الفصل السادس والعشرين من رواية الخادمة الصغيرة
____________
تاني يوم الصبح جلال صحي من بدري جدا لقى رضا لسة في حضنه ، بصلها بصة غريبة وبعدين حس بخنقة فلبس هدومه وخرج
لقى انجي قاعدة في صالة الجلوس بتشرب القهوة بتاعتها فعض شفايفه وحاول يهرب منها ويرجع تاني على طراطيف صوابعهه أحسن ما تسمعه كلمتين من بتوعها
_ أول مرة أشوف عريس صاحي من بدري أوي كدة
أوف... قفشته ! وفعلاً جملتها خلت جلال يتأفف ويروح يقعد جمبها لأن خلاص معرفش يهرب منها ... بصتله أول ما قعد وسألت بثبات وابتسامة متكلفة
_ فطمني وقولي إنك منمتش لحد دلوقتي...
ابتسم جلال بسذاجة وهز راسه ب لأ فقالت انجي وابتسامتها بدأت تروح
_ أنت نمت طول الليل يا جلال؟ ...
مد ايده خد بسكوت وأكله وهو بيقول _ آه...
_ امال عملت إيه ؟
رد بلا مبالاة_ ولا حاجة
كانت لسة راحة تزعق قاطعها وقال بسخرية
_ الزفتة نامت ... كانت خايفة مني
اتنرفزت واتهمت رضا بالباطل
_ ليه بقى إن شاء الله!!! قولتلك البنت دي مش محترمة واكيد مخبية إنها مش بنت وخايفة تكشفها
غمض عينه من كلامها إللي ضايقه جدا وانفعل وهو بيقول
_ لأ دا عشان ابنك إللي هو أنا عملها truma قبل كدة وخوفها منه في الموضوع دا
حطت رجل عللى رجل وسخرت منه
_ والله ابني لو كان راجل كان زمانه جاب من الآخر ونفذ المطلوب
غمض عيونه بيحاول يمسك أعصابه وقال
_ ماما لو سمحتي إلا رجولتي .. الموضوع دا حساس بالنسبالي أوي
ضحكت بسخرية _ رجولتك .. هي فين دي ؟
ارتفع صوت جلال _ يعني كنت أنام معاها وهي بتترعش !! اغتصبهااا
ردت هي كمان بنفس الانفعال_ هو في حد بيغتصب مراااته ؟!
اتنهد وخد نفس وسألها سؤال خلاها تسكت تماما
_ ماشي مش اغتصاب ، بس انتي تقبليها على نفسك ؟!!
مردتش وبصت الناحية التانية فرفع حاجبه
_ سكتي ليه؟!!
ضغطت على أسنانها وهي بتقول _ متقارنش البنت دي بياااا تاني ابدا
قال بعقلانية غريبة عليه _ مكونتش بقارنك بيها أصلا بس بلاش كدة ... بلاش اذدواجية المعايير دي
كلام جلال صح لكن أمه اصرت أنها تقلل منه
_ اذدواجية معايير كمان !! عرفتها منين دي ؟ والله وبقيت بتفهم يابن حسين!!
وقامت وقفت بمنتهى الايتكيت والأكابرية وبعدين بصتله بتحذير وتهديد
_ النهاردة لو محصلش المطلوب ... أنا ليا تصرف تاني .
وسابته ومشت غضبان ومتنرفز جدا وهو بيقول
_ تولعوا كلكوا في بعض... أنا لو لقيت جواز سفري هسافر من بكرة
لأن انجي خدت جواز سفره خبته عشان مش ضمناه وعارفة أنه ممكن يهرب في أي وقت
___
حسين صحي وملقاش انجي في حضنه زي ما كانت باليل
بدأ يمسح عيونه ويبص حواليه وينادي عليها لكن مفيش رد
بعد كتم دقيقة كان صحيح تماماً ولقى الباب بيتفتح وانجي بتدخل منه وبتهبده وراها بعنف وغضب شديد فبيستغرب وبيسأل باهتمام
_ مالك يا حبيبتي وشك متعصب كدة ليه ؟!!
ردت انجي بغضب _ بلا حبيبتك بلا زفت
تجاهل نبرتها_ هي دي صباح الخير بتاعتي
_ قصدك صباح الزفت .. صباح النيلة والمصايب والكوارث
اتخض من انفعالها وشتايمها الكتير للنهار فسأل
_ في إيه يا انجي قلقتيني إيه إللي حصل ؟!!
زعقت بصوت عالي _ ابنك الحيوان مقربش لمراته الزفتة
سكت حسين يسمع باقي كلامها ويراقب تحركاتها المنفعلة
_, قال ايه خاييفةةة!!
ضحكت بسخرية وكره _ ابنك بيهتم لمشاعر الحثالة دي !! دي خدامة بنت خدامين اخرها تمسحله السلم اللي جذمته بتدوس عليه
كانت هتتجنن وهي بتحكيله وحسين مذهول من سواد قلبها
_ لأ ويقولي كانت بتترعش فسيبتها .. بدل ما يحكم عليها ويقربلها غصب عنها ورجلها فوق رقبتها ...
وفجأة بصت لحسين بقرف _ طالع خايب وعديم الشخصية زي أبوه
حسين اتصدم منها وقلبه انكسر ... شتمته هي وابنه ونعتتهم بأبشع الصفات !!
هز دماغه يمين وشمال بخيبة أمل وهو بيقول
_ مفيش فايدة أبدا ... عمرك ما هتتغيري
وشال الغطا من عليه وشد هدومه من الأرض ولبسها بسرعة وغضب كبير جداااااا وخرج من البيت كله وهو هيموت من الحزن والغضب وقرر المرة دي إنه مش راجع أبدا غير لما تعتذرله وتكفر عن ذنبها وتتعدل معاه ...
كان بيعاقبها بحرمانها منه لأن حسين مكانش الراجل قليل الذوق أو الانفعالي خالص.. كان راجل متحضر وهادئ أوقات صحيح كان بيسكت على بعض المواقف إللي كانت انجي بتتخطى فيها حدودها ولكن دا بسبب أنها دايمة محملاه الذنب أنها مكملتش تعليمها إلا في سن كبير وانها ماعاشتش سنها ولا حياتها
وكل دا تحت كذبة " عشان بحبك ضحيت يا حسين" وللأسف حسين اقتنع بالقصة إللي هي الفتها من عقلها واتنازل كتير عشان يقدر يعوضها !!! لكنه مش هيتنازل تاني ولازم هي ولو لمرة واحدة في حياتها تسعاله
وطبعا بيروح بيت البحيرة وبيدخل يلاقي مفهوش أي صوت ولا حركة ولا حتى ريحة أكل معمول ولا أي ملمح من ملامح الحياة
فبيقلق جدا وبيفضل ينادي على كريمة لما مش بيلاقيها وبيسأل الحرس عنها لكن بيقولوله انهم مشافوهاش وانها مخرجتش خالص... فبيتوتر حسين وفجأة بيعرف إنها مشت وهربت من غير ما يشوفوها وجزء من جواه زعل جدا وحس بإحباط إنها مشت وفضل يراجع نفسه ياترى هو عمل إيه غلط وزعلها عشان تمشي وتهرب !
طلع لاوضته وفتحها بإرهاق شديد من شدة الحزن بسبب أفعال انجي وبسبب كمان غياب كريمة
لكنه فجأة بيشوفها ... بيلااقيها !! كريمة نايمة على سريره !
_______
نهاية الفصل ...