الفصل الرابع والعشرين من رواية الخادمة الصغيرة
___________________________
جه جلال عشان يستلم العروسة من بيت أهلها ... لابس بدلة توكسيدوا أسود وجاي بعربية جديدة تماماً متزينة بطريقة مبهرة خلت كل أهل البلد يتصدموا من الجمال ويحسوا إنهم في قصة خيالية
وقف بهيبة وقوة وشعره مقصوص بطريقة خلته يشبه الأمير ومستنيها تخرج وأبوه جمبه جميل أوي وشيك جدا هو كمان وأصحاب جلال كمان جنبه إللي هما رامز ومازن
خرجت رضا بفستانها الأبيض والطرحة طويلة أوي .. نازلة لحد الأرض بشكل دائري وأطرافها مرصعة بجواهر جميلة زاهية وكانت وسط الفستان زي القمر في وسط النجوم ...
خرجت عليهم وأول ما طلعت جلال إللي كان حاطط ايده في جيبه بملل ولا مبالاة كعادته حتى في يوم فرحه ... إلا أنه خرج ايده من جيبه ببطئ ووقف مصدوم من شعاع النور إللي جاي عليه وكأن طاقة القدر اتفتحت ليه ...
وشها متغطي وكلها متغطية بفستان ضيق عند الخصر لكنه منفوش زي فساتين الأميرات الكريمات والنبيلات ... لكن طرحتها الطويلة والواسعة كانت مغطية وشها وتفاصيل جسمها ...
مازن ورامز هما كمان وقفوا متنحين ليها وخصوصا مازن إللي شاف بنت متغطية من فوق لتحت وحس أنها مش لايقة خالص على جلال لكنه مكانش شايف أوي من الطرحة وتوقع إن تحت الطرحة هي أكيد لابسة عريان
قرب جلال وكأنه منوم مغناطيسيًا لحد ما وصل لرضا .. وقف ادامها ووبطئ رفع طرحتها وأول ما رفعها فضل باصص بس .. من غير ولا كلمة .. انبهر من جمالها الرهيب والمكياج إللي هي حطاه .. أول مرة يشوفها حاطة مكياج كامل كدة .. كانت بنت ناضجة وجميلة وعروسة يتمناها أي عريس ...
رضا صدرها كان بيطلع وينزل من هول مشاعر اللحظة ومش مصدقة هي كمان جمال جلال وانه هو إللي واقف ادامها وانه عريسها هي ! عريسها وهي عروسته وكان نفسها كل الناس تحس بفرحتها .. بتقول في نفسها خلاص .. حققت حلمها واتجوزته .. النهاردة أجمل ليلة في حياتها كلها
تاه جلال فيها ورضا من شدة الخجل باصة في الأرض وأوقات بترفع عيونها اكن قوة نظرته بتخليها تنزلها تاني وتبتسم بخوف وحب وفرحة وكسوف ...
رفعت عيونها ليه وتبادلت معه النظرات أخيرًا فضحكلها جلال وابتسم بسعادة فهي كمان ابتسمت وضحكت والناس كلها واقفة تتفرج في هيام فجاة صحت رضا من سحر اللحظة وحاولت تخرج صوتها إللي مكانتش قادرة تخرجه وقالت بهمس منخفض أوي وتوتر
_ نزل الطرحة
بصلها باستغراب وهيام في نفس الوقت فرددت بتلقائية وهي متوترة من نظراته
_ عشان محدش يشوف الأحمر والأصفر
بعدين اتنهدت وعضت شفايفها وايديها بتفرك في بعض وقالت وهي بتبص في عيونه برهبة من هيبته وجماله وسحره
_ دا ليك أنت بس يا سي جلال ...
قلبه اتنفض ... هو دا التعبير الوحيد إللي نقدر نوصف بيه حالة جلال ... فضل واقف ادامها يبص في عيونها وايده امتدت لخدها الناعم ورضا كانت بتترعش ... كتلة رقة وأنوثة وحياء واقفة إدامة.. وكل دا فيها .. وهي بقت مراته ... عند الفكرة دي ابتسم بخبث شديد ولسانه مشى على شفايفه في جاذبية وخياله بدأ يشتغل في حجات كتير أوي هيعملها معاها بعد ساعة واحدة بس من دلوقتي ...
ونزل الطرحة تاني على وشها ومد ايده ليها فمسكتها وخدها ركبها العربية بالراحة وسلام والناس زفتهم
وهنا مازن اتفاجئ ... بقى جلال الصواف !!! يتجوز دي !! يتجوز البنت الجميلة المستترة دي !؟ حس إن جلال ميستحقهاش في حين إن رامز كان هياكلها بعينه لأنها كمان شكلها صغيرة أوي وقال جواه " يا بختك يابن الصواف"
وصلوا البيت وعملوا احتفال بسيط في حضور أصحاب جلال رامز ومازن وأهل رضا وأهل مازن إللي هما أصلا أصحاب عيلة جلال وإللي كانوا مستغربين أوي إن جلال اتجوز خدامة " طبعا انجي قالتلهم إن رضا كانت خدامة صحيح هي بقت مرآة ابنها بس هي نفسها تذلها وخلاص " لكن أهل مازن بيكونوا متقبلين الفكرة لأنهم ناس متعلمة ومثقفة ومعندهمش نقص ووالدة مازن بالذات كانت ماسكة منصب مهم في التربية والتعليم وكان ليها شأن وأبو مازن نائب كمان دا غير أصلا ثروتهم الكبيرة جدا إللي ورثوها من الأجداد وعراقة عيلتهم ..
_ أنا متشوقة أشوف العروسة
قالتها زهيرة مامة مازن فردت انجي _ بس أحسن أنا متضايقة منها أوي
وقالت بنرفزة وضيق _ دي رفضت تشيل الطرحة
بعدين كملت _ بجد بيئة ومش مستوانا خالص ... شكلها مش هيليق بابني .. مانتي عارفة جلال حلو وشيك إزاي
رفضت زهيرة الكلام بذوق وهدوء _ بصراحة يا انجي أنا مش متفقة معاكي ، هي حرة وبصراحة أكثر ، هي إللي عندها حق
_ كدة يا زهيرة حتى انتي
اتأففت وعاتبتها _ وأنا إللي بقول صاحبتي هتيجي تساندني في الحزن دا
استغربت زهيرة وقالت باستنكار _ حزن إيه يا انجي دي جوازة ابنك المفروض تفرحي
_,افرح إيه بس دي جنازة مش جوازة
وبعدين انجي فضلت مكشرة وحتى لما ابنها دخل هو وعروسته مانت مكشرة ومش سعيدة خالص في حين أن باقي الناس كانوا فرحانين وأهل مازن احترموا أنها محجبة ومش عاوزة تظهر زينتها أدام الرجالة وشافوها على جنب وانبهروا بيها وانجي معبرتهاش ولا حتى قالتلها مبروك !
في نص الحفلة البسيطة ورضا مشغولة مع المعازيم وخصوصا أهل مازن ، دخل رامز المنحرف على جلال واداله زجاجة صغيرة في الخباثة
_ جلاللللل take it
_ what that?
مسكها جلال واستغرب
_ the Russian shot.
تاخدها من هنا ... وانسى يا جوجو
_ خدها وامشي
رماها في وشه مش لأنه اداله حاجة حرام وخمرة أصلا لأ عشان قاله يا جوجو .. الدلع إللي مش بيحبه فاعتذر رامز باستهزاء متخفي
_ خلاص ياعم آسف اسف متقفش كدة .. خدها بس وادعيلي بس لو كترت هتنام وهتكسفنا !
اتكبر جلال وقال وهو رايح لعروسته _ انصح نفسك أنا جلالل الصواف مش محتاج الهبل دا
شافهم مازن من بعيد فقرب وسأل بعد ما لقى جلال مشي
_ انت بتديله إيه يا رامز؟
قال رامز بخبث دفين _ إيه يا مازن دا النهاردة ليلة فرح جلال الصواف
سرح مازن وقال بأسف وملامح فيها زعل غريب _ أنا كان ممكن أصدق أي حاجة غير إنه يتجوز أصلاً
رفع رامز حواجبه _ مالك يا زوز أنت متضايق ولا إيه..
نفى مازن _ لأ طبعا مبسوطله أنه أخيرا هيلم نفسه ..
غمزله رامز _ مع إني شامم ريحة غيرة
_ انت مجنون ؟! أنا بس خايف على عروسته ، أصلها باين عليها حلوة و محترمة أوي ، خايف ليجرحها بأفعاله
قال رامز بحقد _ مش بقولك أنا دايما إنه بيقع واقف
جوا البيت انجي واقفة تتكلم مع واحدة لابسة فستان عريان وكأنه بتاع راقصات وبتقولها
_ لو عملتي إللي بقولك عليه ، باقي فلوسك هتكون جاهزة وبذيادة
البنت بتهز راسها فبتقولها انجي _ يلا اطلعي
وهنا الكل بيتفاجئ لما أغاني بتشتغل صوتها عاي وأولهم حسين إللي بيتصدم لما بتدخل بنت بترقص وبيتصدم أكتر لما يستوعب إن انجي جايبة رقاصة !
الكل بيتفاجئ منها لأنها مكانش متخطط ليها خالص دا كان تجمع عائلي هادي جدا وبسيط عشان فريدة ...
لكن انجي كان ليها مخطط تاني ومكانش لازم تسيب الليلة دي تعدي كدة سعيدة على غريمتها وعدوتها رضا!!, و إللي بتحسبه انجي لقته وبتبص ناحية ابنها فعلاً بتلاقيه ساب عروسته وركز مع الرقاصة .. وكانت هتموت من الفرحة وهي ملاحظة توتر جسم رضا إللي رغم إنها مغطية وشها بطرحة بس كان باين أوي للكل انها هتموت من الغضب
جلال بيسيب كل حاجة وبيبص على الرقاصة بتركيز شديد وعيونه زاغت تماماً عن أي حد وركزت في الرقاصة بس إللي قربت منه هي كمان وتمايلت عليه كجزء من ادائها لرقصتها .. وجلال حرفيا بينساق وراها وبتشعلل فيه الرغبة والمتعة ...
ورضا بتكون متضايقة جدا جدا ومازن بيلاحظ أنها لحظة كمان وهتعيط بسبب اهتزاز جسمها وايديها إللي بتلعب في بعضها فبيروح يهمس لجلال في ودنه بحاجة بتخلي جلال يبصله بغضب وبعدين يبص لرضا بسرعة والغريب إن جلال قرب من رضا وشدها من وسطها ليه بعنف وتملك ومازن كان مستغرب ورضا شهقت من الكسوف والناس اتفرجت ومنهم إللي ابتسموا على حب جلال لمراته ومنهم إللي بص بقرف وحقد إن الخدامة بتتزوج السيد !
جلال وهو حاضن من وسطها خدها ومشي بعيد عن مازن وكان بيبصله بغضب غريب محدش قدر يفسره حتى مازن نفسه
خلص الفرح وجلال خد مراته وطلعوا لاوضته إللي أبوه فتحهاله على أوضة تانية فالأوضة بقت كبيرة أوي وكأنها سويت في فندق وجهزهاله من كل الجوانب طبعا عشان تناسب عريس وعروسة جداد
_____________
نهاية الفصل الرابع والعشرين ...