانب ويعم عليا الخير أنا كمان.

رفع الحج محمد أحدا حاجبيه :
_تقصد إيه ب عاوز ينوبك من الحب جانب.

قال وحيد: 
_انا فهمت قصد العمده يابا، أنت عايز تشاركنا صح؟

ذادت إبتسامة عبد الكريم واشار إلى وحيد قائلاً:
_عفارم عليك طالع ذكي ل واد عمك اللي هو أني يعني. 

ضحككوا جميعاً.

حمد بابتسامة :
_وأنا موفق، بس الاول عندى شرط، أنا هشترى منك نص الأرض و أبويا الربع وفلوس البناء والمكن هتبقي بنفس التقسيمه نص عليا وربع عليك و ربع على
أبويا والأرباح طبعاً بنفس التقسيمه. 

ضحك عبد الكريم :
_لا ده إسمه طمع، طب خاليها كل واحد تلت تبقي قسمة العدل. 

جاء حمد ليعترض ولكن اسكتته موافقة والده :
_وأنا موفق نقرأ الفاتحه .

بطبع لم يعترض حمد، هو لا يجرؤ بالأساس أن يتفوه بكلمه غير التي حكم بها والده، وهذا ما نشأ عليه منذ صغره بعد كلمة والده تغلق الأفواه احتراماً و تقديراً.
__________#بقلمي_برنسيسN
عاد حمد إلى منزله، وما أن داخل حتي ركض إليه أبنائه الأربعة، محمد ذات العشر سنوات، وأحمد 
ثمانية سنوات، ومحمود خمس سنوات، وآخرهم طه ثلاث سنوات ضمهم بحب.

تقدمت نحوهم زوجته بدور، امرأه جميله بيضاء البشره، ذات عيون بني ليست رشيقه وليست
سمينه هي بين ذالك وذاك، تبسمت و هي ترفع أحدا حاجبيها بنظره حاده لاحظها حمد و عرف سببها. 

اعتدل ووقف وقال :
_عديت على داركم وأنا جاي قولولي أنك قولتي
ل سند يروحك عشان بزعقلك لما بتتاخرى، مش هتبطلي كيد الحريم اللي فيكي ده، أهو ابوكي و سند اخوكي زعلوا مني و مقعدني عندهم اديلي ساعه و أكتر بحايل فيهم.

اختفت ابتسامتها وهي تقول:
_أنا قولت ل بدر و هنوات بس لا ابويا و لا سند كانوا موجودين. 

ضحك حمد ساخراً و تحرك نحو غرفته، نظرت
إلى الأولاد و قالت بحده:
_يلا كل واحد علي فرشته .

لمعت عيون طه بدموع: 
_أنا خايف، خاليني أنام معاكوا. 

تاففت بدور بضيق: 
_يوه يا طه هو كل يوم لازم من مناحيه قبل النوم، 
أنت مبقتش صغير يلا مع أخواتك.

خرج حمد ونادي علي طه فركض إليه وهو يقول:
_هنام معاكوا صح؟ 

ضحك حمد وقبله على خده:
_لا مش صح أنت هتسمع كلام أمك وتدخل تنام مع اخواتك لأنك راجل والرجاله مبتخفش. 

نزلت دموع طه وهو يقول بصوت باكى:
_لا أنا خايف، العفريت هيجي ياخدني ويحطني في شوال ويرميني في الترعه الكبيره اللى فى أول البلد عشان كسرت حصان أحمد.

ضمه حمد طه وبدأ بكفه يربت على ظهره كي يكف عن البكاء، وبنفس الوقت عيونه على أحمد يرمقه بلوم نكس أحمد رأسه.

حمل حمد طه ووقف وسار به نحو غرفتهم، وأشار للباقيه كي يلحقوا به، داخل الأبناء واستلقي كل واحد على فراشه كانت الغرفه كبيره تحتوي على أربع أسِرَّة وخِزانة ملابس كبيره وطاوله أسفل النافذه وحولها خمس مقاعد، صعد حمد إلى جوار طه بعد أن نزع العِمامه والجَلاّبّيه،سحب طه ليتوسد زراعه و تبسم له وقال بحنو ابوى موجه كلامه لاطفاله الأربعة :
_هقرائلكم قرآن، وانت يا سي طه امطمئن أن مفيش حاجه هتقدر تاذيك أبداً طول ما ابوك موجود اتفقنا؟

تبسم طه وحرك رأسه بايجاب شدد حمد في ضمه إليه وكانه سيدخله داخل صدره وهو في نفسه يريد ذالك بسبب شدة حبه لهم وتعلقه بهم، بدأ بصوته العذب يتلو آيات من صورة البقره، ظل أكثر من نصف ساعه ولم يتوقف إلا حين داخلت بدور و قالت :
_ناموا خلاص، أم شبل داخلتك المايه الحمام قوم خاليك تستحمى، صح مقولتليش الأكل كان حلو يا ترا مين اللي طبخه مرات عمي و لا تقوي؟

قالت آخر كلامها بتهكم وغيظ واضح، وقف حمد وهو يقول :
_أيوه كان حلو بس معرفش مين اللي عملته، ومسالتش علشان ميخصنيش.

تحرك للخارج، ذهبت خلفه و هي بقمة غضبها:
_مجتش أخدتني ليه مدام أنت رايح هناك ؟

التفته لها حمد:
_مكنتش عامل حسابي اني هروح، وبعدين فيها
إيه لما مره من نفسي أقعد مع اهلي أكل لقمه من غير ما تكوني معايا و تسمميها علينا بكيدك أنتي و مرات وحيد في بعض، اعقلي شويه تقوي بنت عمتك وابوها في مقام عمك وخالك إحنا كلنا أهل في بعض نفس الدم والنسب والإسم، يعني هى مش غريبه عنك ومينفعش كل ما تشوفها تتناقرى وياها، اكبرى واعرفي أن بتصرفاتك دى انتِ بتقلي من نفسك مع عيله صغيره انتِ مرات الكبير وعيبه فى حقك وحقي لما تعملي عقلك بعقل أصغر سلافتك.

صرخت بدور بغضب :
هى الل حطاني فى دماغها وعايزه تعمل رأسها
ب رأسي و ..

قطعها حمد بحذم :
_بس خلاص وحسك ميعلاش انا مش أطرش ومش لازم كل ما اجي أتكلم معاكي البيوت اللي حولينا يسمعوا بنقول إيه، اتعلمي من بدر أختك عمرها ما رفعت صوتها وعقله مخاليه حريم أخوات جوزها حوليها وحبينها كأنها اختهم محترمه الكبير وذوق مع الصغير سبحان الله توأم في الشكل لكن الطبع فرق السماء و الأرض.

زمت شفاتيها بغضب مكتوم وهي تقول: 
_أنا مش زي حد، أنا أحسن من الكل حتى بدر كلهم يتمنو يبقوا زيي مش العكس، أنت عايزني اصحى الفجر زيها اعجبن واخبز وأحضر فطار ل سلافتي
وعيالهم وأفضل طول اليوم ألف فى الدار أشوف مين أكل ومين لسه ومين رجع ومين لسه وراحه جايه زي اللي عليها ذنب.

حمد بضيق:
_وفيها إيه ده حتي ربنا بيدي الصحه علي أد المجهود، انتي فكرك عبد الكريم ميقدرش يجيب بدل الخدامه عشره أو يخدلها دار ليها بعيد عن أخواته وحريمهم؟

لوت شفاتها وقالت بتهكم :
_لا يقدر وقالها وهي اللي مرضتش، إلا إيه بتحبهم ومبقتش تقدر تعدي يوم من غيرهم وأن لمتهم حوليها بتحساسها بالأمان، كلام خايب أمان وحب إيه وهى زي المرمطون.

تبسم حمد و حرك رأسه يمين و يسار بياس :
_عمرك ما هتفهمي، أختك صح لمتهم حوليها أمان النهارده بصحتها وأيدها باديهم مش بتخدمهم زي
ما بتقولي مهتمه بيهم وبتحبهم، بكره لو جرالها حاجه هما هيشلوها ومش هيحوجوها لحد حتى أنتِ اللى بيزرع حب بيحصد حب وأنا لما بقولك اتعلمي منها ف عشان هى أختك توامتك اتربت زي ما اتربيتي وفي نفس البيت مع نفس الأب والأم.

قالت ببرود: 
_روح استحمى يا حمد الميه هتبرد و أم شبل زمانها نامت. 

تركته و داخلت إلى غرفتهم، فرك وجهه بيده وهو يستغفر وسار نحو المرحاض. 

دقائق وخرج وهو يجفف شعره، داخل الغرفه صعد إلى جوارها استلقي على ظهره ووضع يديه أسفل رأسه نظره لها وجدها نائمة على أحدا جانبيها وتعطيه ظهرها. 

_بدور، بــدور 

ردت و لكن بجفاف: 
_نعم، عاوز إيه؟

نظره لسقف بحزن: 
_ولا حاجه سلامتك نامي، تصبحي على خير. 

صمتت لحظات ثم قالت :
_وأنت من أهله.

تنهد حمد وأخرج زفير من فمه وعينيه مليئه بالحزن وقلبه مهموم، تمني لو تخلت بدور عن عنادها وغرورها، ولو لمره تقترب وتحدثه بلين وتحسن من أسلوب تعاملها معه ومع الجميع هى وحيده دون صديقات ليس لديها رفيقه مقربه، حتى أختها وتوأمتها تتحشي التعامل معها بسبب غرورها وتكبرها و تبهيها الذائد عن الحد سواء بالمال أو المجوهرات أو الأبناء أو زوجها، حتى هو تستغله لتشعرهم أنهم أقل منها رغم أنهم ليسوا كذالك ولكنهم لا يجادلونها لأنه طبع بها منذ صغرها. 

رفع حمد كفه ومسح وجهه وحاول نسيان حزنه، رغماً عنه تخيل لو آمنه هى التى بحواره تبسم حين استطاع رؤية وجهها المبتسم أمامه، تحرك يدها لتمسك أصابعها طرف خمارها لتضعه على فامها وتخفي خجلها المحبب إليه، ظل هكذا يتذكر ملامحها وابتسامتها التى سكنت قلبه وسلبت عقله منذ أول لقاء غلبه النعاس ونام دون أن يشعر.
____________ #برنسيسN
مره أسبوعين على تلك الأحداث، حمد يجلس مع حارس ك عادته شارد، حمحم حارس كي ينبه:
_احـــم إيه اللي واخد عقلك يا إبن الباسل؟ 

نظره له حمد وقال بقتضاب :
_مفيش يا حارس.

حارس بإصرار الح عليه:
_ لا بقي ده في وفي وهتقولي دلوقتي إيه اللي مخاليك شارد ؟

حمد بعناد :
_ قولتلك مفيش وخاليك في حالك ملكش دعوه بيا. 

ضحك حارس: 
_اومال ليا دعوه ب مين دانا لا آب ولا أم ومراه ولا عيل مقطولك يا ابن الأكابر .

ضرب حمد كفيه ببعضهمابضيق : 
،مش هنخلص النهارده، حارس بالله عليك سيبنى فى حالي وروح شوف شُغلك أنا مش بديك فلوس عشان تتابع الشغل وتشوف مين بيشتغل ومين لا، قاعد جمبي ليه؟ ما تقوم تهز طولك وتزعقلك فيهم شويه تحلل اليوميه اللي بتاخدها.

أمسك حارس كوب الشاي وأخذ منه رشفه وقال:
_ طعم اوي الشاي مع القرنفل، أعملك كوبايه ؟

لم يرد حمد وعاد ينظر للفراغ في محاوله لتجاهل وجود حارس ولكنه لم يسمح له و بدأ الغناء بصوت أشبه ل الصراخ و يحرك وجهه برضا وحماس و كأنه عندليب يشدو: 
_رمشك خطفني من أصحابي وأنا واد صيـــاد. 

حاول حمد كتم ضحكته و هو لا يزال ينظر أمامه، صوت حارس كان نشاز، لا للحق هو كان أكثر ذالك كان بشع مع أسلوبه الغريب والمضحك في الإطالة بأحرف الكلمه الاخيره وهو يلوي فمه ويعود ويكمل ويقول :
_لفيت بلاد وبلاد أتاريكي ساكنة الناحية دي لا الناحيه دي عشان دي شمس عليكي. 

ضحك حمد حين أضاف حارس كلمات من عنده لأن الجهه التي أشار اليها أول مره كانت مشمسه والواضح أن حارس خاف على حبيبته الوهميه من أن تصيبها ضربة شمس.

لم يصمت حارس رغم ضحك حمد الذي يزداد وأكمل غناء:
_ياسلام ياولاد مين كان يقول البصة دي تصطاد صيــــاد .

حمد بضحك: 
_خلاص يا حارس، يخرب بيت اللي يزعلك أنا بس كان إيه اللي جابني.

تبسم حارس بسماجه :
ا_لهوي هو اللي رماك مترتحش أنت غير وانت قاعد جمبي وحاطط إيدك على خدك زي اللي انكب طابخها.

أنهى حديثه بضحكه سمجه (هيهيهيعععع) تأمله حمد للحظات ثم سأله:
_قولي على سبب واحد مخاليني لسه مشغلك معايا وانت أصلاً مبتعملش حاجه غير أنك تقرف فيا وتزهقني الشويه اللي باجي اقعدهم هنا .

أمسك حارس الكوب و أخذ رشفة شاي وقال :
_تخليص ذنب، شوف ظلمت مين وربنا بعتني أخلص حقه.

ضحك حمد وهو يقول:
_ظلمت نفسي، والله أنت فعلاً تخليص ذنب وابتلاء من ربنا أنا قايم وفيتهالك غني بقي ولم الغربان حوليك ماهو محدش هيتحملك غيرهم .

أمسك حارس يده: 
_يا جدع أقعد هتروح تعمل إيه دلوقتي، أقعد خلاص مش هغني. 

جلس حمد وعم الصمت لأكثر من عشر دقائق، ولكن حارس لم يتحمل أن يجلس معه صامتاً جاء ليتحدث و لكن اسكته رؤيه آمنه تأتي نحوهم، لعن نفسه أنه أمسك ب حمد ولم يتركه يرحل، كيف نسي أنها ستأتي لأخذ الرمان كما أخبره غريب صباحاً.

تعلقت عيني حمد ب آمنه التي ترتدي الزى الفلاحى وهو عبارة عن غطاء رأس مثل خمار صغير يصل إلى ما بعد صدرها بقليل وفوقه طرحه كبير تغطيها من رأسها إلي ما قبل ركبتها بقليل ولكنها خفيفه وشفاقه نوعاً ما وكانو باللون الأسود مع جلابيه باللون البنفسجي والأبيض ويتحلى ذيل الجلابية بكورنيش تجعلها أكثر اتساعاً من الأسفل. 

آمنه بابتسامة:
_سلام عليكم.

ردو السلام :
_وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته.

وقف حارس سريعاً:
_هدخل اجبلك الرمان دقيقه واحده .

أراد حمد ان يُشَاكِس حارس فقال:
_على مهلك لتقع براحتك مالك مستعجل ليه؟ 

رمقه ببصره بغيظ: 
_لا متخفش عليا وخاليك في حالك.

ضحك حمد، داخل حارس إلي غرفته نظره حمد إلى آمنه و قال:
_ماله الراجل ده شكله كبر وخرف. 

ضحكت دون صوت وسحبت طرف طرحتها تغطي به فامها بخجل، خرج حارس و وضع صدوق صغير ملئ ب الرمان فوق رأسها وقال: 
_يلا مشي على داركم عشان أمك ماتستعوقيش .

قالت آمنه شاكره:
_شكراً يا عم حارس، بالاذن منكم.

تبسم حمد :
_أذنك معاكي خالي بالك من نفسك. 

التفتت لترد، منعها حارس ودفعها برفق ل تغارد، 
غادرت آمنه التفته إلى حمد الذي يحاول إخفاء ابتسامته و لكنه فشل وضحك.

صاح به حارس: 
_بتضحك على إيه، أنا عارف عجبك فيها إيه؟

تبسم حمد براحه، وكأن رؤيتها مسكن ل همومه
فقال بنبرة متيم: 
_قل للمليحة ذي الخمار الأسود
ماذا فعلتٍ بزاهد متعبد
قد كان شمّر للصلاة إزاره
حتى قعدتٍ له بباب المسجد 

حارس بلوم:
_مليحه وزاهد كمان يعني خلاص هتسيب نفسك لهوس العشق، أنا غلبت معاك بقي ده اللي اتفاقنا عليه إحنا مش اتكلمنا وأنت بالسانك قولت.. 

قطعه حمد حين وقف وقال: 
_إيه يا حارس براحه عليا، أنا بشر وغصب عني 
قلبي مش ملكي متبقاش أنت وابويا و ميزان العيله وضميرى عليا فيها إيه لو مكنش في ميزان حكم عليا من يوم ما اتولت إني أحد اللي تتولد بعدي، حلوه أو حشه بحبها أو لا تناسبني أو لأ اخدو مني قراراي لا هو مكنش بأيدي أصلاً.

أشفق عليه حارس: 
_عارف أنك اتظلمت، بس مش أنت بس ده حكم وماشي ع الكل من أيام جد جد جدك وأخواته وصولاً ليك أنت وبنات وشباب عيلتك، الواد اللي يتولد يكون للبنت اللي هتتولد بعده سواء بقي الفرق سنه اتنين عشره أنت ليك بنت من العيله بنت عمك بنت إبن عم أبوك بنت خالك اللي هو في الأصل من ولاد الباسل أنت ونصيبك، دايرة نسب منكم فيكم ميزان عيلة الباسل عشان ميدخلش العيله دم ونسب غريب وكله راضي محدش أعترض. 

صرخ حمد بنفعال يشعر أن قلبه يتمزق:
_محدش أعترض عشان معندهمش قوه ع المواجهه 
خايفين من اللي هيحصلهم، عارفين أن اللي هيتكلم هيلاقي ألف لسان يهاجمه وأقرب الأقربين هيتخلوا عنه هيبقي منبوذ زي اللي فيه عله، الميزان ده ظالم وخلاص راحت عليه زمن الباشويه و البكويه خلاص راحت عليه ونسل الباسل مش هيجراله حاجه لو بطالنا نتجوز من بعض وكأن علشان العيله من أصل نبيل وأصحاب روتب أيام الملكيه يبقي محرم عليهم الجواز من غيرهم و كأنها جريمه هتهدد وجود العيله.

جاء حارس ليرد قطعه، صوت أحدهم والذي جعل حمد يقفز من فرحته وتحول تحاول جذرى من غضب وسخط إلى فرح و سعاده. 

كان الصوت ل أخيه حسن ضمه الاخين بعضهما.

حمد بشوق: 
_كل دي غيبه يا حسن، خلعت قلوبنا عليك من الخوف و القلق.

حسن بتأثر: 
_غصب عني يعني هو بأيدي ما أنت عارف أنا مش في حكم نفسي. 

أبعد حارس حمد: 
_أبعد ياخويا كده هو أنت بس اللي ليك فيه .

ضم حارس حسن :
_ليك وحشه يا أبو علي بيه 

ضحك حسن _
_ازيك يا عم حارس صحتك عامله إيه يا راجل عجوز؟

حارس بابتسامة
نحمد الله (أشار ل حمد برأسه)سامع بيقولي يا عم حارس و بيحترمني متربي، مرتين أبو علي بيه .

ضحك حمد :
_قصدك إني متربي مره واحده بس ولا حاجه تانيه؟ 

حارس ببرود:
_أيوه بظبط هى الحاجه التانيه دي اللي فهمتها .

تجاهله حمد لأنه يعرف أنه تعمد إستفزازه :
_أبوك عرف أنك جئت.

رد حسن:
_لا أنا عارف أنك بتبقي هنا من بعد العصر فقولت اعدي أشوفك قبل ما أروح، ما تيجي معايا. 

تبسم حمد:
_يلا معاك عربية الجيش ...

ضحك حسن :
_اومال هاجي مشي لحد هنا، أنا خليت السواق ركن قدام شويه الطين هنا زياده والأرض مش مساويه قولت بلاش ابهدله معايا.

قال حمد: 
_طب يلا اسبقني و انا هجيب "ريحان" واحصلك.

تحرك حسن نحو السياره، ذهب حمد و صعد فوق ظهر حصانه "ريحان"و لحق به.
________#بقلمي_برنسيسN
وصلت آمنه إلى منزلها، داخلت وهي تبسمت بحماس فهي تعشق الرمان وتتمني لو تكن كل فصول السنه شتاء لتظل تأكل رمان.

داخلت إلى والدتها وجدتها نائمه، تبسمت بحنو وخرجت أحضرت وعاء بلاستيكي وسكينه وجلست وأمامها الرمان وبدأت بشقه وإفراغ حباته داخل الوعاء، ظلت علي هذا الحال لأكثر من نصف ساعه وقفت وأحضرت ماء وضعتهم فوق الرمان وبدأت تقلب بالمعلقه إلى أن تحول لون الماء للأحمر .

أحضرت طبق صغير ووضعت به بعض الرمان والماء و دخلت به إلى والدتها.

آمنه بمرح :
_اما قومي ياما، زبيده قومي يلا اصحي يا زبده جيبالك رمان.

جلست بجوارها وأكلت معلقه وقالت بستمتاع :
_ يالهوي ع العسل، قومي ياما أحسن هاكله كله و مش هسيبلك حاجه، زبده قومي يا وليه بقولك معايا رمان رمـــان ياما. 

مدت يدها وأمسكت يدها وبدأت تحركها لكن دون جدوى، فهي لا تستيقظ وضعت يدها امام أنفها لا يوجد نفس، تركت طبق الرمان ليقع أرضاً وانحنت تضع رأسها على صدرها لتسمع نبضات قلبها. 

فتحت عيونها بصدمه وحركت رأسها بنفي، وبدأت أنفاسها تزداد و تعلوا، جلست وبدأت تحرك والدتها بعنف وهي تقول بصراخ: 
_اما ردي، اما قومي اما أنا جبتلك رمان ياما، قومي ي

إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.