الفصل الأول من رواية الرقيقة والبربري
____________
لقد دخل رامي شركته ولم يذهب للمنزل حتى يبدل ملابسه فعلي كل حال مساعدته تتكفل بالأمر دائمًا في هذه الحالات ...
دخل ليجد أن صديقه" مصطفى"يستشيط من أفعال أخيه الأصغر " فارس " ...
فارس ومصطفى إخوة لم تجمعهما يوماً إلا الكراهية ، عذب مصطفى فارس كثيرًا وكان الأخير هو الطيب الساذج الضعيف ، لكن فجأة قلب الطاولة على أخيه مصطفى وتحكم فارس بزمام الأمور وهذا ما جعل مصطفى يعض على أنامله من الغيظ ...
هز رامي رأسه بلا تصديق بعدما استمع لشكوى مصطفى من فارس فقال
_ بس أنا فعلاً متحير ازاى فارس عمل كده ، ازاى اتحول كده ...
تشرست ملامح مصطفى وقبض على يديه بقوة بينما يتذكر أخيه الصغير فارس وهو يملي عليه أوامره وينشئ له المكائد ، فقال
_ ماهو لو كنت موجود امبارح ، كنت شوفت بعينك ...
تجاهل رامي الخوض في الموضوع فركز مصطفى على هذه النقطة وأردف مستفسرًا عن سر غيابه
_صحيح أنت كنت في أى داهيه !
هز رامى كتفيه بلا مبالاه
_ واجى أعمل أى .. حفلة صغيرة ليكو أجى أنا أعمل أى.. بكرة هبقى موجود فى افتتاح المستشفى !
كان يتحدث عن تلك المشفى التي ستفتتحها شركتهم قريباً ، ولكن لم يلفت انتباه مصطفى فى حديث رامى سوىٰ تلك العلامه الموجوده برقبته
_ اى اللى فى رقبتك دا !
حاول استدراك الأمر فرد ليتوه صديقه هن الأمر
_ مفيش ..
دقق بها مصطفى أكثر مضيقا ً عينيه ثم قال
_ دى عضة !! ... ولا خربشه ...
لم يجاوب فأحس بأنها ما بباله صحيح فهدر به بنبرة قاسية
_ كنت فين !
نفخ فى نفاذ صبر وهو لم يعد يتحمل ذلك التحقيق السخيف
_ كنت بشوف مزاجى
قال مصطفى_ هو لازم نسوان رخيصة ولاد شوارع
ليسخر رامي _ شوف مين اللى بيتكلم
وضع مصطفى يداه بجيبه متنهدًا
_والله أنا راجل حر !
رفع رامي حاجبه بلا مبالاة _ أنا كمان حر ..
مالت شفتي مصطفى بابتسامة بينما يضع قدم فوق الأخرى
_ بس مش عازب ! ...
أعرض " رامي" نظره عن " مصطفى" ، فذلك العازب الضائع يغيظه بعزوبيته .. ويذكر رامي بكارثة حياته الكبرى ...
عاد رامي لمكتبه تاركاً مصطفى خلفه يبتسم ابتسامته المستفزة ..
ما إن وضع ظهره على كرسيه المريح جتى وجد هاتفه يهتز إثر رنينه ، رفع الهاتف ليجده إسم لا يريد أن يجيبه .... لكنه مجبور !
_ أنت مروحتش البيت امبارح يا رامي !
أبعد رامي الهاتف من على أذنه ليتأفف ، فها قد بدأت كارثة حياته في الظهور .
ارتفع ذلك الصوت في غضبه أكثر بينما يسأل
_ كنت نايم فين ؟
"تحقيق .. إنه تحقيق لا يمل منه ذلك الرجل العجوز " رددها عقل رامي داخله قبل أن يتحامل على نفسه ويرد
_ كان عندي شغل ... " إسم الانستجرام fatmaiswriting تابعوني على انستجرام عشان بنزل هناك كل حاجة وردات فعل واراء على الروايات وبعرفكم بنزل امتى وبنحكي كتيرمع بعض"
_ محبكش الشغل غير باليل مانت متلقح فيه طول النهار !
هاهو الرجل الأرستقراطي يتحدث بسوقية شديدة مع رامي بسبب غضبه ...
ابتلع رامي ما قاله ليكمل الآخر في أمر
_ تروح البيت ومتغيبش عنه باليل تاني ، أنت عارف إنها بتخاف من الليل ومبتحبش تكون لوحدها ..
" الله يلعنك أنت وهي " ارتفع صوت رامي بهذا السباب لكنه بالطبع احتفظ به داخل عقله حتى لا يوقع نفسه في مشاكل هو بالتأكيد في غنى عنها ...
ليتحامل على نفس ثانية بينما يرد في تهذب الله وحده يعلم من أين حصل عليه ...
_ عارف .. عارف يا عمي .
_ متقوليش عمي يا زفت
هنا فقد رامي السيطرة على أعصابه قليلاً بينما يجادله في جنون كأنه قد فقد عقله
_ طب أقولك إيه يعني مانت عمي أقول إيه يعني!!!
هدر به الآخر بغلظة _ متقولش حاجة مش عاوز أسمع صوتك أصلا ... غور من وشي . ...
وأغلق الهاتف بوجهه ! .. لينظر رامي للهاتف الموجود بيده في صدمه .. إنه لم ولن يرى أحد في وقاحة هذا الرجل ولولا أنه في سن والده .. لما كان سمح له بعاملته بتلك الطريقة فهو الرجل الوحيد الذي يستطيع بكل سهولة تعدي حدوده بهذا الشكل المهين مع رامي ...
ولكن .. أيستحق رامي تلك المعاملة !؟
......
انتهى عمله ليعود لمنزله ، منزل هادئ ومريح ورائحة النظافة والنعومة تفوح منه فلا تستطيع إلا أن تسترخي فيه ، ولكن لم يكن الوضع مماثل بالنسبة لرامي ، فهو لم يحب ذلك البيت يومًا ولم يشعر بالراحة فيه ولو لدقيقة واحدة ...
خلع عنه سترته ليرميها بإهمال على أحد الأرائك دون مبالاة لأي نظافة أو ترتيب ..
ثم توجه لغرفة نومه ... وجدها مضيئة بالكامل وهناك مسجل مفتوح على إذاعة القرآن الكريم ، وجسد صغير متكور على نفسه وملفوف بأحد الألحفة الثقيلة في عز حرارة الصيف و غارق في النوم ! ...
أمال رامي جسده على الباب ... شرد طويلاً ثم أغمض عينيه ، ثم تنهد ، ثم فتحها مرة أخرى وأحنى منكبيه وهو يخبر نفسه أن لا فائدة أن يتغير أي شيئ بحياته البائسة .
____________________
_تعالي هنا يا نوتى!
تجرى وراء قطتها من الصباح الباكر لليوم التالي و ترتدى وشاح أبيض جميل وواسع، تناسق بشده مع لون بشرتها الزاهى
صاحت بغضب ولكن غضبها كنسيم الهواء البارد فى جحيم الصيف
_انتى تعبتينى معاكى أوى يا لولى !
مطت كرزتيها للأمام عابسه فقد أصابها التعب من تلك القطه المشاكسه التى لا تكف عن الجري
_ رامى امسكها بسرعه قبل ما تهرب تانى !!
تعثر رامى الذى كان يتثائب ما إن خرج من غرفة النوم لينزل للأسفل فوجد نور كعادتها تلاعب القطط وتطعم العصافير الخاصه بها ، ولكنه تفاجئ بتلك القطه الشقيه تمر من بين قدميه فكاد أن يتعثر لكنه سند نفسه على الحائط قبل أن يقع
صاحت نور وهى حزينه _ ليه كده يا رامى مش مسكتها !!
أحمر وجهه من الغضب بينما يردد داخله " الله يحرقك أنتي وابوكي ، هو يعكنن عليا امبارح وانتي تعكنني عليا النهاردة "
ثم نظر لحيواناتها الأليفة في كره شديد فتلك القطه أرعبته وفاجئته عندما مرت سريعاً من بين قدميه بينما كان مازال يمسح نعاسه
_ امسك أى وأزفت أى على الصبح دا أنا لو مسكتها هدبحها !
شهقت في خوف وبصوتها الرقيق الذي يكاد يُسمع
_ حرام عليك ... تدبح لولى ليه هى عملتلك حاجه !
مال وجهه قليلاً يائسًا من تلك الطفله التى تزوجها .. منذ أكثر من أربع سنوات زواج وهى مازالت طفله صغيرة تطعم عصافيرها وتداعب قططها الصغيرة وخصوصا ً تلك المدعوة ب "لولى"
تنهد بتعب قبل أن يقول _ روحى حضريلى الفطار الله يصلح حالك روحى !
ردت على غضبه برقة وبراءه _ هأكل نونو ونونى وهحضرلك الفطار !
_ نعم !! تأكلى العصافير الأول و جوزك االى عنده شغل وهيموت من الجوع فى داهيه !!
ارتعش جسدها من ارتفاع صوته الغاضب ولكن استدركت الأمر و عضت على شفتيها خَجِله من فعلتها وقد شعرت بالذنب لأنها ستتركه بدون طعام ، اقتربت منه على إستحياء وقبلت خده هامسه بنعومه قاتلة
_ أنا أسفه يا رومي !
ركز معها عندما عضت كرزتيها وتمنى لو أنه فعلها ، انها جميلة ورقيقه للغاية وهو لا يفضل ذلك النوع ولكن لا ينكر بأن براءتها تحركه شيئ في داخله ...
أقترب منها ثم شدها من خصرها على غفلة منها فشهقت ثم قال بصوته ذا البحة العميقة التي لم تميز غيره .
_ وهى دى البوسة بقي بتاعة جوزك حبيبك !؟
نظرت للأرض ولم تستطع النظر له فطريقته شديدة الحميمية أخجلتها كثيراً
لم ترد عليه كعادتها التى يكرهها ولكنه اقترب منها أكثر حتى يهمس لها بأشياء لم يمل يومًا من قولها عسى أن يستجديها ويتغير شيئ يومًا . .
_ اكتر من أربع سنين يا نور ومتعلمتيش ترضي جوزك ازاى ، بس أنا هعلمك من الأول خالص!
لم يعطها الفرصه للفهم وأخذها بقبلة ، لم تكن إلا شرسة لذا لم تستغرق ثواني محدودة ووجدها تشهق ووجها أحمر للغاية وعيناها ملئها الدمع من الإختناق ، لم يبتعد وأصر على ما يفعل واثناء تقبيله لها وجد دمعه تسقط على شفتيه التي اقتحمت خاصتيها كليًا
ابتعد عنها فوراً ، ليست تلك المرة الأولى التى تفعلها معه وتمنعه عن فعل ما يريد بها بالطريقة التي يريد .. حاول كبت غضبه قائلاً بشيئ من الهدوء
_بتعيطى ليه ؟!
وما إن سألها حتى انفتحت فى البكاء بقوة شديدة ورفعت كفيها تخبأ بهما وجهها الصغير
مسح وجهه بيديه في غضب وحاول عدم إلقاء نفسه من النافذة ليتخلص من هذه اللعنة ، ثم حاول مرة أخرى أن يتحلى بالصبر ويسألها
_ يا نور يا حبيبتي اهدى وقوليلى بتعيطى ليه ، أنا عملتلك إيه !
قال كلمته الأخيرة بنفاذ صبر فتشنجت هى ، نظر لها نظرة بائسة يائسة ...
ثم بعد لحظات من رؤية بكائها مستمر استشعر مشاعر الحنان فاقترب منها سائلاً بشيئ من اللين حتى تجيبه
_ ممكن تردى عليا وتقوليلى بتتزفتي ا
توقف عن تعنيفها بتلك الكلمات ثم تنفس الصعداء وحاول الهدوء
_ بتعيطى ليه !!
بدأت شهقاتها تخف وانزلت كفيها من على وجهها فكانت كالملاك بأنف وعيون حمراوتين للغاية وتحدثت من بين دموعها ، وهى تضع أصابعها على شفتيها تتحسسهم
_ انت .. انت وجعتنى أوى يا رامى ، مش بحب كدة ... بخاف كدة أوي!
ثم بكت مرة أخرى فأرجع رأسه للخلف قليلاً مصدوما ً .. صدمة امتزجت بالسخرية من حديثها ..!
أربع سنوات وهى دائمة التهرب منه ومن الإختلاء معه لأنها تخاف ولا تحب الطريقة التي يفضلها معها أبدا ً ،لقد كان عنيفًا لا يعرف شيئ عن المشاعر الجياشة ولا العواطف بينما هي لم تكن إلا قطرة ندى فوق ورقة ورد بيضاء ، صحيح أن زواجهم منذ مدة ليست بالقليلة ولكنهما لم يجتمعا في غرفة نومهما كزوج وزوجة إلا مرات قليلة ، ولأول مرة تعترف له نور بذلك الإعتراف ، لأول مرة تظهر نفورها منه بشكل صريح وتخبره أنها لا تحب طريقته البربرية في التعامل معها ..
لم يقل شيئ بل تركها تذهب هي وتوترها وربكتها بعيداً عنه لأنه لم يجد أي بُد من الحديث معها ، فمهما تحدث ومهما فعل .. ستظل هي كما هي بلا أي تحسن ولن تصبح تلك الزوجة الراغبة التي ظل طوال عمره يتمناها .. وفوق ذلك أباها المتسلط الذي لا يتوقف عن تهديده دائمًا حتى يعتني بها ولا يحزن ابنته المدللة ... إنها سبب كل مشكلة وكل لحظة عكرة بحياته !!
ليسبها رامي داخله باغضًا واقعه ، اللعنة عليها وعلى برودها الذي يطفىء لهيبه ....
_________________
✨✨نهاية الفصل الأول ✨✨
" إسم الانستجرام fatmaiswriting تابعوني على انستجرام عشان بنزل هناك كل حاجة وردات فعل واراء على الروايات وبعرفكم بنزل امتى وبنحكي كتيرمع بعض"