الفصل الثالث عشر من رواية الخادمة الصغيرة
_________
صوت اخترق الصمت وخلى النفس صعب على رضا انها اتنفسته .
انتبهوا كلهم ليها وأولهم انجي إللي رغم إن ابنها هيعرف يسافر وطلع بريئ إلا أنها كانت بتكره رضا ومش عاوزة ليها الفرحة ...الصوت كان صوت مرآة الاب القاسية وإللي معمي عينها بالحقد والكره لبنت صغيرة يتيمة
_ يعني دي بنتنا صحيح زي ما بتقولي ولازم نتطمن
ضيقت فريدة عينها عاوزة تعرف هي عاوزة توصل لايه من كلامها الخبيث دا
_انا قلبي مش هيتطمن إلا لما الداية تيجي تكشف عليها وتقول سليمة ، آه منا زي أمها بردو ويهمني أمرها وشرفها
الناس بان عليهم أنهم موافقين على كلامها لما بدأت تترفع همهماتهم ....
دخلت فريدة مع رضا وحسين إللي سندوها لجوه ومحبوش يكملوا المسخرة إللي بتحصل دي ورضا رجع الخوف يدب فيها تاني وجلال رجع شكه في رضا تاني ... ورجع يصدق ويدور في عقله كلام أمه عنها .. دا حتى مراة ابوها إللي عايشة معاها في نفس البيت مش واثقة فيها !!!
ناس كتير روحت وناس تانية فضلت ودخلت مراة أبوها القصر مستنية رد فريدة هانم على كلامها
قعدت مع سلفتها وقالت بخبث وزي الشيطانة _ دا لزومًا رضا هترفض والشك فيها هيذيد وِسُمعتها هتبقى على كل لسان
اما عند فريدة جوا فرضا كانت زي إللي فقدت النطق وانفصلت عن العالم كله .. وندمت أشد الندم على كل لحظة قضتها مع جلال أدت أنها تحطها في موقف قاسي وجارح زي دا !!!
هيعملوا ليها كشف عذرية ؟!! دا مكانش بييجي في اسوء كوابيسها حتى .. طول عمرها حافظة نفسها وصاينة سمعتها وفي لحظة كل دا راح
بدأت تعيط وتنزل دموع بصمت رهيب وفجأة سمعت صوت فريدة العالي إللي خارج من اوضة جلال
_ اتجوزها يا جلال
قامت رضا تشوف في إيه وياريتها ما قامت لأنها وقعت مكانها من الصدمة لما سمعت اقسى كلام في حياتها
_ اتجوزها إيه ، أنا استحالة اتجوز واحدة أهلها بيشككوا فيها وانتي جاية تلبسيهالي أنا ..شوفيها غلطت مع مين
حت ايدها على بوقها من شدة القهر وهي بتسمع صوت انجي بيقول _ انتي ذودتيها أوي يا فريدة هانم وأنا ساكته عشان بس محترمة سنك ومكانتك .. إنما توقعي ابني في واحدة ملعب زي دي مش هسمحلك طول منا عايشة
كانت هتموت وحست قلبها هيقف .. الدنيا بالنسبالها انتهت عند الكلمتين دول ! ... لكن لأ .. مش هتسيب حد ينهش في سمعتها تاني .
جرت بسرعة للصالون لحد ما وصلت لمراة أبوها ووقفت ادامها زي الجثة بتقولها
_ أنا موافقة يا مراة أبويا ، هاتي الدايا
انصدمت مراة أبوها إللي كانت مفكرة ان رضا استحالة توفق بحاجة زي كدة ووقتها كانت هتثبت عليها التهمة فعلا بس رضا خالفت توقعاتها لما وافقت ...
في ظرف ربع ساعة كانت الداية موجودة مع رضا في الأوضة وفريدة إللي اتفاجئت بفعلة رضا كانت واقفة مخصوص رغم شعورها بالتعب الشديد عشان تشوف إيه إللي هيحصل وجلال وأمه كانوا مترقبين بس جلال كان واثق أنها مش هتطلع بنت ...
سمعوا صراخ وعياط رضا من جوا وانهيارها وهنا جلال ابتسم في سخرية لأن ظنونه اتثبتت فعلا ورضا مطلعتش بنت ...
لكن فجأة طلعت الداية من الأوضة وقالت
_ بنت بنوت الحمدلله ....
وبصت لأبوا رضا إللي كان ساكت ومراته هي إللي قامت بالواجب وقالتله
_ بنتك زي الفل ملمستهاش ريشة حتى
راحتلها أم نعمات وادتها الحلاوة وكانت سعيدة وبدأت تزرغط وملامح فريدة ارتاحت وجلال كان مصدوووم أما انجي كانت متوقعة إن رضا بنت بنوت هي أكتر واحدة عارفة إن رضا محترمة ...
خرجت مرآة ابو رضا من الأوضة لأنها كانت موجودة ساعة الكشف ، طلعت محبطة و قفاها يأمر عيش ووشها أسود جامد بسبب أنها حاولت ترشي الداية وتقول إن رضا مش بنت بس الداية رفضت وهددتها كمان ونصحتها إنها لازم تخاف من ربنا ومتدمرش حياة بنت يتيمة ملهاش حد ...
أبو رضا جرى على الاوضة ولقى بنته بتعيط جامد في إنهيار بس قالتله بحزن شديد
_شرفي وشرفك محدش مسه يابا ..
دخل جلال الأوضة وبص لرضا ولحالتها وهنا رضا اتدارت في حضن أبوها ومش عاوزة تشوف جلال ولا تفتكر كلامه القاسي ومسكت في أبوها بقوة وهي بتعيط وخايفة جامد وهي بتفتكر مشاهد لجلال وهو بيحاول يعتدي عليها
_ خدني من هنا سايق عليك النبي ... طلعني يابا من البيت ديه
جلال كان مصدوم .. رضا طلعت شريفة ومش زي ما أمه افترت وقالت ..
خرج من الأوضة فورًا بغضب شديد وراح لأمه إللي كانت زهقت وراحت لأوضتها بعد ما المسرحية الهزلية في وجهة نظرها خلصت وانتهت
جلال كان نفيه تنشق الأرض وتبلعه ، بيحتقر نفسه في اللحظة دي أشد إحتقار وعاوز يضرب نفسه بالجذمة على إللي عمله فيها .. بس هو .. هو كان مفكرها متعودة على كدة وانها هتسلمله نفسها لما يحاول معاها .. لكن للأسف هو حاول يغتصبها !
ضرب ايده بقوة في الحيطة وصرخ بغضب شديد ... عمره ما كان متوقع أنه يوصل بيه الحال للنقطة دي .. النقطة إللي تخليه يتهجم على بنت بريئة ويبقى عايز يسرق شرفها بالغصب والإقتدار ويقهرها ويظلمها طول عمرها .. حس أنه أحقر بكتير أوي مما كان يتصور قبل كدة
وصل أوضة مامته وايده بتنقط دم من شدة الضربةو فتح الباب على مامته بقوة وإللي اتخضت من دخولخ المرعب وقالها بعيون حمرة زي الدم
_ دي طلعت بنت ... شجعتيني ليه اقربلها وانتي عارفة أنها بنت
بلعت انجي ريقها وكدبت وشكل ابنها الغاضب وترها
_ أنا مكونتش عارفة أنها بنت
قرب منها وهاجمها بقوة _ بلاش كذب .. انتي متصدمتيش ولا اتفاجئتي لحظة واحدة لما سمعتي كلام الداية .. انتي كنت عارفة أنها بنت بنوت وأنها شريفة
تأففت انجي بزهق من كلام أبنها وكشفت عن وشها الحقيقي بلا خجل ادامه وهي مصرة بردو على اتهام رضا بأبشع التهم
_ هوفففف يعني هو لازم إللي تبيع شرفها متبقاش بنت يا جلال .. متبقاش ساذج
اتصدم من ردود أمه وهز راسه رافض إللي بيسمعه وهو بيقول بتصميم
_ أنا استحالة أقعد معاكم ... أنا هسافر بكرة الصبح .. بس هسافر وأنا في رقبتي دين المسكينة دي إللي للأسف أنا عمري ما هعرف أوفيه ولا عمري هعرف أصلح إللي عملته معاها
مهتمهش انجي بأي حاجة غير بالسفر وراحت لابنها وحطت أيدها على وشه وقالت باهتمام مزيف لمس قلب ابنها
_اهدي يا جبيبي ارجوك مقدرش أشوفك متعصب كدة قلبي بيوجعني عشانك أوي
بعد ما اتمسكنت سألت عن إللي هي عوزاه _ هو أنت حجزت تذاكر ؟
مش غريب تأثير انجي على ابنها .. دا حتى اسمه ابنها وهي إسمها أمه ! غصب عنه لان صوته وانخفض شوية رغم أنه لسة متعصب بس طبعا كلامها وخوفها عليه خفف عنه شوية وقال بنفور بس في نفس الوقت بصوت لين لا يقارن مع الصوت إللي كان بيصرخ بيه من شوية
_ مش هقعد في البيت ، هقعد في أي hotelلحد ما أحجز واسافر
ارتاح قلبها وسعادة كبيرة غمرتها وهي سامعة بودنها إصراره على السفر ..
شدت ايده وقعدته على السرير وقعدت جمبه وبدأت تلمس وشه بلمسات حنونة هدته وكلمات نقتها بإحترافية شديدة وهي عارفة هي هتأثر فيه إزاي
_ تعالى يا حبيبي ، أنت عارف ان ماما بتحبك وعمرها ما تقصر في حقك أبدا وكل همها مصلحتك .. كنت عوزاك تبعد عن البنت دي بأي طريقة .. أنا عارفة ابني وشقاوته وطبعا يحقله يعمل كل إللي هو عاوزه بس البنت دي مش مقامك.. أنت جلال بيه الصواف .. تصاحب ملكات وأميرات مش حتة خدامة
بعدين مسكت دقنه تداعبه كأنه طفل _هو أنت مفكرني مش عارفه الbadboy بتاعي بيعمل إيه في أمريكا ، أنت فاكر ماما مش مهتمة بيك وبأخبارك ولا ايه !؟
اتكسف شوية وبص في الأرض وحس فعلا أنه طفل بسبب معاملتها الحلوة رغم أنها بتدله على الحرام وبتشجعه عليه بس هو مكانش بيعترف بالحرام والحلال ومكانوش يهموه أوي ....
ضحكت انجي بخفة وقالت _ معنديش مشكلة تركز مع البنات .. البنات الجميلة وبنات العائلات وبس ... وأهم من دا كله دراستك يا دكتور جلال .. حلمي وحلمك إللي لازم يتحقق .. اتفقنا
ابتسم جلال وهز راسه بالإيجاب وكأن أمه سحرتله بكلمتين منها ! ... خدته انجي في حضنها وهي أخيرا بتدوق راحة البال وتطمن إنه هيسافر ومفيش حاجه هتمنعه المرة دي
______
عدى يومين وجلال كان حضر شنطه وخلاص هيسافر وكانوا مخبيين عن فريدة عشان متعرفش وتحاول تمنعه أو تتأثر ... لكن فريدة بتقدر تقوم وبتتسند على عكازها بصعوبة طبعا بعد غياب رضا وأنها راحت بيت أبوها ومعادتش بتيجي القصر ، محدش بقى بيهتم بالست فريدة كويس زي ما رضا كانت بتعمل ...
بتدخل فريدة أوضا جلال وبتشوف شنطة هدومه وبتشوفه هو وأمه بيرتبوا باقي حجاته في الشنط
_ انتوا بتعملوا إيه ؟!
سألت وكان باين عليها إن وشها أصفر جدداا وبهتان وهنا جلال اتوتر لأن خاف على مشاعر جدته لكن انجي قالت بتشفي
_, جلال مسافر يا طنط فريدة ..
وأول ما قالت الجملة دي لقت فريدة وقعت من طولهاا وطبت ساكتةةة
صرخ جلال وهو بيجري على جدته وعمال يفوق فيها بقوة وانجي هي كمان رغم أنها مش بتحبها بس اتصدمت من الموقف ومكانتش متخيلة إن دا يحصل
_______
الخبر انتشر وعرف حسين وجه الدكتور اللي قالهم وصدمهم إن فريدة دخلت في غيبوبة ومش عارفين هتفوق منها امتى
بيعدي أسبوع وطبعا سفر جلال بيتأجل لأنه خايف على جدته ومازالت فريدة في غيبوبة مفيش غير نفس طالع ونفس داخل والدكتور بيقول إنها كل ما تطول في الغيبوبة كل ما هتقل نسبة استيقاظها ...
جلال وحسين بتكون نفسيتهم وحشة جداا خصوصا حسين إللي فضل يدور على خدامة ترعى الست فريدة بس للأسف ملقاش حد مناسب ولحد دلوقتي رضا مزارتهمش ولا مرة ومحدش عارف إذا كانت تعرف باللي حصل لفريدة أو لأ
ومن وراهم طبعا انجي كانت في قمة السعادة .. غريمتها فريدة أخيرا هتموت واخيرا السيطرة والقصر هيكونوا ملكها والكلمة هتكون كلمتها وفوق دا كله الورث !!
راحت أنجي للمحامي لأنها كانت عارفة إن فريدة كاتبه وصية وقدرت بقدرتها تشوف الوصية وهنا كانت الصدمة الكبيرة !!!
انجي خرجت من المكتب منهارة وبتصرخ ودخلت أوضة فريدة بعنف وإللي كان فيها حسين وابنه جلال واتفاجئوا من دخولها الهمجي وهي بتصرخ وبتقول زي المجنونة
_ فريدة عملتهااا ... عملتها فريدة حتى وهي في الغيبوبة مش سيباني في حاااالي ...
هتف فيها حسين بغضب وهو بيحاول يمسكها ويمنعها من الدوران حول نفسها بجنون
_ في ايه بتتكلمي كدة ليه يا انجي
صرخت انجي بكل قوتها وانهارت _ نص الورث !!! ... فريدة كتبت نص الورث باسم خدامتهااا .. كتبت نص الورث بإسم رضا يا حسين
انصدم جلال وحسين صدمة عمرهم وهما بيسمعوا الكلام دا وقبل أي تفسير وأي سؤال بصت انجي فورا لإبنها والفلوس عمت عينيها وجننتها وفكرة فقدان جنية واحط بس كانت كفيلة أنها تحليها تفقد عقلها
_ جلال ... أنت لازم تخلي البت دي تتجوزك بأي طريقة ..
_
________
نهاية الفصل