الفصل الحادي عشر من رواية عشق أولاد الزوات
_____________________
_ فواز !!
لتتوقف الدماء بعروقهما ما إن استمعا لذلك الصوت ...
كان صوت فوزي ينادي من الخارج ويدق الباب لترتجف رنيم بين زراعيه ثم سرعان ما ابتعدت عنه لينظر إليها فواز ببعض التوتر لكنه سيطر على أعصابه أخيرًا وهدأها بنظراته ثم قال في ثبات
_ روحي افتحي الباب
همست مندهشة_ انت سامع بتقول إيه !!
أمرها في حزم _ اعدلي شعرك وروحي افتحي الباب
ابتلعت ريقها وطالعته قليلاً قبل أن تتوجه ببطئ وتقف امام الباب تعدل شعرها ثم فتحت الباب وخرجت لتتقابل عيناها بعيني فوزي ثم تخطته وذهبت في هدوء كما أمرها فواز ، ليقف الآخر مستغربًا خروجها من الغرفة فهو يعلم أنها لا دخل بها بذلك الجزء ..
دخل الغرفة ليجدها فارغة ثم رأى فواز يخرج من الحمام مبتل ويجفف شعره بالمنشفة لتلعب في عقله الشكوك ليسأل في تحفز
_ كانت بتعمل إيه هنا ؟!
رسم فواز على وجهه الجهل وعدم المعرفة ليسأل
_ هي مين ؟!
اقترب منه فوزي قائلاً _ رنيم إللي لسة خارجة دلوقتي
تجاهله فواز وذهب ليقف أمام المرٱه يجذب مجفف الشعر ليسأله فوزي في شك
_ متعرفش إنها كانت هنا ؟!
نفى الآخر مجيبًا بلا مبالاه
_ لا كنت باخد شاور
هنا حمحم فوزي في حرج فالشكوك لا يعلم لِمَ فجأة هاجمته لكن تواجد رنيم في الغرفة وخروجها في ذلك التوتر وفي صمت بل ومشهد أخيه وهو يخرج من الحمام جعله يظن بهما ظنًا ٱخر ....
ابتسم فواز داخله فقد علم أن تمثيله أقنع أخاه ليكمل وكأنه يؤكد أنه هو الآخر مستغربًا تواجدها
_بس إيه جابها هنا فعلاً ؟!
ثم شغل المجفف وارتفع صوته عاليًا ليقترب منه فوزي بسرعة قائلا ً
_ مش مهم بقى يا فواز أبقى اسألها بعدين .. المهم أنا دلوقتي
يعلم فواز ما يريد أخاه لذا لم يستدر له ليجد أخيه ينزع منه الجهاز ثم يلفه من زراعه ويواجهه قائلاً
_ سيب البتاع دا و ركز معايا
نظر لها منتظرًا أن يفتح الموضوع الذي يفتحه معه تقريبًا كل يوم
_ أنا عاوز اتجوز رهام !
قلب عينيه في ملل ثم تأفف قائلاً
_ مش هنخلص من الموضوع دا
ليقول فوزي في لهفة _ هنخلص منه لما اتجوزها
نظر له أخيه تلك النظرة التي تدل على الرفض والثبات على الموقف ليقول فوزي في غضب
_ يعني هتبقوا مبسوطين لما اتجوز من وراكم ؟!
لتحتد عيني فواز قائلاً_ علشان لما بابا يعرف يروح فيها
هتف فوزي في قلق_ بعيد الشر عنه
ليؤنبه أخيه ويتلاعب بمشاعره _ مش هو دا إللي أنت عاوزه ؟!
لينفي بقوة_ لأ طبعا عمري ما ابقى عاوز كدة
هنا نظر فواز للجهه الأخرى وقد عرف كيف يستغل عواطف أخيه جيدًا لينهيه عن فتح ذلك الموضوع ثانيتًا ثم قال في حزم
_ يبقى تقفل الموضوع وخد بالك ما صدقنا انهم بقوا كويسين واتحسنوا
أقترب فوزي منه وامسك زراعه _ طيب تعالى أنت معايا اخطبها انت أخويا الكبير بردو
نزع منه زراعه والتف للمرٱه يهندم شعره ولحيته بينما يجيبه في برود
_ عاوزني اجي معاك وابوك لسة حي
تأفف فوزي منه _ هنفضل نلف وندور ونرجع لنفس النقطة ..
بصوتٍ هادئ ونبرة قاطعة قال بينما ينظر لأخيه من خلال المرٱه
_ شوف يا فوزي .. إللي في دماغك دا مستحيل يحصل .
_ أنت لو لينت دماغ أبوك هيبقى ممكن
_ أنا بقى مش موافق أكتر من أبوك !
انخفض صوت فوزي قليلاً ببعض الحزن قائلاً _ ماهو دا إللي قصدي عليه .. هو أنا بجيلك كل يوم وبسمع منك نفس الرد ومع ذلك بتذللك ليه يعني
وضع يده على زراعه يناجيه أن يحن عليه ولو قليلاً ليوافق
_ عشان أنت إللي في ايدك كل حاجة
رغم ألمه على أخيه لكن ما يطلبه مصيبة كبيرة ليتغلب على مشاعره قائلاً
_وعلشان أنا إللي في ايدى كل حاجة فنا مشغول أوي وعندي شغل كتير
نظر له فوزي في تأنيب ليقول فواز بلا مبالاه
_ ممكن تخرج بقى ؟!
___________
في الحديقة بين الأزهار والخضار المريح للأعصاب بينما شمس العصاري تزين السماء ونسمات الهواء اللطيفة تداعب ريش العصافير وشعر الحسناوات
جلست مع زوجها بعدما تعافى تحاول فهم وجهة نظره في إختياراته التي بدت عشوائية في الفترة الأخيرة وكأنه يعاند نفسه ألا يختار الأفضل
نظرت لتلك الأوراق بيديها وبيد زوجها ورغم وجود الأجهزة الحديثة إلا أنها لا تحب أن تكتب إلا على الورق وبٱخر مرحلة يتم إرسال ما قد كُتِب لأحد العاملين المختصين لينقله على الأجهزة المطلوب نقل العمل إليها ...
انهدشت من إختياره لتقول معترضة بلباقة
_بس الخطاب دا أحلى يا فايز .. اختيارك يحترم أكيد بس ممكن تبص تاني ..
أصر على رأيه ملغيًا فكرتها _ حاسس إن دا أحسن
أمسكت الخطاب من يديه تطالعه مرةً أخرى ثم سألت _ انت جبته منين !!؟
ليجيبها في برود _ حد جديد كتبه
يتناقشون وأصواتهم منخفضة وهادئة ورغم ذلك تعبر عن مشاعرهم سواء كانت غضب أم راحة وذلك ما كان يميزهم حتى في أوج غضبهم عيناهم تتحدث وصوتهم الرقيق يشرح الكثير دون الحاجة لأن يثور ويرتفع
أرادت أن تسأله مرة أخرى علها تقصيه عن اختياره السيئ
_ وهو عاجبك يعني خلاص ؟!
نظر لها وقد بدأ يتضايق من أسئلتها _ آه عاجبني ياريم ..
صمتت ورمقته بنظرات غريبة فلا يخفى عليها تغيراته المفاجئة ليقطع شرودها قائلاً
_ بس عاوزك تشتغلي على إللي معاكي وتحاولي تخليه شبه دا
رغم عدم إقتناعها إلا أنها أجابت بصوتها الرقيق بينما تعود لتمسك القلم والورقة مرة أخرى لتنفذ ما قاله
_ طيب يا حبيبي .. هحاول كمان مرة !
نظر لها مطولاً بنظرة غامضة بينما تعمل أمامه وتنشغل في حوائجه رغم أنها غير مجبرة على ذلك ، ثم أرجع رأسه على الكرسي الطويل والمريح في تعب وإرهاق ، ويبدأ يلاعب القلم بين أصابع يديه في غضب وتوتر لا يعلم ما سببه ..
كاذب هو يعلم السبب جيدًا ! لتعود ذاكرته لٱخر يوم رأى غادة فيه منذ ما يقارب الشهر ..
تذكر ذلك اليوم بعد الحادثة بأسبوع عندما ذهب إليها ورغبة ملحة أتعبته جعلته يهرول إليها ...
ما إن توقفت سيارته أمام الورشة حتى خرجت منها وقد بدلت عبائتها بزي العمل الخاص بالميكانيكي ولفت شعرها برابطة رأس ووجهها ملطخ بالشحم كما يديها ومازالت المؤثرات التي تضعها على وجهها وجسدها موجودة لتحاول بها أن تظهر كالرجال ...
هتفت مرحبة به بطريقتها الساخرة
_الله الله فايز باشا بنفسه عندنا
ليخرج من سيارته ويستند عليها قائلاً
_مش صعب تحسني أسلوبك أكتر
لتنظر له في تكبر وتبتسم بإستفزاز
_ عاجبني
تأمل هيأتها وقد بدت مضحكة بمظهرها ذلك .. وفايز الذي يعشق النظافة عمومًا وخصوصًا يقدس نظافة المرأة .. أعجبه مظهرها المبعثر ذاك
سألته في عجلة فهي لا تحب المماطلة
_ ها جاي في إيه ؟!
نظر للسيارة ثم قال _ العربية عاوزة بنزين
لتهزء وكل ما جاء في بالها أن فايز يحاول أن يفتح معها حديث ليأخذ الأرض فقط .. ولو تعلم أن نيته مختلفة سيكون رد فعلها مختلف تمامًا
_ جاي من التجمع لاكتوبر عشان تحط بنزين من عندنا ! ..
لتنظر لخزان تفويل البنزين الوحيد قائلة _ إيش حال مكانتش مكنة واحدة بس
رغم ضيقه من سخريته إلا أنه أجابها بثبات
_ عندي شغل جمبكوا فعديت ..
لم تعلق على إجابته وطلبت منه أن يتقدم بالسيارة لتصل للخزان وفعل بينما عينيه من تحت نظارته السوداء تتأمل كل تصرفاته حتى ذلك الشنب الموجود على وجهها يصورها له في صورة أكثر لذة وتميز
تابعها بينما تباشر عملها ثم قال
_ بعتذر عن إللي فواز أخويا عمله
لتسخر مجيبة _ لا تعتذر إيه دا أنتوا طلعتوا عيلة فضيحة
أغمض عينيه وقد اشمئز من كلماتها
_ الفاظك مش معقولة
تجاهلته ثم سألت
_ جرحك عامل إيه دلوقتي
ليرد عليها ولا يستطيع أن ينكر أن سؤالها عنه دغدغ قلبه
_كويس ..
_ جدع !,
استغرب من كلمتها فما حاجتها هنا لتلاحظ هي استغرابه وتقول
_ أعذرني اصلي كنت مفكراك هتكبر المواضيع زي مراتك
اذداد غرابة أكثر لتتحدث
_ متفهمنيش غلط بس يومها حسستني إنك واخد طلقة في قلبك ..
ابتسم في ثقة وحب ريم وخوفها عليه دائمًا ما يذيقه لذة الغرور والكبرياء .. ليقول
_ ريم مبتتحملش عليا حاجة ..
لتهزء ومازالت لا تستطيع بلع تصرفات تلك المرأة الغنية التي وصفتها ب "المسهوكة"
_ امممم أنت هتقولي دي وقعت من طولها يومها ومبطلتش عييط .. دا حِتة خدش في دراعك يعني مش مستاهلة
ضيق عينيه مندهشًا .. هل تغار عليه الآن ؟! .. أثارت داخله ليسألها في خبث
_ وانتي إيه مضايقك في الموضوع ، عمرك ما شوفتي واحدة بتحب جوزها وخايفة عليه
مثلت اللا مبالاة قائلة _ لا وأنا يضايقني ليه إن شاء الله تموت حتى عليك
ليحاصرها بسؤاله _ يعني مش شايفة إنك اتدخلتي في حياتي الخاصة
لتضحك في سخرية _ آه هو أنت منهم
ظهر على وجهه عدم الفهم لتقول
_ آه يعني من بتوع الحياة الخاصة وما خاصة _ ثم نظرت له قائلة _ محبكها أوي
لولا وجود عويناته على وجهه لكان أنفضح أمامها من نظراته إليها بينما تتحدث بتلك الطريقة الساخرة والمستهزءة بل والغيورة أيضًا ليقسم أنها قد أسرت قلبه وأحيت بمشاعره شغف لم يعيشه يومًا .. انتهت من التفويل الذي أخذ أكثر من وقته في العادة نظرًا لقدم الجهاز الذي تمتلكه هي .
غير الموضوع سائلاً بينما تقترب منه بيدها محرمة تكاد أن تكون سوداء تمسح بها يديها من الشحم
_ ريهام عاملة إيه دلوقتي ؟!
لتجيبه _ ماشي حالها
ثم نظرت له بنظرة ممتنة وبأسلوبها الشيق قالت
_ رجعت جامعتها علطول .. مشكرين
ابتسم هنا ولم يستطع أن يداري انبهاره بها وبكل تفاصيلها حتى اختيارها لكلماتها بعجبه ، لتنظر لوجهه الجميل وتسرح في إبتسامته .. قلب أعذر يرى رجل كامل الرجولة يضحك لها بتلك الطريقة الخلابة لتبتلع ريقها في إعجاب ولم يخفى عليه نظراتها له لتذداد ابتسامته إتساعًا
_ غادة !
أخرجها من شرودها ذلك الصوت الرجولي لتلتف لذكي وشعرت أنها تأملت فايز أكثر من اللازم لتحاول إخراج صوتها طبيعي قائلة
_ عاش من سمع صوتك ياذكي
اقترب منهما يوزع نظراته الغامضة بينهما
_ في حاجة ؟!
لتقول له تحاول ألا تضايقه فهي ٱخر مرة تعلم أنها كانت فظة معه وإلى الآن لم تعتذر
_ لأ مفيش المرة دي جاي زبون ..
ليطلب منها بينما عيناه لم تبارح فايز
_ طب خشي جوا انتي
هنا خافت عليه عندما رأت أطرافه ترتعش
_ أنت لسة مبقتش كويس الدكتور قالك متقفش كتير
ليأمرها في بعض الغضب _ خشي جوا
استمعت لكلامه ودخلت فورًا ليتابع سيره نحو فايز الذي وقف بلا تعبير يشاهد ذلك المنظر رغم أن الغيرة داخله تنهشه !
_ كل دا عشان تشوفها ؟!
سؤال ذكي جاء مباغتًا بل صريحًا أكثر من اللازم ليتوتر فايز بعض الشيىء لكنه إصطنع عدم الفهم بما يتلفظ
_ اشوف مين ؟!
لينصحه ذكي بصوت اقرب للغضب والتأنيب
_ ياباشا أنا عرفت إنك راجل متجوز وعندك عيال ميصحش إللي بتعمله دا
ضيق عينيه مصطنعًا الإندهاش _ انت بتقول إيه ؟!
لم يخيل على ذكي تلك الكلمات ليقول
_ أنت عارف أنا بتكلم على إيه ، غادة بت غلبانة ميغركش لسانها الخشن دي شِقَت كتير ، متشاغلهاش
ذكي سغار على غادةوبنفس الوقت خائفًا عليها من براثن ذلك الغني الذي يستطيع أن يغريها بجماله وماله وهو يعرف أنها فتاه لم يمر بحياتها رجل من قبل ويخاف أن تميل له وبالنهاية سيخسرها وتصبح لغيره وفوق كل ذلك سيجرحها ويرميها بعدما يأخذ ما يريد منها ....
كل تلك المشاعر وأكثر شعر بها ذلك المحب الصادق لكن فايز لم يبالي به وبمشاعره وتابع تمثيله عدم الفهم قائلاً
_ حقيقي مش فاهمك
طلب منه ذكي بينما قلبه يكاد أن ينهار من الغيرة على غادة _ ابعدوا عننا يا باشا أحسن .. سيبها تاخد إللي شبهها ومن توبها
اقترب من أحد العجل الموجود أمام الورشة ثم وضع عليه الحِساب والذي تمثل بورقة مالية أكثر بكثير مما يستحق البنزين الذي استخدمه ليقول في سخرية ولأول مرة يتباهي بماله ويظهر تكبره على من هم أقل منه
_ وانت طبعا إللي شبهها !
حمل ذكي المال ثم اقترب من فايز واضعًا إياه في جيبه قائلاً بنبرة كارهه
_ بالسلامة يا باشا ...
_____________
ذهب لعمله والشوق لحبيبته يأكله ، والحزن من العالم كله يحاوطه .. فلا يريد أحد تزويجها له .. لا أهله ولا حتى هي بذاتها ! ... جال بخاطره كلماتها عندما قابلها بجامعتها
_ كنت متاكد إنك هتيجي
قالها مرحبًا بها بينما تجلس أمامه على إستحياء
_ وأنا متأكدة إني جاية عشان حاجة مختلفة عن إللي في دماغك
رغم ردها الجاف إلا أنه ابتسم في اتساع ورحابة صدر
_ اتكلمي أنا عاوز اسمع منك كل حاجة
تنهدت ثم قالت _ مينفعش إللي بتعمله دا .. أنت كدة بتأذيني
ليردد مندهشًا _ بأذيكي ؟
لترفع حاجبها في حدة _ أنت مش قولت هتسمع ومش هتتكلم
لم يتحدث واستمع لكلامها فأكملت
_ أنا مش أد عيلتك .. أبوك لما عرف أنك عاوز تتجوزني فصلني من كليتي
صُدم مما قالت _ بابا عمل كدة !!
لتهز رأسها موضحه له وجهة نظرها _ أنا مش جاية احرضك ضد بباك ، أنا جاية أقولك إن مستحيل نبقى مع بعض
اظلمت ملامحه من كلماتها التي تغلق في وجهه أبواب الأمل
_ أنا مش أقل منك ولا عمر الفقر كان عيب أو قلة الفلوس بحطها في دماغي أنا الحمدلله راضية جدا واحسن من غيري بكتير
رفعت رأسها بكبرياء _ بس مش هتحمل أي حد يغلط فيا أو يمارس نقصه عليا ..
كلماتها وملامحها وهدوءها رغم جدية حديثها جعلته ينظر داخل عينيه بعمق ثم قال دون مقدمات
_ ريهام .. أنا بحبك
مسكت رأسها فلا يوجد فائدة منه لتنفعل عليه قليلاً_ مين قالك إنك بتحبني .. هو أنت تعرفني منين يا فوزي !
لم ينتبه أساسًا لم قالت وكل ما تردد في عقله اسمه وهي تناديه ليردد كالمسحور بمظهره اللطيف
_ اسمي حلو أوي وهو طالع منك
طريقته جعلتها ابتسمت في أسى ثم قالت _ هم يضحك وهم يبكي
ابتسم هو الآخر واقترب قليلاً قائلاً في حماس
_ المهم مقولتليش رأيك إيه ؟!
لتستغرب فلم يقل شيئ يستدعي رأيها فهي من كانت تتحدث منذ أن تقابلا لتسأل في حيرة
_ في إيه ؟!
فتح عينيه في حرج ثم حمحم وتذكر أنه لم يقل شئًا من الأساس ليتمتم في خجل منها بعدما بدا كالغبي أمامها ..
_ احم في إللي لسة هقوله دلوقتي
هزت رأسها بنفاذ صبر ليقول _ سامحيني بس أنا لما ببقى ادامك والله بنسى نفسي ..
صمت قليلاً وارتسمت على ملامحه الجدية والعاطفة في وقتًا واحد ثم قال
_ انتي متعرفيش أنا بتذل أد إيه عشان يوافقوا اني اتجوزك .. مش عاوزك تفكري دا ضعف مني
انصتت له بكامل وعيها بينما يكمل _ أنا الصغير في العيلة ، الفرق بيني وبين أخويا الكبير عشر سنين .. اتولدت وهو كل اللي ليا وهو إللي بيحميني وبيعلمني كل حاجة حتى فايز أخويا بردو نفس الحكاية ، بس فواز كان أكبر مننا احنا الاتنين ومهما احكيلك مش هقولك الراجل دا قدملنا ايه ولسة لحد دلوقتي بيعمل إيه عشان يعلى بينا
راقت ملامحها بينما تراه وهو يتحدث عن عائلته بذلك الدفئ ليسترسل
_ وبابا وماما إللي كانوا الأصل في كل دا وكبرنا في خيرهم وحنانهم
صمت ثم قال وعينيه لم تحيد عن عينيها
_ القصد من كل دا ، إني أنا لو عليا هثبتلك حبي ليكي واتجوزك حالا واعمل فرح واشهار للعالم كله واقف ادام أهلي عشان حبي ليكي وعشان أنا مطلبتش حاجة حرام
ثم مالت نبرته للحزن قائلاً _ بس هما ميستاهلوش مني الجرح دا ولا الغدرة دي حتى لو هما وجهة نظرهم غلط .. كلامي يمكن يبان كليشيه بس هو حقيقي
ثم نظر لها وبصوته الجاد والصادق قال _ بصي يا رهام أنا حبيتك وبحترمك .. بس عاوزك تعرفي إن بردو أهلي أحسن ناس لكن هما عندهم شوية أفكار كدة مش حلوة عن الطبقات الأقل منهم ، بس صدقيني لما هيعرفوكي هيحبوكي أوي
بدأ قلبها في الدق بقوة من كلماته ، لم تكن تعلم أنه يتمتع بحس عالي من الذوق والاحترام بل والأصالة والإنتماء لعائلته ، ذلك النوع من الرجال تعلم أنه صالح وانه سيكون أمين وشعرت أنه يستحق فرصة ثانية منها وألا تتسرع في الحكم عليه ..
ملامحها التي ظهرت عليها التعاطف مع كلماته والشرود جعلته يتغزل بها قائلاً في خبث
_هيموتوا فيكي ، هيناموا يحلموا بيكي ، مش هيقدروا يتنفسوا من غيرك
لتضيق عينيها قائلة _ أهلك بردو !!!
ليبتسم قائلاً _ لأ أنا واهلي سوا .. اصلنا بنحب نعمل كل حاجة مع بعض
ارتفعت ضحكتها هذه المرة قبل أن تكتمها بكف يدها ناظرة حولها تتأكد أن لا أحد رٱها لتجد صوته الهائم يقول
_ قلبي راح مع الضحكةة دي خلي بالك
حمحت وشعرت أنها تعدت حدودها معه لتقول في حدة
_ ممكن خلاص بقى !!
اعتدل في جلسته ولم يرد أن يضايقها أكثر ليجدها تتنهد قائلة
_ أنا مش عاوزة بينك وبين أهلك مشاكل بسببي .. بس
سأل في لهفة فقد رأى شعاع نور قادم من بعيد
_ بس إيه ؟!
هتفت في خجل رغم محاولتها المستميتة أن تتحدث بجدية
_ لو عاوزني .. هات أهلك وتعالى هو دا إللي أعرفه ، إنما شغل السرقة دا أنا عمري ما اقبله ولا بعترف بيه بصراحة
كاد أن يُصفق من الفرحة ليهتف _ يعني لو جبت أهلي هتوافقي !!؟
توترت وبدأت أصابع يدها في التعرق مجيبة إياه
_ هبقى أفكر ... بس بصراحة أنا حاسة إني
_إنك هتوافقي صح ؟!
رفعت نظرها له وتبخر الخجل ناطقة في حدة
_ إني هرفضك لأنك مبتحترمش الحدود ولا العادات يا فوزي ولا ناسي
عض شفتيه مبتسمًا بينما يتذكر قبلته لها
_ دا أحلى خرق للعادات شوفته في حياتي
نظرت في قرف ثم حملت حقيبتها قائلة في غضي
_ متجبش أهلك أنت مرفوض من دلوقتي
ثم ذهبت سريعًا بينما هو هرول ورائها يلحقها
_ رهام .. يا دكترة .. طب رقمك طيب أقولك أنا واهلي هنيجي امتى
_______________________
وكدة البارت بتاعنا يكون خلص ♥️♥️♥️😻
فايز يا جماعة بيلعب في عداد عمرنا كلنا 😂😂😭💓
سلاااام ♥️♥️♥️♥️