الفصل الأول من رواية الخيَّال
" مصيبة يا رؤوف ، البوليس هجم علينا واحنا في الطريق وأصيل أتصابت "
كارثة أخري قد حدثت ، انتفض رؤوف وهب واقفاً رغم لهاثه وقد انتفضت الفتاة التي كانت معه هي الأخرى
أجاب بنبرة قد ذهبت عنها الحياة من كثرة الخوف ولكنها خرجت باردة
" انتوا فين ؟"
رد الآخر بصوت لاهث وصارخ
" أحنا عرفنا نهرب ، بس باقي رجالتنا إللي مات وإللي اتمسك ، أصيل بتنزف جامد ، أعمل أي دلوقتي"
" أطلع علي بيت الجبل ، هتلاقي حربي هناك مستنيكم _توقف ثواني قبل أن يسأل بقلق وترقب _ أصيل واعية ؟!"
" اصيل مفتحه عنيها بس مبتتكلمش ، عمك لو عرف فيها موتنا "
أجابه رؤوف صارخاً بحدةٍ وقد فاض به من كثرة الخوف ولم يعد قادرًا علي تمثيل البرود
" واحنا مال أبونا ، مش عملت سبع رجالة في بعض وعمك خد برأيها هي وركنا أحنا زي النسوان ، أسمع يا فؤاد ، أحنا ملناش دعوة ، هي وعمك يتحاسبوا "
نظر فؤاد للخلف ووجد أصيل مازالت تتنفس وتحاول جاهدة لفتح عينيها وتصطك على أسنانها حتى تغلق الباب في وجه تعبيرات الألم ليلاحظ هو إذدياد النزيف ، ولكنها كما عهدها ، تأبى أن يسيطر عليها الضعف
" بيت الجبل بعيد يا رؤوف ، أنا خايف ، خايف دمها يتصفي قبل ما نوصل "
" أسمع اللي بقولك عليه ، وأول ما توصل هتلاقي كل حاجه جاهزة ، انشف أنت وامسك نفسك ونفذ "
أغلق الهاتف في وجه فؤاد قبل أن يلقي عليه بمصيبة أخري ويوتر أعصابه اكثر
تعرق ووضع يديه يفرك وجهه بعنف كالمجنون محاولاً ً تنظيم دقات قلبه التي كادت أن تتوقف في لحظة معرفته بما حدث
فجأة صرخ بقوة واحتد صوته الرجولي وعروقه تشنجت وانتفخت راميًا ما علي الطاولة الصغيرة التي بجانب الفراش بكل قوته في المرآه لتتهشم محدثة ضجيج رغم شدته لا يضاهي ضجيجه الداخلي
فيما جرت تلك الفتاه بسرعة للحمام وما هي إلا دقائق حتي سمعت صوت الغرفة يُغلق بعنف دالاً علي خروجه ...
_________
إسم الرواية "الخيّال" جاية من اسم "الخيل" إللي هو الفرس أو الحصان ، والخيّال هو إللي بيركب الفرس أو الخيل