الفصل الثامن عشر من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الثامن عشر من رواية عشق أولاد الزوات 

_______________

هجم فواز بلا تفكير على هادي ليحمله عاليًا من فوقها وتنسحب رنيم تضم اطرافها إلى جسدها وبكائها لم تستطع إيقافه والرعب والهلع مازالا مسيطران عليها

رمي فواز جسد هادي بعنف شديد لِيرتطم بالأرض ورأسه تبدأ في النزيف ، لم يترك له الفرصة للمقاومة وهجم عليه مكورًا يديه وبمنتصف وجهه بدأ يضربه عدة ضربات متتالية وقوية وصوت صرخات هادي المروعة من شدة الألم ودموعه التي بدأت في الإنهمار أما فواز فكان أعمى وأصم في تلك اللحظة وعلى ما يبدو أن ذلك المخنث لن يخرج حيًا من بين مخلبيه

بالخارج كان جاء دور زين وصادق ليلقوا كلمتهما ولذلك أطفأوا الموسيقي وما إن هما ليتحدثا حتى استمعا صوت صرخات رجولية قادمة من داخل البيت

ميز صادق الصوت ليقول _دا هادي ابني!!!

انفتحت عيني زين في ذعر وبسرعة شديدة توجه وهو صادق للداخل واتبعهما فايز وبقية العائلة وليس فقط العائلة بل بعض المدعوون الذين لم يقدروا على كتم فضولهم لمعرفة ما يحدث بالداخل

هتف صادق في لوعة _ إبني

بينما قال زين لينهي إبنه عما يفعل _ فوااز

انصدموا من هول المنظر ليركضوا نحو فواز يحاولوا تخليص هادي منه

انتبه فواز لوجودهم ليلتفت لرنيم ذاهبًا لها وخلع سترته في سرعة شديدة وغطاها بها والتي بدورها دفنت نفسها في حضنه تبكي بقوة وعنف تحاوط خصره بزراعيها ودموعها تغرق صدره بينما هو لم يقوي على الحديث وبزراعه المتشنجة التي تنزف بسبب اصطدامها العنيف بعظام وجه ذلك القذر ، قبض على كتفيها يُلصقها به ويغمض عينيه ورأسه يهتز في غضب ساحق

بدأ في تقبيل وجهها وجبينها عدة مرات متتالية ليحاول أن يجعلها تهدأ وكان غير قادرًا حتى على أن يهمس لها ببعض الكلمات المهدئة .. 

في تلك الأثناء كان فايز طلب الإسعاف لهادي بسرعة ، لكن العائلة كلها تصنمت أمام ذلك المشهد الذى يرونه وشكوكهم بدأت تروادهم ... خصوصًا هيام وريم وفايز الذين كانوا  يطالعونهم في حيرة شديدة رغم شكهم الكبير أن هادي حاول أن يعتدي على رنيم لكن قبلات فواز وضمها إليه وحميميته الشديدة معها حيرتهم قليلاً لكن في النهاية إن تأكدت شكوكهم فالأمر نوعًا ما من الممكن أن يصبح طبيعي

بعدما فشلت محاولات صادق وزوجته إفاقة ابنهما وقف صادق يهتف بغضب

_ أنا هوديكم في ستين داهية إللي حصل لابني دا استحالة يعدي بالساهل وهتدفعوا تمنه

حاول زين تهدأة الوضع_ اهدى يا صادق بيه لما نعرف إيه الحكاية

ثم نظر فايز لفواز سائلاً إياه_ ايه إللي حصل يا فواز ؟!

لم ينظر لهم فواز بل ظل يربت على ظهر الباكية كالطفلة الصغيرة بين أحضانه وتمتم بكلمات باردة

_ خد ابنك وغور ..

انفتحت عيني صادق في دعشة من بجاحته ليثور أبيه سائلاً بينما يتجه لفواز يحاول شده من زراعه

_ ما تنطق إيه اللي حصل

تلك الهزة التي احدثها زين حعلت رنيم تشهق عاليًا وتتشبث بفواز أكثر هامسة له في توسل كأنه أبيها

_ متسبنيش

ثم  بعدها حاولت تحكي ما حدث فربت فواز على ظهرها واغمض عينيه مرة أخرى يحاول أن يتمالك أعصابه حتى لا يقتله بينما يسمعها تتهته في مرارة وصعوبة بالغة

_ كان ..  كان هيغ

لم تكد أن تكمل كلامها حتى انفجرت في بكاء مرير مرة أخرى ورغم أنها لم تكمل حديثها إلا أنهم فهموا الأمر وشكوكهم تأكدت .. فهادي حاول اغتصابها وبالتالي وضع رنيم في أحضان فواز نوعًا ما طبيعي لكن ريم بعينيها الثاقبة كان لها رأي آخر ...

اهتاج والده مدافعًا عن إبنه _ إبني متربي استحالة يعمل كدة انتي إللي بنت

قاطعه ببرود وهدوء ما قبل العاصفة فإن أكمل ذلك الرجل ما يريد قوله فسيقتله بلا تفكير

_ غور أنت وابنك برا بيتي و انسى إن في شغل بنا

هنا تدخل زين  _ انت بتقول ايه يا فواز ؟!

هز فواز رأسه _ ماشي !

استغرب أبيه وصادق ما يحدث وفجأة وجدوا فواز وقف وحمل هادي من بينهم ورفعه على كتفيه وتوجه للخروج ليحاولوا منعه بكل الطرق وفايز الذي تملكه الغضب أيضا من ذلك المغتصب منع صادق من التقدم واللحاق بفواز ...

كان زين يمشي بخطوات سريعة وسط الناس وراء إبنه الذي كان يحمل جسد هادي فوق كتفه أمام جميع الناس الذين ذعروا من هول المشهد

_ فواز !!!

خرج صادق وخلفه كل من كان بالداخل ليجدوا فواز أمام باب البيت الكبير يرمي بأقصى قوته جسد هادي ليبتعد عنه أكثر من متر ثم اقترب منه ورفع قدمه دعكها بوجهه أمام جميع الحضور ثم بصق عليه في إشمئزاز ونفور شديد

_ الإسعاف للبني ادمين مش للزبالة !

ثم دخل مرة أخرى غير عابئًا لتلك الهتافات التي تعالت من حوله منهم أبيه الذي استنقض فعلخ ومنهم صادق الذي توالت على لسانه التهديدات أما فايز  فمشى خلف أخيه يبتسم في إنتصار فقد أعجبه تصرف للغاية وهذا أقل ما يستحقه ذلك الدنيئ ، ثم ذهب يستأذن الحضور بلباقة أن يرحلوا فالحفلة قد انتهت إلى هنا ....

______

أوقف فوزي سيارته أمام شُرفة ريهام يتطلع إليها في شوقٍ شديد

أراد أن يراها وأن يشرح لها موقفه ويوضح لها أن لا يد له في كل ما حدث .. اشتاق قلبه إليها بكل ما تحمله الكلمة من معنى حيث أنها سكنته وأسرته وسيطرت على كيانه كله

مرت أكثر من نصف ساعة ومازال هو يتطلع لرؤيتها وان تفتح الشرفة ولو لدقيقة واحدة لتطل عليه بوجهها الجميل الذي يفتح له أبواب الدنيا

_ في حاجة يا باشا ؟!

جاء هذا الصوت من خلفه لينظر له مستغربًا

_ إيه باشا دي يا ذكي ؟

_ ماهو العين متعلاش على الحاجب بردو

_ عين إيه وحاجب إيه أنا مش فاهم

صمت ذكي قليلاً لا يعرف كيف يداري قهر قلبه وكيف يداري غيظه وحقده على تلك العائلة لكن فوزي ليس له يد فهو بتلك الفترة عرف شخصيته الجميلة ولكن بعدما حدث  اصبحت لديه شكوك به  ..

_ أخوك هيتجوز غادة

قالها ذكي بعينين حمراء ليقترب منه فوزي مستنكرًا

_ أنا أخواتي الاتنين متجوزين

_ فايز هيتجوز غادة !

تمتم بها ذكي في شرود ثم قال في أسى _ هياخد البنت إللي فضلت طول عمري أحبها في غمضة عين

كانت الصدمة شديدة على فوزي فهو لم يتخيل في أحلامه حتى أن يتزوج فايز على ريم .. ريم لا تستحق ذلك أبدً هو بحياته لم يرى زوجة محبه وتهتم لزوجها مثلها ...

حاول أن ينكر الأمر وعقله أراد رفض وتصديق ما سمع

_ أنت بيتهيألك أكيد ، أكيد فايز مش هيتجوز على ريم

رد ذكي في جمود _ كان نفسي يكون بيتهيألي

ثم بدأ عليه قص ما حدث بينه وبين غادة والذي كان عندما جلست غادة فوق السطح في الهواء الطلق تبتسم بلا سبب شاردة في حياتها القادمة ليقترب منها ذكي ساخرًا

_ على أساس إنك مش عاوزة تتجوزي دلوقتي

فاقت غادة من شرودها وانمحت ابتسامتها من على وجهها تدريجيًا ثم اعتدلت في جلستها وشرست ملامحها قليلاً لتقول

_ وبعدين

نظر لها ثم سايرها في طريقتها _ وبعدين سمعتك وانتي بتقوليلوا هفكر

رفعت حاجبها ثم قالت _ ومسمعتش كمان وأنا بقوله إني حاسة بحاجة من ناحيته ؟

ضيق عينه في ذهول لم يتوقع أن تكون صريحة معه إلى هذا الحد ليردد في سخرية مريرة

_ سمعت

_ يبقى جاي تسأل ليه ؟

جحودها ونظرتها القوية أخبرته أنها لن تتراجع عما أرادت لكنه أقترب منها ووقف أمامها يستجدي قلبها القاسي

_ عمرك ما حبتيني يا غادة ولا حتى حسيتي ولو بأي حاجة صغيرة ناحيتي

نظرت داخل عينيه ولم تهب شيئ قائلة _ لأ محستش ولو كنت حسيت كنت همنع نفسي

تسائل في حيرة وحزن _ ليه كدة ؟!

وقفت غادة لتصبح مواجهه له كليًا وبصوتها ذا النبرة القاسية والوتيرة البطيئة في الحديث قالت

_ عشان أنا وأنت مننفعش سوا .. أنا وانت يا ذكي تحت أوي وأنا الدنيا دي علمتني إني يوم ما اتجوز ، اتجوز واحد مسنود وايده طايلة

لم تبالي بملامحه التي اكتئبت مكملة _ لو مكانش فايز موجود يوم ما شوية الكلاب جم يهدوا بيتنا وورشتنا كان زمان كل حاجة راحت وأنا وانت دلوقتي قاعدين نبكي على الأطلال

اقترب منها هاتفًا في شراسة _ أنا افديكي بروحي

ابتسمت في سخرية_ مانت كنت موجود يومها عملت إيه يعني ، إنما فايز عليه القيمة ، لبسه وطريقته وذكاءه وقيامته

دمرت قلبه بكلماتها واظهرت كم الإستحقار التي تشعر به ناحيته ولأول مرة تظهر نظرتها الحقيقية له وكم جرحته وقهرته تلك النظرة

رغم كم الإهانة التي وجهته له إلا أن قلبه الذي يعشقها حاول إقصائها عما تريد فعله ليذكرها بحقيقة فايز

_ هتتجوزي راجل متجوز وعنده عيال ؟

هزت كتفها بلا مبالاه_ ومتجوزوش ليه هي مراة ابويا لما جات اتجوزت واحد عجوز كحيان كان حد قالها لأ ، إنما أنا بقى هتجوز سيد الناس كلهم ، راجل شباب وحلو ومعاه فلوس ،  راجل يجيبلي حقي من بق العفريت

ثم رفعت حاجبها في غرور مكملة_ وبيحبني وشاريني وهيموت عليا يبقى ليه لأ ؟!

طالت نظرات ذكي لها وكأنه يريد حفر هيئتها داخل رأسه حتى عندما يتذكرها قلبه بعد ذلك يتذكر كم كانت قاسية وجاحدة على قلبه

اقتربت غادة خطوة منه منهية إياه عن النظر لها بتلك الطريقة _ متزعلش من الكلام إللي قولته ومتبصليش كدة

ثم لان صوتها قليلاً _ أنت اكتر واحد عارف أنا انظلمت أد إيه وعشت مكسورة الجناح و أكتر واحد عارف إنك مش زي فايز في أي حاجة ويوم ما هتحصلي مشكلة فايز إللي هيحلها في إشارة واحدة من صباعه

ثم رفعت رأسها في زهو مكملة _ أنا بحب الصراحة واللف والدوران مش لعبتي يا ذكي

ربتت على كتفه قبل أن تذهب قائلة _ ربنا يرزقك ببنت الحلال إللي تناسبك وتمشي مع عيشتك

انتهى ذكي من قص ما حدث بينه وبين غادة لفوزي الذي احمرت عينيه غضبًا وحزنًا ليحاول مواساة ذكي

_ أنا مش عارف أقولك إيه

أجابه الآخر بعينين فاقدة للحياة _ متقولش حاجة ياباشا .. وإذا كنت بتعاملني حلو عشان ريهام فمتخافش ريهام هتتجوزك وغادة هتأكد على كدة

اقترب منه فوزي مصححًا له ما قال ومؤكدًا  على حديثه _ أنا لما بقيت صاحبك بقيت صاحبك عشان جدعنتك يا ذكي ورجولتك مش عشان ريهام ، أنت راجل ذكي ومتتعيبش وسيبك منها ومن إللي هي قالته دي تفكيرها محدود ونست إنها لما فعلا وقعت في ضيقة في حياتها كنت انت السبب أنها تطلع منها وتخرج من السجن .. وطول عمرك بتتمرمط عشان تحميها وتحافظ عليها إذا كان هي ولا ريهام .. دي واحدة ناكرة للعشرة والجميل ، وإن كانت رفضت تتجوزك دا من حقها إنما الكلام إللي هي قالته ونظرتها ليك بعد كل إللي قدمته ليهم دا بين اد إيه انها معندهاش أصل

_ أنا عشت عمري كله عشانها !

تمتم بها ذكي بعد صمت طال للحظات ليجذبه فوزي ويضمه يحاول أن يهون عليه جرح قلبه الذي لم تبالي به تلك المرأة ، ومصيبته الآخرة في أخيه الذي سيدمر بيته بزواجه منها وسيخسر زوجته وأطفاله..

دخل فواز الغرفة مرة أخرى ليجد ريم تحاول الإقتراب من رنيم لكن الأخرى تواصل الإبتعاد عنها في خوف فمازالت حالة الرعب مسيطرة عليها بينما هيام تتابع ما يحدث من بعيد وداخلها شعرت بالأسف لما تعرضت له رنيم فمهما كانت العداوة بينهما لن تصل إلى أن تشمت بها هيام في تلك الحادثة بل على العكس كانت حزينة وتشعى بالسوء من أجلها ..

ولكن أيستمر هذا وهي ترى الآن زوجها يقترب من رنيم التي ما إن رأته حتى دست نفسها في حضنه تختبئ من قساوة العالم بين زراعيه التي دافعت عنها وحمتها وهو تجاهل وجودهم وبدأ يهمس لها بكلمات مهدئة ويربت على ظهرها ويعبث في شعرها ثم يقبل جبينها بوتيرة سريعة ولهفة وخوف وحزن بالغ ظهر جليًا في كل حركة وكل همسة يتلفظ بها ...

استغربت كلاً من ريم وهيام الأمر كثيراً وشعرت هيام بالغيرة الشديدة ولكنها لم تتحدث فالأمر لا يحتمل الحديث أو المناقشة

جذبتها ريم من زراعها واخذتها للخارج تاركة إياهم يسكنون قليلاً

_ شوفتي عملت ايه يا ريممم

هتفت بها في غيظ شديد لتقول أختها محذرة إياها من التلفظ بأي شيئ ليس بمحله

_ هيام هي في ايه ولا في إيه ؟!

صكت هيام على أسنانها _ دي بتستغل الوضع ، دي بقالها ساعة خايفة تقرب من حد فينا وأول ما جه مسكت فيه

حاولت ريد تهدأتها قائلة _ فاكرة وهما صغيرين كانوا قريبين من بعض إزاي ، خصوصاً فواز إللي على طول كان بيحس أنها زي بنته أو اخته الصغيرة ...

ما قالته ذاد اشتعالها فقد تذكرت تلك الأيام التي لا تحبها أبدًا لكنها قالت

_ دا كان زمان .. وقتها كان هو شباب وهي لسة في ابتدائي إنما دلوقتي هي بنت كبيرة وشباب وهو بردو شباب وصغير

وضعت ريم يدها على رأسها فلا فائدة من أختها

_ هيام .. البنت مش ناقصة إللي حصلها صعب أوي

غمغمت هيام في حنق وهي تربع يديها أم وجهها _ يعني هو كان اغتصبها بجد

انفتحت عيني ريم تحذر أختها من الكارثة التي هي مقدمة على قولها

_ هيام !!

زفرت هيام في ضجر ثم قالت في صدق _ أكيد مش قصدي واكيد مش بلومها على حالتها ، بس اللي مضايقني طريقتها مع فواز وطريقته معاها

ربتت أختها على زراعها تحاول إنهاء ذلك النقاش العقيم _ ممكن تهدي وتصبري وهتفهمي كل حاجة في وقتها ..

لم تهدأ نار هيام لكنها حاولت أن تصمت وتتحمل ولا تشاغب فالأمر حساس ولا يحتمل أي كلام ..

أما بالداخل كان فواز يحاول إقصاء رنيم عن البكاء الشديد الذي يعذب قلبه ويجعله أكثر قابلية لقتل ذلك المغتصب

_رنيم .. أرجوكِ خلاص .. خد جزاؤه

تشبثت به أكثر ليقبل جبينها هامسًا في حزن

_ حبيبتي أبوس إيدك خلاص أنا مش قادر استحمل عياطك

اذداد عنف تمسكها به وحاولت ان تخرج بعض الكلمات ولكنها خرجت مشوشة للغاية

_ كنت .. لواحدي

رفعها لحضنه ودفن رأسه في شعرها يحاول أن يمنع نفسه من البكاء وبنفس الوقت يهمس لها

_ وانا جيت ونقذتك قبل ما يعمل حاجة وحشة

بدأت تهدأ قليلا ولمساته الناعمة وهمساته الحنونة المتضامنة معها أشعرتها بالأمان ليبعد رأسها عن صدره قليلاً وينظر لوجهها الأحمر الباكي

_ كسرتلك مناخيره وعضم وشه كله باظ

أسند رأسه على رأسها قائلاً_ أنا مش هقدر اسيبك النهاردة لحظة واحدة ، تعالي في حضني واوعي تخافي من حاجة وأنا معاكي 

جذبها لأحضانه مرة أخرى في سرعة ولهفة وشعوره بالغضب يتفاقم ويدفعه لفعل أي شيئ ليخفف عنها عبئ ما تحملت من صعاب

ثم أخرج رأسها ثانية ونظر داخل عينيها وتحدث كأنه يتعامل مع طفلة وقال

_ بس قبل كدة هنغير الهدوم دي وناخد شاور ، أوك

لم يتلقى منها رد فقط نظرات حائرة وضائعة وحزينة ليتوسلها قائلاً

_ ردي يا رنيم ارجوك

توسله لها جعلها تهز رأسها بالموافقة على ما قال لكنه شدد على طلبه 

_ لأ عاوز اسمع صوتك

همست في صعوبة _ حاضر

ضمها إلى صدره في عنف وسرعة يعبث في شعرها بلا هواده هاتفًا في عشق

_ ربنا ما يحرمني من صوتك أبدا ولا يحرمني من وجودك في حياتي

استكانت بين زراعيه لحظات لكنها فاجئته بقولها بصوتها المهزوز

_ هو أنا ، أنا للدرجادي انتوا شايفني جسم بس

هز رأسه يمينًا ويسارًا نافيًا ما تقول _  إحنا شايفينك أحسن واحدة في الدنيا كلها

أخرجها من بين زراعيه ليجد نظرة داخل عينيها تخبره وبصراحة أنها تحتقر ذاتها وترى نفسها في مستوى دنيوي عنهم ليمسك وجنتيها بين يديه وينظر داخل عينيها في عمق هاتفًا بأصدق نبرة امتلكها يومًا

_ أنا بحبك يا رنيم .. والله العظيم بحبك وعمري ما حبيت ست غيرك أنا روحي معاكي وانسى كل التخريف إللي أنا قولته قبل كدة

تذكرت ما قاله لتنزل دمعه من عينيها وتقول في قهر _ أنت جرحتني أوي ، وكلكوا جرحتوني ، أنا سمعت كلامكم عليا وانتوا مفكرين إن أنا إللي خليته يعمل كدة

هز رأسه عدة مرات نافيًا ما تقول وموضحًا لها في حنان _ محدش قال كدة خالص بالعكس كلهم عارفين أخلاقك وواثقين فيكي ، أبوه بس هو إللي قال كدة

نظرت في حيرة له ثم سألته وبدون وعيها قد عادت لتلك الطفلة التي كانت تخبره عن كل صغيرة وكبيرة بحياتها ورأيه عندها هو الأهم والأصح

_ يعني أنا مش وحشة يا فوز ؟

رغمًا عنه ابتسم نصف ابتسامة على هيئتهت ليأخذها داخل أحضانه بسرعة

_ انتي أحسن واحدة في الدنيا كلها ..

_______________

البارت أحداثه حلوة وفيه مشاهد كتير 😈
🪄



إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.