الفصل الثالث والعشرين من رواية الخادمة الصغيرة
بعدها علطول كريمة وافقت على الشغل وحسين مكانش عارف هو عمل كدة ليه أصلا مع إنه هيموت ويرجع بيتهم عند انجي بس كرامته المرة دي مش مطوعاه يروح لأنها مطلبتش أنه يروح ...
كريمة كانت بتراقب حسين علطول وتلاقيه مشغول ومهموم ... وكانت بتستغرب الراجل دا جدا.. أكله خفيف أوي وبيسرح كتير وهو بياكل وعيونه دايما فيها لمعة وسر غريب ، وبيطلع من الصبح ييجي باليل وبيرجع فقط وقت الغدا عشان ياكل ويمشي ومش دايما كمان أوقات بيبعت حد ياخدله أكل ...
حيرها جدا وحيرها أكتر إنه مسألهاش عن أي حاجة في حياتها الشخصية ... لكنها كانت متأكدة من أخلاقه الكويسة الراجل عمره ما بصلها بصة وحشة ولا حتى وقف كلمها كلمتين على بعض طول الأيام إللي قضتها عنده تخدمه ....
وعرفت بالصدفة أنه متجوز لما جه وجبلها هدية قبل فرح جلال بكام يوم ووقف ونداها .
_ كريمة ..
بصتله _ نعم يا حسين بيه
قدملها حاجة في كيس فبصتلها باستغراب وعيونها كلها تساؤل فرحمها حسين من التساؤلات وابتسم وقال
_دي هدية
اتنرفزت وخافت _ بمناسبة ايه ؟!
ابتسم وتجاهل شكها فيه وقال_ ابني فرحه بعد كام يوم ..
فجأة لقى عيونها اتفتحت على آخرها من الصدمة
_ ابنك !!!
اتخض منها وهي صوتها علي أكتر وهي بتقوله وبتشاور عليه من فوق لتحت باستغراب شديد
_ بقى أنت عندك ابن و بيتجوز كمان !
بعدين عيونها اتفتحت أكتر وصوتها علي أكتر وكأنها هتتجنن من الصدمة
_ هو أنت أصلا متجوز؟! أنت بتشتغلني يا حسين !!!!
برق من طريقتها معاه وفجأة خدت بالها من كلامها وعرقت من الخوف وقالت وهي بتفرك في ايديها وبتعتذر عن إللي هي قالته
_ احم حسين بيه .. أنا آسفة جدا .. معرفش كلمتك كدة إزاي .. بس شكلك ميديش كدة خالص
بصلها تاني وحطت ايديها على بقها تكتمه برقة شديدة واستوعبت أنها حرفياا عاكسته من غير ما تدري ! اعتذرت تاني بخجل كبير
_ أنا آسفة..يادي الكسوف أنا مش عارفه أنا بقول إيه
حسين بلع ريقه من صدمتها لدرجة إن كلامها وتره وقرر إنه لازم يمشي حالاً وقال باقي كلامه بسرعة ولهوجه
_ انتي مش هينفع تحضري بس أنا جبتلك هدية عشان تدعيله ربنا يفرحه في حياته الجديدة.. بعد اذنك
ومشى فوراً وخد العربية وساق بسرعة جديدة عليه لحد ما وصل لأرض فاضية وقف ادامها وقلبه بيدق بقوة شديدة
وبص في مرايات العربية .. وكلامها بيرن في ودنه .. هل هو شباب وصغير للدرجة دي ؟! للدرجة إللي مش باين عليه إنه مخلف ! لأ دي استغربت أنه متجوز كمان ! ... وبدأ لأول مرة يعاتب انجي بقسوة جوه عقله .. هي السبب .. هي إللي دايما بتحسسه أنه كبير وعجوز ومعندوش روح ولا حيوية بل وهي كتير أوي عليه ... لدرجة أوقات بيسأل نفسه إزاي واحدة بجمال وشباب انجي متحملة واحدة بعجزي وكبر سني ؟ ... هز دماغه بأسف لأن أنجي فعلاً قتلت مشاعر كتير حلوة جواه وفقدته ثقته في نفسه ... ورجع افتكر كلام كريمة تاني وقلبه دق تاني
بلع ريقه وحاول يهدى نفسه ويكلم نفسه أنه لازم ييقى قوي ميتهزش كدة عشان كلمتين ملهمش لازمة
أما كريمة إللي رغم إنها عمرها ما فكرت في حسين أصلا لكنها متقدرش تنكر أنه شاب شكله حلو وجسمه حلو وطريقته حلوة وكانت أصلا بتستغرب إزاي شاب في أول عمره كسؤؤل عن الثروة والأراضي دي كلها لأ وكبير البلد كمان .. بس هي دلوقتي اتصدمت لما عرفت انه متجوز ومخلف كمان ....
عند النقطة دي للحظة افتكرت حاجه ... خلتها تكمل الليلة كلها عياط..
___________
_ مش عاوزة فرح إزاي يا رضا؟
قالها حسين لرضا
_ لأ يا حسين بيه عا
كانت رايحة تبرر فقاطعها _ أنا حماكي يا رضا .. متقوليليش يا بيه
هزت راسها بطاعة وقالت _ حاضر يا بيه
بصلها بتحذير فصححت كلامها بكسوف
_ حاضر يا عمي
بعدين بدأت تكمل_ أني بس بقول ، الست فريدة لسة مفاقتش من الغيبوبة ، مينفعش أعمل فرح وهيصة وهي نايمة
وبصت في الأرض وقالت بحزن شديد _ دي كانت أكتر واحدة نفسها إني أتجوز جلال
بعدين بصت لحسين وكملت _ أني كنت مفكراها هتفوق بعد كام يوم وتفرح معانا ... بس طالما مفاقتش يبقى معلش يا عمي حسين مش هعرف أفرح ولا أعمل فرح وهي مش حاضرة بنا
ابتسم حسين إللي كان بيتأملها بحب أبوي فعلاً وحاول يخفف عنها رغم الألم إللي حاسس بيه
_ هي حاضرة بنا بروحها يا رضا .. بعدين انتي بتتكلمي عن أمي إنها بعيد الشر يعني.. عاوزة تخلصي مم حماتك الكبيرة
ابتسمت رضا وبصت للأرض بكسوف وبعدين قال حسين وهو بيبصلها بإعتزاز
_ مكونتش أعرف إنك بتفكري فيها للدرجة دي
ردت فوراً_ مبتروحش عن بالي
_ انتي وفية وصادقة أوي يا رضا
_ هي إللي مربياني وخدت بالها مني وبعد ربنا هي إللي حمتني ، الست فريدة في معزة أمي الله يرحمها يا بيه
اتأفف حسين وقال بزعل مزيف عشان يطلعها من إللي هي فيه
_ بيه بردو !
حطت ايدها على بقها واعتذرت بخوف ليكون زعل
_ معلش، أني لسة متعودتش
ابتسم وبعدين اتنهد وقال _ حاضر ... مفيش فرح .. حفلة صغيرة على الضيق كدة عشان أصحاب جلال جايين من أمريكا .. بس مفيش هيصة ، أي طلبات تانية ؟
_ ادبحوا
بصلها حسين باستغراب فكملت _ ادبحوا كتير ووزعوا لحمة على كل الناس وقولهلم دي هدية جوازنا .. جواز جلال من رضا .. الناس كدة هتفرح أكتر ما تعملوا فرح ألف مرة وتطلب منهم يدعوا للست فريدة ، يعني .. اللهم لا حسد حضرتك يا حسين بيه ربنا يرزقك كمان وكمان ت
هز راسه بأسف _ مفيش فايدة فيكي أبدا
خافت فقالت _ أني غلط !
غمض عيونها وفتحها بنفاذ صبر _ يابنتي أنا حماكي مش بيه! ...
بصتله بخجل فاتنهد حسين وبعدين قال بموافقة تاني وبكل سعة صدر وحب
_ حاضر يا رضا ... وهعملهم وليمة كمان وأحسن أكل تختاري أصنافه بنفسك وكل البلد تاكل .. وبعدها هوزع عليهم اللحمة نية .. راضية كدة
فرحت وكانت الفرحة مش سيعاها وهي بتقول
_ إلا راضية دا أني عاوزة أقوم أرقص
اتكسفت _ احم آسفة
قال حسين بلا مبالاة_ لأ متتأسفيش ..
_ مين جاب سيرة الرقص ؟!!
_ إبن حلال بتيجي على السيرة
ضحك حسين باستهزاء لأن الاتنين هبل شبه بعض وهو بيقول
_ مفيش غير مراتك
كان جلال هو إللي جه لبيت رضا عشان يشوفها وسمع آخر كلام اتقال فبص لرضا إللي اتكسفت وعضت شفايفها وضمت رجليها على بعض من الخجل بعد ما غمزلها جلال
ابتسم بشقاوة وهو بيبص للقطة الصغيرة دي وهي مش على بعضها بسببه وقال لابوه من غير حتى ما يبصله
_ واو ! ... طب اخلع أنت بقى
فتح عيونه بصدمة_ أخلع !
اتافف جلال وهو بيقول بسرعة _ سيبني أنا وهي يا حسين فيه ايهه
_ حسين !!
قال جلال ببساطة كانت هتشل ابوه_ يابني انت بابا مش ماشية معاك والله
وتوالت صدمات حسين من كلام ابنه _ يابني !!
اتنرفز جلال وقال _ يوووه ... بعد اذنك يا بابا ممكن تسيبني مع مراتي شوية ؟
هز راسه يمين وشمال بعدم رضا _ مفيش فايدة !! حاضر ، خلي بالك منه دا عقله مش فيه ، وسع من السكة
جلال فتحله الطريق للباب عشان يعدي وسمعه كلام خلى حسين يندم على الساعة إللي خلفه فيها
_انا هسامحك بس عشان أنت أبويا ، عشان تعرف إني ولد متربي يا حسين
ضحك جلال ورضا كمان ابتسمت بكسوف بعدين بسرعة جلال راح قعد جمبها لزق فيها على الكنبة وعض شفايفه وهو بيقولها بشقاوة وحماس
_ سيبك من الكلام دا أنا مش متربي ولا حاجة
عضت شفايفها زي الطفلة المكسوفة وحاولت تبعد عنه وعن نفسه السخن والهامس لكن جلال بجح واذا كانت هي بتتكسف فهو وشه مكشوف
لزق فيها بعد ما كانت بعدت عنه وهمسلها في ودنها
_ أنا مشوفتش ربع ساعة تربية أساسا
همسه خلاها تغمض عيونها فقرب عشان يشيل الحجاب بتاعها فبصتله بذعر فتراجع جلال عن الفكرة عشان ميخوفهاش وبعدين عمل نفسه زعلان
_ كدة ؟ بقى كدة يعني
عيونها احتارت فكمل يناغشها بنظراته اللذيذة _ تتكلمي مع حسين على الرقص وسايبة جلال .. جوزك حبيبك
بررت بسرعة ومتحملتش زعله _ والله ياسي جلال دا أني كنت بتكلم عن إني من الفرحة هرقص والله مكان قصدي أي حاجة .. أني استحالة اتساهل في كلامي مع ايها حد حتى لو كان حمايا أبو جوزي حلالي
كل إللي قالته ملفتش نظره ولا عقله وحاجة واحدة بس جات في باله وسألها بحذر شديد
_ يعني إيه ؟ يعني انتي مبتعرفيش ترقصي؟
اتكسفت جدااا وهزت راسها ب لأ
فبصلها جلال واتنهد بخيبة أمل وبان على وشه الضيق فابتسمت رضا وحاولت تمسك نفسها إنها متضحكش على شكله إللي عامل زي الطفل الغضبان ...
_________________
___
عدت الأيام وجلال ورضا علاقتهم توطدت أكتر وبتعدي الأيام بسلام من غير أي تطاول من جلال بسبب طبعا رفض رضا وانها بتصده وكمان أبوه بيحرج عليه إنه لا يقرب ليها ولا ييجي جمبها ..
وحالة فريدة مفيش أي تحسن وكانوا بيدوروا على بنت تخدمها كمان وانجي كانت محتارة ومتعصبة لأنها هي كدة اللي هتضطر تخدمها لكنها كانت بتدور بايدها وسنانها عى حد يخدم فريدة.
ودبحوا فعلاً وعملوا كل إللي رضا عملته والناس كلها فرحت باللي حصل وكانوا بيدعولهم من كل قلبهم وكل البلد فعلا فعلاً فرحت .. فرحة حقيقية وحسين محرمهش من أي حاجة أكل وشرب لمدة تلت أيام كمان ... مش يوم واحد زي ما رضا طلبت ، ووزع لحمة نية على كل الناس وعلى كل البيوت
وكمان سدد ديون كل الغارمين في البلد ودي كانت صدقة منه لله إنه يشفيله أمه حبيبته ويرجعهاله بالسلامة من الغيبوبة لأنها وحشته أوي أوي وبقى يروح يقعد ساعات جمبها ساكت واوقات تنزل دموعه زي الطفل من شوقه ليها ..
جابوا فستان رضا الأبيض وأول ما لبسته نزلت دموعها وأهلها مكانوش فرحانين أوي مكانش فارق معاهم بس كانوا مهيصين مع الهيصة وخلاص خصوصا إن أبو رضا أشترى أرض علطول بعد ما حسين اداله الفلوس واشترى بيت كمان كبير أوي لكن مرآة ابوها الحرباية مرضتش تنقل فيه إلا بعد ما رضا تتجوز ... ومودتش لرضا أي حاجة ولا جابولها غير هدوم بسيطة بس لكن رضا كانت فرحانة رغم إنها اتظلمت إلا إنها فرحت إن أخواتها البنات إللي أصغر منها هيعيشوا حياة أفضل وأحسن وكانت فرحانة ليهم من كل قلبها .
_____________
نهاية الفصل.....