الفصل الثامن من رواية الخادمة الصغيرة
![]() |
____
باليل كانت رضا عند الست فريدة قاعدة معاها كعادتها بتخدمها وفي نفس الوقت بيتكلموا في مواضيع مختلفة كعادتهم ، خرجت رضا من عند الست فريدة وراحت تجيبلها حاجة وهي خارجة من الأوضة وماشية في الطرقة لقت حد من فاتحة الطرقة التانية بيناديها بتكبر شديد
_ انتي ... !!
كان صوت جلال إللي هي حفظاه عن ظهر قلب ، فرحت أوي إنها شافته وسمعت صوته بس تعابير وشه مكانتش عجباها خالص وباين أنه متعصب عشان كدة بعدت عن إنها تخاطر وتكلمه زي الصحاب وحطت الألقاب بينهم وردت
_ نعم ياجلال بيه
هتف بعصبية _ يووه قولت مش دي ، قوليلي يا سي جلال
بعدين أمرها بغرور _ لما أقولك حاجة تقولي أمرك ياسي جلال
أجابت بطاعة_ أمرك يا سي جلال
رغم أنه خلاص شايفها دلوقتي وحشة جدا إلا إن الطريقة إللي بتناديه بيها بتجننه وبيعشقها وكان مشتاق أنه يسمعها طول العمر .. اتأفف ونظراته ليها محتقرة جدا وسألها
_ فريدة هانم صاحية ؟
_ أيوة لسة صاحية
أتأكد من كلام مامته وأنها فعلا واكلة دماغ جدته _ وانتي عندها بتعملي إيه ؟
توهت رضا في الكلام _ مفيش قاعدة بسليها
بصلها من فوق لتحت بخبث وقرب منها لحد ما رجعت للحيطة من وراها في خوف
_ وانتي شغلتك هنا التسلية بس ؟
جسمها بدأ يترعش وكانت لسة هتتكلم وتبعده إلا أنه قال باستهزاء وفي وجهة نظره أنها بترسم عليه الشرف والعفة عشان تجذبه ليها
_ خلاص مش للدرجادي مش هغتصبك
اشمئزت من كلامه وهو تجاهل نظرتها وأمرها بتكبر _ امشي روحي هاتي عصير ليا أنا وديدا ويكون fresh
راحت رضا فورا تعمل إللي اتطلب منها وجلال دخل لجدته لقاها قاعدة ومغمضة عيونها
طبعا خبط قبل ما يدخل وهي سمحتله بالدخول وأول ما قعد على السرير جمب جدته سأل
_ هي رو.. إللي اسمها رضا هنا علطول
جدته خدت بالها أنه كان هيقول رودي بس رجع قال حاجة تانية ودا يدل إنه متعصب من حاجة
_ دي قاعدة من الصبح تدعكلي رجلي علشان الروماتيزم
رضا فعلا كانت بقالها ساعة بتدعك عضم رجل فريدة إللي واجعها جدا ، وبتعمل كدة بمنتهى الجنان والحب كأنها بتعمل لأمها بالظبط ولما جلال سألها مرضتش تقول عشان هي مبتحبش تطلع إللي بينها وبين فريدة لحد مهما كان وعشان كمان هي مبتحبش حد يشوف فريدة عاجزة أو محتاجة مساعدة فمهما عملتلها محدش بيبقى عارف حاجة خالص ودا اللي بيذود إعجاب فريدة بيها أكتر لأن رضا كتومة ومسؤولة وبتعمل الخير في السر وحبًا في الله وفي عباده الطيبين زي الست فريدة كدة
فضلوا جلال وجدته يتكلموا شوية في مواضيع مختلفة لحد ما وصلوا لموضوع رضا وجلال سأل بضيق
_ هي ليه رضا بتعتمدي عليها في كل حاجة
ردت بتأكيد وصدق _ علشان محترمة وأمينة وبنت أصول
جلال في سره بيسخر _ آه محترمة أوي
وجدته كملت بنبرة ليها مغزى وهي بتبص لجلال
_ الله يصلح حالها ويرزقها بإبن الحلال
أتأملها أوي ولاحظ أن كلامها الراقي أوي اتغير شوية وبقت بتقول ألفاظ صحيح مش وحشة ولا عيب ولكنها مش دارجة في الطبقة بتاعتهم فسأل
_ ديدا ... ليه بقيتي تتكلمي كدة ، أنا فاكر وأنا صغير كنتي بتعلميني لغات و etiquette
بصت فريدة الناحية التانية بضيق وسخرية _ هي أمك لحقت تقولك
جلال طبعا سمع همهماتها ولكن مفهمش أي حاجة وبعدين جدته بصتله بابتسامة وسألت
_ عادي يا حبيبي مالها طريقة كلامي
جاوب بصدق _ بالعكس دي عجباني أوي
ضحكت بوسع وهي بتضمه ليها بلهفة وابتسامته وصوته وكل حاجة فيه مخلياها سعيدة بحفيدها إللي بقى شاب زي القمر
_ حبيب تيتا .. تعالي في حضني شوية أنت وحشتني أوي
في وسط قبلاتها الكتير ليه سمعت صوته العميق ىغم صغر سنه بيسأل
_ بجد ؟!
ضيقت عيونها وخرجته من حضنها عشان تعرف تكلمه وش لوش
_ بجد إيه ؟
هز كتفه ببطئ وكور شفايفه كدة ودي حركات نوعًا ما أظهرت أنه متوتر وزعلان
_ بجد يعني في حد وحشته أوي كدة
ابتسم بشوق كبير وهي بتحط ايدها على وشها تلمسه بحنان _ يخبر أبيض ، طبعا دا أنا كنت خايفة أموت قبل ما أشوفك واخدك في حضني
رد جلال _ بعيد الشر عنك يا ديدا
وبعدين خدته في حضنها تاني _ تعالى يا حبيبي احكيلي عملت إيه في امريكا
تجاهل سرالها وبردو فكرة إن أمه مرحبتش بيه كويس جرحاه لحد دلوقتي وبيداري جرحه وزعله
_ بس ماما أنا حاسس إني موحشتهاش ، بس مش فارقلي
رغم أنها عارفة إن أمه فعلا سماوية وأهم حاجة عندها المناظر اكتر حتى من أبنها الوحيد إلا أنها دافعت عنها وحاولت تجمل صورتها من أجل إنها تحسن من نفسية حفيدها حبيبها
_ مين قال كدة طبعا وحشتها أوي ، وبعدين من امتى حبيبي بيتكلم عن مامته كدة
رد بابتسامة وهنا بيظهر على جلال أنه سريع الاقتناع بكلام إللي حواليه
_ أنا كمان بحبها على فكرة ، بس عادي يعني يا ديدا
توهت الموضوع_, ماشي يا حبيبي ، أكلت !؟
_ أيوة رضا جابتلي الأكل
رفعت حاجبها بفخر وهي بتمدح شطارة رضا _ هي إللي طبخاه مخصوص امبارح والنهاردة
ضحك لما افتكر أكلها فبصتبه فريدة باستغراب فبدأ يفسرلها
_ آه ماهو أنا قولتلها إن الأكل فيه سمنة كتير فمعجبنيش بس مكونتش أعرف إنها إللي عملاه
_ افرض زعلت ، اخس عليك دا بدل ما. تقولها تسلم ايدك على تعبك
_ مش مهم بقى انا قولت أقولها و لو زعلت من الحقيقة تبقى عيلة بس هي مزعلتش والنهاردة الأكل كان احسن شوية بس كل أكلها سمنة وزيت
سايرته فريدة وصراحة جلال بدأت تقلب بوقاحة وعدم مراعاة لمشاعر الآخرين لأن فيه ألف طريقه وطريقة يحاول يقولها بيها إن أكلها مش عاجبه لكن هو أختار طريقة قاسية
_ ماشي يا حبيبي هبقى أقولها تخفف الدسم أكتر طالما مش بتحبه
_ اوك .. كويس علشان صحتكم
بعدين اتنهد وقام _ أنا هروح أنام علشان الحق بقى
سألت باستغراب _ تلحق إيه ؟
رد بلا مبالاة _ الطيارة
غمضت عيونها وفتحت واتمنت أن إللي فهمته يكون غلط
_ طيارة إيه ؟!!
_ أمريكا !
انفتحت عيونها على آخرها من الصدمة وهو رد ببساطة _ أصل أنا راجع بكرة
وخرج جلال وفريدة من صدمتها مقدرتش تنطق بحرف ذيادة
بعد شوية دخلت رضا متعصبة وهي بتدبدب في الأرض وبتقول
_ الحمدلله أنه مشي ، طلب مني عصير بس أنا مجبتوش عشان مش عاوزة أشوفه
بعدين سكتت بكسوف كبير وقالت ولسة مش ملاحظة إن فريدة حرفيا زي التمثال
_ أصله عمل حجات وحشة أوي يا ست فريدة وأنا زعلانة
وفجأة أرتفع صوتها بحزم بعد ما عرفت إن الحجات إللي جرأته عليها وخلتها حلوة أكتر في عيونه هو لبسها الجديد والمكياج
_ معدتش هحط احمر ياست فريدة. مس هلبس الفساتين دي تاني حفيدك سوا فيا الهوايل
كانت عماله تتكلم وتتوعد للايام الجاية وفجأة لاحظت إن الست الكبيرة ساكته فسألتها بقلق
_ ست فريدة مبترديش عليا ليه
ساد صمت رهيب في الأوضة وبعدها ردت فريدة بصدمة _, جلال مسافر بكرة الصبح !
نهاية الفصل الثامن
_________________