الفصل الخامس من رواية عشق أولاد الزوات

 الفصل الخامس من رواية عشق أولاد الزوات 

الفصل الخامس من رواية عشق أولاد الزوات


_______________

ابتلع فوزي ريقه _ صاحبة الأرض

دق قلب فايز أكثر من ذي قبل ليحاول إلا يظهر عليه التوتر فقط من ذكر إسمها ليسأل في توجس

_ مالها ؟!

_ عجباني وعاوز اتجوزها !

انفتحت عينيه بزاوية كبيرة حاول ألا تكبر أكثر من ذلك حتى لا يثير التساؤلات أو الشكوك. في قلب أخيه .. لكنه شعر بإحساس لم يمر به من قبل ...

ليستفق فوزي من شروده فقد تخيل أنه قد أخبر أخاه فايز برغبته في الزواج من صاحبة الأرض ! ..

ليعيد عليه فايز السؤال بعدما طال صمت فوزي

_ مالها يابني ؟!

ليرد أخيه ويحاول المداراة على الموضوع

_لأ ابدا ملهاش بس اعتقد انكم عاملين معاها مشاكل.

ليهز فايز رأسه _ ولا مشاكل ولا حاجة بس انت ليه شاغل بالك

رد الآخر يحاول أن يداري توتره_ وايه فيها مش حقي

وقف فوزي ومازال فايز جالسًا واضعًا قدم فوق الأخرى يطالع أخيه بنظرات مطولة ومشككة ثم رمي كلمات غامضة

_ غريبة شوية

لينظر له فوزي بقوة تلك المرة حتى يكف أخاه عن سؤاله ويرد بشيئ من السخرية

_ مش كدة ؟!

رد فايز بنفس السخرية _ جدا !

ابتسم فوزي وقرر إنهاء الحوار

_تصبح على خير ..

_ وانت من أهله

ردها عليه فايز ومازال جالسًا مكانه يطالع أثر أخيه ..

لم يفكر أبدًا أن يكون الموضوع له علاقة بالإعجاب أو الزواج لكن ذلك لا ينفي أن سؤال أخيه غريب بالطبع

رجع إلى غرفته مرةً أخرى ليجد زوجته قد استفاقت وترتدي قميصها الأبيض من الحرير الصافي الذي ينزل على جسدها بإنسيابية

جلست على طرف الفراش وما إن رأته حتى ابتسمت برقة سائلة من باب الإطمئنان وليس من باب الفضول

_في حاجة يا حبيبي ؟

هز رأسه دون مبالاه بينما يتجه للفراش ويجلس جانبها

_موضوع مش مهم

ساد الصمت لحظات قبل أن تقطعه ريم

_فايز

فايز يكره الثرثرة والحديث الكثير وكذلك ريم زوجته ليهمهم مجيبًا

_امممم

بهمسٍ يروق لموصلات عقله العصبية قالت

_ أنا نسيت اوريك البدلة إللي جبتهالك امبارح

صمتت لحظة ثم عرضت _أوريهالك ؟

نظر لها وللحماس الموجود بعينيها ، رغم ذهده في كل شيئ وعدم رغبته في رؤية ما أحضرت لكنه اصطنع الابتسام قائلاً

_ أكيد !

وقفت رنيم متجهه بخطوات سعيدة لغرفة تبديل الملابس وبلحظات كانت قد أحضرت البدلة هاتفة في حماس

_ it will suit you
" ستناسبك"

ذوق رفيع وتفاصيل راقية وفخمة تناسب الملوك وليس شخصًا عاديًا .. بالطبع أعجبته ليقول

_ حلوة فعلاً

ابتسمت قائلة_ فرحانة أنها عجبتك

ثم ساد الصمت مرة أخرى وهي تفكر ، هل تخبره أن يرتديها بالحفلة التي ستقام في بيتهم بعد ثلاثة أشهر .. وريم لم تكن تلك الخائفة من أن تطرح عليه ما تريد لتصارحه في رغبتها

_ هتلبسها في الحفلة ؟!

_ طبعًا

ورغم رده المتكون من كلمة واحدة فقط .. إلا أنها ابتسمت وصمتت ، فلم تكن تلك المرأة التي تسأل كثيرًا وتفتعل المشكلات والمرات التي تعاركا فيها طوال ست سنوات زواج تُعَد على أصابع اليد الواحدة ..

_______________

في داخل ذلك المنزل لا يوجد سوى أربعة عاملين ، ثلاثة للتنظيف والغسيل وغيرها من الأشياء والأخرى كانت رنيم .. أما في خارجه فكان يوجد الحرس والبستاني وغيرهم من العمال

عدد العمال داخل المنزل نفسه كان قليل ، بالنسبة للبيت الكبير والضخم خاصتهم لكنهم يقدسون الخصوصية حتى أنه ما إن تنتهي عامللت النظافة الثلاثة من عملهن .. يذهبوا لمنازلهم فورًا ، فقط رنيم هي من تبقى ولها غرفة داخل المنزل و تعمل تقريبًا طوال اليوم

حيث كانت مسؤولة عن الطهي وتقديم الطعام وتنظيف المكتب .. وتلك المهام خصيصًا وكلوها بها لأنها محل ثقة ، فلا يأمنوا على ما يأكلون إلا عندما تطهو هي ولا يأمن رجال البيت على أسرار عملهم ومكتبهم إلا بين يديها ... أما بقية الاشياء فتفعلها حبًا وتقديرًا لأفراد هذا البيت ، فهي تساعدهم في كل ما يريدون إذا طلبوا منها ...

في الصباح وخصوصًا الوقت الواقع بين الإفطار والغداء ، كانت رنيم تقف وحدها في المطبخ تطهو الطعام ولحظها .. شاهدها ذلك الذئب المتربص لها !

ليستغل الفرصة ودخل على رنيم بينما تطهي طعام الغداء ولف زراعه على خصرها

لتشهق بقوة _ أنت هتموتني في مرة من حركاتك دول

ثم التفت له قائلة ووجهها احمر من أثر الرعب

_ رعبتني

ليقترب منها ويضم خصرها إليه مرة أخرى قائلاً ببرود _ وماله ؟!

أعطته ظهرها وتابعت خطوات الطهي بعدما نزعت يديه عنها

_ اوعى شيل ايدك

بالطبع لم ينفذ طلبها بل التصق بها أكثر

_ ليه الوش دا _ ثم همس في أذنها _ دا أنا لسة مظبطك امبارح يا وحش

هزت كتفها في دلال قائلة _ مخصماك

_ والسبب ؟!

نظرت له بعينيها التي ترسل عليه تعويزات دلال وعتاب مثير بصوتها الذي يخرجه من حالته الطبيعية دومًا ..

_سبتني وقومت ليه ؟!

نظر داخل عينيها قائلاً بمغزى _ انتي عارفة

لتردد بنفاذ صبر وحزن _ عارفة عارفة ، بس نفسي في مرة تبات معايا ..

ليتذكر ما إن سافرت أسرته رحلة إلي أمريكا وقضى هو وهي أجمل أيام حياتهما ليقرص خدها قائلاً

_ حصلت قبل كدة بس انتي ناسية

تملصت منه وحملت قطع البانيه المُحمره ذاهبة لتضعها في حافظة الحرارة الموجودة على الرخامة الكبيرة الموجودة في نصف المطبخ حتى يأتي موضع الغداء بينما تقول

_ شوية شوية تقولي زي القطط تاكلي وتنكري

ليحاصرها بينه وبين الرخام غير سامحًا لها بحفظ البانيه المُحمر ثم هتف في عبث ويديه الماكرة تعرف توجهاتها جيدًا

_ مانتي قطة فعلاً .. قطة شرسة

وكاد أن يقترب ليقبلها لتضع في فمه قطعة بانيه .. ليمتعض وجهه أمام وجهها اللطيف

بينما هو مضغ تلك القطعة ثم أشار لطعام آخر مظهره مغري للغاية وصحي أيضًا موجود بحافظة طعام شفافة

_ أنا عاوز من دا

ضربت يده التي كادت أن تصل للطعام محذرة إياه

_ دا أكل فايز ريم عملاه

ليشعر بالضيق كالطفل الصغير .. لٍمَ ريم تفعل ذلك لفايز بينما رنيم لا تفعل هكذا شيئ ليقول

_اعمليلي أكل لواحدي

نظرت له ثم قالت بإبتسامة مستفزة وقد علمت أن رجلها المدلل غار

_ مينفعش

ليعبث بوجهه متذمرًا _ اشمعنا فايز !!!

كشر وجهها لتضيق عينيها وتضم شفتيها بغيظ قائلة

_ طب فايز مراته بتعمله أنا بقى أعملك بصفتي ايه ، هااه بصفتي إيه بقى

أعجبه مظهرها ليقرر إستفزازها أكثر ضاحكًا بتسلية وللمرة الثانية لم يُخبرها بمكانتها في حياته كما تريد ، فكان ذلك تحدي بينهما وهو لن يخسر أبدًا ..

_الخدامة

رفعت السكين الموجود خلفها على الرخام ومازال فواز يحاصرها بجسده لتقول في شيئ من العنف

_امشي برا المطبخ أنا أصلا غلطانة إني كلمتك وصالحتك

ليرفع حاجبه ناظرًا للسكين ليتوعدها

_ وبترفعي السكينة في وشي

لتقترب بوجهها منه هاتفة أمام شفتيه ببعض التمرد

_ ٱه !

رفعها على الرخامة أمامه وبدأ في زغزتها تارة وتقبيلها تارة أخرى بينما هي ارتفعت ضحكتها ولم تستطع حبسها ليذهبا في عالم آخر غير خائفين من العواقب

_ هههههههههههه فواز خلاص آسفة ..

ليقبض على خصرها وينظر لعينيها مبتسمًا في اتساع

_ أنا مش هسيبك النهاردة

قبلت شفتيه قبلة خاطفة قائلة في رقة

_ أصلا أصلا بحبك

طالت النظرة ومهما طالت فلن يشبعا من بعضهما ولو لآخر الدهر ..

أنزلها فواز ثم ابتلع ريقه .. يتحول لشخصية لا يعرفها أمامها .. شخص منجرف وراء غرائزه وشهواته ويتجرع من المتعة ما لا يستطيع أحد الحصول عليه

من نظراته علمت ما الخطوة التالية لتبدأ في الابتعاد عنه قليلاً قائلة بخوف

_ فواز إحنا في المطبخ .. !

لم يستمع وتابع اقترابه _ عمرنا ما كنا مع بعض في المطبخ

_ انت اتجننت !!

وقبل أن يهجم عليها فواز جائهم صوت من الخلف

_ أنتوا كنتوا بتعملوا ايه ؟!

توقف قلب رنيم خائفة من أن يكون أحد قد استمع لصوتهم الذي كان أشبه بالهمس .. لكن الضحكات لم تكن كذلك أبدًا بل كانت عالية للغاية

حمدت الله أن فواز كان لا يزال يحاول الاقتراب منها ولم يلتصق بها وإلا لكانا فُضِحَ أمرهما

فاقت من خيالها المرعب على صوت فواز الهادئ والثابت

_ بطلب منها أكله معينة تعملهالي على الغدا .. إيه السؤال الغريب دا ؟

بدأت تتنفس بإنتظام قليلاً ولحسن حظها أن فواز لَبِق يثق بنفسه ولا يهزه شيئ .. لكن وقع قلبها بقدميها ما إن قال فوزي وهو يوزع نظراته بينهما في شك واتهام

_ أصلي سمعت صوت ضحك !

سأل فواز ممثلاً عدم فهمه لما يقول أخيه

_ ضحك مين ؟!

نظر فوزي لرنيم متهمًا إياها _ رنيم !

شحب وجه رنيم كالموتى ليندر لها فواز داخل عينيها يبثها القوة حديثها على الثبات بينما يسألها مصطنعًا اللا مبالاه

_ انتي ضحكتي ؟!

هزت رأسها لليمين ولليسار بسرعة بطريقة مضحكة مدافعة عن نفسها

_ لأ خالص

رفع فواز حاجبه ونظر لأخيه بثقة ، فلقد أثبت عكس ما قد قيل لدرجة أنه شكك فوزي بنفسه ، مسك أخيه رأسه ثم قال ببعض الألم

_ يبقى بيتهيألي .. أنا اساسا منمتش كويس بقالي يومين

نظرت رنيم لفواز وضيقت عينيها .. ذلك الساحر الماهر الذي يستطيع قلب الأمور لصالحه والسيطرة على كل شيئ .. لكنها حمدت ربها أنه يمتلك تلك الصفات المميزة .. انظروا كيف يقف واثقًا من نفسه رغم أنه كاد أن يتم ضبطه بالجرم المشهود

قال فوزي بعد لحظات _ فواز .. عاوزك في موضوع مهم

لم يرد فواز ليفهم أخيه أنه مازال غاضبًا من حديثه معه المرة الفائتة

_ فواز خلاص بقى أنا اعتذرتلك

رفع الآخر رأسه في تكبر ثم قال _ طيب ..

ثم لرنيم وقال _ ابقي هاتيلنا القهوة على المكتب

هزت رأسها موافقة فورًا تريدهما أن يخرجا فورًا حتى تستطيع الوقوف بطريقة صحيحة وأن تهدأ بعد موقف الرعب ذاك

توجه فوزي للخارج وما إن أعطى ظهره لأخيه الأكبر .. حتى اقترب فواز من رنيم يسرق منها قبلات سريعة عديدة ثم آخر شيئ عضها بقوة من خدها الممتلئ منها وهي تحاول الفرار من تحت قبضته لكن وجنتها الكبيرة تغريه بقوة ومن شدة عنفه وشغفه لم تستطع كتم تأوهها

_ أي !!

هنا التف فوزي فورًا سائلاً كالمجنون فأذنه قد استمعت لأصوات تأوهات غريبة

_ و إيه الصوت دا بقى كمان !!؟

مثل فواز التضايق والضجر _ في إيه يا فوزي

انكمشت ملامح أخيه الصغير في حيرة ليقول فواز

_ لا لا أنت شكلك هتعذبنا عشان منمتش كويس

مشك فوزي رأسه مرة أخرى بل واعتذر عما فعل

_ أنا بجد آسف مش مركز خالص

خبأت رنيم ضحكتها بصعوبة على أفعال فواز مع أخيه الأصغر لينظر لها فواز بنظرة سريعة محذرة قبل أن يستمر في أداء ذلك الدور

_ متقفلنيش منك تاني

ليقول الآخر في آسف_ خلاص والله آخر مرة

_ طيب يلا ادامي على المكتب !

خرج أمامه فوزي حائرًا .. لا يعلم ما يحدث له

أما فواز فالتف ثم غمز رنيم مرة أخرى لتبتسم هي له بإتساع وتحمل أحد الزهور من المزهرية وتضمها لصدرها في حنان وهيام بذلك الرجل المتعدد المواهب وصاحب الصفات اللذيذة التي لا يظهرها سوى معها ...

________________

غسل فوزي وجهه واستعاد ثباته ليقف أمام أخيه قائلاً

_ أنا عاوز اتجوز ..

نظر له فواز مطولاً دون رد وبتلك اللحظة لم يستوعب ما يقوله أخيه ليهتف فوزي

_ شايفك مستغرب

هز فواز رأسه قائلاً _ غريبة بس !

_ ما غريب إلا الشيطان بقولك عاوز اتجوز

احتدت عينيه قائلاً _ إتحكم في أعصابك وخد بالك من أسلوبك ، تاني مرة بحذرك يا فوزي

اعتذر أخيه_ آسف يا فواز ..

وبسرعة البرق قال _ بس أنا عاوز اتجوز

تنهد فواز وهز رأسه .. فلا فائدة في أخيه الصغير .. لكنه سايره وسأله

_ نختارلك عروسة ولا أنت مختار بنفسك ؟

ليجلس فوزي على الكرسي الموجود جانب المكتب بينما يجيب

_ لأ أنا مختار

بالتأكيد غريب .. من أين خرج موضوع الزواج ذلك ومن أين عرف فوزي تلك الفتاة التي يريد تزوجها ، ليرتفع فضول فواز فرفع رأسه مستفسرًا

_ أقدر أعرف مين هي ؟!

اجابه فوزي بهدوء _ دكتورة ريهام يحي

رفع حاجبه وسأل في تكبر _ مين عيلة مين ؟

ابتلع فوزي ريقه .. فهذا ما كان يخاف منه ويهابه .. فهو يعلم أن أهم ما عند فواز هو العائلة وإسمها .. وليس فواز فقط .. بل جميع أفراد عائلته .. فهل يستطيع الصمود وقول ما يريد أم أنه سيتراجع لخوفه من ردة فعل عائلته ؟!

_____________

نهاية الفصل الخامس 


إرسال تعليق

الموافقة على ملفات تعريف الارتباط
”نحن نقدم ملفات تعريف الارتباط على هذا الموقع لتحليل حركة المرور وتذكر تفضيلاتك وتحسين تجربتك.“
لا يتوفر اتصال بالإنترنت!
”يبدو أن هناك خطأ ما في اتصالك بالإنترنت ، يرجى التحقق من اتصالك بالإنترنت والمحاولة مرة أخرى.“
تم الكشف عن مانع الإعلانات!
”لقد اكتشفنا أنك تستخدم مكونًا إضافيًا لحظر الإعلانات في متصفحك.
تُستخدم العائدات التي نحققها من الإعلانات لإدارة موقع الويب هذا ، ونطلب منك إدراج موقعنا في القائمة البيضاء في المكون الإضافي لحظر الإعلانات.“
Site is Blocked
Sorry! This site is not available in your country.