الفصل الواحد والثلاثون من رواية عشق أولاد الزوات
عشق أولاد الذوات:
____
_ هو أنت هتفضل قاعدلي كدة في الأوضة مش هتخرج
قساوة كلماتها ونبرتها الجامدة كسرت جزءًا جديدًا داخله ليحبس ألمه في قلبه على حاله فهذا ثاني يوم زواجه ويتم جرحه عوضًا عن إغراقه في العسل ، ثم رد عليها في هدوء
_ عريس بقى عقبال عندك
استمع لتأففها بسبب نبرته التي حملت عتابًا رغم هدوئها ليبتسم في أسى ثم قال
_ كلها ساعتين والعشا تأذن هصلي وهنام .. هريحك مني يا ستي طالما مش عاوزة تشوفيني
يبدو أن صوته المنخفض ذا الوتيرة البطيئة يستفزها بقوة دون سبب لتتهكم
_ لأ أنت مش فارق معايا أصلاً أقعد زي ما تقعد ... وبعدين إللي يشوفك يقول قاعد فرحان ومبسوط دا أنت قاعد قالب وشك
_ قلقان أوي ...
باغتها برده لتتحول ملامحها من الضيق والتهكم لأخرى دون إرادتها منصته له وقد لاحظت انكسار منكبيه قليلاً دليلاً على قلة حيلته وحزنه الصادق لتسمعه يكمل
_ قلقان على فواز أخويا
ولم يذكر سبب قلقه وهو أنه قد أعطى بطاقة بنكية لأخيه لم يستخدمها إلى الآن وحتى المنزل الذي أعطاه مفتاحه لم يذهب إليه ، ليصيبه القلق عليه وعلى حاله وهاتفه مغلق ولا يستطيع الوصول له ...
رغم شعورها بالشفقة نحوه إلا أنه ما إن ذكر إسم ذلك الرجل الغليظ الذي عاداها هي وأختها واتهمها في شرفها حتى تحدثت عنه في استهزاء
_ مش دا إللي بيحتقر الخدم وبيدوس على أي حد أقل منه
أغمض عينيه وقد ضايقه أنها لم تهتم لحزنه واهتمت لأشياء أخرى لكنه دافع عن أخاه
_ فواز مش كدة
_ عارفين أنه أخوك بس متدافعش عنه في الغلط دا واحد خاين وغدار
التف لها بعدما كان جالسًا يعطي لها ظهره يتابع إحدى القنوات الألمانية والتي يبدو أنها كانت تعرض أحد الأحداث المهمة في عالم السيارات
ثقابتيه أخفاتها بينما يحذرها ويرسم خطوطه الحمراء أمامها حتى لا تتعداها
_ متتكلميش على أخويا الكبير باللهجة والطريقة دي ، مش هسمحلك يا ريهام
تهكمت _ ماهو بردو أهاني وشتمني قبل كدة عاوزني أقول فيه شعر
ليرد عليها في حزم _ وأنا يومها للأسف مديت ايدي على أخويا وخدت حقك في لحظتها عشان عارف إن إللي قاله مكانش قليل ..
أخرستها كلماته ونظراته الحازمة لتنفخ خديها في غيظ وتنظر للجهه الأخرى بينما هو استعاد فتارته في الحديث ثانية مُوضحًا لها وضع أخيه
_ فواز مش غدار .. فواز اتربى بطريقة معينة واتحط في ظروف معينة وصلته للي أنتي شوفتيه امبارح دا ... لو مكانش بيحب رنيم كان اتجوزها في السر ، بس أهلها كلهم عارفين إحنا بس إللي منعرفش
كتفت زراعيها تحت صدرها تحدثه في تحفز كأنها تحاربه وليست بنقاش معه _ دا متجوزها عرفي ومخبيها عن الناس ومعيشها في نفس البيت إللي مراته التانية عايشة فيه .. مراته إللي بتتعامل أحسن معاملة كأنها ست البيت بس هي ملهاش أي حقوق وحتى محدش داري بيها .. أخوك مبيعرفش يحب
أمال رأسه قليلاً متحدثًا بما رآه هو وحده ولم يراه الكثير من حوله في تلك العلاقة
_ والله إللي أعرفه إن واحد زيه كان متجوز بنت عندها ١٥ سنة عُرفي ولما تمت السن القانوني اتجوزها على سنة الله ورسوله بورق رسمي شرعي متوثق ، واحد غيره كان استغلها وخد كل إللي هو عاوزه وفي الآخر رماها من غير ما يديها أي حقوق ومحدش كان هيعرف يحاسبه لا هي ولا أهلها ولا القانون
أرادت أن تخرج منتصرة من ذلك النقاش بأي شكل لكنها لم تجد ما ترد عليه به فكلامه يبدو منطقيًا ، لتنتبه له بينما يكمل في شرود متأثرًا بقصة حبهما
_ فواز بيحب رنيم أوي .. هو القوي في الحكاية وهو صاحب السلطة ويقدر يعمل كل حاجة وياخد كل حاجة هو عاوزها منها بس هو معملش كدة ... و اخويا مش هقولك مغلطش .. لأ غلط وغلط كبير بس زي ما ليه غلطاته فهو راجل عمره ما عمل علاقة في الحرام ولا يقدر يعصي ربنا في حاجة زي دي ولولا الظروف كان زمان رنيم دي أدام الكل من يوم ما اتجوزها
ارتسم على وجهها البرود وعدم التأثر عكس ما شعرت به داخلها لينظر لها فوزي بثقابتيه مردفًا كلمات تنهي الحديث في هذا الأمر
_وفي تفاصيل تانية مش هقدر أقولك عليها عشان خاصة بيهم هما فياريت تتكلمي عن أخويا بأدب واحترام عشان انتي متعرفهوش بجد ولو كنتي شايفة نفسك تعرفيه ومضايقك فمتجبيش سيرته بالسوء بردو ..
لهجته الآمرة أغضبتها لتقرر إختيار كلمات تعلم أنها ستؤثر به
_ حاضر مش هجيب سيرته أنا ماليش دعوة بيك أنت نفسك هيبقى ليا دعوة بأخوك المتكبر دا
قلب عينيه فلا فائدة من عدائها معه
_ وبعدين بقى ؟!
رفعت حاجبها متنهدة _ خلاص سكت
ثم انتهى الكلام وساد الصمت القاتل لدقائق ليقرر هو أن يراضيها فيبدو أنه كان قاس عليها
اقترب منها وحافظ على وضع مسافة بينهما حتى لا تنفر منه
_ معلش متزعليش من أسلوبي معاكي .. بس مش بحب حد يتكلم عن أخويا
داعبت كلماته قلبها وحبست ابتسامتها بصعوبة فها هو هناك أحد يريد مراضاتها ولا يتحمل أن يراها حزينة منه .. لكن لا إنه ذئب يريد الوصول لشيئ معين لا تدعيه يحصل عليه
أكمل هو كلامه في أسى غافلاً عن الأفكار السوداء التي تجول بعقل زوجته
_ أنا قلقان عليه أوي .. أكيد هو زعلان أوي على إهانة بابا ليه وطرده من البيت بالشكل دا ، فواز جامد ومش بيتأثر بسرعة بس أي حاجة بينه وبين بابا بتوجعه ... أكيد إللي حصل دا مدمره نفسيًا ومش قادر يتأقلم على الوضع الجديد
____
قال مترقبًا أن تكمل _ حطي النعناع
لتكمل في دلال تتغنى بالكلمات _ نعنانة .. نعناعة
كان هذا صوت رنيم وفواز اللذان وقفا ملتصقان ببعضهما ورنيم تصب الشاي وتضع ورقات النعناع ورقة وراء الأخرى بينما هي وزوجها القابع خلفها متمسك بخصرها يدندنان ويدللان أوراق النعناع
تناول منها كوب الشاي الساخن شاكرًا إياها_ أحلى كوباية شاي بالنعناع من روح قلبي
لترد عليه بابتسامة واسعة
_ بالهنا والشفا يا حبيبي
اعتدلت في وقفتها في ذلك المطبخ الصغير والضيق لتوجه رنيم جسدها ناحية فواز والذي بدوره كان يحاوطها بزراعه وبالآخر ارتشف الشاي مصدرًا همهمات استمتاع ثم أمال وجهه قليلاً عليها في ألفة وحنان شديدين يهمس لها كالحالم
_ أقولك على حلم من أحلامي ...
هدأت من ابتسامتها قليلاً ثم أعطته قدر من الإهتمام الذي يستحقه كل زوج مُحب من زوجته الحنونة ثم ارتسمت تلقائيًا ملامح الحنين والاندماج على وجهها بينما تنصت إليه يتحدث بصوته الجميل
_ الكيك إللي بتعمليه طول عمري كان نفسي أدخل المطبخ أعمله معاكي ومتضحكيش عليا لو قولتلك إني كنت عاوز أرمي عليكي دقيق الكيك وأحط شوكلت على وشك ونفضل بقى نرمي على بعض كل حاجة في المطبخ زي الأطفال
ابتسمت ثم وقفت على أطراف أصابعها و داعبت غُرة شعرها بأطراف لحيته بلطف محققة له رغبته فيما تمنى
_ طلبتها ونولتها ، نفسي رايحة لكيك بالشوكلت أوي مع كوباية الشاي بالنعناع دي
انفرجت شفتيه في سعادة ودهشة رغم بساطة الأمر إلا أنه يظل حلم أمِل أن يتحقق يومًا ، وهتف دون أن يعي
_ يابنت المجنونة
_هييه فواز باشا بيشتم !
شدها من خصرها في تلامس يمس الوجدان ثم رفع حاجبه متكبرًا
_ بس باشا
غاب في عينيها وابتسامتها ولم ينتبه لها بينما تسحب الدرج الذي خلفها وتخرج منه شوكولاتة فرد تسوقتها صباح اليوم وعلب مكسرات متنوعة وعديدة من التي يُفضلها فواز
نظر لها وهي تخرج القليل من الشوكولاتة بين أصابعها ثم فردتها على جزء من ذقنه في نظرات كلها مشاغبة وحيوية ثم فتحت علب المكسرات وأخرجت القليل وألصقتهم على الشوكولاتة المفرودة
كان مستسلم لها تمامًا ومنتظر خطوتها التالية ليجدها اقتربت من وجنته وألصقت شفتيها هناك تتذوق ما وضعت في تلذذ تصلب على إثره جسده ثم ابتعدت لاعقة شفتيها مغمغمة في اغواء
_ امممم باشا بالشوكلت والمكسرات
ابتسم في خبث ثم سأل في تحذير _ انتي أد إللي عملتيه دا
رفعت عينيها تتحدى رجولته في لؤم
_ اها
تأمل عينيها بنظرات موحية ثم تحسس خصرها بلمسات مادية ترسل الكثير من المعاني ثم همس في إثارة وخشونة
_ أنا عاوز ألعب
اقتربت منه ثم أغلقت عينيها تهمس في شبق أمام شفتيه منتظرة قبلته
_ أنا كمان أوي
تحفزت خلاياها ولم تكتفي منه إلى الآن بل أرادت المذيد وفرحتها أنه أصبح لها وحدها تؤجج رغبتها به أذيد من أي وقت مضى ، لكنه صدم توقعاتها التي انتظرت قبلة تتبعها أشياء أخرى أشد وأفرغ كيلوا من الدقيق الأبيض على شعرها ورأسها لتشهق عاليًا تزامنًا مع إرتفاع صخب ضحكاته في الأرجاء
اغتاظت بشدة صارخة فيه _ أنت غشيم أوي هو دا اللعب بتااعك
لم يتوقف عن الضحك بل أقترب منها يلقي بواقي الطحين الموجودة بالكيس لتحاول إبعاده عنها صارخة كالأطفال
_ لأ بجد دا مش لعب دا اسمه غباء ، هو أنت عمرك ما لعبت قبل كدة
هدأت ضحكاته قليلاً ووقف يتابعها بينما تنفض الدقيق من شعرها في استمتاع مجاوبًا سؤالها بسؤال آخر
_ يعني مش عارفه ؟
لترد كطفلة مشاغبة تهزء به _ بيقولوا إني كنت لسة متولدتش
ضربها على مؤخرة رأسها مازحًا ثم هتف في صدق
_لأ .. عمري ما لعبت يا خفيفة
مع أنه يمزح إلا أنها تعلم في كنانة نفسها أن طفولته الجافة مازالت مؤثرة به حتى هذا اليوم لكنه لا يريد نظرات اشفاق من أحد وهي تعلم ذلك لذا سخرت هي الأخرى
_مآسي
هز رأسه ثم بسرعة شدها من زراعها والتعمت عينيه ينوي اكمال لعبه معها وكأن كبته انفحر الآن ويريد اللعب حتى يغفو غير قادرًا على الوقوف محله ثابتًا دون اللعب بوجهها الذي رآه مغري أكثر حتى من أي ألعاب أخرى ليشدها من زراعيها ينوي الشر بعينيه
_ تعالي بقى عشان أنا لسة مخلصتش لعب وانتي عاوزة تتربي على شتايمك
ابتلعت ريقها في خوف فيبدو أن الطفل المجنون داخله سيطر عليه
_ براحة يا فواز و بلاش غشم
لم يستمع لها وباغتها برفعه لزجاجة المياة ثم أنزلها على رأسها لتصرخ عاليًا
_ فوااااز
لم يكن بذلك العنف بل كان لطيفًا ظريفًا بروح خفيفة تلهو كالأطفال معها وتداعبها في لين وارتفعت الضحكات هنا وهناك وتحول المنزل المغلق منذ سنوات إلى ساحة من الراحة والحيوية والسعادة
لكن جزء من المنزل لم يكن سعيدًا أبدًا ... هو هذا الجزء الصغير الذي هم فيه الذي تحول لساحة من المياة المخلوطة بالدقيق والسكر حتى صارت كالعجين مرمي على الرخام والأرض ويلوث جميع ما طاله وحتى لطخات من الشوكولاتة القابلة للفرد ...
أرخى فواز جزعه على الأرض فقد أصابه الجهد بعد الجري وراء رنيم والحرص على تشويه وجهها وجسدها بمنتجات الطبخ فكانا كالطفلين اللذان يلعبان بالطين ولوثا ملابسهما وجسديهما
أما رنيم التي تحولت ملامحها بالكثير من الألوان حتى اختفت خلفهم كانت تتفقد شعرها باكية عليه وهي تتمسك به والعجين يأبى أن يخرج من خصلاتها
_ ادي آخرة هزار القطة مع أسد شعري باظ وبقيت عجينة
ضحك فواز ضحكة صفاء لم يحظى بها إلا مع رنيم زوجته الصغيرة ثم أقترب منها وشدها لتستقر تحته على أرض المطبخ الصلبة ثم بدأ في القهقهة على شكلها الباكي المشوه واللطيف ثم اقترب من شفتيها بشفتيه يزيل الشوكولاتة من هناك ببطئ ثم غمزها مازحًا
_____
مواعيد الرواية 😻
الاسبوع دا كله النشر يومي
بعد الاسبوع دا الرواية هتنزل مرة واحدة بس في الأسبوع وهتكون يوم الجمعة الساعة ٩ باليل 😈💓
واللي عاوز الرواية كاملة ناقصها كام فصل بس لسة بننشر فيهم
يقدر يشتريها ب٥٠ جنية من خلال فودافون كاش على الرقم إللي هديهوله بعد ما يتواصل معايا على الانستجرام ووقتها هديله لينك قناة تليجرام هنزل عليها الرواية للمشتركين ال vip إللي الرواية عندهم فاضلها تكة وتخلص 😌🔥
____