الفصل الثاني من رواية عشق أولاد الزوات
______________
تعدت الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل...ولم تأتِ حتى الآن!
فتح عينيه ببطئ ثم تنفس مطولاً .. يتسائل لِمَ لم تنفذ أوامره .. ولم يسأل نفسه حتى ، هل حزنت من تصرفه معها ؟
بينما وقفت رنيم أمام المرٱه الصغيرة تتمسك بأطراف قميصها القصير واضعة أحمر شفاه قاني كما يحبه فواز ، وجهها محتقن من شدة الحيرة والقلق وصدرها يرتفع ويهبط في وتيرة ليست بطبيعية أبدًا ..
هل تذهب له وتنحي حزنها منه جانبًا وترمي عتابها له المكنون داخل صدرها خلف أسوار قلبها ، أم تختار كرامتها وتكون شجاعة ولو لمرةٍ واحدة في حياتها وترفض له طلبه وهنا قلبها بدأ ينبض بشكل أكبر عندما تخيلت نتائج رفضها لأوامره ، هل سيتركها للأبد أم سيبتعد عنها ويتجاهلها لأشهر لا تعلم عددها ؟
تقدمت فوراً نحو الباب والتقفت ملابس العمل الرسمية من فوق الشماعة الخشبية المصفوفة بجانبه ... لكن شيئًا ما جعلها تذهب للمرأة وتنظر مرة أخرى لنفسها ثم لملابس الخدم المحمولة بين كفيها ، ثم وببطئٍ شديد توجهت نحو فراشها لتجلس عليه و رغم خوفها الشديد مما سيحدث ، لكنها اختارت نفسها .
مرت نصف ساعة أخرى ومايزال جالسًا بمكتبه ينتظرها كالجثة المحنطة ، وجه ثابت بلا تعبير وعينين تفيض غضبًا وإرهاقًا ، دق الباب ثلاث دقات متتالية فانتفض جسده ثم ابتسم ، لقد جائت رنيم .. لكن غريبة رنيم لا تدق الباب عليه ولكن أمل في قلبه أراد أن يصدق أنها رنيم فكل من في البيت نيام !
انفتح الباب بعدما أذن بالدخول لتظهر من وراءه زوجته هيام سائلة برقة
_ فواز .. مش هتيجي تنام
أُحبِطَ بقوة وأغمض عينيه مرة أخرى مطولاً وقد أدرك شيئًا واحدًا .. انتهى لن تأتي شيطانته المغوية الليلة.
ثم فتح عينيه ناظرًا لزوجته وخرج صوته قاتمًا بعد صمتٍ طال
_ جاي
ابتسمت هيام قائلة _ لأ أنا إللي جاية
يعلم أنها لا تسأله عن شيئ إلا إذا أرادت منه شيئًا ٱخر ولباسها المغري واقترابها منه بتلك الطريقة بل ولمساتها الغريبة لكتفه قطعت على تفكيره التخمين لما جائت .. واضحة زوجته اشتاقت له .
مالت بجسدها على المكتب ثم داعبت خصلات شعره قائلة_ شكلك مرهق يا روحي
طالع لمساتها لتعرض عليه _ تعالى أعملك مساچ
رفض بنبرته الهادئة التي تقترب من خلوها للحياة
_ مبحبش المساچ
_ اممممم
قالتها قبل أن تجلس على قدميه ثم همست أمام شفتيه
_ أصحابي كلهم هيموتوا عليك يا فواز
رفع رأسه مختالاً بنفسه فأكملت _ نفسهم في راجل زيك
ثم اقتربت منه أكثر مغازلة إياه ومداعبة للحيته _ بس بقولهم بعينكم مفيش زي فواز زين الدين غير نسخة واحدة بس
قبلت ذقنه قبلة متطلبة قبل أن تقول بهمسٍ فخور وكأن زواجها منه صفقة رابحة _ وأنا إللي اخدتها
رفع حاجبه مهنئًا بغرور _ مبروك عليكي يا هيام
خرجت منها ضحكتها ذات الصوت المنخفض المأخوذ بتفاصيله _ الله يبارك فيك يا عمري
ثم بدأت تلثمه ، تلثيمات ليست بريئة بالمرة ، حتى بدأت تقبله من رقبته وهنا منعها برفق
_ هيام مش هنا
أنت قائلة _mm but i want you here
" لكنني أريدك هنا "
استبدل رفقه بنبرة حازمة هادئة ولكنها حسمت الأمر_ هنا لأ .. دا للشغل وبس
كاذب بل ومنافق أيضًا .. منذ عدة دقائق كان ينتظر الخادمة ليفعل معها كل ما لذ وطاب والآن مع زوجته يرفض ..
تذمرت وبان على وجهها ملامح الحزن _ فواز بقى الله ، دا حقنا وكل البيت نايم
_ هيام!
نظرة غاضبة وصوتٌ بارد أخبراها ماذا يريد لتتذمر مرة أخرى ناهضة من على قدميه
_ خلاص يا فواز رايحة على اوضتي
وبثانية فقط وجدت نفسها تقع بحضنه ما إن وقفت وشدها إليه يقبلها بشغف أجاد تمثيله فور رؤيته لأوكرة الباب تهتز لتفتح الباب .. ثم خبى إبتسامته الشامتة ما إن رٱها هي أمامه .. يحفظ رنيم ويعلم أنها الوحيدة القادرة على الدخول دون أن تدق عليه الباب .
تجمدت مكانها ما إن وجدته يقبل زوجته وانفتحت عينيها بقوة ... هل دعاها ليريها ذلك المشهد الرخيص ! ...
فصل قبلته أخيرًا وهيام تفاجئت من دخول أحدهم دون أن يدق الباب وقبل أن تصدر أي ردة فعل قد سبقها فواز سائلاً بصوته القوي الثقيل
_ إزاي تدخلي من غير إستئذان ..
صوتها لا يخرج ومازال شهيقها الذي أخذته يأبى أن يخرج كزفير لتقف أمامه مختنقة بصدمتها ..
لكنها أخيرًا قالت بصوتٍ باهت _ مكونتش أعرف إن حضرتك في المكتب
ليعيد سؤاله عليها _ وايه يجيبك المكتب في وقت زي دا
الحقير ! ألا يعلم لِم أتت في ذلك الوقت خصيصًا ، رفعت عينيها لتلتقي بخاصته المتعالية ليحتلا الغضب والغيرة الساحقة عينيها في نظرة أخافت هيام فضمت جسدها لجسد فواز أكثر بينما الآخر مستمتع بمظهرها أمامه ستموت من الغيرة عليه
ابتلعت رنيم ريقها مع الذل الذي يسدده لها ثم قالت بعدوانية شديدة
_ جيت أنضفه من الوساخة إللي فيه
كادت هيام أن ترد عليها فقد فهمت ما تقصد لكن رنيم لاحقت جملتها بجملة أخرى هادئة
_لأن بكرة رايحة مع ريم هانم مشوار .. ومش هبقى فاضية الصبح بدري
هنا انتفضت هيام قائلة _ وريم هانم تاخدك انتي معاها مشوار !!
لم ترد رنيم لكنها تأملت جلوسها في أحضان حبيبها وهيام بدورها شعرت بالغرور والتباهي بينما ترى وبوضوح نظرات الحسد والحسرة بعينيها ثم قالت في تعالي
_ أنا كلامي هيبقى مع ريم وانتي تختفي من ادامي حالاً
لم يتكلم فواز ولم يتدخل رغم ألم قلبه لكنها تستحق كل الألم فلم تنفذ أوامره ..
وقفت عدت ثواني ومازالت المغفلة تتأمل أن يدافع عنها ولو لمرة ولكن .. بلا جدوى
ضغطت على شفتيها في محاولة منها لكتم دموعها ثم خرجت بخطوات سريعة من المكتب وبعد لحظات وضعت يديها على فمها تمنع شهقاتها من الخروج وتحولت خطواتها لركض حتى وصلت لغرفتها واغلقت بابها فورًا .
ما ان خرجت حتى قالت هيام بغضب _ شوفت قلة أدبها يا فواز ، هي قصدها إيه بالكلمة إللي قالتها دي
كانت عيناه معلقة بالباب شاعرًا بالأسف فقد نزل الغيث في البحر وقد أتت رنيم وذهبت
فاق من شروده على صوت زوجته فسأل _كلمة إيه ؟!
لم تتجرء لنطق تلك الكلمة فهي غير معتادة على لفظ الكلمات النابية لتتهته في الحديث متسربعة في تخريج الكلمات من بين شفتيها
_ الكلمة الوحشة دي إللي قالتها
_ وساخة !
قالها فواز دون خجل ليتشنج جسدها من وقع تلك الكلمة الغير لائقة
_ whatever " أيًا كان"
ثم نظرت له قائلة بقلق _ليكون قصدها علينا !
ربت على زراعها _ متفكريش كتير !
________________
جلس على الشيزلونج الموجود في غرفتهما بينما هي على كرسي مسطح بلا ظهر
ملفوف على زراعه الضخم رباط جهاز الضغط ويظهر على وجهه علامات الملل والبرود الشديد
ففايز يعاني من الضغط ، مرض مزمن خطير بإعتباره مفتاح لشتى أبواب الأمراض ، لكن معروف بإنتشاره بين كبار السن ولكن ان يصاب به فايز ذلك الشاب الذي لم يبلغ الثلاثون من عمره ، أمر غريب ومحير ، فما الذي يجعله يصاب به ، طعامه صحي وأفضل وأغلى طعام ، مازال يتمتع بصحته بل ومرفه ولديه زوجة عاشقة له وغير مزعجة تمامًا ، لديه ثلاثة أولاد مبهجين يعشقهم ولديه عائلة حنونة غير منقوصة الأفراد .. لديه كل عوامل السعادة
انتهت ريم من قياس ضغط فايز ونظرت للنتيجة بعدم رضى وحزن .. ثم قالت بينما تنزع الرباط من على زراعه وتنحي الجهاز جانبًا
_خلي بالك يا فايز علشان الضغط بتاعك عالي
اعتدل قليلاً في جلسته فتابعت هي بأسف وعتاب لعدم اهتمامه بصحته
_ 150/100 ... كدة خطر .
ثم انتقلت لتجلس جانبه وضمته إلى صدرها في حنانٍ شديد لكنه ظل هادئًا لا يرد ولا يتفاعل
قلبت جبينه ووضعت أصابعها داخل شعره الكثيف الناعم ثم همست بصوتٍ يبعث على الهدوء
_ مش لازم شغل النهاردة أنت بترهق نفسك فيه أوي .. take it off "خُده أجازه"
طال الصمت حتى رد بينما يبتعد عنها وتجه لغرفة تبديل الملابس
_ عندنا شغل كتير
بعد عدة دقائق خرج مرتديًا بدلة العمل ليتجه إليها وتقترب هي منه في تلقائية تغلق أزرار قميصه الأخيرة ثم تضع له رابطة العنق وتعدل من شكلها
رفع يده لها بالعطر الذي يحبه ويضعه لتستلمه منه ونثرته على مواضع النبض عند الرقبة وعلى شرياني المعصمين ... ثم انتهت تلك الفقرة الصباحية التي إعتادا عليها منذ زواجهما ففايز إعتاد على أن تساعده ريم في كل شيئ حتى ملابسه ، ثم وقف أمام المرآة يضبط شعره ووقفت هي تتأمله ...
رافقته حتى باب المنزل الكبير مودعة إياه كما تفعل دائمًا
_ مع السلامة ياروحي ، خلي بالك من نفسك بليز ..
نظرت له مطولاً فاقترب منها مقبلاً جبينها . ليس خدها ولا شفتيها .. لكنها ابتسمت نصف ابتسامة فجيد أنه قبلها من الأساس ..
ثم نظرت خلف زوجها لترى فواز قادمًا من بعيد ويبدو على وجهه أنه رأى قبلتهم البسيطة ليحمرا خداها
قال فايز بعدما رأى أخاه _ صباح الخير يا فواز
رد مبتسمًا يُلمح لما رٱه وهو يطالعهما _ خير فعلاً ..
أحمرت وجنتي ريم أكثر من نظرات فواز ليقول فايز منهيًا ذلك الحديث
_ يلا يا فواز
تابع فايز موضحًا _جاي معاك مش هعرف أركز في السواقة
دب القلق قلب فواز فسأل_ مالك يا فايز
هنا ردت ريم _ مفيش يا فواز بس ضغطه عالي شوية
ليعرض عليه _ خد إجازة وارتاح
لم يرد فايز لتتحدث ريم بلباقة مرةٍ أخرى_ هو رافض ويستحسن نسيبه براحته
_ طيب كلمتوا الدكتور ؟!
هنا تدخل فايز قائلاً بلا مبالاه _ حقيقي it doesn't worth it
" حقيقي مش مستاهلة "
هز فواز رأسه دون أن يتحدث ، ثم نظر لريم مودعًا
_ باي ريم
_ باي !
قالتها في همس لم يسمعه سواها وهي تتابعهما يصعدان لسيارة فواز ..
بخطواتٍ بطيئة توجهت لجنينة البيت لتجلس على الأرجوحة الصغيرة الموجودة وسط الورود ثم بدأت تتذكر ليلة أمس
تذكرت حديثها مع زوجها حينما لحقته بعدما أغضبته أختها هيام...
حاولت التحدث معه _ فايز
كان يعطيها ظهره ويتحدث في غضب _ مردتيش عليها وخرستيها ليه يا ريم
_ فايز دي أختي الكبيرة!
صوتها كان هادئ ومتفهم لكن زوجها كان غاضب ليلتفت لها فجأة وينتقدها بقسوة
_ أختك إللي مش بتعملك أي إحترام في البيت دا وانتي مستسلمة ليها تمامًا
لتنظر لمستواه الذي بدأ في التدني في الحوار ما إن تمكن منه الغضب رغم انخفاض صوته
_ فايز لو سمحت وطي صوتك خلينا نتكلم بطريقة حضارية ممكن !!؟
مسح على شعره ورجع إلى وعيه بعد لحظات صمت تأملا بعضهما فيهما
_ أنا آسف يا ريم إني زعقت بس هي مستفزة جدا
اقتربت واضعة زراعها على كتفه _ معلش يا فايز نستحملها أنا عارفة أنها غلطانة وصدقني أنا بكلمها وبوقفها عند حدها بس بنا وبين بعض
هنا بدأ يرجع إلى غضبه مرة أخرى _ ملهاش دعوة بولادي ولا إللي يخصهم
لتعاتبه ريم برقة _ حتى وهي خالتهم أخت مامتهم الوحيدة ؟! أنت شايف إن دا الحل
لم يمتلك رد فكلامها صحيح وهي لم تخطئ في حق أولاده بل هي تعشقهم وكل الموضوع أنها لا تحب أن يقترب أحد العمال منهم
ربتت ريم على زراع فايز مرة أخرى _ متقلقش أضمنلك أنها تبطل تضايقك تاني
ليقول _ أنا من جهتي هكلم فواز يشوفلها حل
سيطرت على الوضع بحكمتها وبصوتها الذي يبعث على الهدوء والثقة _ بلاش يا حبيبي أحسن ما تعملها مشاكل ، أنا هحل الموضوع ،. ممكن تسيب كل حاجة على ريم
سكت لعدة ثواني ثم قال راضيًا بما تتفوه وواثقًا فيما تقول _ اوك يا ريم ..
ابتسمت وحاوطت وجهه بين كفيها _ يلا أدخل أغسل وشك بماية باردة وتعالالي أظبطلك هدومك
تحولت ملامحه للحدة قائلاً_ أنا هظبطها لنفسي يا ريم مش عيل ادامك
وجهه الغاضب وهو بين كفيها هكذا جعلها تبتسم من لطافة مظهره ثم سايرته قائلة _ إللي يريحك يا حبيبي .. اتفضل
خرج يعدل ملابسه لكنه فشل لينظر لريم بإحباط لتفهم ما يريد وتقترب منه بلا حديث وتبدأ في ضبط ملابسه ..
تحدثا أثناء ذلك لتسأله
_ شوفت أنا بعتلك رسالة ايه الصبح
سأل _ بعتي إيه ؟
قالت بإبتسامة عادية _ دا إلمقال إللي كنت طلبته مني ..
لم يستطع إخفاء انبهاره بها سائلاً في دهشة _ عملتيه إزاي وسط زحمة امبارح
نظرت دلخل عينيه بعمق وقد كانت انتهت من ضبط ملابسه ..
بصوتٍ حنون ومحب وبعيون سُحرت بذلك الرجل أمامها همست
_ طلباتك تستحق إني انعزل عن العالم كله علشان أنفذها
ابتسم نصف ابتسامة دون أن يرد أو حتى يشكرها فقد اعتاد على أن تفعل هي كل شيئ وتساعده في كل الأمور بل وأوقات يصبح اعتماده الكلي عليها ، ولعشقها له لم تستطع رفض ولو طلب صغير يطلبه منها وكانت تلك نقطة ضعفها ....
افاقت من تذكرها لما حدث على أحد صديقاتها تحدثها عبر الهاتف وما إن فتحت الخط حتى جائها صوت حماسي يحمل أخبار سعيدة
_ ريم عندي ليكي حتة خبر .. أنا مشاركة السنادي في معرض الكتاب
ردت بصوتٍ رزين وفرح _ بجد يا هنى .. ألف مبروك يا حبيبتي
لتقول الأخرى بإشتياق_ وحشتنا إبداعاتك يا ريم .. مش هترجعي تاني
ابتسمت بعدما تذكرت لحمات من الماضي قائلة _ لسة فاكرة يا هنى .. ياستي أنا دلوقتي متفرغة للبيت والولاد
سألت الأخرى في خبث _ وأبو الولاد !!؟
تضايقت رغم معرفتها بمزاح صديقتها
_ خلاص بقى يا هنى
لترد الأخرى_ طول عمرك كدة يا ريم
لتسأل في وجوم_ طول عمري ايه ؟!
لتبتسم صديقتها على الطرف الآخر بصدق _ طول عمرك بتغيري من التراب إللي بيمشى عليه فايز .. متحبيش حد يجيب سيرته أبدا
لتضيق ريم عينيها قائلة بلمحة من المداعبة _ اممم طالما الهانم عارفة بتجيب سيرته وتخليني أغير ليه
ضحكت هنى صديقتها في مرح _ اسفين يا ستي المرة الجاية أوعدك مش هجيب سيرة فايز زين الدين
لتغتاظ ريم _ الله خلاص بقى يا هنى بجد بتضايق
_ هههههه خلاص خلاص .. المهم هستناكي في المعرض وقبلها هبعتلك التفاصيل وهكون موجودة فين بالظبط
_ أكيد عمري ما هفوت الفرصة دي
_ تسعديني وتشرفيني ياريم .. يلا باي أشوفك في المعرض
_ باي
أغلقت الهاتف ومازالت ابتسامتها مرسومة على وجهها الهادئ .. صديقتها أرجعت لها الذكريات
ثم قامت واتجهت بعدها للمرسم الخاص بها .. تعشق الرسم وتعشق الكتابة وتحت الغناء والعزف على العود والبيانوا .. متعددة المواهب طوال عمرها ، تذكرت الايام الخوالي ثم ابتسمت بحنين .. وبعد عدة دقائق اتصلت على رنيم
_ ممكن تيجي تساعديني في المرسم يا رنيم ..
التي بدورها أجابت _ أيوة طبعًا ممكن
أتت رنيم لتساعدها وبينما ينظفا المكان ، وجدت أسفل أحد اللوح عين واحدة .. عين عرفتها جيدًا .. عين فواز !
أبعدت اللوحة و وجدت الصورة.. ودمعة من عينيها سقطت دون إرادتها ما إن رأتها من شدة الصدمة ..
..... ........ ..........
نهاية الفصل الثاني ................الفصل الثالث